يُعدُّ "الاتحاد الفلسطيني للرياضات الإلكترونية والذهنية" نقلة نوعية وجوهرية للرياضات الفلسطينية، وهو مؤسسة وطنية غير ربحية مُنبثقة عن باقي المؤسسات الرياضية التي تندرج تحت رعاية ومظلة "المجلس الأعلى للشباب والرياضة" و"اللجنة الأولمبية الفلسطينية"؛ ويهدف الى زيادة الوعي بالرياضات الإلكترونية والذهنية وتطويرها ووضع اللوائح والقوانين لضبطها، ويقع على عاتقه وضع الخطة والرؤية المستقبلية والاستراتيجية السنوية التي يتم اعتمادها لتنمية هذه الرياضات ونشرها بين فئة الشباب من خلال إطلاق البطولات وتنظيمها، بالتعاون مع مطوري الألعاب الإلكترونية، وبدعم من الشركاء المحليين والعالميين، لتصبح فلسطين أحد الوجهات الرئيسية للرياضات الإلكترونية والذهنية.
تعتمد الألعاب الإلكترونية والذهنية بشكل مباشر على القدرات العقلية وكما هو الحال بالنسبة للرياضات البدنية الأخرى فإن الألعاب الإلكترونية والذهنية تعمل على تطوير أداء العقل البشري باستمرار الممارسة، بغض النظر عن القدرة العقلية للشخص؛ وبالتالي فهي ممارسة وتنشيط للعقل البشري، وساحة صلبة لإثبات النخب الفكرية في المجتمعات، وتسمح لكلا الجنسين بالمشاركة بالتساوي.
ومن الجدير ذكره أن "الاتحاد الفلسطيني للرياضات الإلكترونية" حصل على كافة الاعترافات الدولية والإقليمية وهي: (اعتراف الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية (IESF) والاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية (GEF) والاتحاد الآسيوي للرياضات الإلكترونية (AESF) والاتحاد العربي للرياضات الإلكترونية (ARESF).
وأكد الفريق جبريل الرجوب (رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة) على أهمية الاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية التي تحظى باهتمام كبير في فئة الشباب. وأعرب في كلمة له عن سروره بالإعلان عن تأسيس "الاتحاد الفلسطيني لرياضات الألعاب الإلكترونية والذهنية" الذي سيمهد لانتقال اللاعبين من هواة إلى محترفين، وسيكون بمثابة الجسم الذي يجمع ويمثل اللاعبين والألعاب الإلكترونية، والمرجع الأساسي لكافة الجهات التي سترغب بالعمل على تنفيذ فعاليات وأنشطة وبطولات في مجال الألعاب الإلكترونية".
كما أوضح الفريق جبريل الرجوب أهمية هذا الاتحاد ودوره في تمثيل اسم فلسطين بأهم المحافل الدولية، ووضع اسمها على خارطة الألعاب الإلكترونية العالمية، حيث سيكون الاتحاد قريباً عضواً في الاتحاد الدولي للألعاب الإلكترونية IESF والقاري العربي، وذلك بهمة القائمين على تأسيسه.
ويُعرف "أمين سر الاتحاد الفلسطيني للرياضات الإلكترونية والذهنية" هذه الألعاب بإنها: كل شيء يأتي من ألعاب الفيديو؛ ولكن هذا القطاع في الوقت الحالي توسع من موضوع التسلية والترفيه إلى موضوع الاحتراف، تماماً مثل باقي الرياضات الحقيقية؛ يعني مثلاً تمارس كرة قدم أو كرة سلة لأجل التسلية والترفيه، وبنفس الوقت تستطيع أن تمارسها لأجل الاحتراف؛ ففي البداية بدأت ألعاب الفيديو من خلال أنك تعيش تجربة افتراضية لأحداث قصة ما، أو من خلال تحدٍ ضد صديقك، أو تحدٍ ضد منافس افتراضي، من إنشاء مطور اللعبة نفسها.
الرياضة الإلكترونية أطلق عليها هذا الاسم؛ لأنها تعتمد على وجود أجهزة إلكترونية وانترنت وواقع افتراضي من أجل أن يمارس اللاعب هذه الهواية؛ إذ كانت في البداية عبارة عن هواية ومجرد تسلية، فكروا في تطويرها وجعلها رياضة مبتكرة في متناول الأيدي؛ حيث أصبح معترف بها كرياضة في اللجان الأولمبية حول العالم. كما وبات يوجد في فلسطين دوري إلكتروني مسجل ومعتمد لدى "الاتحاد الفلسطيني للرياضات الإلكترونية والذهنية" و"اللجنة الأولمبية الفلسطينية"؛ الأمر الذي سيخلق مساحة تنافسية وفرصة لتطور مجتمع الرياضات الإلكترونية في فلسطين.
وما هو جدير بالذكر بأنه برزت الرياضات الإلكترونية في فلسطين بشكل جلي منذ عامين؛ ما أدى إلى تأسيس اتحاد خاص به، حيث نبعت الفكرة من فريق الاتصالات التسويقية، فبدأوا بترتيب طريقة تنظيم هذه الألعاب الإلكترونية، خاصة وأن السوق الفلسطيني لا يملك أي بيانات وأفكار عن الموضوع، وترأسه مدير عام الشركة بعد ذلك، فأصبحوا يساهمون في تنظيم البطولات ورعايتها ورعاية اللاعبين، وكل شيء يتم تصميمه واكتشافه من خلال هذا الفريق، محاولين اكتشاف التجمعات الخاصة بهذه الألعاب، واكتشاف قاعدة البيانات، ويوفر الاتحاد حملات توعوية عن إيجابيات وضرورة هذه الرياضات وكيفية استخدامها بالشكل السليم، من أجل أن يكون الشباب أثر وعيًا بأهمية هذه الرياضات؛ فهي لم تعد مجرد لعبة لإمضاء وقت الفراغ، بل لها أهداف وفوائد جمة تحرك الذهن والأعصاب، خاصة استخدام العقل والأعصاب بطريقة مزدوجة تعود بالنفع على الشخص وصحته العقلية والنفسية والبدنية.