1. تعريف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:
تشبه اللجنة التنفيذية ضمن بنية منظمة التحرير الفلسطينية السلطة التنفيذية في الدول الأخرى، وقد عرفها النظام الأساسي للمنظمة بأنها "أعلى سلطة تنفيذية للمنظمة، وتكون دائمة الانعقاد، وأعضاؤها متفرغون للعمل، وتتولى تنفيذ السياسة والبرامج والمخططات التي يقررها المجلس الوطني، وتكون مسؤولة أمامه مسؤولية تضامنية وفردية".
2. نشأة وتأسيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:
أ. التشكيل: مر تشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بطورين:
• من قيام المنظمة حتى الدورة الرابعة للمجلس الوطني:
فقد نص النظام الأساسي للمنظمة على أن "ينتخب المجلس الوطني من بين أعضائه رئيس اللجنة التنفيذية، ويتولى الرئيس اختيار أعضائها، وتؤلف اللجنة التنفيذية من خمسة عشر عضواً بمن فيهم الرئيس، وينتخب هؤلاء من بينهم نائباً للرئيس..)
وقد تولى أحمد الشقيري رئيس اللجنة التنفيذية آنذاك، تعيين أعضاء اللجنة التنفيذية طوال فترة رئاسته للجنة من عام 1964 وحتى عام 1967م .
• الدورة الرابعة للمجلس الوطني (القاهرة 1968):
تم تعديل المادتين (13، 14) من النظام الأساسي، حيث أصبح المجلس الوطني هو الذي ينتخب من بين أعضائه جميع أعضاء اللجنة التنفيذية، وتقوم هي بانتخاب رئيسها من بين أعضائها، كما جرى تحديد عدد أعضاء اللجنة بأربعة عشر، بمن فيهم رئيس مجلس إدارة الصندوق القومي الفلسطيني.
ب. التطور:
شكل أحمد الشقيري اللجنة التنفيذية الأولى للمنظمة عام 1964، حيث اختار أعضائها الأربعة عشر، وباشرت بعد ذلك القيام بأعمالها، وفي الدورة الثالثة للمجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في غزة عام 1966 تقدمت اللجنة باستقالتها إلى المجلس الوطني، وقام أحمد الشقيري بإعادة تشكيلها للمرة الثانية بتاريخ 27/12/1966، ولكنه أعلن عن حل هذه اللجنة وإعادة تشكيلها "تشكيلاً ثورياً"، عن طريق إنشاء مجلس ثورة، ولكن الأمور لم تستقم داخل اللجنة التنفيذية إلى أن جاءت حرب عام 1967، فقدم أحمد الشقيري استقالته التي قبلتها اللجنة، وأوكلت إلى يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة، أثناء انعقاد الدورة الرابعة للمجلس الوطني الفلسطيني "القاهرة 1968". تم إقرار فصل رئاسة المجلس الوطني عن رئاسة اللجنة التنفيذية، كما جرى تعديل النظام الأساسي للمنظمة، فأصبح المجلس الوطني هو الذي ينتخب اللجنة التنفيذية.
وفي نهاية الدورة الخامسة للمجلس الوطني (القاهرة 1969)، استقالت اللجنة التنفيذية، وانتخبت بالتزكية لجنة تنفيذية جديدة، ضمت ممثلين عن منظمات فلسطينية مقاتلة برئاسة ياسر عرفات، الناطق الرسمي باسم حركة "فتح". وفي الدورة السادسة للمجلس "القاهرة 1969"، تمّ إقرار أن تؤلف اللجنة التنفيذية من 12 إلى 15 ،عضواً بمن فيهم رئيس مجلس إدارة الصندوق القومي، وأعيد انتخاب ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية، واستمر رئيساً لها حتى رحيله(رحمه الله).