نشأة المجلس الوطني الفلسطيني

مقدمة وخلفية تاريخية

يمثل المجلس الوطني الفلسطيني السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها؛ من أجل إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة، والمتمثلة في العودة والاستقلال والسيادة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. 

وكانت بدايات العمل التنظيمي على المستوى الوطني الفلسطيني قد بدأت مع عام 1919م؛ حيث شهدت فلسطين ما عرف باسم "المؤتمر العربي الفلسطيني"؛ وهو مؤتمر تمثيلي عقد باسم عرب فلسطين سبع دورات بين عامي 1919، 1928م.  ويعتبر هذا المؤتمر، في بلد حرم أبناؤه العرب من ممارسة حق الانتخاب، مؤسسة وطنية تشبه إلى حد ما المجالس النيابية ولها أهدافها الواضحة وبرامجها المحددة. 

بعد نكبة فلسطين عام 1948م، عبر الشعب الفلسطيني في مؤتمر غزة الذي دعت إليه الحركة الوطنية في مطلع تشرين الأول 1948م عن إرادته في الاستقلال وإقامة حكومة حكم وطني على كامل فلسطين؛ وجسد تلك الإرادة في إنشائه لحكومة عموم فلسطين، حين قام الحاج "أمين الحسيني" بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947م؛ حيث قام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة "حلمي عبد الباقي"، الذي مثل فلسطين في جامعة الدول العربية. 

المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول

عقد المؤتمر الوطني الأول في القدس بتاريخ 28 أيار /مايو _ 2 حزيران /يونيو 1964م؛ حيث انبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي دعا لحضور 433 عضوًا بمدينة القدس في الفترة من 28/5إلى 2/6/1964م؛ وأعلن هذا المؤتمر في بيانه عن قيام منظمة التحرير الفلسطيني (م.ت.ف) التي تمثل قيادة الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير.  وقد صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني أيضًا عدد من الوثائق والقرارات، أهمها: الميثاق القومي (الوطني الفلسطيني)، والنظام الأساسي للمنظمة، وغيرها؛ وتم انتخاب السيد "أحمد شقيري  رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية. 

وفي خلال الدورة الحادية والعشرون (دورة إعمار الوطن والاستقلال) في مدينة غزة في الفترة من 22-25 نسيان /أبريل 1996م، تم فيها انتخاب الأخ سليم الزعنون،  رئيسًا أصيلًا للمجلس الوطني الفلسطيني، بدل الرئيس المستقيل (الشيخ عبد الحميد السائح)، وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة؛ إضافة إلى قرارات حول: بناء وترسيخ السلطة الوطنية الفلسطينية، والانتخابات الرئاسية والتشريعية، والوحدة الوطنية الفلسطينية، والقدس، والعائدين، والنازحين، واللاجئين.  وقد قرر المجلس الوطني الفلسطيني اعتبار أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني فيه، وهم جزء من حصة الداخل في المجلس.