تُعد الفرقة القومية الفلسطينية إحدى أبرز وأعرق المبادرات الفنية التي انطلقت برعاية منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف صون الهوية الثقافية وتعزيز الوعي الوطني من خلال الفنون الشعبية والموسيقية. وقد تأسست بشكلها المؤسسي بين عامي 1970 و1986، مستندة إلى تجارب فنية سابقة اندمجت تحت مظلتها، أبرزها فرقة موسيقى الثورة الفلسطينية والفرقة المركزية الفلسطينية. ولعبت مؤسسة المسرح الفلسطيني للفنون الشعبية دوراً محورياً في تعزيز القدرات الفنية والبنية التنظيمية للفرقة، ما مكّنها من النهوض كقوة ناعمة في النضال الفلسطيني، تنشر رسائل الهوية والمقاومة من خلال المسرح، الغناء، الرقص الشعبي، والدراما.
وإذا ما عدنا الى الجذور التاريخية بدقة، فان تأسيس أول فرقة موسيقية تابعة للثورة الفلسطينية كان في سوريا عام 1971، بقرار من القائد الراحل الشهيد الرمز ياسر عرفات، بقيادة المناضل عادل عواد (أبو إيهاب)، وضمّت آنذاك نخبة من 35 عازفاً التحقوا بصفوف الثورة. وعلى مدى السنوات التالية، تشكلت ثماني فرق فنية متخصصة في الأغاني الثورية، الفلكلور، المسرح، وغيرها، وتم دمجها في عام 1977 تحت اسم "مؤسسة المسرح والفنون الشعبية" بإشراف الحاج مطلق .وقد شاركت هذه المؤسسة في مهرجانات دولية عديدة، مثل الجزائر واليمن وتونس والعراق. وبعد خروج الثورة من بيروت عام 1982، انتقلت الفرقة مع المقاتلين إلى الجزائر، ثم تونس، ثم استقرت في بغداد، وحملت اسم "الفرقة القومية للفنون الشعبية الفلسطينية". وفي عام 1986، وبقرار مباشر من الزعيم ياسر عرفات عبر دائرة الثقافة والإعلام بقيادة الراحل عبد الله الحوراني (أبو منيف)، تأسست الفرقة بصيغتها الرسمية تحت اسم "الفرقة القومية الفلسطينية".
القيادات الفنية والإدارية البارزة:
محمد بارود (أبو يوسف): المشرف العام.
سعيد أبو القرايا (أبو بشير): المدرب والمرجع الفني والروحي للفرقة.
محمد خليل: مخرج الرقصات، ومدير الفرقة القومية للفنون الشعبية المصرية.
إبراهيم بعلوش المدير الإداري للفرقة.
القيادات الإدارية للفرقة على مر السنوات:
الاسم |
الفترة |
المكان |
عادل عواد |
1971 |
سوريا/ لبنان/ غزة |
عمر خليل حماد |
1984 |
الجزائر/ العراق/ اريحا |
يوسف بارود |
1986 |
مصر/ القاهرة |
عمر بدران |
1995 |
فلسطين/ رام الله |
محمد رشيد كشلو |
2007 |
فلسطين/ رام الله |
محمد حماد |
2008- حتى الآن . |
فلسطين/ رام الله |
الإنتاج الفني والأعمال المسرحية
المسرحيات الغنائية الكبرى:
1-انتظار القمر" (1987): بطولة غسان مطر، إخراج محمد خليل. عرضت في القاهرة، ثم اليمن والجزائر.
2- مغناة الانتفاضة" (1988): من أبرز الأعمال الغنائية الوطنية.
3- الحجر في مطرحه قنطار" (1990).
4- مغناة القدس" (1990): بمشاركة مهدي سردانة وسلمى الفلسطينية وآخرين. وقد عرضت أعمال الفرقة على مسارح كبرى مثل مسرح البالون وفؤاد المهندس، بمشاركة الفرقة القومية المصرية وفرقة الفالوجا الفلسطينية.
الأغاني الوطنية والتراثية
أنتجت الفرقة مجموعة غنائية غنية بالمضامين الوطنية، منها:
- دق الحجر بكف الزين
- وجهك عربي ما يتبدل
- يا أحرار العالم هبّوا
- صعد يا شعبي ثورة الحجار
- لا تهتمي يا أمي
- رفرف يا علمنا بالعالي
- نشيد بلادي
- يا أطفال العالم
- هزوا الغربال
- يا دموع العين سيل
- ألبوم "غزة وأريحا" بعد العودة للوطن، وتضمن: صور يا مصوراتي، أهلاً بالقائد، حياك الله يا شعبي، بلدي يا غزة.
أقسام الفرقة القومية الفلسطينية:
1- الفرقة العسكرية: معنية بالموسيقى الرسمية والمراسم الوطنية.
2- الفرقة الفنية (موسيقى وغناء): تغطي الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية من تخرج طلاب، أعراس، استقبال الأسرى، والمهرجانات.
3- فرقة الدبكة والفنون الشعبية: تضم أكثر من 350 شابًا وفتاة من الجامعات، وتشارك في مهرجانات وتأهيل الفرق الأخرى.
4- قسم الإنشاد الديني (فرقة بيت المقدس) :يشارك في الأمسيات الرمضانية. والمدائح النبوية. والمسابقات الدينية. وتغطية المناسبات الإسلامية.
5- قسم التراتيل المسيحية (الفرقة المقدسة): تأسس عام 2016، ويضم 35 مرتلًا من مختلف مناطق الوطن، ويقدم عروضًا في أعياد الميلاد والمناسبات الدينية.
6- قسم المسرح والدراما: ينفذ عروضًا تربوية وتوعوية للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
7- قسم الفن التشكيلي: يرسم جداريات وطنية، ويعزز مهارات الأطفال في الفن، ويشارك في المعسكرات والأندية الصيفية.
المشاركات الدولية للفرقة:
- مهرجانات الإسماعيلية وأسوان (مصر)
- مهرجان بابل (العراق)
- مهرجان الشبيبة العالمي (كوريا الشمالية)
- عروض في ألمانيا، إيطاليا، موسكو، فرنسا، تونس، الجزائر، بلغاريا، تركيا، المغرب، صربيا
دور الفرقة في النضال الثقافي
مثّلت الفرقة امتداداً ثقافياً للنضال الفلسطيني، حيث شكلت جسراً بين الفن والسياسة، وأسهمت في توحيد الشعور الوطني الفلسطيني، والترويج للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، والحفاظ على التراث الفلسطيني من الضياع والاندثار. وبالرغم من كل التحديات، تواصل الفرقة القومية الفلسطينية أداء رسالتها الوطنية والثقافية، مستندة إلى إرث فني عريق وروح نضالية متجذّرة. تسعى الفرقة إلى توثيق تراثها، وتوسيع قاعدة المشاركين فيها من الأجيال الشابة، لضمان ديمومة الرسالة الفنية النضالية الخلاقة. فالفرقة القومية الفلسطينية ليست مجرد كيان فني، بل هي مؤسسة وطنية نضالية عريقة، تحمل لواء الهوية، وتنقل الرواية الفلسطينية عبر الإيقاع والكلمة واللون والحركة، لتبقى الثقافة النضالية حاضرة تطارد الاحتلال وترفض النسيان والضياع.
صور مختلفة متنوعة لأقسام وفعاليات ومشاركات الفرقة القومية الفلسطينية.
صور الأرشيف القديم الخاصة بالفرقة القومية الفلسطينية.