خطابات الرئيس محمود عباس "أبو مازن" 2018

 كلمة السيد الرئيس محمود عباس في الذكرى الرابعة والخمسين

لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني

رام الله 31-12-2018

 

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات،

أيها الأخوات والإخوة،

 

 أتوجه إليكم بتحية إجلال وإكبار على صمودكم وتضحياتكم، وصبركم، وثباتكم على أرضكم، مجددين العهد بأننا سنواصل العمل من أجل  تحقيق أهدافنا في الاستقلال والسيادة والدولة.

 نحيي اليوم، الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، لنؤكد مجدداً بأن فتح، التي قادت الثورة والتي انطلقت مدوية في مطلع العام 1965، بقيادة القائد الرمز الشهيد أبو عمار، وإخوانه القادة المؤسسين لحركة فتح لتكريس الهوية الفلسطينية، واستعادة الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني.

لقد قدمت فتح، وإلى جانبها جميع شرائح شعبنا وفصائل العمل الوطني الفلسطيني كافة، قوافل الشهداء والأسرى والجرحى الذين نجلّهم جميعاً، ونقول لهم، إننا لا زلنا على العهد والقسم، نتمسك بالثوابت الوطنية، ونحمي مشروعنا الوطني، وقرارنا المستقل، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبيته السياسي والمعنوي في أماكن تواجده كافة.

وما زالت راية فلسطين عالية خفاقة، تتوارثها الأجيال الفلسطينية دفاعاً عن وجودنا وهويتنا وبقائنا على ترابنا الوطني الفلسطيني المستقل.

 

أيها الأخوات والإخوة،

إن ما قامت به الإدارة الأمريكية من انحياز لإسرائيل بإعترافها بالقدس عاصمة لها ونقل سفارة بلادها إليها، واتخاذها إجراءات عقابية ضدنا، لن يهزنا، كما أن كل ذلك لن يزيل أو يقوض حقنا في القدس، ولن يجعلنا نتنازل عن ثوابتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة، ولن يجعلنا نوافق على صفقة عصر مخالفة للشرعية الدولية، ولن يغير حقيقة أن القدس الشرقية هي عاصمة دولتنا الفلسطينية، فالقدس ليست عقاراً للبيع، بل تحمل، بالنسبة لنا قيماً دينية وتاريخية وحضارية، ولن تكون فلسطين دون القدس بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة عاصمة لها.

 وأن العقوبات الموجهة ضدنا من الإدارة الأمريكية بقطع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية، وعن الأونروا، لن يغير مواقفنا، ولن يلغى ملف اللاجئين وحقوقهم المكفولة طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها القرار 194.

وإن مواصلة الاستيطان الاستعماري، والاحتلال لأرض دولة فلسطين، لن يكسر إرادتنا، ولن ينال من عزيمتنا، لأن شعبنا لا يركع إلا لله وحده، فهذه أرضنا ومقدساتنا، وهي أرض أبائنا وأجدادنا.

 إن الاعتقالات، والاجتياحات، وإرهاب المستوطنين، وهدم المنازل، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، وفرض القوانين العنصرية، لن يجلب الأمن والسلام لإسرائيل، بل سيؤدي إلى توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء.  

إن تكريس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفق قرارات المجالس الوطنية، ومرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية كما صدرت في العام 2002، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقتنا.

 لقد بنينا مؤسسات دولتنا الفلسطينية، على أساس سيادة القانون، ونعمل على النهوض باقتصادنا الوطني، وتمكين المرأة والشباب، وذوي الاحتياجات الخاصة، ونشر ثقافة السلام، ومحاربة الإرهاب، وسنواصل انضمامنا للمنظمات والمعاهدات الدولية ترسيخاً لاستمرار بناء مؤسسات دولة فلسطين.

لقد حصلنا على اعتراف 139 دولة، وندعو بقية دول العالم لأن تعترف بدولة فلسطين على حدود العام 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، ونواصل العمل من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، وقواعد القانون الدولي، وبالمقاومة الشعبية السلمية، من أجل تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال والبناء.

 كما سنواصل مسيرتنا وتحقيق انجازاتنا الواحدة تلو الأخرى، وخلال أسبوعين سنتسلم رئاسة مجموعة 77 + الصين، وهي مجموعة من 134 دولة، وهو الأمر الذي سيعزز مكانة دولة فلسطين على الساحة الدولية.

وفي إطار آخر، أود أن أشير إلى قرار المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد في مدينة رام الله في شهر أكتوبر الماضي، والذي أكد على ضرورة حماية المشروع الوطني الفلسطيني وإنجازاته، من خلال مجموعة من القرارات الهادفة للانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة، ومنها تفعيل دوائر منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها اللجنة التنفيذية  والمجلس المركزي. وقد بدأنا بتنفيذ عدد من الخطوات الفعلية.

وعلى الصعيد الداخلي فقد أصدرت المحكمة الدستورية قراراً يقضي بحل المجلس التشريعي، وإجراء الانتخابات التشريعية خلال ستة أشهر، وقد تم تكليف لجنة الانتخابات المركزية بإجراء مشاورات فورية لتنفيذ هذا القرار، وأدعو الجميع للاستعداد لإجراء هذه الانتخابات.

 من ناحية أخرى، فإننا نسعى لتحقيق وحدتنا الوطنية، ونعمل مع الأشقاء في مصر بكل إخلاص من أجل تطبيق اتفاق أكتوبر 2017، وصولاً لحكومة واحدة وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد.    

وفي هذا الصدد، سنواصل العمل من أجل دعم أبناء شعبنا، ومواجهة المشاريع المشبوهة لفصل غزة عن الوطن، فصراعنا يجب أن يستمر فقط مع من يحتل أرضنا، وقدسنا ومقدساتنا.

وأغتنم هذه المناسبة، لأتوجه بجزيل الشكر والتقدير لجميع شعوب ودول العالم التي وقفت، وتقف إلى جانب شعبنا، لتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة، وبخاصة في المحافل الدولية، كما ونتقدم بالشكر لجميع الدول، التي قدمت المساعدات لبناء مؤسسات دولتنا والنهوض باقتصادنا الوطني، ونتقدم بالتقدير للدول التي قدمت المساعدات لوكالة الاونروا، وندعوها لمواصلة دعمها لتتمكن من أداء مهامها الإنسانية السامية.

وفي الختام، فإننا ندعو أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني، في فلسطين وكل مكان في العالم، للتوحد حول هدف واحد، وهو رفعة فلسطين، وإعلاء رايتها، ولمواصلة صموده وثباته على أرضه، وحماية مقدساتنا المسيحية والإسلامية، وأتوجه لشعبنا بالتهاني بالأعياد المجيدة ورأس السنة الميلادية الجديدة، وكل عام وأنتم جميعاً بخير وسلام وتعايش وتسامح فنحن شعب واحد، ودم واحد، وحلم واحد نسير معاً نحو الحرية والاستقلال.

وأتوجه بشكل خاص لأسر الشهداء والأسرى الأبطال والجرحى البواسل وعائلاتهم، لأحييهم وأقول لهم مزيداً من الصبر والثبات على طريق الحرية والصمود على أرضنا والحفاظ على وحدة الهدف والمصير، ففجر الحرية والنصر آت لا محالة، مهما طال الزمان أو قصر، ومسألة الإفراج عن الأسرى سوف تبقى على رأس اولوياتنا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا البواسل، والشفاء العاجل لجرحانا، عاشت فلسطين حرة عربية، وعاشت القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين.

والسلام عليكم،

 

 كلمة الرئيس  محمود عباس خلال ترؤسه للمجلس الاستشاري لحركة "فتح" بتاريخ 10/12/2018

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن سعداء جدًا بالاجتماع هذا للمجلس الاستشاري، وأقول: تأخرنا كثير لأن الفكرة الأساس من إنشاء هذا المجلس هي الاستفادة من خبرات وتاريخ كثير من قيادات الحركة الذين لم تتح لهم الفرصة من أجل أن ينتخبوا، سواء في اللجنة المركزية أو في المجلس الثوري. وكانت الفكرة منذ ذلك التاريخ أننا بحاجة إلى العقلاء؛ بحاجة إلى الحكماء؛ بحاجة إلى هذه الطاقات أن تؤطر، وأن تكون موجودة في الصورة  دائمًا؛ إذ إنه لا يمكن إذا لم ينجح شخص في الانتخابات أنه انتهى من الحركة. ومع الأسف تأخرنا. وألوم الكل، بما فيهم شخصي، أننا تأخرنا كثيرًا في عقد هذا المجلس. على كل حال، اليوم نجتمع في الذكرى الواحدة والثلاثين لانتفاضة أطفال الحجارة؛ وهي مناسبة، إن شاء الله، فال خير أن نجتمع في هذه المناسبة. كذلك لابد ان نتذكر الأخ زياد أبو عين؛ حيث إنها الذكرى الرابعة لاستشهاده.

قبل أن أبدا كلمتي فيما يتعلق بالأوضاع العامة والسياسية وغيرها، أقول: يجب أن نعدل النظام. وهذا رأيي الشخصي. لا افرضه على اللجنة المركزية، ولا أفرضه عليكم؛ ولكن أرى من الواجب ان تتسع رقعة العضوية لهذا المجلس من كفاءات موازية أو مساوية لأعضاء المجلس الثوري السابقين؛ أو أعضاء اللجنة المركزية السابقين؛ لأن الفكرة هي أن يكون هؤلاء في إطار أن يستمعوا ويسمعوا؛ أن يستمعوا لنا ويسمعونا رأيهم؛ وأن يبقوا في الصورة على الأقل بين الفينة والأخرى؛ أما أن يكونوا انتهوا من الحياة السياسية والحركية، فنحن ليس لدينا فكرة التقاعد من الحركة؛ ممكن أن يكون موظفًا فيتقاعد؛ إنما في هذه الحركة الكل مفيد وخاصة الشيوخ الكبار. أقول: أنا اقترح على الإخوة أولا "لجنة القانون"؛ لا ادري اللجنة المركزية؛ ثم انتم عندما تجتمعون وعندما تبدؤون عملكم أن تفكروا بأنه ما الذي يمنع أن يضم إلى المجلس الوزراء السابقون من "فتح" واحد كان وزير لم يكن لا في اللجنة المركزية ولا في المجلس الثوري أن يضم إلى هذا المجلس! كذلك السفراء السابقون؛ كذلك أعضاء اللجنة التنفيذية السابقون -أنا أريد أن اوسع القاعدة- ثم كبار الضباط المتقاعدين الذي يصل إلى لواء أو عميد؛ ويجلس بعدها في البيت! لماذا لا يأتي إلينا، ويعطينا خبرته، ثم ليستمع! ومن حقه أن يعيش الصورة كاملة في كل ما يتعلق بمناحي الحياة السياسية التي نعيشها. كبار الموظفين المتقاعدين وكلاء الوزارات أو شخصيات مدراء المؤسسات؛ هؤلاء لم يكونوا لا في المجلس الثوري ولا في اللجنة المركزية؛ لكن من حقهم علينا أن نأتي بهم لكي يكونوا هنا في هذا المجلس؛ ثم أعضاء المجلس المركزي السابقين؛ فاذا أنا اعطي أمثلة لإضافة هؤلاء الناس جميعًا.

وما الذي يمنع أن يكون هذا المجلس 300 او 400! ما الذي يمنع المؤتمر الحركي 1800، والمجلس الثوري كذا، والمجلس المركزي كذا! لماذا لا يكون هذا المجلس 300 شخص، يأتون هنا ويناقشون ويدلون بآرائهم ويدلون بمواقفهم ويستمعون ويسمعون؟ أنا اقترح هذا الاقتراح على الإخوة المعنيين، سواء في اللجنة المركزية أو في المجلس الثوري، الذين يضعون النظام الآن بدلًا من أن نقول: العدد 50؛ ليش 50! قال هدول اللي بس كانوا أعضاء لجنة مركزية وأعضاء مجلس ثوري. طيب الباقي بنفعش! الذي لم يمر على هاتين المؤسستين وإنما أمضى حياته في هذه الثورة، سواء في "فتح" أو في المنظمة، أو غيرها. لماذا لا يكون وهو ابن الحركة! لماذا لا يكون هنا! لذلك أنا اقترح، وبشدة، عليكم جميعًا، وفي هذه الجلسة، أن تقدموا الاقتراحات حسب الأصول؛ يعني المجلس يقترح اللجنة المركزية تدرس؛ المجلس الثوري يغير؛ كلها بجرة قلم ممكن أن تغيرها وتستدعي هؤلاء الناس؛ ثم من لا يستطيع بسبب المرض، يجب أن يبقى اسمه في المجلس؛ من لا يستطيع، لأي سبب، يجب أن يبقى اسمه في المجلس؛ لأن هذا من حقه أن يكون هنا. الآن مرض ما عاد ينفع؛ بأي لحظة بتعافى يأتي إلى هنا، ويبقى عضوا في هذا المجلس. إذًا أنا بقول: علينا أن نعطي أهمية أكثر مما نعطيها الآن للمجلس الاستشاري. وأنا سميته من البداية. وكنتم تذكرون مجلس الحكماء؛ وفعلا حكماء هؤلاء اللذين مروا ستين سنة أو خمسين سنة أو اكثر، ربما على هذه الحركة. هؤلاء لهم تجربة؛ ويجب علينا أن نستفيد من هذه التجربة، وأن نكرمهم باسم النضال ليكونوا في إطار ما، يجلسون فيه، ويشعرون أنهم بعد هذا العمر الطويل نبذو تركوا أهملوا من هذه الحركة! لذلك رجائي لكم من الآن بعد هذه الجلسة. وبعد ان تختاروا وتناقشوا وتنتخبوا وغيره تبدا فعاليات المجلس لتدرس هذه القضايا إن رايتم انها مفيدة. وأعتقد انها مفيدة؛ ممكن أن تضعوها في الأنظمة والقوانين؛ حتى في الجلسة القادمة يستدعى كل هؤلاء ويكونوا أعضاء في المجلس الاستشاري.

 قبل أن أتحدث عن الوضع السياسي العام أريد أن أمر على عدد من النقاط الهامة التي يمكن أن نناقشها سويًا، أو تناقشوها بعد ذلك: اقترحت أمس على رجال الأعمال أن ننشئ بنكًا من أجل تشغيل الناس؛ أنتم تعلمون أن لدينا البطالة تزيد عن 30-40 بالمئة.  كيف يمكن أن نشغل شبابنا؟ يعني هو لازم يكون موظف في مكان ما! ممكن أن يعمل هو لوحده، وينتج لوحده، ويصير رجل أعمال؛ بس كيف، وإذا ما عنده فلوس؟ فهذا المشروع أنا اقترحته، وأرجو أن يوضع موضع التنفيذ.

النقطة الثانية التي أحببت أن أطرحها هي قانون الضمان الاجتماعي. إخواننا، احنا عملنا قانون اسمه "قانون الضمان الاجتماعي". هذا القانون فيه ميت غلطة؛ لكنه قانون. هلا كيف يصحح القانون: بالنقاش؛ بالحوار؛ بإبداء الملاحظات؛ ويعدل تعديلًا كاملًا من الألف إلى الياء؛ لأنه مفيش قانون وضع بين البشر مقدس؛ أي قانون بتقدر تغيره. هذا القانون وضعناه؛ لكن لمصلحة الناس، لمصلحة العامل. هنا أريد أن أقول وبمرارة: إن هناك من يحاول أن يستغل هذه المشكلة لأغراض خاصة. وهناك بعض الكبار الذين لا يستفيدون منه، يحرضون على إلغائه؛ واحنا بنعرف كيف تحرك ما يسمى "الربيع العربي"، ومن الذي حركه. أنا لا أريد أن أسعى وأركض وراء نظرية المؤامرة. لا؛ ولكن أرجوا أن ننتبه أن هذا القانون موجود عال في أخطاء، عال؛ بس الأبواب مفتوحة للتصحيح وللتغير وللتبديل. أين الغلط إذا عندما اقولك هذا القانون تعال انت صلحه! ويصحح بأثر رجعي حتى ما حد يتضرر! إذا أين الخطأ! أنا بقول بصراحة: قانون طلع غلط؛ بنصلحه. وين المشكلة! هذه القضية أرجوا أن تنتبهوا لها. عندنا هيئة التقاعد، هيئة التقاعد التي تعمل بشكل جدي تحقق أرباحاً هائلة من سنوات إلى الآن. مؤسسة من أروع المؤسسات؛ تحقق أرباحاً في كل مكان. طيب لنعمل أيضا "قانون الضمان الاجتماعي"؛ اولًا يستفيد العمال، ويستفيد الناس، وناخذ أموالنا المتراكمة لدى الإسرائيليين. وإن كنتم لا تعلمون، فإن إسرائيل تحتجز ما بين ثلاثة وعشرة مليارات شيكل استحقاقات العمال عندها؛ بسبب قال عدم وجود قانون! هل يا ترى لها مصلحة أن لا يكون هناك قانون؟ كمان لا أريد أن أركض وراء المؤامرة؛ إنما لننتبه إلى هذا. هناك انجازات جيدة وماشية من هذه الانجازات "قانون محاربة الفساد"، هذا القانون موجود عندنا، الآن يتعلم منا الكثيرون. وببساطة قلنا: هذا القانون (وين رفيق النتشه هون) تعال يا رفيق استلم واشتغل، واتحدى أي واحد، اتحدى أي واحد موجود أو برة، لديه قضية على فساد أرسلها ولم تعالج؛ اتحدى على مين ما كان. والحمد لله، الأمور ماشية في هذا الاتجاه الصحيح؛ بالمقابل انشأنا ما يسمى "التميز والإبداع"؛ لأننا بدانا نهتم بالمدارس، بالأجيال؛ لأنه إحنا بلد فقير؛ ليس لدينا بترول، وليس لدينا غاز؛ لكن لدينا عقل؛ فخلينا نربي هذا العقل، ننمي هذا العقل؛ فاهتمينا في المدرسة، واهتمينا بالصحة. والآن نهتم أكثر؛ بالإضافة إلى هذا في الاقتصاد الوطني وإن شاء الله، سترون على الأقل عشر مدن صناعية في فلسطين تصدر. تصدر؛ المهم أني أرى التصدير؛ مش احنا دايما نستورد ونوكل، ومفيش اشي، نعتمد على الله وعلى هالخييرين اللي ببعتولنا فلوس. بدناش نعتمد على حدا؛ فهذه من الأمور أيضًا اللي ماشية؛ ولذلك عم نهتم بقضية الإقراض؛ في مؤسسات إقراض موجودة؛ لكن رح نعمل البنك اللي حكيت عنه في البداية؛ لذلك من أجل أن نقرض للمشاريع المتوسطة والمشاريع الصغيرة والمشاريع المتناهية في الصغر. وجربنا هذا في لبنان واللي جاي من لبنان منكم بعرف أن صندوق الاستثمار يمارس هذا بشكل جيد في المخيمات؛ إضافة إلى التعليم. تجربة التعليم في لبنان كل طالب، بصرف النظر عن الهوية وبصرف النظر عن الانتماء وغيره، تخرج من الثانوية، يذهب للجامعة ونعلمه. والان الدفعة الخامسة او السادسة التي تخرجت من الجامعات على حساب هذا البلد الفقير؛ فاذا بإمكاننا أن نعمل كل شيء، هون، برة، في أي مكان؛ مثلًا من الاشياء المهمة أنه مخيم اليرموك مين اللي دمره؟ والله ما احنا دمرناه، واحنا ما دخلنا بالحرب. بالمناسبة ولا كنا طرفًا في كل هذه القضايا التي تجري في العالم العربي؛ وبالذات في سوريا أو في العراق أو في ليبيا أو في مصر؛ لكن دمروا أكبر تجمع فلسطيني اسمه "مخيم اليرموك". نحن كنا الطرف الثالث الآن الذي يعيد إعمار مخيم اليرموك؛ لنعيد أهلنا إلى هناك. يعني في الحكومة السورية وفي الأونروا نحنا شركاء في إعمار او إعادة إعمار مخيم اليرموك، ومن ثم المخيمات الأخرى الموجودة في سوريا. من حسن الحظ أنه شعبنا شعب واعي، وشعب نشيط، وشعب جدي في عمله. كنا زمان مليون إنسان في الخليج؛ بيوم وليلة المليون طلعوا بره لسبب أي كان- وإن شاء الله أن لا يتكرر- فبدأوا يطلبون هلا من الكويت وقطر؛ بدأوا يطلبون معلمين، ثم بعد ذلك -إن شاء الله- مهندسين وأطباء وغيره وغيره؛ لكن بدأوا يطلبون المعلمين. وقالوها لي بالمكشوف: احنا جيلنا الكبير تعلم على ايديكم؛ فأولادكم هم اللذين علمونا. هذا الباب يجب أن نفتحه؛ لأنه باب مهم؛ باب مهم انه أولادنا يروحوا يشتغلوا في الخليج؛ عنا كمية من التعليم؛ عنا جامعيين كتير، وعنا ومعلمين كتير، ومهندسين، وعنا وكل شيء. احنا عنا وزارة الخارجية تقدم مساعدات لعشرات الدول التي تنكب. ما في دولة تنكب إلا في مجموعة عندنا في الخارجية تذهب لتساعدهم؛ إذًا عنا الإمكانيات. بدنا يستفاد من هذه الإمكانيات؛ بالذات من المعلمين والمهندسين وغيرهم؛ إحنا كتير بنهتم بالمرأة وبالشباب بكل المجالات. يجب أن نهتم بالمرأة والشباب؛ لأنه ثبت لنا بما لا يقبل الشك بأن المرأة أشطر من الرجال، والبنت أشطر من الشب. والآن المدارس 50% 50% بنات وشباب؛ وفي كل سنة بشوف الأوائل في الثانوية للعشرة الأوائل بنات؛ فبقول: أنه يجب أن يكون في قوانين رعاية لإنعاش دور المرأة، وإنعاش دور الشباب. وهذا يجب كلنا أن نعمل به. كل المؤسسات، ومنها "المجلس الاستشاري" يجب أن يلعب دورًا في هذا.

الوضع السياسي عندنا وضعه صعب؛ عندما جاء الرئيس ترمب إلى السلطة التقيت معه أربع مرات: مرة في البيت الأبيض، ومرة في السعودية، ومرة في بيت لحم، ومرة في نيويورك؛ المرة الأخيرة اللي شفته فيها في نيويورك؛ كنا وفد أمريكي ووفد فلسطيني؛ تحدثنا بالسياسة لمدة نصف ساعة، حلينا المشكلة الفلسطينية. صدقوني حليناها؛ لأنه بدأنا أنه قلتله: سيادة الرئيس، أنت قلت: دولتين أو دولة. شو بتقصد؟ قلي: على رايكم، على راحتكم، دولتين أو دولة. قلتله: طيب خليني أفسرلك دولة؛ يعني (Apartheid) متل ما هو ماشي عنا الآن؛ أو دولة (one man one vote) لمواطنيها. وهذا لا يمكن إسرائيل تسويه؛  واحنا لا يمكن نقبل ال(Apartheid)؛ فبالتالي أمامنا حل واحد هو "الدولتين". قلي: أنا مع "حل الدولتين". احنا أرضنا احتلت عام 67، ومستعدين لصواب بسيط بالقيمة والمثل. قال لي: عظيم، إحنا ،إذا الإسرائيليين خايفين من أمن إحنا مستعدين نقبل قوة ثالثة في العالم وليكن ... ييجي يقعد  بينا وبين الإسرائيليين. قال: عظيم جدًا، شوفولي كم جندي عندك يا مسؤول الأمن القومي، موضوع اللاجئين نحطه على الطاولة. وشرحتله شو معنى اللاجئين، وشو معنى المبادرة العربية للسلام؛ فخرجت من عنده ونحن متفقون تمامًا. وبتصل فيه جاهز؟ أنا حاضر. بعد أسبوعين سكر مكتبنا في واشنطن، وأعلن نقل السفارة إلى القدس، وأن القدس هي العاصمة لدولة إسرائيل، والغى مساعدات الأونروا، وسفيره اللي هون عنا بقول: أن الاستيطان حق من حقوق إسرائيل، لأنه هذه أرضها؛ وكانه ما في شي! فكان جوابنا: نحن نقطع العلاقة مع أمريكيا. شو تقطع العلاقة، انت مين؟ يعني شو بتمثل! والله، بمثل أنا حقي؛ هذا انت عم تعتدي على حقي؛ أنت بتبيع حقي؛ انت عم بتتنازل على أهم شي مش من حقك؛ هي القدس أن تكون عاصمة لإسرائيل، وهي أرض محتلة، وهي عاصمة دولتنا. إحنا ما في كلام بينا وبينكم. وقطعنا العلاقة معهم. يا شباب ما حد يحكي مع الأمريكان، انه يعني يجرؤوا ويقولولي: احنا بنحكيش مع أمريكا. قالوا: انتو طولوا بالكم علينا؛ احنا في عندنا "صفقة العصر" بس أسبوعين ثلاثة، شهر -بدنا نطلعها- فاصبروا علينا شوي. احكوا معنا. قلتله: أي صفقة عصر ما طلعته. صفقة العصر ما انتهت. شو ضل منها إذا القدس راحت، والأرض راحت، والحدود راحت، واللاجئين راحوا، والمساعدات راحت، ما ضل اشي؛ وين هي صفقة العصر اللي بتحكي فيها! بدك تضحك علي! لا احنا لا نعترف إنه في صفقة عصر، ولا اصلًا نعترف بصفقة العصر كلها؛ لكن ما تضحكوا علينا. نحن مستمرون في القطيعة ولا زلنا حتى اليوم لا نتكلم معهم.

رحنا أمريكيا: أنا رحت على مجلس الأمن وحكيت في مجلس الأمن؛ حكيت كلمتي، وضليت ماشي. والآن نحن هذه موقفنا؛ ولكن نحن مش دقمة ولا مقفلين. قال: طيب انت شو بدك من الأمريكان؟ يعني يجي واحد مثلا من الوسطاء -وما أكثرهم-: طب شو بدك من الأمريكان؟ شوفوا: أول وحدة على أمريكا أن تتراجع عن موضوع القدس، وأن تتراجع عن موضوع الأونروا. وعلى الكونجرس -اللي عامل (بالمناسبة الكونجرس سبعة وعشرين قرار أصدرهم على اننا إرهابيون) خليلي إياها على جنب شوي بس. وبناء عليه اتصرفت الإدارة. قلت له: الكونجرس يقول لي ليش إحنا ارهابيين؛ علما بانه احنا بنتعاون معهم في محاربة الإرهاب؛ ومش بس لحال أمريكا؛ إحنا في عنا ثلاثة وثمانين بروتوكول مع ثلاثة وثمانين دولة لمحاربة الإرهاب؛ قول لي من وين أنا إرهابي، فاعطيني جواب. طبعًا ما أعطاني جواب. واحنا واقفين على موقفنا، ونرفض الحديث مع الأمريكان؛ فاذا قبلوا وتراجعوا عن هالنقط احنا بنحكي معهم، إذا الكونجرس إجا قعد معنا إحنا بنحكي معه لأنه بالأخير إحنا مش دقمة. وللآن لا يوجد اي شيء.

 هذا أيضا يا اخوان مشان نكمل المسيرة ينطبق على اسرائيل؛ إسرائيل لم تترك لنا شيئا بيننا وبينها إلا تجاوزته، من أوسلوا بما فيها. طبعًا في ناس بحبوش أوسلوا: سكروا أوسلوا ألغوا اوسلو بكل ما فيها، بما في ذلك اتفاق باريس وغيره وغيره. فقلنا: طيب ما دام هيك احنا أيضا سنوقف أي علاقات مع إسرائيل؛ ولكن حتى ما نسكر الباب كله، وحتى ما نكون دقمة؛ قلنا: نحنا في عدة قضايا بينا وبينهم: نبدء بأول قضية، قبلوا فيها أهلا وسهلًا؛ ما قبلوا بنروح للثانية، للثالثة ... إلى أن نغلي كل ما بيننا وبينهم، وليكن ما يكون، بما في ذلك التنسيق الأمني، بس نمشي خطوة خطوة.  فبدانا باتفاق باريس قلنالهم: يا بتعدلوه يا بنلغيه. قالوا بنعطيكم جواب هاد الكلام قبل أسبوع عشر أيام. قلنالهم: حاضر. الأمريكان في بينا وبينهم منظمات لا نذهب إليها؛ لا ننتمي إليها. شو معنى هذا الحكي؟ احنا وقت ما صرنا أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة طبعًا في كثير ناس تمسخروا علينا، قالوا: عضو مراقب اش يعني عضو مراقب! المهم عندما أصبحنا أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة؛ أصبح من حقنا أن ننتمي إلى خمسمئة واثنان وعشرين منظمة دولية. هذا حق. فبدينا بدينا بدينا لوصلنا تقريبًا تسعين اتفاقية، الان مئة وخمسة عشر. بس لو وصلنا تسعين مسكني اوباما قال لي: أبو مازن، هاد كان عنده رسبشن. أخدني على جنب. كان معي دكتور صائب، قال لي: وين راحين؟ قلت له: شو؟ قال: انتو عم تنتسبوا للمنظمات كلها. قلت له: اه. قال: بس في منظمات بتئذونا. شو هي؟ قال: في 22 منظمة. قلت له: كويس؛ يعني ما بدك نروح عليها؟ قال: لا. قلت له: طيب سفارتنا لا تقتربوا منها. قال: حاضر. سفارتكم ما تنقلوها. قال: حاضر. المساعدات اللي بتقدمولنا إياها لا تمس. قال: حاضر. اكتب هذا. كتب هذا. قلت: عال؛ وقفنا. 22 منظمة لاحق عليهم؛ لانه في عندي 522. المهم مشينا يوم ما تقاتلنا احنا وياهم مشينا مشينا؛ بعدين اللي هي الانتربول. أتاري الإنتربول من 22، وأنا مش عارف إنه هي من 22؛ فرحت قدمت طلب إلها ونجحنا. ورح نجيب أول خمسة منهم: واحد بدأنا نقول للدولة المضيفة: هاي الكرت الأحمر من الانتربول؛ جيبولنا اياه. ان شاء الله بنجيبه، أو برجعلي فلوسي اللي  سرقها. فيوم ما صارت القصة بينا وبينهم هيك قلنالهم: رح ننتمي لوحدة. مردوش علينا. انتمينا لوحدة علنًا وهي البريد. سمعتوها؟ البريد. قبل أسبوعين. وأخدنا معها عشرة من الخمسمئة. عنا كتير. طيب انجنوا الأمريكان. قلنالهم: طيب ما انتو متفقين؛ معكم يا بترجعوا عن قراراتكم يا إما احنا بنمشي.نفس الشي عملنا مع إسرائيل. هي تنين؛ هلا الثالث (مع حماس). "حماس" عملنا معهم كذا اتفاق؛ وانتو بتعرفوا آخر الاتفاقات في 12/10/2017. فجأة بتصلوا فينا إخواننا المصريين، وبقولوا: يا عمي بنا نعمل مصالحة. مع مين؟  قالوا: مع حماس. قلنالهم: حاضرين؛ شو اللي بدكم اياه؟ قلنالهم: سجلوا اولًا- بلغوا الحكومة تبعهم هاي اللي عاملينها (اللجنة الادارية). حكومتنا اللي شكلناها احنا وإياهم اللي هي حكومة الوفاق الوطني تذهب إلى غزة وتستلم كل شيء وتمارس كل ما تمارسه في الضفة الغربية. ثلاثة- بنروح على انتخابات تشريعية ورئاسية واللي بدهم اياه موافقين. قال: موافقين فورًا فورًا.  قلت: عزام مش معقول، روح  يا ابني شوفهم. قال: موافقين. قلت: مدام موافقين خلص.

طبعًا كانت نتيجة هذه الموافقة والذهاب إلى غزة إنه حطوا متفجرات لرئيس الوزراء ولماجد فرج! ايش هذا بدنا نعمل مصالحة، ولا بدنا نقتل رؤساء الوزارات! قال: لا هاي اللي حطها ماجد فرج! شوف ماجد فرج حط على حاله مشان ينسف حاله! قلنالهم: طيب إذا احنا مش حنحكي معكم. إجوا المصريين مرة تانية وقالوا: احنا مستعدين نبذل جهد، ومستعدين. قلنالهم: طيب بس المرة، يا بتطبق وبنتحمل مسؤولية كل شي، يا هم بتحملوا مسؤولية كل شي، واضح؟ (أما أو) وصارت شعار عنا (أما أو). طبعًا لم يطبق شيء؛ ولذلك نحن قررنا أن نبدأ أيضًا بالتدريج معهم. كنا ندفع مئة وشوي مليون دولار؛ مئة وستة؛ مئة وسبعة؛ مئة وعشرة مليون دولار شهريًا؛ الآن بندفع قديش يا روحي؟ ستة وتسعين مليون دولار شهريًا. وهذا قرار او قرارات من المجلس المركزي الأخير الذي اتخذها. وشكل لجنة من عشرين واحد أو اثنان وعشرين واحد من أجل متابعة تنفيذ هذه القرارات. طبعًا بتستغربوا إنه أمريكيا كانت تضغط علينا أنه ندفع فلوس لحماس. أمريكا وإسرائيل: يا أخي ادفعوا. طب ما عم ندفع! لا ادفعوا كمان؛ طيب ما عم ندفع! شو بدكم منا أمريكا وإسرائيل بدون ما نحكي بالمؤامرات؟ فكروا شو معناها هاي بس. باختصار، أنا بقولكم شو معناها: إبقاء الحال على ما هو عليه (أي دولة في غزة؛ وحكم ذاتي في الضفة الغربية إلى الأبد؛ تنفيذًا لمشروع قرار وعد بلفور) اللي بقرأ وعد بلفور بقرأ الآن نفس الشيء بعد مئة وسنة من وعد بلفور، يطبق الآن هنا هكذا. وهذا الكلام نسمعه الآن من المسؤولين الإسرائيليين (إنه تحلموش بدولة؛ هون حكم ذاتي (توخدوا حقوق مدنية ودينية، والسلام عليكم) فش حدود فش سيادة، فش اشي، غزة ممكن تصير دولة). هذا هو المشروع الآن؛ بتطبق الآن مثل ما قلت. هذا اللي عم بصير. اجت أمريكا فجأة وقالت: إنه بدنا نقدم مشروع باتهام أو بإدانة "حماس" بالإرهاب. سألوني الإخوان في الأمم المتحدة: شو نسوي؟ قلت لهم: شوفوا، هدول جزء من شعبنا؛ بس أنا بسمحش لحد يقول عنهم شي. وأنا ميت مرة قلت: يوم يقولولي انه هل "حماس" ارهابيين؟ اقلهم لا، "حماس" جزء من شعبنا. فانا لا أقبل؛ لذلك تحركوا يا شباب. فتحركوا ولعبوا اللعبة الهامة. قالوا هذا القرار بمشيش إلا بالثلثين. تمام؟ فصوت عليه، فسقط؛ بينما الحقيقة أنه العالم كان ناوي ومصمم على أن يدين "حماس" بالإرهاب؛ لأنه أخدوا سبعة وثمانين صوت؛ ومئة وعشرين صوت؛ فصار التصويت. سقط القرار الأمريكي.  

إيرلندا سوت قرار إلنا إنه حقوق الشعب الفلسطيني دولتين و..و..و..و. المهم احنا أخدنا 156 صوت. إذا العالم معنا كشعب وله حقوق؛ وفي نفس الوقت ضد "حماس"؛ ولكن مفهموش. بس أقلكم؟ احنا حمينا شعبنا إحنا بنحبش حد يسمي واحد من شعبنا إرهابي.

لقدام ماشين في الاشياء الثلاثة اللي هي: مع أمريكا، ومع إسرائيل، ومع "حماس"؛ دون تراجع؛ يعني إسرائيل، إذا ما جاوبتنا على اتفاق باريس نحنا رح نمشي على الخطوة التانية: أولا نلغي اتفاق باريس؛ وبعدين نمشي على الخطوة الثانية؛ إلى أن نصل إلى اتفاق أوسلوا اللي أنا مضيته وانا بعتز فيه، وأخي أبو علاء بعتز أيضًا؛ لأنه هو اللي كان يشتغل فيه؛ لكن لا حول ولا قوة الا بالله، اذا بدكش، لا وأنا بديش؛ إذا بدكش تمشي كويس بلا كل هالعلاقة. احنا بدنا نمشي هيك. احنا عنا بإيدنا ما نستطيع أن نفعله اولا؛ وعنا عدالة قضيتنا، وعنا شيء في منتهى الأهمية.

 يا إخوان، على مدى تاريخ مئة سنة كان هناك تغييب كامل، تغييب كامل للشخصية الفلسطينية وللقيادة الفلسطينية؛ تغييب كامل، يعني الفلسطينيين ما الهم تمثيل؛ هم شويت لاجئين، والذي يتكلم عنهم باعتبار فلسطين قضية قومية. شوفوا هلامية أي واحد غير فلسطيني؛ فصار أي واحد يحكي بالنيابة عنا؛ ولذلك لم نستطع أن نفعل شيئا. وتذكرون -إن كنتم تذكرون- أنه في عام 48، عندما صارت النكبة، واحنا مكناش طرفًا فيها، وأطعونا؛ وقالوا أسبوع بس واحنا بنرجعكم. وهذا يوم وهذاك يوم؛ إلى ان جاء احمد شقيري وعمل منظمة تحرير؛ لكن إجا ابو عمار وعمل القرار التاريخي (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني)؛ ولذلك إحنا بخير؛ في عنا تمثيل؟ صحيح. احنا دولة تحت الاحتلال؟ صحيح. احنا نعيش على المعونات والمساعدات؛ لكن الشخصية الفلسطينية قائمة ومستمرة.

 آخر نقطة بدي أحكي فيها هي أنه: رغم كل هذا اللي احنا فيه 83 دولة في العالم تحتاج لنا في مسالة نحن مقتنعون بها؛ ما بنشتغلش مستأجرين، وهي: محاربة الإرهاب، ليش؟ لأنه احنا شعب نشيط وشعب شاطر ومقتنع. ترى لو احنا مش مقتنعين بمحاربة الإرهاب الدولي نقول: لعنة الله على كل هؤلاء الذين يعني يعملون، وبالذات اللي خربوا الدول العربية كلها، وبدو فينا بما يسمى "الربيع العربي". احنا نحارب الإرهاب، ومستعدين نستمر في محاربة الإرهاب؛ لكن كل الدول هذه الـ 83 تشكر تشكر تشكر السلطة الفلسطينية على جهودها. نحن مستمرون في هذا ما دمنا قادرين على ذلك، وما دمنا لا نفرط بحقنا؛ فعندما نتعاون مع الأمريكان بهذا، أوكيه؛ لكن عندما يبيعوا القدس! القدس ليست للبيع؛ ولن نسمح ببيعها.

 

 

 كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة بمقر الرئاسة في مدينة رام الله

 22 كانون الأول 2018

 

قبل أن نبدأ الحديث عن موضوعنا لهذا اليوم، لا بد أن نشير إلى واقعتين أمس واليوم، بالأمس اتصلت مع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، واليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصفة الأول رئيسا للقمة العربية وبصفة الثاني رئيسا للمؤتمر الإسلامي، لنتحدث معهم بشأن التحرك السريع عربيا وإسلاميا إلى البرازيل أولا ليتكلموا مع رئيس البرازيل الذي قرر أو تحدث أو تكلم حول موضوع اعترافه بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارة بلده إلى هناك.

 

وكان الحديث شاملا وأنا تأخرت عليكم بسبب الحديث المطول مع الرئيس أردوغان الذي تكلم بصورة واسعة جدا وتحدث عن كثير من الدول مثل رومانيا وغيرها، وقال كل هذه الدول يجب أن نتحدث معها وأن نطلب منها ألا تقوم بهذه الخطوة، واتفقنا على استمرار التواصل بيننا وبينه، وأيضا بين وزير خارجيته ووزير خارجيتنا، لنرى ماذا يمكن أن نعمل في هذا الموضوع الخطير جدا، سواء جاء من البرازيل أو جاء من عدد من دول العالم.

 

ونتمنى على الدول العربية والإسلامية أن تتخذ مواقف-على الأقل مواقف- إن لم تكن عملية فعلى الأقل أن تكون هناك مواقف نظرية من هذه الدول، لأن هذه هي القدس، ما بقي شيء نتكلم عليه إذا القدس انتهت قضيتها لن يبقى شيء أمامنا نتكلم عنه، وإذا صمتنا عن القدس بالأحرى نصمت على كل شيء وينتهي نضالنا التاريخي من أجل فلسطين، ولن نصمت ونحن لن نسكت ولن نقبل، وسنقوم بكل ما يمكن أن نقوم به مع الدول العربية ومع الدول الإسلامية ومع الإفريقية ومع دول أميركا اللاتينية، وأيضا مع الدول الأوروبية، وسنجد أحيانا أذنا صاغية ولكن لا بد أن نستمر في جهودنا هذه من أجل أن نكبح جماح تلك الدول التي لا تنتظر كثيرا أميركا حتى تعطيها الأوامر، وإنما بإشارة واحدة من أميركا كافية لأن تقول نعم وأن تهرع لما تريده أميركا، نحن قلنا لأميركا لا وسنقول لأميركا وغير أميركا لا.

 

أود أن أتوجه بالتحية والإجلال إلى شعبنا الصابر الصامد المرابط الذي وقف وما زال يقف اليوم بكل شجاعة أمام اجتياحات جيش الاحتلال وهجمات المستوطنين الخطيرة والجبانة على مدننا وقرانا ومخيماتنا وفرض الحصار عليها، وارتكاب الجرائم المتمثلة بقتل أبناء شعبنا واعتقالهم وهدم البيوت واقتحام مقرات السلطة الوطنية ومواصلة الحملة الشعواء على مدينة القدس عاصمتنا الأبدية، والتغول في الاستيطان وممارسة سياسات العقاب الجماعي، هذا الآن ما تقوم به إسرائيل هذه الأيام ونحن صامدون وشعبنا أيضا صامد وأعتقد أن شعبنا لن يسمح باستمرار هذه الاعتداءات عليه.

 

ولا يفوتني تقديم الشكر للأشقاء في الأردن وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية وكل من وقف إلى جانب شعبنا الذي يتعرض للعدوان على الجهود التي بذلوها لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الأخير.

أول أمس كنت أيضا في حديث مطول مع صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في نفس الموضوع ولنفس الغرض وأكثر من ذلك، لأن بيننا وبينهم الكثير وبالذات حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وغير ذلك، ونحن وإياهم أقرب ما نكون لموقف واحد موحد، واتفقنا على أن نستمر في التشاور ليس بيننا فقط وإنما مع عدد من الدول العربية من أجل أن نتابع هذه المواضيع خصوصا وأنه يقال أن السيد ترامب سيقدم صفقته، طبعا للمعلومة لا يوجد صفقة لأنه ما عند الأميركان قدموه وقالوه ولم يبق شيئا وعندما يتحدثون عن القدس واللاجئين والحدود والأرض ماذا تبقى؟ لذلك نقول لهم نحن لن ننتظر ما تزعمون أنكم ستقبلون عليه، نحن ما قدم لنا رفضناه جملة وتفصيلا ولا نقبل غيره، لأن هذا هو الأخطر يعني ماذا ستقدم لي بعد ذلك إذا اعتبرت أن القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل؟ فكان حديثنا هذا مطولا مع صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني.

 

وأريد أن أقول لكم إن كل هذه الإجراءات لن تجدي نفعا وكذلك كل محاولات العبث بأمننا وتسهيل حكومة نتنياهو وصول الأموال إلى حماس بهدف استمرار سيطرتها على قطاع غزة وطي ملف المصالحة والعبث بالأوضاع في الضفة الغربية، نتنياهو شخصيا يأخذ النقود ويقدمها لحماس، ويحولها إلى هنا سلاح ومعدات وأموال، وقد وضعنا يدنا على 90% مما قدموه ومما أرسلوه لنا ونفد 10% في العمليات الأخيرة التي حصلت، التي اعترفت حماس أنها قامت بها واعترفت إسرائيل أن حماس تقوم بها، ونحن نعرف أن حماس هي التي تقوم بها، فهم يعطونهم النقود ونحن ندفع الثمن، لننتبه إلى هذا.

 

إن دولة الاحتلال تعاني من التخبط نتيجة للوقفة البطولية والمشرفة لشعبنا في مواجهة هذا العدوان الهمجي والعنصري السافر، كما أنها تعاني من العزلة الدولية بسبب عدوانها وسياستها العنصرية، هذا كلام صحيح ولكن لن نراهن عليه، يجب أن ننتبه أنها ما زالت قوية وما زالت قادرة على أن تفعل شيئا وما زال لها حلفاء وعلى رأس هؤلاء الحلفاء أميركا، وإنما الوضع تغير ولكن ليس بالشكل المطلوب، فلا ننام على الحرير ونقول هم يعانون وهم وهم... كما كنا نسمع كلاما في الزمان السابق عندما كان الجميع يقول إسرائيل المزعومة، إسرائيل تحاربنا وتتنصر عليها ونحن نقول عنها المزعومة.

 

واغتنم الفرصة اليوم لكي أتوجه لأبناء شعبنا ولجميع الطوائف المسيحية ومسيحيي العالم أجمع بالتبريكات بحلول أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية أعادها الله عليهم وعلينا جميعا بالخير واليمن والبركات، وأعادها علينا وإن شاء الله ونحن في أحسن حال مما نحن عليه الآن، وأريد أن أقول نعم العيد المقبل نكون في القدس، يجب علينا أن نعيش الأمل ونعمل من أجل الأمل.

 

أيتها الأخوات، أيها الأخوة،

 

نحن نقف اليوم في مفترق طرق وأمام استحقاقات كبرى، حيث بدأنا بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي في المسارات كافة، وفي مقدمتها إعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، بدأنا حسب قرار المجلس المركزي فهناك قضايا تتعلق باتفاقيات والمجلس طلب أن نبدأ بهذا وبدأنا فعلا، ومن جملة الأمور التي بدأنا بها هي المطالبة بإلغاء أو تعديل اتفاق باريس على أن يكون الخطوة الأولى وسنستمر في هذه الخطوات، ولقد أبلغنا الجانب الإسرائيلي والجهات الإقليمية والدولية ذات العلاقة كافة بذلك، وبدأنا باتفاق باريس الاقتصادي وطرحنا رؤيتنا في المسارات الثلاثة المتلازمة، وهي السياسي والاقتصادي والأمني، فإسرائيل تريد أن تتحدث عن مسار اقتصادي وأميركا تريد أن تتحدث عن مسار اقتصادي وقالوا 10-12 مليار دولار سنقدمها لكم، أين الحل السياسي؟، لا فيما بعد الحل السياسي، نحن لن نقبل، الحلول الثلاثة متلازمة وإلا لن نقبل أن نسير في هذه الألاعيب ونحن نعرف نتيجتها.

 

وعلى صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية ما زلنا على موقفنا الرافض للحوار والتفاوض مع الإدارة الأميركية باعتبارها طرفا غير نزيه وغير محايد وقلنا أميركا ما دام فعلت هذا فهي طرف غير نزيه وغير محايد. إذا في مفاوضات قلناها أكثر من مرة لن تكون أميركا وحدها وعرضنا موقفنا في مجلس الأمن إن كنتم تتذكرون ذلك، وموقفنا رافض لصفقة القرن أو صفعة القرن وقررنا عدم الالتزام بأي تفاهمات مع الإدارة الأميركية بعد تخليها عن التزاماتها وبالتالي الالتحاق بالعديد من المنظمات الدولية المتخصصة والمعاهدات والمواثيق الدولية الأخرى وقد تقدمنا بشكوى إلى محكمة الجنائية الدولية.

 

يوجد هناك منظمات دولية عندما أصبحنا عضوا مراقبا في الأمم المتحدة في 522 منظمة من حقنا أن ننضم إليها جميعا، لكن أميركا عقدت اتفاقا معنا ألا نقترب منها وهم لا يقوموا بما قاموا به الآن، ولكن عندما قاموا بهذا أصبحنا في حل من ذلك، ومن هذه المنظمات المحكمة الجنائية الدولية والانتربول.

نحن دخلنا وأصبحنا أعضاء في الانتربول وأصبحنا أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، وهنا بحب أقول لكم إنه من حق أي فلسطيني أن يتقدم بشكوى للمحكمة الجنائية الدولية وقلنا هذا للجميع ومن لدى أي فلسطيني في الداخل أو في الخارج قضية على إسرائيل أن يقدمها ونحن مستعدون أن نرفعها للمحكمة ولكن لم يأت أحد، وكأن فقط القضية تتعلق بالسلطة وتتعلق بنا والباقي ليس له علاقة.

 

وكذلك نحن قدمنا حوالي 80 شخصا ممن سرقوا ونهبوا للإنتربول، وصلنا 46 إسما بعضهم صاروا على البطاقة الزرقاء وبعضهم على البطاقة الحمراء أي سيستدعون في أي مكان كانوا، إذا كل سارق وكل نصاب وكل واحد حكم في المحاكم قررنا استدعاءه بالطرق الشرعية، الانتربول الدولي، وأيضا الانتربول العربي، وقدمنا طلبات للإثنين ووصلنا بعض الموافقات وأظن وصلنا بعض المطلوبين.

 

وفي هذا السياق بدأ انضمامنا لهذه المنظمات يؤتي ثماره، فقد أصدرت محكمة الانتربول التي نحن أعضاء فيها عددا من البطاقات الحمراء لملاحقة عدد من المطلوبين للسلطة الوطنية والقبض عليهم، وقد تم بالفعل القبض على البعض وتسلميهم لنا.

طبعا في دول يمكن ما تسلم، ولكن أي واحد عليه قضية وحكم بهذه القضية فلا أحد يقول هذا الرجل سياسي وباعتباره سياسيا تلاحقونه وأنتم تعرفون عمن أعني، لا كل واحد محكوم في محكمة جنائية فلسطينية وبالتالي الكل سيحضر وكل من لعب بالقانون سينال جزاءه، وهذا هو الذي قمنا به ونقوم به واليوم نحن باعتبار أصبحنا رئيسا لـمجموعة الـ77 +الصين، نحن الدولة المراقب أصبحنا رئيسا للسبعة وسبعين + الصين ولكن هم ليسوا 77 دولة بل هم 134 دولة +الصين، وسنكون في عام 2019 رئيسا لهذا التجمع أو هذه المؤسسة أو هذه المنظمة، وفي نفس الوقت نحن طلبنا من مندوبنا في الأمم المتحدة أن يتقدم بطلبين، الأول العضوية الكاملة سنذهب الآن في طيلة عام 2019 كل شهر سنقدم طلب ونأخذ "فيتو" والشهر الذي بعده نقدم طلب ونأخذ "فيتو" وهكذا، بهذا الموضوع وبالحماية الدولية، اثنين سوف نقدمهم هذا الشهر.

 

وأنتم تذكرون القرار الذي أخذ مؤخرا في الجمعية العامة عندما تقدمت الولايات المتحدة باعتبار "حماس" حركة إرهابية، نحن لا نقبل على حالنا أن نكون هناك وأن تتهم "حماس" بأنها إرهابية، ما هو رأينا فيها هو موضوع ثان، "حماس" جزء من الشعب الفلسطيني وأنا أقول جزء من الشعب الفلسطيني ولكننا مختلفون معهم كل الاختلاف ويبعثون لنا من يقتلنا ويثير الفوضى هنا، ومع ذلك هذا بيننا كفلسطينيين فعندما قدمت أميركا طلب بأن "حماس" إرهابية لم نسمح بذلك، ودخل إخواننا في لعبة قانونية في منتهى الأهمية وهي أنهم قالوا إنهم يريدون هذا القرار أن يكون بالثلثين، فأخذ 86 صوتا أي أقل من الثلثين، و30 ممتنعا عن التصويت، يعني جزء مهم من العالم يعتبر "حماس" إرهابية وكان يريد أن يتعامل معها كإرهابية، ولكن "حماس" لم يقدروا ذلك، لم يقدروا إننا نحن منعنا هذا وأخذنا قرارا بحقوق الفلسطينيين بـ156 صوتا وخرجوا يقولون نحن نشكر بالأول رياض منصور، رياض منصور فعلا يشكر، ومع ذلك هم جزء من شعبنا ولا نقبل إدانتهم.

 

نحن سنذهب منتصف الشهر المقبل لنترأس مجموعة 77+الصين وهناك إن شاء الله ستكون الطلبات التي طلبنا من مندوبنا أن يتقدم بها وهي العضوية الكاملة والحماية الدولية، علما أننا في فترة رئاستنا لهذه المجموعة سنتمتع بالحقوق الكاملة، فتصوروا نحن أعضاء مراقبون 13 مليون نترأس هكذا مجموعة ويعني لا أريد أن أهين دولة من الدول دولة عظيمة وعندها عضوية كاملة وصوت كامل في الأمم المتحدة، ونحن ليس لنا عضوية كاملة 13 مليون.

 

أما بخصوص المصالحة، فإننا نقدر الجهد المصري من أجل إنهاء الانقسام وكما تعرفون كنت قد طلبت منذ فترة صيغة إما أو، كسبيل لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ولكن مبادرتي هذه لم تلق التجاوب المطلوب حتى الآن، لأننا نحن في 12-10-2017 اتفقنا مع المصريين على اتفاق للمصالحة ومنذ ذلك الوقت وهم يماطلون، وبالأخير كانت النتيجة أنهم يريدون قتل رئيس الوزراء ومدير المخابرات، على كل حال نحن نريد المصالحة، نحن نقول حكومة وفاق وطني تذهب لتستلم كل شيء وإذا تحدث انتخابات وحكومة وحدة وطنية وإلى آخره، لذلك قلنا للمصريين إما أو، اما ان نستلم نحن المسؤولية كاملة على هذا الأساس الذي اتفقوا عليه معنا، التي ذهب عزام الأحمد إلى مصر ووقع عليها، ومن ثم كل التنظيمات وافقت وانتهى الأمر، لكن هؤلاء لهم مشروعهم الخاص، وأنا أقول لكم المشروع الخاص الذي مرر بأميركا وبعض دول العالم وإسرائيل دولة في غزة وحكم ذاتي هنا وهذا ما ورد في وعد بلفور، أتذكرون وعد بلفور؟

 

مع ذلك لن نيأس إذا سار المصريون في هذا الموضوع أهلا وسهلا، نحن لن نتراجع عما اتفقنا عليه ولذلك قررنا اتخاذ إجراءات محددة، بالنسبة لأميركا وبالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لحماس، الأول بالنسبة لأميركا بدأنا ننضم الى المنظمات التي اتفقنا معهم عليها وهم نقضوا وآخر هذه المنظمات البريد الدولي، وهي من المحظورات، أما بالنسبة لإسرائيل فقدمنا موضوع اتفاقية باريس طبعا لم يقدموا جوابا والأميركان ما زالوا "يتململوا"، بالنسبة لموضوع "حماس" نحن تكلمنا في موضوع بداية الإجراءات لحل المجلس التشريعي الذي لم يعمل منذ 12 عاما، ولكن صار حديث هنا في المجلس المركزي بهذا الموضوع وغير هذه المواضيع الثلاثة، ولكن لا بد من إجراء قانوني فكانت نتيجة أنه لا بد أن نسأل القضاء فأناس ذهبوا إلى القضاء وكانت النتيجة أن القضية وصلت إلى المحكمة الدستورية، المحكمة الدستورية أصدرت قرارا بحل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات تشريعية خلال ستة أشهر وهذا ما يتوجب علينا تنفيذه فورا كخطوة أولى.

 

وإذا "حماس" استمرت برفض الموضوع، برفض المصالحة، يجب أن نسير للنهاية في القرارات التي ناقشها المجلس المركزي واللجنة المنبثقة عنه، سواء فيما يتعلق بحماس أو فيما يتعلق بإسرائيل.

 

نحن بيننا وبين إسرائيل من اتفاق باريس إلى اتفاق أوسلو، والأميركان يوجد بيننا وبينهم مواضيع مختلفة أهمها 17 منظمة التي بدأنا بالانضمام إليها ومستعدون أن نسير للنهاية في كل شيء، لم نعد نصبر، المشروع الذي يسعى إليه هؤلاء جميعا وهو قتل الحلم الفلسطيني من الجهات الثلاث لن نقبل به إطلاقا وليكن ما يكون، أما أن نقبل ببيع القدس فأنا شخصيا لست بياعا، والذي يحب أن يبيع الشعب سيحاسبه، وإنما نحن كلنا على هذه الطاولة لن نبيع القدس، وستبقى القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني وإقامة دولة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وصامدون على هذه الأرض ولن نغادرها ولن نتركها حتى تقوم دولتنا الفلسطينية.

 

وقد اتخذت المحكمة الدستورية قرارا بحل المجلس التشريعي واجراء الانتخابات التشريعية، وسوف ينشر القرار في جريدة الوقائع الفلسطينية (الجريدة الرسمية) وسنلتزم بتنفيذ القرار.

وأهلا وسهلا بكم.

 كلمة الرئيس محمود عباس في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي لتعزيز دور القطاع الخاص في جهود الحوكمة ومكافحة الفساد

بمقر الرئاسة في مدينة رام الله 8 كانون الأول 2018

 

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أريد أن أهنأكم جميعا بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة أعاده الله علينا وعليكم سويا والقدس عاصمة دولة فلسطين محررة من الاحتلال، وبهذه المناسبة أشكركم جميعا على حضور هذا المؤتمر الذي نظمتموه لكم ولنا وللوطن، وأنا سعيد جدا أن يستضاف هذا المؤتمر في مقر الرئاسة، لحرصنا الشديد على الاقتصاد، لحرصنا الشديد على رجال الأعمال، لأهمية هذا القطاع في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

الدولة منذ أن بدأنا أيها الاخوة وعدنا إلى أرض الوطن، كان همنا الأول هو أن نربي أبناءنا تربية جيدة أي المدارس، بحيث إذا بنينا الجيل نبني الوطن وبدون بناء الجيل بالتأكيد لا يوجد وطن صالح، وأيضا وجهنا اهتمامانا إلى الصحة، حيث بدأت تنتشر في كل مكان من أرض الوطن المستشفيات، وأعدكم إنشاء الله أننا في خلال سنوات قليلة سنبدأ باستقبال المرضى من الخارج لا أن نرسل مرضانا إلى الخارج ليتعالجوا.

وفي هذا الخضم، فهناك الاقتصاد الذي يبني الدولة، الاقتصاد الذي ينمي الحياة ويجعل هذه الدولة قادرة على أن تعتمد على نفسها، أن لا تكون دولة استهلاك وإنما تكون دولة تصدير إلى الخارج، ومن هنا من البداية أيضا كان اهتمامنا شديدا بالاقتصاد وبالذات بالقطاع الخاص.

لأنه بدون القطاع الخاص لا يوجد دولة، ولا أعتقد أن دولة تستطيع أن تبني اقتصادا بدون القطاع الخاص، ولذلك أولينا هذا القطاع أهمية بالغة من جميع النواحي وبالذات من ناحية التشريع، حيث أننا حرضنا على أن تكون تشريعاتنا مساعدة مستوعبة لأهداف وأعمال القطاع الخاص، ولذلك أن سعيد جدا بالمؤتمر الأول لكم لرجال الأعمال، وأتمنى أن نستقبل الثاني والثالث والعاشر هنا في مقر الرئاسة لنرى مدى التقدم الذي يمكن أن تقوموا به من أجل وطنكم هذا.

وبهذه المناسبة كما تفضل الأخوة، كان لابد لنا من أن نسن  قانون يتعلق بمحاربة الفساد، لان الفساد موجود ومنتشر في كل العالم، وإذا لم يكن هناك ردع  واذا لم يكن هناك أحكام صارمة لمحاربة الفساد فمعنى ذلك أنه لا يستطيع أحد أن يعمل ولا تستطيعوا أنتم تعملوا، لأنه إذا كان هناك الفساد منتشرا لا يمكن أن تبني مصنعا أو معملا أو تجارة وبالنتيجة لا تستطيع أن تمارس عملك، فقررنا أن يكون هناك محاربة صارمة للفساد وقلت لأخي رفيق يجب أن لا يستثنى أحد من هذا يعني الذي يواجه الفساد أي كان ليس على رأس أحد ريشة من أقصى الهرم، وقلت له لا ترحم أحدا إذا جاءتك شكوى ما  على أي إنسان يجب أن تأخذ مجراها إلى أن ينتهي إما إلى المحكمة أو إلى البراءة ويجب أن نحرب هذه الآفة والحمد الله استطعنا إلى حد ما أن ننجح أو ننجح كثيرا في ذلك.

فكثير من الفاسدين سرق وهرب، لا يوجد طريق إلا من خلال الانتربول ومن حسن الحظ أننا أصبحنا أعضاء في الإنتربول، بحيث نأتي بأي إنسان من أي مكان بالعالم إلى القضاء مرة أخرى، وقبل أيام خرجت أول بطاقة حمراء من قبل الانتربول لشخص لا أريد أن أسمي أسمه واحد من اللصوص للإتيان به إلينا من أجل أن يدفع ما عليه وينفذ قرار المحكمة التي حاكمته وألزمته بكثير من الالتزامات، وهناك أكثر من 100 شخص قدمنا أسمائهم للإنتربول من أجل يستدعيهم وثقوا أنهم سيأتون ليعيدوا أموال الشعب إليه، يعني سرقت وهربت وما ضاع حق ورائه مطالب.

ومن جهة اخرى لدينا محكمة مكافحة الفساد والتي يجب أن لا ترحم وهي لا ترحم أحد من الفاسدين والاخ رفيق يتابع هذه المحكمة، وفي نفس الوقت الدولة والحكومة ورئيس الحكومة هو وزير الداخلية أيضا يتابع القرارات الخاصة بالسارقين والهاربين وسنأتي بهم إلى أرض الوطن.

نحن سعداء جدا بهذا المؤتمر ونتمنى أن يكون هناك تعاون ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، ليحصل هناك نوع من التكامل بين أركان الدولة للوصول بالنتيجة إلى مصلحة الشعب وإلى مصلحة أفراد هذا الشعب وأنا أعرف أنكم حريصون على مصلحة الشعب وافراد هذا الشعب وأنكم تعملون من أجل مصلحة هذا الشعب، ولذلك أنا يشرفني اليوم أن أحضر هذا المؤتمر الأول وأن يعطينا العمر لنحضر المؤتمر الثاني على الأقل ونرى النتائج.

إخواننا الأعزاء العالمين في هذه الأمور الحريصين كل الحرص على المصلحة العامة، أنا لدي فكرة في البداية، وهذه الفكرة لإكمال أعمالكم وهي انشاء بنك وطني للإقراض، أنا أعرف أن هناك مؤسسات خاصة وبنوك تقدم قروضا صغيرة ومتوسطة، أنا أقترح أن ينشأ بنك وطني للإقراض ويمكن أن تفكروا بهذه الفكرة وإن وجدتموها جيدة ومقبولة عال، أنا أريد كل أنسان أن يعمل وأريد أن أقضي على البطالة، ونحن نحارب في كل الاتجاهات نحارب الاحتلال الجاثم على صدورنا وسنبقى صامدين بإذن الله بدعكم وبإمكاناتكم ونشاطكم سنبقى صامدين، وبدونكم لا نستطيع أن نعمل شيئا، ولكن نحس أن عقولكم وقلوبكم معنا بالتأكيد سنسير ونسير للأمام، وبالتالي هذه الفكرة فكرة البنك أرجو أن تضعوها في الاعتبار، إَضافة إلى ذلك انشاء شركة وطنية للصادرات ممكن أن تضعوها على جدول الأعمال وتناقشوها.

عندنا قضية أثارت ضجيجا كثيرا وهي قضية قانون الضمان الاجتماعي، طبعا أثير هذا الموضوع بين كل فئة العمال قاموا والموظفين قاموا ورجال الأعمال قاموا إخواننا أثير هذا الموضوع بين كل جهة، وسئلت ما رأيي به وقلت أن القانون الذي نسنه ليس قرآنا ولا أنجيلا ولا توراة بمعنى أن القانون قابل للتعديل، فأنظروا ما هو رأيكم فيه قد يكون لكم ملاحظات نحن لم نلحظها ولن نلحظها، ما في حاجة لهذه الضجة حول هذا الموضوع لأنه بالإمكان حله، خاصة أن كل دول العالم بلا استثناء فيها قانون ضمان اجتماعي، مع ذلك حتى نحصل القانون قولوا أية ملاحظات وأظن الوزارة ورئيس الوزراء جاهزون من أجل التعديل والتبديل، وبالتالي هذا الموضوع أرجو أن يناقش.

ومن الأشياء التي أريد أن تدفعوها إلى الامام هي الطاقة الشمسية، وأنا حلمي أن أرى الطاقة الشمسية في كل أرض فلسطين، لأنها طاقة نظيفة وغير مكلفة وموفرة، ويعني بكل المجالات ممتازة لماذا لا تكون في كل بيت وفي كل مؤسسة وفي كل شارع؟ أرجوكم أن تتابعوا هذا الموضوع، وموجود الآن عندنا جهود متفرقة ولكن أتمنى أن تتسارع الجهود من أجل هذا الموضوع المهم الذي من الضروري أن نهتم فيه.

كذلك المناطق الصناعية  في عندنا ثلاث أربع مناطق صناعة هل يمكن أن نحلم أن تصير عشرة ومئات المصانع التي تصدر ؟ وهل يمكن أن نرى السيارات التي تحمل البضائع للعالم، أتمنى عليكم أن تعملوا هذا.

أنا أعرف أنه السياحة صعبة بسبب الاحتلال، ولكن مع ذلك اتمنى أن تتنشط أكثر فأكثر، وأن يكون هناك نوع من الدفع، لأنه لا يوجد لدينا بترول ولا غاز ولا ذهب العقول والأرض والكنيسة والمسجد، وهذه ثروة يمكن ان  تحضر السياحة من كل أنحاء العالم، أرجو أ تهتموا بموضوع السياحة أكثر

وبالمناسبة نريد الاهتمام بالمشاريع للمرأة والشباب وأن لا نقول أننا نشجع المرأة قولا بل نريد عملا، فالمرأة نصف المجتمع وهي النصف الأشطر، هذه الاشياء التي نحن نفكر بها أفكر فيها دون أن أدخل في السياسة وقبل أن أدخل في السياسة أريد أن أحيي الخان الأحمر، والنشاط في الخان الأحمر، وأتمنى على الله أن أرى كل الحاضرين يشاهدوا الخان الأحمر معا، هذه هي المقاومة الشعبية السلمية التي تفقأ عين العدو، فنحن لا نؤمن بالحرب ولا السلاح ولا الصواريخ ولا الطائرات ولا الدبابات، وصدقوني ما نعمله أهم بكثير من كل هذا، واعطيكم دليلا على هذا قبل سنة عندما حصلت قصة القدس واحد قتل اثنين أو ثلاثة في القدس، واتخذ نتنياهو اجراءات ضد الاماكن الدينية اجتمعت القيادة وقررت وقف التنسيق الامني.

عندما جاء الرئيس ترمب إلى السلطة زرته في البيت الأبيض والتقيته في السعودية شفته وزارنا في بيت لحم وذهبت إلى نيويورك وجلست معه وتكلمنا في السياسة وقال أنا موافق على كل ما قلته، وقلت للوفد المرافق أن حل القضية الفلسطينية في نصف ساعة، وبعد ذلك فوجئنا بإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن ونقل سفارته من تل أبيب إلى القدس ووقف المساعدات للأونروا فكانت النتيجة أننا قطعنا علاقاتنا مع أميركا.

انا أريد من هذا الكلام أن تتراجع اميركا عن نقل السفارة للقدس لأنه خطأ والغاء وقف المساعدات للأونروا لأنه خطأ ايضا وان تقول واشنطن ان حل الدولتين على حدود 1967 هو الحل.

وخرجوا قبل يومين بمشروع قرار لاعتبار حركة حماس إرهابية، أنا قلت أن رأي حركة حماس جزء من شعبنا ولا أقبل وصفها بالإرهاب، فراحوا قدموا قرارا للجمعية العامة وهنا اشتغلت الدبلوماسية الفلسطينية المتواضعة، وقالت إن القرار يريد الثلثين، وصوتوا أن يقر بثلثين، وكثير استغرب من الدبلوماسية الفلسطينية المتواضعة كيف نجحت في إسقاط القرار، ونجح القرار الذي قدمته إيرلندا بحقوق الشعب الفلسطيني ونجحنا في ذلك وأمس نجحنا في عشر قرارات أخرى.

نحن نتحدث عن قضية وطن وقضية قدس ولن أتراجع عن قراري ولن أتنازل عن حقوقي وعن حقوق شعبنا.

ويوجد لدينا قرارات المجلس المركزي، الإسرائيليين خرقوا كل الاتفاقات، والمجلس المركزي قال انه يجب أن نوقف التنسيق الأمني ونوقف العلاقات، لان إسرائيل مستمرة في تنكرها للاتفاقات.

كما وضعنا على جدول أعمال المجلس المركزي موضوع أميركا، في اتفاقيات بيننا وبينهم مكتوبة، يعني يوجد رسالة بيننا وبين الرئيس أوباما بهذا الكلام، طبعا هذا الرئيس ترامب ليس فارق عنده حدى، وحتى قرار 2334 لا يعترف به رغم أننا اتفقنا مع أميركا عليه وفعلا هذا القرار بحياتنا لم نحصل عليه، ولم يعترفوا به وأيضا أميركا وترفض الاتفاقات وتنقضها.

أيضا إخواننا في حماس عملنا 20 اتفاق معهم وآخر هذه الاتفاقات في 12-10-2017 على أساسه يتم تمكين حكومة الوفاق من ممارسة عملها كما تمارسه في الضفة الغربية وهي حكومة شكلت بالاتفاق بيننا وبينهم، ثم نذهب إلى الانتخابات ومن ينجح في الانتخابات يأخذ البلد، إذا هم نجحوا مبروك عليهم إذا إحنا نجحنا مبروك علينا، واتفقنا معهم ووافقوا مع المصرين وكانت النتيجة وضعوا متفجرات لرئيس الوزراء ورئيس المخابرات وفعلا حصلا الانفجار، ونسينا الانفجارات وقلنا تعالوا نعيد العمل بالاتفاقات السابقة، وقلت للأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي إما أن نستلم كل شيء ونتحمل المسؤولية، وإما أن يستلموا كل شيء ويتحملوا المسؤولية.

إذا في ثلاث إجراءات مع إسرائيل وأميركا وحماس، وما نريد أن نعمله الان هو اتخاذ مجموعة من القرارات  التي يجب أن نتخذها...بالنسبة للإسرائيليين ابلغناهم أننا نريد ان نعدل اتفاق باريس أو أن يلغى،  وقالوا نعطيكم الجواب بعد يومين ثلاث أربعة، وبعد يومين استقال وزير الجيش الإسرائيلي الذي كنا نتكلم معه والان لا نعلم مع من نتحدث.

وبالنسبة لأميركا يوجد 18 منظمة دولية، طلبوا عدم الانضمام اليها ولكن بعد القرار الاميركي الخاص بالقدس قررنا ان نذهب الى هذه المنظمات بالتدريج، وبالفعل ذهبنا إلى منظمة البريد الدولي.

وبالنسبة إلى حماس يوجد قضايا كثيرة بينا سوف نقوم بمتابعتها بما يضمن مصالح شعبنا.

 

 

 كلمة الرئيس محمود عباس خلال مهرجان أقيم بمقر الرئاسة في مدينة رام الله لمناسبة الذكرى الـ14 لاستشهاد

القائد الرمز ياسر عرفات 11 تشرين الثاني 2018

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحيي شيخ الشهداء، زعيم الشهداء، أب الشهداء، زعيم هذه الأمة، زعيم هذا الشعب ياسر عرفات.

قد ينسى الناس جهاده الطويل، ولكنه لن يُنسى؛ وقد ينسون تضحياته العظيمة، ولكنها لن تنسى؛ قد ينسون جهوده الجبارة منذ الأربعينيات إلى الخمسينيات إلى الستينيات إلى أن استشهد ورفع إلى السماء، ولكنها أيضًا لن تُنسى. إذا نسوا هذه الأشياء فلا ينسى أحد أبدًا من شعبنا أنه صاحب القرار الفلسطيني المستقل الذي حافظ عليه رغم كل العقبات والمؤامرات والدسائس التي أحاطت بنا منذ القرن العشرين إلى يومنا هذا.

 

قد ينسون كل شيء ولكن لا ينسى أحد أبدًا أن ياسر عرفات هو الذي قال: منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.  قد يستهين البعض بهذه الكلمات؛ لكنها هي التي حافظ عليها ياسر عرفات، وهي التي أبقتنا إلى يومنا هذا، وهي التي حافظت على نضالنا إلى يومنا هذا، وهي التي أبقتنا صامدين صابرين إلى يومنا هذا. ورحم الله ياسر عرفات، ورحم كل الشهداء، ولن ينساهم أحد؛ فهم في عقولنا.

 

أيتها الأخوات أيها الإخوة

 

نحن في هذه الأيام نتعرض إلى مخاطر ومؤامرات كثيرة وصلت ذروتها عندما أعلنوا "صفقة العصر"، هذه الصفقة التي وردت في ثنايا وعد بفور والتي استمروا على العمل عليها إلى يومنا هذا؛ واليوم كُشفت الأوراق جميعًا، وتبين ما كانوا يخفون ويحضرون لنا؛ لا يريدون لهذا الشعب أن يكون له كيان ودولة. هذا كل ما حضروه؛ نسمعه ونلمسه ونراه اليوم؛ ولكن لن نسمح له أن يمر؛ فإذا مر "وعد بلفور" لن تمر "صفقة العصر" نحن هنا صامدون، نحن هنا أشواك في حلوقهم وعيونهم، ولن نسمح لهم أن يمرروا هذا؛ سنبقى نناضل حتى آخر الدنيا من آجل الوصول إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

 

ومن هنا أقول لكم: في الأيام الاخيرة اجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وهو في حال انعقاده أعلى سلطة، وقال: هناك مؤامرة أميركية تتمثل بـ"صفقة العصر"، وهناك مؤامرة إسرائيلية لتنفيذ الصفقة. ومع الأسف هناك مؤامرة أخرى من "حماس" لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة؛ وبناء عليه فقد قرر المجلس اتخاذ أجراءات حاسمة في الأيام القليلة القادمة بما يتعلق في علاقتنا مع هذه الجهة أو تلك؛ ولن نخاف، ولا يلومنا أحد؛ فقد بذلنا كل جهد ممكن من أجل أن نحافظ على هذه المسيرة؛ لكنهم أَبوا إلا أن يعطلوها. لن ولن يعطلوها؛ سنستمر.

هناك قضية أخرى أيها الإخوة والأخوات هي قضية "الضمان الاجتماعي" هذه قضية نحن  فكرنا كيف نحمي حقوق عمالنا وأولادنا وصغار الكسبة والفقراء، وهذا موجود في كل بلاد الدنيا، وأقول لكم: هناك ملايين الدولارات محفوظة لدى الإسرائيليين يريدون أن يأكلوها؛ لكن بهذا القانون، لن يسمح لهم بأخذها.

 

هناك ملاحظات كثيرة عليه. وهذا حق؛ لأنه ليس قرآنًا وليس انجيلًا وليس توراةً؛ وليس من عند الله؛ هو من عند البشر؛ فيمكن أن يحصل فيه خطأ وتجاوز، ولا بد من تصحيحه؛ لذلك قلنا لأصحاب العلاقة: تعالوا إلى حوار لنسمع ملاحظاتكم ومواقفكم ونأخذها بعين الاعتبار والاحترام؛ وعندما نصل إلى نقاط لا بد من تعديلها، تعدل؛ لانه كما قلت لكم: هذا كلام البشر؛ ويمكن أن نخطئ ويمكن أن نصيب؛ وبالتالي أي ملاحظات نشعر أنها مفيدة لكم - وهنا (بين قوسين) انتبهوا للداسين والمدسوسين؛ أنا أريد الحديث أن يكون من القلب، وحسب المصلحة؛ وليس من أولئك الذين لهم مصالح خاصة، وانتم تعرفونهم، وأنا لا أريد أن أذكرهم، عندما نصل إلى  حل لهذه الملاحظات الحقيقية التي تفيدكم وتأكد على مصالحكم والتي تلغي كل المثالب في هذا القانون يمشي، وعندما يتم التعديل، يتم بمفعول رجعي، بمعنى أن المواد التي وردت، والتي اتفق على إلغائها، ستلغى وكأنها لم تكن.

 

إخوتي الأعزاء، في هذه الأيام نمر فعلًا بظروف صعبة جدًا، وكما قلت الأيام القادمة ستكون هناك إجراءات شديدة، ومع ذلك سنبقي الأبواب مفتوحة، نحن متفتحون على كل شيء؛ إنما لسنا متفتحين على "صفقة العصر"؛ لأنها تنهي آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، ولم يولد كما قال المرحوم من يخون القضية أو يقبل بالمؤامرات.

 

وسلام عليكم

 

 

 كلمة الرئيس محمود عباس في إحياء الذكرى الرابعة عشرة لرحيل القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات


10 تشرين الثاني 2018
يا شعبنا الفلسطيني البطل،
أيتها الأخوات والإخوة، السيدات والسادة،


أخي القائد الرمز الراحل أبا عمار رحمك الله، أحببت أن أفتتح كلمتي هذه في الذكرى الرابعة عشرة لرحيلك لهذا العام بالتأكيد لك وللقادة الشهداء ولجميع شهداء فلسطين، بأن النصر قادم لا محالة، وأن الاحتلال إلى زوال ولو بعد حين، وإننا باقون في أرضنا وسنواصل العمل دون كلل أو ملل، نسلم الراية جيلاً بعد جيل، متمسكون بثوابتنا، وستظل رايتنا مرفوعة خفاقة في السماء، وسنرفعها على أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس كما كنت تردد دائمًا.

إن المرحلة التي يعيشها شعبنا وقضيتنا، قد تكون واحدة من أخطر المراحل في حياة الشعب الفلسطيني؛ فالمؤامرة التي بدأت بوعد بلفور لم تنته بعد؛ وإذا مرّ ذلك الوعد المشؤوم، فلن تمر صفقة القرن؛ فمصير أرض فلسطين يقررها شعبنا الفلسطيني المتمسك بحقوقه هنا في فلسطين وفي الشتات، ولن يجدوا فلسطينيًا شريفًا واحدًا يقبل بأقل من حق شعبنا في الحرية والسيادة والاستقلال، على أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967؛ فهذه ثوابتنا التي ضحى من أجلها الشهداء والأسرى والجرحى، وهذا ما نتمسك به ولن نفرط به؛ فاليوم، يا أبناء شعبنا البطل، نحن جميعًا مدعوون، وأكثر من أي وقت مضى، للتوحد والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كل مكان، وقائدة نضالنا الوطني؛ لحماية حقوقنا الوطنية التاريخية والثابتة؛ فالقدس الشرقية عاصمة دولتنا، بأهلها ومؤسساتها ومقدساتها المسيحية والإسلامية، ستبقى فلسطينية عربية رغم القرارات الأمريكية المخالفة للشرعية الدولية، ورغم كل المشاريع الإسرائيلية لتغيير هويتها وطابعها، ونجدد القول بأننا نريد لمدينة القدس أن تكون مفتوحة لجميع المؤمنين وأتباع الديانات السماوية. 

كما نؤكد على أنه لا يحق لأي جهة كانت إزاحة ملف اللاجئين الفلسطينيين عن الطاولة، واتخاذ اجراءات ضد وكالة الأونروا ومحاولة التشكيك في أعداد اللاجئين، كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية، وهنا نقول، بأن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي يقفون إلى جانبنا وسنواصل العمل من أجل تثبيت حقوق شعبنا وفق قرار الأمم المتحدة 194 ومبادرة السلام العربية، وسنواصل العمل لحماية وكالة الأونروا للقيام بدورها العظيم الذي تقوم به، حتى حل قضية اللاجئين بشكل نهائي.
وبهذه المناسبة نشكر جميع الدول التي ساهمت مؤخراً في تغطية عجز موازنة "الأونروا"؛ الأمر الذي ساهم في انتظام الخدمات التعليمية والصحية لحوالي 6 ملايين فلسطيني لا زالوا يعيشون مأساة اللجوء في فلسطين والشتات.

وننتهز هذه المناسبة، لنحيي صمود شعبنا في جميع أماكن تواجده، وبخاصة في القدس والخان الأحمر؛ ونؤكد أننا وشعبنا الفلسطيني البطل، سنواجه محاولات إسرائيل لاقتلاع أهلنا وسرقة أرضنا الفلسطينية.

كما وندعو أبناء شعبنا والمجتمع الدولي لرفض القوانين الإسرائيلية العنصرية وجميع الإجراءات الهادفة إلى إلغاء روايتنا وأرضنا وهويتنا الممتدة على هذه الأرض منذ أكثر من خمسة آلاف عام متواصلة حتى يومنا هذا.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة،

إن وحدتنا الوطنية أغلى ما نملك، وهي سلاحنا الأقوى لمواجهة مشاريع التصفية والمؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية، وإن محاولات فصل غزة عن الوطن لن تمر؛ وسنواصل دعم جهود الأشقاء في مصر من أجل تطبيق اتفاق تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وتولي حكومة الوفاق الوطني مهامها في غزة كما هي في الضفة الغربية، وإجراء الانتخابات العامة، وصولًا إلى حكومة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد. 

وختامًا، نتوجه إليك أيها الأخ الشهيد الرمز أبا عمار، باسم شعبنا وباسمي شخصيًا، بتحية إكبار وإجلال لتاريخك وعطائك أنت والإخوة القادة الشهداء وشهداء ثورتنا كافة، ونعاهد شعبنا أن نبقى أوفياء لمشروعنا الوطني، والتحية كل التحية لأسرانا البواسل وذويهم الذين لن نتخلى عنهم؛ وسنواصل دفع مخصصاتهم حتى وإن كانت آخر ما نملك، متمنين لجرحانا الشفاء العاجل، فنحن وشعبنا وأنتم جميعًا على موعد مع النصر والحرية والاستقلال.

بسم الله الرحمن الرحيم "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ  فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ  وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا". صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

كلمة الرئيس محمود عباس في افتتاح أعمال الجلسة المسائية للدورة الـ30 للمجلس المركزي الفلسطيني
28 تشرين الأول 2018


قد تكون المرحلة التي نمر بها أخطر المراحل في حياة الشعب الفلسطيني؛ لأننا مقبلون على قرارات في غاية الأهمية، في غاية الصعوبة، ولا أعتقد أننا مررنا بمثلها-ربما مررنا بمراحل خطيرة ولكن ليست أخطر من هذه المرحلة- مررنا في عام 1984 بمرحلة صعبة عندما فقدنا النصاب في اللجنة التنفيذية، وكنا على وشك الانهيار، وبحثنا في ذلك الوقت عن مكان لعقد المجلس الوطني فلم نجد إلا عمان؛ وبحثنا عن الأعضاء لاستكمال النصاب فلم نجد إلا بصعوبة بالغة؛ وكادت فعلًا منظمة التحرير أن تنتهي؛ لكن والحمد لله بهمتكم، وبهمة إخوانكم، وبهمة القادة الشهداء من الشعب الفلسطيني الذين مرّوا علينا، تمكنا من أن نمرّ في تلك المرحلة.  فهل يمكن أن نمرّ الآن، ونحن نحاصر من كل الجهات، من كل الجبهات؟ هذا يتوقف علينا جميعًا.


وهنّا أتساءل: لماذا الغياب عن هذا المجلس! لماذا هناك 30 شخصًا-ربما أقل قليلًا، لأن هناك من غاب بعذر- لكن هناك من غاب بدون عذر.  لماذا! لا أدري.  أنت عضو في المجلس المركزي وعضو في المجلس الوطني، وهذا تكليف وليس تشريفًا؛ وكان بإمكانك أن تعتذر، وأن لا تحضر، وأن لا تكون في هذا المكان السامي للشعب الفلسطيني.  ثم تغيب! لماذا؟ لا أدري.  فقط قرر أن يغيب لأنه "لا يعجبه الوضع".  لماذا؟ لا أحد يدري.  


يعقدون اجتماعات هنّا وهناك، ويصدرون البيانات هنّا وهناك.  والواقع هنّا المهم أن يأتوا ليقولوا ما شاءوا.  لا يوجد حظر على أي واحد منهم أن يقول ما يريد؛ نحن عندنا حرية أكثر من أي دولة في العالم، فلماذا يذهبون إلى هذا المقهى أو ذلك المنتدى أو ذلك النادي، ليقولوا "نحن نقاطع المجلس المركزي".  الأحسن لك يا سيدي أن تعتذر نهائيًا عن هذا الموقع.  أن لا تكون في هذا الموقع.  أن تترك المجال لغيرك ممن يستطيع أن يحمل المسؤولية، أو يريد أن يحمل المسؤولية؛ أما أنك عضو في هذه المؤسسات ثم تقول: لا أحضر، أنا اليوم مزاجي لا يسمح لي أن أحضر، والمركب يغرق وأنت تتفرج؛ هل أنت متوافق مع أولئك الذين يريدون لهذا المركب أن يغرق؟ هل أنت متآمر معهم! هل تنتظر شيئًا من نتائج أعمالهم القذرة التي يتآمرون بها علينا؛ أم أنك وطني؟.  الوطني يأتي ليقول كلمته، ويقول رأيه بكل الحرية؛ ولكن ضمن إطار المؤسسة.


هذه المؤسسة ليست تشريفًا لأحد، فإذا لا ترغب بها؛ أهلًا وسهلًا؛ ممكن أن تخرج وتقول: أنا لا أريد أن أتحمل هذه المسؤولية في هذه الأيام؛ أما أن يكون هذا الموقف؛ فأنا من رأيي فإنه عار على من يتخلف؛ ونحن نعرف مدى الصعوبة ومدى الخطر الذي يجتاحنا من كل الجهات.  ونحن لا نزال نمر بهذه المرحلة إلى يومنا هذا؛ المؤامرة لم تنته؛ وإن كنّا صمدنا وأعلنا صمودنا وأعلنا رفضنا المطلق لصفقة العصر؛ لكن، يجب أن تكون معنا، يجب أن تكون مع أهلك؛ ليس كما حصل عندما ذهبت إلى الأمم المتحدة لأرفض صفقة العصر ويقول أحد من حماس: "أبو مازن لا يمثلنا".  لا يمثلك بماذا؟ بما قلت؟ بما سأقول؟ إذًا أنت معهم؛ وبالتالي، أنا في غاية الحزن على هذا الوضع.  عندنا معارضة وعندنا حكومة وعندنا كل شيء.  وعندنا من يرغب ومن لا يرغب.  وعندنا من يوافق ومن لا يوافق؛ لكن عليك أن تأتي هنا، لا أن تزعق من آخر الدنيا وتقول: أنا لا يعجبني، ولست قادمًا إلى المجلس المركزي.

بسم الله الرحمن الرحيم
تقول الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"


أعتقد نحن المرابطون وحدنا في العالم.  نحن الذين نرابط على هذه الأرض المقدسة وقد وصفنا رسول الله بالمرابطين.  فاصبروا وصابروا والنصر لكم.


أتوجه إلى أبناء شعبنا البطل وأدعوكم جميعًا للتوحد خلف منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي الوحيد ولنقف جميعًا في خندق الدفاع عن أحلامنا وآمالنا وبتعزيز صمودنا ونتمسك بثوابتنا- ثوابت الشهداء، عشرات ألوف الشهداء ماذا ستقولون لهم! ماتوا على هذه القضية ومن أجل هذه القضية.  ماذا سيقولون لهم! والأسرى والجرحى وآلاف آلاف المعاقين هنا وهناك. ثوابت اللجوء وحق العودة، ثوابت أطفالنا وشبابنا.  


نعم أيها الشعب الكريم، سنبقى صامدين على أرضنا، متمسكين بحقوقنا، ثابتين على مبادئنا، ولن تزحزحنا أية قوة على الأرض، ولن نرتكب جريمة 1948، ولن نرتكب جريمة 1967.  ما حصل في هذين التاريخين لن يتكرر.
أيها الشباب تمسكوا بآمالكم وأحلامكم، تمسكوا بمستقبل أفضل دون احتلال، تمسكوا بفلسطين الدولة والقدس العاصمة؛ وليس العاصمة في القدس أو القدس عاصمة لدولتين؛ انتبهوا لهذ المؤامرات جيدًا؛ فنحن شعب لن تكسر إرادته، ولن يستطيع أحد قتل طموحاته.

يا شعبنا الصامد


أوكد عليكم، عليكم التمسك بالوحدة والوحدة والوحدة، وأتوجه إلى غزة وأقول لهم: الوحدة أشرف بكثير من هذا الموقف الذي تقفونه؛ أنتم تقفون مع أفكار الأعداء الذين يريدون تمزيقنا، ويريدون بصراحة إقامة شبه دولة في غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية؛ وهذا هو وعد بلفور الذي لا أملّ من الحديث عنه، هكذا ورد ومنذ ذلك التاريخ منذ مئة عام إلى هذا اليوم وهم يسعون؛ والآن آن الوقت من أجل أن يطبقوه من خلال صفقة العصر.
أوكد عليكم، التمسك بالوحدة والتمسك بالبناء؛ والابتعاد عن الهدم والتمسك بالقيم وبالجمع؛ وليس بالفرقة. وأجدد دعوتي للجميع أن يترفع عن جراحنا؛ ونلملم ذاتنا، لنسير معا نحو الدولة والقدس والعودة.

شعبنا العظيم،


أوكد لكم أن القدس الشرقية عاصمتنا؛ ولن نقبل بمقولة عاصمة في القدس أو القدس عاصمة لدولتين؛ لأنهم "بضحكوا علينا"، من يقول: القدس عاصمة لدولتين يقول: إن كل القدس عاصمة لإسرائيل؛ وأبو ديس عاصمة لنا -مع الاحترام لأبو ديس أو قلنديا- لا، القدس التي احتلت عام 1976 بالمتر والسنتمتر هي عاصمتنا.
سأقولها مدوية: القدس وفلسطين ليست للبيع أو المساومة. وأجدد موقفنا الثابت أن لا دولة في قطاع غزة، ولا دولة بدون قطاع غزة؛ ونرفض رفضًا قاطعًا الدولة ذات الحدود المؤقتة -أظن تذكرونها- وأقول بصراحة: الآن، والآن وقت الصراحة: حينما عرضت علينا رفضناها؛ وعندما سمعتها حماس قبلت بها! نعم، قبلوا بها!
أذكر أننا كنا في دمشق، والتقيت مع خالد مشعل- على الهواء الآن- وتحدثنا؛ ثم قال لي: نعمل مؤتمرا صحفيًا وقلت له: لا مانع، ولكن بشرط أن تخرج أولًا، وتقول: أنا لست مع الدولة ذات الحدود المؤقتة؛ وتجادلنا وتجادلنا وتجادلنا؛ ورفضت، إلى أن قال بعد أن خرجت أنا وهو نحن نرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة؛ ولكن الحقيقة: ما يطبق الآن هو الدولة ذات الحدود المؤقتة.


وأقولها للجميع إن رواتب شهدائنا وأسرانا وجرحانا خط أحمر.  يحاولون بكل الوسائل ويضغطون بكل الوسائل، ولا زالوا يضغطون؛ إن هذا لا يجوز أن تدفعوه، ولو أدى إلى أن يخصموا أموالنا التي عندهم؛ المبلغ الذي يدفع للشهداء خط أحمر منذ عام 1965 وحتى اليوم؛ هذا الأمر بالنسبة لنا أمر مقدس؛ والشهداء وعائلاتهم مقدسون؛ والجرحى والأسرى كلهم يجب أن ندفع لهم ولو بقي عندنا قرش واحد، هو لهم وليس للأحياء.


أقول لكل المتآمرين: اعملوا ما شئتم، وقرروا ما شئتم؛ فإن شعبنا قادر على الصمود ومواصلة دربه نحو الحرية والاستقلال، ومتمسك بحقه جيلا بعد جيل؛ وإن كل ما تفعلونه لن يطفئ شعلة الإيمان الساكن في قلوبنا، وإن استمرار الاحتلال والاستيطان والقتل والتهويد لن يثني عزيمتنا ويضعف إرادتنا؛ الاستيطان منذ الحجر الأول وحتى الحجر الأخير هو غير شرعي، وليفعلوا ما يريدون؛ هذه أرضنا يرحلون منها؛ هذه أعطتنا إياها الشرعية الدولية، ولن نقبل أقل من ذلك إطلاقًا؛ الاستيطان منذ الحجر الأول غير شرعي، ليس اليوم ولا قبل شهر. الاستيطان غير شرعي؛ فنحن كنعانيون أصحاب هذه الأرض؛ ولدنا عليها وسنعيش وفوقها، وسندفن تحت ترابها المقدس؛ يعني لن نرحل مهما كلفنا ذلك من ثمن .


وليعلم العالم أجمع أنه لم يولد ولن يولد من يتنازل عن حقوقنا وثوابتنا التي أقرتها الشرعية الدولية؛ لقد سبق واتخذنا القرارات في مجالسنا السابقة فيما يتعلق بأميركا والاحتلال وحركة حماس، وآن الأوان لتنفيذها؛ لأنه لم يتركوا للصلح مطرحًا، ولم يتركوا أي طريق للوصول إلى مصالحة أو تسوية أو إلى غير ذلك؛ ونحن لم نعد نحتمل؛ لكنها قرارات خطيرة؛ وكل إنسان منكم يجب أن يضع يده على قلبه وعلى ضميره، ولا يخضع لابتزاز ولا مساومة ولا ضغط، ولا يخضع لأي شيء؛ أنتم أمام لحظة تاريخية، يجب أن تنتبهوا إليها جيدًا؛ فإما أن نكون، أو لا نكون. فماذا تختارون؟


لا زالوا يتحدثون عن صفقة العصر. سنعدّ لكم صفقة العصر. سنعد لكم صفقة العصر. بعد شهرين صفقة العصر. ما قدمت كل صفقة العصر، ماذا بقي من صفقة العصر؟ القدس بلعتَها ونقلتَ سفارتك إليها، اللاجئون وحقهم أنهيتَه، وأغفلتَ وكالة الغوث، وقلت بكل وقاحة: أن عدد اللاجئين 40 ألفًا، من وين 40 ألف! اللاجئون الذين خرجوا من فلسطين عام 1948 و1949 (950 ألفًا)، الآن 6 مليون؛ وتقول 45 ألفًا، لتقول: انتهت قضية اللاجئين! ونقول: لا، لم تنته قضية اللاجئين.
على كل حال، إذا مر وعد بلفور -وشاهدتم وسمعتم وقرأتم أن وعد بالفور هو البداية، وكل يوم نرى خطوط وعد بلفور أمامنا- وأنا أحب أن أتكلم كثيرًا عن وعد بلفور؛ لأقول لكم: إن هذا الوعد هو أساس المشكلة. وإذا مر وعد بلفور لن تمر صفقة العصر.


وشكرًا لكم

 

   

 

كلمة السيد الرئيس محمود عباس خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح

بتاريخ 6 تشرين اول 2018



نحن بعد ان عدنا من الامم المتحدة ومن بعض الزيارات التي قمنا بها، في فرنسا وايرلندا وبعد الاتصالات التي اجريناها في الامم المتحدة بشكل واسع، اليوم بدانا في هذا الشهر مجموعة من الاجتماعات للقيادات الفلسطينية تبدا باجتماع اللجنة المركزية ثم ثم اللجنة التنفيذية ثم المجلس الثوري ثم المجلس المركزي لأننا حسب وعدنا له باننا بعد العودة من الامم المتحدة سنجتمع لنؤكد على قرارته التي اتخذها في الاجتماع السابق.
هنا لابد لنا ان نقدم الشكر للدول التي انتخبتنا رئيسا للمجموعة 77 + الصين، وكذلك لكل الدول التي ذكرت فلسطين والقضية الفلسطينية بالاسم وهي كثيرة وهذا الموقف نسمعه لأول مرة الا القليل القليل الذي لا نريد ان نتذكره.
وايضا اجتمعنا مع مندوبي السلام في الشرق الاوسط مع عدد كبير من وزراء العالم

وهؤلاء جميعهم ايدوا الموقف الفلسطيني  الذي قدمناه لمجلس الامن (المبادرة التي قدمناها لمجلس الامن)، كلهم وقفوا معنا وايدوا هذا الموقف.
يضاف الى هذا التقدير من الشعب الفلسطيني الى جميع الدول التي تحدثت عن خطورة الغاء وكالة الغوث والغاء الاموال التي تذهب لوكالة الغوث، والشكر موصول للدول التي زادت من مساهماتها وهذا دليل على ان الوعي العالمي لا زال بخير رغم الضغوط التي تتعرض لها كل دول العالم.
نحن خلال هذا الشهر سنرى ماذا يمكن ان تقرره القيادات الفلسطينية وفي اخر الشهر نحن مجبورون مضطرون لتنفيذ كل ما يؤكد عليه المجلس المركزي يوم 29/10/2018.


شكرا لكم
 

 


كلمة الرئيس محمود عباس أمام مجموعة الـ77 في 28 أيلول 2018



بسم الله الرحمن الرحيم


فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مجموعة الـ 77،
السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا رئيسة الجمعية العامة،
السيد أنطونيو غوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة،
السيد مراد احمية السكرتير التنفيذي لمجموعة الـ 77،


السيدات والسادة،
ان
ه لمن دواعي سروري أن آخذ الكلمة بالنيابة عن حكومة وشعب دولة فلسطين في هذه المناسبة الهامة. متقدماً بجزيل الشكر لفخامتكم على كلماتكم الطيبة وترشيحكم دولة فلسطين لرئاسة مجموعة الـ 77 للعام 2019.
كذلك أتقدم بالشكر لمجموعة أسيا والباسيفيك على الثقة التي أولوها لدولة فلسطين بإنابتها عنهم لرئاسة المجموعة، إن هذه الثقة جديرة بالثناء والاحترام.
وإذ تقبل حكومة دولة فلسطين ترشيح 133 دولة نامية لرئاسة مجموعة الـ 77 للعام القادم 2019؛ فإنني أتقدم بالشكر لأعضاء المجموعة، وللأمانة التنفيذية للمجموعة وطاقمها العامل على كافة الجهود التي يبذلونها في سبيل إنجاح وتنفيذ أعمال المجموعة. 
وأود أن أغتنم هذه المناسبة للتعبير عن خالص تقديرنا للدور المميز الذي لعبتموه فخامتكم، وبلدكم (مصر) في قيادة مجموعة الـ 77، في هذه الأوقات التي تمثل تحدياً للبلدان النامية، وقد أحرزت مجموعتنا تحت قيادة مصر تقدمًا وإنجازات كبيرة.

السيد الرئيس،
وبروح تعاون وتضامن (الجنوب جنوب) والذي طالما ميز عمل مجموعتنا، فإنني أتعهد بالتزام حكومتي الكامل بالقيام بواجباتها ومسؤولياتها بشرف ونزاهة وبطريقة تستحق ثقة الدول الأعضاء في مجموعة الـ 77.
إننا ملتزمون بالعمل عن كثب مع كافة الوفود الأعضاء والسكرتاريا التنفيذية للمجموعة، وكذلك مع شركائنا كافة وهيئات الأمم المتحدة الأخرى، من أجل الوصول إلى "المستقبل الذي نريد".
ونحن مقبلون على عقد المؤتمر الثاني لتعاون (الجنوب جنوب) والذي سيعقد في بوينس أيروس في فبراير القادم، فان الطاقات الفلسطينية جاهزة لضمان الوصول إلى وثيقة ختامية شاملة متفق عليها، وترعى مصالح الدول الأكثر ضعفاً، وتراعي ما اتفقنا عليه في خطة تحويل عالمنا: أجندة التنمية 2030، مع التأكيد على "ألا يتخلف أحد عن الركب".
والسلام عليم ورحمة الله وبركاته

  

 

 

خطاب الرئيس محمود عباس أمام الدورة الثالثة والسبعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك
 27 أيلول 2018


حقوق الشعب الفلسطيني ليست للمساومة،
بسم الله الرحمن الرحيم
 السيدة ماريا فرناندز، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، 
السيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، 
السيدات والسادة المحترمون،


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 

السلام عليكم، 
سنبقى مؤمنين بالسلام، ونحافظ على السلام، وسنصل لدولتنا المستقلة بالسلام، لأن الله معنا، ولأن قضيتنا عادلة ولأن شعبنا ضحى بالكثير، ولأنكم أنصار السلام، والله سبحانه وتعالى على الظالمين، وحسبي الله ونعم الوكيل.
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، جئتكم أطلب الحرية والاستقلال والعدل لشعبي المظلوم، الذي يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ 51 عاماً، وأعود إليكم اليوم وهذا الاحتلال الاستعماري ما زال جاثماً على صدورنا، يقوض جهودنا الحثيثة لبناء مؤسسات دولتنا العتيدة، التي اعترفت بها جمعيتكم الموقرة عام 2012.
خلال هذا العام أيها السيدات والسادة انعقد المجلس الوطني الفلسطيني، برلمان فلسطين؛ حيث جرى تجديد شرعية مؤسساتنا الوطنية، بانتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني).
وقد اتخذ هذا البرلمان قرارات هامة تُلزمني بإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية، السياسية والاقتصادية والأمنية على حد سواء، وفي مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت مع الأسف دون سلطة، كما طالبني بتعليق الاعتراف بدولة إسرائيل، إلى حين أن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وذلك على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وكذلك طالبني أيضا بالتوجه للمحاكم الدولية (بما فيها المحكمة الجنائية الدولية)، للنظر في انتهاكات الحكومة الإسرائيلية للاتفاقات الموقعة، واعتداءات الجيش الإسرائيلي والممارسات الإرهابية للمستوطنين على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الدينية.
ونلاحظ وتلاحظون أيها السيدات والسادة، أن المستوطنين الإسرائيليين وحتى الجيش الإسرائيلي في كل يوم يدوسون قدسية مقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة يوميا".

أيتها السيدات والسادة،
في شهر (يوليو) الماضي، أقدمت إسرائيل على إصدار قانون عنصري تجاوز كل الخطوط الحمراء، أسمته "قانون القومية للشعب اليهودي"، ينفي علاقة الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي، ويتجاهل حقه في تقرير المصير في دولته، وروايته التاريخية، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، كما إن هذا القانون يقود حتماً إلى قيام دولة واحدة عنصرية (دولة أبرتهايد) ويلغي حل الدولتين؛ إسرائيل تمارس العنصرية، لكنها توجت ذلك بهذا القانون.
ويميّز هذا القانون ضد المواطنين العرب أيضا في إسرائيل، عندما يعطي حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرياً لليهود، وبذلك يشرِّع التمييز ضد هؤلاء المواطنين العرب الذين يمثلون 20% من سكان إسرائيل، وكذلك ضد غير اليهود ممن هاجروا إليها، ويخرجهم من دائرة المواطنة، هناك على الأقل 5 % من سكان إسرائيل الحالية هاجروا، وهم ليسوا يهودا -مسيحيين ومسلمين- هاجروا من الاتحاد السوفييتي السابق، هؤلاء أيضًا أخرجوا من دائرة المواطنة.
إن هذا القانون يشكل خطأً فادحاً وخطراً محققاً من الناحيتين السياسية والقانونية، ويعيد إلى الذاكرة دولة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا؛ ولذلك فنحن نرفضه وندينه بشدة، ونطالب المجتمع الدولي وجمعيتكم الموقرة برفضه وإدانته، واعتباره قانوناً عنصرياً باطلاً وغير شرعي؛ كما أدانت الأمم المتحدة دولة جنوب إفريقيا سابقاً في قرارات عدة، علماً بأن الآلاف من اليهود الآن والمواطنين الإسرائيليين رفضوا هذا القانون؛ 56 نائبا من الكنيست من أصل 120 رفضوا هذا القانون؛ لأنهم يعتقدون أنه قانون التمييز العنصري؛ فأرجو من الأمم المتحدة أن تحذو حذو جزء هام من سكان إسرائيل برفض هذا القانون.
هذا القانون العنصري، أيتها السيدات والسادة، يتحدث عما يسمونه "أرض إسرائيل"؛ فهل لكم أن تسألوا الحكومة الإسرائيلية، أين هي أرض إسرائيل؟! وما هي حدود دولة إسرائيل التي أتحدى أن يعرفها أحد منكم؟!، أين هي حدود دولة إسرائيل؟ موجودة في الخارطة؟ لا. ليتفضلوا ويحددوا دولتهم. لا يوجد".
إن هذا القانون العنصري يشكل وصمة عار أخرى في جبين دولة إسرائيل، وفي جبين كل من يسكت عنه؛ وكذلك القوانين الإسرائيلية الأخرى التي شرعت القرصنة وسرقة أرض وأموال الشعب الفلسطيني.

أيتها السيدات والسادة،


لقد تعاملنا بإيجابية تامة مع مبادرات المجتمع الدولي المختلفة لتحقيق السلام بيننا وبين الإسرائيليين، ومن ضمنها "مبادرة السلام العربية" التي اعتمدت في قرار مجلس الأمن 1515، وتعاملنا مع إدارة الرئيس ترامب منذ وصوله إلى سدة الحكم بذات الإيجابية، ورحبنا بوعده بإطلاق مبادرة لتحقيق السلام، والتقيت معه عدة مرات على مستوى القمة.
وانتظرنا مبادرته بفارغ الصبر؛ ولكننا فوجئنا بما أقدم عليه من قرارات وإجراءات تتناقض بشكل كامل مع دور والتزامات إدارته تجاه عملية السلام؛ حيث قامت هذه الإدارة في شهر (نوفمبر 2017) بإصدار قرار يقضي بإغلاق مكتب منظمة التحرير في العاصمة الأمريكية، وقام هو بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، وأصبح يتفاخر بأنه أزاح قضية القدس واللاجئين والمستوطنات والأمن من على طاولة المفاوضات؛ الأمر الذي يدمر المشروع الوطني الفلسطيني، ويشكل اعتداءً على القانون الدولي والشرعية الدولية.  وتمادت الإدارة في عدوانيتها بقطع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية وعن وكالة الغوث (الأونروا)؛ وكذلك عن المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة؛ ثم يتحدثون عن المساعدات الإنسانية! حتى المساعدات الإنسانية قطعوها!.
وبمجمل هذه المواقف تكون الإدارة قد تنكرت لالتزامات أمريكية سابقة، وقوضت "حل الدولتين"، وكشفت زيف ادعاءاتها بالحرص على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين. وما يثير السخرية أن الإدارة الأمريكية لا تزال تتحدث عما تسميه "صفقة العصر"، فماذا تبقى لدى هذه الإدارة لتقدمه للشعب الفلسطيني! هل هي فقط حلول إنسانية! لأن "أميركا" عندما تزيح عن الطاولة "القدس" و"اللاجئين" و"الأمن" وغيرها، ماذا يتبقى لتقدمه لنا كحل سياسي في الشرق الأوسط!
ما زال الكونغرس يصر على اعتبار منظمة التحرير، التي تعترف بها الأغلبية الساحقة من دول العالم، بما في ذلك إسرائيل، إسرائيل تعترف بمنظمة التحرير، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، هذا ما تعترف به إسرائيل؛ أما الكونغرس الأميركي فاعتبرها "منظمة إرهابية"، في وقت تتعاون فيه دولة فلسطين مع معظم دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب! فلماذا كل هذا العداء المستحكم للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت احتلال تدعمه الولايات المتحدة!
نقول لهم: مواقفنا واضحة بشكل عام ومطلق لكل الناس، ونتحداهم إن كنا أخطأنا مرة، إن كنا ارتكبنا خطأ واحدًا في مسيرتنا الطويلة؛ ومع ذلك، يأتي الكونغرس ليقول: إننا منظمة إرهابية، كيف! لا أدري؛ هو يقرر وعلينا ألا نستمع.
لقد عرضنا على الإدارة الأمريكية على مدى سنوات؛ تشكيل لجنة فلسطينية-أمريكية للبحث في مكانة منظمة التحرير الفلسطينية السياسية والقانونية؛ حتى نثبت لهم بأن منظمة التحرير هي منظمة ملتزمة بتحقيق السلام وبمحاربة الإرهاب، وأن قرار الكونغرس بشأنها هو قرار تعسفي وغير قانوني وغير مبرر، ويتجاهل بشكل متعمد الاتفاق الرسمي مع الإدارة الأمريكية لمحاربة الإرهاب، هذا الاتفاق الذي عقدناه مع 83 دولة أخرى. لدينا بروتوكولات مع 83 دولة من دولكم تحت عنوان "محاربة الإرهاب"، بما في ذلك الولايات المتحدة؛ ومع ذلك الكونغرس يسمينا "إرهابيين".
ورغم كل ذلك، فإنني ومن على هذا المنبر الموقر، أجدد الدعوة للرئيس ترمب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان التي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وما جرى بيننا من تفاهمات، حتى نتمكن من إنقاذ عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للأجيال القادمة.
هذه جزء من التفاهمات الموقعة بيننا وبينهم، حول كثير من القضايا، الآن تجاهلوها جميعًا.

أيتها السيدات والسادة:


للتأكيد على تمسكنا بالسلام وحل الدولتين، وبالمفاوضات التي لم نرفضها في يوم من الأيام سبيلاً لتحقيق ذلك، أنا أتحدى إن كان طلب منّا مرة واحدة أن نجلس على طاولة المفاوضات، ورفضنا؛ بل على العكس تمامًا، دعينا أكثر من مرة من عدة دول منكم هنا؛ وقالوا لنا تعالوا لنجلس مع السيد نتنياهو، وأنتم؛ لنجلس سويًا. وكنت أوافق في كل مرة. وأتحدى إذا وافق نتنياهو مرة واحدة، وأتحدى إذا رفضنا مرة واحدة.
ومن أجل إنقاذ عملية السلام، عَرَضتُ في جلسة لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 20 (فبراير) من هذا العام مبادرة تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، يستند لقرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات المجمع عليها أممياً، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمون والرباعية الدولية. وسوف نقوم بتوزيع هذه المبادرة كاملة على حضراتكم بأمل تبنيها من قبل جمعيتكم الموقرة. وهنا أجدد القول: بأننا لسنا ضد المفاوضات، إطلاقًا؛ ولم نرفضها يوماً؛ وسنواصل مد أيدينا من أجل السلام. 
نحن لا نؤمن إلا بالسلام طريقًا للوصول إلى حل لقضيتنا، كما قلت في المقدمة، ولا نؤمن بالعنف والإرهاب، وأعلنا ذلك مرارًا وفي كل المناسبات، ما هو المطلوب منّا؟ مفاوضات، إذا كانت الشرعية الدولية منذ 1947 إلى اليوم لا يحترم قرار واحد من قراراتها؛ ثم يتحدثون عن حلول. أيُّ حلول؟.

أيتها السيدات والسادة،
إن السلام في منطقتنا لن يتحقق من دون تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وبمقدساتها كافة، هناك كثير من الذين يحاولون أن يتذاكوا علينا، ويقولون عاصمتكم في القدس الشرقية. لا، هذا تلاعب بالألفاظ؛ يعني أبو ديس؛ هنا أو هناك من المناطق المحيطة بالقدس؛ لا؛ عاصمتنا هي القدس الشرقية، وليس في القدس الشرقية. لا يتذاكى أحد علينا. لا يتذاكوا علينا؛ القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 هي عاصمتنا؛ فلا سلام بغير ذلك، ولا سلام مع دولة ذات حدود مؤقتة. 
اخترعوا لنا الدولة ذات الحدود المؤقتة، إن كنتم تعرفون قبل أكثر من عشر سنوات، يعني أن نأخذ دولة لكن حدودها غير معروفة، مثل دولة إسرائيل غير معروفة الحدود، وبعد ذلك نتحدث. لا، نريد دولة معروفة الحدود، ومعروفة الحقوق، ونعيش جنبًا الى جنب مع الإسرائيليين؛ أمّا بدون ذلك، فلا.
أنتم هنا 138 دولة، إضافة إلى دولة أخيرة اعترفت بنا وهي كولومبيا؛ أصبح العدد 139 دولة. نحن نطالب هذه الدول الاعتراف بدولة فلسطين. ولا سلام مع دولة مزعومة في غزة؛ بل طريق السلام هو قراركم في 29/12/ 2012، وبإجماع 138 دولة، أي دولة فلسطين على حدود 1967؛ ولأجل ذلك أدعو دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للإسراع بهذا الاعتراف؛ إذ إنني لا أرى سبباً مقنعاً لتأخر بعض الدول، في الاعتراف بدولة فلسطين.
وفي هذا السياق، أود أن ألفت النظر بأن دولة فلسطين سوف تترأس في العام 2019 مجموعة الـ 77+ الصين. بالمناسبة قبل عشر دقائق اجتمعنا في القاعة الأخرى للأمم المتحدة وأعلن فخامة الرئيس السيسي أننا انتخبنا انتخابًا حرًا من 134 دولة لنترأس مجموعة الـ77؛ ومع ذلك هناك دول تقول نحن نعترف بالدولتين. يعترف بإسرائيل، ولا يعترف بنا! لماذا؟ وما هو الفرق؟ ما دمت تعترف بدولة إسرائيل وتعترف بالدولتين لماذا لا تعترف بنا! هل تجامل أحدًا ما؟ هل تماشي أحدًا ما؟ لا، نحن لا نقبل هذا المنطق؛ ونقول لهذه الدول: نعم، لا بد أن تعترفوا. لا يعني هذا أننا لن نذهب إلى المفاوضات؛ بل بالعكس، هذا يزيد الموقف السياسي الدولي قوة بأن نذهب إلى المفاوضات بدعمكم عندما تعترفون بدولة فلسطين؛ ولا يكون هذا الاعتراف أحاديًا؛ يعني أن تقوم بعمل أحادي. أبدًا. لأنك تعترف بالدولتين في آن معًا وتطالب بالمفاوضات. ما هو الفرق؟.
 أتوجه إليكم بطلب رفع مستوى عضوية دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى تتمكن من أداء المهام المتعلقة برئاسة هذه المجموعة على أكمل وجه خلال فترة ترؤسها.
أتوجه إلى دولة كولومبيا بالتقدير والامتنان لاعترافها بدولة فلسطين؛ بحيث أصبحت الدولة رقم "139" التي تعترف بدولة فلسطين؛ وكذلك دولة الباراغواي التي سبقتها بالاعتراف، وقررت إعادة سفارتها من القدس إلى تل أبيب، وأدعو دولة غواتيمالا أن تحذو حذوها.

أيتها السيدات والسادة،


أود أن أذكركم مرة أخرى بأن إسرائيل لم تنفذ قراراً واحداً من مئات القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة (هناك 705 قرارات من الجمعية العامة منذ عام 1947 إلى يومنا هذا، وهناك 86 قرارًا من مجلس الأمن من عام 1948 إلى الآن). ولا قرار نفذ. إسرائيل لم تنفذ قرارًا واحدًا. مع الأسف -أقولها بصراحة- مدعومة بتأييد الولايات المتحدة؛ لأن الجمعية العامة أو الدول الأخرى عندما نسألها توافق. الجمعية العامة أعطتنا 139 صوتًا، و42 وقفوا على الحياد؛ والذين اعترضوا فقط 8 دول؛ إلى متى ستبقى إسرائيل خارج القانون؟ وتلعب كما تشاء، وتتمرد كما تشاء مدعومة بمن تشاء.

السيدة الرئيسة،
السادة أعضاء الجمعية العامة،


إننا نقاوم هذا الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بالوسائل المشروعة التي أقرتها منظمتكم الدولية، وعلى رأسها المقاومة الشعبية السلمية، لن نستعمل أي أسلوب آخر، مقاومة شعبية سلمية، هل هي محرمة؟ مقابل أن المستوطنين يعتدون على الشعب الفلسطيني بالأسلحة، يدخلون المدن والقرى بالأسلحة، هذا غير الجيش، الجيش على جنب، والشرطة على جنب، أنا أتحدث عن المستوطنين، لكننا سنرفض ونرفض استعمال العنف والقوة؛ وسنرفض كل أنواع السلاح؛ ولا نقبل استعمال السلاح في أي مكان آخر؛ ونتمنى على العالم أجمع أن يلغي السلاح النووي والتقليدي. شاهدوا كيف سيصبح العالم بعد ذلك. 
الآن هناك مشكلة في الخان الأحمر: إسرائيل مصممة على تدمير هذه القرية؛ وسكانها يقطنون بها منذ أكثر من 50 عامًا؛ لكن إذا دمرت هذه القرية فهي تدمر وحدة الضفة الغربية. يعني تقسمها بين الشمال والجنوب. طبعًا. هذا ما تريده إسرائيل. انتم توافقون على ذلك؟ هذا ما تريده إسرائيل. وكذلك الاعتداءات القادمة على الأقصى، وتذكرون الاعتداءات السابقة على الأقصى عندما توقفت بالمقاومة الشعبية السلمية. الآن خرجوا علينا بأن المحكمة العليا الإسرائيلية ستصدر قرارًا بتقسيم الأقصى مكانيًا وزمانيًا. بالتأكيد لن نقبل. وكثير من أصحاب النخوة والمروءة والكرامة ومحبي السلام لن يقبلوا؛ وعلى إسرائيل أن تتحمل النتائج. هذه البلطجة يجب أن تتوقف؛ لأنه لا يجوز كل يوم قرار، ونحن غير موجودين، غير مقبولين.
أخذنا قرارًا عن الحماية الدولية منكم. لأننا نواجه كل يوم اعتداءات، وليس لدينا قدرة أن نحمي شعبنا وأن نحمي أنفسنا. اتخذتم قرارًا بحماية شعبنا الفلسطيني. كيف؟ من الذي سينفذ هذا القرار؟ لا يكفي أيضًا، بصراحة، أن الجمعية العامة تأخذ قرارًا، ثم لا ينفذ، كبقية القرارات. يجب أن تحترم الجمعية العامة قراراتها لتحترم. أرجوكم أرشدونا إلى الطريق لتنفيذ هذا القرار، هذه مسؤوليتكم. 
وأدعوكم لوضع آليات محددة لتنفيذ قرار الحماية هذا في أسرع وقت ممكن، معبرين عن شكرنا للأمين العام على تقريره في هذا المجال.

ايتها السيدات والسادة:


في الوقت الذي نرحب فيه بتقديم الدعم الاقتصادي والإنساني لشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر بوابة الشرعية الفلسطينية، فإننا نرفض أن يكون هذا الدعم بديلاً للحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض، لا بالدعم الإنساني، قضيتنا فيها كثير من الجوانب الإنسانية؛ لكن من دون حل سياسي، لا نريد القضايا الإنسانية بصراحة. يعني لا يضحك أحد علينا ويقول نساعدكم، نحن نريد حق تقرير المصير لشعبنا لا أكثر ولا أقل، لا يوجد شعب على هذه البسيطة لا يتمتع بحقوق تقرير المصير، شعوب كبيرة وصغيرة من حقها؛ لماذا نحن لا! نحن 13 مليون فلسطيني في العالم، لماذا لا نعطى حق تقرير المصير؟ وهذا ليس ضد أحد، لنبني دولتنا المستقلة ولتعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، أين الخطأ في هذا! أين الجريمة في هذا الكلام!
إننا نواصل بذل الجهود الصادقة والحثيثة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ورغم العقبات التي تقف أمام مساعينا المتواصلة لتحقيق ذلك، فإننا ماضون حتى الآن في تحمل مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا في قطاع غزة.
 إننا نقدر كل التقدير أشقائنا العرب ومصر الشقيقة على وجه الخصوص لما يقومون به من جهود لإنهاء الانقسام، آملين أن تتوج هذه الجهود بالسلام في النهاية.
نحن عقدنا اتفاقًا برعاية مصرية في 12-10-2017، تتولى الحكومة الفلسطينية مهماتها في غزة، كما تتولاها في الضفة الغربية؛ ثم نبني دولتنا على أساس قانون واحد وسلطة واحدة ونظام واحد وسلاح شرعي واحد؛ لا نقبل دولة المليشيات أيًا كانت؛ لم يوافقوا على تنفيذها، وإلى الآن لم نحصل على موافقتهم على ذلك.
في الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات الحوار؛ وبعد ذلك سيكون لنا شأن آخر بعد هذا.

 أيها السيدات والسادة،


 أريد أن أقول: إن الشعب الفلسطيني تعداده 13 مليون إنسان، إلا إذا البعض لا يرانا بشرًا. نحن لسنا شعبا زائدًا على وجه الكرة الأرضية؛ كل شعب -كبيرا أو صغيرا- يأخذ حقه؛ لماذا نحن ضاقت بنا السبل وأصبحنا شعبًا زائدًا يجب أن يتم التخلص منه؟ هذا لا نقبل به، ولا نتحمله إطلاقًا؛ ومع ذلك نحن صابرون وصامدون، ونؤمن بالسلام والطرق السلمية؛ لكن لتنظروا إلينا بأننا بشر، ولسنا زائدين على وجه هذه الكرة الأرضية.
 ثانيا، هناك اتفاقيات مع الإدارة الأميركية نقضتها جميعًا، إذا لم تتراجع عن هذا النقض، نحن لن نبقى ملتزمين بالجوانب التي علينا، إذا لم يلتزموا نحن لن نلتزم إطلاقًا، اتفاق بين الطرفين يحترم من قبل طرفين، أنا أحترمه من الألف إلى الياء، إذا هو لم يحترم لن أحترم ولن ألتزم.
وثالثا، أضيف إلى هذا أيضًا شيئًا آخر: الولايات المتحدة الأميركية تعتبر وسيطًا؛ ولكن بعد الآن نظرتنا إليها أنها لا تصلح وسيطًا وحدها، عندنا الرباعية الدولية، يضاف إليها أي دولة في أوروبا وآسيا وإفريقيا، بما فيها الدول العربية إذا رغبت بأن تكون وسيطًا بيننا وبين الإسرائيليين؛ أما أميركا وحدها، لم نعد نتحمل وساطتها؛ لأنها منحازة لإسرائيل.
هناك اتفاقات بيننا وبين إسرائيل، من اتفاق أوسلو إلى اتفاق باريس، وكلها نقضت من قبل إسرائيل، وندعو إسرائيل للتراجع عن نقضها لهذه الاتفاقات، وإلا فلن نلتزم بهذه الاتفاقات إطلاقا.
كذلك، الاتفاق بيننا وبين حماس، نحن التزمنا به ويعرف إخوتنا المصريون أننا التزمنا به، ولكنهم (حماس) لم يلتزموا به؛ ولذلك فنحن لم ولن نتحمل أية مسؤولية من الآن فصاعدًا، أرجو أن تفهموا كلامي، لن نتحمل أية مسؤولية إذا أصروا على أن يرفضوا الاتفاقات.
 ورغم كل هذا الظلم من العالم لن نلجأ إلى العنف، ولن نلجأ إلى الإرهاب؛ سنستمر في محاربة العنف والإرهاب في كل مكان بالعالم. لن نقبل أي عدوان على أي دولة تحترمنا وتعترف بنا أو لا تعترف بنا، تحبنا أو لا تحبنا، لن نقبل أن يعتدى عليها من قبل الإرهاب العالمي الذي يسود في كثير من البلدان، هذا هو ما لدينا.
نقطة مهمة جدًا، قالت الإدارة الأميركية إن عدد اللاجئين فقط هو 40 ألفًا. كيف قاموا بحسابها؟! اسألوا وكالة الغوث "الأونروا"، طبعًا هي لا تريد "الأونروا"، تريد أن تزيلها من الطريق لتنتهي قضية اللاجئين إلى الأبد. أنشئت الوكالة في عام 1949 لمساعدة اللاجئين حتى تنتهي قضيتهم، وللآن لم تنته، الآن من شعبنا الذي تعداده 13 مليونًا، يوجد 6 ملايين لاجئ، وليس 40 ألفًا كما تقول الإدارة الأميركية، كل الحقائق يلغونها بكل بساطة، هي التي قررت (الإدارة الأميركية) وحسبت وقررت أن تلغي الوكالة؛ ويجب على العالم أن يسمع منها! لا، لن يحصل هذا.
وأخيرًا أتوجه إلى شعبنا بأن يصبر ويتحمل ويبقى يضحي من أجل الوصول إلى الاستقلال وتقرير المصير وإلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وليس في القدس الشرقية، حتى لا يضحكوا علينا.
تحية إكبار لشهدائنا الأبرار وأسرانا البواسل وأقول للفلسطينيين جميعًا: أولًا إسرائيل تعتبر هؤلاء مجرمين لماذا؟ لماذا هي يوجد عندها آلاف مؤلفة من الذين يعتدون على الناس ويعتبرونهم أبطالًا؟ لماذا الذي قتل رابين يعتبر بطلًا ونحن أسرانا مجرمين يجب ألا يصرف لهم؟ 
تحية لشهدائنا الأبطال وأسرانا الأبطال، وأقول للجميع: إننا على موعد قريب مع فجر الحرية والاستقلال وإن ظلام الاحتلال إلى زوال بإذن الله.
 

 

 

كلمة الرئيس محمود عباس أمام دورة المجلس المركزي التاسعة والعشرين

(دورة الشهيدة رزان النجار) والانتقال من السلطة إلى الدولة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله 15 آب 2018


"قبل أن أبدأ كلمتي أقول للأخ محمد بركة: نحن نلبي نداءك، ونداؤك هو نداؤنا؛ وما يحصل وما حصل في إسرائيل يمسنا جميعًا؛ بل يمس كل حر في العالم؛ لأن العالم نسي "الأبرتهايد" الذي قامت به جنوب أفريقيا، وقبلها الولايات المتحدة؛ لكن عاد ليتذكر بشكل واضح ما تقوم به إسرائيل الآن؛ وهي كانت تقوم به منذ البداية، لكنه بهذا الشكل الفاضح الواضح لا يحتمل إطلاقًا؛ ولذلك ستكون يدنا واحدة موحدة ضد هذا القانون العنصري".

نعقد هذا الاجتماع، وحجاج بيت الله الحرام يؤدون مناسك الحج؛ وكذلك نحن على أبواب عيد الأضحى المبارك؛ فكل عام وأهلنا وأمتنا بخير. ولأهلنا في الشتات ولأسرانا وجرحانا وأسر شهدائنا نقول: إننا على العهد معكم ولن نتخلى عنكم".
وبهذه المناسبة أقول لإخوتي الحاضرين والسامعين والمشاهدين، بأننا جهزنا مدينة لحجاج بيت الله الحرام في مدينة أريحا، وهي مفخرة إنسانية ودينية ووطنية؛ لاستقبال حجاجنا ذهابًا وإيابًا؛ وأتمنى عليكم جميعا أن تزوروها".
"بعد عدة أشهر، أيها الإخوة والأخوات، من انعقاد المجلس الوطني، نجتمع اليوم في هذا المجلس المركزي الجديد؛ وذلك بهدف تقويم الأوضاع التي يمر بها شعبنا وقضيتنا، ووضع آليات تنفيذ قرارات المجلس الوطني، وبخاصة لمواجهة ما يسمى بـ"صفعة القرن"، التي يقول البعض إننا معها. نقول لهم: خسئتم، الآن جواب واحد خسئتم؛ نحن أول من وقف ضد "صفقة القرن"، وأول من حاربها وبعدنا الكثيرون لحقوا بنا، فمن يقول هذا في بياناته...، أنا لا أريد أن أفتح المعركة الآن، نحن أول من انتبه للصفقة، وأول من حاربها. وسنقول لهم: سنستمر في محاربتها إلى أن تسقط؛ فليخسئوا".
"وكذلك قرارات الإدارة الأميركية، والتصدي للممارسات الإسرائيلية، التي تواصل استيلاءها على الأرض، وتهجير أبناء شعبنا من القدس والخان الأحمر- وتحية للخان الأحمر، وتحية لكل فلسطيني ذهب وجلس وناضل ووقف عند الخان الأحمر، لأن هذا الشعب يعرف تماما ماذا يعني إجلاء الشعب الفلسطيني من الخان الأحمر- ولذلك أدعو الجميع ألا يتوانوا وألا يتراجعوا وأن يستمروا في هذه الوقفة، لنحول دون هدم الخان الأحمر، ودون تلبية رغبات الاحتلال؛ لأننا نعرف ما وراء الأكمة، ونعرف ما وراء هدم الخان الأحمر، ولذلك علينا ان نستمر في نضالنا، وليس بالكلام، وليس بالخطابات، وإنما بالممارسة؛ أن نقف إلى جانب الأهالي هناك ليلًا نهارًا، ونقوم بالمقاومة الشعبية السلمية؛ وسبق أن فعلنا ذلك، وشيوخنا الكرام موجودون هنا في القدس، عند حرب البوابات؛ وانتصرنا بهمتكم. ونريد أن ننتصر في الخان الأحمر أيضًا، ولا نسمح أن تمر مخططاتهم كما مرت في الماضي".


واليوم صادقت بلدية الاحتلال الإسرائيلي على بناء 20 ألف وحدة استيطانية في القدس. لن نسمح بذلك، ولن نتوقف عن نضالنا، ولن نسكت؛ لنحول دون هذا الإجراء الإجرامي الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية".

"كما سيتم بحث سبل مواجهة "قانون القومية العنصري" الذي بدأت المواجهات ضده في أراضي 48 عربًا ويهودًا؛ ولا ننكر هذا؛ هناك عدد ضخم من اليهود شعر بخطورة هذا الموقف فوقفوا ضده؛ ثم وقفت كل الأطراف وكل الفئات من كل الشرائح المجتمعية في إسرائيل ضد هذا القانون؛ لذلك يجب أن تستمر هذه الوقفات حتى يسقط هذا القانون، وكذلك القوانين التي بموجبها تنوي الحكومة الإسرائيلية، خصم الأموال الفلسطينية من المقاصة بسبب ما ندفعه للأسرى وأسر الشهداء والجرحى؛ إسرائيل تعتبر هؤلاء مجرمين، ولا بد من أن نتركهم يجوعون وتجوع عائلاتهم. وأنتم تعرفون أيها السادة أن أول عمل قام به ياسر عرفات بعد إطلاق الرصاصة الأولى، إنشاء جمعية شهداء الشعب الفلسطيني وأسراهم، ووضع أول مبلغ هناك لإحساسه بأهمية هؤلاء الذين ضحوا وناضلوا. نحن لن نقبل بأي حال من الأحوال، ولن نسمح لإسرائيل أن تفعل ذلك، ولو قطعنا من لحمنا، سنستمر في تقديم الدعم والمساعدة لأهلنا، ولن نقبل أن يخصموا من المقاصة، واذا لزم الأمر هناك إجراءات سنتحدث عنها لاحقا، لكن هذه هي القضايا الأساسية التي سنناقشها وسنبحثها وهذه من الأشياء المهمة جدًا كيف نواجه "صفقة القرن"، وكيف نواجه القانون العنصري، وكيف نواجه قوانين إسرائيل في حرمان الشهداء وعائلات الأسرى من حقوقهم".

في الوقت الذي كل المجرمين، وعلى رأسهم الذي قتل رابين، هو موجود في السجن. صحيح؛ لكن لديه أربعة أيام في الأسبوع في البيت، وزوجوه وأنجب، وتدفع له أربع جهات. هذا شخص واحد ومستعد لجلب مئات الأسماء التي كتبوا شوارع باسمهم، ووضعوا منصات لهم وتماثيل لهم في الشوارع، وهم قتلة؛ لكن نحن نقول: الذي يعمل للدفاع عن حقه، من حقه أن يستمر في العيش الكريم سواء عائلات الشهداء أو الأسير وعائلته. لن نقبل بهذا".

وسنستعرض في هذه الدورة أيضًا، جهود المصالحة التي تقودها مصر مشكورة، لا شك أن مصر تبذل جهودًا، ولكن من حيث المبدأ النوايا غير موجودة لدى حماس من أجل المصالحة؛ وهناك من يشجع على عدم السير في المصالحة، هناك من يعتبر أن القضية الآن هي قضية إنسانية فقط، وأن علينا أن نساعد الناس إنسانيًا فقط، وكأن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة نشأت اليوم. لا، نشأت منذ كان هناك الاحتلال والحصار الإسرائيلي؛ لماذا أفاقت الآن أميركيا بكل إنسانيتها ومشاعرها الرقيقة لحماية أهلنا هناك ودعمهم، والله إنهم كذابون، ولن أقول أكثر، وهذا غير صحيح؛ نحن لن نقبل إلا مصالحة كاملة، كما اتفقنا في 2017، وسنتحدث عن هذا لاحقًا؛ والتي نسعى بكل قوتنا لإنجاحها من أجل شعبنا، ومن أجل وحدة شعبنا وأرضنا، في ظل حكومة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد، من دون ميليشيات هنا أو هناك، مجددين القول بأن: لا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة. وشكرا لوسائل الإعلام.

 

 

 

كلمة الرئيس محمود عباس أمام القمة العادية الثلاثين للاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 28 كانون الثاني 2018

فخامة الرئيس ألفا كوندي،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، رؤساء الوفود،

معالي الأخ موسى فقي، الحضور الكريم،

يسعدني أن ألتقي بكم مجدداً في مطلع هذا العام، الذي نأمل أن يكون عام خير ورخاء للجميع؛ وأشكركم، أيها الأصدقاء الأعزاء، على دعوتكم الكريمة لحضور قمتكم هذه، والتي تكرسونها لبحث قضايا تهم اتحادكم ودوله الأعضاء، وتساهم في تعزيز مكانتها الدولية والنهوض باقتصاداتها، ورفع المستوى المعيشي لشعوبكم الصديقة التي نتمنى لها ولدولكم، تحقيق الازدهار والسلام والتنمية المستدامة؛ فإفريقيا القوية هي قوة لكل أصدقائها.

إننا ننظر بافتخار لعلاقاتنا بإفريقيا، ونسعى دوماً لتقويتها وتطويرها ضمن رؤية تاريخية ببعدها الاستراتيجي وبأدوات تضامنية وتنموية وعبر شراكة حقيقية تربط دولة فلسطين بشقيقاتها الدول الإفريقية.

وأعبر لكم عن الامتنان والعرفان لدول اتحادكم على مواقفها التضامنية المبدئية والداعمة للقضية الفلسطينية، والتي تجلت بوضوح في التصويت الأخير في الأمم المتحدة المتعلق بالقدس، والذي حاز أيضاً على إجماع غالبية دول العالم، حرصاً منكم ومن الجميع على أهمية المحافظة على عدم خرق القانون الدولي، واحترامه والالتزام به، حفاظاً على النظام الدولي الحامي لعلاقاتنا والناظم لها.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أعبر عن الشكر الجزيل لكل من مصر وإثيوبيا والسنغال الممثلين عن القارة الإفريقية في مجلس الأمن؛ لموقفهم المشرف بهذا الخصوص. كما وأنظر بنفس الاحترام والتقدير لكل من غينيا الاستوائية والكوت ديفوار؛ للدور الذي ستلعبانه في مجلس الأمن تمثيلاً لإفريقيا، واحتراماً للقانون الدولي، وحماية للمستضعفين، ودعماً للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما فيه حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وفي هذا الصدد، فإننا نؤكد على أهمية التزام جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، عملاً بقرار مجلس الأمن 478 للعام 1980، وعدم الاعتراف بأية إجراءات أو تدابير مخالفة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية؛ فمدينة القدس المحتلة، تتعرض من قبل إسرائيل (دولة الاحتلال) لهجمة شرسة تهدف لتغيير هويتها الروحية، وطابعها، ومكانتها التاريخية، والعبث بمقدساتها المسيحية والإسلامية؛ إضافة إلى إصدارها قوانين عديدة تكرس ضم القدس الشرقية، والاستيلاء عليها بقرار أحادي، واتخاذ قرارات مخالفة للقانون الدولي تحت مسمى القدس الموحدة.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

إن تمسكنا بخيار السلام، هو خيار نسعى لتحقيقه منذ عقود؛ غير أن قرار الرئيس ترمب المتعلق بالقدس، قد جعل الولايات المتحدة طرفاً منحازاً لإسرائيل؛ واستبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام؛ وبذلك فإنها لن تكون قادرة على أن تقترح حلاً عادلاً ومنصفاً لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

إن متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة. وندعو لأن يكون للإتحاد الافريقي، ودوله الأعضاء ممثلين لهم في هذه الآليه أو في المؤتمر الدولي الذي ندعو لتنظيمه وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ "حل الدولتين" على حدود 1967؛ وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين، وبما فيها القدس الشرقية، عاصمة دولتنا، التي نريدها مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية (الإسلام، والمسيحية، واليهودية)، ليمارسوا شعائرهم وصلواتهم فيها بأمن وسلام؛ الأمر الذي سيتيح الفرصة لكل من فلسطين وإسرائيل لتعيشا في أمن واستقرار وحسن جوار.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

إننا نشيد بالجهود الإفريقية والتنسيق القائم فيما بين دولكم لمكافحة الإرهاب والتطرف، الذي ندينه بكافة أشكاله. وفي هذا الصدد، نعمل مع العشرات من دول العالم لمكافحة الإرهاب، ومنها بعض دولكم الصديقة؛ إضافة إلى جاهزيتنا للشراكة مع القارة الإفريقية في برنامج التنمية، ولعقد اتفاقات تعاون وتبادل الخبرات في مجالات الصحة والزراعة والطاقة والإدارة العامة، والتعاون بين رجال الأعمال من خلال "الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي".

أيها الأصدقاء، والأشقاء،

إننا نعتز بعمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تربط فلسطين وشعبها بإفريقيا وشعوبها، وإن مواجهة الاستعمار والعنصرية والظلم والتأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، هي قضايا مشتركة بين فلسطين وبين شعوب القارة الإفريقية؛ ونحن نعول على ثباتكم على مواقفكم النبيلة تجاه قضية فلسطين، ودفاعكم عن تلك القيم والمبادئ، وبخاصة في ظل تعرض القضية الفلسطينية لمؤامرات تهدف للقفز عن حقوق شعبنا وتصفية قضيته العادلة.

والتزاماً منا بالموقف التضامني الذي تعيشه العلاقات الإفريقية الفلسطينية؛ فإننا نستنكر أية إساءة توجه من أي جهة كانت للدول الإفريقية الصديقة وشعوبها؛ وهو ما نرفضه؛ لما لإفريقيا وشعوبها الأصيلة والمناضلة من إسهامات كبيرة في الحضارة الإنسانية على مر العصور، ودور في بناء النظام الدولي الذي نعرفه اليوم.

وإننا نتطلع إلى اليوم الذي نستقبلكم فيه في دولة فلسطين المستقلة، ليتمكن مواطنوكم من زيارة الأقصى والقيامة والمهد؛ والصلاة فيها بحرية وبدون معوقات؛ ونحرص على استمرار ونمو علاقاتنا المشتركة، راجين لإفريقيا الصديقة ودولها وشعوبها كافة، وللاتحاد الإفريقي تحقيق المزيد من الرخاء والتقدم والازدهار.

أشكركم من صميم قلبي على مواقفكم الصادقة والمخلصة إلى جانب الحق والعدل لتمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله على ترابه الوطني.
نهنئ أنفسنا بالذكرى المئوية للبطل العظيم نيلسون مانديلا.

والسلام عليكم

كلمة الرئيس محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في العاصمة البلجيكية 22 كانون الثاني 2018

نشكر الاتحاد الأوروبي على هذه الدعوة الكريمة من وزراء خارجية أوروبا لنلتقي في هذه الأيام الصعبة، من أجل الحوار حول قضية الشرق الأوسط؛ لأننا نعرف أن قضية الشرق الأوسط من القضايا الهامة التي تشغل بال العالم والأوروبيين.

أريد أن أسجل هنا أن الاتحاد الأوروبي من أهم شركائنا الذين ساهموا ويساهمون في بناء دولة فلسطين ومؤسساتها، وكل ما يتعلق بها من دعم اقتصادي ومالي، سواء على المستوى الجماعي أو الفردي؛ لكن هناك المشاركة السياسية لأوروبا التي يجب، ونطالب دائمًا وأبدًا أن تكون موجودة للمساهمة في حل قضية الشرق الأوسط بشكل عادل، حسب ما تحدثت السيدة موغريني، على أساس الشرعية الدولية ومن خلال المفاوضات السلمية.

قد تحصل هناك بعض العقبات كالتي سمعناها مؤخرًا من هنا أو هناك؛ لكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار بالإيمان بأن الطريق الوحيد للوصول للسلام هو المفاوضات بيننا وبين إسرائيل، تحت الرعاية والمشاركة الدولية؛ وكذلك مهما حصلت عقبات في طريق الحل السياسي إلا أننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف محليًا واقليميًا ودوليًا.

ونحن أيضًا ملتزمون بالاتفاقيات مع إسرائيل، إلا أننا نطالب إسرائيل بأن تؤدي دورها أيضًا بالالتزام بما وقّع؛ إذ لا يجوز أن تكون الاتفاقيات ملتزَم بها فقط من طرف دون آخر؛ نحن بنينا مؤسسات دولة كاملة متكاملة نريد أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة، حتى نصل إلى "حل الدولتين" (دولة فلسطين، ودولة إسرائيل) تعيشان جنب إلى جنب بأمن واستقرار.

هناك قرارات دولية كثيرة في الجمعية العامة ومجلس الأمن وآخرها قرار 2334؛ وغيره مئات القرارات التي سبقت هذين القرارين، نريدها أن تطبق؛ لا أن تبقى في سجلات الأمم المتحدة.

إن مواقف أوروبا، التي نعتبرها شريكًا حقيقيا للسلام في الشرق الأوسط. طالبنا ونطالب هذه الدول، أن تعترف بدولة فلسطين؛ وإن الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول إلى سلام؛ وان ما يشجع الشعب الفلسطيني للمحافظة على الأمل هو أن هناك سلام قادم، وأن الطريق ستكون مفتوحة لهذا السلام، ويشجع الناس بالتمسك بثقافة السلام.

إن قضية "الأونروا" هامة جدًا، أنشئت لمعالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948؛ وهي تعلمهم وتربيهم، وتقدم لهم كل ما يضمن استمرار حياتهم؛ وإن قطع المساعدات عنها يعني أحد أمرين: إما أن يتركوا لمواجهة مصيرهم وحدهم، وتتلقفهم منظمات الإرهاب؛ أو يهاجروا لدول لا تريد أحدًا أن يهاجر إليها.

الشعب الفلسطيني 13 مليون لم يعترف بوطن له؛ إضافة لذلك 6 ملايين منهم لاجئون. لنجلس لحل هذه المشاكل بنوايا طيبة ورغبة صادقة؛ وبذلك يمكن أن نحقق سلام.

ملتزمون بتحقيق المصالحة الفلسطينية من أجل إعادة الوحدة بين الشعب والأرض على أساس أن تكون هناك دولة واحدة بشرعية واحدة وسلاح شرعي واحد، نحن مصرون على تحقيقها، من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، نحن مصممون على الوصول إلى هذا الهدف.

شكرًا سيدة موغريني على حسن الاستقبال

كلمة الرئيس محمود عباس في مؤتمر الأزهر العالمي لنُصرة القدس في 17 كانون الثاني 2018

بسم الله الرحمن الرحيم

" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" صدق الله العظيم

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف،

 قداسة البابا تواضروس،

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ،

أصحاب السيادة والنيافة، السادة الحضور السلام عليكم:

أحييكم جميعا باسم القدس، مدينة التاريخ والسلام والمحبة، درة تاج فلسطين وقلبها النابض؛ عاصمتها الأبدية التي تنتمي إليها، والتي هي أغلى من أنفسنا، والتي احتضنت ميلاد المسيح ورفعته، وإسراء خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ومعراجه، وجعلها مهوى أفئدة المؤمنين ورباط أهل الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ولا من عاداهم حتى يأتيهم أمر الله، ويومئذ يفرح المؤمنون ويدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة، وفي ليلة الإسراء والمعراج صلى الرسول فيه، ووعدنا الله أن نصلي جميعا فيه كما وعد الله.

أشكر لكم جميعا يا فضيلة الإمام ولجمهورية مصر تنظيم هذا المؤتمر؛ فالقدس بحاجة لنصرتكم ولجهودكم؛ فقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وعلا الظالمون علوًا كبيرًا؛ فنحن في خضم تحديات كبرى ومواجهة مؤامرة كبرى، تستهدف القدس بكل ما تمثله من معانٍ إنسانية وتاريخية وحضارية وسياسية؛ وتضرب بعرض الحائط تحديات بعيدة الخطورة، بدأت منذ أكثر من 100 عام بوعد بلفور المشؤوم على حساب الشعب الفلسطيني. وإن المؤامرة قبل هذا بكثير، بوضع جسم غريب في فلسطين لصالح الغرب.

وجاء الإعلان والخطيئة الخطيرة التي أصدرها ترمب بأن القدس عاصمة إسرائيل، لهو تحدٍ لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين، لصالح الاحتلال ولعدوانه على أرضنا ومقدساتنا؛ بما يعني أن الولايات المتحدة اختارت أن تتجاوز الاتفاقيات وتتحدى شعوب العالم كافة، وأن تناقض الإجماع الدولي بعد قرار الجمعية العامة في 29 نوفمبر عام 2012؛ حيث اعترف العالم بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، ومؤخرا في عام 2017 بقرار "متحدون من أجل السلام" الذي رفض قرار ترمب واعتبره غير قانوني.

لقد حصلنا على 750 قرارًا في الجمعية العامة منذ العام 1947، وعلى 86 قرارا في مجلس الأمن. وبسبب عجز المجتمع الدولي، ولم يطبق قرارًا واحدًا من هذه القرارات. وهنا يجب أن نسأل: لماذا هذه القرارات إذا لم تطبق وأين يذهب المظلوم؟ إلى أين يريدوننا أن نذهب! إلى أين يجبروننا أن نذهب! ونقول لهم: لن نذهب إلى الإرهاب والعنف، سنستمر في المطالبات السلمية حتى نحصل على حقوقنا. ولعل ما يدعو إلى الاستغراب والاستهجان والأسف، وما يثير الكثير من التساؤل أن هذا القرار الخطيئة الذي أصدره الرئيس ترمب، جاء مناقضًا لكل المواقف الأميركية السابقة بشأن القدس من إدارات أميركية، آخرها قرار 2334، منذ عام 1967 وحتى 2016، حين وافقت أميركا على صدور قرار 2334 الذي يقول: إن القدس مدينة محتلة، وإنها أرض محتلة؛ وإن الاستيطان فيها باطل باطل، وبعد أقل من سنة يأتي الرئيس ترمب ليغير كل هذا! ما هذه الدولة التي لا تحترم قراراتها، إذا كانت كلما جاءت أمة لعنت أختها، وكلما جاءت إدارة لعنت سابقتها، كيف نثق بهذه الإدارة! كيف نثق بهذه الدولة العظمى لكي تحكم بيننا وبين الإسرائيليين! لن نثق بها ولن نقبل بها.

فكيف قبلت الولايات المتحدة الأميركية على نفسها هذا الموقف الغريب؛ ونسفت كل مواقفها السابقة، وهزت صورتها كدولة عظمى! يفترض بها أن تلتزم بتعهداتها، وأن تحترم الشرعية الدولية وقراراتها وقوانينها. وكيف يمكن لأحد في العالم أن يقبل بهذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن!

فقد أخرجت الولايات المتحدة الأميركية نفسها بهذا القرار الخطير من عملية السلام، ولم تعد تصلح لأن تقوم بدور الوسيط الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية؛ وبعد أن وقفت في صف الاحتلال بلا مواربة، وفرضت علينا واقعًا لا نملك معه إلا أن نلجأ إلى كل الخيارات الأخرى المتاحة بين أيدينا من أجل الدفاع عن حقوقنا. سنذهب إلى كل الخيارات؛ ولكن لن نذهب إلى الإرهاب والعنف؛ فالإرهاب والعنف مرفوضان من كل العالم ومنا؛ لكن لنا وسائلنا الأخرى التي نذهب إليها لنحصل على حقوقنا، بما في ذلك العودة إلى جماهير أمتنا لكي تأخذ دورها في الدفاع عن القدس؛ فضلا عن العمل على تدويل الصراع مع الاحتلال، وإيجاد مرجعيات دولية وإقليمية أكثر موضوعية ونزاهة، ومواصلة الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية كحق أصيل لدولة فلسطين، وهو ما بدأنا العمل عليه بالفعل، بالتنسيق مع أشقائنا وأصدقائنا في الساحة الدولية، الذين نتوجه لهم جميعًا بالشكر والتقدير على مواقفهم لدعمهم قضيتنا العادلة، ونعدكم أيها الأعزاء، أننا لن نتوقف عن الكفاح في سبيل حماية حقنا وأرضنا وقدسنا وشعبنا، وصولًا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بحدودها الكاملة؛ وحل عادل لمشكلة اللاجئين حسب القرار 194، ووفقا للمبادرة العربية للسلام؛ تلك المبادرة المباركة التي صدرت في قمة بيروت عام 2002؛ ونحن واثقون بوعد الله في كتابه الكريم "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين".

وأقول من جديد: نحن نتمسك بالسلام كخيار لشعبنا؛ ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن؛ سلامنا يستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة؛ وبما يضمن إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967؛ وحل قضايا الوضع النهائي كافة.

فلسطين تاريخيا في عام 1947 كان لنا فيها 96%؛ ثم ألغي قرار التقسيم الأول، والثاني سنة 1947 وأعطى إسرائيل 56%؛ وأعطانا 43%؛ وفي نفس الوقت، احتلت إسرائيل من الـ43%، 23% من أرضنا، وسكت العالم كله ولم يحرك ساكنا. ولنرى إلى أين الظلم. من اعتدى على أرض الآخر يرد بقوة السلاح، ألأين هي قوة السلاح الدولي التي استعملها العالم من أجل أن يعطينا حقوقنا! ومع ذلك في عام 1967 احتلت كل الأراضي؛ وما تبقى لنا 22%. نحن الآن نطالب بـ22% من فلسطين التاريخية؛ مع ذلك يرفضون؛ ويقول السيد ترامب القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل! لن نقبل هذا الكلام، لا من ترمب، ولا من الولايات المتحدة، ولا من غيرهم؛ القدس هي عاصمة فلسطين.

إننا حين نتحدث عن القدس أيها الإخوة والأخوات، فنحن لا نتحدث عن مجرد مدينة تتكون من بيوت ومعالم، ويقيم فيها سكان وتتحرك فيها حياة؛ كما لا نتحدث عن مجرد تاريخ أو تراث أو آثار؛ ولكننا مع ذلك كله، نتحدث عن عقيدة تسكن القلوب، وإيمان يفوق الوعي، ويضبط إيقاع الحياة. نتحدث عن حضارة تعاقبت عليها أجيال وأجيال منذ 5 آلاف سنة أو يزيد؛ لكن نقول على الأقل منذ 1400 سنة، نحن في هذه البلاد، حين بنا اليبوسيون الكنعانيون العرب مدينة القدس؛ بل لعلنا نتحدث عن تاريخ أعمق من ذلك بكثير؛ كما جاء في الحديث النبوي الشريف، الذي أخبر فيه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم: أن المسجد الأقصى هو "ثاني مسجد وضع على الأرض بعد المسجد الحرام"، نقول: أولى القبلتين؛ وثاني المسجدين؛ وثالث الحرمين الشريفين"؛ إذن هو بني بعد المسجد الحرام. منذ متى بني المسجد الحرام؟ لكن نتحدث عن التاريخ الحديث: هذه أرض احتلت عام 1967؛ وكل الأجيال الحالية الحاضرة تعلم ذلك؛ إذن لماذا لا تنسحب منها إسرائيل! ولماذا يقول السيد دونالد ترمب: إنها العاصمة الموحدة لإسرائيل! لن نقبل هذا الكلام؛ ولا نريد أن نستعمل تعابير أكثر قسوة من هذا.

في القدس أيها السادة الأعزاء، انزل الله قرآنا خالدًا يتلى إلى يوم القيامة، يقرر، بآيات سماوية، هويتها ومستقبلها الأبدي، ويرسم ملامح تاريخها الماضي والحاضر والقادم؛ ففيها يقول الله تعالى، وهو أصدق القائلين، وفي سورة الإسراء التي تحمل اسما أضحى وصفًا حصريًا تحمله عاصمتنا المقدسة أرض الإسراء والمعراج: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير". هذا قول الحق. الرسول أسري من هناك؛ ثم جاءت الآيات التي ذكرها فضيلة المفتي "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب"، وإن شاء الله يأتي وعد الآخرة.

والقدس أيضًا، وكما تعلمون جميعا، أيها الإخوة والأخوات، هي أولى القبلتين التي صلى إليها رسولنا الكريم وأصحابه مدة من حياته النبوية؛ يعني أن المسلمون صلوا باتجاه القدس، ثم نتخلى عن القدس! اعتقد ليس هناك لا مسلم ولا مسيحي ولا يهودي محترم يقبل هذا (ولا يهودي محترم)؛ وهناك يهود محترمون كثيرًا، ويتحدثون لغتنا، ويتكلمون بكلامنا، ويقولون: هذا نصب واحتيال، وهذا كذب وافتراء؛ القدس للمسلمين وللمسيحيين؛ ونحن كلنا مؤمنون؛ يمكن أن ندخل أو نخرج إليها؛ ولكنها لهؤلاء الناس منذ فجر التاريخ. وفيها ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وهو المسجد الأقصى المبارك. هي آية من آيات القرآن الكريم، وصورة من صوره الخالدة في سورة الإسراء؛ هي بوابة السماء هي مهد المسيح ورفعته؛ هي معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى؛ فهل يتخيل أحد في العالم أنها يمكن أن تغير وجهها أو هويتها! وهل يتخيل أحد أن أحدًا منا جميعًا يمكن أن يفرط بحبة رمل فيها! هل هناك أحد؟ دعوني أقول لكم قولًا فصلًا أيها الأعزاء: لم يولد بعد؛ ولن يولد أبدًا الفلسطيني أو العربي أو المسلم أو المسيحي، الذي يمكن ان يساوم على القدس وفلسطين، أو يفرط بذرة من ترابها؛ أو يتهاون في مكانتها وسلطانها الروحي على قلوب وعقول ملايين البشر من المسلمين والمسيحيين؛ لا اليوم ولا غدًا ولا إلى قيام الساعة. وسوف نبقى الأوفياء الملتزمين بقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية، خاصة قرار الإجماع الوطني عام 1988، الذي حدد ثوابتنا الوطنية التي لن يتنازل عنها أحد؛ فلا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس الشرقية بالمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة عاصمة لها. وبالمناسبة من الدول الأوروبية هناك من اعترف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس، كمملكة السويد؛ والأهم حاضرة الفاتيكان، البابا فرانسيس اعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني على الفاتيكان، هذا الرجل الفاضل.

إن قرار الرئيس ترامب لن يعطي لإسرائيل أي شرعية في القدس، ولن يمنح الاحتلال حقًا في أرضها أو سمائها؛ فهذه القدس ومنذ أن كانت مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، وهي عاصمة دولة فلسطين الأبدية؛ وبدونها لا يمكن أن يكون سلام في المنطقة، ولا في العالم بأسره، ما لم تتحرر القدس بكل حدودها التي نريدها من الاحتلال الإسرائيلي؛ فالقدس هي بوابة السلام للجميع، حين تكون فقط عاصمة لدولة فلسطين؛ وهي بوابة الحرب والخوف وغياب الأمن والاستقرار -لا قدر الله- إن لم تكن كذلك؛ هي البوابة للسلام والبوابة للحرب؛ وعلى السيد ترامب أن يختار. وأقول لكم أيها الأخوات والإخوة، وبكل ثقة، ومن موقع الأمانة والمسؤولية: إن الرواية الفلسطينية التي هي حقيقة الدين والتاريخ، والتي هي حقيقتكم جميعًا؛ بل وحقيقة كل المنصفين في العالم، قد أصبحت الآن أكثر قدرة على إثبات منطقها وثوابتها وحقوقها الوطنية؛ فيما الرواية المناقضة، والتي تمثل آخر احتلال في هذا العالم- أصبحت تتقوقع أكثر فأكثر داخل أزمتها الأخلاقية والسياسية المتصاعدة.

إن هذا الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي الجاثم فوق أرض دولة فلسطين، وبكل ما يحمله من عوائق وانتهاكات للأرض الفلسطينية، وبما يكرسه من أزمة أخلاقية له، ولمن يقف معه- أضحى اليوم يواجه رفضًا دوليًا حاسمًا ومتزايدًا، وقد تمثل هذا الرفض الدولي بصور شتى، فدونكم اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين وبأغلبية ساحقة عام 2012، عندما اعترفت الجمعية العامة بدولة فلسطين عام 2012 صوتت 138 دولة؛ كم صوتا كان ضدنا؟ 8 دول: أميركا، وإسرائيل، وعدد من الدول. أنا شخصيًا لم أسمع عنها أبدا. ودونكم الرفض الدولي العارم لقرار الرئيس ترمب بشأن القدس في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة؛ ودونكم المقاطعة الاقتصادية العالمية لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية؛ كل دول أوروبا أخذت قرارًا بمقاطعة البضائع التي تأتي من المستوطنات؛ يجب علينا نحن كعرب ومسلمين أن ننتبه لهذا؛ إن العالم بدأ يقف معنا؛ هناك أصوات في أميركا تطالب بمقاطعة إسرائيل في الجامعات، وفي الكنائس، وفي المعاهد الآن؛ لأنهم بدأوا يصحون على أنها ترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني؛ على أنها ترتكب التمييز العنصري "الأبارتهايد" -الذي كانت تمارسه جنوب إفريقيا- ضد الشعب الفلسطيني. بدأوا يعرفون تمامًا على أن الشعب الفلسطيني هو آخر شعوب العالم ما زال تحت الاحتلال؛ الأمر الذي يتناقض تمامًا مع بقاء الاستيطان على أرضنا التي تحمل حدود دولتنا منذ عام 1967، والتي اعترفت بها الأمم المتحدة بعد نضال وطني متواصل.

أيها السادة، لقد أغرى الموقف الأميركي الجائر بشأن القدس دولة الاحتلال لكي تتمادى في صلفها وعدوانها على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا. وما قرارها الأخير بشأن تكريس احتلالها في القدس؛ وأخذها قرارات في الكنيست لتكريس الاحتلال، وتخطيطها لطرد آلاف المقدسيين خارج حدود المدينة، وإعادة رسم حدودها من أجل ضمان أغلبية يهودية فيها، وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة- إلا مثال صارخ على ما تسبب به القرار الأميركي من تشجيع لها على العدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. يعني كان نتنياهو ينتظر قرارات ترمب؛ وبدأ بأول قرار، أنه لن يتنازل عن القدس إطلاقًا، إلا بأغلبية 80 عضوًا؛ وهذا لا يمكن أن يحصل؛ ثم بتغيير حدود القدس ليخرج العرب ويدخل المستوطنات لتصبح الأغلبية الساحقة لمدينة القدس من اليهود؛ بينما العرب الموجودون فيها مسيحيون ومسلمون سيكونون أقلية.

لقد حاولت سلطة الاحتلال قبل أشهر، تحديدًا في أواسط شهر يوليو الماضي- أن تفرض واقعًا جديدًا في المسجد الأقصى عبر تركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى. ونذكر هذه المعركة (معركة الأقصى وكيف ثبت أهل القدس المسيحيون والمسلمون)، ثبتوا هناك حتى منعوا هذه الإجراءات وأوقفوها؛ والمنظر الأبهر والأعظم هو أننا كنا نرى المصلين، المسلم مع المسيحي؛ هذا يحمل القرآن، وهذا يحمل الإنجيل، ليصلوا أمام المسجد الأقصى ليمنعوا نتنياهو من إجراءاته، ومنعوه.

وهذه الوقفة من أهل القدس جميعًا من كل الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والـ48، والدعم الذي جاءنا من أشقائنا في الأردن ومصر والسعودية والمغرب؛ هذه الدول جميعها قامت بواجبها بالانتصار في هذه المعركة.

لقد أكدت هذه الجولة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في القدس عظمة وتأثير المقاومة الشعبية السلمية، كلها مقاومة شعبية سلمية؛ يعني جباه المصلين هي التي منعت نتنياهو أن يستمر في عمله؛ ولم يستعملوا لا قوة ولا سلاحًا ولا أي شيء؛ جباه المصلين على الأرض الطاهرة هي التي منعت ذلك. لقد أكدت هذه الجولة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في القدس عظمة وتأثير المقاومة الشعبية السلمية التي يمارسها الشعب الفلسطيني البطل. نحن متمسكون بالمقاومة الشعبية السلمية، ولا نريد لأحد أن يزاود علينا. وهذه الطريقة التي نجحت والتي سنستمر فيها؛ كما أكدت لنا صواب دعوتنا لأبناء أمتينا العربية والإسلامية، المسلمين والمسيحيين على السواء من أجل شد الرحال إلى المدينة المقدسة نصرة لأهلنا المرابطين فيها وفي أكنافها، ورفعا لروحهم المعنوية وهم يواجهون أعتى المؤامرات التي تستهدف وجودهم وهوية أرضهم ومقدساتهم، وتأكيدًا على الحقوق العربية والإسلامية في القدس ومقدساتها؛ لكي يعلم العالم أجمع أن القدس لن تكون لقمة سائغة للاحتلال، وأنها تخص جميع العرب المسلمين والمسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها.

إن التواصل العربي والإسلامي مع فلسطين والفلسطينيين، ومع مدينة القدس وأهلها على وجه الخصوص، هو دعم لهويتها العربية والإسلامية وليس تطبيعًا مع الاحتلال، أو اعترافًا بشرعيته (كما يحاول البعض أن يتوهم أو يوهم)؛ بل إن الدعوات لعدم زيارة القدس، بدعوى أنها أرض محتلة، لا تصب إلا في خدمة الاحتلال ومؤامراته الرامية إلى فرض العزلة على المدينة؛ فزيارة السجين ليست تطبيعًا مع السجان؛ يجب ونتمنى عليكم جميعا ألا تقاطعوا أهل القدس؛ أن تتواصلوا مع أهل القدس؛ أن تقفوا إلى جانب أهل القدس؛ أن تزوروا القدس؛ زيارة القدس ليست زيارة إلى إسرائيل، وليست تطبيعًا مع إسرائيل؛ إنها تشجيع للناس لكي يصبروا، كيف يصمدون وأنتم تقاطعونهم وأنتم لا تدعمونهم! ماذا نريد في القدس.. بعض الحجارة، بعد أن يخرجوا أهلها منها! نريد القدس بأهلها بمساجدها وكنائسها وبأهلها؛ أن تقفوا إلى جانبهم؛ هذا ليس تطبيعا.

التطبيع يحصل بطرق أخرى، وليست بطرقكم؛ أنتم بنواياكم الطيبة تذهبون لخدمة ودعم أهل القدس. نرجوكم ونتمنى عليكم ألا تتركوننا وحدنا، لا تتركوننا وحدنا.

إن الاحتلال الإسرائيلي، أيتها الأخوات والإخوة، يحاول أن يجعل حياة الفلسطينيين جحيمًا لا يطاق؛ لإجبارهم على ترك أرضهم ومقدساتهم؛ وبالذات في المدينة المقدسة، تحت أثقال الضغوط المعيشية والاقتصادية التي سببتها سياسات الاحتلال العنصرية من قتل لأبناء شعبنا بدم بارد، كما فعلوا مع الطفل محمد أبو خضير. تذكرون محمد أبو خضير الذي قتل بدم بارد من المستوطنين، الذي أخطفته عصابات المستوطنين وأعدموه حرقًا، كما فعلوا مع عائلة دوابشة التي أحرقوها وهي نائمة في منزلها ليلًا؛ فاستشهدت العائلة بكاملها، إلا طفلًا صغيرًا عمره 4 سنوات نفد من القتل، وخرج بحروق في جسمه وبقي حيا للآن، ومثلهم كثير كثير.

إن اعتقال المواطنين الفلسطينيين وهدم بيوتهم ومصادرة أملاكهم وطردهم منها، وهذه سياسة دائمة، إسرائيل تصادر الأراضي، تهدم البيوت، لتجبر الناس على مواجهتهم. نحن باقون هنا؛ لن نغادر أرضنا، لن نرتكب حماقة 48، ولن نرتكب حماقة 67؛ سنبقى في أرضنا مهما فعلوا؛ لكن نريد دعمكم، نريد وقوفكم إلى جانبا.

إن القدس، أيها الإخوة والأخوات، ليست قضية هامشية في حياة الأمة؛ بل هي أم القضايا التي يجب أن تكون على رأس أوليات الدول والحكومات والشعوب؛ وهي اليوم تستنصر أمتها .. وا قدساه.. يقولون لكم وااا قدساه؛ لكي تشد الرحال نصرة لها ودعما لصمود أهلها ورباطهم فيها، ونحن أكثر من يستطيع تقدير المصلحة في ذلك، إن قدوم العرب والمسلمين والمسيحيين إلى القدس هو نصرة لها، وحماية لمقدساتها ودعم لصمود أهلها؛ وليس تطبيعًا مع الاحتلال الذي يضع كل العقبات. والاحتلال سعيد بألا يأتي أحد، ومرتاح ألا يأتي أحد، ومستفرد بما تبقى من السكان؛ ويطردهم، ولا يجدون من ينجدهم.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة، لقد طال زمن التحديات الجسام والاستهداف العنصري الذي تتعرض له فلسطين المباركة وعاصمتها القدس وأهلها المرابطون، وآلت المحن والنكبات على هذا الشعب التي تكالبت قوى الشر منذ ما يزيد عن قرن من الزمان (أيام وعد بلفور)؛ لكن رايته بقيت فيه خفاقة عالية، وهامات أبنائه وبناته بقيت مرفوعة، كفاح ونضال وإيمان بالنصر الموعود. ورغم الدماء والمعاناة لن يستكين فينا طفل، ولن يخضع ولن يستسلم شيخ؛ جيلًا بعد جيل. وقد شاهدتم بأم عيونكم تلك الزهرة الفلسطينية العملاقة (عهد التميمي) منذ أن كان عمرها 6 سنوات؛ والآن عمرها 16 سنة؛ وهي تهجم على الجندي الإسرائيلي وتضربه وهو مسلح ولا تخاف؛ وهي الآن في السجن؛ فعاقبتها دولة إسرائيل بالاعتقال والمحاكمة العنصرية الجائرة. إن هناك آلافًا منها وأكثر، ممن تتعرضوا للاعتداءات الإسرائيلية عليهم وعلى أملاكهم. وهؤلاء جميعًا يتطلعون إلى العدالة الدولية لعلها تنصفهم. هم الآن كل من تضرر من الاحتلال، باعتقال بقتل وجرح ومصادرة أراض؛ الآن يطالبون بالذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومن حقهم في هذا، ولا أحد يستطيع أن يمنعهم من ذلك؛ سيذهبون إلى المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بحقوقهم، شاء من شاء، وأبى من أبى؛ وإن شاء الله، لعل المحكمة الجنائية الدولية تنصفهم أحسن من الأمم المتحدة التي لم تنصفنا إلى يومنا هذا.

ففي القدس، وفي كل فلسطين، شعب لم يهن ولم يخضع ولن ينكسر، رغم كل العدوان، الذي يتعرض له نساء ورجال وشباب وشيوخ وأطفال يؤمنون بحقهم وبوعد الله لهم: إن النصر قادم لا محالة. إن هذه المدينة الفلسطينية المقدسة ستظل شامخة بأهلها وشبابها وزوارها.. وزوارها.. وزوارها من المسلمين والمسيحيين. نحن ننتظر وننتظر وننتظر؛ لا تخيبوا آمالنا. إن الزيارة فيها ليست إلا لدولة فلسطين، وستكون مدينة مفتوحة لجميع اتباع الديانات السماوية (المسلم والمسيحي واليهودي) يأتي ليصلي فيها آمنا مطمئنا ويذهب؛ وإن كان من سكانها يجلس؛ وإن كان من غير سكانها يذهب. وتعهد منا أن تبقى مدينة مفتوحة لكل الأديان دون تفريق؛ لأننا نحن كمسلمين نؤمن بكل الأديان؛ ونؤمن بكل الرسل ولا نفرق بين أحد منهم، "وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".

كلنا أمل أن يتمخض هذا المؤتمر، سيدي فضيلة الإمام، عن نصرة حقيقية للقدس، ولا أقل من أن نرى أفواج المرابطين تتقاطر على القدس من كل أرجاء الدنيا تشتري زمنا فيها، خير من الدنيا وما فيها (كما قال الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم). إن صوت الأزهر الشريف الذي يمثل المرجعية الفكرية والفقهية الأولى للأمة الإسلامية، وصوت علماء الأمة الإسلامية ورجال الدين المسيحيين ضرورة وواجب، لا بد أن يحضر في هذه المعركة التي نخوضها من أجل القدس. القدس قدسكم؛ لست لنا وحدنا، (مش فلسطينية بس، إحنا كتب علينا الرباط إلى يوم الدين. ماشي؛ لكن هي لكل مسلم ومسيحي، مليارات المسلمين والمسيحيين) يجب عليكم جميعًا أن تدافعوا عنها، ولا تتركونا وحدنا. القدس قدسكم، والأقصى أقصاكم، والقيامة قيامتكم، والمهد مهدكم. نحن كما نصلي في العيد وكما نصلي الجمعة، نذهب لنحضر القداس في أعياد الميلاد؛ لأننا شعب واحد. أنا شخصيًا حضرت قداس الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس والأرمن؛ لأننا شعب واحد نحترم ديانات بعضنا البعض.

تحية للمرابطين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس. تحية للشهداء وعائلاتهم وللأسرى وأهلهم والجرحى وأحبابهم. بالمناسبة منذ وعد ترمب المشؤوم إلى الآن، يوجد عندنا 30 شهيدًا، رغم أنها مقاومة شعبية سلمية؛ وعندنا 7 آلاف جريح، و1000 معتقل خلال شهر ونص الشهر الماضيين، تضحية ودفاعًا عن القدس، ورفضا لقرار السيد دونالد ترمب.

ويوم الحرية آت، بسم الله الرحمن الرحيم: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)? صدق الله العظيم

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير لأمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة الرئيس محمود عباس بالجلسة الافتتاحية للدورة الـ28 للمجلس المركزي الفلسطيني في مقر الرئاسة بمدينة رام الله 14 كانون الثاني 2018

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها الأخوات والإخوة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

"القدس عروس عروبتنا. القدس درة التاج. القدس زهرة المدائن. القدس والأقصى التي قال عنها الرسول: تشد الرحال إلى ثلاث. هي واحدة منها، بعد مكة والمدينة المنورة. القدس أزيحت من الطاولة بتغريدة تويتر من السيد ترمب؛ لهذا السبب اجتمعنا، ولهذا السبب تنادينا، ولهذا السبب كان هذا اللقاء من كل أطياف المجتمع الفلسطيني؛ لأنه لا يوجد أهم من القدس لكي نجتمع لنبحث أمرها؛ لكي ندرس ماذا قدم لنا الأمريكان، وماذا سيقدمون في المستقبل القريب. من هنا كان اجتماع ولقاء اليوم هنا للمجلس المركزي الفلسطيني.

أزعجني جدًا أن إخوة في اللحظة الأخيرة قالوا: لا نريد أن نحضر؛ لأن المكان غير مناسب لاتخاذ القرارات المصيرية. أين هو المكان المناسب بنظرهم لنتخذ القرارات المصيرية بحرية؟ دلونا على مكان من حولنا وبمحيطنا لنأخذ قرارات مصيرية أكثر من هذا المكان في وطننا.

قالوا: لا نريد أن نحضر (الإخوة في "الجهاد الإسلامي" و"حماس"). هذه لحظة مصيرية تستدعي من كل فلسطيني أن يتداعى فورًا، ليناقش وبسرعة مصير العاصمة الأبدية. إن قلنا في السياسة، فهي العاصمة؛ وإن قلنا في الدين، فهي العاصمة؛ وإن قلنا بالجغرافيا، فهي العاصمة. وأخرجها بتغريدة تويتر (السيد ترمب) عن الطاولة!.

قد لا ألوم "الجهاد الإسلامي"؛ لأنهم لا يتحدثون. يعملون في السياسة ولا يتحدثون في السياسة. ولا أريد أن أكمل المعزوفة حتى لا اقع في الغلط. ولكن ما أزعجني هو موقف إخوتنا في "حماس". وهنا مضطر أن أغوص قليلًا في التاريخ؛ وأذكر، فيما أذكر، الانتخابات التشريعية التي عقدناها في عام 2006، قبل أن نبدأ الانتخابات بثلاثة أشهر. أبلغتنا إسرائيل أنها لن تسمح لنا أن نجري الانتخابات في القدس (وهذا ليس تاريخا قديمًا؛ كلكم حضرتموه وعرفتموه ومررتم به). وقلنا لهم: ما دامت القدس مستثناه من الانتخابات فلا انتخابات يمكن أن نعقدها بدون القدس؛ فخرج علينا الأخ محمود الزهار وقال: كيف نلغي الانتخابات من أجل القدس هل هي القدس مكة! وأنا قلت لهم: نعم القدس مكة، وتشد الرحال إلى ثلاث، المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى؛ والرسول ساوى بينهم، وقال: عليكم أن تذهبوا إليه؛ أن تأخذوا له زيت يسرج فيه. ونحن نقول: نريد زيت؛ ولكن ليس زيت زيتون؛ بل بترول.

فعلا كانت مفاجأة صاعقة لنا؛ والقدس مهمة وبأهمية مكة؛ فهي أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشرفين، ولأجل الانتخابات أحكي: بلاها القدس. لا؛ لن أقبل ذلك. وهنا تدخل الأمريكان وأصروا وضغطوا على الإسرائيليين. وحصلت الانتخابات في القدس. وأنا لا أريد أن أذهب بعيدًا وأتمنى أن قيادة "حماس" لا تتساوق مع الزهار الذي يتساوق مع "تويتر ترمب" في موضوع القدس، التي هي أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين؛ هي عاصمتنا الأبدية، شاء من شاء، وأبى من أبى. ونحن هنا نلتقي لنحمي القدس، لندافع عنها، ولا حجة لأحد ليقول: إن المكان مش مريح...

هذا لا يجوز؛ ولا يمكن أن يحصل؛ نحن في لحظة فارقة وخطيرة؛ ومستقبلنا كله على المحك؛ إذا ذهبت القدس ماذا تريدون بعدها! هل تريدون دولة عاصمتها أبو ديس! هيك عرضوا علينا ولا أعلم أين.

نحن هنا جالسون وباقون؛ ولن نرتكب أخطاء الماضي في 1948، ولا أخطاء 1967؛ باقون رغم الاحتلال والاستيطان ولن نرحل، عن هذا البلد؛ هو بلدنا؛ وهذه بلادنا من أيام الكنعانيين. وبالمناسبة: نحن أسلاف الكنعانيين. وتقول التوراة أنه من أيام الكنعانيين إلى اليوم لم نغادر هذا البلد؛ ونحن هنا قبل سيدنا إبراهيم؛ فلن نغادر هذا البلد.

قد خرجت عن النص لأنني منزعج جدًا مما سمعته أمس. وهذا موقف ولا يمكن أن يقبل من قيادة "حماس" أو "الجهاد". وكلنا فلسطينيون، ولا نأخذ تعليمات من أحد. ونستطيع أن نقول: "لا" لمن كان... (بلاش نكبر حَجَرْنَا). إذا كان الأمر يتعلق بمصيرنا ومستقبل قضيتنا وأرضنا وأهلنا وشعبنا، سنقول: لا وألف لا؛ وقلنا لا لترمب وغير ترمب، لا لن نقبل مشروعه؛ وقلنا له: صفقة العصر هي صفعة العصر؛ لكن سنردها.

أيتها الأخوات والإخوة.. يتسم لقاؤنا هذا اليوم بالأهمية البالغة في هذه الظروف الخطيرة والأيام الحبلى بالأحداث الجسام التي تتناثر من كل الاتجاهات لتزيد من الأعباء والتحديات (شعبنا، وقضيتنا) إن هذا الحضور المتميز من كل الأطياف الشعبية والرسمية والضيوف الكرام ممثلي الدول الشقيقة والصديقة، الذين جاءول لمشاركتنا في هذا الحدث الهام، أصرت عليه القيادة ليشكل إضافة نوعية لأعضاء المجلس المركزي؛ وليتحمل الجميع المسؤولية كاملة؛ حيث إن الأمر لم يعد يحتمل بأن يقتصر على أعضاء المؤسسات الرسمية؛ فلابد للكل الوطني أن يشاركنا هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ شعبنا. وبهذه المناسبة أتوجه بالتقدير والاحترام لكل دول العالم وشعوبها ووسائل إعلامها، الذين هبوا معنا احتجاجًا واعتراضًا على القرارات المجحفة التي اتخذت بحق قضيتنا. ولا يفوتني أن أحيي أبناء شعبنا الذين لم يتوانوا عن الاستجابة لنداء والوطن والقدس والاقصى والقيامة وحمايتها، لتقديم التضحيات الجسام من شهداء وجرحى وأسرى؛ ومواجهة الهجمات العنصرية للجيش الإسرائيلي والمستوطنين ليقولوا بصوت واحد ونفس واحد: القدس لنا وعاصمة لدولتنا الأبدية؛ مسرى الرسول؛ ومهد سيدنا المسيح؛ ومثوى سيدنا ابراهيم؛ عليهم السلام.

قبل بضعة أيام، أو أسبوع حصل لقاء وزاري بين بعض الوزراء العرب ليناقشوا القضية؛ فقال أحدهم: "ولكن نحن عتبنا على الشعب الفلسطيني الذي لم يهب بقوة وبشراسة وينتفض بعنف. " فرد عليه وزيرنا وقال له: قبل أن أقول لك ماذا لدينا حتى هذه اللحظة، أسألك سؤال: هل سمحت بلدكم الكريم لمواطن واحد يقف في ميدان جانبي ليقول: واقدساه! ولمعلوماتك وأنت تتحدث عن الشعب الفلسطيني، ولمعلوماتكم للآن لِما قبل يومين، عشرين شهيدًا؟ والمظاهرات شعبية سلمية، فالشهداء عشرين؛ والجرحى 5632 جريحًا؛ والمعتقلين 1000معتقل. مع ذلك يقول: لم يهُب الشعب الفلسطيني، وإذا أردت يا سيدي الوزير أن تبرر لنفسك تقصيرك، فلا تلقي بكلامك واتهاماتك على شعب؛ هذا الشعب حي، ويدافع عن قضيته، وليس بحاجة لمن يقول له: هُبّْ، من أجل قضيته.

أنتم هنا اليوم لتقرروا عن شعبكم؛ ومن أجله ومن أجل المستقبل، كل المستقبل، إلى أن يشاء باني هذا الكون الذي اختاركم لترابطوا، ولقد أحسن تبارك وتعالى في الاختيار وأبدع؛ واختاركم من بين سكان الأرض منذ أن خلقها لتكون (كما كتب) لكم. وأنتم كذلك؛ أنتم أهل الرباط.

بسم الله الرحمن الرحيم "يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". مكتوب عليكم التحمل؛ والله اختاركم لهذه المهمة. نقول: لا ما بدنا نحضر لأن المكان ليس مناسبا! عيب.

ولقد تنبه اليكم النبي المصطفى أن الرحال تشد اليكم والأنظار تتجه نحوكم، وأنه مهما خذلوكم لن يضروكم؛ لأن الربانية الإلهية تحميكم ما صبرتم وصابرتم ورابطتم واتقيتم ربكم؛ فأنتم المفلحون بإذن الله.

الإخوة الكرام،،

لابد أن نتحدث، أو نعود للماضي قليلًا؛ لنتابع كيف جرت الأحداث. هناك مفاهيم كثيرة صحيحة، أو مغلوطة. كيف بدأ هذا المشروع في بلادنا هنا؟ نحن، إذا كنتم تتذكرون تمامًا؛ حاولنا أن نثير قضية "وعد بلفور" من مئة سنة؛ ولامني البعض لأنني أتحدث بعد مئة سنة، وسأتحدث وسأواصل التحدث إلى أن تعتذر بريطانيا العظمى، وتقدم التعويض؛ وتعترف بدولة فلسطين.

ولكن القضية بدأت قبل ذلك بكثير، وكثير جدًا. عبد الوهاب المسيري، وهو مثقف مصري_ رحمه الله_ من أهم من تكلم عن الحركة الصهيونية واليهودية؛ وله مجلدات وموسوعات معروفة؛ وصف هذا الكيان بهذه الكلمات: إن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعني أن الاستعمار اصطنعها لتقوم بوظيفة معينة؛ فهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية؛ لكن استعمل اليهود ليكونوا أداة؛ فكانوا تحت شعار "أرض الميعاد" و"أرض الحب"؛ فجاؤوا بهم إلى هنا؛ فالقضية لم تبدأ منذ مئة عام؛ بل بدأت قبل ذلك بكثير (في سنة 1653، عندما حكم كرومويل بريطانيا)؛ وهو من سوى انقلاب على الملكية، وصار رئيس جمهورية؛ أي قبل 300 سنة من "وعد بلفور"؛ وفكر بنقل اليهود من أوروبا إلى الشرق الأوسط؛ إلى هذه المنطقة؛ لأنهم يريدون هذه المنطقة لتكون مغفرا أماميا لحماية القوافل والمصالح القادمة من أوروبا إلى الشرق. فطلب من هولنا باعتبارها كانت تملك أكبر أسطول بحري في العالم، بنقل اليهود؛ لكن هذا المشروع لم ينجح في سنة 1653. وجاء بعده نابليون بونبارت 1799 عندما فشل أمام اسوار عكا، لم يستطيع أن ينتصر على أسوار عكا.. وقال: لا بد من إقامة دولة يهودية في فلسطين؛ لكن مشروعه فشل؛ فدعا البونو الثالث سنة 1860. أما بينهما فتشرتشل الجد في سنة 1840 كرر نفس الدعوى، لكنه لم ينجح. ثم هناك دعوى غريبة عجيبة سنة 1850 من القنصل الأميركي في القدس (وورد كرايسون)؛ كان في مجموعة يهود حول الحائط والقدس القديمة، قال لهم: شو رأيكم أديكم مستوطنات؛ ولكنهم رفضوا، وقالوا نحن جئنا للتعبد. وعندما رفضوا، قررت الحكومة الأميركية أن ترسل مسيحيين إلى فلسطينيين، وفعلًا جاؤوا بالأمريكان ورفضوا الحياة في فلسطين؛ فأصروا على حكومتهم وأخذتهم باخرة من ميناء يافا وأعادتهم إلى أميركا. ومن المحاولات أيضًا، رئيس أو مندوب بريطانيا في أستراليا، كتب كتابًا أنه يجب جلب اليهود لهذه المنطقة؛ ليقوموا ببناء دولة يهودية في هذا المكان؛ وهو جميس وليسون؛ ولم تنجح، إلى أن جاء ثيدور هرتزل الذي كان يدعو إلى الاندماج في أوروبا؛ إلى أن حصلت قصة لضابط فرنسي 1893، وهي قضية مشهورة في التاريخ، وانقسم المجتمع الفرنسي لقسمين؛ وانتبه هرتسل وقال: لابد أن نبحث عن وطن لنا؛ وكتب كتابه المشهور والوحيد "دولة اليهود"؛ وبدأ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، وكتابه به بندين أساسيين: الأول الكيرن كايميت المتعلق بالأرض لشرائها؛ وصندوق يتعلق بالنقل لنقل اليهود. وبدأ يعمل عليها، ثم زار فلسطين وخرج شعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهو شعار مغلوط وليس صحيحًا. وهرتسل ما قال هيك؛ ولكن خلاصته هيك. وعندما جاء إلى فلسطين شاف ناس وعالم وبشر؛ شاف مواطنين، وقال: علينا أن نمحو الفلسطينيين من فلسطين؛ لتصبح فلسطين أرضًا بلا شعبٍ لشعب بلا أرض. وكان هذا هو أساس الشعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" الذي أطلقه هرتسل. بعده مباشرة هناك قصة مهمة لرئيس وزراء بريطانيا المسمى "كارم برينمان" في عام 1805 -1807م. وفي ذلك الوقت كانت هناك تجري اجتماعات سرية لوزراء خارجية ودفاع دول أوروبا كلها، باستثناء ألمانيا مع كارم برينمان، خلاصتها أن الحضارة الأوروبية آيلة للسقوط (يعني بدأت تشيخ) والمنطقة المؤهلة لكي ترث حضارة أوروبا هي مناطق جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط (وهي بلادنا)؛ لما في هذه البلاد من شعوب موحدة وإقليم موحد، وموقع موحد، ودين موحد، وموقع استراتيجي، وثروات طبيعية هائلة؛ لكن حتى نحول دون ذلك؛ يجب أن نبقي هذه البلاد مجزأة، متأخرة، متناحرة. (كأنه يتحدث عنها اليوم؛ حتى لا تحل محل الحضارة الأوروبية. وفعل كحل سريع حتى لا تحل محل الحضارة الأوروبية) ويكمل تقرير كارم برينمان علينا، أن نزرع شرق قناة السويس شعبًا غريبًا على أهلها؛ صديقًا لنا؛ وليكن "اليهود". هذا هو مشروع كارم برينمان.

ثم جاء بلفور العظيم (طبعا بلفور لم يكن مسؤولًا عن فلسطين)؛ وإنما بدأ الاستعمار الفرنسي والبريطاني يدرسان مصير هذه البلاد بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى؛ ولذلك كان هناك ما يسمى "سايكس بيكو"؛ لكن البريطانيون لن يكونوا موجودون، عندما أطلق وعد بلفور عام 1917. لم تكن بريطانيا موجودة؛ فكتب وعده المشهور (وهو ليس وعدًا وإنما هو قرار للحكومة البريطانية): قررت حكومة صاحب الجلالة البريطانية أن تقدم فلسطين وطنًا قوميًا لليهود. وأنت ما هو دخلك في فلسطين؛ لا أنت لست ملكها، ولا منتدبا عليها؛ وليس لك شيئا فيها. وهذا هو المشروع الذي تحدث عنه عبد الرحمن المسيري ليؤدي غرضًا استعماريًا. وفي الوعد نقطتان هامتان: النقطة الأولى أن بقية السكان الموجودين هناك، والذين كانوا 96% من السكان، لهم حقوق مدنية ودينية، على أن لا يؤثر هذا الوعد على حقوق اليهود في بلادهم الأصلية؛ يعني يأتي لفلسطين ويهاجر لها، ويقيم وطنًا؛ ولكن لا يتأثر حقه في بلده (في ألمانيا وفرنسا)؛ لأنه كان هناك وزير يهودي اسمه "منتاغو" اعترض على وعد بالفور وقال: إننا لا نريد أن نهاجر؛ فوضعوا هذا الشرط للمحافظة على حقوق اليهود في بلادهم الأصلية.

هذا الوعد يا إخواننا الأعزاء كانت أميركا تتشاور مع الحكومة البريطانية في كل كلمة وكل خطوة فيه؛ وأميركا هي التي أصرت (ولم تكن عضوًا في عصبة الأمم) أن يضمن ميثاق عصبة الأمم هذا الوعد. وأكد الانتداب البريطاني أن يتضمن أيضًا هذا الوعد. وجاءت بريطانيا لتنفذ هذا الوعد. وخلال 30 عامًا، نفذت هذا الوعد (من عام 1921 إلى سنة 1947)، وأصبحت هناك "الدولة اليهودية".

هنالك قضية مهمة: أن اليهود كيف سيهاجرون؟ اليهود لا يريدون الهجرة بالقتل والذبح؛ حتى بالهولكوست التي حصلت، لم يهاجروا. (كان كل اليهود بالمناسبة في فلسطين في عام 1948 لا يتجاوز 640 ألفًا؛ وأغلبهم قدموا من أوروبا؛ وكان يقول هيرتزل: إن "العداء للسامية هو المحرك للصهيونية"، يعني كلما كان الإنسان معاديًا للسامية، كلما نفعنا؛ لأنه يحرك الهدف الصهيوني بطرد اليهود من بلادهم إلى فلسطين لأسبابهم (يستفيدوا منهم في فلسطين، ويضربوا عصفورين بحجر) وهذا ما كان. وبدأت العملية، وبدأ الانتداب البريطاني؛ وحصل ما حصل.

بالنسبة للفلسطينيين عندما عرفوا بالمشروع، وبدأوا يتعاملوا معه قامت ثورة 1921 وأنشأت "اللجنة العربية العليا"؛ بعدين أصبح اسمها "الهيئة العربية العليا"؛ وهذه اللجنة هي التي قادت النضال الفلسطيني منذ البداية (أي بداية الانتداب) إلى عام 1948. وهناك محطتين، أو ثلاثة، يجب أن نمر عليهم: أولهما لجنة "شو" عقب ثورة عام 1929 (هي حول حائط البراق)؛ فالبريطانيون شكلوا لجنة وهي من سويدي وإندونيسي وسويسري، جابتهم بريطانيا لبحث الموضوع، وكان موضوع الحائط؛ وقالوا: إن هذا الحائط ملك للوقف الإسلامي؛ ووضع هذا في قرار بعصبة الأمم؛ بعد ذلك قامت ثورة 1936 وحصل فيها الإضراب الشهير الذي لم يحصل في تاريخ (ويقولون: لا يوجد همة لدى الفلسطينيين، ثم تلبية لنداء بعض الإخوة العرب توقفت الثورة الفلسطينية)، وفي هذه الأثناء وجاءت لجنة "بيل" التي عادت باقتراح تقسيم فلسطين، وهذه الخرائط أمامكم، فلسطين التاريخية، لجنة بل ثانيًا ثم تقسيم عام 1947؛ واليوم ترون الوضع كيف، هذه الخرائط يجب أن نحفظها لكي يراها كل إنسان؛ بدقيقة تشرح القضية الفلسطينية (الشعب الفلسطيني كان يملك أكثر من 96% من فلسطين التاريخية؛ ومع ذلك جاء المشروع الأول بيل، والثاني مشروع التقسيم، والثالث حرب 1948؛ وبعد ذلك 1967، ونحن تحت الاحتلال (كل فلسطين).

وعندما أُعلن قرار التقسيم، قامت دولة "إسرائيل"، ولم تقم دولتنا؛ وأول دولة اعترفت بدولة إسرائيل هي أميركا ثم الاتحاد السوفيتي (حتى لا نكون منحازين)؛ المهم في الاعتراف الأميركي: قدموا لهم (مستشارين ترومان في ذلك الوقت) (وهو رئيس الولايات المتحدة): أن الولايات المتحدة تعترف بالدولة اليهودية؛ فترومان شطب كلمة "دولة يهودية" وكتب "دولة إسرائيل". ولماذا الآن طلعولنا بنغمة "الدولة اليهودية" (والحِدِقْ يِفْهَمْ).

طبعا حرب 1948 أنتجت "موضوع اللاجئين" الذي تحاول الآن أيضًا أميركا أن تزيحه عن الطاولة؛ ولكن كم لاجئ طلع من بيوتهم؟ 950 ألف لاجئ خرجوا من بيوتهم؛ لأنه في ناس كثير يقولون 700 و600 و400؛ وحتى اليهود عندما كنا نناقشهم في "كامب ديفد" قالوا: 250 ألف. هم 950 ألف لاجئ (حسب إحصائيات "الأونروا" في حينه) خرجوا من بلادهم وبيتهم. والأمم المتحدة، بالمناسبة، رفضت أن تعترف بإسرائيل إلا إذا طبقت قرارات 181 و194. وهذا تاريخ معروف؛ فذهب موشي أشكول وكتب رسالة وقال فيها: أتعهد بتطبيق قرار 181 و194، وأعترف به. ولم يطبق القراران. والمهم صيغ القراران؛ ولم تطبقا إلى يومنا هذا.

وما أريد أن أقوله في هذا الإطار: إنه عندما احتلوا 78% من فلسطين؛ ولديهم فقط 650 ألف يهودي؛ ماذا يمكن أن يفعلوا؟ ويريدون سكان، ولا يوجد يهود، ورفضوا القدوم لفلسطين. بنغوريون لم يكن يريد أن يأتي باليهود الشرقين؛ لأنه كان يقول أنه يكره اليهود الشرقيين؛ لأنهم يشبهون العرب؛ ولكن عندما رأى الأرض واسعة، اضطر أن يحضر اليهود الشرقيين؛ واليهود في الدول العربية لم يكونوا يريدون الحضور؛ ولكن من اليمن جات طائرت ونقلت 50 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل باسم "عملية بساط الريح" (وهو اسم سري لها)، ولم يكتفوا بالـ 50 ألف؛ ثم ذهبوا للعراق التي بها خزان ضخم من اليهود؛ واتفقوا مع نور السعيد وتوفيق السويدي ليسحبوا الجنسية من اليهود ويجبروهم على الهجرة؛ وهجر 150 ألف يهودي عراقي إلى إسرائيل؛ ولم يكتفوا بذلك؛ ولملموا كل يهود الدول العربية من المغرب للجزائر لتونس لليبيا لمصر لسوريا ولبنان؛ لم يبقوا أحدًا؛ ونقلوهم إلى هذه البلاد.

والهيئة العربية العليا قادت الكفاح الفلسطيني منذ 1921 إلى 1948. وفي نفس العام شكل المفتي الذي كان له ثقة كبيرة مع الدول العربية "حكومة عموم فلسطين" برئاسة أحمد حلمي باشا عبد الباقي، وهذه الحكومة من أجل أن تعمل، ذهبت إلى غزة لتبدأ العمل. وفعلًا بدأت العمل. وعملت أول شهر؛ وفي الشهر الثاني، وصلتهم رسالة أخرجتهم من غزة، وحلوا "حكومة عموم فلسطين"، وبقي المفتي في مصر فترة من الزمن واضطر أن يرحل للبنان، وهناك توفي عام 1974؛ ولم يكن له صديق إلا دولتا باكستان والسعودية (السعودية تصرف عليه؛ وباكستان تحميه) هذا في تاريخ 1948.

ثم في الخميسات بدأت الدول العربية تشعر أنه يوجد حركة بين الفلسطينيين، فماذا كان؟ قالوا: أنه أحسن شيء نرى ماذا يقوم به الفلسطينيون؛ ويبدو أنه يوجد تنظيمات سرية تعمل في فلسطين؛ فكلفوا أحمد الشقيري ،الذي كان يعمل موظفًا في الجامعة العربية، وبعتوه للفلسطينيين لفحص وجود تنظيمات تعمل وإمكانية عمل منظمة للفلسطينيين، وعمل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"جيش التحرير الفلسطيني" و"الصندوق القومي الفلسطيني". وكان هذا أهم عمل في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ عام 1948؛ لأنه أنهيت الشخصية الفلسطينية، وجاء أحمد الشقيري أحياها، وقال: أرسلت مندوبا للعرب لدى الفلسطينيين، وعدت مندوبًا لفلسطين لدى الدول العربية. وهذه القاعة سميت باسمه احترامًا وتقديرًا له.

ثم بعد ذلك أحمد الشقيري، أبعد؛ لم يكن على قد الخاطر وعلى قد الإيد؛ ومن لا يأتي على قد الإيد يذهب؛ ثم جاء يحيى حمودة؛ ثم استلم المنظمة أبو عمار، صاحب التاريخ العظيم في منظمة التحرير. لكن أريد أن أذكر له نقطتين فقط: الأولى أنه في عام 1974 استصدر قرارًا من القمة العربية أن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. لأنه كل واحد كان يدعي وصلًا بليلى؛ فقال أبو عمار: لا، نحن أصحاب القضية؛ ولا يحق لأحد أن يتكلم باسم الشعب الفلسطيني سوى المنظمة. وكان هذا أخطر قرار في تاريخ الشعب الفلسطيني. ولكن يوجد محاولات بسيطة هذه الأيام نحن قادرون عليها.

ثم خرجنا من بيروت. وهنا أقول: بعد خروجنا من بيروت امتلكنا الإرادة الكاملة؛ وتخلصنا من الجغرافيا السياسية بصراحة؛ وصرنا نستطيع أن نأخذ قرارات؛ وأخذنا أول قرار هام بعد الوحدة الوطنية التي تمت في حينه، والتي نتمنى أن تتم الوحدة الوطنية اليوم أيضًا على غرارها؛ بعد انشقاق عدد من التنظيمات بعد 1982 وعودتها في عام 1987.

وفي عام 1988 أخذت القرارات التي تقول "نعترف بالشرعية الدولية ونبني دولة فلسطينية مستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967، وأعلنت دولة فلسطين".

هذه القرارات هي قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني، التي دائمًا وأبدًا بعض الإخوان يقولون لي: أنني فرطت في هذه القرارات. أنا أتحدى منذ 1988 حتى اليوم أننا فرطنا بحرف واحد من قرارات الإجماع الفلسطيني في عام 1988. ونحن ملتزمون بالإجماع الوطني الذي تم تقريره في اجتماع المجلس الوطني بحضور 788 عضوًا؛ فنحن، حتى يومنا هذا، ملتزمون بها. والبعض يقول: يكفي مسلسل التنازلات؛ أين تنازلنا؛ وقرارات الشرعية الدولية قائمة! ما زالت قائمة ولن يستطيع أحد أن يتنازل عنها، وثابتة ومحددة ولا يستطيع أحد أن يتنازل عنها.

يوجد لدينا شعارين مهمين: الأول يقول: عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وهذا الشعار حركة "فتح"؛ تبنته وابتدعته وأصبح سائدًا؛ فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية؛ ولا نقبل أحد أن يتدخل في شؤوننا، رغم أن القضية قومية وأكبر منا؛ ولكن نحن أصحاب القرار الأول في القضية الفلسطينية؛ لا نريد أحد أن يتدخل بنا ويلعب من تحت. حلو عنا، نحن واعون ونفهم؛ ومتعلمين مثلكم؛ لا أريد أن أقول أكثر؛ ودارسين مثلكم، ولا أقول أكثر. وبالمناسبة أعود وأقول: كان المفتي يقوم بمهمة لا أحد يعرفها وهو أنه يرسل معلمين باسم "الهيئة العربية العليا" لتعليم أبناء البلاد العربية على حساب "الهيئة العربية العليا" في الثلاثينات والأربعينات. ومنها: العراق والبحرين والكويت، وعمان، وهناك عائلات ما تزال تقطن هناك حتى يومنا هذا؛ لذلك نقول: لا أحد يتدخل في شؤوننا؛ ولا نريد أن نتدخل في شؤون أحد.

ونحن قادرون أن نقود أمورنا بأنفسنا. ونحن لدينا غلطة بقصة اجتياح صدام للكويت، رغم أننا فهمنا غلط؛ لكن أنا أقول: "غلطة" وأريد أن أقول: لا نريد أن تتكرر، ولا نريد أن نتدخل في شؤون أحد والشؤون العربية؛ لا شأن لنا بها؛ ونتمنى للعرب أن يحلوا مشاكلهم بالطرق السياسية والسلمية.

وآخر الأشياء التي صارت "أوسلو". وأنا أقول: إن إسرائيل أنهت "أوسلو"؛ ولذلك من القرارات التي يجب أن تأخذ موضوع "أوسلو" أين نذهب؛ علما أنه من فوائد أوسلو أن إسرائيل التي كانت تنكر وجود الشعب الفلسطيني اعترفت بوجود الشعب الفلسطيني، وحصل الاعتراف المتبادل. نحن اعترفنا بإسرائيل؛ وهم اعترفوا بالمنظمة ممثلًا شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، وهذه من المآثر؛ لكن الآن الأمور تغيرت، ونحن سلطة بدون سلطة؛ وتحت احتلال بدون كلفة؛ ولن نقبل أن نبقى كذلك. وهذه من الأمور التي يجب أن نضعها على الطاولة؛ ولا يحملنا أحد شيء ممن يدفع فلوس؛ لا نريد أحد أن يدفع لنا، ولا يخرج لنا بـ"تويتر" ويقول: إننا لن نصرف لفلسطينيين فلوس، لأنهم رافضون للمفاوضات؛ متى رفضنا المفاوضات!، أنا قابلتك "ترمب" 4 مرات؛ ويمكن 4 تلفونات؛ وأنا جاهز لعمل الصفقة؛ وطلعت صفعة (بلا مؤاخذة). ويقول: نحن لن ندفع للفلسطينيين لأنهم أوقفوا المفاوضات! أين المفاوضات! في أيام أوباما 8 سنوات ونحن ننتظر المشروع، وقبلها ذهبنا إلى "كامب ديفد" و"واي ريفر". وفي "كامب ديفد" كان هناك مؤامرة. وهذه لحظة تاريخية أريد أن أتحدث عنها، هناك في "كامب ديفد" فُهِّم الأمريكان بأننا مستعدون للتنازل عن 13% من الأرض مقابل 1%، وأن "اللاجئين" تشطب من الطاولة، وبأنه يمكن أن يأخذ اليهود في المسجد الأقصى كوخ صغير للصلاة فيه.

ما هو موقفنا الفلسطيني أيها الإخوة؟ أولًا 1988 ملتزمون فيها ولا تراجع عنها؛ "حل الدولتين" على أساس الشرعية الدولية، وليس على أساس رؤية أحد. يوجد فرق كبير؛ القضية بعيدة كل البعد عن الواقع؛ دولة فلسطين على حدود 1967؛ وإذا كان هناك تبادل طفيف بالقيمة والمثل؛ والعاصمة القدس الشرقية؛ ووقف الاستيطان، بما يشمل كل الضفة، بما فيها القدس؛ وعدم القيام بكل الإجراءات الأحادية من الطرفين.

والشكر والتقدير لما قام به رياض منصور مؤخرًا في الأمم المتحدة، عندما جمع مجلس الأمن مرتين، وحصل على 14 صوتًا أول مرة بدون فيتو، ثم فيتو؛ ثم ذهب للجمعية العامة وحصل على 129 صوتًا و9 ضد والباقي ممتنع (وهذا جهد رياض). وبالمناسبة، سيذهب أيضًا إلى مجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. وكل ما رفضوا يعطونا إياها كل يوم سنذهب لنطلب الدولة رغم الفيتو الأميركي، اليابان راحوا؛ ودول كثيرة راحت.

حل عادل ومتفق عليه حسب "المبادرة العربية" لقضية اللاجئين، وإطلاق سراح جميع الأسرى عند التوقيع على الحل؛ أما باقي القضايا المطروحة للتفاوض مستندة للمفاوضات السياسية برعاية دولية؛ وليس منفردة؛ لأنه لا نقبل أميركا أن تكون وسيطًا بيننا وبين إسرائيل؛ لأن بعد ما عملوه فينا "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"؛ ونحن لدغنا؛ فلن نقبل؛ أما لجنة دولية من مؤتمر دولي من عدد من الدول، كما فعلو مع إيران 5+1، أميركا لوحدها فلا.

أنا مع المقاومة الشعبية السلمية؛ ولا أخجل أن أكرر هذا مئة وألف مرة، التي واجهنا بها الاحتلال بالأيام الماضية. عندما انطلقت مبادرة ترمب (وصدقوني وهي أقوى وأكثر تأثيرا من غيرها)، محاربة الإرهاب أيًا كان. وأنا أقول للعالم: إن لدينا 83 برتوكول مع 83 دولة، منها أميركا وبريطانيا لمحاربة الإرهاب. ونحن مع محاربة الإرهاب. ونتفاجأ بأن يخرج الكونغرس ويقول: منظمة التحرير إرهابية، ويقفل مكتب المنظمة! نحن نحارب الإرهاب، ترمب زار بيت لحم؛ لكن كانت زيارة دولة؛ أدى التحية لحرس الشرف، ثم تقول لي: أنا إرهابي!.

نعم نحن مع ثقافة السلام ومحاربة الإرهاب. ونوزع هذا على كل إخواننا في كل مكان بالعالم، ونفتخر أنه عندما يجري الحديث عن داعش، لا يوجد فلسطينيين في داعش. نحن لا نريد أن يحاربنا أحد، وتعلمنا دروس؛ لذلك ثقافة السلام منتشرة في كل مكان. وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأحد؛ وليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا.

"الربيع العربي" من رأيي أنه "خريف عربي" و"ربيع أميركي" ومستورد لنا، وجاء إلينا بعد أن قرأنا الخرائط التي كانت توزعها الجرائد الأميركية لتقسيم البلاد العربية. ونحن شاهدنا "الشرق الأوسط الجديد" و"الفوضى الخلاقة"، وكل هذا رأيناه في الفترة الماضية، والتي يعاني منها العالم العربي إلى يومنا هذا. مع الأسف الشديد هناك دول تعاني منذ سنوات من الانقسام والحرب الداخلية تحت اسم "الربيع العربي" فهو ليس ربيعًا وليس عربيًا. والذي يريد أن يزعل ليزعل.

علاقتنا مع أميركا بدأت بعد 1988، بدأوا حوارًا معنا شهر؛ ثم ذهبوا حتى اجتياح الكويت؛ ثم الحديث عن مدريد؛ ثم الفلسطيني ممنوع يدخل، جيبوا حدا؛ ثم ذهبنا للأردن بوفد واحد معهم وكانت أول خطوة ساعدنا بها الأردنيون لنصبح وفدا مستقلًا في مدريد.

هنالك أمرين صاروا بيننا وبين الأميركيين: لقائي أنا ونتنياهو في بيت نتنياهو، بحضور جورج ميتشل وهيليري كلنتون؛ كنا 4، وقدعنا مع نتنياهو، وقلنا خلينا نبحث الحدود والأمن. وقال لي حينها نتنياهو: نحكي بالأمن؛ والحدود نتركها على جنب؛ وبعد أربع ساعات قال: أريد أن نبقى في الضفة على الحدود الشرقية 40 عامًا. قلت له السلام عليكم. وانتهى اللقاء؛ ثم لقاء مع أولمرت للحقيقة وللتاريخ كنا نجلس معه كل أسبوع وجدنا آفاقا للحل؛ بمعنى ممكن الحديث عن القدس وعودة اللاجئين. استمرت اللقاءات 8 أشهر. بصراحة لا يوجد اتفاقات، وقدمنا له خرائط. كتب أولمرت في مذكراته: أنه لم يكن هناك اتفاق عدا ما جرى؛ إلى أن جاؤوا وقالو أن مكتب منظمة التحرير سيغلقه الكونغرس لأنه يعتبركم إرهابيين.

في سنة 2011 عندما ذهبت لأخذ عضوية كاملة في الأمم المتحدة مرر علي رياض المالكي رسالة قال لي ما رأيك ننضم لل"يونسكو"؟ فقلت له اذهب. المهم قدم الطلب، وذهبنا لل"يونسكو"؛ ولم نحصل على 9 أصوات. وقالوا لنا نريد رؤيتكم في باريس. سألونا لماذا قدمتم طلب لل"يونسكو"؟ وكانوا ضدها لسببين: أننا مشغولون بالبحث عن عضوية بالأمم المتحدة (وكأن الأمر يهمهم)، ثانيًا أن الكونغرس يعتبركم إرهابيين. فقلت له موقفي: أن نذهب لل"يونسكو" ونحصل على عضوية بأي ثمن. وحصلنا على العضوية.

تحدثت مع رياض وقلت له قدمت طلب وحصلنا على العضوية. وفي ذلك الوقت. والآن قالوا: مكتب منظمة التحرير في واشنطن نريد إغلاقه؛ وقالوا الرئيس ترمب لم يوقع تجديد الرخصة؛ ثم قالوا يجب أن تنزلوا العلم. وبدأت المعركة بيننا وبينهم. قلنا لهم: سوف نغلق المكتب لا نريده. هذه كانت مؤشر رهيب أننا نريد من الكونغرس أن يلغي القرارات. وبينا وبينهم المنظمات الدولية؛ يوجد منظمات لا يحبون الأمريكان أن ندخل إليها. والمنظمات والبرتوكولات هي قرابة 500. انضممنا إلى 95 منظمة للآن؛ وقلنا لهم: ما هي تلك المنظمات، ويوجد 22 منظمة قالوا لنا ألا تنضموا لها. وقلنا لهم بشرط أن لا تقربوا على مكتب المنظمة، ولا تنقلوا سفارتكم من تل أبيب، ولا تمسوا المساعدات؛ وقولوا للإسرائيليين أن يوقفوا الاستيطان، والآن في 22 منظمة أنتم لم تلتزموا؛ ونحن إذا لن نلتزم. وليكن ما يكون.

يوجد اسم هم ديفد فريدمان (السفير الأميركي في تل أبيب) يقول: إنه لا يوجد احتلال؛ هذه إسرائيل تبني في أراضيها. ثم أكثر من هيك! قال: سأرسل رسالة لوزارة الخارجية أن لا تستخدم كلمة "احتلال". وبالمناسبة طلب مني أن أقابله؛ وقلت: لماذا أقابله أنا! هل يعقل أن أقابله! لن أقابل؛ هذا الرجل يجب أن يوضع في مستوطنة. وبالمناسبة هو ساكن بالفعل في مستوطنة. واسم آخر (السيدة نيكي هيلي) السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة التي تقول: أنا لابسة كعب عالي ليس للأناقة؛ ولكن لأضرب به أي واحد يتهجم على إسرائيل، وأنا أقول: ولتسمعني رد الفعل على حكيك: سيكون ألعن؛ ولكن ليس بكعب عالي؛ وعيب هذا الكلام أن يجري التحدث. وأكثر من هيك: تتحدث وتهدد الدول بقطع الأموال؛ وبالأخير دفعوا لمن صوتوا معهم 6 أو خمسة؛ عملوا لهم استقبال مكافأة على موقفهم هذا؛ فأنا أقول هاتان الشخصيتان مسبة لإدارة تحترم نفسها إن أرادت أن تحترم نفسها.

تحدثنا عن المداولات الأخيرة التي عملها رياض منصور في أميركا. وهناك قضايا أخرى كثيرة ومتلاحقة بالنسبة لقرارات الأمم المتحدة؛ ولدينا زيارات. غدًا أو بعده مؤتمر في الأزهر، ولقاء مع وزراء أوروبيين، ولقاء في القمة الأفريقية؛ إضافة لنشاطات إخواننا في جنيف ونيويورك لمتابعة قرارات الأمم المتحدة.

لمعلوماتكم: نحن حصلنا على 86 قرارًا من مجلس الأمن؛ والأمريكان أعطوا الفلسطينيين 43 فيتو في حقوق الإنسان؛ قدمنا 146 قرار والتوصيات 747. ولا قرار نفذ بخصوص فلسطين؛ كل هذه القرارات التي أخذناها لم تنفذ؛ ولا قرار واحد. لمن نشكي إذا مجلس الأمن لا يعطينا والجمعية العامة لا تعطينا وحقوق الإنسان لا يعطينا أين نذهب؟ فكروا أين نذهب ويجب نفكر في الحل في المجلس ولا قرار أممي حصلنا عليه ونفذ وطبق، نشكي لله وكل أسبوع ننضم إلى 20 أو 25 منظمة من المنظمات الدولية وسنتابع.

نحن نعتبر حالنا "دولة"؛ ويجب أن نتصرف على أننا "دولة"؛ لنا حقوق في كل أنحاء العالم؛ ويجب علينا أن لا نترك بابًا ولا نطرقه؛ وهذا بالآخر مهم. هنالك كثر في الأمم المتحدة قالوا: كيف لنا أن نكون "دولة مراقب". ونقول لكم بصراحة: رياض منصور أهم من 90% من ممثلي الدول؛ ويلعب دورًا أههم منهم جميعًا بالأمم المتحدة.

عندنا موضوع آخر وهو مهم؛ ويجب أن يستمر من وجهة نظري، وهو الحوار مع أنصار السلام في إسرائيل. لدينا كوكبة من الشباب والسيدات والسادة الذين يتحدثون مع أنصار السلام في إسرائيل، ومن يتوقعون منهم أن يكونوا نصراء للسلام؛ هناك أشخاص مع السلام، وعلينا أن نجرب. عام 1977 وقفت في المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة لأتحدث عن هذا الموضوع.

الحوار مع القوى الإسرائيلية وخاصة راكح من الحزب الشيوعي الإسرائيلي، نحن سنستمر في هذه اللقاءات لأنها مفيدة، ونطالب بالسلام مع دولة إسرائيل. إذا أقيمت فلسطين وإسرائيل سنتعايش ونحكي مع بعض. لماذا لا نتكلم مع بعض من الآن! ومستمرون في الحكي، وهذا لا علاقة له برفض نتنياهو للسلام.

نحن نعمل كسلطة ودولة فلسطين داخليا وخارجيا. أولا لا بد أن نعمل بكل جهد لعقد المجلس الوطني الفلسطيني؛ لأنه مضى وقت طويل على المجلس؛ والمنظمة لا بد من تحديثها وترميمها ونفضها؛ إذا لا بد من "مجلس وطني" وبأقصى سرعة ممكنة.

بخصوص المصالحة الوطنية، نحن معها، وقلنا لإخوتنا المصريين عندما ذهبت إليهم قيادة "حماس"، قلنا لهم: لدينا ثلاثة طلبات وليس شروط: الأول إنهاء الحكومة التي شكلت وسميت "لجنة العمل"، الطلب الثاني تمكين حكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد رامي الحمد الله التي شكلت بتوافق كامل بينا وبين"حماس"، تمكين هذه الحكومة من عملها في غزة، كما تقوم بعملها في الضفة الغربية. ونحن نسير في المصالحة؛ ولكن لا أستطيع أن أقول: إن المصالحة مش ماشية، بل مش واقفة؛ بمعنى أنها تحتاج إلى جهد كبير ونوايا طيبة؛ وأعرف أن قيادة "حماس" تريد المصالحة ونحن نسير؛ وقبل عدة أيام قال لي رئيس الوزراء يوجد مشكلة تتعلق بالكهرباء وتم حلها. نحن مع المصالحة حتى نصل للنهاية، وقلت لمسؤول ملف المصالحة (عزام الأحمد): لو نسبة المصالحة 1% أكلموا فيها ولا تعطلوها، لتأخذ وقت لكن نريد دولة واحدة بنظام واحد ببندقية واحدة بنظام عسكري واحد، أنا أعرف أن ذلك يحتاج لوقت؛ لكن المهم أن يتوافق الجميع على ذلك. لكن دولة فلسطينية بدون غزة غير مقبول؛ ودولة في غزة أيضًا غير مقبول.

لدينا مؤسسة "التميز والإبداع" يترأسها عدنان سمارة؛ وتهتم في الشباب المبدعين. نحن شعب فقير لا نملك بترول ولا غاز ولا ذهب. لدينا عقول، فيها نستطيع أن نكون أحسن الدول؛ لذلك هذه المؤسسة تعمل بشكل كبير في الوطن والخارج؛ وكذلك في المقابل أنشأنا "مؤسسة مكافحة الفساد". أتحدى أي شخص لديه معلومة عن الفساد لا تذهب مباشرة إلى اللجنة؛ إن كان هناك إثبات بوجود فساد؛ لا أحد يستطيع التدخل في الموضوع. أما الأمن فهو مستتب، وثقافة السلام مستمرة؛ وأنشأنا "المحكمة الدستورية" عام 2016؛ ونعمل بكل جهد على الطاقة النظيفة، ونفتخر أيضا بقانون سيداو الخاص للسيدات.

ولدينا أيضًا قضية الشباب والرياضة. ومنذ تسع سنوات كان تصنيفنا 179؛ والسنة تصنيفنا 80؛ وتصنيف إسرائيل 98؛ هنالك جهد جبار انشغل على الرياضة. ونؤكد أن الرياضة ليست مسيسة؛ كل من يفهم بالرياضة ويلعب الأبواب مفتوحة أمامه، ولا علاقة لأي تنظيم فيها. لم نسيس الرياضة؛ ولذلك حصلنا على هذا التصنيف بجهود الجميع. لدينا أيضا الكشافة والمرشدات، كل التقدير لكل من يعمل في الرياضة برئاسة جبريل الرجوب.

نحن، إضافة إلى ذلك، نشجع الاستثمارات، نعمل والحكومة لا تترك جهدًا إلا وتبذله من أجل رفع مستوى الناس في العمل والإعمار والبناء؛ ونشاطات كثيرة تقوم بها الحكومة.

وآخر شيء قصة البوابات في القدس أولا أهل القدس هم أبطال الدفاع عن القدس مسلمين ومسيحين، واقفين يصلون جنبًا إلى جنب معًا من أجل القدس. هذا هو شعبنا الفلسطيني؛ أهل القدس صمدوا، وأخذنا مطالبنا، والحكومة لملمت نفسها ودفعت 25 مليون دولار للقدس.

كذلك لدينا مهمة صعبة بدعم إخواننا الفلسطينيين في لبنان؛ أسسنا مؤسسة منذ 6 سنوات توفر التعليم لكل طالب يأخذ ثانوية، وأي فلسطيني من أي جهة كانت، ولأي حزب أو اتجاه كان حصل على الثانوية في لبنان، من حقه أن يتعلم في الجامعة؛ واليوم أصبح لدينا 2800 طالب يتعلمون ويتخرجون؛ وبنفس الوقت عمل صندوق الاستثمار مالا يقل عن 3000 مشروع بيتي لدعم أهلنا في لبنان. وفي غزة تم إعادة إعمار 80% من المساكن المهدمة، وتم حل مشكلة الكهرباء، ولدينا برنامج لمكافحة المخدرات التي تصدرها إسرائيل بشكل مرعب؛ ويجب أن ننتبه لنحافظ على جيلنا الجديد من المخدرات. كما قامت الحكومة ببناء 25 مدرسة، منها 10 مدارس في غزة؛ وتوسعة 70 مدرسة.

هيئة تسوية الأراضي تقوم بعمل مهم من أجل حماية الأراضي من التسريب للاحتلال، وسجلت ثلث الأراضي التي تحتاج إلى ترسيم. وآخر شيء أسسنا المكتبة الوطنية، التي قال البعض: إنها قصر أبو مازن، وهو قصر ضيافة من أجل ضيوف فلسطين؛ فقررنا تحويله إلى مكتبة عامة، والشكر والتقدير لرئيس الحكومة وأعضاء الحكومة، كل باسمه، بارك الله فيهم؛ على الجهد الذي يقومون به.

على المستوى الخارجي، حصلنا على العضوية في 2012. بعد فشلنا في 2011، رفعنا العلم في 2015، وأخذنا الـ"يونسكو"، وحصلنا على عضوية الانتربول. ومن يهرب من الفاسدين سيجري ملاحقتهم عبر الانتربول. ومن هنا لعشرة أيام، ستشاهدون أسماء المطلوبين لدينا عن طريق الانتربول للمحاكمة. إضافة إلى ذلك، نعمل من أجل الأونروا التي يحاولون أن يلغوها؛ لأن إسرائيل تقول: إذا ألغيت الأونروا سننتهي من مشكلة اللاجئين، إذا كنت أنا رئيس دولة فلسطين لاجئ.

بعد ذلك سنطالب بنشر القائمة السوداء المكونة من 150 شركة تعمل في الاستيطان. سنفضحهم دوليًا. ونحن نضغط على ذلك؛ لكن يوجد ضغوط مقابلة قوية حتى لا تنشر الأسماء؛ لكن ستنشر بطريقة أو بأخرى قريبًا جدًا. كذلك البند السابع لحقوق الإنسان الخاص بفلسطين، الذي كل هم أميركا أن تلغيه؛ ولكن لن يستطيعوا. ويوجد قرار بقمة عمان 1980 كل دولة تعترف بأن القدس عاصمة لإسرائيل وتنقل سفارتها إليها يجب أن نقطع علاقاتنا معها.

المبادرة العربية للسلام: نحن متمسكون بها بالترتيب؛ أي كما وردت؛ يعني تحل قضيتنا أولًا؛ ثم بعد ذلك التطبيع. ونحن متمسكون بالمؤتمر الدولي الذي عقد في فرنسا، وسنتابعه مع الحكومة الفرنسية. ونقول دائما وأبدًا: إننا متمسكون بالمفاوضات كطريق للوصول إلى تسوية سياسية مع الإسرائيليين؛ لا نريد حربًا مع إسرائيل؛ نريد الطريق السياسي السلمي للوصول إلى تسوية.

هنالك أمر مهم، وهو قضية رواتب الشهداء وأسر الشهداء والأسرى: نحن نرفض قطع هذه الرواتب رفضًا قاطعًا؛ ولن نسمح لأحد أن يمس برواتب أسر الشهداء والجرحى والأسرى؛ هم أبناؤنا وسنستمر بدفع الأموال لهم.

ومن المهم جدًا أن نشير إلى قداسة البابا، كل الاحترام والتقدير له لعدة أسباب: أولا رجل محترم، ومتعاطف معنا جدا؛ وأنا لم أطلب منه الاعتراف بدولة فلسطين بل اعترف بها لوحده؛ ثالثا تصريحاته الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية؛ فكل التقدير والاحترام لقداسة البابا.

إخواننا الأعزاء، لدينا 2027 طفل استشهدوا على يد الإسرائيليين منذ عام 2000-2017؛ لدينا أسرى وشهداء سأذكر أسماء؛ ولا يعني ذلك أن نهمل بقية الأسماء: عهد التميمي، نور التميمي، محمد الدرة، محمد أبو خضير، الدوابشة، فارس عودة، إيمان حجو، إبراهيم أبو ثريا، ناريمان تميمي، ميار وآية ونور أبو عيش، أميرة أبو عيش الرضيعة التي قتلوها، مصعب التميمي وغيرهم الكثير... هؤلاء أرسلوا لي نحن سنشكي همنا للعالم بعد أن رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية شكوانا، سنتوجه للمحكمة الجنائية الدولية. نعم، من حقهم أن يذهبوا للشكوى.. من حقهم أن يذهبوا إلى أي مكان كان لإنصافهم.

بالختام، نؤكد أننا لسنا مغرورين أو مغامرين أو عدميين أو جهلة؛ بل نعرف ونعي تمامًا ما يحدث ويجري في هذا العالم من حولنا، ولا نبالغ في قدرتنا وإمكاناتنا؛ ونحن نستطيع أن نقول نعم، ولا؛ لكننا أيضا لا نقلل من مواقع أقدامنا؛ وليس لدينا دونية تجاه الآخرين، ولا ننحني إلا لله عز وجل؛ لأننا أصحاب حق. إن حساباتنا عاقلة وعقلانية، وخطواتنا محسوبة، ونتوخى الدقة في تقديراتنا للأمور؛ لأننا نضع مصلحة شعبنا نصب أعيننا؛ ولقد اتخذنا وعن وعي مواقف أمينة ومعتدلة، ومارسنا السياسة بصورة مسؤولة، بعيدًا عن العواطف والحسابات الضيقة؛ وقد كلفنا ذلك الكثير؛ لأننا رفضنا الضغوط والابتزاز، وتحملنا ما لا يحتمل بتمسكنا بمبادئنا وتصمينا على ألا نغادر مواقعنا وسياستنا التي رسمناها لشعبنا ولأنفسنا في مؤسساتنا القيادية؛ ولكن ما يؤملنا هو التردد والعجز القاهر والبارز في المؤسسات الدولية؛ وأحيانا العناد السافر في بعض مراكز القرار في العالم عندما يصل الأمر لنا ولقضيتنا التي مر عليها قرن من الزمان. وشعبنا يرزح تحت الاحتلال، ويعاني من الظلم والقهر والتجبر من بعض الدول العظمى التي يفترض أن تكون حريصة على العدالة.

نحن وحدنا من بين شعوب العالم ما زلنا نعاني من الاحتلال والظلم وعدم العدالة. وفي ظل استمرار هذا الوضع يصبح لزاما علينا القيام بالمراجعات السياسية الاستراتيجية بما يحفظ لشعبنا حقه في وطنه ونيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لديارهم طبقًا للقرار الأممي 194.

المجلس المركزي مطالب بإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. أنا مواطن أطالب بأن الحكومة الإسرائيلية أوصلت هذه الاتفاقات لطريق مسدود؛ لذلك أصبحت بحاجة إلى إعادة نظر فيها؛ لكي تستقيم مع قرارات الشرعية الدولية التي تصون لنا حقوقنا الوطنية المشروعة.

كما عودتكم على الصراحة والشجاعة في اتخاذ القرار، رغم وعينا المسبق بما يترتب على ذلك من نتائج أن نحدد ملامح قرارتنا للمرحلة المقبلة، هي ملامح قرارات أو توصيات.

لن نقبل بما تميله علينا أميركا من صفقة، ولن نقبل بها وسيط بعد الجريمة التي ارتكبتها بحق القدس؛ لكننا نقبل برعاية أممية لأي عملية سياسية تهدف لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.

لن نقبل أن نكون سلطة بدون سلطة، ولن نقبل باحتلال دون كلفة. سنحافظ على مكتسبات الدولة الفلسطينية الداخلية والدولية التي حققها أبناء شعبنا ومساعدة الخيرين في هذا العالم.

سنستمر في محاربة الإرهاب أي كان شكله أو مصدره؛ لأن لنا مصلحة في ذلك؛ وهو جزء من مسؤولياتنا كدولة ضد الإرهاب. نحن ضحايا الإرهاب السياسي والقانوني. لا يتصور أحد الإرهاب الذي يمارس علينا كل لحظة.

سنستمر في المقاومة الشعبية السلمية؛ لا يجب أن نخجل من ذلك لأنها طريقنا لدحر الاحتلال من أرضنا؛ وإقامة دولتنا على ترابنا.

هذا موقفنا؛ والأمر في النهاية للمجلس ليقرر ما يراه مناسبًا، وسنبقى منزرعين في أرضنا الطيبة كشجرة الزيتون؛ سنبقى هنا في فلسطين. نحن أصحاب قضية عادلة. وبالرغم مما مورس علينا من إجحاف فإن ثقتنا في الضمير العالمي ستبقى قائمة؛ ونأمل من أحرار العالم دولًا وشعوبًا رفع هذا الظلم عن كاهلنا. نحن شعب جدير الحياة والحرية؛ ولن نيأس؛ لأننا واثقون أننا سننال حريتنا وحقوقنا كاملة.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم... وصفكم الزعيم الخالد ياسر عرفات أنكم شعب الجبارين الصابرين الصامدين المرابطين؛ وأنتم فعلا شعب الجبارين بصمودكم وتضحياتكم الجسام التي تقدمونها كل يوم للحفاظ على كرامتكم وحقوقكم الثابتة على أرضكم. وما قوافل الشهداء والأسرى إلا أكبر دليل على ذلك، وكذلك مقاومتكم الشعبية السلمية المتواصلة ضد الاحتلال والاستيطان المغتصب لأرضنا.

اليوم 14 يناير نترحم على كل شهدائنا الأبطال وشهيداتنا جميعًا، لكن اليوم ذكرى استشهاد أبو إياد وأبو الهول. في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ شعبنا وقضيتنا، أسجل اعتزازي وفخري بكم وبشجاعتكم وصمودكم على أرضكم، وتضحياتكم التي أدهشت العالم.. وهذه التضحيات لن تذهب هدرا...

لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

ولا بد لفجر جديد أن يبزغ.. فجر الحرية والاستقلال

التحية لكم يا أبناء شعبنا العظيم في فلسطين ومخيمات المنافي والشتات وكل مكان.

التحية لكل شرفاء العالم الذين يقفون إلى جانب شعبنا ويشاركونه في نضاله المشروع من أجل الحرية.

عاشت فلسطين، وعاشت القدس الشرقية عاصمة أبدية لها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته