أُقيم مخيم جنين عام 1953، غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، على بعد حوالي كيلو مترين من مركز المدينة، فوق أرض تُطل شمالًا على سهل مرج بن عامر، وهو واحد من أخصب المناطق الزراعية في فلسطين التاريخية. من الجنوب تحده قرية برقين، ويحيط به عدد من التلال والمرتفعات التي تعزل المخيم نسبيًا عن المناطق المحيطة. ويمر من جهته الغربية وادي الجدي.
تم إنشاء المخيم من قِبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتوفير مساكن مؤقتة للنازحين من الأراضي التي أصبحت ضمن دولة إسرائيل بعد عام 1948. بُني المخيم على مساحة أصلية بلغت 372 دونمًا، ثم اتسعت حدود الاستخدام الفعلي للأرض إلى حوالي 473 دونمًا نتيجة للنمو السكاني والتوسع العشوائي.
وفقًا للبيانات المتوفرة من "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، بلغ عدد سكان المخيم في عام 1967 حوالي 5,019 نسمة. في عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة. أما في منتصف عام 2023، فبلغ عدد السكان نحو 11,674 لاجئًا. هذا النمو في عدد السكان لا يُقابله توسع مماثل في المساحة أو تحسين نوعي في الخدمات، مما يجعل المخيم واحدًا من أكثر المناطق اكتظاظًا ضمن التجمعات السكانية الفلسطينية.
التركيب السكاني لسكان المخيم يتمثل بمعظمهم في لاجئين ينحدرون من منطقة حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لقضاء جنين تم احتلالها عام 1948، مثل: زرعين، اللجون، صبارين، والكفرينات. ولا تزال هذه العائلات تحتفظ بتسميات قراها الأصلية في تداولها الاجتماعي اليومي.
الخدمات والبنية التحتية في المخيم تُدار بشكل مشترك بين وكالة الأونروا وبلدية جنين، ولكن هناك فجوة واضحة في القدرة على تلبية الطلب المتزايد على التعليم، الصحة، والمياه، بسبب محدودية الموارد والمساحة. تتوزع المدارس بين ذكور وإناث، وتُقدَّم الرعاية الصحية عبر مركز صحي رئيسي تابع للأونروا، إضافة إلى بعض المبادرات المحلية المحدودة. ويعاني من مشاكل هيكلية تشمل: سوء تصريف المياه، كثافة سكانية مرتفعة جدًا، غياب شبكات صرف صحي حديثة، وقلة المساحات العامة المفتوحة.