تقرير شهر آب / أغسطس 2017

رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" الخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي (المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ)، ضد الفلسطينيين، وذلك خلال الأسبوع الثاني من الشهر آب 2017.

وفيما يلي أبرز ما جاء من تحريض:

"حول ميّزات الشعب الفلسطيني"

"تبرهن لنا أحداث الأيام الأخيرة أن من يعرّف نفسه «كشعب فلسطيني»، فهم ليسوا شعبًا من أصول تاريخيّة كاذبة تثير الغضب العارم فحسب، إلا أن هذا الشعب - والذي هاجر إلى أرض إسرائيل من أراضٍ عربيّة تابعة للامبراطوريّة العثمانيّة، خلال القرن الـ 19، وأيضًا خلال الانتداب البريطانيّ – غير مؤهّل إدراجه على قائمة الشعوب لكونهم فاقدين لأبسط الثقافة الإنسانيّة.

يتميّز هذا الشعب بثقافة القتل التي تستند على دعاوى دينيّة دون الاكتراث للشعوب والثقافات الأخرى التي تعيش بينه أو بجانبه".

يحمل الخبر الوارد أعلاه تحريضًا واضحًا ضد الحقيقة في الرواية الفلسطينيّة التي تنص على أنهم سكّان ومواطنون أصليون للأرض؛ وليسوا مهاجري عمل. يرفض البعض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني على أرضه وكونه شعبًا أصلًا، صاحب قضية حق، ويشدّدون على أنهم طالبو عمل لجأوا من أراضٍ عربيّة مجاورة خلال الحكم العثماني والانتداب البريطاني. بالإضافة إلى دحض حقهم بتعريف نفسهم كشعب. ويتم تصوير الشعب الفلسطينيّ كشعب يرتوي من دماء الشعوب الأخرى.

في الخبر، تمّ تجريد الفلسطينيين من إنسانيّتهم، ونعتهم بـ"القتلة" مع ربط هذه الثقافة في دينهم، أي أنهم يقتلون لأن هذا ما أملى عليهم دينهم.
من جهة أخرى، هناك نظرة استعلائية ضد الشعب الفلسطيني؛ بحيث إن كل المحاولة لإدراج ميّزات للشعب الفلسطيني وإدخال جميع أطيافه ودياناته ومعتقداته وشرائحه إلى قولبات وسمات، قام الكاتب بتحديدها، هو عمل يدل على استعلائية وعنصريّة بحته.   

التحريض ضد الطيبي والفلسطينيين في الداخل

نص الخبر في القناة الثانية: "واو، الحرارة مرتفعة جدًا في هذه الأيام. ننتظر كلنا النشرة الجوية ولربما سنبشر أن درجات الحرارة غدًا ستكون أقل؛ لكن أي بشرى وأي بطيخ، في كل مرة عندما أشاهد أخبار القناة الثانية لا استطيع أن افهم؛ عدد سكان الطيبة، 40 ألف نسمة. عدد السكان في كفار سابا الجارة 100 ألف نسمة، مما يعني أكثر بـ 2.5 (وجيّد انه كذلك). اذن لمَ عليكم اللعنة تظهرون خارطة الطقس في الطيبة؟".

قام عضو البرلمان الإسرائيليّ أورن حازن، حزب الليكود، بنشر منشور عنصريّ ضد فلسطينيي الداخل سكّان مدينة الطيبة عبر حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك». يعترض حازن على القناة الثانية لإدراجها درجة الحرارة في مدينة الطيبة العربية على قائمة البلدان في النشرة الجوية، بدلًا عن أن يتم عرض درجة الحرارة في مدينة كفار سابا اليهوديّة المجاورة، مع التشديد أن كفار سابا أكبر من الطيبة بكثير. يقوم أورن بالتحريض على عضو البرلمان أحمد الطيبي ويتهمّه بدعمه للإرهاب؛ ما يعني دعمه للشعب الفلسطيني، وذلك لكونه من سكّان مدينة الطيبة. يظهر عضو الكنيست عنصريّته وكرهه للشعب الفلسطيني عامّة وفي الداخل بشكل خاص. 

"يحاول عباس ابتزاز إسرائيل"

الخبر: ينشغل محمود عباس في الأيام الأخيرة بأحداث ضجة إعلاميّة جديدة تدّعي أنه موجود تحت «حصار» في المقاطعة في رام الله والذي اطلقته عليه إسرائيل، مشبها بالحصار الذي فرض على الرئيس الراحل ياسر عرفات على يد رئيس الحكومة آنذاك، اريئيل شارون في عام 2002. بالطبع يحكى عن ضجة إعلاميّة مفتعلة، بامكان محمود عباس التحرّك بكامل حريّته وحتى السفر إلى خارج البلاد متى شاء، ولكن وجب عليه ان ينسّق ذلك مع إسرائيل، كما فعل خلال الـ 12 عامًا على تسلّمه السلطة وكيفما ينص التنسيق الأمني بحسب اتفاقيّة أوسلو.

ولكن، فرض محمود عباس على نفسه عدم التنسيق مع إسرائيل كل تحرّكاته عند اعلانه تجميد كل العلاقات مع إسرائيل، على رأسهم تجميد التنسيق الأمني، عقب أزمة البوابات الإلكترونيّة في جبل الهيكل".

يحمل الخبر أعلاه تحريضًا على رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، ويتهمته بالكذب والافتراء على دولة إسرائيل لإحداث ضجة إعلاميّة تجني ثمارًا بطوليّة له.  يدّعي كاتب المقال أنّ محمود عبّاس حرّ في حركته، ولا يخضع لحصار فرضته دولة إسرائيل، إنما ما يحدث هو نتيجة لتجميد العلاقات بين السلطة الفلسطينيّة والحكومة الإسرائيليّة عقب أحداث مسجد الأقصى الأخيرة.

"الشعب الفلسطيني لا يبحث عن السلام"

الخبر: المخرّب الفلسطيني الذي قتل عائلة خلال ليلة السبت في "حلميش" – من أين له هذه الفكرة بأن يدخل إلى بيت ويقتل الأشخاص فيه؟ الفتية الفلسطينيون الذين يقومون بعمليات قُتِلوا قبل ذلك نفسياً نتيجة التربية الذين يتلقونها»... «الشعب الفلسطيني لا يبحث عن السلام، انما يقدّس الانتفاضة».

منحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» منصّة لأصوات محرّضة أن تأخذ حيّزا في عددها، ويأتي التحريض من شخصية فلسطينيّة ساندرا سلومون تدّعي أن الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات هم ضحايا لغسيل دماغ وتربية ممنهجة وممأسسة على ذلك. تقوم ساندرا بوصف الفلسطينيين على أنهم مقدسّون للانتفاضة، أي الموت، بدلا عن السلام، أي الحياة، وتنعت جهاز التعليم الفلسطيني بالمحرّض والقاتل لنفسيّات الشباب الفلسطيني. 

"جبل الهيكل منذ زمن لم يعد في يدينا، فقد انتقل لأيدي منظمات إسلاميّة"

الخبر: بحسب بحث أجراه الباحث والقيادي في الجيش باروخ يديد، أن من كان مسؤول الإدارة المدنية في الضفة الغربية، لم يعد ملائمًا لمحاربي تحرير الأقصى.  بحسب البحث، القيادة الوطنية السياسية لحركة فتح، أو القيادة البديلة بتأثير أردني، أصبحوا غير شرعيين بالنسبة للمسلمين في القدس. القيادة التي تسيطر اليوم على جبل الهيكل ومحيطه هم رجال دين لعائلات من الخليل والمنطقة، تربطهم علاقة جزئية مع الأردن، وعلاقة مباشرة لحركة الإخوان المسلمين.

ها هي قيادة محليّة وأصلية للغاية، تقف خلف كل أحداث جبل الهيكل، وتقف خصوصًا خلف ما يسمّونه «انتفاضة الأقصى» الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح.

جمعية أخرى لحقوق الإنسان هي القدس من بيت حنينا، وهي مشاركة في محاولات العمل ضد إسرائيل في المحكمة الدوليّة والجمعية ناشطة في الاستئنافات ضد كبيري مؤسسة الأمن الإسرائيليّة. حاليًا تأخذ الجمعية على عاتقها تمثيل الفلسطينيين الذين اعتقلوا خلال الأحداث العنيفة حول جبل الهيكل. هذه الجمعية هي العنوان للاستشارة القضائية للشيخ صلاح.

داخل هذا، تعمل الحركة الإسلامية في إسرائيل لطرد الأردن من مساجد جبل الهيكل، ليتم تثبيت سلطة الأخوان المسلمين على الجبل والسيطرة على ملايين الدنانير التي تحوّل كدعم للمساجد. ما يحدث في جبل الهيكل هو نزاع سياسي وديني بين الأردن والوقف الذي يعمل تحت الحكومة وبين الحركة الإسلامية الشماليّة وحركة المرابطين والمرابطات، التي أقامها الشيخ رائد صلاح". 

يقدم الخبر بحث أجراه قيادي في الجيش الإسرائيلي يحرّض من خلاله على الحركة الإسلاميّة الشماليّة وعلى رأسها الشيخ رائد صلاح، وعلى حركة المرابطين والمرابطات التي تقوم بدورها بحماية المسجد الأقصى من اقتحامات المستوطنين المتكررة.  يدّعي الباحث أن الصراع الحقيقي على المسجد الأقصى قائم بين الأردن وحركة الإخوان المسلمين، مخرجًا إسرائيل وانتهاكاتها المستمرة لسيادة وقداسة المكان خارج الصورة والصراع. أي، وبكلمات أخرى، حوّل الكاتب الصراع على المسجد الأقصى من صراع وطني قومي يعترض على انتهاكات إسرائيل، لصراع ديني داخلي بين الأردن وحركة الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى هذا، ينعت الكاتب، بشكل غير مباشر، الحركة الإسلامية الشماليّة بالمنتفعة إذ تحاول السيطرة ليس على المسجد فحسب، إنما أيضا على الأموال التي تحوّل بشكل دائم للحفاظ على المساجد.