سجل في جميع الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 أكثر من 800 ألف "حالة اعتقال حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في منتصف شهر أيلول 2014"، منها 266500 حالة اعتقال من قطاع غزة، وهؤلاء يشكلون قرابة ثلث إجمالي حالات الاعتقال في الأراضي الفلسطينية، وهي نسبة كبيرة قياساً بمساحة القطاع وعدد سكانه.
فيما لا تزال تحتجز سلطات الاحتلال في سجونها ومعتقلاتها نحو (400) معتقلاً من قطاع غزة حتى منتصف شهر أيلول 2014، وهؤلاء يشكلون ما نسبته (5,7%) من إجمالي عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية، من بينهم من هم معتقلين منذ ما يزيد عن عشرين عاماً، ومنهم (22) معتقلاً كانوا قد اعتقلوا خلال الاجتياح الإسرائيلي البري للمناطق الحدودية لقطاع غزة خلال العدوان الأخير الذي استمر لمدة 52 يومًا خلال شهري تموز وآب 2014.
أسرى قطاع غزة كانوا دوماً جزءً أساسياً من الحركة الأسيرة، وشاركوا بجانب إخوانهم ورفاقهم النضال المستمر ضد إدارة السجون الإسرائيلية، الكثير منهم شكَّلوا وعلى مدار عقود طويلة أعمدة أساسية للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، أول من استشهد من الأسرى خلال الإضرابات عن الطعام عام 1970، كان الشهيد الأسير "عبد القادر أبو الفحم" وهو من جباليا شمال قطاع غزة.
أهالي أسرى قطاع غزة منعوا وبشكل جماعي وبقرار سياسي إسرائيلي من زيارة أبنائهم منذ منتصف يونيو/حزيران 2007 وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وحتى تموز/يوليو 2012 نتاجاً للإضراب عن الطعام الذي خاضه الأسرى واستمر 28 يوماً، إذ سمح على اثره للعشرات منهم وعلى دفعات ودون انتظام، قبل أن تعود وتمنع الزيارات بشكل جماعي لأهالي أسرى قطاع غزة مع بدء عدوانها على غزة أوائل تموز/يوليو 2014 ولا يزال المنع ساري المفعول لغاية اليوم.
أن الاعتقالات من قطاع غزة قد شهدت انخفاضاً كبيراً منذ منتصف العام 1994، جراء عدم التواجد المباشر لقوات الاحتلال العسكرية في مدن ومخيمات القطاع، وذلك بعد اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وبعد إعادة قوات الاحتلال العسكرية انتشارها في قطاع غزة في سبتمبر/أيلول 2005، مما أدى إلى انخفاض الاعتقالات في صفوف مواطني غزة بشكل كبير، حيث لم يُسجل خلال الفترة المستعرضة ( منذ منتصف 1994-2014 ) سوى قرابة (6500) حالة اعتقال من قطاع غزة، فيما كانت ولا زالت النسبة الأكبر من الاعتقالات في محافظات الضفة الغربية.
قائمة شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 ولغاية اليوم تضم (62) أسيراً من قطاع غزة، كانوا قد استشهدوا جراء التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد والإصابة بأعيرة نارية بعد الاعتقال، أمثال: أبو الفحم وراسم حلاوة، وسميح حسب الله، وخالد الشيخ علي، وعطية الزعانين، ويوسف العرعير، وأسعد الشوا، وشادي سعايدة وآخرهم فضل شاهين الذي استشهد في سجن بئر السبع عام 2008، وهؤلاء يشكلون نحو (30 %) من إجمالي شهداء الحركة الأسيرة وعددهم (206) شهيداً.