الاستيطان في محافظة طولكرم

الموقع الجغرافي لمحافظة طولكرم

تقع محافظة طولكرم، في الشمال الغربي من الضفة الغربية و تمتد أراضيها حتى حدود الخط الأخضر، وهي من المناطق الساحلية حيث تبعد مدينة طولكرم حوالي 15 كيلو متر عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط. تتمتع أراضي المحافظة بخصوبة تربتها وتوافر المياه فيها، سواء مياه الأمطار أو المياه الجوفية، و تقع أراضيها السهلية إلى الغرب منها، فيما الجهة الشرقية عبارة عن مرتفعات جبلية، مما يعني تنوع إنتاجها الزراعي.

سبب التسمية

"تدل الآثار على ان طولكرم مدينة قديمة، ويرجع استيطانها إلى عصر الرومان وبالتحديد القرن الثالث الميلادي، حيث عرفت باسم بيرات سوريتا، وتعنى بئر كرم مختار بل تشير بعض المصادر إلى ان استيطان المدينة اقدم من ذلك إذ يعود إلى زمن الكنعانيين ويستدل على ذلك ما عثر عليه من آثار في القرى المجاورة مثل قرى جت كرم مجدليون، جلجال وغيرها وقد وردت طولكرم في كتابات المقريزي وياقوت الحموي باسم طور كرم وتعنى جبل الكرم، وبالفعل هذا ما تشتهر به طولكرم وظلت تعرف بهذا الاسم حتى القرن الثاني عشر الهجري السابع عشر الميلادي حتى حرف الاسم إلى طولكرم."

مساحة محافظة طولكرم:

تبلغ مساحة محافظة طولكرم حوالي  246 كم² في عام 2010، أي حوالي% 4.4  من إجمالي مساحة أراضي الضفة الغربية.

السكان: 

بلغ عدد السكان في محافظة طولكرم حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشات الذي قام به الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2017  حوالي 185140 نسمة. أي مانسبته 3.9 % من اجمالي عدد سكان فلسطين. فيما بلغ عدد السكان المقدر لعام 2023 حوالي 205946 نسمه.

التجمعات السكانية في محافظة طولكرم:

تضم محافظة طولكرم 35 تجمعاً  سكانيا، هي:

 (طُولكَرم، عكَّابة، قَفِّين، نَزلَة عِيسى، النَزلَة الشَرقية، باقَة الشَرقية، النَزلَة الوسطى، النَزلَة الغَربية، زيتَا، صيدا، عِلاَّر، عتِّيل، دِير الغُصون، الجاروشِية، المسقوفَة، بلْعا، إكتَابا، مخَيم نُور شَمس، مخَيم طُولكَرم، عنَبتا، كَفْر اللَبد، كَفَا، الحفَّاصي، رامِين، فَرعون، شُوفَة، خِربة جبارة، سفَّارِين، بِيت لِيد، الراس، كَفْر صور، كُور، كَفْر زِيباد، كَفْر جمال، كَفْر عبوش).

تنتج محافظة طولكرم أنواع متعددة من المحاصيل الزراعية تتمثل: بالخضروات والحمضيات المروية وكذلك الحبوب والزيتون، وتعد الزراعة الدعامة الأساسية لاقتصاد المحافظة، كما أن توفر الأراضي الزراعية فيها  يساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي للسكان.

سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي  في محافظة طولكرم:

تعرضت أراضي محافظة طولكرم، كغيرها من الأراضي الفلسطينية للنهب الصهيوني في مراحل تاريخية مختلفة، حيث ضم جزء كبير من أراضيها لحدود الكيان الصهيوني خلال النكبة، وبعد العام 1967 كانت أراضيها عرضة للنهب الصهيوني مرة أخرى، بفعل المشاريع الاستيطانية،  حيث بدأت موجة الاستيطان على أراضي المحافظة في العام 1977  بوحي من مشروع  (الون – شارون (الاستيطاني.

واقتضت خطة الون، إقامة كتل استيطانية على السفوح والتلال الشرقية للضفة الغربية، لتطويقها وفصل شمالها عن جنوبها، أما بالنسبة لشارون فان مشروعه يتمثل بإقامة سلسلة من المستوطنات على طول الخط الأخضر تبدأ من منطقة اللطرون وحتى جنين وقد أطلق على هذا المشروع " خطة النجوم السبعة ".

 وتمثل مشروع ألون- شارون، بإنشاء حزامين استيطانيين بمسارين: الأول بإقامة كتل استيطانية في عمق الضفة تمتد وتتوسع باتجاه الخط الأخضر، والآخر تمثل بإقامة كتل استيطانية تبدأ من داخل الكيان الإسرائيلي وتمتد وتتوسع باتجاه الضفة الغربية، فيما يتم ربط الأحزمة الاستيطانية بشبكة ضخمة من الشوارع الاستيطانية، وهذا يضمن الاستيلاء على المزيد من الأراضي وضمها للكيان الصهيوني وتطويق الضفة الغربية عسكريا وفصل شمالها عن جنوبها ومنع التواصل الفلسطيني  -الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، وهو ما يعمل جدار العزل العنصري على تحديد معالمه حاليا.

إن واقع الاستيطان في محافظة طولكرم، جاء متطابقاً ومشروع ) ألون  -شارون(، وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إن هذا المشروع، قد طبق قبل اتفاق أوسلو، أي قبل تقسيم محافظة طولكرم لإنشاء محافظة قلقيلية، بهذا التقسيم الإداري بقي في محافظة طولكرم ثلاثة مستوطنات، تسيطر على الاف الدونمات دونما من أراضي المحافظة، و تلتقي مع المستوطنات المقامة على أراضي محافظتي قلقيلية ونابلس لتطوق المحافظة وتفصلها عن المحافظات الأخرى. حيث أقيمت مستوطنتي افني حيفتس وعناب، في الجنوب الشرقي من مدينة طولكرم، ويتصل بهما الشارع الاستيطاني رقم 557  والذي يمتد بشكل عرضي، من بلدة الطيبة في الأراضي المحتلة في العام 1948 وحتى مستوطنة شافي شمرون غرب مدينة نابلس، ويتفرع عنه عند مستوطنة شافي شمرون شارع استيطاني آخر يمتد جنوبا حتى مستوطنة قدوميم غرب مدينة نابلس.

  تفصل تلك المستوطنات معاً والشوارع المتصلة بها، محافظة طولكرم عن محافظة نابلس وسلفيت هذا من جهة، من جهة أخرى، فان مستوطنة سلعيت  التي تقع جنوب مدينة طولكرم ومستوطنة تسوفين المقامة شمال مدينة قلقيلية، تفصلانها عن محافظة قلقيلية جنوبا.

المستوطنات المقامة على أراضي  محافظة طولكرم:

بلغ عدد المستوطنات المقامة على أراضي محافظة طولكرم  ثلاثة مستوطنات (بالإضافة إلى مستوطنة حرميش والمقامة على أراضي محافظتي طولكرم وجنين، للمزيد من المعلومات حول هذه المستوطنة، انظر الاستيطان في محافظة جنين).

يبلغ إجمالي مساحة الأراضي التي تحتلها هذه المستوطنات (سلعيت وافني حيفتس وعناب)  لغاية العام 2022 حوالي 1946 دونم،  فيما بلغ عدد المستوطنين فيها حتى عام 2021 حوالي  4875 مستوطن.

يوجد في محافظة طولكرم بؤرتين استيطانية هما: بؤرة "هاهار" وتقع بالقرب من مستوطنة افني حيفتس، وتبلغ المساحة المقامة عليها حوالي 89 دونم، فيما بلغ عدد المستوطنين فيها حتى عام 2012 حوالي 50 مستوطن. وبؤرة "كرمي دورون" وتقع بالقرب من مستوطنة عيناب وتبلغ المساحة المقامة عليها حوالي 137 دونم، فيما بلغ عدد المستوطنين فيها حتى عام 2102 حوالي 130 مستوطن. بالإضافة إلى وجود موقع عسكري واحد ويقع بالقرب من مستوطنة افني حيفتس وتبلغ مساحته حوالي 39 دونم.

بشكل عام تبلغ المساحة التي تسيطر عليها المستوطنات والبؤر الاستيطانية والموقع العسكري في محافظة طولكرم لغاية العام 2022 حوالي 2172 دونم. فيما بلغ العدد الاجمالي للمستوطنين فيها لغاية العام 2021 حوالي 5055 مستوطن.

والجدير بالذكر أن المساحة التي تحتلها هذه المستوطنات هي تلك الأراضي التي تقع ضمن السياج الذي يحيط بالمستوطنات، ولكن يوجد لهذه المستوطنات مناطق تحيط بها يصعب على المواطن الفلسطيني وأصحاب الأراضي المحيطة بالمستوطنة الوصول إليها، إلا بتنسيق امني وبعد معاناة شديدة خاصة في موسم قطف الزيتون، ويطلق عليها (مناطق نفوذ للمستوطنة) حيث تقدر مساحتها  بالاف الدونمات.

المستوطنات المقامة على أراضي محافظة طولكرم هي:

اولا: مستوطنة سلعيت (Colony Salit )

يعني الاسم سلعيت باللغة العربية (الصخر (وأخذت هذه التسمية من اسم القرية الفلسطينية كفر صور المحاذية للمستوطنة والمقامة على أراضيها. أقامت سلطات الاحتلال هذه المستوطنة عام 1979 على أراضي مصادرة من قرية كفر صور جنوب محافظة طولكرم، وهي مستوطنة زراعية تبعد كيلو متر واحد عن الخط الأخضر باتجاه الشرق، وتقع المستوطنة في الجنوب الغربي لمدينة طولكرم، وتبعد عن مدينة طولكرم حوالي 12 كيلو متر. وتعتبر مع مستوطنة ياعريت، ومستوطنة تسورناتان، من المجموعات الرئيسية جنوب مدينة طولكرم، التي أقيمت بهدف إلغاء الخط الأخضر، ولمحاصرة المدن والقرى الفلسطينية، وخاصة مدينتي نابلس وطولكرم.

وبعد بناء جدار الفصل العنصري عام 2002 تم عزل حوالي 4000 دونما من أراضي المزارعين في قرية كفر صور خلف الجدار العنصري وتقع هذه الأراضي غرب المستوطنة، وأقام الاحتلال بوابة زراعية واحده لعبور المزارعين منها إلى هذه الأراضي، وتفتح في مواسم محدده، خاصة في موسم قطف الزيتون، والمزارعين يتكبدون عناء كبير للدخول إلى أراضيهم.

لغاية العام 2022، بلغت المساحة الكلية للمستوطنة حوالي691 دونم، لغاية السياج الذي يحيط بالمستوطنة، فيما بلغت مساحة مسطح البناء فيها حوالي 388 دونم.

بلغ عدد سكان هذه المستوطنة في عام 2016 حوالي 818 مستوطن، وفي عام 2021 بلغ عدد سكانها حوالي 1450 مستوطن.

ثانيا: مستوطنة افني حيفتس (Colony Avnei Hefetz)

 

 يعني الاسم افني حيفتس باللغة العربية (الحجر الكريم (وسميت بهذا الاسم نسبة إلى قرية حفاصي الفلسطينية المحاذية للمستوطنة والمقامة على أراضيها؛ وهي مستوطنة مدنية، وتقع في الجنوب الشرقي لمدينة طولكرم بين بلدة كفر اللبد وقرية شوفة، اقيمت المستوطنة في البداية على ارض صودرت من قرية شوفة في المنطقة المسماة خربة الحفاصي. وتقع المستوطنة جنوب مدينة طولكرم و لا تبعد  عنها سوى 4 كيلو متر.

أقامتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام1987م على مساحة عمرانية بلغت (40) دونما، حيث تم تجريفها وتأهيلها ونصب فوقها (12) بيتا متنقلا (كرفانات)، وسكنها المستوطنون لأول مرة في عام 1989م. وفي عام 1990م حولتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي إلى مستوطنة دائمة، وتبعد حوالي 6 كم عن الخط الاخضر باتجاه الشرق منه. عند انشاها بلغ عدد بيوتها (70) بيتا، و كان عدد سكانها (347) مستوطنا؛ وهي مقامه على أراض خاصة. امتدت هذه المستوطنة باتجاه مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وفتحت جرافات الاحتلال شارعاً استيطانياً من مستوطنة شعار افرايم داخل أراضي عام 1948م باتجاه هذه المستوطنة، وتم ربطها مع مستوطنة عيناب شرق مدينة طولكرم، ثم بمستوطنة شافي شمرون التي تقع شرق مدينة طولكرم وفي الشمال الغربي لمدينة نابلس، وذلك  بهدف ربط مستوطنات شمال نابلس بالمستوطنات داخل أراضي 1948م، بحيث تصبح ظهيراً لمدينة نتانيا داخل الخط الأخضر، وهذه المستوطنة تعتبر من مستوطنات نجوم أرئيل شارون التي تقع بالقرب من الخط الأخضر. إن ربط هذه المستوطنة بالمستوطنات في الضفة الغربية، يؤدي إلى خرق كبير آخر باتجاه الشرق مع محاصرة مدينة طولكرم من الناحية الجنوبية.

لقد أدى وجود هذه المستوطنة بين القرى الفلسطينية إلى شق العديد من الطرق الالتفافية التي ابتلعت مئات الدونمات من أراضي المزارعين الفلسطينيين وبنفس الوقت صعبت تلك الطرق على المواطنين من التنقل والسفر وحتى الوصول إلى أراضيهم المتبقية إذ يحظر عليهم استخدامها.

 تستخدم هذه المستوطنة للإقامة والمبيت حيث أن غالبية قاطنيها يغادروها صباحا للعمل داخل الخط الأخضر ويعودون إليها مساء للمبيت، ومن المعالم الموجودة في المستوطنة: كنيس يهودي؛ معهد ديني؛ مركز شرطه؛ مدرسة؛ ملاعب وعيادة صحية.

 ويتعرض أهالي قرية شوفه للمضايقات والاستفزازات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في هذه المستوطنة، إذ تحاول قوات الاحتلال منع الأهالي من الوصول لأراضي منطقة يطلق عليها(منطقة المربعات) وهي جزء من أراضي قرية شوفه، وتبلغ مساحتها حوالي 100 دونم مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات والخضار وفيها بيوت بلاستيكية. وتقوم قوات الاحتلال بمضايقة الأهالي ومحاولة منعهم من استغلال وزراعة هذه الأراضي بحجة أن هذه الأراضي أراضي أملاك دولة يمنع العمل بها وزراعتها واستصلاحها وتغيير معالمها. ولهذا الغرض تحاول منع الأهالي من استصلاح هذه الأراضي وزراعتها.

لغاية العام 2022، بلغت المساحة الكلية للمستوطنة حوالي 789 دونم، لغاية السياج الذي يحيط بالمستوطنة، فيما بلغت مساحة مسطح البناء فيها حوالي 256 دونم.

بلغ عدد سكان هذه المستوطنة في عام 2016 حوالي 1759 مستوطن، فيما بلغ عدد سكانها في عام 2021 حوالي 2363 مستوطن.

في الجهة الشرقية للمستوطنة توجد بؤرة استيطانية تسمى "هاهار"، اقيمت عام 1998 وتبلغ مساحتها 89 دونم، وبلغ عدد سكانها حتى العام 2012 حوالي 50 مستوطن. وفي الجهة الجنوبية للمستوطنة يوجد موقع عسكري لقوات الاحتلال الاسرائيلي، تبلغ مساحته 39 دونم.

ثالثا: مستوطنة عيناب (Anav Colony)

 

هي مستوطنة دينية انشاتها حركة غوش امونيم عام 1981م، على أراضي تمت مصادرتها من قرى: كفر اللبد ورامين وبيت ليد شرق مدينة طولكرم. تقع هذه المستوطنة في الجهة الشرقية لمحافظة طولكرم، وتبعد عن مدينة طولكرم حوالي 10 كيلو متر، وتشكل مستوطنة عيناب مع مستوطنة أفني حيفتس، طوقاً عسكرياً على مدينة طولكرم من جهة الشرق والجنوب، وتصل مستوطنة عيناب بالخط الأخضر عند مدخل مدينة الطيبة العربية في داخل الخط الأخضر، عبر الشارع الالتفافي رقم (557) و طوله 12كم، تم شقه على حساب أراضي قرى شوفه، سفارين، بيت ليد، رامين، وتعتبر المناطق الجانبية على طول هذا الشارع مناطق عسكرية كارتداد أمني.

 

 يشار إلى أن هذه المستوطنة وخلال انتفاضة الأقصى فاقت غيرها من المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة، من حيث تصاعد اعتداءات مستوطنيها على الأهالي وممتلكاتهم كإشعال النار بالأشجار المثمرة، وقذف الحجارة على سيارات المواطنين، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وكيل الإهانات لهم وتعاني منطقة وادي الشعير( وهو اسم يطلق على منطقة تقع في الجنوب والشرق من مدينة طولكرم، وتضم مجموعة من القرى والبلدات الفلسطينية في تلك المنطقة) حالياً من وجود مستوطنتي عناب وأفني حيفتس الواقعتين على مرتفعات استراتيجيه تطل على المنطقة من جميع الجهات، حيث تسيطران على جميع مداخل المنطقة من جهتي الجنوب والشرق.

لغاية العام 2022، بلغت المساحة الكلية للمستوطنة حوالي 466 دونم، لغاية السياج الذي يحيط بالمستوطنة، فيما بلغت مساحة مسطح البناء فيها حوالي 183 دونم.

بلغ عدد سكانها في عام 2016 حوالي 749 مستوطن، فيما بلغ عدد سكانها عام 2021 حوالي 1062 مستوطن.

في الجهة الشمالية الشرقية للمستوطنة توجد بؤرة استيطانية تسمى "كرمي دورون"، اقيمت عام 2002 وتبلغ مساحتها 137 دونم، وبلغ عدد سكانها حتى العام 2012 حوالي 130 مستوطن.

جدار الفصل العنصري في محافظة طولكرم

بلغ الطول الكلي لجدار العزل العنصري - بحسب ما أوردته الخرائط الإسرائيلية- 40.4 كم، والذي أتمت إسرائيل بناءه في العام 2004م، وأدى  إلى عزل ما مساحته 19.9 كم² من المساحة الكلية لمحافظة طولكرم.

 يمتد الجدار على طول الجهة الغربية من محافظة طولكرم بمحاذاة الخط الأخضر، بطول 41 كم، ويخترق حدود المحافظة بأعماق متفاوتة أقصاها 6 كم عند قريتي الراس و خربة جبارة، ويقطع الجدار بمساره هذا حدود 17 قرية من المحافظة، مدمراً نحو 6043 دونم من أراضي القرى التي يمر بها لأرضيته، وعزل 39860  دونما أخرى خلفه.

وقد أدت عمليات التجريف التي صاحبة إقامة الجدار إلى اقتلاع نحو 62.300 شجرة مثمرة من الزيتون والحمضيات، وعزل خمس آبار ارتوازية، وعزل أربع قرى وتجمعات سكانية وهي باقة الشرقية، نزلة عيسى ونزلة أبو النار وخربة جبارة خلف الجدار أيضا، إضافة إلى إلحاق دمار شامل بخطوط المياه والمحلات التجارية. 

عزل السكان وتدمير المنازل

حتى آب من العام 2003، كانت قوات الاحتلال قد أنهت المرحلة الأولى من الجدار المقام على طول الجهة الغربية من محافظة طولكرم، ونتج عن ذلك عزل أربع قرى وتجمعات سكانية ضمن معزلين، شمل المعزل الأول ثلاث قرى تقع أقصى الشمال الغربي من المحافظة وهذه القرى هي: نزلة عيسى، باقة الشرقية، ونزلة أبو النار، أما المعزل الثاني، فيقع في الجنوب الغربي من المحافظة ويضم قرية (خربة) جبارة، وبقي بيت واحد معزول في ضاحية شويكة، وآخر في قرية زيتا. كما أدت عمليات التجريف، إلى هدم سبعة منازل في قرية نزلة عيسى وتحويل بناية كاملة وقعت في مسار الجدار إلى ثكنة عسكرية ما زالت حتى اللحظة، وفي قرية فرعون جنوب مدينة طولكرم، هدمت قوات الاحتلال 9 منازل من بين 13 منزلا مهددة بالهدم، بحجة وقوعها في منطقة العزل الشرقية من الجدار استمر الوضع كذلك حتى العام 2004 ، بتاريخ 22 / 2/ 2004 ، وقبل يوم واحد من افتتاح محكمة العدل الدولية في لاهاي جلساتها، للبحث في قانونية الجدار، هدمت آليات الاحتلال مقطع الجدار الذي يمر شرق بلدة باقة الشرقية، القريبة من الخط الأخضر، والذي كان يعزل باقة الشرقية ونزلة عيسى ونزلة أبو النار خلفه.

وبلغ طول المقطع الذي تم هدمه 8 كيلومترات، بني بتكلفة مالية تقدر ب 10 ملايين دولار أمريكي، وقد استعاضت قوات الاحتلال عن ذلك المقطع بآخر كانت قد أقامته سابقا بطول كيلومترين، وبتدمير هذا المقطع أُخرجت جميع القرى المعزولة في المعزل الأول بعد سنة ونصف من العزل،( باستثناء 12 عائلة في قرية نزلة عيسى ما زالوا معزولون حتى الآن، ويخضعون لإجراءات عسكرية عند الدخول والخروج من مساكنهم، ويفرض عليهم الدخول والخروج بتصاريح خاصة) وبذلك استردت هذه القرى في هذا المقطع جزءا من أراضيها التي كانت معزولة داخله، وبذلك تقلصت مساحة الأراضي المعزولة خلف الجدار في المحافظة، لتصبح بعد التعديل 28.357 دونم.

فيما بقيت قرية جبارة معزولة، بالرغم من القرار الصادر عن محكمة الاحتلال في العام 2004 ، بتغيير مسار الجدار المقام على حدود القرية ليخرجها منه. أما البيت المعزول في قرية زيتا فقد تم إخراجه من العزل بعد تغير مقطع الجدار في باقة الشرقية، في حين بقي المنزل المعزول في ضاحية شويكه قيد العزل.

لقد كان الهدف الرئيسي، من هدم ذلك المقطع، تضليل محكمة العدل الدولية، والتمويه على الرأي العام العالمي بتوجيه الأنظار إلى هذا التغيير، لُيأخذ بعين الاعتبار في قرار المحكمة النهائي أن الاحتلال سيغير مسار الجدار بما يخفف من أضراره على المواطنين الفلسطينيين.

الواقع الذي يخلقه العزل على السكان المعزولين:

هنالك العديد من القيود المفروضة على السكان المعزولين خلف الجدار، حيث تعتبر قوات الاحتلال قرية جبارة والموقع المعزول في نزلة عيسى وضاحية شويكه منطقة عسكرية مغلقة، وفرضت على سكانها نظام حياة جديد ومعقد، حيث أُخضعت تفاصيل حياتهم اليومية لإجراءات مشددة مرهونة دائما وأبدا، "بأمن الاحتلال".

1-  قرية(خربة) جبارة:

تقع قرية جبارة إلى الجنوب الغربي من مدينة طولكرم، تمتد أراضي القرية حتى الخط الأخضر، تبلغ مساحتها الإجمالية 3500 دونم، وعدد سكانها 450 نسمة، والقرية زراعية بالدرجة الأولى، ويتعمد سكانها على العمل الزراعي في معيشتهم اليومية. بدأت قوات الاحتلال بإقامة الجدار على أراضي القرية، في نيسان من العام 2002 ، حيث بدأت آليات الاحتلال العمل على طول الجهة الشمالية الغربية من القرية، مجرفة نحو 500 دونم من أراضيها بطول 5 كيلومترات واقتلعت نحو 500 شجرة زيتون مثمرة لأرضية الجدار.

وبعد تجهيز البنية التحتية لمسار الجدار المخطط، عَدلت قوات الاحتلال عن مخططها هذا، وقررت إقامة جدار آخر موازي ولكن من الجهة الشرقية للقرية، وفي حزيران من نفس العام، باشرت آليات الاحتلال بأعمال التجريف في الجهة الشرقية، مدمرة 530 دونما إضافية مغروسة بأشجار الزيتون ليصل مجموع ما تم تجريفه  1030 دونم، وقد امتد المسار الجديد، من أقصى شمال القرية، نحو الشرق وحتى الجنوب الغربي منها بطول 5 كيلومترات، فأصبحت القرية معزولة خلف الجدار عن محيطها الفلسطيني.

 في نيسان من العام 2004 ، طورت قوات الاحتلال نظام تصاريح للسكان المعزولين، والذي بموجبه يفرض على كل شخص من سكان القرية استصدار تصريح خاص من إدارة الاحتلال المتمثلة بما يسمى الإدارة المدنية، للدخول والخروج من القرية عبر الحاجز أو البوابة.

 في الأول من أيار عام 2013 تحررت خربة جبارة من جدار الفصل العنصري الذي التف كالأفعى حول القرية وقيد حركة سكانها الـ 450 عبر بوابات عبور تعيد إلى الأذهان الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. ورغم قرار المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2004 بإزالة الجدار، إلا أن سلطات الاحتلال، قررت الشروع بإزالة كافة البوابات العنصرية عن مداخل الخربة لتتنفس الحرية من جديد وتنضم إلى قرى الكفريات السبع. وفكك جنود الاحتلال القسم الشرقي من الجدار وأزالوا عددا من البوابات والمكعبات الإسمنتية التي عزلت الخربة وسكانها لسنوات طويلة عن محيط مدينة وقرى طولكرم، والذي ضيق عليهم الخناق منذ 13 عاما، حيث كان الخروج والدخول إلى القرية بحاجة إلى تصريح وضمن ساعات محددة وحسب مزاج الجنود المتواجدين على البوابات.

 2- قرية نزلة عيسى:

عزلت قوات الاحتلال الاسرائيلي 12 عائلة من سكان القرية، بين جدارين يصل تعدادهم نحو 90 نسمة جميعهم من عائلة الأسعد من نزلة عيسى يقيمون على مساحة 2 دونم، وهؤلاء محاطون بجدارين من الشرق والغرب، ويسلكون البوابة العسكرية التي تحمل الرقم  566 من اجل الوصول إلى الخدمات، تعمل البوابة من الساعة السادسة والنصف صباحا، وحتى الثانية عشر منتصف الليل، ويخضع سكانها لإجراءات مشددة أثناء اجتيازهم البوابة.

 3- قرية شويكة:

في قرية شويكة، عزلت قوات الاحتلال منزلاً واحداً خلف الجدار، يعود للمواطن فيصل العمر وعائلته المكونة من 12 نسمة.

البوابات المتصلة بالجدار ونظام التصاريح:

بعد انتهاءها من إقامة الجدار على أراضي المحافظة، أعلنت قوات الاحتلال جميع الأراضي المعزولة خلف الجدار بما فيها المواقع السكانية، بأنها منطقة تماس مغلقة عسكريا، ويتطلب دخولها تصريح خاص، يتم بموجبه دخولها عبر البوابات المقامة على طول الجدار في المحافظة. و يتصل بجدار الفصل العنصري في محافظة طولكرم 10 بوابات، أقيمت على طول الجدار، منها 9 لاستخدام المزارعين الذين يملكون أراض خلف الجدار، بعض تلك البوابات تفتح يوميا أو أسبوعيا ضمن أوقات عمل محددة، وبعضها الآخر موسمية تفتح في موسم قطف الزيتون ضمن أوقات عمل محددة أيضا. تعيق هذه البوابات ونظام التصاريح  القاسي والعنصري و للحصول عليها بحاجة للتالي:

  • 1-بحاجة لإثباتات بملكية الأرض للمزارع.
  • 2-أن يكون الملف الأمني للمتقدم خاليا من أية شبهات أمنية حسب مقاييس الاحتلال.
  • 3-أن يثبت المتقدم علاقته بالأرض المعزولة، من خلال الأوراق الثبوتية المتمثلة بوثيقة الملكية )الطابو( وإخراج قيد من المالية وجميع مايثبت الملكية، وهذه الوثائق لا يمكن الحصول عليها بسهولة نظرا لطبيعة نظام التسجيل، حيث درج الفلاحون على توارث أراضيهم دون تسجيلها.
  • 4-إحضار خريطة للأرض المعزولة التي تخص المزارع.
  • 5-وجميع شهادات الإرث التي تثبت أن الأرض لم يتم بيعها وأنها ما زالت مملوكة للمزارع المتقدم بالطلب.

 

المصانع الكيماوية الإسرائيلية في طولكرم:

في العام 1983 ، نقلت قوات الاحتلال عدة مصانع كيماوية، كانت مقامة في كفار سابا ونتانيا، دخل الخط الأخضر، إلى الغرب من مدينة طولكرم، وقد نقلت تلك المصانع إلى منطقة طولكرم بعد الملاحقات القانونية التي تعرض لها مالكوها في إسرائيل، بسبب الدعاوى القانونية التي تقدم بها سكان كفار سابا ونتانا ضدهم، لما تسببه تلك المصانع من أضرار للبيئة ولخطورتها على حياة الإنسان، وأفضت في النهاية إلى إغلاق المصانع في نتانيا وكفار سابا، ومن ثم تم نقلها فيما بعد إلى الضفة. تؤكد نتائج فحوصات مخبريه، أجرتها وزارة الصحة الفلسطينية، بالتعاون مع مؤسسات صحية وحقوقية وقانونية فلسطينية ودولية، على خطورة المخلفات المنبعثة من المنطقة الصناعية الصهيونية المقامة في طولكرم، على البيئة والإنسان والحيوان، إذ بدأت تلك الآثار، تظهر بوضوح من خلال تفشي الأمراض بين سكان الحي الغربي  في مدينة طولكرم، وتصحر الأراضي الزراعية القريبة من المنطقة الصناعية.

 ومكمن الخطورة يكمن في ثلاثة أوجه، أولها الغازات السامة المنبعثة في سماء المدينة، وثانيها النفايات الصلبة التي يجري حرقها وطمرها في الأراضي المحيطة،  وثالثها المياه العادمه التي يجري تصريفها عبر حفر امتصاصية في الأراضي الزراعية المحيطة.

 

المصانع الكيماوية الإسرائيلية وطبيعة المخلفات الناتجة عنها وأثرها على صحة الإنسان وسلامة البيئة:

تقع المنطقة الصناعية الإسرائيلية في الجهة الغربية من مدينة طولكرم، حيث تقع على الطريق الواصل بين مدينة طولكرم ومدينة الطيبة داخل الخط الأخضر، تضم المنطقة الصناعية المقامة غرب مدينة طولكرم، حسب التقديرات، 12 مصنعا كيماويا إسرائيليا تختص الغالبية العظمى منها بالأسمدة الزراعية كمصنع جيشوري، يعمل فيها ما يقارب 450 عامل فلسطيني، يتعرضون مباشرة للمواد المسرطنة المستخدمة في التصنيع،  وبعد تشغيل تلك المصانع، لاحظ أهالي المدينة، وخاصة سكان الحي الغربي، تغيرات بيئة في محيط المدينة، منها تكون سحب ضبابية قاتمة في سماء المدينة، وانتشار روائح خانقة وكريهة.

 إضافة إلى ذلك، فانه يلاحظ انتشار غبار ابيض كثيف في سماء المنطقة، على هيئة سحب رملية يغطي مسافات كبيرة منها، الأمر الذي يسبب العديد من الأمراض ومن أخطرها السرطان الذي زادت نسبته 20 % (في العام 2009) بالمقارنة مع السنوات السابقة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالذبحات الصدرية وأمراض الجهاز التنفسي بين سكان الحي.

 إضافة إلى ذلك، بدأ بعض المزارعون ممن تقع أراضيهم حول المصانع يلاحظون ضعفاً في نمو مزروعاتهم، و تصحر أراضيهم وجفاف محاصيلهم تدريجياً، إذ قضت تلك المخلفات على نحو 300 دونم من الأراضي الزراعية بشكل كامل، وتسببت بإتلاف الحمضيات المزروعة في المنطقة. أثارت تلك الظواهر، شكوك المؤسسات والقوى والفعاليات في المحافظة، الذين بدءوا يجرون اتصالاتهم بأطراف متخصصة، محلية وإسرائيلية و دولية، ليتبين لهم طبيعة المصانع المقامة على أراضيهم وطبيعة المخلفات الناتجة عنها.

وقد تبين من دراسة أعدها الباحث في مجال البيئة (هاشم الأشقر)، أن الأبخرة المنبعثة من تلك المصانع تحتوي على أكسيد الكبريت، ومواد كبريتية أخرى، وبعض اكاسيد النيتروجين والكربون والفورمالديهايد، وهذه الغازات تسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الشعبي المزمن والربو، وانتفاخ الرئة)  الامفيزما( وسرطان الرئة والسعال، كذلك أمراض العيون والأنف والحنجرة، وأمراض القلب والشرايين، وتضعف مستوى مقاومة الجسم للأمراض الميكروبية.

 ويؤكد الأشقر في دراسته، أن كثافة الضباب والأبخرة في الجو، تؤدي إلى حدوث تغيرات في البيئة، وهذه التغيرات تلقي بظلالها على الغطاء النباتي، والذي يظهر بالتصحر ورداءة المحاصيل المنتجة ويصيب الإنسان والحيوان بالتسمم عند تناولها، هذا ناهيك عن اثر تلك المخلفات على التربة والمياه الجوفية.

وتظهر نتائج تحليل مخبري، أجراه مركز علوم وصحة البيئة وسلامة العمل، في جامعة بيرزيت  على عينة من الماء أخذت من المنطقة التي تلقى فيها مخلفات المصانع، أن العينة المأخوذة قد احتوت على كمية عالية من مركب كيميائي يدعى علمياً  ) Sulfamic Aci) وهو حامض يستعمل بصفته مادة خام لإنتاج المبيدات العشبية. وهذه المادة حسب الأشقر تعتبر قاتلة للمجموع الخضري، وهو ما يفسر سبب تصحر الأراضي الزراعية المحيطة بالمصنع وجفاف المحاصيل وضعف نموها.

في تحليل آخر أجرته، إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة بتاريخ 27 / 2/ 1997 ، على عينات من المخلفات الصلبة للمنطقة الصناعية، والتي يتم حرقها بصورة عشوائية على الحدود الغربية لمدينة طولكرم، تبين أن هذه المخلفات تحتوي، على مادة البوليتان المصنعة، ومادة الفيبر جلاس المصنعة، وهذه المواد تستعمل للعزل الحراري في الثلاجات والسخانات الشمسية، وتبين أن إحراق تلك المخلفات بصورة عشوائية، ينتج عنه غازات سامة، منها: الهيدروكربونات واكاسيد النيتروجين والكبريت والكربون والأحماض، وهذه الغازات تخرج على هيئة دخان اسود كثيف، وحسب التقرير فان هذه الغازات والأدخنة، تنتقل لمسافات طويلة تزيد عن عشرات الكيلومترات بسبب صغر وزنها وحجمها الذي لا يتجاوز ميكرون واحد، وتبين أن لتلك الغازات المنبعثة تأثيرات صحية سلبية تطال الإنسان والحيوان والنبات.

المصانع الاسرائيلية المقامة على ارضي محافظة طولكرم وطبيعة المواد التي تخلفها:

1-مصنع جيشوري: ينتج المصنع مبيدات حشرية وأسمدة زراعية ومواد طلاء، تنفث فوهات المصنع دخان اسود كثيف وقاتم في سماء المدينة على مدار 24 ساعة، ولهذا الدخان رائحة كثيفة وخانقة، فيما يتم التخلص من المياه العادمة للمصنع، عبر حفر امتصاصية تقع في الأراضي الزراعية القريبة منه، أدت إلى تصحر الأراضي الزراعية القريبة من المصنع. أما النفايات الصلبة الناتجة عن المصنع، فيتم حرقها في الأراضي المحيطة وينتج عن عملية الحرق سحب رمادية كثيفة تنتشر في سماء المدينة.

2-مصنع شاحففيبر جلاس: ينتج المصنع مواد تستخدم للعزل الحراري و يتم حرق مخلفاته في أراضي المدينة ما يؤدي إلى انبعاث دخان اسود كثيف ذو رائحة كريهة جدا.

3-مصنع لينوي اسخوخيت: يقوم هذا المصنع بصناعة ومعالجة الزجاج بأشكاله المختلفة، وتتم المعالجة باستخدام الرمل المضغوط، وهذه العملية تحدث غباراً كثيفاً ينتشر في الهواء على شكل سحب رملية.

4-مصنع ياميت: لصناعة وتنظيف فلاتر الماء وأنابيب السماد الزراعي الكيماوي، يتم معالجة الأنابيب والفلاتر القديمة بالرمل، وتحتاج تلك العملية، إلى قوة ضغط عالية جدا، وينجم عنها سحب رملية تنتشر في الهواء.

بالإضافة إلى هذه المصانع يوجد ثمانية مصانع أخرى، تقوم بصناعة ألواح الخشب، و اللوحات الالكترونية والأقمشة غير المصبوغة وصناعة البطاريات وطلاء المعادن والدباغة والجلود والورق والإسفنج.

الظروف التي رافقت نقل المصانع إلى طولكرم:

 أقيمت تلك المصانع على أراض فلسطينية، تم الاستيلاء عليها بعدة طرق، منها نحو 82.633 دونم، هي أراضي سكة الحديد التابعة للوقف الإسلامي، وتقع ضمن حدود الأراضي المحتلة في العام 1967  تدعي قوات الاحتلال أنها تقع ضمن سلطة وصلاحيات دائرة أملاك الغائبين، وقد حصلت شركة جيشوري على تلك الأرض بعقد استئجار من دائرة أملاك الأراضي، وهناك 8.183 دونما أخرى، تعود للمواطن سعادة صالح سعادة الجلاد، وتم الاستيلاء عليها بأوامر عسكرية وبقرار وضع اليد من حكومة الاحتلال، أما بقية الأراضي والتي تشكل ما مجموعه  200دونم، فتدعي الشركات شراءها من أصحابها الفلسطينيين، علما بأن أصحابها يؤكدون حصول تزوير والتباس في عملية نقل الأراضي وأنهم لم يبيعونها .

إذا توقفنا قليلا عند قضية جيشوري، والصمت الذي اعترى الجهات الإسرائيلية المعنية وخاصة وزارتي الزراعة والبيئة تجاه المخالفات التي ارتكبها جيشوري طيلة السنوات السابقة، يتأكد لنا وجود نية مبيتة، لدى تلك الجهات لنقل المصنع إلى الضفة الغربية، ويبدو واضحا أنه كان يتم التخطيط ودراسة آليات تنفيذ الخطة، أو الظروف التي تمهد لتنفيذ ذلك خلال المدة السابقة.

إن إقامة المصنع على أراض مصادرة بقرار عسكري، واستئجار الجزء الآخر من قبل دائرة أملاك الغائبين، يثبت مدى تورط الحكومة الإسرائيلية وتغطيتها وتسهيلها لنقل المصانع إلى أراضي الضفة، إذ من المستحيل استئجار تلك الأراضي وإقامة المصانع دون ترخيص من الحكومة وتسهيلاتها، خاصة انه تم إمداد المنطقة الصناعية بالبنية التحتية من شبكات وخطوط المياه، ولا يمكن أن يتم ذلك دون الحصول على ترخيص. لكن هذا التورط، لا يقف عند حدود التسهيلات والتغطية، فالمخفي أعظم، إذ يتردد في حديث المختصين حول هذا الموضوع، حادثة حصلت في قاعدة عسكرية قريبة من موقع المنطقة الصناعية، وتناقلت عبر وسائل الأعلام في ذلك الوقت، مفادها أن جنديان قد أصيبا بالإغماء أثناء مناوبتهما في الموقع، وتبين فيما بعد أن سبب الحادث هو استنشاقهما لغاز الامونيا السام الناتج عن مخلفات مصنع ديكسون غاز، وبعد تلك الحادثة تم نقل القاعدة العسكرية من المكان.

وفي العام2002 ، أحاطت قوات الاحتلال الإسرائيلي التجمع الصناعي، بجدار الفصل العنصري بحجة حمايته من الأعمال( الإرهابية) حسب المفهوم الإسرائيلي الذي يشير إلى أعمال المقاومة التي ينفذها الفلسطينيون ضده.

خلاصة القول، إن نقل تلك المصانع إلى الضفة، يحقق للاحتلال أهدافا إستراتيجية، إذ انه بنقله تلك المصانع إلى الضفة، فان جميع الانعكاسات السلبية والأضرار الناتجة عن الإنتاج المزور والأضرار البيئية والصحية الناتجة عن مخلفاته، ستنتقل إلى الفلسطينيين وبيئتهم في جميع الأحوال، مع ضمان إسرائيل الحفاظ على العائدات الاقتصادية التي تدرها على رأس المال الإسرائيلي.  كذلك فان معاير الجودة لن تكون مهمة إذ سيتحول التسويق إلى الأسواق الفلسطينية، وهذا يقودنا بالمناسبة إلى الحقيقة التي نطرحها دائما، عندما ندعو إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وهي أن ما يصدر إلينا من المنتجات الإسرائيلية هو ما لا يقبله الإسرائيليون أنفسهم بسبب عدم مطابقته لمواصفات الصحة العامة.

 

الـــجـــــداول:

 جدول (1) المستوطنات في محافظة طولكرم

#

اسم المستوطنة

سنة التأسيس

عدد المستوطنين عام 2021

المساحة الكلية للمستوطنة لغاية العام 2022 (دونم)

مساحة مسطح البناء لغاية العام 2022 (دونم)

1

سلعيت

1979

1450

691

388

2

افني حيفتس

1990

2363

789

256

3

عيناب

1981

1062

466

183

المجموع

4875 مستوطن

1946 دونم

827 دونم

جدول رقم (2) البؤر الاستيطانية في محافظة طولكرم

#

اسم البؤرة

المستوطنة الام

سنة التاسيس

مساحة البؤرة

عدد السكان للعام 2012

1

هاهار

افني حيفتس

1998

89

50

2

كرمي دورون

عيناب

2002

137

130

المجموع

 

226

180 مستوطن

جدول رقم (3) المعسكرات والقواعد العسكرية  الاسرائيلية

الرقم

اسم المعسكر

مساحة المعسكر (بالدونم)

1

موقع عسكري (افني حيفتس)

39

جدول رقم (4): توزيع مواقع  النفايات الصلبة والسائلة الاسرائيلية على محافظات الضفة الغربية

 

المحافظة

 

النفايات الصلبة

 

النفايات السائلة

 

المجموع

طوباس

8

5

13

طولكرم

2

3

5

نابلس

1

2

3

قلقيلية

2

8

10

سلفيت

7

10

17

رام الله

6

1

7

القدس

2

8

10

أريحا

1

19

20

بيت لحم

4

7

11

الخليل

1

1

2

المجموع

34

64

98

جدول رقم (5) البوبات على جدار الفصل العنصري

#

اسم البوبه

التصنيف

ملاحظات

1

بوابة قفين

بوابة موسمية أسبوعية

 

2

بوابة نزلة عيسى

بوابة موسمية أسبوعية

 

3

بوابة عكابا

بوابة موسمية أسبوعية

 

4

بوابة زيتا

بوابة موسمية أسبوعية

 

5

بوابة عتيل

وهي بوابة زراعية يومية

 

 

بوابة دير الغصون

بوابة زراعية يومية.

 

6

بوابة شويكة

بوابة زراعية يومية

 

7

بوابة فرعون

بوابة زراعية.

 

8

بوابة شوفة

بوابة عسكرية لاستخدام الجيش فقط.

 

9

بوابة كفر صور

بوابة زراعية مفتوحة يوميا.

 

10

بوابة باقة الشرقية

بوابة مفتوحة طوال أيام الأسبوع.

 

قائـــــمة الـمصـــادر

1-الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، كتاب محافظة طولكرم الاحصائي السنوي2011 (3)،رام الله- فلسطين.

2-الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، النتائج الاولية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشات2017 ، شباط/ فبراير2018، فلسطين.

3-الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عدد السكان المقدر لمحافظة طولكرم حسب التجمع 2017 -2026، ايار/ مايو2021، فلسطين.

4-الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني2009، المستعمرات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية: التقرير الاحصائي السنوي 2010. رام الله- فلسطين.

5-عمران أبو صبيح، دليل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، عمان، الاردن، دار الجليل،1993.

6-خليل التفكجي، المستعمرات الاسرائيلية في الضفة الغربية، جمعية الدراسات العربية، القدس1994.

7-مجلة البقاء مقامة، عين على محافظة طولكرم، العدد الأول، اذار 2009.

8-نشرات واصدارات سلطة جودة البيئة، مكتب طولكرم2015.

9-أرشيف الحملة الشعبية لمقاومة الجدار، طولكرم 2009.

10-جريدة الحياة الجديدة، الخميس 2/أيار/2013 العدد 6285.

11-مركز المعلومات لشؤون الجدار والاستيطان/ هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، http://www.cwrc.ps

12-وزارة الحكم المحلي، نظام جيوملج للمعلومات الجيومكانية في فلسطين Geomolg www.geomolg.ps http://

13-محمود مرداوي، اشرف عبد اللطيف سده، مستوطنات الضفة الغربية أصل التسمية وماذا تعني، مركز رؤيه للتنمية السياسية، http://www.vision-pd.org

14-معهد الأبحاث التطبيقية (أريح)، الوضع الجيوسياسي في محافظة طولكرم، وحدة مراقبة الاستيطان، http://www.arij.org

15-حركة السلام الانhttps://peacenow.org.il/en

16-مركز أبحاث الأراضي، وحدة نظم المعلومات الجغرافية- القدس http://www.poica.org/details.php?Article

17- Colonization and Wall Resistance Commission, Israeli Colonies in the

 West Bank, 1997-2014, Palestinian Libration Organization, Part1, 2015.