تقرير شهر حزيران 2025

الفترة ما بين 1-6 وحتى 7-6-2025

رام الله 10-6-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 1-6 و7-6-2025.

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (415) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأبرز تلك المقالات التحريضية، مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، بقلم درور إيدر، بعنوان: "لا تنتظروا: يجب التحرك ضد فرنسا".

ويصف المقال، الاعتراف بدولة فلسطينية بأنه "شرعنة لإبادة إسرائيل"، ما يُفرغ أي مشروع سياسي فلسطيني من شرعيته ويحوّله إلى تهديد وجودي، ولا يكتفي الكاتب برفض الدولة الفلسطينية، بل يصوّرها كجائزة "للإرهاب"، كما يحرض على رفض أي حل سياسي، معتبرا أن مجرد الاعتراف بدولة فلسطينية "فعل عدائي" يستوجب الرد والعقاب، لا موقف دبلوماسي مشروع.

كما نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" مقالا تحريضيا آخر، بقلم حنان غرينوود، بعنوان: "حركة رغافيم: 98% من معطيات الأمم المتحدة حول "عنف المستوطنين" هي مواجهات بين عرب وجيش الدفاع الإسرائيلي".

يُنكر المقال وجود عنف من جانب المستعمرين ويعيد تعريفه كمجرد "مواجهات أمنية"، ما يُفرغ معاناة الفلسطينيين من مضمونها، ويستخدم لغة اتهامية ويصوّر الفلسطينيين كمحرّضين ومزوّري وقائع، بينما يُقدّم المستعمرين كضحايا. كما يدعو إلى طرد "الجهات الأجنبية والأيديولوجية" التي توثق الانتهاكات، في محاولة لإسكات أي رقابة دولية، كما يوظّف التقرير خطابا سياسيا يصوّر الفلسطيني كخطر وجودي يبرّر القمع والهيمنة تحت غطاء السيادة.

وفي مقال آخر، نشره موقع "ماكور ريشون"، بقلم حغاي سِغَل بعنوان: "بعد 30 عامًا على أوسلو، السيادة تقترب".

المقال يُعد تحريضيا لأنه يقدّم مشروع فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية كأمر حتمي وطبيعي، متجاهلا تماما وجود شعبنا وحقه في تقرير المصير، ويعيد صياغة البنية الاستعمارية عبر لغة بنى تحتية وخرائط تكنوقراطية، لكنه في جوهره يدعو إلى ضمّ الأراضي دون حقوق، ويعرض الحكم العسكري الدائم كحل سياسي مشروع، إذ إنه يصور حل الدولتين "كخرافة" من الماضي.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا تحريضيا بقلم "شموئيل مونيتس"، بعنوان: "اليهود الذين يصعدون يوميًا إلى جبل الهيكل: "سيُبنى هنا الهيكل".

تُعتبر هذه المادة خطِرة بكل معنى الكلمة. فما كان يُنشر في السابق في مواقع متطرفة مثل "مكور ريشون" أو "قناة 14"، أصبح اليوم يُقدَّم في صحيفة مركزية كيديعوت أحرونوت وكأنه أمر طبيعي وشرعي، تحت غطاء تغطية صحفية، تُمرَّر رؤية استعلائية يهودية ترى في السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى واجبا دينيا وقوميا، وتُعيد تعريف القدس كمكان بلا شراكة ولا اعتراف بالوجود الفلسطيني، إذ إن الاقتحامات تُطبّع وتُشرعن، وتُعرض كتعبير عن حرية دينية، بينما هي في الحقيقة وسيلة لتغيير المكانة القانونية والدينية للحرم، إذ إن هذا النوع من الخطاب لا يفتح بابا للسلام، بل يغلقه تماما ويزرع بذور انفجار جديد باسم السيادة الدينية.

التحريض على منصة "إكس"

وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير

"ردا على توجهي السابق إلى وزير الداخلية بطرد زوجة المخرب وليد دقة، نشرتُ الآن منشورا إضافيا للمخربة سناء دقة من مساء 7.10، تحتفل فيه بإعلان حماس عن الأسرى، وتنشر صورة لوليد، الذي نفق منذ ذلك الحين، مع تعبير عن أمل بإطلاق سراحه الفوري، يجب طردها فورًا!".

وزير المالية المتطرف يتسلئيل سموتريش

"أبارك للرئيس ترمب، الصديق الحقيقي لإسرائيل، على خطوة مهمة وجوهرية لتعزيز مكانتها وأمنها في العالم في مواجهة نفاق ولاسامية المحكمة في لاهاي، شكرا لك، سيادة الرئيس".

سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دنون

 

"أشكر الولايات المتحدة على موقفها الأخلاقي الواضح وقيادتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من خلال استخدامها حق النقض ضد القرار الأحادي الجانب ضد إسرائيل.

القرار الذي طُرح للتصويت دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، من دون أن يربط ذلك بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن – هدية لحماس. هذا القرار يوجّه رسالة خطيرة إلى إرهابيي حماس: ارفضوا كل المقترحات وسينالكم دعم المجتمع الدولي؛ احتجزوا مدنيين أبرياء رهائن، والأمم المتحدة ستمنحكم الشرعية.

هذه ليست دبلوماسية – بل استسلام للإرهاب.

طالما الرهائن لا يزالون في غزة، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار.

إسرائيل ستواصل الضغط العسكري، وستستخدم كل الوسائل الضرورية حتى عودة كل رهينة إلى الوطن".

وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس

"أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالعمل على منع أسطول الكراهية "مدلين" من الوصول إلى شواطئ غزة – واتخاذ كل الوسائل اللازمة من أجل ذلك، إلى غريتا المعادية للسامية وأصدقائها المروجين لدعاية حماس، أقول بوضوح: من الأفضل أن تعودوا أدراجكم – فلن تصلوا إلى غزة. إسرائيل ستتحرك ضد أي محاولة لكسر الحصار أو دعم التنظيمات الإرهابية – في البحر، وفي الجو، وفي البر".

                                                                                                

الفترة ما بين 8-6 وحتى 14-6-2025

رام الله 16-6-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 8-6 و14-6-2025.

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (416) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأبرز تلك المقالات التحريضية، مقال نشرته صحيفة "مكور ريشون"، بقلم: ألحانان شْفايْزر، بعنوان: "غمزة للمسلمين وطموحات دولية: ما علاقة ماكرون بالدولة الفلسطينية؟".

جاء فيه: فرنسا لا تقود جهود الاعتراف بدولة فلسطينية بدافع الرغبة في السلام، بل إستراتيجية انتخابية وسعيًا إلى مكانة سياسية دولية، حتى وإن كان ذلك على حساب زعزعة النظام الإقليمي ومنح جائزة كبرى لحماس،... فلا شك في أن ماكرون هو المبادر المركزي إلى هذه الخطوة، وهذا ليس أمرًا بديهيًا: صحيح أنه لم يكن يومًا من داعمي "إسرائيل" المتحمسين، لكنه حتى وقت قريب لم يُعتبر خصمًا بارزًا للدولة اليهودية. ويضيف: هكذا تبرز إمكانية أن خلف التصريحات المزخرفة حول "السلام"، "العدالة"، و"أفق سياسي"، تقف اعتبارات مختلفة تماما – داخلية، إستراتيجية، ونعم، حتى اعتبارات انتهازية بالكامل.

فالمقال يُعيد إنتاج سردية استعمارية تُحمّل الفلسطيني مسؤولية إخفاقات النظام الدولي، وتُصور أي اعتراف بحقوقه تهديدا للنظام الإقليمي والعالمي. ما يُلغي شرعية تطلع شعب إلى السيادة والاستقلال. في العمق، هي دفاع عن امتيازات القوى المهيمنة باسم "الاستقرار"، على حساب الحق والعدالة.

وجاء في صحيفة "معاريف" مقال، بعنوان: "أبو شباب "رصيد" والسلطة عبء: نتنياهو يكرر الخطأ نفسه من جديد"، بقلم: أفراييم غنور، يتحدث عن التعاون القائم بأمر من نتنياهو مع زعيم العصابة في غزة، ياسر أبو شباب، معتبرا إياه امتدادا مباشرا للأخطاء التاريخية التي ارتكبتها إسرائيل.

فالمقال ليس تحريضيا، لكنه يحمل أهمية خاصة لأنه يكشف بصورة صريحة عن التناقضات الجوهرية في سياسة نتنياهو تجاه قطاع غزة، ويضعها في سياق تاريخي يسلط الضوء على مسؤولية مباشرة للقيادة الإسرائيلية في إنتاج الواقع الذي انفجر في 7 أكتوبر، من خلال استدعاء تصريحات نتنياهو عام 2019، يُظهر المقال كيف أن دعم "حماس" لم يكن انحرافًا، بل جزءًا من إستراتيجية واعية لتقويض مشروع الدولة الفلسطينية عبر إضعاف السلطة، وتقوية خصومها.

في الوقت ذاته، ينتقد المقال بشدة أي محاولة لإعادة تموضع السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، ويصوّرها عبئا غير مرغوب فيه، مقابل تقديم زعيم مليشيا محلية مثل أبو شباب على أنه "الحل العملي".

وأبرز ما جاء فيه: (...التعاون القائم حاليًا بين "إسرائيل" – بأمر مباشر من نتنياهو – مع زعيم العصابة في غزة، ياسر أبو شباب، هو استمرار مباشر للنهج التاريخي الذي اعتمدته الدولة، حين دعمت، بشكل مباشر وغير مباشر، جماعات إسلامية بهدف إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، وهي السياسة التي أدّت عام 1987 إلى ولادة حماس).

بطبيعة الحال، الدوافع هنا سياسية صرفة، وهدفها الأوحد: لا لعودة السلطة الفلسطينية.

"الجميع يوجه أنظاره نحو غزة واليمن – لكن هذه هي الخاصرة الرخوة لدولة إسرائيل"، عنوان مقال آخر نُشر في صحيفة "معاريف"، للكاتب الإسرائيلي يُوسي أحيمئير.

يُعيد المقال تدوير سردية استعمارية تعتبر الوجود الفلسطيني تهديدًا دائمًا، وتربط بين الفرح الإسرائيلي والموت الفلسطيني باعتباره ثمنًا ضروريًا للاستمرار، ويُصوّر الفلسطينيين خطرا أمنيا متواصلا يُطل من طولكرم، ويختزلهم في خانة "الإرهاب" دون أي بعد إنساني أو سياسي.

كما يصف فكرة الدولة الفلسطينية بأنها خدعة حديثة تُستخدم في نزع شرعية الانتصار الإسرائيلي وتهديد وجود الدولة.

وتساءل المقال: هل علينا أن نُذكّر أنه حتى عام 1967، حين كانت يهودا والسامرة تحت حكم المملكة الأردنية، وقطاع غزة تحت الحكم المصري – لم يكن هنالك أي ذكر لفكرة "الدولة الفلسطينية"؟ المشكلة ظهرت فقط عندما خضعت تلك المناطق لحكم عسكري إسرائيلي، وبدأت الحكومة بالتردد: "أراضٍ مقابل سلام". ويجب التأكيد: ليس بدافع إقامة دولة عربية جديدة لشعب فلسطيني "مُختلق" – بحسب تعبير الكاتب – بل في الأساس من أجل دفع إسرائيل إلى العودة إلى خطوط ما قبل الحرب، والتنازل عن ثمار انتصارها الباهر والعادل، وتعريض وجودها للخطر بشكل ملموس. لن تتكرر لنا فرصة كالتي كانت قبل 58 عامًا. لن نحظى بانتصارات ملموسة كما في ذلك النصر. حرب "سيوف من حديد" تُثبت ذلك أكثر من أي شيء آخر.

في مقال نُشر في صحيفة "معاريف" بقلم: الكاتب كلمان ليبسكيند، بعنوان: "أحداث "حارس الأسوار"، المعركة التي تلتها – أربعة أعوام من النضال لاستعادة اسمه، حتى نال البراءة"، يستخدم أسلوبًا سرديًا مدروسًا في تقويض الرواية الفلسطينية وتجريم العربي، حتى في لحظة يكون فيها مصابًا جسديًا ومن المفترض أنه ضحيا.

لا يفتح النص بالتساؤل عن مشروعية استخدام العنف، بل يبدأ ببناء بطولي للشرطي – يجعل القارئ يصطفّ عاطفيًا معه منذ السطر الأول، كجندي ميداني مكافح، مظلوم، يحارب "الإرهاب" بلا حماية قانونية كافية.

في المقابل، العربي لا يُقدَّم كفرد، بل كرمز لمجموعة مشبوهة. حتى عندما يتحدث بصيغة إنسانية ("أنا أب لثلاثة، من يفعل هذا؟")، لا يُمنح القارئ وقتًا للتفكير أو التعاطف، بل يُقاطَع مباشرة باستدعاء ماضيه: منشورات قديمة، اعتقالات سابقة، عبارات تحريضية، كلها تُستخدم في بناء ملف "أخلاقي" ضده. الكاتب لا يناقش سلوكه الحالي، بل يجرّه دائمًا إلى خلفية اتهامية تُحوّل أي إصابة يتلقاها إلى استحقاق.

هكذا، يُسحب المشهد من كونه واقعة جنائية بين معتقل ومعتقل، إلى مواجهة رمزية بين "المخرب" و"المدافع عن الدولة". السرد لا يترك مكانًا للتساؤل: العربي ليس فقط مذنبًا، بل هو بالضرورة كاذب وخطير، حتى وإن كان ملقى على الأرض مضروبًا. هذه ليست رواية تحقيق، بل إعادة إنتاج لمعادلة القوة، حيث تُصاغ كل لحظة عنف ضد العربي كضرورة وطنية، وكل جرح يصيبه كأثر جانبي يمكن تجاهله.

في صحيفة "يسرائيل هيوم"، للكاتبة سارة هتسني كوهين، جاء مقال بعنوان: "العقوبات على وزراء إسرائيل: خط أحمر يجب على المعارضة تجاوزه، باعتبار أن العقوبات التي فرضتها بريطانيا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، والنرويج على الوزيرين سموتريتش وبن غفير تشكل مساسًا خطيرًا بالسيادة وبالديمقراطية الإسرائيلية، فقط عضو الكنيست بيني غانتس فهم أنه يجب الارتقاء فوق السياسة الداخلية ومعارضة الخطوة بشدة، بينما التزمت المعارضة الصمت أو حتى أيدت العقوبات.

واعتبر هذه العقوبات على وزراء في حكومة إسرائيل ليست مجرد إخفاق أخلاقي عميق، بل مساس جوهري بالسيادة وبالديمقراطية الإسرائيلية، باعتبار أن سموتريتش وبن غفير ليسا فردين عاديين، إنهما وزيران في حكومة إسرائيل، وبالتالي هذه الخطوة ليست شخصية، بل جماعية – ضد دولة إسرائيل. كما هي أوامر الاعتقال من المحكمة في لاهاي ضد مسؤولين في إسرائيل، كذلك هي هذه العقوبات البائسة.

فالنص يُحرّض على دول الغرب من خلال تصويرها كدمى سياسية خاضعة لتضليل "يسار إسرائيلي انتقامي"، متهمةً إياها بالعداء لإسرائيل حين تنتقد وزراء يمينيين، ويتم تصوير الموقف الدولي كخيانة جماعية تقودها بريطانيا ضد "الشرعية الديمقراطية" الإسرائيلية، في حين يُمحى كليًا السياق الفلسطيني أو سبب العقوبات... اليمين، من جهته، يُرسم كصاحب الاحتكار على تعريف "الوطنية" و"الشر"، فيصوغ الخطاب بحيث تكون معارضة الحكومة خيانة، ودعم حقوق الفلسطينيين خطرًا وجوديًا.

"الاحتلال هو أولا وقبل كل شيء حالة قانونية. وما العلاقة بالمساعدات الإنسانية؟"، مقال نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بقلم: غادي عزرا، يتعامل مع واقع الاحتلال بوصفه "وضعا قانونيا مؤقتا" لا يحمل بالضرورة طابعاً سلبياً أو غير مشروع، ويقدّمه أمرا واقعا تنظّمه قواعد قانونية، ويركز على ما إذا كانت إسرائيل تُعرّف نفسها كقوة مُحتلة أم لا، دون التطرق إلى تأثير السيطرة العسكرية في حياة السكان.

ويتجنب المقال النقاش الأخلاقي والسياسي حول استمرار الاحتلال، ويحوّل المسألة إلى نقاش تقني حول التمويل والمسؤوليات. كما يُحمّل الفلسطينيين، بشكل ضمني، مسؤولية أي التزامات قانونية قد تترتب على إسرائيل، ما يخفف ثقل أفعال الدولة ويضع الضحية في موضع العبء.

في الخطاب الإسرائيلي، لكلمة "احتلال" دلالة سياسية غالبًا. لكن في اللغة القانونية، "الاحتلال" هو أولًا وقبل كل شيء حالة قانونية. وضع قائم. والحقيقة أنه قانوني تمامًا. والدليل على ذلك وجود مجموعة كاملة من القواعد التي تنظمه. تُسمى "قوانين الاحتلال"، وهي تُعرّف شروط نشوئه والواجبات التي يتضمنها. أحدها هو أن "الاحتلال" مؤقت. لكن حتى ينتهي، فهو يُلزم من يسيطر على الأرض العناية باحتياجات السكان المحليين.

مقال آخر في صحيفة "مكور ريشون"، بعنوان: "التعامل مع أسطول غزة: جيد لكنه غير كافٍ"، بقلم: أوفير دايان، يشرعن الحصار على غزة، ويصور كل محاولة إنسانية لكسره مؤامرة عدائية تهدف فقط إلى تشويه صورة إسرائيل. فتستخدم الكاتبة لغة استخفاف وعدائية تجاه النشطاء، وتمسّ بشرعيتهم الأخلاقية، من خلال السخرية من نواياهم، ووصفهم بالكاذبين ومروجي الدعاية.

فلا يكتفي المقال بالدفاع عن السياسة الإسرائيلية، بل يهاجم أي صوت ناقد، ويشيطن الناشطة الشابة (ريتا) بعبارات شخصية مهينة، ما يحوّل التحليل السياسي إلى خطاب كراهية ممنهج.

وفيما يلي مقتطفات من المقال: وبما أن هدف الأسطول هذا الأسبوع كان عرض إسرائيل بصورة سلبية، اضطرت الدولة إلى التعامل مع الحدث بشكل مختلف. بدلًا من إرسال مقاتلي وحدة شاييطت 13 الأقوياء والمسلحين وهم يتدلَّون على سطح السفينة، اختارت الدولة ردًا من نوع آخر – ردًا يفجّر البالون الكاذب الذي حاول ركابه تضخيمه.

ومرة أخرى، كما في حالات كثيرة في الماضي، تفوقت إسرائيل في الأفعال وأخفقت في الأقوال.

ومع أن العملية جرت بسلاسة، فقد منحت إسرائيل أيضًا لأعدائها بعض الهدايا المجانية. لو كان الوضع العملياتي يسمح بذلك، لكان من الأفضل عدم سحب السفينة إلى ميناء أشدود، إذ إن هذا أتاح للناشطين الادعاء بأنهم اختُطفوا على يد الجيش الإسرائيلي.

كان من الأفضل تطويق السفينة عند حدود المياه الإقليمية الإسرائيلية، وإجبارها على العودة من هناك، دون السماح للناشطين بالدخول إلى الأراضي الإسرائيلية.

علينا أن نتعلم الكثير من ذلك – من الجانبين، الإيجابي والسلبي. من الجانب الإيجابي، يجب الاستعداد مسبقًا وتقليص الذخيرة التي يحصل عليها الناشطون المعادون لإسرائيل في حملة الكراهية ضدنا. ومن الجانب الآخر، على الوزارات الحكومية أن تتعلم الدبلوماسية، وأن تتخلى عن المظهر الذي يشبه مؤثّري الشبكات.

رصد التحريض على منصة "إكس"

 

إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي- حزب قوة يهودية

بينما تتخيل الدول الاستعمارية الأوروبية أننا، نحن اليهود، ما زلنا رعاياها، يسيطر الإسلام المتطرف على شوارع مدنها الشهيرة. لكن حملتهم لاسترضاء إرهابيي حماس لن تنقذهم.

عندما يستيقظون أخيرًا، سيكون الأوان قد فات!

وفي منشور أخرى له، ردًا على منشور لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: شكراً لك، السيد وزير الخارجية!

الإدارة الأميركية بوصلة أخلاقية في وجه ارتباك بعض الدول الغربية التي تختار استرضاء منظمات إرهابية مثل حماس.

إسرائيل ليست خائفة، وسنواصل مكافحة الإرهاب!

التاريخ سيحكم على قضاة عصرنا.

بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية- الصهيونية المتدينة

أقمنا اليوم جلسة للكتلة بمشاركة المجلس الإقليمي جبل الخليل في "متسبي زيف"، واحدة من 22 مستوطنة جديدة أعلناها مؤخرًا. دقائق معدودة قبل ذلك، غرسنا أشجار كرمة جديدة بجوار مستوطنة كرمل.

أقيمت مستوطنة متسبي زيف لذكرى يوآف دورون ويهودا بن يوسف ينتقم الله لدمائهما. متسبي زيف ليست مستوطنة جديدة، إنما هي رمز للنهضة، الإيمان وتحقيق الرؤية. كل شجرة كرمة غرسناها هنا وكل حجر يُبنى سيرويان قصة انتصار شعب جذوره مغروسة في عمق الأرض المقدسة. في جبل الخليل، المكان الذي بدأ فيه تاريخنا، نحن مستمرون في كتابة الفصل القادم للصهيونية- بفخر، وبإيمان وعزم.

وفي منشور آخر: مضاعفة شارع 60 (شارع يربط بين المدن "الإسرائيلية" وشوارع الضفة)، هو أكثر من مجرد شارع للمواصلات، إنه خلية إضافية في سلسلة الثورة المدنية- الاستيطانية التي نعمل عليها في الميدان.

نحن نستثمر مليارات في المواصلات، في البنى التحتية والتطوير من أجل تقوية السيادة الإسرائيلية وضمان الأمن، التوافر والاتاحة لمواطني إسرائيل في كل مكان في بلادنا.

لن نخضع ولن نتوقف للحظة. سوف نستمر في بناء إسرائيل وتقوية سيطرة شعب إسرائيل على أرض إسرائيل.

وفي منشور ثالث: شكرًا جزيلاً للرئيس ميلي (رئيس الأرجنتين).. إن نقل السفارة إلى القدس، وصداقتكم وكلماتك المؤثرة اليوم في الكنيست، مهمة بالنسبة إلينا كثيرًا.

وقوفك بجانب دولة إسرائيل هو نموذج ومثال لصداقة حقيقية ومكانة أخلاقية. شكرًا!

ليمور سون هارميلخ، عضو كنيست- حزب قوة يهودية:

إعادة نشر منشور للناشط اليميني المتطرف المستوطن أليشع يرد

السلطة الفلسطينية في حرب التجمع

معدات بناء كثيرة، وخيام، وحاويات مياه وغيرها تم جمعها اليوم على يد "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" برئاسة مؤيد شعبان- للعرب في بؤر الغزو، شرقي بنيامين الذين تركوا مؤخرًا المنطقة ونقلوا مسكنهم إلى داخل التجمعات السكانية.

يهدف هذا التبرع بالمعدات إلى تقوية العرب و"صمودهم على الأرض"، وإقناعهم بعدم التخلي عن الحملة.

 تسفي سوكوت، عضو كنيست- الصهيونية المتدينة

غدًا جلسة في الكنيست حول إلغاء تسليم واستباحة أحد أهم المواقع الأثرية التاريخية لإسرائيل للمخربين...

يجب أن نستعيد المكان الأول الذي هربت إليه دولة إسرائيل من الإرهاب.

أنتم مدعوون إلى الانضمام.

أفيغدور ليبرمان، عضو كنيست

نقل طعام حلال "كشير" على حساب دافع الضرائب الإسرائيلي- هذا ليس يهوديا، وليس حلالاً.

داني دانون، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة

 

أتقدم بجزيل الشكر إلى الرئيس خافيير ميلي على قراره نقل سفارة الأرجنتين إلى القدس، العاصمة الأبدية للشعب اليهودي ودولة إسرائيل.

تُعدّ هذه الخطوة تأكيدًا قويًا على الصداقة العميقة بين بلدينا، واعترافًا بالحقائق التاريخية. نتطلع إلى تعزيز الروابط بين الأرجنتين وإسرائيل.

جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي

سُررتُ باستضافة وزير الخارجية السويسري إيجانسيو كاسياس في القدس. أطلعته على الوضع في غزة، وشكرته على تصنيف سويسرا لحماس منظمة إرهابية. أخبرته أن المبادرة الفرنسية للاعتراف الأحادي بـ"دولة فلسطينية" تُمثّل جائزة للإرهاب، وتُضرّ بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة في التوصل إلى صفقة أسرى ووقف إطلاق نار.

وفي منشور آخر، ما الذي جعل الرئيس الفرنسي متحمسًا لهذه الدرجة لرسالة مليئة بالشعارات الفارغة، والوعود الفارغة التي قُطعت مرات لا تُحصى في الماضي، والأكاذيب التي لا تمت للواقع بصلة؟.... فهو متحمس، يرى "أملًا". أي أمل؟ لن تبني إسرائيل سياستها ومستقبلها على أوهام زائفة انفجرت في وجوهنا مرات لا تُحصى. إذا كان ماكرون يتوق إلى دولة فلسطينية، فهو مدعو إلى إقامتها على الأراضي الفرنسية الشاسعة.

 

الفترة ما بين 15-6 وحتى 21-6-2025

رام الله 23-6-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 15-6 و21-6-2025.

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (417) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأبرز تلك المقالات التحريضية، مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" للصحفي ميخائيل ملشطين، حول الحرب على إيران بعنوان: "لماذا تنجح إسرائيل في إيران ولبنان وتفشل في غزة؟"

وجاء في المقال: "التعقيد الذي تُظهره إسرائيل في المواجهات مع إيران وحزب الله – بما يشمل ترسيخ موطئ قدم سياسي يكمل الإنجاز العسكري – هو نهج يجب تبنّيه أيضا في قطاع غزة. الحملة في القطاع تكشف عن درس حيوي إضافي: ضرورة تجنّب الأوهام التي لا تكتفي بتعقيد الوضع، بل تشتّت التركيز عن أهداف الحرب الجوهرية، مثل الانشغال المتزايد بإسقاط النظام الإسلامي، في حين يجب أن تبقى الأنظار مركّزة على المشروع النووي".

الكاتب يصوّر الفلسطينيين في غزة كعقبة أمنية لا كطرف سياسي، ويُحمّلهم مسؤولية فشل إسرائيل في تحقيق "نصر حاسم". مستخدما لغة تحريضية، تدعو ضمنيا إلى السيطرة الكاملة على القطاع أو حتى تفريغه من سكانه.

تجاهل الكاتب تمامًا حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مختزلا القضية في مشروع لـ"إعادة التأهيل" وكأنهم مشكلة يجب إصلاحها، معيدا إنتاج سردية استعمارية تبرّر استمرار الحرب والهيمنة بدل السعي إلى حل سياسي عادل.

وفي مقال آخر بعنوان "دعونا نوضح ما هو بديهي: وزير الأمن لا يوفر أي أمن"، نشر على صحيفة "يديعوت أحرنوت" سخر الكاتب من أداء وزير الأمن الإسرائيلي، إلا أنه في الوقت ذاته شرعن استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة، عبر الإيحاء بأنهم أدوات، في تبرير غير مباشر لاستمرار القصف والدمار.

وسلط الكاتب الضوء على البنية الداخلية المتآكلة للسياسة الإسرائيلية، من خلال تتبع التعيينات غير المهنية، والخطاب الشعبوي، وانفصال القيادة عن الواقع الأمني والاجتماعي. ويكشف كيف تُدار الدولة في زمن حرب استنزاف، ليس وفق اعتبارات أمنية أو استراتيجية، بل وفق صفقات سياسية داخلية، وترضيات دينية، وشعارات إعلامية.

المقال يفكك صورة "إسرائيل الحاسمة"، ويعرض كيف أن القرارات المصيرية تُتخذ من منطلقات حزبية ضيقة، ما يجعل "أمن الدولة" ومواطنيها مجرد أداة في لعبة سلطة، ويُظهر كيف يتحول الأمن إلى أداء دعائي، وتُستخدم التهديدات كبديل عن سياسة مدروسة، في وقت الحاجة فيه إلى عقلانية ومسؤولية لا إلى استعراض.

 

وفي تقرير نشره موقع "الصوت اليهودي" للكاتب حاييم غيلادي، حول أزمة العمل في الضفة الغربية، اعتبر أن وقف تشغيل العمال الفلسطينيين "أداة ردع فعالة"، مهاجما منظمات إسرائيلية يسارية دافعت عن حقوقهم، في محاولة لشيطنة الوجود الفلسطيني وشرعنة العقوبات الجماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.

وفي صحيفة "معاريف"، كتب بن كسبيت مقالا بعنوان "فرصة لإحلال سلام مؤقت"، تجاهل فيه بالكامل وجود الشعب الفلسطيني، واختزل الصراع في بعد داخلي إسرائيلي، داعيًا إلى هدنة سياسية داخلية لتمكين حكومة الاحتلال من حسم المواجهة عسكريا، في تهميش تام للعدوان المستمر على غزة.

تعكس المقالة تحوّلًا لافتًا في خطاب أحد أبرز منتقدي نتنياهو، حيث يعلو فيها صوت الإجماع الإسرائيلي حول الحرب على إيران، بما في ذلك دعم مباشر لقرار نتنياهو باعتباره "لحظة لا يمكن تفويتها". الغائب الأكبر عن السرد هو الفلسطينيون وغزة، الذين يُختزل وجودهم إلى خلفية صامتة لا تستحق الذكر الا بجملة عرضيّة، المقال يوضح أن "الوحدة الوطنية" في إسرائيل تُبنى على تجاهل الآخر وتحييد معاناته.

وفي مقال تحريضي على صحيفة "مكور ريشون"، احتفى الكاتب بالهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث يعكس رؤية استعلائية تضع إسرائيل في موقع منقذ العالم من "قوى الظلام"، ويستند إلى سردية خلاصية تربط بين الهجوم على إيران والهولوكوست.

يكشف المقال العقلية السياسية والإعلامية التي تُبرر الحرب باعتبارها "مهمة أخلاقية" تتجاوز حدود الدولة.

وفي مقال آخر، قدم أنون سغل كتابا بعنوان "العلماء الغربيون لا يحرّمون ما هو مباح" نشره "اتحاد حاخامات الغرب"، يكشف أن بين حاخامات الجاليات المنحدرة من شمال إفريقيا تسجّل منذ سنوات عديدة مواقف داعمة لصعود جبل الهيكل، بل وحتى لإعادة تأسيس "السنهدرين".

تُعدّ هذه المادة تحريضية لأنها تروّج بوضوح لفكرة فرض السيادة اليهودية على الأقصى، وتدعو لتجاوز المواقف الحاخامية التحفّظية. النص يهاجم بشكل مباشر الحاخامات والمؤسسات الدينية التي تلتزم بالوضع القائم، ويشرعن الصعود الجماعي والمُنظم إلى الجبل تحت غطاء ديني.

التحريض في العالم الافتراضي

واصل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير التحريض على الأسرى، وهددهم عبر منشور على صفحته على منصة "إكس": بـ"رد قاسٍ وفوري"، مطالبا بسياسة "صفر تسامح" مع من أسماهم "المخربين" في السجون.

وقال بن غفير: "مخرب الذي يعتقد انه بإمكانه أن يفرح في السجن في الوقت الذي يحارب فيه جنودنا- سيتلقى ردا قاسيا وفوريا".

وقال عضو كنيست عن حزب الليكود اريئيل كلنر عبر منصة "إكس": "الترويج لمشروع قانوني الذي يوسع الصلاحيات ضد هيئة بث اجنبية التي تمس بأمن الدولة- أمر ملح!، من يقوم بتصوير الصواريخ من أجل الجزيرة هو متعاون مع العدو".

وفي منشور آخر لبن غفير، حرّض ضد الإعلام الأجنبي، وهدد بإغلاق قنوات دولية بدعوى "المساس بأمن الدولة"، محذرا الصحفيين من نقل صور سقوط الصواريخ، وواصفًا الإعلام العربي بأنه "متعاون مع العدو".

وحرّضت النائبة من "الليكود" طالي غوطليب على النواب العرب، وهاجمت حقهم في التحدث باللغة العربية داخل الكنيست، في تعبير صريح عن عنصرية ممنهجة داخل المؤسسة التشريعية الإسرائيلية.

وأعاد سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون التحريض ضد المؤسسات الدولية، وهاجم في منشورات متتالية تقارير الأمم المتحدة، واصفًا إياها بـ"الاغتيال السياسي"، ودافع عن جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين.

أما وزير الإعلام شلومو كرعي، فنشر منشورًا هدد فيه الصحفيين الذين رصدوا سقوط الصواريخ، وزعم أنهم "يعملون لصالح الجزيرة"، وأشاد بتدخل الشرطة لوقف البث المباشر من الميدان، في تعدٍّ صارخ على حرية الصحافة.

 

الفترة ما بين 22-6 وحتى 25-6-2025

رام الله 30-6-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 22-6 و25-6-2025.

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (418) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأبرز تلك المقالات التحريضية، مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" للكاتبة نوعا درومي، بعنوان: "الدرس من الانتصار على إيران: المبادرة بدل الاحتواء"، حيث تنطلق من عقيدة حربية ترى في القوة العسكرية الطريق الوحيد للتعامل مع "العدو" (الفلسطيني)، وترفض من حيث المبدأ أي منطق للتسوية، إذ تُجرّم التفكير السياسي وتحطّ من شأن من يسائل الإستراتيجية أو يطرح بدائل دبلوماسية.

الكاتبة لا تكتفي بنفي إمكانية السلام، بل تصف كل من يدعو إليه بالخائن أو الساذج، وتُروّج لهيمنة دائمة بالقوة، ما يُحوّل الصراع إلى صدام وجودي لا مخرج منه سوى البطش. المقال تحريضي لأنه يضع الجمهور الإسرائيلي أمام خيار زائف: إمّا الاستسلام أو الفناء، ويغذّي خطابًا قوميًا عدائيًا يرفض الاعتراف بالآخر ويقوّض أسس أي مشروع عقلاني لتسوية تاريخية.

وجاء في المقال: "لكن في السابع من تشرين الأول، تغيّر هذا الواقع. الإسرائيليون فهموا أن الاحتواء المستمر يؤدي في النهاية إلى مزيد من الضحايا، وإلى تعاظم قوة العدو.. أدركوا أن الأرض هي قوة، وأن القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو.

فالمبادرة العسكرية أصبحت أمرًا مرحبًا به. لم يجرؤ أي سياسي يحترم نفسه على معارضة الهجوم الإسرائيلي ضد إيران. على العكس، الجميع باركوه. الفهم بأن على العدو أن يُهزم لا أن يُسترضى، تحوّل إلى إجماع".

مقال آخر نُشر في صحيفة "يسرائيل هيوم"، بعنوان: "الآن بات الأمر (شبه) علميّ: اليمينيون أكثر سعادة"، يقدم فيه الكاتب أفري غيلعاد تحليلا عن استطلاع رأي حول الفروقات في الحالة المزاجية بين اليساريين واليمينيين، إذ يُقدَّم الفلسطيني تهديدا كامنا، كمن يخفي نية القتل خلف ملامح العامل العادي، ويُصوَّر حضوره في مواقع البناء كقنبلة موقوتة.

هذا التصوير لا يترك مجالًا للفردانية أو للتمييز بين الناس، بل يحوّل الفلسطيني إلى خطر متخيل دائم، لمجرد هويته. الإقصاء هنا لا ينبع من السلوك بل من الانتماء، من الافتراض بأن القرب الجغرافي يعني تهديدًا وجوديًا. بهذا، تُغذّى مشاعر الخوف وتُزرع الكراهية، وتُصاغ شرعية لاستبعاد شعب بأكمله.

"استعدوا للمواجهة القادمة: إسرائيل فوّتت فرصة لتغيير إستراتيجي"، مقال نُشر في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يتبنى  الكاتب نداف هعتسني منطقا عسكريًا صرفًا لا يترك أي مساحة لتمييز بين ساحة المعركة ومكان السكن، ويقيس النجاح فقط بمدى سرعة التقدّم وكمية "الحسم" المطبّق.

لا يطرح في مقاله أي اعتبار لوجود المدنيين، وكأن غزة أرض فارغة، لا يسكنها بشر، بل هي معوّق جغرافي يجب اجتيازه.

هذه النظرة تُفرغ السكان من إنسانيتهم، وتحضّ على استخدام القوة أداة مطلقة بلا قيد، ما يخلق بيئة خطابية تشرعن الضرر الجماعي وتدفع نحو مزيد من التصعيد والقتل والتجويع.

ودعا الكاتب إلى ضرورة تغيير النهج في غزة نحو نمط "هجوم الأيام الاثني عشر"، وتجنّب ما تُسمى "صفقة الأسرى" بأي ثمن، لأنها ليست صفقة بل هي استسلام إستراتيجي، استسلام سيُظهر في جوهره أننا لم نتغيّر حقًا — فنحن من جديد نمنح محور الشرّ الضوء الأخضر لإعادة بناء قوته التدميرية.

مقال آخر في الصحيفة ذاتها، بعنوان: "من الصديق، من العدو، وماذا تعلمت من شارع "صِمْحي هَيِهوديم"، للكاتب مورياه كور، يركز على غزة ككيان عدائي بحت، دون تمييز بين مكوناته، ما يُمهد لتبرير سياسات البطش والقتل والتجويع بحقها. تُصوَّر غزة كمصدر دائم للكراهية والتحريض، وكمنطقة لا أمل في إصلاحها أو التعامل معها بغير القوة. الخطاب يُقصي أي حديث عن معاناة أو حياة في غزة، ويحوّلها إلى مجرد هدف أمني يجب سحقه. بهذا، تتحول غزة من مكان يسكنه بشر إلى ساحة تُشرّع فيها أقصى أشكال العنف بلا تساؤل أخلاقي.

وجاء فيه: "الآن، تخيلوا ماذا كان سيحدث لو أن حكومات إسرائيل كانت تأخذ على محمل الجد المواد التعليمية التي تُدرّس في السلطة الفلسطينية، ووسائل الإعلام كانت تردد الرسائل المعادية لليهود في المساجد، والمستوى السياسي قرر استيعاب غسيل الدماغ في غزة ويهودا والسامرة، الذي يخضع له كل رضيع – حتى من دون بناء ساحة بساعة رملية.

لو كانت الحقيقة الفلسطينية حاضرة في الحياة العامة الإسرائيلية من دون محاولات تجميلها، لما كنا أدخلنا العدو القريب إلى مستشفياتنا، لما كنا تهاونا في دخول العمال الذين ذبحونا في 7 أكتوبر، لما كنا استخففنا بالتنازل الإقليمي عن عقارات ضخمة ستُستخدم ملاذات لإطلاق الصواريخ وإخفاء المختطفين. ما كانت لتُوقّع اتفاقيات أوسلو أصلاً".

"هل سينهار مفهوم "المقاومة" ضد إسرائيل؟"، مقال نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، للكاتب ميخائيل ميلشتاين،

تساءل: هل سينهار مفهوم "المقاومة"؟ ما البديل؟ والأهم: هل يمكن أن يُبشّر ذلك بتخلٍّ جماعي عن العداء العميق تجاه إسرائيل لصالح تبنّي مواقف أكثر اعتدالًا؟ فلكي يتم القضاء العميق على الفكرة، هناك حاجة إلى تغيير ثقافي جذري في العالم العربي والإسلامي، وهو ما لا يزال، حتى الآن على الأقل، بعيدًا عن روح نزع الراديكالية.

وأضاف: التمسك الإسرائيلي بأوهام، من قبيل إفراغ غزة من الفلسطينيين، إلى جانب مواصلة القتال في القطاع، لا سيما إن اقترن ذلك بتضخم في الغرور مصحوب بنداءات للضمّ والتوسع الاستيطاني – قد يؤدي إلى إجهاض مكاسب إستراتيجية وفرص لإعادة تشكيل جيوسياسي أفضل للمنطقة.

"بين الهزيمة المهينة في محيط غزة والانتصار المبهر في إيران"، مقال نشرته صحيفة "مكور ريشون"، للكاتب آري شبيت، يقول فيه: "بين الهزيمة المهينة والانتصار المبهر مررنا بتحول جذري. لم نعد الأشخاص الذين كنا. لم نعد الشعب الذي كنا عليه. جيش الدفاع الإسرائيلي أصبح جيشًا مختلفًا. الصدمة التي عايشناها دفعتنا إلى استجماع القوى، والتجنيد، والانتفاض".

يصور الكاتب غزة كمصدر دائم للخطر، ما يخلق صورة نمطية سلبية تُغذي الخوف والعداء تجاه سكانها. استخدامه كلمات مثل "אויב" (عدو) و"מפלה משפילה" (هزيمة مذلّة) يعزز الانقسام ويُهمّش المدنيين، ويقلل تعاطف القارئ مع معاناة أهل غزة.

التركيز على الجانب العسكري فقط وتجاهل الأبعاد الإنسانية يجعلان المقالة تبدو تحريضا مبطنا يبرر العنف والعمليات العسكرية المستمرة. بهذا الشكل، يُساهم النص في تعميق النزاع بدلاً من تقديم فهم أو حلول سلمية.

واختتم مقاله على النحو التالي: "يجب أن نتذكر: الصراع من أجل حياتنا لم ينتهِ. المواجهة بين القوة الإقليمية اليهودية الديمقراطية والقوة الإقليمية الشيعية الجهادية لا تزال مستمرة. ستكون هناك تحديات أخرى، وجولات أخرى، والتهديد الوجودي لم يُزل بعد. ولكن في نهاية المعركة الباهرة لعملية "شعب كالأسد"، يحق لنا أن نشعر بالفخر، والامتنان، والأمل. متأخرين، ولكن بأكثر الطرق إثارة للإعجاب – بدأنا مواجهة مهمة جيلنا".

كذبة الإبادة الجماعية والفصل العنصري: كيف تتحول إسرائيل إلى كبش فداء عالمي؟".

مقال آخر في صحيفة "مكور ريشون"، للكاتب جيسون شويلي، بعنوان: "من اتهامات بلا أساس إلى رفض رؤية فظائع حماس – هكذا تُبنى حملة التشويه الدولية ضد إسرائيل برعاية الإعلام الغربي والنشاط المتطرف، ينكر بشكل واضح وجود إبادة أو تجويع في غزة، ويقدم صورة تبريرية للواقع هناك، متجاهلاً المعاناة الحقيقية للسكان.

ويرفض الاعتراف بأي أزمة إنسانية، ويصف الادعاءات المتعلقة بالحصار أو الجوع بأنها مبالغات أو أكاذيب. بهذا الأسلوب، يقلل حجم المعاناة ويُبعد التركيز عن مسؤولية الاحتلال عن الظروف المأساوية التي يعيشها أهل غزة. هذا الإنكار يساهم في تحييد التعاطف الدولي مع سكان القطاع، ويُبرر استمرار السياسات القاسية بحقهم.

ومما جاء فيه: "ادعاءات "الجوع الجماعي في غزة" تتكرر كثيرًا في العناوين، لكن حقائق أخرى –مثل سرقة حماس المنهجية للمساعدات الإنسانية أو بيع الطعام في السوق السوداء– نادرًا ما تُذكر. وحتى عدم إعلان حالة جوع رسمية لا يمنع بعض وسائل الإعلام من عرض ذلك كأمر مسلم به".

"الخطة الأمنية لبن غفير في يهودا والسامرة – بعد الحرب في إيران"، نشر على موقع "الصوت اليهودي"، يدعو إلى تصعيد العنف في الضفة الغربية من خلال تنفيذ ضربات جوية واستهداف مباشر للأشخاص، مع تبني سياسة القتل الفوري لأي معارض دون أي إجراءات قانونية.

المقال يؤيد القتل والبطش بشكل واضح، ويدعو إلى تدمير المنشآت وإخضاع السكان بحصار مشدد. هذا الخطاب يشجع على العنف الشديد ضد المدنيين ويصوّر المنطقة كهدف للدمار، ما يجعله تحريضيا، ويساهم في تصعيد النزاع بدلاً من البحث عن حلول سلمية.

 

وجاء فيه: "وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، عضو الكابينت السياسي-الأمني، يعرض بالفعل خطته ليوم ما بعد الحرب – التي تهدف إلى تغيير قواعد اللعبة أيضاً في ساحة يهودا والسامرة".

ويضيف: "من بين الخطوات التي يطالب بن غفير بدفعها فور انتهاء القتال في إيران: ضربات جوية مركزة ضد مسلحين في مواكب استعراضية، وجنازات وفعاليات تأبين في مدن الإرهاب في يهودا والسامرة. تشريع قانون عقوبة الإعدام على الإرهابيين في حزبه، الذي تعطل لأكثر من عامين. عقوبات غير مسبوقة على السلطة الفلسطينية، حتى تصل إلى شلها التام".

رصد التحريض على منصة "إكس"

 

إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي- حزب قوّة يهوديّة

مواطنة من الجليل دعمت حماس وكتبت كلام تمجيد للمخربين في مواقع التواصل. وصل أفراد شرطة اللواء الشمالي إليها عندما كانت تنام على سريرها وأوقفوها. هذه سياسة- هكذا فقط!

منشور آخر له: المساعدة الإنسانية التي دخلت إلى غزة هي عار مطلق. المطلوب في غزة ليس الوقف المؤقت للمساعدات "الإنسانية"، يجب وقفها كليًا.

عندما حذرت ونبهت، والوحيد الذي صوت قبل شهر ونصف شهر ضد إدخال المساعدات التي كان واضحًا بالنسبة إلي أنه ستعطي حماس أوكسجينا. سخر مني البعض وادعى أن "المساعدات ستدخل شمال القطاع لن تكفي لمدة 10 أيام"، واتضح اليوم ما كان معلومًا في السابق: سيطرت حماس على كميات الغذاء والسلع التي تسهم في بقائها.

إن وقف المساعدات سيقربنا من النصر. سأطالب رئيس الوزراء بطرح مسألة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة للتصويت عليها مجددًا في الاجتماع المقبل للمجلس الوزاري المصغر.

ليمور سون هارميلخ، عضو كنيست- قوة يهودية

بعد كشف "الصوت اليهودي": هل سيغادر المفتي عكرمة صبري منزله لمنع الهدم؟... في الطلب المقدم إلى المحكمة، ذكر محامي صبري أن "المتقدمين (أصحاب الشقق) يُكملون حاليًا إجراءات تتعلق بمستأجر إحدى الشقق، ونأمل أن تُستكمل قريبًا. وتهدف الخطوات المذكورة أعلاه إلى إزالة أي "مصلحة عامة" من المبنى تنبع من هوية أحد المستأجرين"، على حد تعبير المحامي.

ربما تكون هذه محاولة لنقل صبري إلى شقة جديدة على أمل إلغاء الهدم نتيجةً لذلك. يسكن صبري في المنزل منذ أكثر من عقد. في وقت مبكر من عام 2013، نشرت وسائل إعلام عربية تقارير عن الإجراءات المتعلقة بالمنزل. في كانون الأول 2023، وبعد كشف صحيفة "الصوت اليهودي"، بدأت السلطات مجددًا إجراءات هدم المنزل.

تسفي سوكوت، عضو كنيست- الصهيونيّة المتدينة

في هذه اللحظة ادعى أيمن عودة في لجنة الكنيست أن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ينفذون جرائم ضد الإنسانية وقتلوا عشرات آلاف الأبرياء.

بالطبع، دون أي شك لم يوافق على إدانة حماس وحزب الله.

كل يوم يمر وداعم الإرهاب هذا في الكنيست عبارة عن وقود للإرهاب.

سيكون عودة عضو الكنيست الأول في تاريخ إسرائيل الذي سوف يتم طرده منه.

بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية- حزب الصهيونية المتدينة

توسيع اتفاقيات إبراهيم أمر رائع.

تحالفات سلام قائمة على قوة أمنية وتنمية اقتصادية للمنطقة بأسرها.

 

ولكن إذا كان هذا غطاءً لامعًا لتهديد وجودي متمثل في تقسيم الأرض، وتسليم أراضٍ للعدو، وإقامة دولة فلسطينية إرهابية أكبر بعشرين ضعفًا من غزة، وفي منطقة تسيطر جغرافيًا وطبوغرافيًا على معظم أراضي دولة إسرائيل، فالأمر لا! شكرًا لكم.

لقد شهدنا بالفعل فيلم الرعب هذا، حيث باعوا لنا أوهامًا مبالغًا فيها مُغلفة بكلمات مُبالغ فيها عن شرق أوسط جديد ومكانة دولية في الأسرة الدولية، وقد انفجرت هذه الأوهام في حافلات في مراكز المدن، مع آلاف القتلى والجرحى، ومع أفظع مذبحة حدثت لنا منذ المحرقة.

بعد السابع من أكتوبر، لم يعد هناك الكثير من العقلاء في دولة إسرائيل ممن يُقدمون يد العون لهذا. حقنا في الأرض ليس للبيع. نقطة على السطر.

تسفي سوكوت، عضو كنيست- حزب الصهيونيّة المتدينة

سماع صرخة يوسف في الجيب

كل يوم جمعة أدى العشرات صلاة "منحاة" (ساعة الظهيرة) عند مدخل مدينة نابلس مطالبين ومتوقعين العودة بانتظام إلى قبر يوسف. الحاخام دافيد بن نتان: "يوجد ليوسف الصديق عينان طيبتان وهو يتحدث بشكل جيد عن أرض إسرائيل، لذلك حظي أن يُدفن في أرض إسرائيل. نحن نريد أن نسمع صرخة يوسف ويكون لها صدى لتخرج من الجيب".

ألموغ كوهين، عضو كنيست- قوة يهودية

في الأيام الأخيرة خرجت عناوين حول إعلان/ إقامة دولة إرهاب فلسطينية بجانبنا في إطار مسيرة السلام. تحدثت أمس مع الجهات المناسبة في هذه القضية، وتم التوضيح لي بشكل قاطع، أنه لا يوجد حديث عن الموضوع، ولن يكون كهذا.

لكل من يحلم بدولتين لشعبين، أوصي بأن تستيقظوا، وفي أسرع وقت ممكن.

أفيغدور ليبرمان، عضو كنيست- إسرائيل بيتنا

في الوقت الذي يحارب فيه جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة، تستمر الحكومة في ضخ المساعدات التي سرقتها حماس.

هذه نتيجة غياب سياسة ممنهجة

الخطوات التي يجب اتخاذها:

استعادة المختطفين- الهدف الأسمى من الجانب الأخلاقي والأمني.

بعد ذلك، يجب العمل على تحقيق انفصال كامل عن غزة: إغلاق كل المعابر، وفصل مدني وأمني ونقل مسؤولية غزة إلى جامعة الدول العربية في مصر- مع تطبيق خطة ترمب.

كل المخربين المتورطين في 7- أكتوبر ستلاحقهم إسرائيل حتى اليوم الأخير في حياتهم.

هذه هي الخطوات التي ستوحد الانقسامات بين الشعب وتضمن أمن دولة إسرائيل.