فرقة الفنون الشعبية 

فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية فرقة غنائية راقصة تستلهم التراث الفني الإنساني عموماً والتراث الشعبي العربي-الفلسطيني خصوصاً، لبناء أعمال فنية فلكلورية ومعاصرة تعبر عن مشاعر وأحاسيس مبدعيها وتساهم في إحداث التغيير في الإنسان والمجتمع من خلال ممارسة فنية جمالية. 

تأسست فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عام 1979 بجهود نخبة من الفنانين والفنانات المتحمسين والواعدين. 

منذ ذلك الحين، توجت "الفنون" كرائدة للرقص الشعبي الفلسطيني، حاصدة في مسيرتها العديد من الجوائز الأولى وشهادات التقدير المميزة من مهرجانات محلية ودولية. لقد حققت "الفنون" بين الفلسطينيين في الوطن كما في الشتات، شعبية لم يسبق لها مثيل؛ حيث تحولت أغاني ورقصات الفرقة لأنغام يشدوها الفلسطينيون أو يرقصونها في مختلف أماكن تواجدهم. 
منذ ولادتها، حرصت الفنون على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، من خلال مزيج من الرقص المستوحى من الفلكلور والرقص المستحدث الخاص بالفرقة؛ فجاءت أعمال الفرقة معبرة عن روح التراث الشعبي وعن ثقافتنا الحاضرة.
 يحوي سجلّ الفرقة أنماط الرقص التراثي (الدبكة) بالإضافة إلى أشكال متنوعة من الرقص، تعكس في تصميمها رؤية الفرقة الخاصة للرقص الفلسطيني المعاصر. 
أنجزت الفرقة ثمانية أعمال فنية في تاريخها الحافل، وهي: "لوحات فلكلورية"، "وادي التفاح"، "مشعل"، "أفراح فلسطينية"، "مرج بن عامر"، "طله ورا طله"، "زغاريد"، و"حيفا بيروت، وما بعد..."، بالإضافة إلى بعض الرقصات التجريبية التي تسبق كل عمل فني جديد لتحديد مساره. 
لعبت الفنون الدور الأبرز بين المؤسسات الثقافية في إحياء التراث الموسيقي والرقص للشعب العربي الفلسطيني. وقد كان هذا الإنجاز، ولا يزال، مصدر فخر للفرقة؛ إذ أنها من خلال هذا الدور شاركت في التصدي للمحاولات الممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقمع الشخصية الثقافية الفلسطينية ولمصادرة رموز الهوية الفلسطينية. 
منذ البداية، سعت الفرقة في أعمالها إلى غرس روح التراث والفن الفلسطيني في قلوب الناشئة، فشكلت فرقة "براعم" للفتية والفتيات؛ لرفد الفرقة الأم براقصين/ات جدد ولضمان استمرار المسيرة. 
فرقة الفنون جسم فني مستقل، غير ربحي، يعتمد بالأساس على جهود متطوعيه ومتطوعاته الذين يبلغ عددهم ما يقارب الخمسين بين راقص ومغن وإداري من كلا الجنسين. وتعتبر الرؤية والفلسفة والأهداف التي تقوم عليها الفرقة هي عناصر الجذب الرئيسية لعضوية الفرقة؛ ما يعزز الشعور بالانتماء لدى الأعضاء، فيرفع منسوب عطائهم وإبداعهم. أعطت هذه العناصر مجتمعه بالإضافة إلى التزام الفرقة الراسخ بتقديم فن فلسطيني مميز أصيل وجميل، الفنون موقعها الحالي المتقدم. 
يحفل تاريخ الفرقة بأكثر من ألف عرض منذ 1979 في مدن وقرى ومخيمات فلسطين. وأبرز عروضها كان في مهرجان فلسطين الدولي من 1992 حتى 1999؛ أما في العالم فقد شاركت الفنون في التالي: 
 جولة الولايات المتحدة الأولى (15 مدينة)، 1986 
جولة الولايات المتحدة الثانية (20 مدينة)، 1991 
جولة بريطانيا وفرنسا (جوقة الغناء)، 1992 
 مهرجان جرش الدولي، الأردن، 1994 
مهرجان "من أجلك يا قدس"، الإمارات العربية المتحدة، 1995 
 مهرجان ريتفيك الدولي للفلكلور، السويد، 1996 
 مهرجان بابل الدولي، العراق، 1996 
 إكسبو 98، البرتغال 1998 
 جولة الولايات المتحدة الثالثة (5 مدن)، 1998 
 جولة فرنسا ( خمسة مهرجانات فلكلورية)، 1999 
 دار الأوبرا – القاهرة، 1999 
 جولة لبنان - (خمسة عروض)، 2000 
 إكسبو 2000، هانوفر، ألمانيا 
الإمارات العربية المتحدة (ثلاثة مدن)، 2001 
دار الأوبرا- مسرح الجمهورية-القاهرة، 2003 
مهرجان الرباط، مسرح محمد الخامس، المغرب، 2004 
فاليتا، مالطا، 2004 
إيطاليا،(اودبنة، بولونيا)، 2005 
مهرجان بصرى الدولي، سوريا، 2005 
مهرجان الموسيقى العربية،البحرين،2005 
جولة الولايات المتحدة، (3 مدن)، 2005 
جولة الولايات المتحدة، (4 مدن)، 2006 
لندن، بريطانيا، 2007 
سانت بولتن ، النمسا 2007 
فينا، النمسا 2007 
برلين، المانيا 2008 
فلاردينجن، هولندا 2008 
سوريا، دمشق 2008 
مهرجان القرين الخامس عشر، الكويت 2008 
ربيع الثقافة البحريني، البحرين 2009 
افتتاح مهرجان حكايا، عمان2009 
مصر،القاهرة والاسكندرية 2009

لعبت فرقة الفنون الدور المحوري في تأسيس "مركز الفن الشعبي"، وهو مؤسسة تهدف لرفع الوعي الثقافي والفني في المجتمع، وإتاحة الفرص للمشاركة في النشاطات الفنية وفي أشكال التعبير الفني المبدع. 

حازت فرقة الفنون على جائزة فلسطين للتراث الشعبي لعام 97 عن عملها " زغاريد". 

تؤمن فرقة الفنون بضرورة بناء جسور ثقافية مع العالم، لتعزيز الحوار الحضاري؛ لتبادل الخبرات والأفكار والتقنية الفنية، ولتمثيل الفن الفلسطيني في الخارج، رغم محاولات العزل والحصار. 

أهم العروض التي قدمتها الفرقة:

1. المناظر الفولكلورية (1982): حيث جمعت المادة الفولكلورية المقدمة في هذا العرض من أربع قرى فلسطينية، كما قدمت العديد من الأغاني والرقصات الفولكلورية الفلسطينية.  وحصل هذا العرض على الجائزة الأولى في مهرجان الرقص الشعبي والذي انعقد في جامعة بيرزيت عام 1982.

2. وادي التفاح (1984): من خلال عرض وادي التفاح استطاعت الفرقة إحداث تغييرات وتحسينات على الرقص الشعبي الفلسطيني؛ حيث كانت أحياناً تقتبس من الرقص الشعبي الفلسطيني، وتارة تبني عليها، كما أضافت على ذلك النموذج الراقص.  وتأثرت الفرقة في هذه المرحلة بالخبرات العربية والدولية في الرقص.

وتعد وادي التفاح الخبرة الأولى للفنون؛ إذ استطاعت من خلالها الربط بين القصة والرقص والغناء الشعبي. حيث تبدأ القصة بالوداع للأرض من خلال البحث عن السعادة في الخارج، وتنتهي بالعودة للأرض وهي تحضنها؛ في محاولة للحصول على السعادة المفقودة.
وقد تضمن هذا العمل مشهدًا للعرس التقليدي ومشهدًا آخر للحصاد؛ كما تطرق بصورة غير مباشرة للحياة الفلسطينية تحت الاحتلال.
إن "وادي التفاح" يعدّ عملاً فنياً رائداً، تجنب الصدام السياسي المباشر والذي كان نموذجاً في ذلك الوقت.  واعتمدت الأغاني والرقصات التي قدمت في هذا العرض على نغمات ومواضيع فولكلورية.  وحصل عرض وادي التفاح على الجائزة الأولى في مهرجان ليالي بيرزيت عام 1984.

3. مشعل (1986): يعد "مشعل" عرضاً أكثر تعقيداً من الأعمال السابقة، اشتهر بالسيناريو الدرامي والأحداث المنطقية وقوة الرمزية.  وهي قصة تتحدث من خلال الموسيقى والرقص الشعبي، عن شاب ريفي إسمه "مشعل"، هرب من التجنيد خلال الحرب العالمية الأولى، وعند انتهاء الحرب يكتشف مشعل أن المنتصرين البريطانيين الذين وعدوا منح شعبه الاستقلال، قد نكثوا وعدهم فيقسم على حربهم، وباع مجوهرات زوجه واشترى بثمنها حصاناً وبندقية وسيفاً؛ حتى يستطيع مقاومة الاحتلال ويشارك في الأعمال الفدائية وفي الإضراب العام الطويل ضد الحكم البريطاني، ويظهر خلال العرض بين الفينة والأخرى عائداً إلى قريته ممتطياً حصانه حاملاً بندقيته وسيفه.
وقد احتوى هذا الإنتاج على عناصر فنية جديدة تتمثل في القصة المغناة المصاحبة للأداء التعبيري الراقص.

4. أفراح فلسطينية (1987): في صيف 1987، دعا "مؤتمر القدس الدولي العام للفولكلور الفلسطيني"، فرقة الفنون الشعبية لافتتاح هذا المؤتمر ببرنامج جديد، وقدمت الفرقة برنامجاً مميزاً مستمداً من أغان متنوعة من وادي التفاح ومشعل، واستطاعت إدخال بعض التغييرات على عروضها من خلال إدخال أنغام سريعة ديناميكية، كما صاحبها أيضاً نشاط الراقصين والراقصات وحيويتهم.  وأحدث هذا النجاح فكراً جديداً متغيراً نحو الأفضل، وأثر تأثيراً كبيراً على التخطيط الفني للفرقة، كما أحدث رؤى أكثر إلماماً وشمولية في عمل الفرقة.

5. مرج بن عامر (1989): يعد هذا العمل نقطة تحول في خبرة الفنون الفنية، التي استطاعت من خلالها أن تظهر الشكل الجميل للرقص الشعبي الفلسطيني، مع الاهتمام بالأزياء الشعبية الفلسطينية ذات الألوان الزاهية والمناسبة للرقص الفولكلوري، كما أنها بدأت تتأثر برقص الباليه المعاصر؛ ما جعل الفنون تؤسس لقواعد جديدة ومستويات رفيعة للرقص الشعبي الفلسطيني. 
وتتحدث قصة مرج بن عامر عن نضال قرية فلسطينية ضد الأسياد الإقطاعيين الذين يتعاونون مع المحتلين ويقدمون لهم أراضٍ خصبة تسمى "مرج بن عامر"، مقابل مساعدتهم على خطف إمرأة ريفية جميلة تدعى "خضرة".  وقد كان كنعان، حبيب خضرة، يمثل الإرادة القوية والتصميم في حرب غير عادلة؛ متأثراً بحبه الغامر لخضرة، ويقاتل سيد الإقطاعيين، ويسترد حبيبته، وتحتفل القرية كلها بهذا النصر وهذا الزواج لهذين الحبيبين، وتقسم القرية على الاستمرار في النضال حتى تحرير مرج بن عامر، ويرزق الحبيبان بولد وعندما يكبر يلتقط حجراً ليبدأ النضال ليكمل المشوار.

6. زغاريد (1997): بدأت الفنون عام 1997 في إنتاج عمل فني جديد بعنوان "زغاريد"، الذي يعد من أهم الأعمال الفولكلورية المستوحاة.  وهدفت الفنون من هذا العرض إلى العمل على تحرير الأعمال الفولكلورية من التكرار والرتابة، وقررت أن تقدم فولكلوراً شعبياً يعتمد على إنتاج مؤثر يتلائم مع أذواق الشباب والكبار والنساء والرجال، وحتى الأطفال. وقد احتل العرس الفلسطيني الحيز الأكبر من هذا العمل فلكل قرية أو مدينة فلسطينية إرثها الخاص.  وقد عبر هذا العرض عن الأعراس الفلسطينية الخاصة بـمدن: عكا، صفد، القدس، رام الله، النقب، واختيرت فقرات من هذه المدن وأعادت الفنون توزيعها، وكانت الحصيلة عملًا فنيًا جمع بين الأصالة والحداثة؛ والتقاليد ذات الجذور، مع رقص أكثر حداثة وتآلفاً.

 يحفل تاريخ الفرقة بأكثر من ألف عرض منذ 1979 في مدن وقرى ومخيمات فلسطين. أبرز عروض الفرقة كان في مهرجان فلسطين الدولي من 1992 حتى 1999.