الاتحاد الفلسطيني للجوجيتسو

 

تُعرف رياضة الجوجيتسو بأنها مجموعة من أنماط الفنون القتالية اليابانية، تعتمد بالأساس على العقل في توظيف طاقة المهاجم والاستفادة منها بدلاً من مقاومته، والتركيز على المرونة الجسدية والانضباط الذاتي، ويتحكم بها عدد من القيم الأساسية وهي الولاء، والعدل، والتواضع، والثقة بالنفس، والاحترام.

وتقوم رياضة الجوجيتسو على ركيزتين أساسيتين هما: تنشيط العقل والذهن للتمكن من توظيف طاقة الخصم والاستفادة منها قدر المستطاع، والاعتماد على القتال الأعزل، ما يسهم في رفع مستويات اللياقة البدنية.

ولرياضة الجوجيتسو قواعد صارمة تختلف عن غيرها، إذ يمنع نهائياً استخدام قبضة اليد أو الكوع أو الرأس في النزال، كما يحظر الضرب في أماكن مميتة أو في العين أو الأنف. أما الحركات المسموح بها فهي: ثني ذراع الخصم ومعصمه، ودفع الخصم وسحبه، وخنق الخصم. ولهذه الرياضة عدة أحزمة تختلف باختلاف مستويات اللاعب التي أحرزها، ومدى مهاراته وخبراته العملية، بالإضافة إلى مستواه في إتقان هذه الرياضة.

وتُقام مباريات الجوجيتسو بين لاعبين من نفس الوزن، حيث تتضمن هذه الرياضة سبع فئات للرجال، وهي من وزن تحت ال55 وفوق ال94؛ وخمس فئات للسيدات، وهي من وزن تحت ال48 وحتى فوق ال70 كيلو، وتكون المنافسة فوق بساط طول أضلاعه حوالي 16 مترًا، وهو مربع الشكل، ويمنع خروج اللاعبين خارج البساط، ويوجد حكم داخل البساط وهو الرئيسي، وحكمان مساعدان يقفان في منطقة الخطر حول البساط، ويراقبون المباراة لمساعدة الحكم الرئيسي، وتبلغ مدتها حوالي 5 دقائق، وتكون عبارة عن جولة واحدة؛ وتنتهي المباراة إما بتثبيت أحد الطرفين منافسه كي ينسحب؛ أو بمجموع النقاط. ويعد الحكام المساعدين نقاط لكل متنافس، وحسب عدد النقاط يتم تحديد الفائز؛ وتجرى مباراة أخرى لتحديد الفائز إذا تساوت نقاط اللاعبين. وإذا سُجل على أحد اللاعبين مخالفة تتعارض مع قوانين اللعبة يتم إخراجه من المنافسة ويعلن فوز خصمه.

ظهرت رياضة الجوجيتسو في فلسطين واتخذت حيزاً على الساحة الرياضية الفلسطينية أواسط عام 2009 بفضل مجموعة من الشباب في مدينة رام الله قرروا الاتجاه نحو ممارسة لعبة جديدة من ألعاب الفنون القتالية، حينها لفتت نظرهم رياضة الجوجيتسو، وبدأوا بالتعرف عليها وتطبيق ما تم التعرف عليه وتعلمه منها، ثم واصلوا التدريب. ورغم عدم توفر الإمكانيات والمستلزمات المادية حينها إلا أنهم بنهاية المطاف استطاعوا أن ينطلقوا نحو العالمية.

وجاءت ولادة "الاتحاد الفلسطيني للجوجيتسو" بعد جهد وعمل دؤوب؛ ففي البداية كان عدد قليل من اللاعبين يمارسون اللعبة، ثم سافروا إلى الأردن للانضمام إلى فريق جوجيتسو متميز؛ ليتعلموا منه الأسس والقوانين والتقنيات. وعند عودتهم إلى أرض الوطن أنشأوا "نادي بال جيتس" "ونادي باور جيتس"؛ وما زالوا يستقطبون ويضمون لاعبين جدد تدريجياً لهذه الرياضة.

وعقب بضع سنوات وتحديداً في العام 2021 تم تأسيس الاتحاد الفلسطيني للجوجيتسو، وحصل على الاعتراف الرسمي من "الاتحاد الدولي" و"الاتحاد الآسيوي" و"الاتحاد العربي"؛ ويعمل الاتحاد الآن على نشر اللعبة وتنظيم الفعاليات والمسابقات ورفع مستواها والمشاركة في العديد من البطولات المحلية والدولية، وتوسيع قاعدة اللاعبين وذلك عن طريق افتتاح المزيد من النوادي في جميع محافظات الوطن.

وخلال فترة قصيرة استطاع اتحاد الجوجيتسو وضع بصمته مؤخراً بتشكيل منتخب وطني لتلك اللعبة. ورغم قصر تلك الفترة إلا أن المنتخب الوطني للجوجيتسو شارك مشاركات خارجية في بطولات "غراند بريكس" و"باتيا" الشاطئية ونافس المنتخبات في تايلاند، حقق 6 ميداليات ملونة.

وفي بطولة الإمارات الدولية، المصنفة G1 والتي ضمت نخبة اللاعبين من عدة دول حول العالم، استطاع المنتخب الفلسطيني الحصول على ميداليتين برونزيتين؛ وعلى المستوى المحلي نجح الاتحاد في تنظيم بطولتين للجوجيتسو بمشاركة العديد من اللاعبين، كما حصل منتخب فلسطين للجوجيتسو على خمس ميداليات ملونة في بطولة المملكة الأردنية الهاشمية للجوجيتسو، التي تقام بشكل سنوي بتنظيم من الاتحاد الأردني.

ويؤكد رئيس الاتحاد الفلسطيني للجوجيتسو بأن لدى الاتحاد العديد من الخطط والأهداف الواضحة التي يسعى الاتحاد إلى تحقيقها، وأنه يعمل على منح اللاعبين الثقة الكافية بالاتحاد لتطويرهم، وتوسيع قاعدة المشاركين في هذه الرياضة والوصول بالأبطال إلى المنصات العربية والقارية والدولية.