حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"

حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح": أكبر وأعرق الفصائل الفلسطينية وأكثرها جماهيرية؛ فهي رائدة العمل الوطني، ومُلهمة الحالة النضالية الفلسطينية المعاصرة بكل أشكالها.

انطلقت حركة فتح بعد مخاض طويل عاشته القضية الفلسطينية، حيث أعادت حركة فتح بانطلاقتها توجيه البوصلة النضالية من جديد، وبعثت الروح بالقضية الفلسطينية؛ إذ انطلقت رسمياً بعملية "نفق عيلبون" التي نفذها ذراعها العسكري (قوات "العاصفة") في 1/1/1965م، هذه الانطلاقة التي اعتبرت بمثابة الولادة الحقيقية للثورة الفلسطينية المعاصرة، لتعيد حركة فتح بذلك الاعتبار والمكانة لهوية الشعب الفلسطيني وشخصيته الوطنية، ولتلفت كل الأنظار إلى القضية الفلسطينية وعدالتها ومكانتها بين حركات التحرر الوطني في أرجاء العالم.

ومنذ انطلاقة حركة "فتح" لم تتوان في تقديم كل ما يمكن تقديمه في سبيل التحرر والخلاص من الاحتلال، والحفاظ على هوية واستقلالية الشعب الفلسطيني وكينونته؛ فقد سلكت بحكمة وحنكة كل المسالك النضالية، سواء السياسية أو العسكرية في سبيل التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فنفذت مجموعاتها العسكرية العديد من العمليات البطولية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الداخل والشتات، وخاضت معارك ضارية، لا سيما معركة الكرامة عام 1968، وحصار بيروت 1982، وتقدمت الصفوف في الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) عام 1987 والانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000، وقدمت عبر تاريخها النضالي الزاخر آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، فقد قدمت حركة "فتح" مؤسسها وقائدها الرئيس الراحل ياسر عرفات شهيداً في سبيل التحرير، والعديد من أعضاء لجنتها المركزية الذين استشهدوا وقدموا أرواحهم في سبيل الخلاص من الاحتلال.

تُشرف على إدارة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لجنتها المركزية، ومجلسها الثوري؛ وكلا المجلسين يتم انتخابهما من خلال المؤتمر العام للحركة؛ حيث تحرص حركة "فتح" على ديمومة النهج الديمقراطي داخل أروقة الحركة؛ إذ عملت على مأسسة هذا النهج منذ انطلاقتها ولغاية اليوم؛ فقد عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منذ تأسيسها سبعة مؤتمرات حركية عامة في بيئة ديمقراطية صِرفة، كان آخرها المؤتمر العام السابع في 29 تشرين الثاني 2016 في قاعة أحمد الشقيري في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

تزعم قيادة حركة فتح الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" منذ تأسيسها وحتى استشهاده عام 2004، ليترأسها بعد ذلك الرئيس محمود عباس "أبو مازن" حتى الآن، وهذا في ظل الحرص على اكمال مسيرة العطاء، وتأدية رسالة الحركة السامية الهادفة إلى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.