تقرير شهر أيلول 2025

 

الفترة ما بين 7/9/2025 وحتى 13/9/2025

رام الله 15-9-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين السابع من أيلول/سبتمبر وحتى 13 أيلول/سبتمبر 2025.

 

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (429) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" بقلم: سارة هتسني كوهين، وتحت عنوان: "هذا ليس مطرًا، هذه فرنسا تبصق علينا: لماذا تسمح إسرائيل لها بأن تعمل من قلب القدس"، تهاجم الكاتبة الموقف الفرنسي الداعم للحق الفلسطيني عبر توجّه فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما تحمل المقال هجومًا مبطنًا على القيادة الفلسطينية.

وفي مقال آخر بنفس الصحيفة بقلم درور إيدر، تحت عنوان "ما يجب فعله لكي يروا ويخافوا، وإلا فإن العالم سيواصل سلوكه الدموي كعادته"، جاء فيه: كما فعل الفلسطينيون القدماء في التوراة، الذين كانت كل كينونتهم تقوم على معارضة الحكم الإسرائيلي في الأرض، كذلك يفعل "النيـو-فلسطينيون" في أيامنا، فلا مضمون لهم سوى إحباط حلم عودة صهيون. لقد نجحوا في إقناع أغبياء العالم أن العمل من أجلهم يعني تحقيق أفكار الحرية، بينما "نجاح" الفلسطينيين يعني إبادة الحضارة الغربية وفرض الإسلام على الدول التي تحاول استرضاءهم، وفرنسا في طليعتها.

كاتب المقال يستخدم أسلوبًا يقوم على نزع الإنسانية عن الفلسطينيين عبر تصويرهم كتجمع قبلي لا تحركه دوافع سياسية أو وطنية، بل نزعة قتل متأصلة. هذا الخطاب يُلغي أي إمكانية للنظر في السياق التاريخي أو الحقوقي، ويحوّل الفلسطيني إلى تهديد دائم لا يمكن التعامل معه إلا بالقوة.

كما نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" مقالا بعنوان "مفارقة غريتا: الحراكات الحديثة تستند إلى تكنولوجيات طوّرها يهود وإسرائيليون" بقلم: كوطي شوهم، والذي يدّعي أن "التكنولوجيا الإسرائيلية تتيح تنسيق تظاهرات ضد إسرائيل، الدولة التي أنشأتها. ربما هذه أفضل برهان على إسهام إسرائيل للعالم – حتى الكارهون لا يستطيعون الاستغناء عنها".

المقال تبني سردية ترى في أي نقد لإسرائيل أو تضامن مع الفلسطينيين فعل نفاق يستند إلى "تكنولوجيا إسرائيلية"، فتجعل من حق الفلسطينيين في الاحتجاج موضع إدانة أخلاقية، وهي تُحوّل النشاط السياسي العالمي إلى اعتداء على اليهود والإسرائيليين ككل، وبذلك تذيب التمييز بين معارضة سياسات الاحتلال وبين معاداة السامية

وفي مقال بعنوان "السلطة الفلسطينية تتفكك – وإسرائيل غير مستعدة لهذا السيناريو"، نشر على موقع القناة 12 الإسرائيلية، بقلم: المسؤول السابق في جهاز "الشاباك" شالوم بن حنان، يتم التحريض على الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر تصويرهم كتهديد دائم لأمن إسرائيل، ويصف المجتمع كله كبنية حاضنة للإرهاب يجب التعامل معها عسكريًا. في الوقت نفسه يحمّل القيادة الفلسطينية مسؤولية مباشرة عن هذا التهديد ويحرض ضدها بسبب تهديد قامت إسرائيل نفسها بصناعته.

 

ويدعو الكاتب إلى عقوبات وإجراءات جماعية مثل إغلاق الحواجز وملاحقة العمال والمتسللين وفرض مزيد من القبضة الأمنية، بما يحوّل الحياة اليومية للفلسطينيين إلى ساحة عقاب مستمر.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا للكاتب آفي يسسخاروف تحت عنوان "في إسرائيل يحرّضون سكان الضفة بدل تهدئتهم"، يكشف قلق "المؤسسة الأمنية" الإسرائيلية من انفجار وشيك في الضفة الغربية، وينتقد حكومة نتنياهو على التنصّل من المسؤولية وتحميل المحكمة العليا اللوم. لكنه في الوقت نفسه يمارس تضليلاً وتحريضاً، إذ يعيد الأزمة إلى "السلطة الفلسطينية"، ما يحوّل الضحية إلى متّهم ويُبرر استمرار السياسات الإسرائيلية ضدها.

وفي مقال آخر نشرته نفس الصحيفة للكاتب "بوعاز هعتسني تحت عنوان "إيقاف المفهوم التالي" يقول الكاتب: إن السلطة الفلسطينية هي مشكلة سياسية استراتيجية. الشرعية الدولية التي حصلت عليها السلطة تهدف إلى تنفيذ المجزرة القادمة كـ"تحقيق للعدالة" الفلسطينية وشلّ الرد. هذه الشرعية المدمّرة نابعة من الاعتراف الإسرائيلي بمنظمة التحرير، الذي بقي رغم خروقات الاتفاقيات الفجّة، بما يشمل التوجهات إلى لاهاي، حملات التشويه في العالم، تشجيع حركة المقاطعة BDS والتحريض لدى عرب إسرائيل.

ويحمل المقال، تحريضًا مباشرًا وخطيرًا ضد الفلسطينيين وقيادتهم. الكاتب يقدّم السلطة الفلسطينية باعتبارها "مصدر الإرهاب" ويصف مؤسساتها التربوية والأمنية كـ"مصانع للمخربين"، ما يشرعن في خطابه فكرة استهدافها. الإشارة إلى أن "الخطر الأكبر يتطور في رام الله" يربط القيادة الفلسطينية بـ "مجازر مستقبلية"، ويوحي بأن التعامل معها يجب أن يكون عسكريًا لا سياسيًا. بهذا الشكل، المقال لا يكتفي بالتحريض على الشعب الفلسطيني عامةً، بل يشيطن القيادة بشكل خاص، ويمهّد لفكرة تصفيتها كخيار مشروع.

 

رصد التحريض على منصات التواصل الاجتماعي

 

ليمور سون هارميلخ، عضو كنيست- حزب قوة يهوديّة

"مرة أخرى، تختار محكمة العليا الوقوف إلى جانب المخربين، لا إلى جانب عائلات الضحايا وضحايا الإرهاب. ومرة أخرى، تتطوع لتوفير وجبات الطعام للقتلة المقرفين في السجون. يجب أن تكون رسالتنا واضحة وموجزة: يُعاقب المخرب بقسوة، وتُترك له مشاعره، ويُفهم أن من يؤذي اليهود يدفع ثمنًا باهظًا.

بمشيئة الله سنُقرّ قريبًا قانون عقوبة الإعدام للمخربين، وستكون هذه القضية لا لزوم لها بالنسبة لمعظمهم. واجبنا هو ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين، وليس ملذات القتلة". وذلك تعقيبا على إقرار المحكمة بأن الطعام الذي تقدمه إدارة سجون الاحتلال للمعتقلين الفلسطينيين لا يستوفي المعايير التي يفرضها القانون.

 

ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي- حزب قوّة يهوديّة

"قضاة المحكمة العليا، هل أنتم من إسرائيل؟ لا يوجد لمخطوفينا محكمة عليا تدافع عنهم. بينما للنخبة القتلة، الخاطفين المغتصبين، المقرفين، يوجد يا عارنا محكمة عليا تدافع عنهم. مستمرون في توفير الحد الأدنى من الشروط للمخربين المسجونين في السجون التي ينص عليها القانون".

 

تسفي سوكوت، عضو كنيست- حزب الصهيونية الدينية

"نحن في طريقنا إلى احتلال غزة. الخطط والجيش جاهزون- بدأ الأمر بالحدوث".

 

ليمور سون هارميلخ، عضو كنيست- حزب قوة يهوديّة

"لا يوجد فرق بين غزة وبين جنين وبين خان يونس ورام الله. في كل مكان يريد العدو شيء واحد، قتلنا. أمام واقع كهذا الحل الوحيد هو: الاحتلال، الطرد والاستيطان. فقط هكذا نعيد الأمن لشعب إسرائيل ونستأصل الإرهاب المتجذر".

 

بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية- حزب الصهيونية الدينية

"معًا مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الإسكان حاييم كاتس ورئيس بلدية معاليه ادوميم غاي يفرح- صنعنا التاريخ! وقعنا اتفاقية إطار في يهودا والسامرة- اتفاقية إطار عظيمة لمعاليه أدوميم لبناء 7,200 وحدة سكنية جديدة تشمل آلاف الوحدات في E1. معًا بإذن الله، سوف نستمر في بناء أرضنا بقوة".

 

الفترة ما بين 14/9/2025 وحتى 20/9/2025

رام الله 22-9-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 14-9-2025 وحتى 20-9-2025

 

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (430) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والعديد من المقالات اعتمدت خطابًا استعماريًا واضحًا.

حرض يوني كامبنسكي في تقرير عبر القناة السابعة ولقائه مع الوزيرة الإسرائيلية ستروك على السلطة الوطنية الفلسطينية، قائلة: "السلطة وُلدت بخطيئة، يجب التخلص منها".

وأضافت الوزير: "يجب على دولة إسرائيل أن ترد على الخطوة السياسية"، مؤكدة أن "السلطة تعمل بذكاء كبير وتدفع نحو أمر يفهم معظم مواطني دولة إسرائيل أنه خطر وجودي، والسلطة تعمل بسرعة فائقة لدفع هذا الأمر ويجب إخراجها من العالم. وُلدت بخطيئة ويجب التخلص منها. علينا أن ننقل السلطة من الوجود. معظم أجزاء الأرض التي سلمناها بجهل للسلطة يجب أن تعود إلى أيدينا".

وتدعو الوزيرة إلى تبنّي هذا الخطاب الصهيوني وترجمته إلى سيادة إسرائيلية وإدارة عسكرية أو مدنية على الأرض، بحيث تتحول الدعوة إلى سياسة تنفيذية لا مجرد رأي. تبنّي هذا الخطاب يعني عملياً نزع شرعية التمثيل الفلسطيني وتحويله إلى هدف يجب استئصاله، الأمر الذي يرسّخ صورة الفلسطينيين كعدو وجودي لا كشريك سياسي أو مدني. في النهاية، النتيجة المباشرة هي تطبيع الاستبعاد والتمييز وشرعنة سياسات قسرية تقوّض أي فرصة للتسوية والسلام.

قدّم الكاتب بوعاز هعتساني مقالا مطوّلا في صحيفة يديعوت أحرونوت، يصف السلطة بأنها "مصنع للمقاتلين". وتمثل خطرا وجوديا لأنها تغذي "ثقافة القتل". المقال يشرعن استهداف السلطة وقيادتها بوصفها مصدراً للإرهاب وليس شريكاً سياسياً

وهاجم إينان أوركيي في مقاله بصحيفة مكورريشون الأمم المتحدة التي قالت "نعم لدولة فلسطينية"، معتبرا أن الفلسطينيين لم يفرحوا لأن هدفهم "ليس الدولة بل إبادة إسرائيل". المقال يختزل الشعب الفلسطيني في صورة عدو مطلق، وينفي عنه أي طابع وطني مشروع، مقدما الاعتراف الدولي كـ"مكافأة على الإرهاب".

حمّل نداف هعتساني في مقاله بصحيفة "يسرائيل هيوم": قادة إسرائيل مسؤولية "تغذية دين الدولة الفلسطينية"، معتبرا أن الاعترافات الدولية ثمرة لاتفاقيات أوسلو. ودعا لإلغاء هذه الاتفاقيات، سحب صلاحيات السلطة، وتسريع الاستعمار وتوطين "مئات آلاف اليهود" في الضفة. المقال يدمج بين التحريض على الفلسطينيين وتقديم الاستعمار كحل سياسي وحيد.

المقال يقدّم الفلسطينيين كخطر وجودي ويحوّل كل فعل سياسي أو دبلوماسي لهم إلى ذريعة لتصعيد ضدهم، لكن تحريضه يتجلى بشكل خاص في موقفه من الاستيطان. فالكاتب لا يكتفي بالدعوة لإلغاء اتفاقيات أوسلو وسحب صلاحيات السلطة، بل يربط ذلك بضرورة "تسريع السيطرة على أراضي الدولة" و"توطين مئات الآلاف من اليهود وصولاً إلى الملايين" في الضفة الغربية. بهذا تصبح عملية الاستيطان، التي هي جوهر الصراع، أداة عقاب جماعي للفلسطينيين وردّ على تحركاتهم الدولية.

 

الصحفي تامر شبك تناول مبادرة فرنسا والسعودية للاعتراف بدولة فلسطين، واعتبر أن إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية. رغم الطابع التحليلي، صوّر المقال الفلسطينيين كأداة بيد قوى خارجية لا يملكون قرارهم، وربط الاعتراف الدولي بمفهوم "الابتزاز" أو "الانتهازية".

وقال في مقاله بصحيفة يديعوت احرونوت: كل اعتراف دولي بفلسطين هو نتاج "خداع" أو "ابتزاز"، متجاهلًة السياق السياسي والحقوقي للأحداث والاحتلال. كذلك تستخدم المأساة الإنسانية في غزة لتقويض التعاطف الدولي معها، عبر تصوير الفلسطينيين كمن يستفيدون من المعاناة لتعزيز مكاسبهم. بهذه الطريقة تُجرَّد الشعب الفلسطيني من شرعية نضاله وتقدمه كتهديد متواصل، بينما تطرح الاستيطان والسيطرة كبدائل مشروعة.

في مقالة "متلازمة غزة"، استعاد الكاتب يوبال ألباشان أطروحة كتاب "متلازمة أوسلو" ليصور الفلسطينيين كخادعين يستخدمون الاتفاقيات كمرحلة تكتيكية لتدمير إسرائيل، معتبرا أن مؤسسات السلطة التعليمية والإعلامية أدوات لغرس العداء. النص يحول الفلسطيني إلى "شعب معتدٍ بالفطرة".

المقال يحرض على الفلسطينيين من خلال تصويرهم كجماعة تفتقر إلى الصدق وتتعامل مع اتفاقيات مثل أوسلو كخداع تكتيكي، في إشارة إلى أن نيتهم الحقيقية هي القضاء على إسرائيل. بهذا التصوير تُقدَّم مؤسسات السلطة الفلسطينية، التعليمية والإعلامية، كأدوات منظمة لغرس فكرة الإبادة ونفي أي دور مدني أو سياسي شرعي لها. ولتعزيز هذه السردية يوظف النص استعارات نفسية مثل "الطفل المَضروب"، ليُظهر الإسرائيليين كضحايا فيما يُرسَم الفلسطينيون كجماعة معتدية بالفطرة. النتيجة النهائية هي تحويل الفلسطيني من شعب يسعى إلى حقوقه الوطنية إلى مصدر دائم للتهديد والخيانة، بما يسهّل شرعنة إقصائه من أي أفق سياسي.

كتب عميحي إيتالي مقالا بعنوان "نحن في حرب دينية"، وصف فيه الصراع مع الفلسطينيين بأنه حرب عقائدية مقدسة لا تُحسم إلا بالقوة. المقال يختزل الصراع السياسي في بعد ديني مطلق، ويحوّل الفلسطيني إلى "عدو ديني" يستوجب الإبادة أو الإخضاع التام، مانعاً أي أفق للتسوية.

وفي تقرير جديد للصحفي ايهود يعاري بعنوان: "الحيل الجديدة لأبو مازن" على قناة 12، معتبرا أن خطوات صياغة دستور مؤقت أو انتخابات بديلة مجرد مناورات لخداع المجتمع الدولي وتجنب الإصلاح. المقال يصور القيادة الفلسطينية كخادعة، ويختزل أي جهد لبناء مؤسسات وطنية في صورة تحايل دائم لنزع الشرعية عنها، ما يشيطن أي محاولة لبناء مؤسسات فلسطينية.

 

التحريض في العالم الافتراضي

 

قال وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير عبر منصة "إكس" مرفقا صورة قصف في غزة: "غزة هذا الصباح. مستمرون بكل القوة".

وكتب عضو كنيست يتسحاك كرويزر عبىر منصة اكس: "اثنان أفضل من واحد، مع النازيين لا يمكنك التحدث الا بالقوة".

وأعاد بن غفير التحريض على غزة قائلا: "سنقيم في غزة حي اسكاني للشرطة"، وأضاف "أتى الوقت لاخضاع غزة".

بن غفير غرد أيضا لفرض السيطرة على الضفة قائلا: "موضوع السيادة يوضع كل الوقت على الطاولة ".

أما المتطرف أفيغدور ليبرمان، عضو كنيست عن حزب إسرائيل بيتنا، قال عبر منصة "إكس": " عندما نطعم العدو من خلال المساعدات سيقوم ويقتلنا- وهذا حكومة السابع من أكتوبر ترفض فهمه، نحن مجبرون لوضع نهاية للمساعدات في غزة واغلاق كل المعابر".

وكتب وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر على صفحته عبر منصة "إكس": "هذا محض هراء. فرنسا تكافئ الإرهاب الإبادي".

 

الفترة ما بين 21/9/2025 وحتى 27/9/2025

رام الله 29-9-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 21-9-2025 وحتى 27-9-2025

 

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (431) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والعديد من المقالات اعتمدت خطابًا استعماريًا واضحًا، ومحرضا على الدول التي اعترفت بدولة فلسطين.

وصف الصحفي أورلي غولدكلنغ في مقال كتبه بصحيفة "مكور ريشون"، الدول التي تعترف بدولة فلسطين بالمعادية لليهود وإسرائيل.

وقال في مقاله الذي حمل عنوان " هذا ليس جائزة للإرهاب بل دعمًا مباشرا له": الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب دول منفصلة عن الواقع الإرهابي في الشرق الأوسط يندرج ضمن سلسلة من أحداث معادية لليهود ومعادية لإسرائيل في أنحاء العالم، والتي بدت ظاهريًا كرد فعل على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

 

وتعامل الصحفي في مقاله مع الفلسطينيين كجماعة متماهية مع الإرهاب ينبغي نزع الشرعية عنها. بهذا، وليس كضحايا استعمار واستيطان، مغلقا أي إمكانية لتسوية سياسية، إذ لا يترك مجالًا للاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين أو بمشروعية نضالهم، بل يحصر الأمر في معادلة أمنية أحادية الجانب.

ويحاول الكاتب تبرير ما يحدث بأن إسرائيل ضحية، لتبرير استمرار الاحتلال وتبييض الاستيطان والسيطرة العسكرية. وبذلك يُعاد إنتاج السردية الرسمية التي تحجب جذور الصراع وتُحوّل إسرائيل من قوة استعمارية قائمة إلى كيان "محاصر"، بينما تُمحى مسؤوليتها عن عقود من قمع الشعب الفلسطيني.

والصحيفة ذاتها "مكورريشون" كتب الصحفي شاي ألوب مقالا يؤكد ضرورة فرص السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مشرعا الاستيطان باعتباره الأمن والأرض هي السيادة.

وقال في مقاله الذي جاء بعنوان: "فرض السيادة: ليس نزوة سياسية بل ضرورة الواقع": "فوجئت من المقالات العديدة التي نشرها كتّاب رأي ومحللون سياسيون مرتبطون بالمعسكر القومي الأسبوع الماضي، بما في ذلك في هذه الصحيفة، والتي حذّرت من خطوة أحادية الجانب لفرض سيادة كاملة على يهودا والسامرة. من مضمون هذه المقالات برزت مخاوف من أن فرض السيادة في هذا التوقيت قد يعرّض اتفاقيات أبراهام التاريخية، التي وُقعت في أواخر ولاية ترامب الأولى، للخطر. أحد المحللين ذهب أبعد من ذلك فحذّر من أن فرض السيادة الآن قد يتضح أنه "كارثة أوسلو" بالنسبة لمعسكر اليمين".

وأضاف: "أود أن أرد على أصحاب الرؤى السوداوية وأضع الأمور في نصابها: فرض السيادة على أراضي يهودا والسامرة لا ينبع من نزوة سياسية أو كرد فعل على تطور جيوسياسي معين، بل هو ضرورة وجودية وأمنية من الدرجة الأولى".

النص يؤطر الضم والاستيطان باعتبارهما حقيقة وجودية وشرطًا للأمن، فيحوّل الوضع الراهن إلى مسألة قدرية غير قابلة للنقاش، ويصوغ الاستيطان كقيمة تاريخية مطلقة لا كملف استعماري مثير للجدل. وبدل الاعتراف بالمسؤولية عن فشل أوسلو أو عواقب التوسع الاستيطاني، يُقدَّم الفلسطينيون حصراً كمصدر للإرهاب والفوضى، ما يعزز صورة عدو مطلق لا يمكن التسوية معه. هذا البناء الخطابي يسعى في الوقت نفسه إلى إبطال الشرعية عن أي نقد دولي عبر وصمه بالنفاق أو العداء لإسرائيل،

وفي صحيفة "معاريف" قالت الكاتب عنات هوخبيرغ-مروم إن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس مجرد دلالة رمزية بل يؤشر على عهد جديد"، مضيفا أن الختم الذي منحته الجمعية العامة للأمم المتحدة لحل الدولتين مرشح لتغيير وجه الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل علاقة إسرائيل بالعالم العربي-الإسلامي، وإعادة تعريف مكانتها في الساحة الدولية".

وتابعت: "الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يشكل نقطة تحول تاريخية تفتح عهدًا جديدًا في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. الخطوة، التي أقرت بالفعل في تموز الماضي في مؤتمر نيويورك بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تستند إلى مسار سياسي متدرج يهدف إلى إنهاء الصراع والحرب في قطاع غزة".

 

ووصفت المقال الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين بما في ذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي، ومن بينها بريطانيا، وكندا وأستراليا، باختراق دراماتيكي يمنح اعترافًا دوليًا واسعًا، ووزنا دبلوماسيًا وأهمية تتجاوز بكثير مجرد لفتة رمزية، وهذا الاعتراف خطوة تحمل في طياتها تبعات جيوسياسية واستراتيجية وأمنية جوهرية. خطوة ستغير وجه الشرق الأوسط.

المقالة تعكس نجاح مسار دبلوماسي طويل قادته القيادة الفلسطينية منذ أوسلو، يقوم على تدويل القضية الفلسطينية والرهان على الشرعية الدولية. وهي تُظهر أن الاعتراف بفلسطين لم يعد مجرد شعار بل تحول إلى قرار تتبناه غالبية دول العالم، ما يعزز مكانة السلطة كعنوان شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. كما أن النص يكشف تراجع قدرة إسرائيل على منع هذا التوجه رغم اعتراضها، ويوضح أن واشنطن تجد نفسها في عزلة متزايدة، وهو ما يفتح نافذة للضغط عليها للعودة لمسار تفاوضي جاد.

من جهته، حرض الصحفي ران يشي في مقال نشره بصحيفة "معاريف" على الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين، واتخاذ خطوات أحادية من الجانب الإسرائيلي تجاه هذه الدول وقنصلياتها،

وقال: "اعتراف بريطانيا وفرنسا هذا الأسبوع بدولة فلسطينية – في تناقض صارخ مع جميع الاتفاقات ذات الصلة التي كانتا طرفًا فيها كعضوين في مجلس الأمن الدولي وكعضوين (بريطانيا عضو سابق) في الاتحاد الأوروبي، بصفتهما «شاهدتين» تقريبًا – هو خطوة غير مسبوقة في جرأتها تجاه دولة ذات سيادة ما زالتا تدّعيان أنها "صديقة" بل حتى "حليفة"، وفي كل الأحوال شريكة في نادي الدول الديمقراطية.

وأضاف أن هذه الخطوة الفاضحة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة لسياسة تجاهل إسرائيلية طويلة الأمد لاستفزازات متكررة، خصوصًا من جانب فرنسا، التي مسّت مرارًا وتكرارًا بمكانة إسرائيل كدولة مستقلة ذات سيادة وبمفهوم سيادتها في القدس".

وصور المقال النشاط الدبلوماسي الفرنسي والبريطاني في القدس وكأنه "نشاط تخريبي" مرتبط بدعم الإرهاب، ما يجرّد الفلسطينيين من أي شرعية سياسية أو حقوقية. ولم يكتب بالتحليل بل قدم مقترحات للرد على هذه الدول بخطوات عقابية مباشرة، مثل سحب التأشيرات وإلغاء الامتيازات الدبلوماسية، وهو ما يهدف إلى خنق أي حضور دولي يدعم الفلسطينيين. التركيز على البناء الفلسطيني في مناطق C يُعرض كتهديد للسيادة الإسرائيلية بدل اعتباره حقًا إنسانيًا أو مدنيًا، مما يرسّخ صورة الفلسطيني كخصم دائم. بهذه اللغة يُعاد إنتاج منطق المواجهة مع الفلسطينيين ومع داعميهم بدل أي تفكير بتسوية سياسية.

وهاجم الصحفي موشيه كلوجهافت في صحيفة "يسرائيل هيوم" الأمم المتحدة واصفا إياها بالمنظمة الإرهابية، وذلك على خلفية الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين.

وقال: إن 138 دولة أيدت القرار بضم فلسطين كدولة إلى الأمم المتحدة، وسمّوها "دولة مراقبة غير عضو". هذا الارتقاء الدراماتيكي كان كافيًا للانضمام إلى المعاهدات الدولية والحصول على تفويض للتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. لم يحدث هذا الأسبوع، بل في 29 تشرين الثاني 2012، لكن الأكثر إثارة للاهتمام هو ما حدث قبل ذلك.

المقال يعيد إنتاج خطاب يعتبر الأمم المتحدة طرفًا معاديًا لإسرائيل، ويصفها بكونها "منظمة إرهابية"، وهو توصيف يشيطن مؤسسة دولية بأكملها بدل نقد قراراتها. هذه الصياغة تستبدل النقاش القانوني والحقوقي بلغة صدامية، ما يبرر سياسات القوة الإسرائيلية كـ"حق دفاع مطلق". المقال أيضًا يوظّف أحداث العنف والهجمات لتصوير الفلسطينيين كفائزين "بجائزة الإرهاب" من الأمم المتحدة، في محاولة لنزع الشرعية عن أي اعتراف بحقوقهم. النتيجة هي دفع الرأي العام نحو القطيعة مع القانون الدولي وإضفاء شرعية على رفض التسوية السياسية.

 

وفي صحيفة "معاريف" كتبت انا برسكي أن الاعتراف الغربي بدولة فلسطينية لم تعد مجرد رمزية فارغة بل يغيّر قواعد اللعبة.

المقال يختزل الاعتراف بدولة فلسطينية إلى أداة ضغط على إسرائيل، ويُعرضه كديناميكية غربية هدفها التأثير على القدس لا كاستجابة لحق أصيل للشعب الفلسطيني. الكاتبة تركز على التآكل الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية والأكاديمية ضد إسرائيل، متجاهلة تمامًا السياق التاريخي لحرمان الفلسطينيين من السيادة. كما أن المقال يضع واشنطن في موقع "المظلّة الواقية"، ما يعكس رؤية تعتبر الفلسطينيين مجرد ملف يُدار في لعبة مصالح بين العواصم الغربية وإسرائيل. في هذا الإطار، تتحول فكرة الدولة الفلسطينية من حق تقرير مصير إلى تهديد سياسي لإسرائيل يجب امتصاصه بخطوات شكلية لا أكثر.

 

التحريض في العالم الافتراضي

 

قال عضو كنيست الصهيونية المتدينة تسفي سوكوت على صفحة عبر منصة "إكس": سيادة الشعب اليهودي على الوطن اليهودي ليس مرتبطًا بأي جهة خارجية. حبيب أو صديق مهما يكن، مقابل الاعتراف الجنوني لدول أوروبا في دولة إرهاب فلسطينية يجب تطبيق السيادة في هذه الدورة.

وكتب عضو كنيست- حزب قوة يهودية ليمور   سون هارميلخ عبر منصة "إكس": وجه الانتصار المطلق.. بعد أحداث (7 أكتوبر) لا يوجد مكان للمزيد من الأوهام الإضافية: فقط سيادة إسرائيلية في غزة التي ستضمن أمن حقيقي. ليس المزيد من الكيان العدو الذي ينشأ تحت انوفنا انما عودة شعب إسرائيل الى موطنه، مستوطنة جديدة في غزة تحت سيادة إسرائيلية تامة".

وأرفق عضو كنيست- قوة يهودية يتسحاك كرويز صورة مكبرات الصوت التي نقلت خاطب نتنياهو في قطاع غزة كاتبا عليها: خطبة الجمعة في قطاع غزة ستكون باللغة العبرية يلقيها الشيخ نتنياهو".

وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لى صفحته عبر منصة "إكس" الرئيس محمود عباس قائلا: "ازدواجية محمود عباس الخطيرة. في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ارتدى دبوس "مفتاح" - رمزا واضحا لهدفه المتمثل في محو إسرائيل".

يريد عباس طوفانًا خاصًا به تحت ستار دولتين: ملايين من أحفاد العرب الذين غادروا إسرائيل عام 1948 يُدفعون إلى إسرائيل لمحو الدولة اليهودية الوحيدة.

"مفتاح" عباس هو خطة منظمة التحرير الفلسطينية القديمة: دولتان لشعب فلسطيني واحد وتدمير الدولة اليهودية. هذا لن يحدث.

وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر منصة اكس: " "سأذهب مع زوجتي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى واشنطن. في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سأُعلن حقيقتنا - مواطني إسرائيل، وحقيقة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وحقيقة بلدنا.

 

سأُدين أولئك القادة الذين، بدلًا من إدانة القتلة والمغتصبين وحارقي الأطفال، يُريدون منحهم دولة في قلب أرض إسرائيل. هذا لن يحدث".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على صفحته عبر منصة اكس: "في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر زووم، أبدى أبو مازن استعداده لقبول قطاع غزة، ليس فقط أنه لا يفي بالتزامه - الذي على أساسه تأسست السلطة الفلسطينية - بمحاربة الإرهاب، بل إنه يواصل تشجيع الإرهاب من خلال دفع رواتب للمخربين وعائلاتهم.

يبيع كلامًا جميلًا للغرب. لكن من المفترض أن يستخلص شعبه الاستنتاجات من المفتاح الذي يحمله على صدره. هذا هو الرمز. هذا هو رمز إغراق إسرائيل بأحفاد أحفاد عرب إسرائيل الذين غادروا البلاد عام 1948، ولإبادتها. لكن لا يمكن خداع إسرائيل مرة أخرى".

كذلك هاجم عضو كنيست عن حزب إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان قيام دولة فلسطين، قائلا عبر منصة اكس: "منذ عام 2010، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قلتُ بوضوح: لن تقوم دولة فلسطينية أبدًا".