خطاب الرئيس محمود عباس لمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية بتاريخ 31/12/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونzzz*z، صدق الله العظيم،
يا جماهير شعبنا العظيم في الوطن والشتات،
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
على مشارف العام الجديد، نحيي شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في كل مكان، ونشيد بأبناء أمتنا العربية المجيدة، وأصدقائنا، أحرار العالم وشرفائه، الذين شاركونا نضالنا وكفاحنا، والذين دعمونا وتضامنوا معنا.
نحيي اليوم الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة أنبل الظواهر وأعظمها، حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حركة الأحرار في وجه الاحتلال والذل والطغيان، حاملة راية الحرية والكرامة والصمود.
كما نحيي هذه الذكرى، لثورتنا التي ولدت من رحم العذابات، والمعاناة لشعبنا الفلسطيني، الذي وجد نفسه مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في العام 1948، ضحية ظلم تاريخي، وجريمة لا مثيل لها في التاريخ الإنساني المعاصر، حيث تم اقتلاعه بقوة النار والحديد من مدنه وقراه، وطرد لاجئاً للعيش في مخيمات الوطن والشتات.
هذا ما دفع ثلة طليعية من الميامين الفلسطينيين بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات، بإبداع ثورة رائدة، لشعب جريح، رفعت شعار فلسطين لكل أبنائها، ولكل من يستطيع الدفاع عنها، فآمنت بحشد كل طاقات شعبنا وتوحيدها في سبيل فلسطين، وواصلت المسيرة وحققت انتصاراتها، وضربت الأمثلة النموذجية في المحافظة على استمراريتها، ومنعت كل محاولات التصفية والطمس، وتجلت في تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، مما حافظ على كينونة شعبنا وهويته الوطنية.
بين النكبة والنكسة، ومنهما إلى اليوم، لازال يجترح شعبنا ملحمة الصمود والنضال والمقاومة التي بقيت وستظل، دفاعاً عن هويته وحقوقه العادلة والمشروعة، وعن ثوابته الوطنية التي لم ولن نحيد عنها يوماً، مهما كان حجم التضحيات، فالحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني هي أهداف نعمل على تحقيقها، ففلسطين الأرض الطاهرة المباركة، هي عهد الأجداد للآباء، وهي أمانة الآباء للأبناء والأحفاد، نحميها بالصدور والسواعد، وسنظل نحمل الراية والشعلة وفاءً لهذا الإرث الذي لايضيع، ولن يضيع، والذي افتداه، ولازال يفتديه شعبنا بعشرات الآلاف من الشهداء، والأسرى، والجرحى، والمعتقلين، من أجل حرية وطنهم وشعبهم.
فلكم علينا يا شهداءنا الأبرار، ويا أسرانا البواسل، ويا جرحانا الأعزاء، أن نظل سوياً، شعباً وقيادة، نحمي الحلم، وندافع عنه، ونتمسك بالعهد والقسم.
وهاهي اليوم فلسطين، دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة، وهي ماضية نحو العضوية الكاملة بإذن الله، وستستمر في الانضمام للمعاهدات والمنظمات الدولية، وقد قمنا قبل ثلاثة اشهر، برفع علم فلسطين إلى جانب أعلام الدول في الامم المتحدة، هذا العلم الذي ما كان له أن يرفع شامخاً عالياً خفاقاً، لولا تلك الدماء الزكية الطاهرة لشهدائنا، والتضحيات الجسام لشعبنا في كل مكان.
وننتهز الفرصة لتقديم الشكر لجميع الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، ولجميع البرلمانات التي أوصت حكوماتها بالاعتراف، ونحث الدول التي لم تعترف بعد، وتعمل من أجل السلام، وتؤمن بحل الدولتين، أن تعترف بدولة فلسطين.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،
أيتها الأخوات، أيها الاخوة،
إننا طلاب حق وعدل وسلام، وإن السلام والأمن، والاستقرار في فلسطين والمنطقة بل في العالم لن يتحقق أي منها إلا إذا تم الاعتراف بحقوق شعبنا وحل قضيته حلاً عادلاً ، عبر إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لارض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وزوال الإستيطان وتفكيك جدار العزل والفصل العنصري وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وإطلاق سراح جميع أسرانا المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وعلى نحو يفضي إلى استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية .
إن تحقيق السلام في منطقتنا، سيسحب الذرائع من المجموعات الإرهابية التي تعمل باسم الدين، وتستخدم اسم فلسطين والقدس ذريعة لإرهابها.
وأغتنم هذه المناسبة لأجدد التأكيد على أن الهبة الشعبية الذي تشهدها بلادنا، هي رد فعل ناتج عن استمرار الاحتلال والاستيطان وامتهان للمقدسات، وغياب حل عادل لقضيتنا، بل وأنسداد الأفق السياسي ، وغياب الأمل بالمستقبل، الأمر الذي يولد الأحباط لدى الشباب في أنبثاق فجر جديد يشعرون فيه بالأمن والأمان، فالاحتلال يستبيح بسياساته القمعية كل شيئ، ويعمل على تعقيد حياة شعبنا، وجعلها جحيماً لايطاق.
ورغم كل ذلك، فإن شعبنا لن يركع، ولن يستسلم، ولن يذل، وسينبعث من جديد، وسنعمل معاً على استكمال بناء مؤسسات دولتنا، وتطوير اقتصادنا، ومن ناحية أخرى، سنستمر في خوض معركتنا السياسية والدبلوماسية، وتثبيت جذور دولتنا المسلحة بالقانون الدولي وبعضويتها في الأمم المتحدة والمنظومة الدولية.
نقول للشعب الاسرائيلي، إن حكومة بلادكم تضللكم، وهي لا تريد السلام لكم ولا لنا، وإنما تسعى بكل السبل لإطالة عمر إحتلالها وأستيطانها لأرضنا، وهي تريد الأرض والأمن والسلام لها وحدها، وهذا أمر مستحيل القبول به.
نعم لن نبقى وشعبنا تحت سطوة احتلالكم واستيطانكم، ولن نقبل باستمراراحتجازكم لجثامين شهدائنا، ولن نقبل استمرار اعتقالكم لأسرانا، فاخرجوا من حياتنا وأرضنا وارفعوا أيديكم عن مقدساتنا المسيحية والاسلامية.
إننا نرفض ما تمارسونه بحق شعبنا وبحق القدس وأهلها، والمسجد الاقصى المبارك، والمسجد الابراهيمي في الخليل، والمساجد والكنائس في كل أرجاء فلسطين، وإننا لن نقبل بإطلاق العنان لعصابات المستوطنين الإرهابيين التي تحرق البيوت وساكنيها وتمارس الإرهاب والعنف ضد شعبنا الفلسطيني في مدنه وقراه ومخيماته ، إضافة إلى سياسة العقاب الجماعي وهدم المنازل.
أن دباباتكم ومدافعكم وطائراتكم وجدرانكم واستيطانكم، كل ذلك لن يجلب لكم أي أمن او سلام، وإنما اعترافكم بحقوق شعبنا، وبالظلم التاريخي الذي الحقتموه به، وإصلاح الضرر والاقرار بالحقوق، والتحلي بالشجاعة للقيام بذلك هو مايصنع السلام، فهل انتم مستعدون لذلك؟.
نحن من جهتنا أعطينا الفرصة تلو الفرصة من أجل مفاوضات جادة ومثمرة ، ولكن حكومتكم ظلت كما هو دأبها تدير الصراع، وتتهرب من استحقاقات السلام، وتعمل على إطالة عمر الاحتلال، وتسعى لتحويله إلى صراع ونزاع ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع.
إن حكومتكم لا تريد حل الدولتين، فماذا تريدون إذن ومع من ستصنعون السلام وعلى أي أساس؟
إما نحن، فإننا نمد إليكم أيدينا بالسلام القائم على الحق والعدل ونحن باقون هنا على هذه الأرض فهي أرضنا على ثراها ولدنا وعشنا وسنظل نعيش ونحيا وسنموت وندفن ولا توجد قوة في الأرض مهما بلغت عنجهيتها وغطرسة قوتها وبطشها تستطيع إلغاء تاريخنا وحضارتنا، ووجودنا الثقافي والإنساني قد تستطيعون قتل أجسادنا ولكن أحداً لن يقدر على قتل أحلامنا وإرادتنا في الحرية والعيش بكرامة في وطننا فلسطين.
وفي هذا الإطار، نجدد التأكيد على أننا لن نعود للمفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نبقى وحدنا نطبق الإتفاقيات الموقعة، ولن نقبل بالحلول الإنتقالية أوالمؤقتة، وسنعمل على توفير نظام حماية دولية لشعبنا، وإننا مع إنشاء مجموعة دعم دولية، تضم عدداً أكبر من الدول ذات العلاقة، مثل المجموعات التي نشأت للتوصل لحل أزمات المنطقة، وكما نطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات،
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
أما على الصعيد الوطني الداخلي، فإننا ندرك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، ونؤكد عزمنا على تحقيق المصالحة الوطنية، وتصميمنا على لم شمل شعبنا الفلسطيني واستعادة وحدته الجغرافية، وماضون في توجهنا الصادق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، فالواقع الذي يعيشه شعبنا وقضيتنا وخطورة المرحلة تفرض علينا أن نكون جسداً واحداً يكرس الوحدة الوطنية عبر حكومة تتمثل فيها فصائل وفعاليات العمل الوطني الفلسطيني كافة، بهدف تعزيز صمود شعبنا ومشاركة الجميع في تحمل المسؤوليات الوطنية.
وإننا سنواصل العمل على فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، واستكمال مسيرة إعادة إعمار ما دمره الإختلال، وإن عودة الشرعية لقطاع غزة، ستؤدي حتماً إلى تخفيف المعاناة وإنهاء العديد من المشاكل التي يعاني منها شعبنا هناك.
ومن هنا فإنه يتوجب، أن تتوقف جميع المزاوادات وأشكال التحريض، وتصيد الأخطاء، لكي نمضي جميعاً في مسيرتنا نحو تحقيق الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال لشعبنا، كما ولا بد من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتجديد هيئاتنا وأطرنا التنفيذية، فنحن متمسكون بالديمقراطية الفلسطينية الناشئة والواعدة، وهو أمر نعتز به كثيراً وسنظل نعمل على تنميتها وتطويرها.
هذا في الوقت الذي نعمل فيه من أجل عقد المجلس الوطني الفلسطيني، بهدف تدعيم منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي الإطار الجامع والممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني حيثما وجد.
يا أبناء شعبنا العظيم،
ويا شبابنا الواعد، يا من أنتم غد فلسطين ومستقبلها المشرق، إننا جميعاً تعترينا مشاعر الغضب والضيق في ظل استمرار هذا الاحتلال البغيض، وانغلاق الأفق السياسي الراهن، ولكن إياكم أن يصيبكم الوهن ويسيطر عليكم اليأس، فنحن شعب لا يستسلم، فهذا البلد هو بلدنا، وهذه الأرض هي أرضنا، كان أسمها فلسطين ولا زال، وسيبقى أسمها فلسطين إلى أبد الآبدين، على ترابها ولدنا ونعيش وسنظل نعمل ونبني مستقبلنا، فأنتم أيها الشباب مستقبل فلسطين، وعليكم ونحن معكم أن نحول ذلك الغضب والثورة الداخلية الكامنة في نفوسنا جميعاً إلى طاقة إيجابية من أجل المزيد من البناء والتطوير لوطننا ومجتمعنا وقدراتنا الذاتية في جميع المجالات.
أيتها الأخوات، وأيها الإخوة،
إن شبابنا وشاباتنا هم القاعدة الصلبة والمتينة لشعبنا، ويتوجب علينا الوقوف إلى جانبهم وبناء قدراتهم الذاتية، وتوجيههم لبرامج تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، مما سيؤهلهم الحصول على فرص عمل، ومن هنا، فإننا نوجه الجهات الحكومية المعنية، لتنفيذ خطة رائدة وطموحه في مجال الإصلاح التربوي الشامل، ومراجعة السياسات الوطنية المتعلقة بالشباب في مجالات التعليم والتدريب، وإيجاد آليات لتمكين الشباب من الخريجين والمبدعين من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومنتجة، وذلك عبر إنشاء صناديق إقراض مالي ميسر، وتخفيف إجراءات الحصول على القروض من الصناديق القائمة، وقد أنشانا مؤسسة لتشجيع الإبداع والتميز، وسنعمل على إنشاء جوائز تقديرية مادية ومعنوية للمبادرين في مختلف المجالات.
وبهذا الصدد، فإننا نعلن أيضاً عن إنشاء الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب، وخاصة الخريجين منهم بمختلف مستويات تحصيلهم العلمي، في القريب العاجل، والذي يعنى بتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وإدماجهم في سوق العمل والإنتاج، وتقديم القروض اللازمة لمشروعاتهم ومبادراتهم أو لتشغيلهم. ومن ناحية أخرى، ندعو القطاع الخاص الفلسطيني لزيادة حجم استثماراته المستقطبة للشباب، ومن جهتنا سنعمل على إصدار القوانين اللازمة لتسهيل هذه المهمة.
إن مجتمعنا الفلسطيني وشعبنا يحتاج إلى المزيد من العمل والجهود المخلصة للنهوض بقطاع الصحة، وتقديم أفضل الخدمات الصحية لمواطنينا ومن خلال مؤسساتنا الصحية على حد سواء العامة والخاصة منها، وبذل قصارى جهودنا لتخفيف الاعتماد على التحويلات للخارج والتي تستنزف طاقاتنا المالية، والتوجه نحو الاستثمار في مجال بناء مؤسسات صحية وطنية متخصصة، حيث سنعمل على استقطاب ما يلزم من الطاقات والخبرات الفلسطينية الموجودة في كل مكان في العالم، وندعو المستثمرين الفلسطينيين وسواهم لإقامة مجمعات صحية متخصصة وسنوفر لهم كل سبل النجاح الإدارية والقانونية وكذلك البنى التحتية، وفي هذا المجال، فإننا نعمل حالياً على إنشاء مستشفى مركزي كبير لمعالجة أمراض السرطان وأخر للعيون ومستشفيات أخرى متخصصة في الوطن.
ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نعبر عن تقديرنا لجهود المجلس الطبي الأعلى ووزارة الصحة الفلسطينية، والهلال الأحمر الفلسطيني، وجميع المؤسسات الأهلية والخاصة العاملة في هذا القطاع الهام، مثمنين عطاء وتفاني الأطباء والأطقم المساندة، وندعوهم جميعاً لبذل المزيد وتقديم الأفضل لأبناء شعبنا.
أما على صعيد بناء اقتصادنا الوطني، فإن هناك قطاعين هامين سنعمل على مزيد من العناية بهما، هما القطاع الزراعي والصناعي، وذلك بالوقوف إلى جانب المزارعين وتعزيز صمودهم وثباتهم على أراضيهم وتحسين وسائل الإنتاج والدعم لهذا القطاع، وإيلاء عناية خاصة للمزارعين في المناطق القريبة من المستوطنات والذين تلحق بهم خسائر نتيجة ممارسات المستوطنين واعتداءاتهم وأعمالهم التخريبية للحقول والمزروعات.
وفي المجال الصناعي فقد أنشئت عدة مدن صناعية وسنعمل على إنشاء المزيد منها وعلى نحو يسهم في تطوير قطاع الصناعة بما في ذلك بناء مشاريع الطاقة النظيفة .
فالإنتاج الصناعي هام جداً لمجتمعنا ويوفر فرص عمل لشبابنا وسنشجع كذلك إقامة المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة؛ لأن ذلك من شأنه أن يساعدنا في الاعتماد على الذات ويجعل الدورة الاقتصادية تتكامل في عملية البناء وتحررنا من الاعتماد على العون والمساعدات الخارجية المشكورة.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
وقبل أن أختتم كلمتي، فإنني أود وأنا أتوجه لشعبنا الفلسطيني هنا في الوطن، ولأهلنا في الشتات بإننا على العهد والقسم محافظون، وإن فلسطين التي تسكن فينا، مثلما نسكن فيها، هي على موعد مع فجر الحرية القادم قريباً، وإنه لمن حسن الطالع في نهاية هذا العام، أن حلت علينا مناسبات متتالية، هنا على هذه الأرض أرض القداسة والنبوة، التي شهدت مسرى ومعراج سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وميلاد سيدنا المسيح عليه السلام اللذين صعدا من بيت المقدس، بوابة الأرض إلى السماء، وهي اليوم تحتفي بميلاد نبيين عظيمين وبرأس السنة الميلادية، وبالذكرى الواحدة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، لهي على موعد قريب بحول الله وقوته مع تحقيق الحرية والاستقلال.
وفي هذه اللحظات الفارقة، نود أن نطمئن شعبنا بقواه كافة، بأننا متمسكون بمبدأ لن نحيد عنه، يقضي بأن جميع القرارات المصيرية، المتعلقة بمستقبل أرضنا وشعبنا، وحقوقنا الوطنية الثابتة في أرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، ستخضع للاستفتاء العام، والمجلس الوطني، لإن شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام، هو صاحب الولاية، ومصدر السلطات.
ولمن يراهنون على انهيار السلطة أو حلها، فهذا أمر غير مطروح، فهي واحدة من مكتسبات وإنجازات شعبنا على طريق إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس سيادة القانون، وتكريس الهوية الوطنية، وتحقيق الاستقلال.
التحية كل التحية لابناء شعبنا العظيم الصامد الصابر والمجد والخلود لشهداءنا الابرار والحرية لاسرانا البواسل، والشفاء العاجل لجرحانا الأعزاء.
تحية خاصة لأهلنا الصامدين في مخيم اليرموك ومخيمات سوريا ولبنان وجميع المخيمات وأماكن اللجوء في الوطن والشتات
ونختم بقول الله جل وعلى: بسم الله الرحمن الرحيم zzz*zمن المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلاًzzz*z، صدق الله العظيم.
عشتم ..وعاشت فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية حرة عربية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في قاعة البرلمان اليوناني عقب التصويت بالإجماع لصالح الاعتراف بدولة فلسطين
22 كانون الأول 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد نيكوس فوتسيس
رئيس البرلمان اليوناني،
السيدات والسادة، أعضاء البرلمان المحترمون،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا اليوم هو عرس يوناني فلسطيني بامتياز، وهو إن دل على شيء إنما يدل على عمق العلاقات التاريخية والإنسانية التي تربط بين الشعب اليوناني والشعب الفلسطيني. قد تختلف أحزابكم فيما بينها على قضايا كثيرة، لكنها لا ولن تختلف على القضية الفلسطينية والدليل ما حصل قبل دقائق في مجلس النواب، إذ أن جميع الأحزاب والنواب صوتوا باتجاه واحد باسم الشعب اليوناني من أجل الاعتراف بدولة فلسطين.. شكرا لكم.
بداية أتقدم بخالص الشكر وعميق التحية والتقدير لبرلمانكم الموقر على هذه الجلسة الاحتفالية الخاصة، لمناسبة التصويت التاريخي والتوصية للحكومة اليونانية للاعتراف بدولة فلسطين.
حيث اتفق البرلمان بالإجماع، وبمختلف أحزابه على دعم فلسطين، وهو بذلك استحق أن يكون تصويتا تاريخيا.
كما أشكر سعادة رئيس البرلمان ونواب الرئيس، وجميع الأعضاء الحاضرين معنا اليوم، على هذا الاستقبال الدافئ، والكبير، الذي لقيناه منكم، وهو تعبير عن عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين اليونان وفلسطين وشعبيهما، والتي نحرص دوما على تنميتها وازدهارها كما تحرصون، فشكرا جزيلا لكم.
ونحن لا ننسى مواقفكم الثابتة والمبدئية مع فلسطين وفي كل المراحل، من أجل تمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله، وإنني على يقين وثقة بأن تصويتكم اليوم سيترك لدى شعبنا الفلسطيني أصداء طيبة وعظيمة، معربا لكم في هذه المناسبة التي نبتهج فيها باستقبال العام الميلادي الجديد 2016، ونحتفي سويا فيها بأعياد الميلاد المجيدة، راجين لكم ولشعوب العالم كافة عاما سعيدا وأعيادا مجيدة.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد عقدنا لقاءات ناجحة ومثمرة بالأمس مع كل من فخامة رئيس الجمهورية بافلوبولوس- ورئيس الحكومة تسيبراس بهدف تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، وقد اتفقنا على استمرار التنسيق والتشاور وأهمية إنشاء لجنة حكومية مشتركة، وتعزيز العلاقة بين رجال الأعمال في البلدين.
أحمل اليوم من شعبنا الفلسطيني، رسالة حب وتقدير، وتمنيات لليونان وشعبها، لتحقيق كل ما تصبون إليه من تنمية اقتصادية وتقدم وازدهار، ونحن على ثقة بأنكم قادرون على تخطي الصعاب وتذليل العقبات، فأنتم بلد الحضارة والفكر والفلسفة والإبداع، ولدينا وطيد الثقة بأنكم ستظلون كذلك.
السيد الرئيس، أعضاء البرلمان،
آتيكم من فلسطين، أرض القداسة والسلام، التي ترتبط ببلدكم وشعبكم الصديق بعلاقات روحية وتاريخية، تميزت على الدوام بالمتانة والصدق والصراحة، لأطلعكم على الأوضاع الصعبة والخطيرة التي لا زال يمر بها شعبنا وقضيتنا منذ قرابة سبعة عقود، حيث ما زال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا لأرض دولة فلسطين، ولا زالت إجراءات الاحتلال مستمرة في التوسع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، وإقامة جدار العزل والفصل العنصري، وامتهان للمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وبيت لحم وحتى داخل zzz*zإسرائيلzzz*z، وغيرهما من المدن الفلسطينية المحتلة، وقد حذرنا مرارا وتكرارا من مغبة الانحراف بالصراع من طابعه السياسي والقانوني بيننا وبين الإسرائيليين إلى صراع ديني، لا نقبل به، وستكون نتائجه وخيمة على جميع المنطقة.
عندما يحاولون تحويل الصراع من سياسي قانوني إلى ديني هذا سيعطي الذريعة لكل الأطراف المتطرفة من داعش وغيرها لتتحدث بلغتها، وتتكلم بلهجتها وتقول بما تريد بأنها هي من تحمي الإسلام، والإسلام بريء منها ومن غيرها، لذلك لا نريد أن نعطي سلاحا للمتطرفين، يجب أن تبقى المشكلة بيننا وبين الإسرائيليين سياسية لا يجب تحويلها لقضية دينة إطلاقا، ومن هنا نقول لا بد من حماية وعدم الاعتداء على الأقصى والكنيسة وبقية المساجد والكنائس في الأراضي الفلسطيني دعونا من هذه القضية لنتكلم حول الاحتلال حول الاستيطان والجدار العنصري الذي لا يزال يبنى إلى الآن بيننا وبين الإسرائيليين، نحن لا نريد جدار يفصل بيننا نريد جسرا يوصل بيننا، نحن جيران وسنكون في المستقبل أصدقاء، ما الذي يمنع ذلك، نحن لسنا ضد اليهودية إطلاقا ولا نستطيع أن نكون ضد اليهودية، اليهودية دين محترم نحترمه جميعا نقدره لكن مشكلتنا مع الاحتلال الصهيوني.
السيدات والسادة،
إن فلسطين لا زالت ترزح تحت أطول احتلال قمعي وإحلالي عرفته الإنسانية في الوقت المعاصر، من المؤسف أن الإسرائيليين يقولون إما نحن أو أنتم في هذه الأرض المقدسة، نحن نقول لهم هذه الأرض لنا ولكم نتعايش نحن وأنتم، وهم يقولو إما نحن أو أنتم، وطبيعة الحال هذا لا يمكن أن يحصل ولا يمكن للعالم المتحضر أن يقبل ما نطلق عليه الاستعمار الإحلالي، أي أن يحل شعب مكان شعب آخر، هذا لا يمكن أن يحصل. احتلال لا يحترم القوانين الدولية، وجرائم مستوطنيه البشعة ضد أبناء شعبنا والمحمية بجيشها وشرطتها، تمر دون عقاب أو حساب، وأن ما تشهده بلادنا من أحداث، ناتج عن استمرار الاحتلال، وانعدام الأمل بالمستقبل.
وأود أن أشير إلى ما تعيشه منطقتنا من عنف وإرهاب ندينه بكل ما في الكلمة من معنى، ونؤكد أن تجفيف مصادر تمويله ودعمه وإرساء العدالة في فلسطين من شأنه أن يسحب الذرائع من أولئك الذين يستخدمون قضية فلسطين والقدس مطية لأهدافهم. نريد نضالا سلميا، مظاهرة سلمية، حديثا سلميا، مناقشات حول دول العالم بالطرق السلمية، نريد أن نتفاوض ونجلس على الطاولة للحديث عن رؤية الدولتين الذي تعترف به كل دول العالم، رؤية الدولتين على حدود 67 القدس الشرقية عاصمة لنا، ونحل باقي القضايا ونعيش بأمن واستقرار، ما زلنا إلى الآن نمد أيدينا للإسرائيليين.
وبهذا الصدد، فإنني أكرر ما قلته سابقاً، إنه لم يعد من المفيد تضييع الوقت، والمطالبة بمفاوضات من أجل المفاوضات هذا لا يمكن، إلى متى ننتظر نحن الآن 68 عاما صراعنا قائم، نحن الشعب الوحيد في العالم ما زال تحت الاحتلال نحن شعب متحضر ومتعلم ومثقف، وشعب محب للسلام لماذا نصاب بهذا؟ هل يرضى العالم هذا علينا؟ ننظر إلى القارات كلها دول مستقلة كبيرة وصغيرة، لماذا الشعب الفلسطيني لا يتمتع بهذا، نحن منذ أوسلو حيث وقعنا اتفاقا واحترمناه ومع الأسف لم يحترموه ومنذ ذلك الوقت إلى الآن تجري حوارات عقيمة بلا فائدة، تعالوا نجلس على الطاولة هناك احتلال لننهي الاحتلال، ما هو المطلوب منا نحن جاهزون، ومطلوب منكم إنهاء الاحتلال كلمات بسيطة تبدو لنا أحيانا مستحيلة، متى نعمل المستحيل حقيقة واقعة؟، خاصة بعد أن أفشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل فرص السلام منذ مؤتمر مدريد، مع ضرورة البحث عن بدائل عملية لها، وهذا ما يجعلنا نؤكد مجدداً بأنه لا يمكننا الاستمرار لوحدنا في الإلتزام بتنفيذ الاتفاقات المشتركة التي نقضتها إسرائيل وتستمر في نقضها.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أود هنا أن أعبر عن تثميننا العالي لقرارات دول الإتحاد الأوروبي تجاه منتجات المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية، كما نقدر عاليا مواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وندعو الدول التي تؤيد حل الدولتين، ولم تعترف بعد بفلسطين، أن تقوم بذلك. ونحن متأكدون من هذا.
ما أريد أن أقوله هنا، يوجد على أرض 1967 ما يقارب 600 ألف مستوطن، كل يوم تبنى مستوطنة في نفس الأرض التي احتلت عام 1967، لماذا تبنى هذه المستوطنات، وتستطيع أن تبني على أرضك ما شت، إنما بناؤك على الأرض التي احتلت عام 67 فأنت تعقد القضية ولا تريد البحث عن حل، أنا أريد البحث عن حل، وبالمناسبة إذا حصل سلام بيننا وبين إسرائيل فإن جميع الدول العربية والإسلامية، وهي 57 دولة كلها تعترف بإسرائيل في نفس اللحظة وترفع علمها في إسرائيل في نفس اللحظة، وهذا ما أقره العرب في بيروت، ثم المسلمون على أن نمد أيدينا لإسرائيل لنحصل على السلام، ما هو طلبنا أن تنسحب من الأرض المحتلة وما هو المطلوب منا أن تعترف كل الدول من إندونيسيا إلى موريتانيا بإسرائيل، فلنتصور هذه الهدية الثمينة التي تقدم لإسرائيل، بدلا أن تكون تعيش في جزيرة معزولة أن تعيش في محيط واسع، يستطيع أي إسرائيلي أن يتنقل سائحا زائرا بينها، من هنا يبدأ السلام ومن هنا نقضي على الإرهاب، هذه هي الطريق لنقضي على الإرهاب من داعش وغيرها، نأمل أن يقتنعوا بهذا الكلام ونصل إلى السلام معهم.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بتوسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، بمعنى هناك لجنة رباعية من أميركا والأمم المتحدة وأوروبا وروسيا لم تتمكن أن تفعل شيئا، وقلنا لا مانع ونتمنى من توسيع هذه اللجنة ليصبح هناك ممثليات من بعض الدول الأوروبية والعربية والآسيوية لتشكل ضغط من أجل السلام وهي التي تقرر ونحن نعلن ما تقرره هذه الجنة إن أنشأت أن ننصاع إلى كلامها بالكامل ونتمنى أن يحصل هذا. كذلك نريد ونطالب بتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، نحن عزل ليس لدينا سلاح ولن يكون لدينا سلاح لكن يعتدى علينا كل يوم، نطلب من العالم أن يحمينا، أن تكون هناك قوة تحمينا تقول هذا حق وهذا باطل، لذلك نلح بطلب الحماية الدولية من الأمم المتحدة لشعبنا لنستطيع أن نعيش بأمان، كل ما نريده رؤية الدولتين التي يعترف بها كل العالم سواء في الجمعية العامة في القرار 67/19، دول أوروبا جميعا تقول دولتان على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة وباقي القضايا تحل، ونجلس لنحل باقي القضايا ومتأكد أننا سنجد الحلول اللازمة لها.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن أيدينا ما زالت ممدودة للسلام العادل والقائم على الحق وطبقاً للقانون الدولي، لا نطالب بشيء أكثر من القانون الدولي أين الخطأ في ذلك، عندما يختلف اثنان يذهبان إلى محكمة نحن نذهب إلى الأمم المتحدة وقراراتها وقرارات دول العالم ماذا تقول نحن نوافق على ذلك، ماذا يقال لنا نحن نوافق على ذلك، لكن لا يستطيع أحد أن يكون فوق القانون لأنه إن كان هناك أحد فوق القانون سيكون هنالك فوضى، والفوضى التي يعيشها الشرق الأوسط وتعكس نفسها على كل دول العالم بإرهاب ولاجئين وغيرهم لأن هؤلاء المتطرفون يعتبرون أنفسهم فوق القانون أو يطبقون القانون الذي يريدون وهذا لا يمكن، هناك شريعة دولية على العالم أن يحترمها وإلا سيكون هناك فوضى لا يستطيع أحد التحكم بها.
إن الطريق للأمن والسلام في منطقتنا يمر عبر تحقيق العدل والأمن للجميع، ولا أبالغ إن قلت لكم أنها تكاد تكون الفرصة الأخيرة المتبقية لتحقيق حل الدولتين وجعل السلام واقعاً ملموساً، تجني ثماره الأجيال القادمة في منطقتنا والعالم. وبعد الفرصة الأخيرة ستكون الخيارات الفوضوية التي لا نريدها، علينا أن نساير الجميع لكي نحقق السلام، لكن إن حصل هذه الفرصة الأخيرة وتفشل هذه كارثة على كل العالم.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
مرة أخرى أشكركم على هذا التصويت الشجاع الذي يعبر عن المسؤولية وكما قلت في البداية رغم أن هناك أحزاب مختلفة وأيديولوجيات مختلفة في قضايا كثيرة مختلفة لكن قضية فلسطين هي التي جمعت هذا البرلمان، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أصالة هذا الشعب وعمق ثقافة هذا الشعب، وعمق العلاقة التاريخية بيننا وبين هذا الشعب، وإيمان الشعب اليوناني بالعدالة اليونانية وبالذات بقضية فلسطين.
وأختم كلمتي بخالص التمنيات لليونان وشعبها الصديق بدوام الرخاء والتقدم ولبرلمانكم العتيد تحقيق المزيد من الانجازات لبلدكم وشعبكم.
والسلام عليكم،
كلمة السيد الرئيس محمود عباس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد بتاريخ 14/12/2015 في رام الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات،
ما فهمته من الأرقام التي سمعتها أن هناك 460 شكوى ضد الفساد، وهذا الرقم يفرحني كثيرًا ليس لأنه عندنا فساد؛ ولكن لأن الإخوة، الشعب، الناس،أصبحت حريصة على مكافحة الفساد؛ وبالتالي كل إنسان يشعر أن إنسان ما فاسد، يكتب بحقه. وهذا أيضًا نوع من الشجاعة المعنوية التي يتمتع بها أهلنا وإخواننا؛ وأنهم لم يعودوا يخافون من أصحاب النفوذ والسلطة والفساد (إذا كان عندهم فساد)؛ وبالتالي أنا سعيد جدًا أن أسمع بهذه الأرقام، وأضع بين قوسين:(أتمنى أن تكون الشكاوى المقدمة صحيحة أو على الأقل أن لا تكون كيدية)؛ لأن سمعة الناس مهمة جدًا. بالنسبة لنا سمعة يجب أن تبقى عطرة لكل الناس. لا يجوز لأحد أن يلوغ بسمعة أحد، إلا إذا كان متأكدًا مما يقول، ومما يفعل. عند ذلك لا مانع؛ بل بالعكس. وأنا أقول هنا لكل أبنائنا وبناتنا وأهلنا الحاضرين السامعين في الراديو أو في التلفزيون: أن يسارعوا لكي يقدموا أية شكوى ضد من يشعرون أنهم يتلاعبوا في المصلحة العامة؛ يتلاعبوا في الأموال العامة؛لأننا نريدها دولة نظيفة؛ دولة قانون؛ لا دولة بشر؛ أي أن القانون هو الذي يجب أن يسود، بصرف النظر عن كل الناس. ومن هنا نحن سائرون في هذا الخط، والهيئة تسير بشكل حثيث في هذا الخط، وتعرف الهيئة ورئيسها انه لا يتدخل أحد بشؤونهم. إذا وصلت الشكوى لنا تحال كما هي؛وإذا وصلت من غير مكتبنا (من أي مكتب)، فتدرس بكل الجدية، وتناقش حتى يصدر القرار فيها؛ مع الحرص الشديد على سمعة الناس؛لأنك مجرد أن تقول أن فلان فاسد ويكفي هذه الكلمة لتكون كالنار في الهشيم؛ ولا يستطيع هذا الرجل أن يدافع عن نفسه، ولا يستطيع أن يحمي نفسه، ولا ولا ولا. ونكون قد اتهمناه ظلمًا وعدوانًا. إذًا أي قضية يجب أن تدرس بمنتهى السرية وبمنتهى الكتمان إلى أن يصدر القرار. وعندما يصدر القرار، يصبح هذا شيئا علنيًا.وعلى الرجل الذي ارتكب بحق وطنه، بحق أهله، شيئا ما خطا أو جريمة أو جناية أو جنحة-أن يتحمل مسؤولية ذلك؛لأننا مصممون على أن نسير في هذا الخط إلى النهاية.
وكما ذكر: هناك انتماءات لكل المنظمات الدولية للأمم المتحدة ولغيرها من المنظمات؛ وهناك اتفاقات واجتماعات ومؤتمرات تعقد بين الفينة والأخرى في مختلف دول العالم؛ ونحن دائما شركاء فيها (مش شركاء زينات مملكات)؛ شركاء، ونحن نقدم أنفسنا على أننا نسعى بكل جهدنا من أجل الشفافية والمحاسبة والمسائلة. وأتمنى أن نتحدث من اليوم ليس عن الفساد باعتباره كلمة. مكروه أن نتحدث عن الشفافية، عن المسائلة، عن المحاسبة؛لأنها تؤدي إلى نفس الغرض؛ بينما ولا أسهل أن تأتيك تهمة من هنا وهناك (لا يزيدون عليك، يقولون:"فاسد"؛ دبر حالك، دافع عن نفسك! ما بتقدر ما بتقدر. دافع. لك (وَلَكْ)أخي،شو دليلك!آه: هلا بدنا نحكي. شو الدليل؛ عنا أدلة؟ لك أخي احكي). فأنا مبسوط جدًا بهذه الأرقام من الشكاوى، وفعلا؛ التي تدل على الشجاعة المعنوية والأدبية، والحرص الوطني أن هناك اهتمامًا خاصًا من الشعب بهذه المسألة الحساسة؛ لا نريدها. نريد أن تجتث شأفتها من الجذور. لا نريد أن يكون عندنا شيء؛ لا نريد أن يكون عندنا هذا الفساد وغيره. نريدها دولة القانون؛لأننا-بإذن الله- مقبلون على إقامة الدولة. كل المؤسسات جاهزة: القوانين جاهزة، الدستور جاهز، لم يبقَ إلا أن نعلن الاستقلال. سنعلن الاستقلال قريبًا أن شاء الله.
الواحد ما بقول عن زيتو عكر؛ فأنا بس بحب أقول: فعلًا أن"هيئة مكافحة الفساد" تعمل بجد وبشفافية؛ يعني لا يوجد فلان خاطر؛ شنو كلمة "خاطر"؛"شنو" كلكم بتعرفوها؛ فلان،أو فلان؛ أو الرئيس بحب فلان؛ بلاش؛ ما نعمل، لالا ما في شي من هاد؛ كل الناس سواسية أمامها؛ وكلكم مراقبون، كلكم مراقبون على ما يجري؛ ولكن نراقب بحذر ونراقب بمسؤولية وبأخلاق؛ لأن ما يهمنا هو النتيجة؛ ولا يهمنا التشهير. إذا كنت غاضبًا من أحد، أشهِّر به، ولا أسهل. وكما قال أبو شاكر:أنا قبل كم يوم، يعني، اجتني تهمة بلاش. عليه محاربة الفساد؛ بقولي: وين؛ قلي ما في عندك مطب! ليش بتقول هيك! طيب بطلنا، طيب ماشي؛ فإذا هذه هي المؤسسة التي افتخر شخصيًا أنني أطلقتها وأفتخر بالإخوة، وعلى رأسهم الأخ رفيق؛ الذين يعملون بها، وأتمنى لهم النجاح؛ واتمنى منكم جميعًا (من هنا، ومن هو في الخارج)أن يساعد هذه اللجنة أو يساعد هذه الهيئة على أداء مهماتها على الوجه الأكمل. هناك قضايا أخرى ممكن أن نتحدث عنها؛ ولا أريد أن أعدكم بأن الوقت سيكون قصيرًا، كما فعل أخي أبو شاكر؛ رح أطول شوي عليكم في قضايا مهمة،أحب أن تسمعوها ثلاث قضايا:
القضية الأولى: إضافة إلى الشفافية الآن نسميها "الشفافية والمسائلة والمحاسبة".التكنولوجيا نحن شعب لا يملك من الدنيا إلا عقله، ليست لدينا ثروات طبيعية، والاحتلال جاثم على صدورنا، والإمكانات ضعيفة جدا؛ لكن عندنا العقل؛ ولذلك يجب أن نهتم جدًا بالبذور الصغيرة (الشباب الصغير الذي بدأ يتفتح) وأنا قابلت هنا قبل بضعة أشهر العديد من هؤلاء الشباب، لا يزيدون عن العشرين؛ قابلت حوالي ثمانين (هؤلاء الذين تمكنوا من الحضور) وكلهم مبدعون؛ كلهم لديهم أفكار وضعوها على الكمبيوتر وقدموها؛ ومنهم من يترجمها إلى واقع؛ ومنهم من يستمر فيها. هذه هي القضية الأساس التي يجب أن نرعاها أن نهتم بها، لأن هذه العقول إذا تفتحت وأنتجت فعلًا، سيكون عندنا ثروات، ليست طبيعية؛وإنما ثروات بشرية، وهذا ما تسعى إليه كثيرا من شعوب العالم التي لا تملك الثروات الطبيعية ،وإنما تملك العقول. ونحن من الناس الذين يملكون هذه العقول.
القضية الأخرى: هي قضية الصحة والمستشفيات.قبل بضعة أيام التقيت مع الأخ وزير الصحة وسألته: كم نحتاج من الوقت حتى يأتي وقت لا نرسل أحدًا للعلاج في الخارج؛ يعني ماذا ينقصنا هل الأطباء؟ هل المستشفيات؟ هل المعدات؟ لأنه لا يجوز هذا الشعب أطباؤه يعالجون من أمريكا إلى اليابان، وما بينهما؛ وهنا نحن في هذا البلد، نصف المرضى يعالجون في الخارج، ليش؟ فقلي: سنتين؛ نعم، منيح، ماذا ينقصكم؟ قال: ينقص كذا، وكذا،وكذا. قلت له: كله ملبى فورًا. بما في ذلك طلب؛ أو هو يبحث قبل أن أتكلم معه؛ عن أرض لبناء مستشفى للسرطان، هنا قلتله: هل وجدت الأرض؟ قال نبحث. قلتله: كم تريد من الأرض؟ قال: أربع دونمات. قلتله: عندي خمسة الآن: روح حط أيدك عليهم؛ في عندنا ارض للدولة؛ وهذه ارض الدولة، يجب أن تستعمل في المكان الصحيح وللموضوع الصحيح. وفعلًا أخذ الأرض؛ وإن شاء الله سيبنى المستشفى إضافة إلى بعض الاحتياجات هنا وهناك، من أجل تنمية علاج القلب، والكلى، والأطفال والنساء (كل هذه الأشياء). قلت له: بشرط، بعد سنتين. لا أريد إذا عشت (إذا ما عشت) انتو بتشفوا مش مشكلة إنو بعد سنتين؛ ما فش ولا واحد يطلع برة يتعالج. فقلي أن شاء الله، بوعدك إنو خلال سنتين لن يكون أحد يعالج برة؛ لأنو عنا الأطباء، وعنا الإمكانات، وعنا المعدات، وعنا المستشفيات. وبعتقد هذا من أهم الأمور التي يجب أن نرعاها ونهتم بها.
النقطة الثالثة: هي التعليم. وزير التعليم -ما شاء الله عليه- وين؟ قاعد هون؟ لو مش هون كنا حكينا كم كلمة عنك. جلسنا جلسة معو، قلت له: وين التعليم التكنولوجي؟ وين التعليم الصحيح؟ وين التعليم اللي أنا بشوفوا في التلفزيونات في العالم! قلي: بوعدك هذا العام سيكون كذلك؛ إن شاء لله بنشوف. قلي هذا العام القادم سيكون كذلك؛ التعليم مهم لا يجوز أن نبقى في البرامج القديمة التقليدية التي لا تفيد؛ التي تحشى حشوا، في عقول الطلاب؛ نريد الطلاب أن يتعلموا شيئًا جديدًا؛ شيئا حديثا. فقلي (وهو صادق إن شاء الله): خلال هذا العام سيكون عندنا هذا النمط من التعليم؛ وأنا مع إني معلم قديم؛ بس بعرفش كتير باللي حكاه؛ لكن قلِّي: انو خلال فترة قصيرة سيكون هناك بس كمبيوتر في الصف لا يحمل الطالب معه أي شي ولا يحمل. قلت له: أنا هذا اللي بدي إياه.
فهذه الأمور التي نتمنى؛ نتمنى أن نحققها: تعليم، وصحة، تكنولوجيا، الشفافية (وأهم شي الشفافية؛ سيادة القانون) سيادة؛ قد ترى،إذا بلد فيهاش قانون، هي غابة، لو كانت أرقى بلاد العالم. إذا اعتدي على القانون ولو لمرة واحدة وقبل الناس، انتهت البلد؛ تصبح غابة؛ وبالتالي: المهم أن سيادة القانون ستكون موجودة إنشاء الله؛ ولا أحد يجرؤ؛ ولا أحد يسمح له؛ ولا احد. يجب أن لا تسمحوا لأحد يخترق القانون،أن يتجاوز القانون؛ لأن القانون هو تمثيل للرب على الأرض، كما أمرنا الله أن نطبق. إذا هو تمثيل؛ والقاضي هو ممثل؛ وبالتالي لا يستطيع أحد أن يتدخل في القانون. ويجب علينا أن نحمي دولة القانون.
أوضاعنا السياسية، كما تعلمون:بدأت هبة جماهيرية مبررة؛ يعني لا نملك أن نقول للشباب: لماذا انتم خارجون؟ ولا أحدا أن يدعي انه أخرجه. خرجوا لأسباب عدة، أولها: أنهم بدأوا يشعرون باليأس من الدولتين؛ يتجولون لا يرون أساسًا منطقيًا لدولتين. أين دولتنا!مش موجودة: استيطان في كل محل؛ حواجز في كل محل؛ حيطان في كل محل؛ فبدأ اليأس يتسرب إلى قلوبهم وعقولهم. نحن نتحدث عن الجيل الجديد؛ فبدا يتراكم هذااليأس. طب ما الحل؟لا يجدون أمامهم حلًا.
النقطة الأخرى الاعتداءات على الأطفال: هناك، كما تعلمون، ما يسمى (ستاتيسكو)الأمر الواقع متفق عليه منذ عام 1875، ومطبق منذ ذلك التاريخ. في 2000 شارون اخترقه، وذهب إلى المسجد وقامت ثورة الأقصى خمس سنوات؛ وكانت ثورة مدمرة عارمة، سببها هذه الزيارة. الآن، يكررون نفس الكلام؛ يذهبون إلى الأقصى، ويعتدون على الناس، ويلوثون، ويعيثون في الأرض فسادا. طيب،أين هو ستاتيسكو؟ بقلك: هاد هو ستاتيسكو اللي إحنا عملناه. هلا، كيف ما فرضوه بعد 2000 يعتبرونه هو ستاتيسكو الذي اعتمد في عام 1875. طبعا أهل القدس شايفين، والذي يذهب ليصلي شايف؛ والذي لا يذهب يسمع؛ فهذه اعتداء على حرمة؛ اعتداء على مقدس؛ اعتداء على شيء يصيب قلوبنا وعقولنا وديننا طبع. لا يهتموا النقطة الثالثة إنو المستوطنين بدأوا بأبو خضير؛ وأبو خضير مش أول واحد؛ بس أبو خضير قضية كانت بارزة (حرق، ثم إعدام)؛ ثم جاءت عائلة دوابشة (حرق ثم إعدام)؛ إضافة إلى مئات الاعتداءات على الناس، على البشر، على الحجر، على المساجد، على الكنائس. كل هذا أدى بالناس لتقوم بهذه الهبة الجماهيرية؛ طيب، امنعوا هذه الأسباب يا عمي؛ خلينا نشتغل في الأقصى كما كنا في الماضي؛ نحن لا نمنع الزوار؛ نحن نمنع الذين يعيثون بالأرض، في المسجد، فسادًا؛أما زائر بيجي بفوت كما كان في الماضي، بتفرج هنا، ما عنا مانع، وبدخل من خلال الأوقاف، وبطلع من خلال الأوقاف، أوقفوا هذه الاعتداءات، ما في عنا مشكلة. ثم نريد أن نشعر أو نسوق لأهلنا أملا انو فعلًا في دولة بعد بكرة أو بعد شهر أو بعد سنة أو بعد خمس سنين؛ بس يفهموا الناس أو في شيء، أو أنا استطيع أن أقول كلمة (وأنا يجب أن أكون صادق وعارف) إنو بعد المدة الفلانية، في دولة؛ ما في شي ما في شي؛ ولذلك، طبعًا كما تعلمون: ذهبنا لمجلس الأمن لنحصل على دولة كاملة العضوية؛ فشلنا؛ ثم ذهبنا إلى الجمعية العامة؛ فأخذنا"دولة مراقب"؛ وهذه الصفة تتفاعل كثيرا في العالم، إضافة إلى عشرات المنظمات التي وقعنا، وسنوقع عليها لنكون أعضاء؛ مثل "اليونسكو" التي وقعنا عليها أول شيء، ومؤخرا "مؤتمر المناخ"؛ نحن عندما حضرنا "مؤتمر المناخ"، ما كنا أعضاء؛ لكن مجرد أن صدرت قرارات المؤتمر، قدمنا طلب لنكون أيضًا أعضاء في هذا المؤتمر.
إذا هذا هو الوضع السياسي. يضاف إلى ذلك، انو في اتفاقيات بيننا وبين الإسرائيليين، اتفاقيات. هذه الاتفاقيات نقضت جميعًا من 1993 إلى يومنا هذا؛ وفيها اتفاقيات موقع عليها رئيس الوزراء الحالي؛لأنو كان في 96 و99، وبعدها كان رئيس وزراء؛ وكان في لقاءات، وكان في اتفاقات، وعقد كذا اتفاق وقعه هو، ثم لغية؛ لنبلغ مؤخرا انو العودة للاتفاقيات غير واقعي، غير طبيعي، غير ممكن، ليش! ليش؛ اتفاقيات موقعة. فإحنا قلنالهم: إذا كان تعبرون عن حسن نوايا،نبدأ بتنفيذ هذه الاتفاقيات. عند ذلك نطمئن إنو إحنا ماشيين في الطريق الصحيح طيب. ما في شي؛ اوكي، نروح على المفاوضات؛ وقفوا الاستيطان، وطلعوا الأسرى. طبعا إحنا عنا آلاف الأسرى؛ لكن في اتفاق رسمي على 30 أسير، قبل اوسلوا؛ وطلعنا منهم أظن 75، وبعد 30 واحد بدو يطلعوا. قالوا: لا ما بنطلعهم، ليش هيك! طب ما اتفقتوا! وبالمناسبة: مش أنا اللي اتفقت مع رئيس الوزراء؛ جون كيري اتفق مع رئيس الوزراء، وكان يكلموا من مكتبه، بطل. طب ليش قال ما بدي؟ طيب إذا هذا ببطل، وهذا ببطل؛ أنا كيف أثق إنو بدو يسوي معي سلام! قال ممكن يسوي معي سلام؛ لكن نحن صابرين؛ صابرين وصامدين ومتمسكين بحقنا؛ ولن نتزحزح عن ذلك مهما كانت الأسباب والظروف.
والسلام عليكم،،،
كلمة الرئيس محمود عباس لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 9 كانون الأول 2015
في ذات العام الذي تبنى فيه المجتمع الدولي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لضمان وصون الحريات والحقوق الأساسية، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، شهد شعبنا الفلسطيني نكبته وواجه مشروعًا يهدف إلى استئصاله من أرضه وإنكار وجوده. وفي حين أكد هذا الإعلان أن الحقوق الواردة فيه يجب أن تُكفل لكل إنسان في كل بقعة على الأرض، كان الإنسان الفلسطيني يحرم من أبسط حقوقه الوطنية والفردية، وعلى رأسها الحق بالحياة والحرية.
وإذ نُحيى اليوم، الموافق 10 كانون الأول/ ديسمبر (اليوم العالمي لحقوق الإنسان)، يتعرض أبناء شعبنا الفلسطيني إلى هجمة جديدة من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في إطار عدوانهم المتواصل على حقوقه وأرضه ومقدساته المسيحية والإسلامية، والذي يستهدف بشكل رئيس الأطفال والشباب، حماة الحلم وجيل المستقبل.
لقد استشهد في العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في صيف 2014 ما يقارب الـ2200 فلسطيني، منهم أكثر من 500 طفل؛ ومنذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2015، استشهد 117 فلسطينياً حتى الآن، بما في ذلك 25 طفلًا؛ فضلا عن حملات الاعتقال والتعذيب التي يتعرض لها شعبنا، بما في ذلك الأطفال؛ حيث تم اعتقال أكثر من 10.000 طفل فلسطيني، منذ عام 2000 إلى الآن.
وفي هذا الصدد، قررت دولة فلسطين إحياء هذا اليوم بشكل خاص في كل أنحاء مدارس الوطن، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الطفل الفلسطيني، والتأكيد على حقه، أسوة بأطفال العالم، في الحياة بحرية وكرامة فوق تراب وطنه.
سيواصل شعبنا الفلسطيني الأبي نضاله من أجل تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة، وسيعمل، في الوقت ذاته، على تعزيز منظومة حقوق الإنسان وحماية الحريات وضمان المساواة وعدم التمييز كأساس لدولتنا المستقلة، كدولة لكل مواطنيها، ذكورًا وإناثا، باختلاف أديانهم ومعتقداتهم وآرائهم وظروفهم الاجتماعية؛ وترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والمجتمع التعددي الديمقراطي والكرامة الإنسانية.
لقد شكلت وحدتنا الوطنية والتكافل الاجتماعي، التي تشكل الضامن والحامي لنسيجنا الوطني، رغم التشريد والاحتلال وممارساته غير الشرعية من استعمار وحصار وجدار وحواجز.
لقد أكد إعلان الاستقلال عام 1988، على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وأكد كذلك على احترام وصيانة مبادئ حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميًا على النحو الذي نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ وذلك لترسيخ مكتسبات شعبنا في إطار مسيرته النضالية المتواصلة، وتجسيدًا للدولة الفلسطينية المستقلة، وتعبيرًا عن سعيها المستمر لضمان حقوق وحريات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ووفاء لتضحيات شعبنا وتطلعاته. وإن حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب في الأمم المتحدة وانضمامها لاتفاقيات دولية، خاصة في مجال حقوق الإنسان، دون أية تحفظات، جاء تعزيزًا للجهود والنضال الوطني نحو دولة تكفل لكل مواطن حقوقه، ويتولى فيها القانون صيانة وحماية حقوق الإنسان؛ وحيث نطالب بما تكفله لنا هذه الاتفاقيات من حقوق، ونتعهد بالوفاء بالتزاماتنا تجاهها، من خلال مواءمة تشريعاتنا وسياساتنا مع هذه المبادئ والمواثيق الدولية.
في هذا اليوم نعيد التأكيد على التزامنا بـ"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، ونناشد الدول والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بأن تعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال والشباب، وضرورة مساءلة الاحتلال عن جرائمه، وأن تدعمنا في مسيرة الاستقلال وضمان كافة الحقوق الوطنية والفردية لأبناء الشعب الفلسطيني، وسوف تبقى فلسطين الاختبار الأهم للمنظومة الدولية، ويجب على الدول أجمع الوفاء بالتزاماتها باحترام وضمان احترام القانون الدولي، وقطع أية روابط بين حكوماتها وهيئاتها وشركاتها مع الاستيطان ومنتجاته وقوات الاحتلال التي تقوم بحمايتهم، وربط العلاقات مع إسرائيل بشرط التزامها بالقانون الدولي وبمدى تحقيقها للسلام.
وإذ نخاطب أبناء شعب فلسطين في كافة أنحاء الوطن والشتات، في المخيمات والمدن والقرى، لإحياء هذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وللتأكيد على الحقوق التي يكفلها لهم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهم ما زالوا محرومين منها. نقول للعالم: إننا طلاب حياة وكرامة وحرية وسلام، ويتوجب على العالم أن يستجيب لنداء شباب فلسطين، نداء الأمل والإرادة والصمود الذي سيهزم الاضطهاد والاحتلال وينتصر للحق والحرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس بمؤتمر باريس للمناخ 30 تشرين الثاني 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس فرانسوا هولاند،
معالي السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة،
معالي السيد لوران فابيوس، رئيس المؤتمر،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
بدايةً نتقدم بخالص الشكر وعميق التحية والتقدير لفخامة الرئيس فرانسوا هولاند، وللحكومة والشعب الفرنسي، على الدعوة لهذا المؤتمر، ونحن إذ نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب الفرنسي الصديق، وتعازينا لجميع الدول التي تضررت من الإرهاب، لنعبر عن إدانتنا القاطعة لتلك الأعمال الهمجية والإرهابية، مما يستدعي من الجميع، بذل جهود حقيقية، لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وفي جميع أنحاء العالم.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن مسألة التغير المناخي، أصبحت تحدياً وطنيا لكل دول العالم، وإن دولة فلسطين، التي هي عضو كامل في العديد من الهيئات والمعاهدات الدولية، ستواصل تحضيراتها للانضمام للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، متطلعين في ذات الوقت للمساهمة الإيجابية، وتحمل المسؤولية كدولة عضو في المستقبل القريب.
لقد اتخذت فلسطين خطوات عملية وجدية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، وقد حققت تقدما كبيرا باعتماد القوانين والاستراتيجيات اللازمة لعملها.
إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة، يمثل تحديا رئيساً لجهودنا، وذلك بالاستيلاء على مواردنا الطبيعية، وتدمير محاصيلنا الزراعية واقتلاع أشجارنا وعدم تمكيننا من استكمال البنية التحتية الحيوية لدولتنا، وإلقاء النفايات بأنواعها في أراضينا، وتلويث مياهنا الجوفية، في إطار نظام تمييز عنصري مخالف للقانون الدولي.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن فلسطين لا زالت تعيش تحت حراب الإحتلال الإسرائيلي، وجرائم مستوطنيه البشعة، وانتهاك لمقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، التي تمر جميعها، هذه المخالفات، دون عقاب.
وبهذا الصدد، فإنه لم يعد من المفيد تضييع الوقت، في مفاوضات من أجل المفاوضات، خاصة بعد أن أفشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل فرص السلام، وهذا ما يجعلنا نؤكد مجددا بأنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات وحدنا.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
يأتي اجتماعنا هذا اليوم مع مرور 68 عاما على صدور القرار الأممي 181، القاضي بتقسيم فلسطين التاريخية، لنذكركم بمسؤولياتكم لتنفيذ هذا القرار، وتمكين شعبنا الفلسطيني من نيل حريته واستقلاله في دولته الخاصة به.
إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بتوسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، وتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، وعبر قرار من مجلس الأمن وضمن سقف زمني محدد، ونؤكد بأننا لن نقبل بحلول مؤقتة أو جزئية.
أود هنا أن أعبر عن تثميننا العالي للدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وإننا ندعو الدول التي تؤيد حل الدولتين في بلادنا، ولم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام مع جيراننا، السلام العادل والقائم على الحق، وطبقا للقانون الدولي، وسنواصل بناء دولتنا على أسس عصرية وديمقراطية، وأن شعبنا لن يقبل باستمرار الوضع الحالي والعيش في ظل الاحتلال والاستيطان.
وهنا أؤكد لكم بأنه لم يعد أمامنا الكثير من الوقت لإضاعته، ولا أبالغ إن قلت لكم أنها تكاد تكون الفرصة الأخيرة المتبقية لتحقيق حل الدولتين وجعل السلام واقعاً ملموساً، تجني ثماره الأجيال القادمة في منطقتنا والعالم.
مرة أخرى أحييكم وأتمنى لهذا المؤتمر أن ينجح في تحقيق الهدف النهائي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
والسلام عليكم،
كلمة الرئيس محمود عباس التي ألقاها بالنيابة عنه، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بتاريخ 23 تشرين الثاني 2015
معالي السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة،
معالي السيد موغنز ليكيتوفت، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة،
سعادة السيد ماتيو رايكروفت، رئيس مجلس الأمن،
سعادة السيد فوديه سيك، رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف،
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
أود في البداية أن أنقل إليكم تحيات دولة فلسطين والشعب الفلسطيني وإلى جميع أصدقائنا المشاركين في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مختلف دول العالم. إننا نحيي هذه المناسبة بعد شهرين من رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الحفل المهيب الذي شاركنا جميعاً فيه في حديقة الورود، ونعتز بأن علم دولة فلسطين يرفرف بجانب أعلام دول العالم في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها.
وأود في هذا المقام أن أتوجه بصادق التقدير والعرفان للدول التي قامت بالاعتراف بدولة فلسطين، ولكافة الدول التي قدمت دعمها المشرف لقضية شعبنا، عبر تصويتها الايجابي في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية، على العديد من القرارات الهامة المتعلقة بقضية فلسطين، بما في ذلك مركز دولة فلسطين في الأمم المتحدة، ورفع علمها، كما ونقدر عاليا دعمها الثابت لجهود تحقيق السلام العادل في منطقتنا وفي العالم.
كما نجدد اليوم امتناننا للمنظمات غير الحكومية وللمجتمع المدني ولكل الأشقاء والأصدقاء ولكافة الشعوب المحبة للحرية والسلام في مختلف أنحاء العالم الذين يقفون باستمرار إلى جانب شعبنا. نحن ممتنون لتضامنهم ودعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية المشروعة، بما في ذلك تحقيق حريته واستقلاله، وتحقيق السلام العادل والدائم.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
لقد دافعت الأمم المتحدة، منذ إنشائها، عن قضيتنا وأبقتها أولوية على جدول أعمال المجتمع الدولي، ومدت يد العون لشعبنا، وشرّعت من القرارات والتوصيات ما يُشكّل أساسا لا يمكن تجاوزه في البحث عن الحل العادل والدائم والشامل. ونؤكد هنا على المسؤولية الدائمة للأمم المتحدة إزاء قضية فلسطين حتى يتم إيجاد حل لها بشكل مُرضٍ في جميع جوانبها وفقا للقانون الدولي ومبادئ العدالة.
في هذا الصدد، فإننا نعبر مجدداً عن تقديرنا العميق للجهود التي يبذلها معالي الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، وللجهود التي تبذلها اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ورئيسها سعادة سفير السنغال فوديه سيك، وأعضاء مكتبها، وكافة الدول الأعضاء والمراقبة في اللجنة، وشعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة للأمم المتحدة، ومنظومة الأمم المتحدة بأسرها، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) والوكالات العديدة التي تقدم المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، دعما لحقوقه ولتحقيق السلام العادل والدائم.
لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، وغيرها من الأجهزة والهيئات التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك محكمة العدل الدولية، قرارات قوية ومبدئية لصالح قضية فلسطين. وفي هذا الصدد نعرب مجددا عن أسفنا العميق لعدم تنفيذ هذه القرارات، الأمر الذي زاد من حدة الصراع على مدى عقود وألحق بالشعب الفلسطيني مشاقا جسام. إن الفشل في تطبيق القانون وتنفيذ هذه القرارات أدى إلى حرمان الشعب الفلسطيني بشكل مستمر من ممارسة حقوقه، وكرس القناعة بأن هناك معايير مزدوجة إزاء قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإسرائيل والتي لم يتم تنفيذها ما سمح لإسرائيل أن تتصرف باستمرار وكأنها دولة فوق القانون، وبإفلات تام من العقاب، وبعواقب وخيمة.
إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وإمعانه في مواصلة أنشطة الاستيطان الاستعماري، وتماديه في عمليات التنكيل والاعتقالات المسعورة والهمجية للمدنيين، والإعدامات الميدانية لشبابنا وأطفالنا، والحصار المفروض على قطاع غزة، وعمليات هدم المنازل، والاعتداءات الوحشية المتكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين على السكان المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وأعمال الاستفزاز والتحريض ضد أماكنهم المقدسة، بما فيها الحرم القدسي الشريف في القدس الشرقية المحتلة، لتؤكد أن إسرائيل تتمادى في غطرستها وتعنتها، وانتهاكاتها للقانون الدولي، ورفضها للسلام، وتتمسك بالفكر الاحتلالي الاستعماري الجشع.
السيدات والسادة،
لقد حذرت على مدى السنوات الماضية، من مغبة ما يجري في مدينة القدس المحتلة وما حولها، من فرض قيود صارمة على أبناء شعبنا، وانتهاك لحقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن محاولات تغيير هوية القدس وطابعها التاريخي والديمغرافي، علاوة على انتهاكات المستوطنين والمتطرفين، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، لحرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، والتي تستهدف بشكل خاص تغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف والمسجد الأقصى منذ ما قبل العام 1967 وما بعده. إن كل هذه الأعمال والانتهاكات من شأنها أن تحول الصراع، من صراع سياسي وقانوني، إلى صراع ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، وهذا ما لن نقبله.
لابد من وقف كافة الأنشطة الاستيطانية غير القانونية وكافة الأعمال والإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس الشرقية المحتلة وتغيير أو محو الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي وهوية المدينة المقدسة، بما في ذلك كافة المحاولات الإسرائيلية للتواجد المرفوض الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك والحرم الشريف. لابد من وقف جميع أعمال العنف والإرهاب التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد السكان المدنيين الفلسطينيين.
أجدد القول مرة أخرى بأن ما تشهده بلادنا من أحداث هو ناجم عن انعدام الأمل، وعن حالة الخنق والحصار والضغط المتواصل، وعدم الإحساس بالأمن والأمان الذي يعيشه أبناء شعبنا، والتي كلها عوامل تولد الإحباط الشديد. وما هذه الهبة الغاضبة لأبناء شعبنا، والأحداث المتتالية في الفترة الأخيرة، إلا النتيجة الحتمية لما حذرنا منه، وكما ذكرنا سابقاً، للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه وأرضه، وفشل المجتمع الدولي في رفع هذا الظلم والمعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا، وخاصة الشباب الذين تتبدد آمالهم وإيمانهم في المستقبل.
السيدات والسادة،
إننا نجدد التأكيد على الحاجة الملحة لبذل الجهود من أجل توسيع وتكثيف المشاركة الدولية لتحقيق السلام، بما في ذلك إصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن المعايير الواضحة لتحقيق السلام، على أساس حل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، إذ لم يعد منطقيا تضييع الوقت في مفاوضات من أجل المفاوضات. لابد من العمل بشكل عاجل لإنقاذ فرص تحقيق السلام.
تعلمون جميعاً بأن السلام هو غايتنا المنشودة، والذي نسعى إليه بكل عزم وتصميمٍ وإرادةٍ مخلصة، وما زلنا نعطي الفرصة تلو الأخرى لتحقيق هذه الغاية. كم من جولات المفاوضات التي أضاعتها حكومات إسرائيل المتعاقبة، والتي جعلت المفاوضات تدور في حلقة مفرغة لكسب المزيد من الوقت بهدف بناء المزيد من المستوطنات الاستعمارية، وإقامة جدار الضم العنصري على أرضنا، ونهب مواردنا الطبيعية، وفرض حقائق جديدة على الأرض، تعمق الاحتلال وتقوض فرص تحقيق حل الدولتين. وفي هذا السياق، فإننا نتساءل حول المعنى المقصود من أن تدفع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بستمائة ألف من مستوطنيها للاستيلاء على أرض دولة فلسطين المحتلة، والإقامة فيها، مع العلم بأن هذا العمل بحد ذاته هو جريمة حرب وفق اتفاقية جني? الرابعة لعام 1949، ويتعارض تماما مع حل الدولتين.
وفي ظل قيام إسرائيل بتدمير الأسس التي بنيت عليها الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية معنا، فإن ذلك يجعلنا نؤكد مجدداً بأنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ تلك الاتفاقيات وحدنا.
السيدات والسادة،
ما تزال دولة فلسطين تواصل العمل بأقصى قدر من المسؤولية لخدمة شعبنا والوفاء بالتزاماتها القانونية وتعهداتها الدولية وقد تصرفت باستمرار وبنوايا حسنة من أجل تحقيق السلام. وفي هذا الصدد، فإننا سنواصل انضمامنا لعضوية المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بهدف صون حقوقنا، وسنمضي قدما في الدفاع عن شعبنا عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية المتاحة لنا.
إن رفع الظلم عن شعبنا هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية. إننا ندعو اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، المجتمع الدولي، والقوى المؤثرة فيه، لإرغام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة، ذات الصلة، لوضع حد لانتهاكاتها وسياساتها وممارساتها غير القانونية والعدوانية والمدمرة. فإلى متى سيسمح لإسرائيل أن تتصرف وكأنها دولة فوق القانون؟ وإلى متى سيعاني الشعب الفلسطيني من وحشية قوات الاحتلال وشرطته التي تحمي مجموعات المستوطنين الإرهابيين وتغض الطرف عن جرائمهم وعن عقابهم ومحاسبتهم عليها؟
إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني طالما استمر هذا الاحتلال غير المشروع، وندعو إلى بذل الجهود لتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير، إلى جانب حقوقه الأخرى غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تحقيق استقلال دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حدود ما قبل عام 1967، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن وفي ظل الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة، ووفق قرارات الشرعية الدولية، التي تتضمن حل عادل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، ومبادرة السلام العربية، وكذلك الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية.
السيدات والسادة،
نحن نريد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا بشكل كامل وتحقيق استقلال دولة فلسطين المتصلة جغرافيا وذات السيادة التامة على ترابها الوطني، ولا نطمح لنزع الشرعية عن أحد كما يدعي البعض، وإنما نتطلع لأن تكون دولة فلسطين حرة وديمقراطية قائمة على أسس المحاسبة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون، وحماية وتعزيز حقوق المرأة، والمساواة بين جميع شرائح شعبنا دون تمييز عرقي أو ديني، ونشر ثقافة السلام والتسامح والحوار مع الآخر. وسيواصل الشعب الفلسطيني مقاومته للاحتلال بالوسائل السلمية، وسنستمر في جهودنا وعملنا، وبدعم الأشقاء والأصدقاء، لجعل دولتنا حقيقة واقعة يعتز بها شعبنا.
هذا ومن جهة أخرى، فإننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ونعمل لرفع الحصار الإسرائيلي الجائر واللاإنساني عن أهلنا في قطاع غزة، وإعادة إعماره، ونؤكد بأننا لن نسمح بحلول مؤقتة أو جزئية ونسعى جاهدين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
إن أيدينا ما زالت ممدودة للسلام العادل والقائم على الحق، ووفقا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والاتفاقات الموقعة، ومبادرة السلام العربية. إن الوضع القائم في ظل الاحتلال والقبضة الحديدية الإسرائيلية غير قابل للاستمرار فهو وصفة حقيقية لبقاء منطقتنا بشكل مستمر في دوامة العنف والدم والصراع. إن تطبيق العدالة هو المخرج وهي كل لا يتجزأ.
لقد آن الأوان لأن تتوقف بعض القوى الدولية عن سياساتها الانتقائية والمنحازة في تطبيق العدالة، وأن تكف عن المساواة بين الضحية والجلاد، فالحرية أيها الأصدقاء والأشقاء، لها وجه واحد، وإن سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين، من شأنها إطالة عمر الصراع، وبث اليأس والإحباط، وتأجيج الحقد والكراهية.
الشعب الفلسطيني من حقه أن ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله في دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. هذا أمر حتمي من أجل أن تنعم منطقتنا بالأمن والأمان والاستقرار. السلام هو غايتنا وهدفنا الأسمى، وهو مصلحة فلسطينية وعربية وعالمية، وهو في المتناول إذا ما توفرت الإرادة السياسية والنوايا الصادقة لصنعه من أجل مستقبل أفضل لكافة شعوبنا ولأطفالنا جميعاً.
أشكركم على حسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في افتتاح المقر الجديد لوزارة الخارجية في رام الله بتاريخ 13 تشرين الثاني 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة السيد وانج يانج نائب رئيس مجلس الدولة الصيني،
أصحاب المعالي والسعادة،
الضيوف الكرام،
اليوم في رام الله وغدا في القدس العاصمة، حيث سننقل جميع مؤسساتنا السيادية، قريبا إن شاء الله، إلى هناك، هذا ما نعمل على تحقيقه وهذا ما سيكون من خلال العمل السياسي الدبلوماسي الذي تشارك به الوزارة وسفارات دولة فلسطين في الخارج.
تغمرني السعادة ونحن نلتقي اليوم لافتتاح هذا المقر في مبناها الجديد، هذا الصرح المعماري الجميل، الذي تم بناءه بتمويل كريم وسخي من حكومة جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
وبهذه المناسبة أشيد بعلاقات الصداقة التي طالما جمعت بين فلسطين والصين، فالصين كانت وما زالت من الداعمين الكبار لتطلعات شعبنا من أجل الحرية والاستقلال، وها هي اليوم تساهم معنا في بناء مؤسسات دولتنا الفلسطينية، وإننا نثمن عاليا الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي الذي تقدمه الصين لفلسطين، ونتطلع إلى اليوم الذي نستقبلكم فيه أيها الأصدقاء في عاصمة دولتنا الخالدة القدس الشرقية، فشكرا للصين على كل ما تقدمه لشعبنا.
ونقول لمعالي وزير الخارجية وجميع كوادر الوزارة، من السفراء والدبلوماسيين والإداريين، وفي سفرات وبعثات فلسطين في الخارج، إننا نهنئكم بهذا المبنى الجديد، ونقدر عاليا ما تقومون به من جهد دبلوماسي للدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني، ونحثكم على تكثيف العمل على المستويين الثنائي والمتعدد وفي المحافل الدولية من أجل شرح قضية شعبكم العادلة على طريق الحرية والاستقلال.
وفي هذه اللحظات لا يفوتنا أن نستذكر الإنجازات النضالية الكبيرة في المجال الدبلوماسي لكل من عملوا في البدايات، وواكبوا مسيرة الثورة وما بعدها ولكل من ساهموا في رفع اسم فلسطين عاليا، وهم الذين عملوا في ظروف صعبة، من السفراء والدبلوماسيين الفلسطينيين، ونخص بالذكر الكوكبة اللامعة من السفراء الذين سقطوا شهداء، والآخرين الذين رحلوا عنها، ولكن ذكراهم ستبقى محفورة في ذاكرة شعبنا، وبهذه المناسبة فإنني أعلن أننا سنكرمهم جميعا، وفاء لهم وتقديرا لأعمالهم.
نكرر الشكر مرة أخرى لدولة نائب رئيس مجلس الدولة لحكومة الصين الصديقة، وتمنياتنا للصين أن تبقى متألقة، فهي صاحبة وزن دولي مرموق، تلعب دورا فعالا في تحقق السلم والأمن العالميين، وذات مكانة اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي، نعتز بالصداقة التي تربطنا بها، ونتمنى للصين وشعبها الصديق دوام التقدم والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب متلفز للرئيس محمود عباس خطاب لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات بتاريخ 11 تشرين الثاني 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاًzzz*z صدق الله العظيم.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، حيثما وجدتم،
إليكم جميعا، يا من أنتم امتداد الماضي،
ومجد الحاضر المتألق، وعنوان الشجاعة والصمود،
وحملة مشاعل الطريق لمستقبل مشرق لوطننا،
على درب الحرية والسيادة والاستقلال،
نتوجه وإياكم جميعا اليوم، بتحية إجلال وإكبار، لروح قائدنا الشهيد الرمز أبو عمار، رحمه الله، ونقول له في ذكرى استشهاده، إنك ما زلت تسكن قلوبنا جميعا، وإن فلسطين والقدس الشريف، التي أحببت، وظلت شغلك الشاغل، وهمك الأبدي طيلة حياتك، هي في قلوبنا وضمائرنا، وسوف تظل إلى الأبد.
ونقول لك يا أبو عمار، إننا نحمل الأمانة كما حملتها من قبل، نتمسك بثوابتنا الوطنية، وندافع عن وجودنا، وهويتنا، وأرضنا ومقدساتنا، وسنظل نعمل بكل تفان وإخلاص، على تحقيق حلمك أيها القائد، وحلم شعبنا، في أن يرفع شبل فلسطيني، وزهرة فلسطينية، علم فلسطين، فوق أسوار القدس، ومآذنها، وكنائسها، قريبا إن شاء الله.
إن شعبنا الفلسطيني، الصابر الصامد، يحمل الراية، ويمضي بها إلى الأمام، وفاء للوطن والمقدسات، رغم ما يتعرض له اليوم في القدس وفي كل أرجاء فلسطين المحتلة، من العدوان، وآلة القتل والدمار الإسرائيلية التي تستهدف أرضنا وشعبنا وشبابنا.
وفاء لروحك وإرثك، أيها القائد الشهيد العظيم، ولكل الشهداء الأكرمين، الذين مضوا على طريق الحرية، وجعلوا من تضحياتهم جسورا لنعبر عليها نحو فلسطين المستقلة كاملة السيادة، فإننا مصممون على العيش بحرية وكرامة، وإفشال كل مخططات الاستيطان الاستعماري، في فلسطين عامة وبخاصة في القدس، فالجبل ما زال في مكانه لا تهزه الريح، وشعبنا الشامخ الأبي، تتكسر على صخرة صموده حراب الاحتلال وغطرسة القوة الغاشمة، وسيبقى مرابطا في أرضه المباركة المقدسة، ولن تذهب تضحياتك وتضحيات شهدائنا هدرا.
وهنا نؤكد لجماهير شعبنا، أن اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف استشهاد القائد الرمز أبو عمار، قد قطعت شوطا طويلا، وأنها ستستمر في عملها حتى الوصول إلى كشف الحقيقة كاملة.
أخي أبو عمار، في الثلاثين من شهر سبتمبر الماضي تم رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة، وفي ذلك اليوم المجيد، تذكرناك، أيها الأخ الشهيد القائد الرمز، نعم لقد تذكرنا خطابك الأول في الأمم المتحدة، في العام 1974، وتذكرنا غصن الزيتون الأخضر؛ وهنا نؤكد اليوم في ذكرى استشهادك، وكما كنت تردد دائما، بأن فلسطين هي الرقم الصعب الذي لا يمكن القفز عنه، أو تجاوزه.
ونحن نؤكد مجددا أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، لن يتحقق أي منها، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، وباستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وبهذه المناسبة، فإننا نجدد القول للإسرائيليين، إن سعي حكومتكم لإطالة عمر احتلالها، وتوسيع استيطانها، وانتهاك حرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية، خاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل، هي كلها إجراءات مرفوضة وباطلة، وهي أيضا عوامل تجعل السلام بعيد المنال، وتذكي الصراع، وإن محاولة تغيير الوضع التاريخي في القدس الشرقية، سيحوِّل الصراع من سياسي إلى ديني، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع، فإن لم ينعم شعبنا بالأمن والحرية والسلام، فإن أحدا لن ينعم به.
إن الاستيطان، وغطرسة المستوطنين والعنف والإرهاب الذي تمارسه حكومة إسرائيل المحتلة على شعبنا، وسياسة القتل والإعدامات الميدانية، واحتجاز جثامين الشهداء، والاعتقالات المسعورة، وهدم المنازل، لن تثني شعبنا عن المضي قدما على طريق الحرية والسيادة والاستقلال، فهذه الأرض أرضنا، هنا ولدنا وهنا نعيش كما عاش أجدادنا وآباؤنا من قبل، نبني حاضرنا ومستقبلنا، ونعتز بتاريخنا وإرثنا الحضاري الماثل منذ آلاف السنين على هذه الأرض الطاهرة المقدسة.
يا أبناء شعبنا الصامد البطل؛ إننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ونعمل مع الجميع لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وتنظيم الانتخابات، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني.
ومن ناحية أخرى، فإننا نجدد التأكيد على أن الوضع القائم لا يمكن استمراره، ورغم أننا نتمسك بالعمل السياسي والقانوني، وبالمقاومة الشعبية السلمية لإنجاز حقوقنا الوطنية، إلا أننا لا نقبل بالمفاوضات من أجل المفاوضات، ولا يمكننا الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات بيننا وبين إسرائيل وحدنا.
إن المعوقات والعراقيل التي يضعها الاحتلال في طريقنا لن تثنينا عن المضي قدما في بناء مؤسسات دولتنا، وبناها التحتية، ونحن ماضون في خططنا للانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية من أجل صون حقوق شعبنا، والحفاظ على مكتسباته السياسية والقانونية، لتكون دولة فلسطين القادمة المستقلة، دولة عصرية يتمتع فيها شعبنا بحريته وكرامته وسيادته، في ظل سيادة القانون، واحترام المعايير الدولية، والإخلاص والتفاني في تحمل المسؤولية.
وقبل أن أنهي كلمتي، فإنني أدعو جماهير شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده لإحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز أبو عمار، ونوجه تحية خاصة لشعبنا الصامد في قطاع غزة الحبيب التواق للاحتفال بهذه الذكرى الأليمة والعزيزة على قلبه، ومن هنا نؤكد أنه ليس من حق أحد أن يمنع أبناء شعبنا من إحياء هذه الذكرى الوطنية.
تحية لك، أيها القائد الرمز الشهيد....
وتحية إجلال وإكبار لذكرى شهدائنا جميعا، والحرية لأسرانا ومعتقلينا أسرى الحرية، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، وتحية خاصة نرسلها لذوي الشهداء والجرحى والأسرى ونقول لهم إن فجر الحرية آت، وإننا على موعد قريب إن شاء الله مع النصر والاستقلال.
عاشت فلسطين حرة عربية
التحية والإكبار لشعبنا الفلسطيني الصامد الأبي في الوطن والمهجر ومخيمات اللجوء
عاشت القدس الشريف عاصمة فلسطين الأبدية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس في مؤتمر القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية المنعقد في الرياض بتاريخ 11 تشرين الثاني 2015
بدايةً أتوجه بخالص الشكر والتقدير لأخي خادم الحرمين الشريفين على دعوته الكريمة، لحضور هذه القمة الهامة، وكذلك على الاستضافة الكريمة من المملكة لهذه القمة، ولا يفوتني في هذا المقام، أن أعبر باسم شعبنا الفلسطيني، وباسمي شخصياً، عن أسمى مشاعر التقدير والامتنان، لما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم صادق، ومخلص، للقضية الفلسطينية، في المحافل الدولية كافة، إلى جانب دعمها المالي والاقتصادي، الكريم والمتواصل، الذي يسهم في تعزيز صمود شعبنا وثباته على أرضه، وحماية مقدساته، ونؤكد على تضامننا مع المملكة العربية السعودية في محاربتها للإرهاب.
كما ونعبر عن خالص الشكر والتقدير للبيرو، رئيساً وحكومة وشعباً، على استضافتهم القمة الثالثة، مثمنين عالياً جهودهم التي بذلوها، خلال تلك الفترة.
وأتوجه بصادق التقدير والعرفان لدول أميركا الجنوبية الصديقة، التي تفضلت مشكورةً بالاعتراف بدولة فلسطين، وقدمت دعمها المشرف لقضية شعبنا، عبر تصويتها في المحافل الدولية، وخاصة لصالح عضوية فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، ونقدر عالياً دعمها لجهود تحقيق السلام العادل في منطقتنا والعالم.
وأدعو الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك، فمن يؤمن بحل الدولتين، أن يعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة، وإن شعبنا الفلسطيني، يعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الراسخة التي تربطه مع بلدان قارتكم العتيدة.
وإننا لنتطلع إلى اليوم الذي ينتهي فيه الاحتلال عن دولة فلسطين، ليكون لنا شرف استقبال هذا المؤتمر وغيره في مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الخالدة.
أيها الإخوة والأصدقاء، إن فلسطين، وبما يربطها من علاقاتٍ تاريخية بدول أميركا الجنوبية، وبما في ذلك، وجود جاليات من أصل فلسطيني، في دولكم الصديقة منذ عهود بعيدة، يمكنها أن تلعب دوراً متميزاً في إطار تنمية وتطوير العلاقات العربية – الأميركية الجنوبية، فهم يشكلون جسور تواصل وصداقة متينة مع العالم العربي، ويستطيعون أن يسهموا في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والثقافي بين المنطقتين.
خادم الحرمين الشريفين،
أصحاب الجلالة والفخامة،
لقد حذرت على مدى السنوات الماضية، من مغبة ما يجري في القدس المحتلة وما حولها، من تضييق للخناق على أبناء شعبنا، وتغيير ممنهج لهوية القدس وطابعها التاريخي والديمغرافي، ومن انتهاكات المستوطنين والمتطرفين المحميين من قوات الاحتلال الإسرائيلي، لحرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، وخاصة المخططات التي تستهدف المساس بالمسجد الأقصى، بهدف تغيير الوضع القائم فيه منذ ما قبل العام 1967 وما بعده. إن ذلك من شأنه أن يحول الصراع، من صراع سياسي إلى صراع ديني، ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، وهذا ما لا نقبله.
وفي هذا المجال، نثمن عالياً الجهود التي يبذلها العاهل الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني، لمجابهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وحول ما تشهده بلادنا من أحداث، فإنني أجدد القول، بأن ذلك ناجم عن استمرار الاحتلال وانعدام الأمل بالمستقبل، وعن حالة الخنق والحصار والضغط المتواصل، وعدم نجاح المجتمع الدولي، برفع هذا الظلم التاريخي، وتلك المعاناة المتواصلة منذ أكثر من 67 عاماً التي يعيشها أبناء شعبنا.
خادم الحرمين الشريفين،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
تعلمون جميعاً بأن السلام هو غايتنا المنشودة، والذي نسعى إليه بكل عزم وتصميمٍ وإرادةٍ مخلصة، إلا أنه لم يعد من المفيد تضييع الوقت، في مفاوضات من أجل المفاوضات، خاصة بعد أن أفشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل فرص السلام منذ مؤتمر مدريد، بهدف بناء المزيد من المستوطنات الاستعمارية، وإقامة جدران الفصل على أرضنا، ونهب مصادرنا الطبيعية، وفرض حقائق جديدة على الأرض، تعمق الاحتلال، فإلى متى ستظل إسرائيل، تضع نفسها فوق القانون.
وفي ظل قيام إسرائيل بتدمير الأسس التي بنيت عليها الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية معنا، فإن ذلك يجعلنا نؤكد مجدداً بأنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ تلك الاتفاقيات وحدنا.
وفي هذا السياق، فإننا نتساءل حول المعنى المقصود من أن تدفع إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بستمائة ألف من مستوطنيها للاستيلاء على أرض دولة فلسطين المحتلة، والإقامة فيها مع العلم بأن هذا العمل بحد ذاته هو جريمة حرب وفق معاهدة جنيف الرابعة للعام 1949.
وهنا أثمن عالياً ما قامت به دول الإتحاد الأوروبي تجاه منتجات المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية، وأدعو دولكم الصديقة في أميركا الجنوبية لاتخاذ إجراءات مماثلة بهذا الخصوص.
وفي هذا الصدد، فإننا سنواصل انضمامنا لعضوية المنظمات والاتفاقيات الدولية، بهدف صون حقوقنا، وسوف نمضي قدماً في الدفاع عن شعبنا الواقع تحت الاحتلال، عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية.
خادم الحرمين الشريفين،
أصحاب الجلالة والفخامة،
إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضي، بتوسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وعبر قرار من مجلس الأمن وضمن سقف زمني محدد، يتضمن نيل حقوقه الوطنية العادلة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967، إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا في سلام وأمن وحسن جوار، وفي ظل الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة، ووفق قرارات الشرعية الدولية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار194، ومبادرة السلام العربية وكذلك الإفراج عن الأسرى كافة.
من ناحية أخرى، فإننا نتطلع لإقامة دولتنا على أسس عصرية وديمقراطية والالتزام بسيادة القانون، وحماية وحفظ حقوق المرأة، والمساواة بين جميع شرائح شعبنا دون تمييز عرقي أو ديني، ونشر ثقافة السلام والتسامح والحوار مع الآخر.
وفي هذا الصدد، فإننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ونؤكد بأننا لن نسمح بحلول مؤقتة أو جزئية ونسعى جاهدين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى الذهاب للانتخابات، وذلك على طريق إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
خادم الحرمين الشريفين،
أصحاب الجلالة والفخامة،
إن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام العادل والقائم على الحق، وطبقاً للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الموقعة، ومبادرة السلام العربية، وقد آن الأوان لأن تتوقف بعض القوى الدولية عن المساواة بين الضحية والجلاد، لأن ذلك من شأنه إطالة عمر الصراع، وبث اليأس والإحباط، وإن شعبنا إن لم ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله، فإن أحداً لن ينعم بها، فالسلام هو مصلحة فلسطينية وعربية وعالمية، وهو في المتناول إذا ما توفرت الإرادة والنوايا الصادقة لصنعه.
مرة أخرى أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى لمؤتمرنا هذا تحقيق أهدافه، وبما يدفع بالعلاقات العربية الأميركية الجنوبية نحو آفاق من النمو والتطور، ويعود بالنفع والفائدة المشتركة على جميع دولنا وشعوبها.
أجدد الشكر والتقدير والتهنئة للمملكة العربية السعودية الشقيقة على الجهود التي بذلتها في استضافة وتنظيم هذا المؤتمر العتيد، والتي كانت متميزة وناجحة بكل المقاييس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية بتاريخ 4 تشرين الثاني 2015
لا زالت الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا مستمرة وبخاصة في المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين وقد أكدنا أكثر من لكل الجهات المعنية أنه يجب على إسرائيل أن تطبيق نظام الاستاتسكو ما قبل 2000 وليس ما تفرضه هذه الأيام باسم ستاتسكو وهو غير صحيح وغير دقيق وهو تحريف للحقائق ولذلك نحن وأشقاءنا في الأردن نعمل سويا من أجل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه بالضبط قبل 2000 حتى نحمي المقدسات من الاعتداءات المستمرة للمستوطنين على الأقصى وكذلك قلنا يجب أن يبتعد المستوطنون عن أماكن تواجد الفلسطينيين في قراهم ومدنهم وحقولهم وغيرها.
نحن مصممون على المطالبة بالحماية الدولية، والأمين العام للأمم المتحدة درس هذا الموضوع، وقدم مذكرة تفصيلية حول الأمثلة التاريخية التي مرت بشأن ما يطلق عليه مصطلح الحماية الدولية.
ذهبنا إلى هولندا، والتقينا مع المحكمة الجنائية الدولية، وقدمنا لها ملفات حول الاعتداءات الإسرائيلية، بما فيها الإعدامات الميدانية، لأنها خطيرة جدا وتخالف القانون الدولي، بالإضافة إلى الاعتداءات السابقة.
ثم التقيت مع النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية، ونحن مستمرون بمتابعة هذا الموضوع.
الاجتماع اليوم سيدرس توصيات اللجنة السياسية فيما يتعلق بقرارات المجلس المركزي، وعلى ضوء الاجتماع ستتخذ القرارات المناسبة.
شكرا لكم.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف بتاريخ 28/10/2015
سعادة السيد رئيس مجلس حقوق الإنسان،
سعادة السيد المفوض السامي لحقوق الإنسان،
أصحاب السعادة ممثلي الدول،
السيدات والسادة، ممثلي منظمات المجتمع المدني،
لقد وقع ما كنا قد حذرنا منه، فحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبما فيها القدس الشرقية، نتيجة استمرار الإحتلال الإسرائيلي وممارساته، هي الأسوأ والأخطر منذ العام 1948، الأمر الذي يستدعي تدخلاً قوياً وحاسماً وتحمل المسؤولية، وقبل فوات الأوان، من منظمة الأمم المتحدة، بهيئاتها المتخصصة ووكالاتها الدولية كافة، ودولها الأعضاء، وبخاصة مجلس الأمن الذي هو مطالب أكثر من أي وقت مضى، بإنشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبشكل فوري وعاجل.
وهنا نؤكد، أن السلام والأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستقلال دولة فلسطين، وبعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية، وليس من خلال استخدام القوة الغاشمة، والاستيطان الاستعماري، والعقوبات الجماعية، وهدم المنازل، والإعدامات الميدانية، وإنكار الآخر، وإمتهان كرامة أبناء شعبنا، وبث سموم الكراهية والحقد تجاهه.
لقد حذرت على مدار السنوات الماضية، من مغبة ما يجري في القدس وما حولها، من تضييق للخناق، وانتهاك للحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وما تقوم به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وخاصة منذ ما بعد العام 2000، بتغيير ممنهج لهوية القدس وطابعها التاريخي والديمغرافي، وبما في ذلك زيادة الاستيطان، والحفريات غير القانونية تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وإقامة الجدران بهدف عزل الأحياء الفلسطينية، وإغلاق مؤسساتها الوطنية، والتضييق على أهلها بمختلف الوسائل بهدف إخراجهم منها.
كنت قد نوهت مراراً وتكراراً بأن الضغط سيولد الإنفجار،
وأن انتهاكات المستوطنين والمتطرفين المحمية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، لحرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، وخاصة المخططات التي تستهدف المساس بالمسجد الأقصى، بهدف تغيير الوضع القائم فيه منذ ما قبل العام 1967 وما بعده، من شأنه أن يحول الصراع، من سياسي، إلى نزاع ديني، ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، وهذا ما لن نقبله ولن نقر به أبداً.
وها نحن، اليوم قد جئنا لمجلسكم الموقر، لنجدد لكم التأكيد على أهمية الدور الذي يضطلع به، وكذلك القرارات الصادرة عنه، حول ضرورة احترام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للقانون الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني.
وفي هذا الخصوص، فإننا نؤكد على أهمية تنفيذ الإعلان الصادر عن مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة لإتفاقية جنيف الرابعة، الذي عقد في ديسمبر من العام 2014، حول الانطباق الكامل غير المشروط لاتفاقية جنيف الرابعة في دولة فلسطين المحتلة، وبما فيها القدس الشرقية، والذي تضمن كذلك، ضرورة قيام الدول بشكل فردي، وجماعي، بتحمل مسؤولياتها في احترام وتنفيذ بنود هذا الإعلان بشكل لا يقبل التأجيل.
إن إسرائيل، تخرق وعلى نحو منهجي ومنظم، قواعد ومباديء القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتتصرف كدولة فوق القانون، ودون رادع أو مساءلة أو محاسبة، فهي من ناحية تنقل جزءاً من مواطنيها للسيطرة على أرض الشعب الفلسطيني، في إطار عمليات استيطان استعماري، وتنهب موارده الطبيعية، وتشيد لمستوطنيها الجدران، والطرق، ونظم المواصلات، لفرض أمر واقع جديد، ضمن نظام خاص بهم قائم على التمييز العنصري.
ومن ناحية أخرى، فإنها تسمح لهؤلاء المستوطنين، وبحماية من قواتها العسكرية، بالاعتداء وارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين الآمنين، وتخريب ممتلكاتهم، ودور عبادتهم، وامتهان مقدساتهم في القرى والمدن الفلسطينية، بل ووصلت الأمور إلى حد تشكيل عصابات إرهابية مسلحة، تعرف بمسميات مختلفة مثل تدفيع الثمن وغيرها، التي ارتكبت جرائم القتل، والحرق، والتي كان آخرها حرق عائلة دوابشة بأكملها في محافظة نابلس، وحرق وقتل الطفل محمد أبو خضير، ولازال الإرهابيون الجناة لم ينالوا عقابهم.
أيها السيدات والسادة،
إن انعدام الأمل، وحالة الخنق والحصار والضغط المتواصل، وعدم الإحساس بالأمن والأمان الذي يعيشه أبناء شعبنا، كلها عوامل تولد الإحباط، وتدفع الشباب إلى الحالة التي نشهدها اليوم، من اليأس، والتمرد على الواقع، والانتفاض لكرامتهم وكرامة وطنهم وشعبهم ومقدساتهم، التي تُمتهن في كل لحظة، وعلى مدى سبعة عقود مضت، في ظل احتلال لا يكف عن القتل، والتنكيل، والسلب، والزج بأبنائنا وبناتنا وأطفالنا في السجون.
إن الهبة الغاضبة لأبناء شعبنا، والأحداث المتتالية في الفترة الأخيرة، هي النتيجة الحتمية لما حذرنا منه وعرضناه سابقاً من انتهاكات وجرائم إسرائيلية، وعدم نجاح المجتمع الدولي، برفع هذا الظلم، والمعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا، وخاصة الشباب منهم.
وفي إطار استمرار تصرف إسرائيل كدولة فوق القانون الدولي، فقد قامت قواتها الإحتلالية، مؤخراً بتصعيد ممارساتها الإجرامية لتصل إلى حد تنفيذ إعدامات ميدانية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، وإحتجاز جثامينهم، وبما فيهم الأطفال، وأمعنت في ترهيب مواطنينا، من خلال فرض عقوبات جماعية، وبما فيها هدم المنازل، والإبعاد القصري، وفرض الحصار على أحياء سكنية بأكملها، والاعتقالات العشوائية، إلى جانب الزج في السجون الإسرائيلية بما يزيد عن ستة آلاف أسير فلسطيني من أبناء شعبنا. إن استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به، ومن شأنه أن يدمر ما تبقى من خيار السلام على أساس حل الدولتين.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
ألم تتساءلوا إلى متى سيظل الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده لأرضنا؟ وإلى متى سيبقى شعبنا محروماً من التمتع الكامل، وغير المنقوص، بحقوقه التي كفلتها الشرعية الدولية، وأولها حقه الأساس في الحياة، وتقرير المصير، وبناء دولته المستقلة ذات السيادة، وكذلك حقه في العيش كإنسان وفق ما جاء في المعاهدات والاتفاقيات الدولية، فهل هذا كثير؟
أما آن الأوان للمجتمع الدولي أن ينتقل من التنادي بعدالة القضية الفلسطينية، إلى اتخاذ التدابير والإجراءات العملية، التي تحقق هذه العدالة لشعبي الفلسطيني، وتقيم السلام والأمن كواقع ملموس.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
جئتكم من فلسطين، أرض الرسل والديانات، حاملاً رسالة شعب يتوق للحرية والاستقلال، جئتكم ناقلاً رسالة أمل وتسامح يبعثها إليكم شعبنا، المتطلع لإحقاق حقوقه، وإنصافه، ونيل حريته واستقلاله، متوجهاً باسمه وباسم قيادته بخالص التحية والتقدير لمجلسكم الموقر، مثمناً عالياً ما تضطلعون به من جهود من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات في دولة فلسطين، وفي العالم أجمع.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أثمن عالياً مواقفكم الموضوعية، وجهودكم من أجل تمكين شعبنا من التمتع بحريته، وتقرير مصيره، وصون حقوقه الإنسانية الأساس، والتي انعكست في العديد من قراراتكم، وكذلك أعبر عن تقديرنا الكبير لمجلسكم العتيد، على اعتماده في دوراته العادية والخاصة لقرارات هامة تكشف الحالة الصعبة لحقوق الإنسان في دولة فلسطين المحتلة، وما يعانيه شعبنا نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أود الإشارة إلى الدور الأساس، الذي يقوم به المفوض السامي لحقوق الإنسان، والمقررون الخاصون، وما تقوم به اللجان الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، والتي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بهدف التحقق من انتهاكات حقوق الإنسان، والإفادة عن الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية بما فيها لجان تقصي الحقائق التي أنشأها المجلس في دوراته الخاصة، والمتعلقة بحالة حقوق الإنسان في دولة فلسطين المحتلة، والتي وللأسف رفضت إسرائيل التعاون معها؛
وبفضل جهود الدولتين الشقيقتين مصر والأردن، تمكنت تلك اللجان من القيام ببعض عملها، ورفع تقاريرها، والتي قام المجلس بالنظر فيها، والتفاعل معها بما يحقق إجراءات المساءلة والمحاسبة سعياً لتحقيق العدالة.
وأود أن أجدد الدعوة مرة أخرى للمقررين الخاصين كافة، للمجيء إلى فلسطين للإطلاع على الأوضاع بأنفسهم.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن استمرار وتزايد الإعتداءات الإسرائيلية على شعبنا، يظهر أهمية الحفاظ على البند السابع، المعنون باسم: zzz*z حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرىzzz*z، كبند ثابت على أجندة أعمال مجلسكم حتى زوال الاحتلال، وهنا أدعو إلى ضرورة قيام المجلس بمراجعة القرارات والتقارير المتعلقة بفلسطين بهدف تقييم مدى التقدم المحرز في تنفيذ التوصيات الواردة فيها، ورفع المقترحات العملية التي تفضي إلى إنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وضمان تمتعه بحقوقه كاملة، فالقانون الدولي وجد للإنفاذ، وليس للتفاوض حوله، وعلى المجتمع الدولي بأسره العمل على ضمان احترامه بموضوعية، وبعيداً عن الانتقائية والإزدواجية في المعايير.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
رغم كل ما يضعه الاحتلال من عقبات، فإننا ماضون في بناء مؤسسات دولتنا وفق المعايير الدولية وإعمال سيادة القانون والاحتكام للديمقراطية والشفافية، وحفظ حقوق المرأة، والمساواة بين جميع شرائح شعبنا دون تمييز عرقي أو ديني، ونشر ثقافة السلام والتسامح والحوار مع الآخر، والالتزام بوسائل المقاومة الشعبية السلمية، وقد أحرزنا تقدماً حقيقياً على الأرض، وبشهادة العديد من الجهات الدولية، وسنستمر في جهودنا وعملنا، وبدعم الأشقاء والأصدقاء، لجعل تلك الدولة حقيقة واقعة.
وفي هذا الصدد، فإننا سنواصل انضمامنا لعضوية المنظمات والاتفاقيات الدولية، بهدف صون حقوقنا، وحماية شعبنا، ومواءمة قوانين ونظم دولتنا مع المعايير الدولية. وسوف نمضي قدماً في الدفاع عن شعبنا الواقع تحت الاحتلال، عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية، وبما في ذلك الاستمرار في متابعة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الجرائم الاسرائيلية وبما فيها عمليات الإعدامات الميدانية والتنكيل بحق شبابنا وأطفالنا، وسنظل نعمل بالصبر والحكمة والشجاعة اللازمة لحماية شعبنا، وصون منجزاتنا السياسية، والوطنية، والتي هي ثمرة عقود من النضال والمثابرة والتضحيات التي قدمها شعبنا.
كما نجدد التأكيد، على وحدة أرضنا وشعبنا، وعلى رفض أية حلول مؤقتة أو جزئية، ونسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، والذهاب إلى الانتخابات وعقد المجلس الوطني الفلسطيني.
ومن هنا أجدد الدعوة لأبناء شعبنا الفلسطيني حيثما كانوا، إلى المزيد من التلاحم والوحدة واليقظة، تجاه المخططات الرامية لإجهاض مشروعنا الوطني، وجهودنا في البناء والتنمية، مؤكدين بأننا لن نتوانى أبداً في الدفاع عن أبناء شعبنا وحمايتهم وتمكينهم من العيش بحرية وأمن ورخاء في وطنهم.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
نقدم الشكر والتقدير للدول الِ 137 التي اعترفت بدولة فلسطين، والشكر موصول كذلك للبرلمانات التي أوصت حكوماتها بذلك، وفي هذا الصدد، ندعو الدول التي لم تعترف بعدُ بدولة فلسطين أن تقوم بذلك، وإن كل من يقول بأنه مع خيار حل الدولتين أن يعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة فقط.
كما نرحب بالجهود الدولية والأوروبية والعربية، الداعية إلى توسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وبما في ذلك إصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن المعايير الواضحة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين على حدود 1967، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وبإشراف دولي وإطلاق ذلك من خلال مؤتمر دولي للسلام وخلال ذلك، تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى، وتوقف جميع نشاطاتها الاستيطانية بحيث تعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام.
إذ لم يعد من المفيد تضييع الوقت في مفاوضات من أجل المفاوضات، بل المطلوب هو إنهاء هذا الاحتلال، وفق قرارات الشرعية الدولية، وإلى حين ذلك، فنجدد التأكيد، بأن مجلس الأمن مطالب بتحمل مسؤولياته وإنشاء نظام خاص للحماية دولية لشعبنا الفلسطيني.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن قيام إسرائيل بتدمير الأسس التي بنيت عليها الإتفاقيات السياسية والإقتصادية والأمنية معنا، علاوة على ما قامت به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من إجراءات أدت إلى تعطيل المرحلة الإنتقالية الهادفة إلى تحقيق استقلال دولتنا، يجعلنا نؤكد مجدداً على موقفنا الذي أعلناه في الثلاثين من الشهر الماضي في نيويورك، بأنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وحدنا، في ظل عدم التزامها بها، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره، ونجدد التأكيد على أننا سوف نبدأ بتنفيذ هذا الإعلان بالطرق والوسائل السلمية والقانونية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن شعبنا الفلسطيني يسعى لنيل حريته واستقلاله، على أرضه وفي دولة خاصة به، على حدود العام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، إلى جوار دولة إسرائيل لتعيشا في سلام وأمن وحسن جوار، وفي ظل الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة، ووفق قرارات الشرعية الدولية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار194، ومبادرة السلام العربية وكذلك الإفراج عن الأسرى كافة.
وفي هذه اللحظات الدقيقة والفارقة، فإنني أتوجه بدعوة صادقة لأبناء الشعب الإسرائيلي، وأدعوهم لسلام قائم على الحق والعدل، الذي يضمن الأمن والاستقرار للجميع، مؤكداً من على هذا المنبر الإنساني السامي، بأن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام العادل، وبما يكفل لشعبي حقوقه وحريته وكرامته الإنسانية، ومجدداً القول ولأصحاب الفكر والرأي والساسة في المجتمع الإسرائيلي، بأن السلام في المتناول، والمعادلة بسيطة، وهي أن تقوم دولتكم بإنهاء احتلالها لأرضنا، وأن تتوقف آلة البطش العسكرية عن التنكيل بشعبنا، وأن يوضع حد لهذا الاستيطان الإستعماري وللممارسات الإجرامية للمستوطنين، وبذلك سننعم جميعاً بالسلام والأمن والاستقرار.
فلا شيء أسوأ من اليأس وانعدام الأمل وعدم الثقة في الحاضر والمستقبل، إن شبابنا أيها الجيران، يطمحون إلى العيش في ظل أجواء من الحرية والكرامة ليبنوا مستقبلهم وحياتهم الإنسانية في ظل بيئة آمنة ومواتية، فهم تماماً مثل أبنائكم، لهم آمالهم وأحلامهم بغد مستقر وآمن، فاحتلالكم لأرضنا هو منتهى الظلم، وهو سبب كل المآسي التي يعيشها شعبنا، وهو الذي يُبقي منطقتنا وشعوبها تدور في هذه الدوامة من العنف، فنحن لا نريد العنف، ولكن استمرار الاحتلال يؤدي إلى توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، وهذا ما لا نريده.
إذ لم يعد من المفيد تضييع الوقت في مفاوضات من أجل المفاوضات، بل المطلوب هو إنهاء هذا الاحتلال، وفق قرارات الشرعية الدولية، وإلى حين ذلك، فنجدد التأكيد، بأن مجلس الأمن مطالب بتحمل مسؤولياته وإنشاء نظام خاص للحماية دولية لشعبنا الفلسطيني.
ونقول للمجتمع الدولي، والقوى المؤثرة، وصاحبة النفوذ فيه، ألا تكفي، أيها السادة، سبعون عاماً من المعاناة والظلم والاضطهاد والحرمان، واستمرار أطول احتلال عرفته الإنسانية في عصرنا الحالي، في ظل نظام تمييز يفرق بين دمٍ ودمٍ، ولونٍ ولون، وشعبٍ وشعب، هذا غالٍ، وذاك رخيص؟ فهل تقبلون بذلك.
إنه واجب على كل صاحب ضمير حي، يؤمن بالحق والعدل، وبكرامة البشر بغض النظر عن أية إعتبارات، أن يرفع صوته عالياً، ويقول أوقفوا هذه الجرائم اليومية التي ترتكب بحق شعبي، أعيدوا له حقوقه وكفوا ناركم عنه، ودعوه يعيش حياته، ويبني مستقبله على أرض وطنه فلسطين، فشعبنا إن لم ينعم بالحرية والكرامة والسيادة التامة على ترابه الوطني، وفضائه ومياهه وحدوده، فلن ينعم أحد بالسلام والأمن والاستقرار.
إن شعبنا لن يذل، ولن يستسلم، ولن يستكين، فأمهاتنا ربيننا منذ الطفولة على الصمود والكرامة، ومن جانبنا، سنستمر في دفاعنا عن شعبنا وقضيتنا بكل الوسائل السلمية والقانونية والسياسية.
السيد الرئيس ، السيدات والسادة
نحن لا نقبل بأن يتم الزج باسم القائد الفلسطيني الحاج أمين الحسيني، بطريقة تخالف الحقائق التاريخية، وتعبث بمشاعر اليهود التي تعرضت لأبشع جريمة عرفها التاريخ المعاصر على أيدي النازيين، وكما لا نقبل التحريض والإساءة لتاريخ ونضال الشعب الفلسطيني الذي يسعى لنيل حريته واستقلاله.
عندما يحاول رئيس وزراء إسرائيل تبرئة أدولف هتلر، من جرائمه البشعة ضد اليهود، ويلقي مسؤولية ذلك على الفلسطينيين، فإنه بذلك يحاول تبرير الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، بحيث يفضل أن يتهم الفلسطينيين بكل شيء، بما فيها اتهامهم بالمحرقة. أنتم جميعاً تعلمون أن هذا محض إفتراء وكذب وتضليل.
إننا لا نبحث إلا عن الحياة والعيش بشموخ، وعزة مثلنا مثل كل شعوب الأرض، فلا تدفعوا شعبي للمزيد من اليأس، وكونوا إخوة له في الإنسانية، وعوناً له لإحقاق حقوقه، فإن فعلتم، فإنكم بذلك تخدمون السلام، وتحمون إسرائيل من نفسها، وغرور وغطرسة قوتها، وللأسف كم هي ذاكرة بعض البشر قصيرة حينما يتحول الضحية إلى جلاد!!!
مرة أخرى أحييكم، وأشكركم، واجعلوا العدالة والسلام والوئام تسود في وطني فلسطين.
كلمة الرئيس محمود عباس الموجهة للشعب الفلسطيني بتاريخ 14/10/2015
بسم الله الر حمن الرحيم
zzz*zيا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحونzzz*z
صدق الله العظيم
يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
تتصاعد هذه الأيام الهجمة العدوانية الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وتطل العنصرية الهمجية بوجهها القبيح لتزيد الاحتلال بشاعةً وقبحاً، وبشكل يهدد السلام والاستقرار، وينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الايجابي الفوري قبل فوات الأوان.
إننا نقول بشكل واضح لا يقبل التأويل، لن نقبل بتغيير الوضع في المسجد الأقصى المبارك، ولن نسمح بتمرير أية مخططات إسرائيلية تستهدف المساس بقدسيته وإسلاميته الخالصة، فهو حق لنا وحدنا، للفلسطينيين وللمسلمين في كل مكان.
يا أبناء شعبنا العظيم
نحن طلاب حق وعدل وسلام، لا نعتدي على أحد ولا نقبل بالعدوان على شعبنا ووطننا ومقدساتنا، لقد قلنا للعالم اجمع من فوق منبر الأمم المتحدة إننا لن نقبل باستمرار الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، ولن نستسلم لمنطق القوة الغاشمة وسياسات الاحتلال والعدوان التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وقطعان مستوطنيها الذين يمارسون الإرهاب ضد شعبنا ومقدساتنا وبيوتنا وأشجارنا وإعدام أطفالنا بالدم البارد، كما فعلوا مع الطفل أحمد مناصرة وغيره من الأطفال في القدس وغيرها من الأماكن وسوف نستمر في كفاحنا الوطني المشروع الذي يرتكز على حقنا في الدفاع عن النفس، وعلى المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي والقانوني، وسنعمل بالصبر والحكمة والشجاعة اللازمة من أجل حماية شعبنا ومنجزاتنا السياسية والوطنية التي تحققت بعد عقود من النضال والمثابرة، وعبر مسيرة طويلة من الشهداء والجرحى والأسرى.
أيها الفلسطينيون الأبطال
لقد حققتم بنضالكم وصمودكم انتصارات وانجازات سياسية لافتة، وأصبحت قضيتنا الوطنية بفضل هذا الصمود الإعجازي محط اهتمام واحترام العالم أجمع.. صحيح أننا دفعنا ثمن ذلك من دماء شهدائنا وجرحانا، ومن دموع أمهاتنا وآلام أسرانا، لكنه ثمن الحرية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى.. فتحيةً لكم جميعاً يا أبناء شعبي العظيم.. تحيةً للقدس الأبية وأهلها المرابطين ... تحية لغزه والضفة ولشعبنا في الشتات، والنصر قادم بإذن الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
يا أبناء الشعب الفلسطيني الأبي..
سنواصل معكم وبكم نضالنا السياسي والوطني والقانوني، ولن نبقى رهينة لاتفاقيات لا تحترمها إسرائيل، وسنواصل الانضمام الى المنظمات والمعاهدات الدولية، وملفاتنا الآن حول الاستيطان والعدوان على غزه والأسرى وحرق عائلة الدوابشة ومن قبلهم الفتى الشهيد محمد أبو خضير، الآن أمام المحكمة الجنائية الدولية وسنقدم ملفات جديدة حول الإعدامات الميدانية التي تمارس بحق أبنائنا وبناتنا وأحفادنا، ومن يخشى القانون الدولي والعقوبات فعليه أن يكف عن ارتكاب الجرائم بحق شعبنا.
إن رفض الحكومة الإسرائيلية لأيدينا الممدودة للسلام العادل الذي يضمن حقوق شعبنا وحريته وكرامته الوطنية، وإصرارها على المستوطنات والإملاءات، هي أسباب انعدام الأمن والاستقرار، ولن يتحقق السلام والأمن والاستقرار إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشريف على خطوط الرابع من حزيران 1967، وهنا أدعوكم يا أبناء شعبنا العظيم، أينما كان مكان تواجدكم، إلى التلاحم والوحدة واليقظة لمخططات الاحتلال الرامية إلى إجهاض مشروعنا الوطني، ونحن لن نتوانى أبدا بالدفاع عن أبناء شعبنا وحمايتهم وهذا حقنا.
تحيةً للشهداء.. تحيةً للجرحى.. تحيةً للأسرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله
بتاريخ 6 تشرين الأول 2015
في هذه الأيام الصعبة التي تصعّد فيها حكومة إسرائيل الهجوم الشديد على الشعب الفلسطيني في كل مكان ولا تكتفي بالهجوم بل بالقتل، بقتل طفل عمره 13 عاما بحجة انه يلقي الحجارة، وغيره من الشهداء، إضافة لهدم البيوت، والحواجز، وفوق كل هذا هجمات المستوطنين على أبناء شعبنا وممتلكاتهم في كل مكان في الضفة الغربية.
بصراحة لا ندري لذلك سببا لان الجانب الفلسطيني لم يعتد ولم يقم بأي عمل ضد الإسرائيليين، إذا كانوا يعتقدون أن الناس في القدس تقف للدفاع عن نفسها فهذا حقنا، نحن يجب أن ندافع عن مقدساتنا جميعا المسيحية والإسلامية، أما أن يفكروا بتقسيم الأقصى فهذا بعيد المنال ولا يمكن أن يتحقق لهم.
نحن نعرف إن الحكومة الإسرائيلية وسياساتها تزداد عزلة وخاصة ما حصل مؤخرا في الأمم المتحدة عندما تقرر بأغلبية ساحقة من قبل دول العالم أن يرفع العلم الفلسطيني في كل مؤسسات الأمم المتحدة سواء في نيويورك وجنيف وفينا وغيرها، وبذلك يردون علينا بهذه الهجمات الوحشية.
نحن نقول لهم أوقفوا الاستيطان وتعالوا للمفاوضات، أطلقوا سراح 30 أسيرا الذين وافقتم انتم عليهم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونحن مستعدون للمفاوضات، نحن مستعدون أن نبحث الاتفاقات التي هدرت ونقضت منذ أوسلو حتى الآن من قبل الجانب الإسرائيلي، متمسكون بالاتفاقات، لكن لا يمكن أن نبقى وحدنا متمسكين، إذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها فنحن أيضا من واجبنا أن نقوم بما يمليه علينا واجبنا، إذا إسرائيل لا تريد هذه الاتفاقات فنحن لا نريد تنفيذ هذه الاتفاقات.
نحن لا نريد تصعيدا عسكريا وأمنيا بيننا وبينها، لا نريد هذا، وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا أننا لا نريد التصعيد لكن نريد أن نحمي أنفسنا، نحن لسنا الذين نبدأ ولسنا الذين نبادر وعلى إسرائيل أن تتوقف وتقبل اليد الممدودة لها، نريد الوصول إلى حل سياسي بالطرق السلمية وليس بغيرها إطلاقا.
أرجو أن تكون الرسالة واضحة للإسرائيليين، وان يفهموها تماما وان يفهمها العالم، والعالم فهمها حتى نجنب هذه البلاد المخاطر التي ستعود على كل الأطراف بالويل والثبور وعظائم الأمور.
كلمة الرئيس محمود عباس خلال استقباله في رام الله بتاريخ 2/10/2015 بعد عودته من الأمم المتحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات أيها الأخوة،،،
نحييكم في هذا اليوم الفضيل، يوم النضال، يوم العزة والكرامة.
ما قلناه هناك نقوله هنا ونلتزم به هنا، الكلمة لن تكون كلمتين، واللسان لن يكون لسانين، وبالتالي نحن ملتزمون بكل كلمة قلناها هناك لنعمل عليها هنا ونطبقها هنا بإذن الله.
أيتها الأخوات أيها الأخوة،،،
العلم ليس رمزا فحسب وإنما هو عنوان مجد عنوان كرامة، عنوان تاريخ، عنوان حاضر، وعنوان مستقبل، ولذلك عندما نرفع علمنا فإن مجدنا وكرامتنا كلها ستكون مرتفعة في الأمم المتحدة وفي فلسطين إن شاء الله.
والعلم ليس كما قال السفهاء، إنه قطعة من قماش، لا، سمعتم هذا الكلام، هؤلاء سفهاء لا يفهمون معنى الوطن، ولا يفهمون معنى الوطنية، ولا يفهمون معنى الكرامة الوطنية، لذلك يعتبرون العلم قطعة قماش بالية، لا تستحق أن ترفع فوق رؤوسنا، العلم سيرفع فوق رؤوسنا وفوق مساجدنا وفوق كنائسنا، وفوق أسوار القدس كما رفعتموه أول أمس.
ونحن نرفع العلم في حديقة الأمم المتحدة تذكرت الأطفال الشهداء، الذين استشهدوا وهم يرفعون العلم في أماكن مختلفة في الوطن، ولذلك نهدي هذا العلم لأرواح جميع هؤلاء الشهداء، ولن ننسى أسرانا في السجون، 6 آلاف أسير في السجون، وأولهم الأسرى الثلاثون، لن ننساهم وقد ذكرتهم في كلامي، هم على رأس القائمة التي إن شاءوا إن يطبقوا الاتفاقيات، فهي على رأس الاتفاقيات.
علينا أن نعمل وأن نجد، الوقت أمامنا والطريق أمامنا وأقول لكم إن المستقبل لنا بإذن الله.
خطاب الرئيس محمود عباس أمام الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 30 أيلول 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة السيد موغينس ليكيتوفت، رئيس الجمعية العامة،
معالي السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة،
السادة رؤساء الوفود،
السيدات والسادة،
جئتكم اليوم من فلسطين، لأدق ناقوس الخطر، لما يحدث في القدس، حيث تقوم الجماعات الإسرائيلية المتطرفة باقتحاماتها المتكررة والممنهجة للمسجد الأقصى المبارك، بهدف خلق وضع قائم جديد، وتقسيم زماني، يسمح للمتطرفين المحميين من قوات الأمن الإسرائيلية، وبمرافقة وزراء ونواب كنيست، بالدخول للمسجد في أوقات معينة، بينما يتم منع المصلين المسلمين من دخوله في تلك الأوقات، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية بحرية.
هذا هو المخطط الذي تعمل الحكومة الإسرائيلية على تحقيقه، مخالفة بذلك الوضع القائم منذ ما قبل العام 1967 وما بعده، بل ومرتكبة بذلك خطأ جسيماً، لأننا لن نقبل بذلك، وشعبنا الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذا المخطط، الذي يؤجج مشاعر الفلسطينيين والمسلمين في كل مكان.
إنني أدعو الحكومة الإسرائيلية، وقبل فوات الأوان، التوقف عن استخدام قواتها الغاشمة، لفرض مخططاتها للمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وخاصة المسجد الأقصى، لأن ذلك سيحول الصراع من سياسي إلى ديني، ويفجر الأوضاع في القدس وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة.
السيدات والسادة،
يشرفني أن ألقي كلمة دولة فلسطين أمام جمعيتكم الموقرة في هذه الدورة التي تصادف الذكرى السبعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، والتي جعلت حماية السلم والأمن الدوليين، وصون حقوق الإنسان من أهم أهدافها، وقد كانت قضية فلسطين من أولى القضايا العادلة، التي طرحت على الأمم المتحدة منذ إنشائها، ولكنها بقيت وحتى اللحظة دون حل، إذ لم تنجح المنظمة وأعضاؤها في رفع الظلم عن شعبنا وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة الحرة ذات السيادة.
السيدات والسادة،
إنني أدعوكم لمراجعة تاريخ قضية فلسطين، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بها، لإدراك الحقيقة الساطعة، بأن ظلماً تاريخياً لحق بشعبٍ ووطنٍ له إسهاماته الفكرية والثقافية والإنسانية، عاصمته القدس الشرقية، بوابة الأرض نحو السماء، فهو شعب لا يستحق أن يحرم من وطنه، وأن يموت في المنافي أو تبتلعه البحار، ويتنقل من لجوء إلى آخر، وأن تظل قضيته العادلة تراوح مكانها كل هذه السنين.
إن شعبي يعلق الآمال على دول هذه المنظمة، لتمكينه من نيل حريته واستقلاله وسيادته، ليتحقق هدفه وحقه في دولة خاصة به كباقي شعوب الأرض، وكذلك حل قضية لاجئيه وفق قرار الأمم المتحدة 194، ومبادرة السلام العربية، فهل هذا كثير؟.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
نحن طلاب حق وعدل وسلام، وإن قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، الذي بموجبه أقيمت إسرائيل منذ 67 عاما، لازال الشق الثاني منه ينتظر التنفيذ، فدولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة تستحق اعترافاً كاملاً وعضوية كاملة، فلا يعقل وبعد أن قدمنا التضحيات الجسام، وصبرنا كل هذه السنين على ألم اللجوء والمعاناة، وارتضينا أن نصنع السلام وفق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، والقانون الدولي، وخطة خارطة الطريق، أن تظل قضية فلسطين تنتظر كل هذه العقود دون حل.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به، لأنه يعني الاستسلام لمنطق القوة الغاشمة، التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، حيث تواصل وبشكل غير قانوني توسعها الاستيطاني في الضفة الغربية، وبخاصة في القدس الشرقية المحتلة، ولازالت مستمرة في حصارها لقطاع غزة، الأمر الذي يفاقم حجم المعاناة التي يعيشها أهلنا هناك، غير عابئة بقرارات الأمم المتحدة، أو الاتفاقات الموقعة بين الجانبين برعاية دولية. ونذكر بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، في العام 1976، بأن إسرائيل ستصبح دولة أبرتهايد إذا استمرت في احتلالها للأرض الفلسطينية، ووصف المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية بالسرطان.
إن استمرار هذا الأمر يدعونا للتساؤل، هل تصويت دول ديمقراطية عريقة ضد القرارات الخاصة بفلسطين وبحقوقها المشروعة يخدم السلام ودعاته ممن يؤمنون بحل الدولتين؟ أم أنه يخدم ويشجع المتطرفين ويزيدهم حقداً وعنصرية ويجعلهم يشعرون أنهم فوق القانون، لدرجة إقدامهم على حرق عائلة فلسطينية كاملة في بلدة دوما بالضفة الغربية، والتي أودت بحياة الطفل الرضيع علي دوابشة، ووالده ووالدته، ولم يبق من العائلة إلا الطفل اليتيم أحمد ابن الأربعة أعوام، يرقد بين الحياة والموت في المستشفى نتيجة حرقه، ولازال القتلة طلقاء ولم يتم اعتقالهم إلى الآن. أين العدالة؟ أين دولة الديمقراطية؟ التي تقول إنها دولة ديمقراطية ودولة عدالة.
وهذه ليست الجريمة الأولى، فقبلها قاموا بحرق ثم قتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس، والطفل محمد الدرة في غزة، وآلاف من قبلهم قد قتلوا في غزة والضفة، ولازلنا نذكر مذبحة دير ياسين، وجميعها جرائم مرت دون عقاب، فإلى متى ستبقى إسرائيل، فوق القانون الدولي ودون محاسبة؟ إلى متى؟.
لا أريد بسبب ضيق الوقت أن أسرد عليكم هنا كم هي الانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب بحق شعبنا، وكم من القوانين القمعية التي تصدر عن حكومات إسرائيل وهي تعليمات حكومية رسمية، وآخرها تعليمات إطلاق النار الحي والاعتقال والتنكيل بالمتظاهرين السلميين من الفلسطينيين، أين يحصل هذا ولماذا؟.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إننا لا نرد على الكراهية والوحشية الإسرائيلية الاحتلالية بمثلهما، بل نعمل على نشر ثقافة السلام والتعايش بين شعبنا وفي منطقتنا، ونتوق لأن نراها وشعوبها كافة تنعم بالسلام والأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، وهذا لا يتحقق مع استمرار الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري، وحرق البشر وأماكن العبادة والبيوت، وقتل الشباب، والأطفال والرضع، وحرق المزروعات والاعتقال دون تهم أو محاكمة.
كيف تستطيع دولة تزعم أنها واحة للديمقراطية وتدعي أن لديها محاكم وأجهزة أمن تعمل وفق القانون، أن تقبل بوجود عصابات ما يسمى بتدفيع الثمن وغيرها وهي معلنة ومعروفة، من التنظيمات الإرهابية التي تمارس الإرهاب ضد شعبنا وممتلكاته ومقدساته، وهي جميعاً تعمل تحت سمعِ وبصرِ الجيش والشرطة الإسرائيلية، دون رادع أو عقاب، بل إنهم يوفرون لها الحماية والرعاية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أما آن لهذا الظلم أن ينتهي؟ أما آن لهذه العذابات أن تتوقف؟ أما آن لهذا الجدار العنصري العازل أن يفكك ويزال؟ أما آن لنقاط التفتيش والحواجز المذلة والمهينة التي يقيمها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا أن تزول، وأن يرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وأن يتنقل أبناء شعبنا بحرية وكرامة في وطنهم وخارجه؟ أما آن لهذا الاستيطان الاحتلالي والعنصري والإرهابي لأرضنا، والذي يعيق حل الدولتين أن يزول؟ أما آن لستة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية أن يروا نور الحرية والعيش بين أهلهم وذويهم؟ أما آن لأطول احتلال في التاريخ جاثم على أنفاس شعبنا أن ينتهي؟ نحن نسألكم هذا السؤال؟.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
رغم كل ما يضعه الاحتلال من عقبات، فإننا ومنذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وإلى هذه اللحظة نعمل بوتيرة متسارعة من أجل بناء دولتنا وبناها التحتية ومؤسساتها الوطنية والسيادية، وقد أحرزنا تقدماً حقيقياً على الأرض، وبشهادة العديد من الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وسنستمر في جهودنا وعملنا، وبدعم الأشقاء والأصدقاء، لجعل تلك الدولة حقيقة واقعة، وصرحاً شامخاً ملتزماً بالمعايير الدولية، في ظل سيادة القانون والشفافية كدولة قانون ديمقراطية وعصرية. وفي هذا الإطار، نثمن الجهود التي تبذلها مجموعة الدول المانحة AHLC، برئاسة مملكة النرويج، ونحثها على الاستمرار في دعم حياة أفضل لشعبنا وبناء مؤسسات دولتنا.
إن انضمامنا لعضوية المنظمات والمعاهدات والمواثيق الدولية، ليس موجهاً ضد أحد، إنما هو إجراء يهدف لصون حقوقنا، وحماية شعبنا، ومواءمة قوانين ونظم دولتنا مع المعايير الدولية، ولصقل شخصيتها الاعتبارية والقانونية، هل هذا خطأ؟.
أما على صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني، فنحن مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ولن نسمح بحلول مؤقتة أو دويلات مجزأة، لن نسمح بهذا ولن نسمح لمن يحاول عمل هذا أن يفعله، ونسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن فلسطين بلد القداسة والسلام، مهد المسيح رسول المحبة ، ومسرى ومعراج محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بعث رحمة للعالمين، فلسطين هذه لازالت تبحث عن السلام، وشعبي يريد أن يعيش في وطنه بأمن وأمان ووئام واستقرار وحسن جوار مع شعوب ودول المنطقة كافة، ويشهد على ذلك إسهامه الحضاري والإنساني والثقافي والروحي في المسيرة الإنسانية منذ بداياتها.
فبالأمس القريب وتحديداً في 17/05/2015 تم اعتماد قديستين من فلسطين، هما ماري ألفونسين غطاس، ومريم بواردي، وذلك من قبل قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، في حاضرة الفاتيكان، وبحضور عشرات الآلاف من المؤمنين ومن أرجاء المعمورة، وتم في ذلك الوقت رفع علم فلسطين على مقر الكرسي الرسولي، والاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما تم توثيقه في الاتفاقية التي تم توقيعها بين دولة الفاتيكان ودولة فلسطين.
إننا نطمح أن نرى دولة فلسطين المستقلة تأخذ مكانها بين الأمم، وكلنا ثقة واطمئنان بأنها ستسهم إسهاماً فعالا في صنع الرخاء والتقدم الاقتصادي والثقافي والحضاري والإنساني، الذي ستكون له آثاره الإيجابية على شعبنا والمنطقة والعالم، فمن فلسطين، وبفلسطين يكون السلام. من أراد أن يبحث عن السلام ويحارب الإرهاب أن يبدأ بحل المشكلة الفلسطينية وعندها ينتهي كل شيء.
وإنني أنتهز هذه الفرصة، لأعبر باسم شعبي عن شكرنا لكل من صوت من دول العالم في العاشر من هذا الشهر لصالح القرار الذي بدوره سيمكننا اليوم من رفع علم فلسطين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، واليوم ليس ببعيد إن شاء الله، عندما سيرفع علم فلسطين على أسوار القدس، عاصمة دولة فلسطين.
كما لا يفوتنا أن نشيد أيضاً بقرارات البرلمان الأوروبي الأخيرة التي دانت الإستيطان ومنتجاته، وأكدت على حق شعبنا الفلسطيني في أن تكون له دولتة المستقلة ذات السيادة إلى جانب دولة إسرائيل، ووافقت كذلك على إنشاء لجنة للعلاقة مع فلسطين.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد واصل عدد من الدول والبرلمانات الأوربية اعترافاتهم بدولة فلسطين، إقراراً بحقنا الطبيعي في دولة مستقلة، وفي هذا الصدد، نشكر مملكة السويد على شجاعتها واعترافها بالدولة، وإن على كل من يقول أنه مع خيار حل الدولتين أن يعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة فقط. بما أنكم مع حل الدولتين لماذا لا تعترفون بالدولة الأخرى؟.
وإنني اليوم لأدعو دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين بعد، أن تقوم بذلك، ونحن على ثقة تامة بأنها ستفعل، إيماناً بعدالة هذا الاستحقاق لشعبنا وقضيتنا.
إنني من هنا، من منبر الأمم المتحدة، وفي ظل الأعياد الدينية، لأتوجه بدعوة صادقة إلى الشعب الإسرائيلي من أجل سلام قائم على العدل والأمن والاستقرار للجميع، كما أدعو مجلس الأمن والجمعية العامة إلى تحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان.
السيدات والسادة،
تعلمون جميعاً أن الحكومة الإسرائيلية أفشلت الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس أوباما في السنوات الماضية والتي كان آخرها الجهود التي قام بها الوزير كيري من أجل التوصل إلى اتفاق سلام عبر المفاوضات.
إن سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية، ومواقف رئيسها وأعضائها تؤدي إلى استنتاجات واضحة، بأنها تعمل جاهدة على تقويض حل الدولتين القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ولا يوجد أي تفسير آخر.
السيدات والسادة،
إننا نرحب بالجهود الدولية والأوروبية، بما فيها المبادرة الفرنسية الداعية لتشكيل مجموعة دعم دولية لتحقيق السلام، وقد أكدت الدول العربية في قمتها الأخيرة، تأييدها لإصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن المعايير الواضحة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين على حدود 1967، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، إذ لم يعد من المفيد تضييع الوقت في مفاوضات من أجل المفاوضات، بل المطلوب إيجاد مظلة دولية تشرف على إنهاء هذا الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية، وإلى حين ذلك، فإنني أطالب الأمم المتحدة السيد الأمين العام والسيد رئيس الجمعية العامة، بتوفير نظام حماية دولية لشعبنا الفلسطيني وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
نحن نطلب حمايتكم، نريد حماية، وبحاجة لحماية دولية، لا نستطيع الاستمرار بهذا الوضع، لأن الاعتداءات تأتينا من كل جانب، نرجوكم نحن بحاجة لحماية دولية.
السيدات والسادة،
لقد حاولنا إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات الموقعة والتفاوض وفق حل الدولتين، من خلال الاتصالات المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، وعبر الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة (أعضاء اللجنة الرباعية الدولية)، وغيرها من الأطراف، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أصرت على استمرار نهج تدمير حل الدولتين، وتكريس نظامين على الأرض، نظام الأبرتايد المعمول به حالياً على أراضي دولة فلسطين المحتلة تجاه الفلسطينيين من جهة، ونظام آخر ذي امتيازات واسعة للمستوطنين الإسرائيليين من جهة أخرى.
السيدات والسادة،
لقد نصت اتفاقية أوسلو الانتقالية ومرفقاتها، والاتفاقيات اللاحقة والموقعة مع إسرائيل، على أن يتم تنفيذها خلال خمس سنوات، تنتهي في العام 1999 بالاستقلال التام لدولة فلسطين، وزوال الاحتلال الإسرائيلي عنها، إلا أن إسرائيل، قد توقفت عن استكمال عملية انسحاب قواتها المقررة من المناطق المصنفة ب وج، التي تمثل أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية وبما فيها القدس، وبدلاً من ذلك زادت من نشاطاتها الاستيطانية في كل مكان وخرقت كل الاتفاقيات الموقعة وبعضها موقعة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.
إذ أنه منذ خطاب الرئيس أوباما في القاهرة عام 2009، والذي دعا فيه إلى وقف الاستيطان، زادت الحكومة الإسرائيلية الاستيطان في الضفة والقدس بنسبة 20%، ضاربةً بعرضِ الحائط التزامها بعدم القيام بأي إجراء غير قانوني، وأحادي الجانب من شأنه أن يجحف بالحل النهائي، كما واستباحت المناطق المصنفة (أ) وهي الأراضي الواقعة تحت الولاية الأمنية الفلسطينية الكاملة والتي أقمنا فيها مؤسسات دولتنا الفلسطينية.
كما وأن إسرائيل، ترفض مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية التي تتحكم بقدرة الاقتصاد الفلسطيني على التطور والاستقلال، مصرة على فرض الهيمنة على اقتصادنا، أسوة بالهيمنة العسكرية والأمنية، ورافضةً الحق الفلسطيني في التطور والاستفادة من ثرواته الطبيعية، وبذلك تكون إسرائيل قد قامت بتدمير الأسس التي بنيت عليها الاتفاقيات السياسية والأمنية، علاوة على ما قامت به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من إجراءات أدت إلى تعطيل المرحلة الانتقالية الهادفة على تحقيق استقلال دولتنا، وغيرها من الانتهاكات جعل الوضع غير قابل للاستمرار.
لهذا فإننا وبناء على كل تلك المعطيات، نعلن أنه ما دامت إسرائيل مصرة على عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معنا، والتي تحولنا إلى سلطة شكلية بدون سلطات حقيقية، وطالما أن إسرائيل ترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفق الاتفاقات معها، فإنها لا تترك لنا خياراً، سوى التأكيد على أننا لن نبقى الوحيدين ملتزمين في تنفيذ تلك الاتفاقيات، بينما تستمر إسرائيل في خرقها، وعليه فإننا نعلن أنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بهذه الاتفاقيات، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره، وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في شهر آذار الماضي محددة وملزمة.
السيدات والسادة،
إن دولة فلسطين على خطوط الرابع من حزيران 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، هي دولة تحت الاحتلال، تماماً كما كان هذا الحال لدول عديدة خلال الحرب العالمية الثانية، علماً بأن 137 دولة اعترفت بدولتنا وهذا العدد هو أربعة أضعاف الدول التي اعترفت بإسرائيل، هناك إجماع عالمي على حق شعبنا في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله.
وأذكركم بقرار الجمعية العامة 19/67 لعام 2012 الذي أكد بأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستكون الحكومة المؤقتة لدولة فلسطين، وأن المجلس الوطني الفلسطيني هو برلمان دولة فلسطين.
مرة أخرى، إن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار، وسوف نبدأ بتنفيذ هذا الإعلان بالطرق والوسائل السلمية والقانونية، فإما أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية ناقلة للشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وإما أن تتحمل إسرائيل سلطة الاحتلال، مسؤولياتها كافة.
وفي نفس الوقت، والتزاماً منا بمبادئ القانون الدولي، فإن دولة فلسطين سوف تستمر في مساعيها للانضمام للمواثيق والمنظمات الدولية كافة، وسوف تمضي قدماً في الدفاع عن شعبها الواقع تحت الاحتلال عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية المتاحة، إذ إن دولة فلسطين الآن طرفٌ متعاقدٌ سامٍ لاتفاقيات جنيف لعام 1949، وطرف في نظام روما الأساسي وعضو في المحكمة الجنائية الدولية، ومن يخشى القانون الدولي والمحاكم الدولية عليه أن يكف عن ارتكاب الجرائم. نحن لا نغوى الذهاب للمحاكم الدولية لكن الاحتلال يجبرنا على الذهب وسنذهب.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إنني لازلت أمد يدي للسلام العادل، الذي يضمن حقوق شعبي وحريته وكرامته الإنسانية، وأقول لجيراننا أبناء الشعب الإسرائيلي، إن السلام مصلحة لكم ولنا ولأجيالنا وأجيالكم القادمة جميعاً، وإياكم والذاكرة القصيرة، فالانغلاق على الذات مدمر، وكلي أمل بأن تعيدوا قراءة الواقع، واستشراف المستقبل، وأن تقبلوا للشعب الفلسطيني ما تقبلوه لأنفسكم، عندئذ ستجدون بأن تحقيق السلام سيغدو في المتناول، وستنعمون بالأمن والأمان والسلام والاستقرار، فهذه القيم هي ما نسعى لتحقيقه نحن أيضاً لشعبنا الفلسطيني.
مرة أخرى أشكركم على حسن الاستماع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس خلال افتتاح المنتدى الأول للمبدعين في فلسطين في 12/9/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوات والإخوة الأعزاء،،،
يسعدني أن أكون معكم في هذه المناسبة التي أعادتني 20 عاما للوراء عندما كنا في طريق العودة لأرض الوطن أتيحت لي الفرصة لأتحدث بين إخواني أعضاء المجلس المركزي لنشرح لهم ماذا حصل وما نحن قادرون على عمله، وقلت في حينه نحن كفلسطينيين أبدعنا وبنينا وتميزنا في كل العالم العربي والإقليمي والدولي تميزنا كأفراد، عملنا قصص نجاح كأفراد، ونحن نعود اليوم للوطن هل نستطيع أن نكرر تجربتنا في الخارج في أرض الوطن؟ يدي على قلبي كنت خائفا ومترددا، الآن أرفع يدي عن قلبي وأنا مطمئن لأن الإبداع والتميز يسودان أرض الوطن.
الإبداع والتميز ليس غريبا علينا، وكثيرون يعلمون أنه منذ أن قامت ثورتنا أنشأنا اللجنة العلمية - اللجنة التطويرية، لأنه من واجبك وأنت تعمل في أي مجال أي محفل يجب أن تبدع فيه وتتميز فيه، وتفكر كيف تطور هذا العمل الذي تعمله من حسن لأحسن للأحسن، وأنشأنا عام 1968 اللجنة العلمية، وكان يترأسها عدنان سمارة.
الحاجة أم الاختراع، وعندما شاهدت المعرض في الأسفل شاهدت شبابا وشابات يبحثون في المحيط ما هي الحاجة، وكل منهم يفكر في محيطه وكيف يبدع فيه ويطور فيه، لذلك لاحظت تباينات كثيرة في إبداعاتهم هذه هي الحياة أنك تبدع حيث تحتاج عندما تكون الحاجة لأمر ما فأنت تبدع في هذا العمل؛ لماذا المعاق يمشي بهذه الطريقة لا بد أن يمشي بطريقة أخرى وهذا هو العقل.
نحن لا نملك مالا ولا بترولا ولا غازا ولا ذهبا، نحن دولة فقيرة ومن سوء الحظ نعيش على المساعدات بسبب الاحتلال، لكن نملك شيئا واحدا هو العقل نفكر وننجح، كثيرون من دول العالم سبقونا بهذا، إذا كان لديك العقل واستعملته في الطريق الصحيح ستصل إلى ما تريد وتطور بلدك.
إن هؤلاء المبدعين الصغار يحتاجون لمن يرعاهم ويسوق أفكارهم، يجب أن يكون هناك تناغم بين هذا المبدع والجهات التي تدعم وتسهل طرقه وعمله بكل مناحي الحياة، وهنالك من يتلقف من هنا وليس من الخارج هذه المشاريع التي تستفيد منها البشرية، هذه هي خلاصة المشروع الذي اسمه الإبداع والتميز.
علينا أن نفكر جميعا كيف نطور هذا المجال والعمل، إن كنا نعمل في مجالات أخرى سياسية أو دبلوماسية أو مفاوضات أي كان، هذا العمل يجب أن يأخذ الحيز الأكبر والاهتمام الأكثر، لأنه من هنا نستطيع بناء دولة فلسطينية مستقلة معاصرة تضاهي دول العالم، لا بد من الاهتمام بهذا العمل علينا دعمهم ليس فقط من قبل مجلس التميز والإبداع والشركات والبنوك بل كل إنسان قادر أن يقدم شيئا ما لهذا المشروع عليه أن يقدمه له.
اليوم هو يوم الإبداع والتميز، وأمس كان يوم رفع العلم الفلسطيني على منظمات الأمم المتحدة، عمل علمي وعمل سياسي هذا يسير وهذا يجب أن يسير، لا نريد أن نضخم ما عملنا في الأمم المتحدة وإنما نقول هو لبنة في بناء الوطن مهمة وهي أن دول العالم تتفهم الآن شؤون ومتطلبات الشعب الفلسطيني، كان هناك شبه إجماع على رفع العلم، الذين اعترضوا الآن 8 والذين اعترضوا على إقامة الدولة 9 يعني هم في تناقص، ربما ستبقى في النهاية دولة واحدة هي التي تعترض.
العالم بدأ يتفهمنا، كان هناك إجماع على رفع العلم الفلسطيني، فهناك 8 دول فقط رفضت القرار من أصل 194 دولة، والباقي الممتنع عن التصويت هو مؤيد لأنه غير محسوب على الرفض، إضافة إلى غياب 22 دولة عن التصويت لعدم تمكنها من دفع الاشتراك في الأمم المتحدة فلا يحق لها التصويت للأسف.
في الأمس، الاتحاد الأوروبي ثبت اسم فلسطين في التعامل معها، وثبت أيضا أن الاستيطان غير شرعي ومنتجاته غير شرعية، وعلى إسرائيل أن تميز بين منتجات المستوطنات ومنتجاتها، لتستطيع أوروبا التعامل مع الموضوع. لنتصور أوروبا كيف كان موقف أوروبا في الماضي، والآن تبينت الحقيقة واكتشفت أن هناك شعبا مظلوما ويجب إنصافه، لذلك تركز على مشروع الدولتين وتقول إن الاستيطان غير شرعي ومنتجات المستوطنات غير شرعية، هذا الكلام لم يأت من دول عدم الانحياز أو القمة الإسلامية أو الإفريقية أو الجامعة العربية بل من الاتحاد الأوروبي.
نحن لا نريد أن نضخم ما نقوم به حتى لا نعطي أوهاما للناس، حتى لا نبيع هذه الأوهام ونقول بعد لحظات ستأتيكم دولة فلسطين، لكن نقول إننا نسير على الطريق الصحيح في مختلف مناحي الحياة، عندما نتكلم بالسياسة ونتكلم بالمفاوضات، وبالمناسبة عندما نتكلم بالمفاوضات هم المخطئون لأنه عندنا ما نقول وليس عندهم ما يقولون، وثبت منذ أكثر من 10 سنوات أنهم لم يقدموا شيئا وإننا لم نخطئ في شيء.
نحن ماضون في الإبداع والتميز شدوا على ذلك بالنواجذ شدوا عليه بالقوة لبناء دولة صحية متقدمة وعاصمتها القدس الشريف.
وكما رفعنا العلم فوق الأمم المتحدة سنرفعه في القدس.
كلمة الرئيس محمود عباس في اجتماع "لجنة متابعة مبادرة السلام العربية" في مقر "الأمانة العامة لجامعة الدول العربية" في القاهرة بتاريخ 5 آب 2015م
أشكر معالي الوزير سامح شكري رئيس لجنة المتابعة،
الشكر موصول للأمين العام الأخ نبيل العربي،
أيها الإخوة، في البداية نترحم على المغفور له بإذن الله عميد وزراء خارجية الدول العربية (الأمير سعود الفيصل) الذي قضى أكثر من 40 عامًا في خدمة القضايا العربية والإسلامية؛ وبالذات في خدمة قضية فلسطين. رحم الله الأمير سعود وأسكنه فسيح جناته.
أيها الإخوة غدًا تحتفل الشقيقة مصر بمعجزتها الثانية، هذه المعجزة التي تتمثل في قناة السويس الثانية التي انتهى العمل بها خلال مدة قياسية، هي عام واحد فقط؛ وهذا إن دل على شيء، يدل على حيوية هذا الشعب العظيم، صاحب المعجزات الكثيرة، والتي ظهرت هذه الأيام في معجزة قناة السويس. كل التهاني موجهة للرئيس عبد الفتاح السياسي، لحكومة مصر، لكل فرد من الشعب المصري.
إخوتنا الأعزاء،
منذ التقينا في قمة شرم الشيخ في آذار الماضي، حصلت مجموعة مكن التطورات، أذكر منها ما يلي:
أولا: بخصوص عملية السلام، كان هناك قرار من مجلسنا المركزي وهو المجلس الوطني المصغر في آذار 2015. هذا القرار يدعو لتحديد العلاقة مع إسرائيل، وجاء فيه: إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في التنكر للاتفاقيات الموقعة، وما ترتب عليها من التزامات، وأصرت على تدمير مبدأ الدولتين على حدود 1967، فإن على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إعادة النظر وتحديد العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية؛ بمعنى أنه إذا إسرائيل استمرت تنقض وعودها معنا واتفاقاتها معنا فلا بد أن نعيد النظر في كل شيء؛ وبناء على هذا جرى لقاء قبل بضعة أيام في عمان بين الأخ صائب عريقات، وسلفان شالوم، بناء على طلبه. وسلفان شالوم هو نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو المعني رسميًا بملف المفاوضات. وتم اللقاء في 23/7/2015 وجرى الحديث حول كل عملية السلام، ولماذا هي متوقفة حتى الآن، وما هو المطلوب منهم ومنا، بكل التفاصيل المملة؛ وفي النهاية، طلب منهم عريقات أنه إذا أردتم العودة لطاولة المفاوضات، عليكم وقف الاستيطان، وإخلاء سبيل الأسرى الثلاثين؛ ونحن مستعدون بعدها للعودة للمفاوضات؛ وهناك التزامات أخرى كثيرة متفق عليها بيننا وبينكم، هذه الالتزامات نحن ننفذ ما علينا، وأنتم تنفذون من جانبكم ما عليكم. وانتهى الاجتماع على أمل العودة لنا. أيضًا إذا لم يحصل هذا فأعتقد أنه تأكيد على أن إسرائيل لا تريد الحل السياسي، ولا تريد السلام، ولا بد من إعادة النظر جذريًا بالعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية؛ خصوصًا أن إسرائيل تستمر في سياساتها الاستيطانية؛ حيث طرحت عطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية. وتستمر الجرائم المرتكبة من قبل قطعان المستوطنين وكان آخرها حرق عائلة الدوابشة في دوما محافظة نابلس؛ ما أدى لحرق الطفل علي دوابشة، عمره سنة ونصف؛ ومن قام بارتكاب هذه الجريمة البشعة الإرهابية يجب أن يعاقب.
الحقيقة هذه ليست أول جريمة ترتكب بهذا الأسلوب (الحرق ثم القتل)؛ إنما سبقه محمد أبو خضير وأحداث كثيرة. الآن عائلة دوابشة كلها محروقة: الأم، والابن، والأب. التعليمات التي قرأناها وموجهة لهؤلاء قطعان المستوطنين، تقول التالي: zzz*zلا تحرقوا البيوت والمساجد والكنائس فقط؛ بل احرقوا من فيهاzzz*z. هذه التعليمات التي توجه إليهم؛ لذلك هم باستمرار في حالة عدوان على المؤسسات الدينية: على الكنيسة؛ المسجد الأقصى؛ المسجد الإبراهيمي، وغيرها. وهنا في شهر رمضان كثرت الاعتداءات على المسجد الأقصى، وهب جلالة الملك عبد الله الثاني أكثر من مرة في وجه الإسرائيليين ينبههم ويحذرهم بوقف هذه الأعمال وإلا. وكانت وقفته أمامهم جيدة ومهمة في وجههم؛ حتى أمكننا أن نتجاوز بعض الصدامات التي كانت قد تحدث في الأقصى. نقدر موقف الملك عد الله الثاني ونشكره. بارك الله فيه على هذه الجهود.
وبهذه المناسبة، نحن طلبنا نشاطًا إلى مجلس الأمن، وكان هناك جهد من الأخ ناصر جودة لإصدار بيان من مجلس الأمن؛ لكننا أيضًا بصدد لجنة المتابعة العربية، أن تقوم بما تراه مناسبًا من أجل مشاورات لمجلس الأمن سواء في هذه القضية أو غيرها من القضايا؛ وكما اتفقنا في الماضي: هذه اللجنة مسؤولة عن النشاطات في مجلس الأمن.
وبطبيعة الحال، فإن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الجرائم، وهو يعكس الأبرتهايد والإرهاب الإسرائيلي، حقيقة لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تقول: "هؤلاء متطرفون"، "هؤلاء مجانين"؛ سنسمع الآن أن المحققين الإسرائيليين سيقولون أن هؤلاء حالتهم النفسية صعبة؛ ولذلك قاموا بهذا العمل، دون إرادتهم. نحن نقول: إذا لم تقم الحكومة الإسرائيلية باستدعائهم والتحقيق معهم ومعاقباتهم؛ فستكون الحكومة الإسرائيلية شريكًا، ويجب أن نتعامل معها على أنها شريك؛ وهذا ما نقوله بصراحة لرئيس الوزراء ورئيس الدولة ولشمعون بيريس، وقلنا له: الآن على الحكومة الإسرائيلية أن تقوم بواجباتها.
ارتكبت الحكومة الإسرائيلية من 2004 إلى الآن 11 ألف جريمة إرهابية؛ أين هذه الجرائم وأين مرتكبوها! لا أحد يعرف.
نقول بجدية، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، على إسرائيل أن تأتي لتتحمل مسؤولياتها كاملة، نحن جادون، وسنقوم بذلك في أي طريقة في المستقبل القريب العاجل.
الحكومة الإسرائيلية الآن ترفض وقف الاستيطان، وترفض ترسيم الحدود، وترفض الإفراج عن الدفعة الرابعة المتفق عليها؛ في السجون الإسرائيلية آلاف الأسرى؛ لكن نحن الآن نتحدث عن 30 أسيرًا الذين اتفقنا عليهم من خلال السيد كيري لإخلاء سبيلهم، ونحن نحمل كيري ووزارة الخارجية الأميركية المسؤولية؛ لأنها لم تتمكن من تنفيذ الاتفاق الذي تعهدت به؛ نوجه رسالة اتهام للسيد كيري بأنه قصر في هذا الموضوع وتساهل مع الحكومة الإسرائيلية.
على الصعيد الدولي، أصبحت فلسطين عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، وطالبنا أن تقوم المحكمة بفحص أولي في ما إذا ارتكبت جرائم حرب على أراضي دولة فلسطين منذ حزيران 2014 إلى الآن؛ وبالفعل، فتحت المحكمة فحصًا أوليًا ووجهت أسئلة كثيرة، وقمنا بتقديم 3 ملفات في 25 حزيران 2015. ما طلبته منا المحكمة، قدمنا كل ما طلب منا فيما يتعلق في الاستيطان والعدوان على غزة والأسرى.
قبل أيام أرسلنا وزير الخارجية للمحكمة ليتحدث عن الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الطفل علي الذي أحرق وعائلته؛ قدمنا الملف للسيدة بنسودة ونرجو أن تأخذ الموضوع بجدية كاملة؛ كذلك التقى المالكي برئاسة مجلس حقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي والخارجية السويسرية بصفتها الحاضنة لاتفاقية جنيف لعام 1949.
هنا نثمن اللجنة الرباعية برئاسة الأخ سامح شكري وعضوية كل من مصر والمغرب والأردن وفلسطين والأمين العام؛ وهي مسؤولة فيما اتفقنا عليه: تجري اتصالات حول مجلس الأمن، واتصالات مع فرنسا؛ وهي مكلفة بأن تقوم بكل ما شيء لتعود لنا، لنتابع هذا الجهد.
دولة فلسطين أصبحت طرفًا متعاقدًا ساميًا لمواثيق جنيف 1949. ولا بد من استمرار عمل اللجنة العربية برئاسة مصر، رئيس القمة؛ وعضوية فلسطين؛ وعضوية الأمين العام لحث الأطراف المتعاقدة السامية لتنفيذ هذه المواثيق على أراضي فلسطين المحتلة. نحن كل ما نطالب بأن هذه المواثيق التي اتفق عليها عام 1949 أن تطبق علينا؛ لا أكثر ولا أقل؛ لكن إسرائيل ما زالت تراوح مكانها.
كذلك أرسلنا للأمين العام من أجل الحماية الدولية؛ وهذا أكثر من 6 أشهر؛ ونتمنى أن يفعل هذا الطلب مع الأمين العام لتحصل الحماية الدولية؛ مثل ما قال الأمين العام ليس فقط من قبل الصليب الأحمر؛ لأنهم لا يستطيعون عمل شيء ولا يحمون أحدًا؛ بل نريد حماية فعلية دولية؛ لأننا لا نستطيع حماية أنفسنا من المستوطنين وجيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية، ولا من كل تصرفات الوزارات الإسرائيلية التي تعيث في الأرض فسادًا، وتعيث في أرضنا فسادًا.
قرارات حقوق الإنسان التي اتخذت مؤخرًا على قطاع غزة كانت مميزة،؛حيث اعتبرت العدوان على القطاع في الكثير من المجالات ارتقاء لجرائم حرب؛ وقمنا بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة هذا القرارات.
حول موضوع المصالحة، كما ذكر الأمين العام والوزير شكري؛ نحن حريصون كل الحرص على المصالحة الوطنية، وعملنا اتفاقات كثيرة جدًا وبدأنا التنفيذ. عندما عقدنا اتفاق الشاطئ بعد اتفاق القاهرة، بعد اتفاق الدوحة، كان هناك تنفيذًا لهذا الاتفاق، وهو تشكيل حكومة وفاق وطني، وشكلناها في 2/6/2014م؛ وفي 12/6 اختطفت حماس إسرائيليين، وأعلنت حماس أنها اختطفت لتثير الشعب وتثير الانتفاضة في الضفة الغربية وفي القدس والـ48، ثم حصل العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتم عقد مؤتمر المانحين في شرم الشيخ، وقدمت التبرعات وتم الاتفاق على طريقة إعادة إعمار غزة وإدخال المواد، وحماس بعد أن اتفقت، رفضت؛ ووصلنا بعض الأموال من الدول العربية وبعض الدول غير العربية، تمكنا من خلالها إنقاذ 70% من البيوت المدمرة بشكل جزئي، ليعود الناس لبيوتهم؛ لكن ما زال هناك الآلاف يسكنون في الشوارع؛ لأن حماس لا تريد أن تسمح أن تنقل الأموال إلى السلطة ومنها للأمم المتحدة لتصرف ويعاد إنقاذ قطاع غزة.
الاتفاق كان حكومة ثم انتخابات. نقول لهم: مستعدون لحكومة وحدة وطنية أن يشاركوا فيها، وبعد ذلك نذهب للانتخابات؛ أي أحد يقنعهم في الموضوع، نحن جاهزون له فورا؛ أما أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لا يمكن أن يحتمله أحد.
بلغنا أن الولايات المتحدة مشغولة في موضوع الاتفاق الإيراني الدول 5+1؛ وربما لن يحصل شيء حتى نهاية العام؛ ونحن كل ما نقوله كفلسطينيين: نحن مع الموقف العربي، وما يتم الاتفاق عليه من قبل الأشقاء العرب نحن معه؛ لكن لا نريد من أميركا أن تستعمله كحجة لتعطيل القضية الفلسطينية؛ ممكن أن تحل الموضوع مع الكونجرس أو غيره؛ لكن نريد أن نلتفت للقضية الفلسطينية؛ أما أن يقولوا: مشغولون في الاتفاق الإيراني! العرب قالوا كلمتهم ونحن معهم؛ وبالتالي، على أميركا أن تسحب هذه الذرائع والحجج التي تتحدث بها.
في أوروبا نحن علاقاتنا متطورة، والدول الأوروبية اعتبرت أن الاستيطان غير شرعي، ثم منتجاتهم غير شرعية، ثم 11 برلمانًا إلى الآن اعترفت بدولة فلسطين؛ إضافة إلى السويد والفاتيكان التي تمثل 2 مليار حول العالم. وشرف كبير أن قداسة البابا يعترف؛ أملنا أن تساعدونا جميعا باعترافات أكبر من الدول الأوروبية وغيرها.
وكالة الغوث معرضة لإقفال المدارس، الخطر ليس في الضفة وغزة فقط؛ إنما أيضًا في الأردن وسوريا ولبنان؛ لكن هناك 700 ألف طالب سيكونون في الشارع، سيكون 700 ألف إنسان جاهزون لداعش. نتمنى أن نسارع في مساعدة الأونروا لمساعدة هؤلاء الشباب؛ وألا يكونوا في الشارع وعرضة لابتزاز المنظمات الإرهابية.
فيما يتعلق بالوضع العربي الذي نتمنى أن تنتهي هذه الغمة، قلنا أكثر من مرة: نحن في فلسطين مع الحل السياسي، كما نفعل نحن مع أنفسنا؛ نريد حلًا سياسيًا؛ وكذلك في سوريا وليبيا، نريد فعلا حلا سياسيا؛ وفي اليمن نتمنى للرئيس عبد ربه منصور هادي والأشقاء العرب أن يستعيدوا الشرعية؛ وإن شاء الله ينجحون في هذا.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة الطارئ، الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله بتاريخ 31 تموز 2015
سبب الجلسة الطارئة والسريعة الحدث المؤلم الذي حصل قضاء نابلس والذي أدى لحرق ثم قتل الطفل علي وعائلته، والده ووالدته وشقيقه، كلهم في المستشفى بحالة حرجة، هذا العمل الذي قام به قطعان المستوطنين الذين تعودوا في كل مرة على العدوان على أهالينا وأملاكنا، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن هذه هي السياسة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ضد شعبنا، بحيث أنهم يريدون لهذا الشعب أن يخرج من بلده، لكن خسئوا، هذا الشعب سيبقى صامدا على أرضه.
هذه الأعمال سببها الاستيطان الذي تمارسه إسرائيل في كل مكان، هو العمل الإرهابي والعدواني الذي يوجه للشعب الفلسطيني، هو ليس فقط عداء من قبل المستوطنين، وإنما نتيجة للعمل الاستيطاني الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي هي مسؤولة مباشرة عن هذا العمل، هؤلاء مواطنوها وتعرفهم بالواحد وتستطيع أن تأتي بهم إلى عدالة حقيقة، وأشك أنهم سيقدمون لعدالة حقيقية.
وهناك تنظيمات كثيرة في إسرائيل يعترفون أنها إرهابية، ولذلك سنطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وأميركا المنحازة دائما، أن تسمى هذه المنظمات إرهابية لأنه لا فرق بين ما يسمونها إرهابية في العالم العربي والإسلامي، وهذه التي ربما هي أكثر سوءا.
منذ عام 2004 ارتكب المستوطنون 11 ألف جريمة، وكلها من قبل المستوطنين، وكلها تسجل إما ضد مجهول أو إذا لزم الأمر وألقي القبض على أحدهم لا يمكث في التحقيق سوى ساعات، ثم يخرج ليقوم بهذه الأعمال القذرة الوحشية.
اليوم أيضا؛ لفت نظرنا تصريح وزيرة العدل الإسرائيلية، الذي من المفترض بها التمتع بشيء من العدالة تقول إن الأطفال الفلسطينيين ما هم إلا ثعابين صغيرة، تقتله حتى لا يكبر، وترى أن الحل الأمثل للفلسطينيين الصغار قتلهم كي لا يصبحوا كبار.
نحن أكثر من مرة طلبنا من الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وأكثر من مرة طلبناه ولكن لم نتلق إجابة، ومستمرون في طلبنا للحماية الدولية، وغدا أطلب من وزير الخارجية أن يحمل هذا الملف لمحكمة الجنايات الدولية.
في الخامس من الشهر المقبل ستجتمع لجنة المتابعة العربية وهي فرصة للحديث مع الأشقاء للحديث عن كل هذه القضايا.
نعبر عن ألمنا وحزننا الشديد لما حصل، لأنه تكرر مع محمد أبو خضير، لا أفهم لماذا يحرقون الإنسان ثم يقتلوه، التعليمات التي تصلهم من قياداتهم كمنظمات إرهابية، وظهر هذا في حريق كنيسة طبريا، أنه لا تحرق مبنى أو مسجد أو كنيسة ولكن فقط اقتل من فيها.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 22 حزيران 2015
اليوم دعونا لاجتماع اللجنة التنفيذية لنبحث مجموعة من النقاط، أهمها القضايا السياسية التي مرت والتي ستمر؛ ومنها زيارة وزير خارجية فرنسا السيد فابيوس والأفكار التي قدمها؛ ووجدنا أن مثل هذه الأفكار جيدة، وقلنا له بصراحة: هذه الأفكار جيدة، إضافة إلى ذلك، هناك النشاطات التي كُلِّفَتْ بها القيادة من قبل المجلس المركزي فيما يتعلق بمجموعة أمور خاصة "اي سي سي"، والاتفاقيات الأمنية والاقتصادية، وغيرها؛ هذه كلها ستكون أيضًا مبحوثة على جدول الأعمال؛ إضافة إلى هذا، إننا نريد أن نبحث تشكيل حكومة جديدة، ونتفق على طبيعة هذه الحكومة؛ وبعد ذلك عندما نتفق ونجد أن الأمور كلها مسهلة، بالتأكيد سنبدأ بتشكيل هذه الحكومة.
شكرًا لكم.
كلمة الرئيس محمود عباس خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في دورته العادية الـ15 في مقر الرئاسة بمدينة رام الله بتاريخ 16 حزيران 2015
اليوم سنناقش مجموعة من القضايا، لعل أبرزها اللجنة التي شكلت مؤخرًا لبحث الوضع الداخلي في فتح. وهذه اللجنة، سارعت اللجنة المركزية لتشكيلها من أجل شدشدة الحركة؛ لأن حركتكم الرائدة التي قادت الكفاح الفلسطيني منذ البدايات، ورغم والعثرات والتوقفات؛ لكن ستبقى هذه الحركة الرائدة والتي ستوصلنا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة.
من هنا كل منتمٍ للحركة حريص عليها وعلى قوتها، وحريص على استمراريتها؛ حتى نتمكن من الوصول إلى الهدف؛ ومن هنا كانت هذه اللجنة التي بحثت في مجمل قضايا كثيرة، من أبرزها المؤتمر الفتحاوي السابع.
وقد تم الاتفاق؛ وسنشرح هذا لاحقًا على عقد هذا المؤتمر وتحديده؛ ولذلك نرجو من كل الإخوة الحاضرين والغائبين، الموجودين وغير الموجودين، أن يحثوا الخطى من أجل إنجاح المؤتمر؛ لأن فتح، ومن دون تحيز، العمود الفقري للكفاح الفلسطيني الوطني. ومهما حاول البعض أن يثنيها أو يمسها بسوء أو أن يجرها في هذا الاتجاه أو ذاك، ستبقى فتح الحركة الصلبة القوية غير المنحازة لأحد شرقًا أو غربًا، تنحاز فقط للهدف الوطني، ونحن نعرف القوى التي تحاول بمعاول تحطيم هذه الحركة، لكنهم فشلوا وسيفشلون.
مؤتمر الحركة السابع سيعقد في الوقت الذي حددته فيه اللجنة، وستسير الأمور بإذن الله على خير ما يرام.
الوضع التفاوضي أو الوضع السياسي، بكلمات، مجمد متوقف. كانت هناك مساع أميركية حثيثة؛ لكنها لم تصل لنتيجة؛ والآن توقفت أو تعطلت؛ لكن لا توجد أي مساع من أجل العملية السياسية. وهذا في منتهى الخطورة؛ لأن الجمود في العملية السياسية سيؤدي إلى مضاعفات لا نقبلها ولا يقبلونها هم أيضًا، ولا يقبلها هؤلاء وأولئك؛ لأن نتائجها ستكون مدمرة. نحن قلنا، من أجل المفاوضات وبدء المفاوضات واستئنافها واسترجاعها: تتوقف إسرائيل عن الاستيطان وتطلق سراح ما تبقى من الأسرى، حسب الاتفاق، وتتبقى للمفاوضات؛ ودون ذلك لا فائدة من المفاوضات، قلناها وسنقولها لكل من يريد أن يعرف شيئا عن السياسة في الشرق الأوسط.
بالمقابل أيضًا، بعد أن لم نتمكن من الحصول في 30/12 على قرار من مجلس الأمن، توقفت المساعي. والآن هناك مساع فرنسية من أجل إنضاج مشروع في مجلس الأمن. إذا أنضج المشروع ،وفيه ما نريد، أهلًا وسهلًا؛ وإذا ليس فيه ما نريد، لا أهلًا ولا نريد؛ وإذا فيه ما لا نرغب، لن نقبل به. وأعتقد أن الأمور واضحة؛ نحن نريد أن يتضمن القرار "دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس"، ووقتًا زمنيًا للمفاوضات ووقتًا زمنيًا للتنفيذ؛ ما لا نقبل به "دولة يهودية". من حيث المبدأ؛ إذا ذكر هذا لن نقبل به.
وزير الخارجية الفرنسي سيأتي وسنتناقش، وسنتحدث معه، هم أصدقاء لنا كما هم أصدقاء لإسرائيل ونحن لا نمانع إطلاقا، هذا موقفنا وما نريد.
"مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة"، المشروع ليس دعائيًا ولا إعلاميًا ولا تحليليًا. هناك مشروع دولة غزة؛ وهناك من يسعى لبناء ميناء في قبرص التركية، مرورًا إلى غزة، وبناء المطار. والكل يتكلم عن تسهيلات إلى غزة، لماذا أهل غزة مساكين، أهل غزة مساكين؛ فهل نحن الذين نعطل 5 مليار دولار التي أقرت في القاهرة.
اتفق موسى أبو مرزوق وسيري على كيفية تنفيذ الاتفاق، فقال له سيري: إن الحكومة تستلم المعابر وتستلم مواد الإعمار؛ وتسلمها إلى الأمم المتحدة. وأبلغ أبو مرزوق عزام الأحمد، وقال له عزام: إننا موافقون. وبعد أسبوع قالوا: إن هذا الاتفاق المخزي لا نقبله.
موضوع المصالحة التي اتفقنا عليها وعملنا حكومة على أساسها؛ وأنا أقبل. شغلوا أو ما شغلوا الحكومة، نعمل انتخابات للسلطة الفلسطينية أو لدولة فلسطين. يرفضون هذا رفضًا قاطعًا.
أغلب المبعوثين يقولون: الحق على السلطة، فلماذا؟ هم يرفضون تشغيل الحكومة، ومنعوا الوزراء من الوصول إلى وزاراتهم، ويرفضون الانتخابات، لماذا؟
نسألهم، يقولون: أولا ادفعوا الرواتب لـ50 ألف موظف. هناك لجنة تبحث قضيتهم في إطار المصالحة؛ لكن أن يخيرونا بين هذا أو ذاك! لن نقبل.
الاجتماعات مستمرة بين حماس وإسرائيل مباشرة.
وهناك قضايا تفصيلية سنتحدث عنها.
كلمته الرئيس محمود عباس بمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي في دورته الخامسة والعشرين zzz*zسنة تمكين المرأة والتنميةzzz*z المنعقدة في جوهانسبورغ بجمهورية جنوب إفريقيا
14 حزيران 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس الصديق روبرت موغابي،
فخامة الرئيس الصديق جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا،
معالي السيدة زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي،
أصحاب الجلالة والفخامة والدولة،
معالي السيد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية،
الأصدقاء الأعزاء،
أشكركم على دعوتكم الكريمة لي لمشاركتكم هذه القمة في دورتها الخامسة والعشرين، تحت عنوان "سنة تمكين المرأة والتنمية"، ويسعدني أن أتواجد بينكم هذا العام أيضاً، معززين بالتالي هذه العلاقة النضالية العميقة، ومؤكدين على الروابط التي تربط فلسطين بالقارة الإفريقية؛ وتلك التي تربط القارة الإفريقية بفلسطين، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
كما ويطيب لي أن أكون وإياكم اليوم في انعقاد هذه الدورة للاتحاد الإفريقي العتيد، هنا في جمهورية جنوب إفريقيا الصديقة، صاحبة التاريخ النضالي العريق من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وانتصاراتها في التخلص من العنصرية والأبارتايد.
وأتمنى لاتحادكم ودوله الأعضاء تحقيق المزيد من النجاحات، لما فيه خير شعوبكم وأوطانكم الصديقة. وإنني لعلى ثقة تامة بأن الاتحاد الإفريقي، بما يضم في عضويته من دول تمثل بمجموعها هذه القارة العملاقة، المفعمة بالتاريخ، والتضحيات الجسام- إنما يقدم لنا عبرة وخلاصة تجربة خلاقة يستلهم منها شعبي المكافح في فلسطين، وفي الشتات، العبرة لإنجاز حقوقه الوطنية الثابتة في نيل حريته وسيادته واستقلاله.
نعلم بأن قمتكم هذه حافلة بالموضوعات والقضايا الحساسة والجوهرية، التي تهم قارتكم وشعوبها، وتهدف لتعزيز العمل المشترك فيما بينها، وخاصة بشأن تمكين المرأة والتنمية، والنهوض بالاقتصاد ورفع مستوى المعيشة، وكذلك العمل من أجل السلام والأمن والاستقرار، ومكافحة العنف والإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، مؤكدين دعمنا وتأييدنا لجهودكم في هذه المجالات الهامة؛ ونحن على أتم الاستعداد للتعاون وإياكم لتبادل الخبرات وتوفير الطاقات البشرية الفلسطينية المؤهلة، وبما يعود بالفائدة المشتركة على الجميع، ومن أجل حماية وتعميق انجازات هذه القارة العزيزة على قلوبنا. ومن ناحية أخرى، فإننا نتابع بقلق، رغم بعد المسافات، تفاصيل ما يجري من تطورات وأحداث في بعض دول القارة؛ ونأمل أن يتمكن الاتحاد ودوله الأعضاء بالحكمة المعروفة عنهم من تجاوز هذه المحن الطارئة، من أجل التركيز وتسخير جميع الإمكانيات لصالح تنمية شعوب هذه القارة.
وفي هذا المقام، فإننا ندعو المجتمع الدولي بأسره، وخاصة الدول القادرة فيه، على الوقوف بقوة وإخلاص إلى جانب دول القارة الإفريقية في جهودها المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة، وفي توفير الأمن والاستقرار والرخاء لمواطنيها كافة.
فخامة الرئيس، الأصدقاء الأعزاء،
إننا إذ نعتز بعلاقات الصداقة التي تربطنا بدول وشعوب قارتكم الأبية، التي نالت منذ عقود حريتها واستقلالها، لنثمن عالياً وقوفكم إلى جانب قضيتنا العادلة، متطلعين لاستمرار دعمكم السياسي والدبلوماسي لتطلعات شعبنا الفلسطيني، لتمكينه من نيل حريته، وتكريس استقلاله واقعاً ملموساً عبر دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا ومقدراتنا؛ ونحن من طرفنا ندرك بأن إفريقيا التي وقفت معنا، وظلت على مدى العقود الماضية في الهيئات والمحافل الدولية كافة تدعم حقوق شعبنا لن تخذلنا في هذا المجال.
أيها الأصدقاء الأعزاء، نحن ماضون في استكمال وتطوير بناء مؤسسات دولتنا وفق معايير سيادة القانون والحفاظ على الأمن، واحترام حقوق الإنسان والمرأة، وفي إطار من التعددية السياسية وعلى أسس الديمقراطية والمساءلة والشفافية. كما وإن توقيع دولة فلسطين مؤخراً لعدد كبير من المعاهدات والمواثيق الدولية ليس موجهًا ضد أحد، بل هو تأكيد على رغبتنا في موائمة عمل مؤسساتنا وتشريعاتنا الوطنية وفقًا للمعايير الدولية، وفي تثبيت الشخصية القانونية لدولة فلسطين، إضافة إلى انخراط دولتنا في الإطار المتعدد لصالح السلم والعدالة والتنمية والأمن العالمي.
وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، فإننا نعمل على تذليل العقبات والعراقيل التي تحول دون تنظيم الانتخابات الفلسطينية، ومن أجل ذلك فإننا مستمرون في توحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية؛ وكلفنا الحكومة الفلسطينية بالعمل المتواصل لتوفير ما نحتاجه من أموال لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، رغم العقبات التي تعترض سبيلها؛ حيث ترك العدوان الإسرائيلي قطاعنا الحبيب مثقلاً بالجراح، فإضافة إلى أكثر من 2200 شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، دمر أكثر من 80 ألف بيت إضافة إلى البنية التحتية، هذا دون ذكر ما دمر في حربه الأولى والثانية خلال الأعوام الأخيرة.
وبهذه المناسبة ورغم كل هذا الدمار والاعتداء المتواصل، إلا أننا نجدد التأكيد على تمسكنا بخيار السلام الشامل والعادل وخيار الدولتين اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن وحسن جوار، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة بين الجانبين وصولاً لاستقلال دولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي، بما فيها قضية اللاجئين والإفراج عن الأسرى.
إن ما يمنع تحقيق هذا السلام المنشود هو استمرار إسرائيل في الاحتلال والاستيطان وفرض الأمر الواقع، مستندة لغطرسة القوة. ونود أن نؤكد رفضنا لأية حلول انتقالية أو ما يسمى "الدولة ذات الحدود المؤقتة"، التي تقسم الأرض والشعب والوطن، نرفضه رفضًا قاطعًا، ونأمل من كل من يعمل على إحيائه التوقف عن ذلك.
وفي هذا الإطار، فإن أية مبادرات أو جهود لتحقيق السلام يتوجب أن تكون وفق المعايير والقرارات الدولية المعتمدة، في إطار سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال، وبالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية لتمكين شعبنا من نيل حريته وسيادته واستقلاله بعد 67 عامًا من العذابات والتشريد، وبعد 48 عامًا على احتلال الضفة الغربية، وبما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
فخامة الرئيس،
الأصدقاء الأعزاء،
للأسف الشديد فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي هي امتداد للحكومات السابقة، تتهرب من استحقاقات السلام المنشود، وإن استمرار إسرائيل في رفضها للقانون الدولي يستدعي منا جميعاً التحرك العاجل. وندعوكم أيها الأصدقاء الأعزاء لاستمرار مناصرة الموقف الفلسطيني في مساعيه وفي إطار مجلس الأمن والمنظمات الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أراضينا وإقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الأمر الذي من شأنه أن يجلب السلام المنشود لمنطقتنا، ويزيل حالة الاحتقان التي تشهدها، والتي قد تدفع بها نحو حروب طائفية وعرقية ذات صبغة دينية، وهذا ما لا نريده إطلاقًا، والذي ستكون عواقبه وخيمة على المنطقة والعالم بأسره.
وكما تعلمون، فقد شرعت مؤخراً مؤسسات الاتحاد الأوروبي بوضع علامات تمييزية على منتجات المستوطنات الإسرائيلية؛ لتوعية المستهلك الأوروبي من خطورة شراء واستهلاك تلك المنتجات غير القانونية حسب القانون الدولي. وعليه ندعوكم جميعاً لاتخاذ خطوات شبيهة على مستوى الاتحاد الإفريقي، رغم أن بعض دولكم كانت سباقة في التعامل مع موضوع مقاطعة منتجات المستوطنات كجزء من إجراءات أوسع لوقف القيام بأية أعمال في تلك المستوطنات، وفي اعتماد إجراءات المقاطعة الشاملة للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقرارات الأممية.
ختاماً أشكركم، أيها الأصدقاء على دعمكم المتواصل لقضيتنا العادلة، قضية إفريقيا بأسرها، قضية فلسطين هي قضية إفريقيا أيضا، ونشيد بمساهماتكم الإيجابية التي ترسخونها دوماً في المحافل الدولية، بحيث تعزز من صمودنا وتقربنا من استكمال الاستقلال والحرية. وفي نهاية كلمتي أتمنى لقمتكم النجاح، ولقارة إفريقيا ودولها وشعوبها الصديقة، والاتحاد الإفريقي دوام التقدم والازدهار.
والسلام عليكم.
كلمة الرئيس محمود عباس في الاحتفال بعيد الاستقلال الـــتاسع والستين للملكة الأردنية الهاشمية الذي نظمته سفارة المملكة لدى فلسطين في رام الله بتاريخ 27 أيار 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
كنا معكم العام الماضي، ونحن معكم هذا العام، وسنبقى معكم إن شاء الله إلى الأبد، نحتفل باستقلال الأردن الحبيب. قبل بضعة أيام تسابقت مع الزمن؛ كنت في البحر الميت، ورفعت لصاحب الجلالة عبد الله الثاني بن الحسين أسمى آيات التبريك بمناسبة الاستقلال، وتمنيت على الله سبحانه وتعالى أن تبقى كل أيام الأردن الحبيب، التوأم الشقيق، أيام عز وفخار وازدهار.
نحن نقول فلسطين والأردن توأم، هذا ليس كلامًا، هذا ليس شيئًا في الهواء؛ إنما هو واقع. القضية الفلسطينية هي قضية الأردن الأولى؛ نحن نعرف تمامًا أن صاحب الجلالة وكل أركانه وكل حكومته وكل المسؤولين لا يألون جهدًا في كل مرة للحديث والعمل من أجل قضية فلسطين، من أجل حل القضية الفلسطينية؛ لأنهم يعلمون تمامًا ويعرفون تمامًا ويشعرون تمامًا أن قضية فلسطين هي قضية التوأم؛ هي قضيتهم؛ هي قضية الأردن الشقيق.
لذلك نرفع اليوم أيضًا آيات التبريك لصاحب الجلالة عبد الله الثاني بن الحسين، للشعب الأردني الحبيب الشقيق بهذه المناسبة العزيزة على قلبنا وعلى قلبه، ونتمنى من الله أننا بجهد الأردن أولًا معنا سنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أقول كل أمنياتنا وتمنياتنا أن يحمي الله الأردن. ونحن نعرف العواصف التي تلتف من كل جانب، وفي كل مكان، من أجل أي شيء يمكن أن يصيب الأردن؛ لكن نحن واثقون تمامًا أنه واقف صامد أمام كل هذه العواصف التي تجري حوله؛ وسيبقى الأردن آمنًا مزدهرًا مستقلًا بقيادة أخينا صاحب الجلالة عبد الله الثاني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في منطقة البحر الميت في الأردن بتاريخ 22 أيّار 2015
صاحب الجلالة الأخ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين،
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،
صاحبة الجلالة الملكة رانيا،
صاحب السمو ولي العهد،
أصحاب الفخامة والدولة والمعالي،
سعادة السيد كلاوس شوارب،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية، أشكركم يا صاحب الجلالة على دعوتكم لنا، ورعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر الاقتصادي الهام، وأود أن أهنئكم وشعبكم الأردني الشقيق وحكومتكم الموقرة بحلول ذكرى الاستقلال للملكة الأردنية الهاشمية، والتي تصادف الخامس والعشرين من مايو الحالي، سائلين المولى عز وجل أن تحل عليكم هذه المناسبة وأنتم تنعمون دائمًا والأسرة الهاشمية الكريمة بموفور الصحة والسعادة، وعلى المملكة وشعبها العزيز بدوام التقدم والأمن والرخاء والاستقرار.
كما لا يفوتني أن أثمن دور المنتدى الاقتصادي العالمي، وقيامه بجمع كل هذه النخب من رجال الأعمال وممثلي الحكومات إلى جانب الاقتصاديين والأكاديميين، وما يمثله ذلك من قيمة في إغناء النقاش وتعميقه، وإتاحة الفرصة لتبادل الآراء وعرض الخبرات والتجارب الناجحة وتحقيق المنافع.
إن الأردن الشقيق يتمتع بمزايا فريدة، أبرزها الأمن والاستقرار والبيئة الاستثمارية الواعدة؛ إذ يتوفر فيه إمكانيات حالية واسعة وموارد بشرية ذات خبرة؛ هذا إلى جانب موقعه المتوسط الذي يشكل نقطة التقاء لقادة المال والأعمال والسياسية في المنطقة والعالم؛ الأمر الذي يجعل منه موقعًا مميزًا لجلب الاستثمارات الخارجية والعربية في مجالات السياحة والصناعة التجارة والتعدين.
إن طبيعة العلاقة الأخوية والاقتصادية التي ترتبط البلدين الشقيقين (الأردن، وفلسطين) تشكل أرضية صلبة لتطوير وتعزيز التعاون في مجالات السياحة الدينية والتبادل التجاري والطاقة والصحة؛ علاوة على التعاون الوثيق في المجال المصرفي؛ حيث تعمل في فلسطين العديد من البنوك الأردنية، والتي تشكل تجربة ناجحة في التعاون بين البلدين. ولدينا الثقة بأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد تطورًا أكبر في المستقبل عند زوال الاحتلال ونيل دولة فلسطين حريتها واستقلالها.
إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف وأوقات حاسمة وعصيبة للمنطقة وشعوبها، التي تشهد حالة من الصراعات تحت شعارات مختلفة أشعلت نيران الفتنة الطائفية والتعصب الديني في بعض الدول، وأنتجت حالة من الفوضى والفشل في دول أخرى قد يتعرَّض كل منها لخطر التقسيم. هذا الأمر فتح المجال للعدد من المجموعات الإرهابية العابرة للحدود التي اتخذت من الدين ذريعة للقيام بأعمالها الإجرامية. وقد ترتب على هذه الصراعات أن تحمَّل الأردن الشقيق أعباء مالية واقتصادية كبيرة؛ جراء استقباله لأكثر من مليون ونصف المليون من المهجرين، وبخاصة من سوريا الشقيقة؛ وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وزيادة دعمه للأردن؛ للتخفيف من أعبائه في استقبال واستيعاب هؤلاء اللاجئين، إلى حين عودتهم لأوطانهم.
صاحب الجلالة،
السيدات والسادة،
وعلى الصعيد الفلسطيني فإننا ماضون في بناء مؤسسات دولتنا وفرد معايير سيادة القانون والحفاظ على الأمن، واحترام حقوق الإنسان والمرأة، وفي إطار من التعددية السياسية، وعلى أسس الديمقراطية والمساءلة والشفافية. وإن توقيع دولة فلسطين لعدد من المعاهدات والمواثيق الدولية ليس موجهًا ضد أحد؛ بل هو تأكيد على رغبتنا في موائمة عمل مؤسساتنا وتشريعاتنا الوطنية وفقًا للمعايير الدولية. ومن ناحية أخرى، فإننا نعمل على تذليل العقبات والعراقيل التي تحول دون تنظيم الانتخابات الفلسطينية؛ ومن أجل ذلك فإننا مستمرون في توحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية. وقد كلفنا الحكومة الفلسطينية بالعمل المتواصل على توفير الأموال من المانحين لإعادة إعمار غزة، رغم العقبات التي تعترض سبيلها.
وفي نفس الوقت فإننا نتابع أوضاع أهلنا في مخيم اليرموك، وأوفدنا العديد من الوفود الفلسطينية حاملة المعونات الإنسانية، وبالتعاون مع الأمم المتحدة والعديد من الحكومات والمنظمات الدولية التي نشكرها وندعوها للاستمرار في تقديم المزيد من مساعداتها. ونحن لا ولن نتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية وغير العربية، آملين من الله -عز وجل- أن تتمكن من تجاوز المحن والمصاعب؛ ما يضمن سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.
صاحب الجلالة،
في هذه المناسبة نؤكد التجديد على تمسكنا بخيار السلام الشامل والعادل وخيار الدولتين اللتين تعيشان جنبًا بجنب بسلام وأمن وحسن جوار، وعلى أساس القرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وقيام دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي، بما فيها قضية اللاجئين، والإفراج عن الأسرى، وكله استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
إن ما يمنع تحقيق هذا السلام المنشود هو استمرار إسرائيل في الاحتلال والاستيطان وفرض الأمر الواقع، مستندة لغطرسة القوة. ونود أن نؤكد رفضنا لأية حلول انتقالية، أو ما يسمى "الدولة ذات الحدود المؤقتة"، التي تقسم الأرض والشعب والوطن؛ نرفضه رفضًا قاطعًا؛ ونأمل من كل من يعمل على إحيائه التوقف عن ذلك.
ومع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة فإن المجتمع الدولي وقواه الفاعلة مدعوون مجددًا، وفق المعايير المعتمدة، وفي إطار سقف زمني محدد، لإنهاء الاحتلال؛ وذلك وبالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية؛ لتمكين شعبنا من نيل حريته وسيادته واستقلاله بعد 67 عامًا من العذابات والتشريد؛ وبعد 48 عامًا على احتلال الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
صاحب الجلالة،
يطيب لي مجددًا التعبير عن بالغ شكري وتقديري على دعوتنا؛ متمنيا للمؤتمر الخروج بالنتائج المرجوة لانعقاده، شاكرين للأردن ملكًا وحكومة وشعبًا، حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مثمنين جهود الطواقم الإدارية والتنظيمية كافة من الأردن الشقيق، ومنتدى الاقتصاد العالمي.
مرة أخرى أحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس عن تقديس الراهبتين الفلسطينيتين حداد وغطاس 16 أيار 2015
نحمد الله عز وجل لما أنعم به على امرأتين راهبتين من فلسطين مريم بواردي حداد من عبلين في الجليل، وماري ألفونسين أو سلطانة دانيل غطاس من القدس.
في أرضنا المقدسة، أصبحتا مثالا في الفضيلة يُقدَّم للعالم كلّه. ونشكر لقداسة البابا فرنسيس وللكنيسة الكاثوليكية تنبُّهها واهتمامها للفضيلة التي نبتت في فلسطين، فهي ليست أرض حرب، بل أرض فضيلة وقداسة، كما شاء الله لها أن تكون.
الأولى هي الراهبة مريم بَواردي من آل حداد في الجليل.ولدت في عبلين عام 1846 في العهد العثماني، وتُوُفيِّتَ في بيت لحم عام 1878. عاشت في الإسكندرية وبيروت وأخيرا في فرنسا، وعرفت الآلام الكثيرة في حياتها منذ صغرها.وسمعت في داخلها صوت الله يدعوها إلى حياة الروح، فدخلت رهبنة الكرمل في فرنسا. وقد منحها الله حياة في الروح سامية وأغدق عليها مواهبه، وصلّت وتشفّعت وصنعت المعجزات.عام 1876 أسَّست ديرًا للرهبنة، في بيت لحم، والدير قائم حتى اليوم، يرافق بصلاته معاناتنا الفلسطينية، وتشمل صلاته فلسطين كلها وشعبنا كله، مسلمين ومسيحيين.
والثانية هي الراهبة ماري ألفونسين بحسب اسمها في الرهبنة، واسمها في عائلتها سلطانِة دانيل غطاس. ولدت في القدس عام 1843 في العهد العثماني أيضا، وتوفيت عام 1927 في بداية عهد الانتداب البريطاني في فلسطين. عاشت في حارات القدس القديمة، التي ما زالت تحمل آثار السيد المسيح، وما زالت تشهد حتى اليوم معاناة شعبنا الفلسطيني، في إنسانه وفي مقدساته. أسست رهبنة لنساء فلسطين والعالم العربي، ليسهمن في تربية وتطوير المرأة الفلسطينية والعربية هي zzz*zرهبنة الوردية المقدسةzzz*z، المعروفة اليوم براهبات الوردية ومدارسهن، المشهود لها بالعلم والتربية في فلسطين وسائر البلدان العربية.
مثّل هاتان القديستان جيلا من النساء الفاضلات الصالحات والقادرات على مواجهة كل التحديات، واللواتي يحملن رسالة خاصة في فلسطين وفي البلدان العربية.
رسالة إلهامية تتزامن مع ذكرى نكبة شعبنا في العام1948، تعزز وحدتنا، وتؤكد بأنّنا شعب واحد، نسعى معا لبناء فلسطين المستقلة والحرة والسيدة، على قواعد المواطنة المتساوية وعلى الأسس الروحية والإنسانية السامية. وهذه مناسبة لنعرب لإخوتنا الفلسطينيين المسيحيين عن تقديرنا لصمودهم ومساهمتهم الحقيقية في بناء الوطن، ولندعوهم إلى البقاء معنا، وألا ينجرفوا مع تجربة الهجرة السهلة. ندعوهم إلى الصمود معنا مواطنين مواطنة كاملة ومتساوية، وإلى مشاركتنا الحياة الصعبة كلها إلى أن تتحقق لنا جميعا الكرامة والحرية والسيادة، وإلى أن ننتزع من يد القدر قدرنا فنصنعه بالحق والعدل، بصلوات المؤمنين الصادقين والمؤمنات الصادقات، وبمساعينا الجادة في كل مجال.
هاتان المرأتان الفاضلتان، هاتان القديستان، من بنات شعبنا، هما سند لنا صوت فريد وقوي وصارخ يقول لنا إن قوة الروح هي أيضا قوة فينا، ويجب أن نسير بها إلى الدولة التي نسعى إليها، وعاصمتها القدس. امرأة من الجليل، مريم بواردي حداد من عبلين تقول لنا: الله رفيق لكل مظلوم، لأنها ظُلِـمت كثيرا، وواجهت الصعاب والتشريد، قبل أن تستقر في حياة الروح وقبل أن تؤسِّس دير راهبات الكرمل في بيت لحم.والقديسة الثانية ماري ألفونسين سلطانة دانيل غطاس من قلب القدس تقول لنا: إن القدس ستبقى مدينة الله ومدينة العدل والسلام ومدينة جميع المصلين المؤمنين الصادقين من كل الديانات، كما ستبقى قلبا روحيا لكل مؤمن في العالم. ونحن نقول، بناء على كل هذا الأساس الروحي، إنها ستكون لنا عاصمة بإذن الله.
إنّ هاتين القديستين الفلسطينيتين تضفيان بُعْدًا مميّزا لمسيرتنا الوطنية، وهي الأسس الروحية والإنسانية السامية، التي نستمدها من أرضنا، التي قدّسها الله سبحانه وتعالى وجعلها أرض الحوار بين السماء والأرض، بين الله والإنسان، لتكون أيضا أرض الحوار بين الإنسان وأخيه الإنسان. هذه هي المبادئ الإنسانية والروحية السامية، والتي يتشارك فيها المسيحيون والمسلمون في أرضنا الطيبة، التي نسعى إلى أن تكون الأساس الذي نبني عليه دولتنا وحياتنا الوطنية والاجتماعية.
إننا، وبينما نهنئ أنفسنا، نهنئ أيضا أخوتنا في عبلين والقدس، ومن كل فلسطين والعالم، ونجدد شكرنا لرأس الكنيسة الكاثوليكية الذي رأى أن يكرم امرأتين من فلسطين، من بناتنا. ونسأل الله أن يهدينا جميعا ويسدد خطانا ويأخذ بأيدينا لنحقق العدل والسلام والطمأنينة، لنا في فلسطين وفي المنطقة وفي العالم كله.
كلمة الرئيس محمود عباس لأبناء شعبنا في الوطن والشتات بمناسبة الذكرى السابعة والستين للنكبة عبر شاشة تلفزيون فلسطين 14 أيار 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوات أيها الأخوة، يا أبناء شعبنا في الوطن والشتات،
نحيي اليوم ذكرى ليست ككل الذكريات، هي ذكرى بداية المأساة التي يعيشها شعب بأكمله منذ 67 عاما احتلت أرضه بغير حق، وشُرد في المنافي وديار الغربة ومخيمات اللجوء بغير حق، وأزيل اسم وطنه فلسطين من الخارطة الجغرافية والسياسية بغير حق، ومن المفارقات الغريبة أن النكبة عام 1948 جاءت بعد أعوام قليلة من نهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على الفاشية والنازية، ويوم كان المنتصرون يعلنون عن إقامة نظام عالمي جديد بإنشاء هيئة الأمم المتحدة وميثاقها، الذي يؤكد على حق الشعوب في تقرير المصير وعدم جواز الاستيلاء على أرض الغير بالقوة، ورفض التمييز على أساس الدين أو العرق، ومبادئ سامية وعادلة أخرى، جرى للأسف التنكر لها جميعا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
كانت النكبة أكبر من زلزال مدمر، فالعالم آنذاك لم يكتف بعدم المبالاة تجاه مأساتنا، بل قدم دعما بلا حدود لقيام دولة إسرائيل، وقبل وتبنى روايتها بأن فلسطين صحراء وأرض بلا شعب لشعب بلا أرض، نستذكر السنوات الأولى بعد النكبة بكل مرارتها، مخيمات اللجوء منتشرة داخل ما تبقى من فلسطين وفي الدول العربية المجاورة، ثم اتفاقات الهدنة مع دولة إسرائيل دون إلزام لها بتنفيذ قرار التقسيم 181، أو قرار حق العودة للاجئين رقم 194، وذلك كله في غياب وتغييب من يمثل الشعب الفلسطيني.
كانت سنوات سادها وهم مفرط أحيانا، بأن العودة قريبة وأن هناك من سيحرر لنا فلسطين، ويأس قاتل أحيانا أخرى بالاستسلام للقدر، وبين هذا وذاك اختارت الأغلبية من أبناء شعبنا طريقا آخر هو عدم الاستسلام، فالفلسطيني لن يكون لاجئا في خيمة ينتظر مساعدة الآخرين، فتسلح بالعلم والعمل، وشاركت المرأة الرجل في تحسين أوضاع الأسرة الفلسطينية، فأثبتنا أن الشعب الفلسطيني شعب حي قوي الإرادة عصي على الذوبان، يكافح من أجل حياة كريمة وهو يحمل قضيته الساكنة في قلبه ووجدانه، ووجدان وقلب كل أشقائه وكل أحرار العالم.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة،
بعد مرور 67 عاما على النكبة ما زال اللاجئ في الشتات يتحرق شوقا للوطن، ولا يزال المقيم يكتوي بظلم الاحتلال وجبروته وعنصريته، ولكن تحولات جوهرية حصلت، ففي ظل أصعب الظروف قامت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وانطلقت الثورة الفلسطينية التي فجرتها فتح عام 1965، واعترفت 138 دولة بفلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة عام 2012، لتصبح فلسطين عضوا في عدد كبير من المنظمات والمعاهدات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية.
تحقق كل ذلك وغيره بفضل ما قدمه شعبنا من تضحيات وشهداء وجرحى وأسرى تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف، هم أولا وأخيرا أصحاب الفضل فيما أنجزناه وننجزه من مكاسب سياسية على طريق إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن قضية فلسطين لم تعد مختزلة بكونها قضية لاجئين، فالعالم من أقصاه إلى أقصاه يعترف بقضية فلسطين قضية تحرر وطني، وأن شعبها له الحق في تقرير المصير، وأن الاحتلال الإسرائيلي وكل ممارسته مرفوضة ومدانة ومخالفة للقانون الدولي، وأنه لا شرعية لكل ما تقوم به إسرائيل من استيطان بما في ذلك القدس الشرقية، التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وهي العاصمة الأبدية والخالدة لدولتنا الفلسطينية المنشودة.
إن مخططات وبرامج حكومات إسرائيل فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية، فحسب رؤياهم لسنوات طويلة لا وجود للشعب الفلسطيني لأن كبار السن يموتون والصغار ينسون، وأن إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى هو الحل الوحيد، هذا الفشل لم يصل بعد إلى درجة تقتنع معها الحكومات الإسرائيلية بأنه لا سلام مع الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وأن ما جرى عام 1948 لن يتكرر أبدا، أبدا، ونحن بوعينا ووحدتنا أيتها الأخوات والأخوة سنتصدى للمؤامرات وللدسائس التي تحاك لتهميش قضيتنا الفلسطينية من خلال محاولات تمرير مشاريع مشبوهة مثل دولة في غزة، أو دولة ذات حدود مؤقتة.
إن هذا يستدعي مواصلة كل الجهود لإنجاز المصالحة الوطنية، وطي صفحة الانقسام الأسود في قطاع غزة الحبيب، فتعزيز علاقتنا الوطنية وتمتين علاقتنا مع أشقائنا العرب، وحشد الدعم والتأييد الدوليين لقضيتنا، تشكل مطلبا أساسا لتحقيق أهدافنا بالحرية والاستقلال، وهنا نؤكد مجددا على موقفنا الثابت بعدم الانجرار إلى محاور، أو السماح باستخدام قضيتنا لخدمة أجندات خارجية إقليمية كانت أو غير إقليمية.
لقد اتخذنا موقفا معلنا منذ بداية أحداث ما يسميه البعض الربيع العربي، هو احترام إرادة الشعوب مطالبين في الوقت نفسه بتجنب وتجنيب الفلسطينيين المقيمين في هذه الدول التورط في الصراع الداخلي، وتحملنا في نفس الوقت مسؤولياتنا بتأمين أقصى ما نستطيع من مساعدات للأخوة للاجئين، وبخاصة في مخيم اليرموك وبقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، ونحن نألم لما آلت إليه الأوضاع بحق أبناء شعبنا في مخيم اليرموك.
أخواتي أخوتي الأعزاء،
موقفنا واضح وثابت، فعلى الصعيد الداخلي نحن نؤمن أن المستفيد الوحيد من الانقسام هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن إنهاء الانقسام يتطلب تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية، وأن المزاودات والتكفير والتخوين جريمة بحق شعبنا وتمزيق لوحدة نسيجه الاجتماعي، كما أن المسؤولية تقتضي عدم تعريض حياة المواطنين للخطر والمغامرة بمصيرهم، بل البحث عن سبل توفير مقومات صمودهم وبقائهم في أرضهم.
إن تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بدورها في كل المجالات، بما فيها الأمني أيضا، سيمكنها من إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة خلال حروبه الثلاثة منذ أن حدث الانقسام، وسيكون ذلك مقدمة للاستحقاق الأهم، وهو إجراء الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية، والمجلس الوطني، ليقول الشعب كلمته الفصل، فهو صاحب الولاية.
وعلى صعيد مقاومة الاحتلال واستيطانه، ستتواصل فعاليات المقاومة الشعبية السلمية التي أحيي فرسانها من فلسطينيين ومتضامنين أجانب، كما أحيي الصمود البطولي لأبناء شعبنا في القدس زهرة المدائن وعاصمتنا الأبدية، الذين يتصدون ويواجهون كل أشكال الممارسات العنصرية لغلاة المستوطنين وحماتهم من أجهزة رسمية وأمنية إسرائيلية، تقوم يوما بعد يوم بتصعيد اجتياحاتها لساحات المسجد الأقصى وإجراء الحفريات التي تهدد أساسته، وهو ما حذرنا ونحذر من مخاطره لأنه سيقود لحروب دينية لن ينجو منها أحد.
إن مقاومة الاحتلال تشمل تعرية وعزل السياسات الإسرائيلية وإدانتها وتقديم المسؤولين عما يرتكب من جرائم للمحكمة الجنائية الدولية، وبخاصة في موضوعي الاستيطان وما ارتكب من جرائم أثناء العدوان على قطاع غزة.
الأخوات، الأخوة،
رغم كل الخلل في موازين القوى فإننا أقوياء بحقنا، أقوياء بثوابتنا وصمودنا على أرضنا وأقوياء بوحدة هذا الشعب المؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع، فخورون نحن الفلسطينيين، الكل الفلسطيني بما سيعلنه قداسة بابا الفاتكان عن تطويب راهبتين فلسطينيتين، كأول قديستين في التاريخ المعاصر وهما مريم بواردي وماري ألفونسن غطاس، أبناء عائلتين من مدينة القدس، فهل يعي الباحثون عن تزوير التاريخ أي معنى كبير لهذا الحدث؟، وهل يعون أن القداسة إيمان وعمل؟، فطوبى لروح القديستين من الأرض التي باركها الله عز وجل.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة، في الوطن والشتات،
عندما نكرر رغبتنا والتزامنا بالوصول إلى حل سلمي للصراع عبر المفاوضات، فهذا يتطلب أن يكون هناك شريك إسرائيل يؤمن ويلتزم بمقومات عملية السلام، وهو ما لم يتوفر مع الحكومة الإسرائيلية السابقة التي أفشلت جهود الوزير الأميركي جون كيري باستمرارها بالاستيطان وعدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، فتوقفت المفاوضات منذ ذلك التاريخ وحمّل المجتمع الدولي بأسره بما فيه الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية لحكومة إٍسرائيل.
ويهمني أن أؤكد بأن موقفنا بشأن التسوية والمفاوضات واضح كل الوضوح، فنحن ملتزمون بحل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194 ومبادرة السلام العربية.
ورغم كل المؤشرات حول طبيعة وتركيبة الحكومة الإسرائيلية الجديدة فموقفنا لم يتغير، إن العودة للمفاوضات تتطلب ثلاثة أمور أساس هي وقف النشاطات الاستيطانية، وإطلاق سراح الأسرى وبخاصة الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، ومفاوضات لمدة عام ينتج عنها تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال خلال مدة لا تتجاوز نهاية عام 2017.
إن الجواب لدى الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، ففي حال كانت الإجابة بمواصلة النهج السابق فإننا سنواصل بالمقابل توجهنا لتدويل الصراع بكل ما يعنيه ذلك من أبعاد، كالانضمام لمزيد من المنظمات الدولية، واستصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي الذي يتوجب عليه التدخل لوضع نهاية للاحتلال وللانتهاكات الإسرائيلية الخطرة للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، فالعالم بأسره مل هذا الاحتلال البغيض، الاحتلال الوحيد الباقي والأطول في التاريخ الحديث.
الأخوات والأخوة، يا أبناء وبنات فلسطين،
في الذكرى السابعة والستين للنكبة، أقول لكم رغم كل المعاناة ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون، معا نجدد العهد ونجدد القسم بأنه لا تنازل عن ثوابتنا الوطنية ولا مساومة عليها، وبإذن الله وعونه سنعيد بناء ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، وسنعزز الصمود والثبات في القدس والضفة الغربية، وسنرعى ونوفر الحماية والعون لأشقائنا في المخيمات وبخاصة في مخيم اليرموك، وستبقى قضية إطلاق سراح أسيرتنا وأسرانا البواسل همنا الأول وشغلنا الشاغل، فهم الضمير الوطني ورمز التضحية والوحدة والصمود.
التحية كل التحية لروح شهيدنا الخالد الأخ أبو عمار مفجر وقائد ثورتنا ولأرواح كل الشهداء الذين عبدوا الطريق لأجيالنا القادمة.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي في 12 أيار 2015
أشكرك لأنك شبهتني بالزعيم بورقيبة مؤسس تونس.
سعدت باللقاء مجدداً بفخامة الأخ الرئيس الباجي قائد السبسي، وكانت فرصة لنا لإطلاعه على آخر التطورات والمستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، ولا سيما الجمود الحادث في العملية السياسية، والانتهاكات الإسرائيلية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
ونحن حريصون على التشاور مع فخامة الرئيس، وخاصة قبل توجه فخامته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وفي الشأن الفلسطيني، فقد أعلمنا فخامته عن تصميمنا لتوحيد أرضنا وشعبنا، وكذلك جهود المصالحة المتعثرة التي تعيقها حماس، والتي تشمل الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، وكذلك على جهود حكومة الوفاق الفلسطينية من أجل إعادة إعمار قطاع غزة والتخفيف من معاناة شعبنا، رغم العقبات والعراقيل التي تعترض سبيلها.
وتناولنا الوضع الإقليمي المتفاقم في المنطقة العربية، وما تشهده من عنف وإرهاب وتطرف، وما يهدد الأمن القومي العربي، ووحدة أراضي بعض الدول العربية، وخاصة في المشرق العربي.
وننتهز الفرصة اليوم لنعبر عن جزيل شكرنا للجمهورية التونسية الشقيقة، على مواقف الدعم والتضامن والمساندة، التي تقفها إلى جانب شعبنا الفلسطيني لتمكينه من استعادة حقوقه ونيل حريته واستقلاله.
ونهنئ الشعب التونسي، وفخامة الرئيس الباجي قائد السبسي على المسيرة الديمقراطية الناجحة، والتي تعتبر نموذجاً يحتذى. وكلنا ثقة بأن هذه المسيرة سوف تؤتي ثمارها، وستكون لها انعكاساتها الإيجابية على التنمية والاقتصاد في بلدكم الشقيق.
إن موقفنا واضح وصريح ضد الإرهاب حيثما كان، ونؤكد دائماً على تضامننا مع الدول والشعوب التي تعرضت لهجمات إرهابية إجرامية؛ وكانت التظاهرة الوطنية التونسية الضخمة، والتي شهدت حضوراً إقليمياً ودوليا هنا في تونس خير رد على الإرهاب والإرهابيين، وبأن العالم سيقف جميعاً صفاً واحداً ضد الإرهاب بصوره وأشكاله كافة؛ وبهذه المناسبة نؤكد وقوفنا إلى جانب تونس رئيساً وحكومةً وشعباً في مواجهة أية تهديدات أو مخاطر تتعرض لها.
كان هناك توافقًا في وجهات النظر إزاء الخطوات الواجب إتباعها لإرساء دعائم السلام، ومن خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ مبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين في أقرب الآجال.
ومعلوم للجميع بأن أية خطوات نقوم بها يتم التشاور بشأنها مع أشقائنا في أمتنا العربية، ومن خلال اللجنة العربية للمتابعة، والمنبثقة عن جامعة الدول العربية.
ونشير بهذا الصدد، إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية مع الجانب الأوروبي للتشاور حول كيفية وزمان التوجه إلى مجلس الأمن بمسودة توضح الخطوط الحمراء للشعب الفلسطيني وقرارات القمم العربية.
من هنا، من تونس الشقيقة نؤكد على استمرارنا بالمضي قدماً في تكريس مكانة دولة فلسطين، من خلال الانضمام للمؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية، من أجل نيل شعبنا لحريته وسيادته واستقلاله، وأن هدفنا هو تحقيق السلام للجميع لتنعم منطقتنا بالأمن والأمان والاستقرار، والذي لن يكون ممكنا ومتاحاً إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مرة أخرى، أجدد لفخامتكم جزيل الشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال، وعلى كل جهد تبذلونه لدعم قضية شعبنا، وإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا.
نشكر تونس؛ لأنها استضافتنا وأقمنا فيها وذهبنا منها إلى فلسطين. وإننا لا نغفل هنا أيضًا دور تونس الداعم للقضية الفلسطينية، حتى قبل أن تأتي القيادة الفلسطينية إلى تونس عام 1982.
والسلام عليكم.
كلمة الرئيس محمود عباس خلال مشاركته في حفل لمؤسسة محمود عباس لصالح تنفيذ وتوسيع برامج المؤسسة في المخيمات الفلسطينية في لبنان 21 نيسان 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
هاتان الشابتان هما نتيجة مؤازرتكم ومعاملتكم وجهدكم لإنشاء المؤسسة التي ترعى أهلنا في لبنان.
قبل 5 سنوات أو أقل كانت المؤسسة فكرة، واليوم بنتيجة ملموسة نرى أبناءنا الذين لم يكونوا ليتمكنوا من التعليم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها، فنهضتم أنتم بهم وتحملتم مسؤوليتهم وكان ما كان، أكثر من 2500 طالب وطالبة يدرسون ويتعلمون. يتمتعون بالعلم ويتخرجون ويبدؤون حياتهم الجديدة التي لم يكونوا يرونها لولا هذا الدعم الذي جاء منكم ومن غيركم الكثير.
كما تعلمون، فكرة المؤسسة بدأت لأن أهلنا في لبنان لا تتاح لهم فرص التعليم الجامعي ولا حتى الثانوي، وكان لا بد أن نفكر كيف يمكن أن نساعد الإخوان ودعمهم، لم تكن هناك طريقة إلا أن نؤسس مؤسسة لتعليمهم وكان هناك شرطان، الأول من يحصل على الثانوية يتعلم بصرف النظر عن انتمائه وولائه، إنما هو فلسطيني يتعلم، والثاني ألا يعيد ما صرف عليه، وأعتقد أن فيه الخير عندما يكبر ويشتغل ويصبح رجل أعمال أن يعلم غيره كما علمه الآخرون.
وانتقلنا لفكرة أخرى وهي المشاريع الصغيرة وكانت ناجحة، ثم التكافل الأسري الذي كان يحبو ويمشي ببطء لم ينجح كما نجح التعليم الجامعي مع أنه الأسهل والأيسر. لأنك تستطيع من خلال تسهيل ذلك من المؤسسة الاتصال بأي عائلة وترتبط بها وتصبح العلاقة بينكم فقط مباشرة، وهذا ما يسمى التكافل الأسري، هنا نثبت أننا شعب يتكافل مع بعضه البعض بكافة النواحي، تكون علاقة إنسانية وأسرية وحميمية بينكم وبين هذه العائلات التي تعيش الظروف الصعبة، وأتمنى أن يخطو هذا البرنامج خطوات أكثر فعالية ليحس الناس به وخاصة المنكوبين.
الآن كثر عصر المنكوبين، كنا نتحدث عن لبنان ومخيماتها الآن مخيمات سوريا خاصة مخيم اليرموك الذي كان يسكنه مليون شخص فلسطيني وسوري وغيرهم، كان يوجد فيه 200 ألف فلسطيني الآن لا يوجد به أحد رحلوا وهجروا كلهم، كل منهم ذهب لمكان، ليتخلص من داعش والنصرة وغيرها من هذه التنظيمات المتطرفة.
منذ الأحداث العربية أخذنا قرارا، لا نريد التدخل في أي شأن عربي وغير عربي داخلي يكفينا مشاكلنا ومآسينا، لا نريد التدخل بأي شيء، كذلك في مصر وسوريا وليبيا لا نريد أن نكون طرفا بأي نزاع داخلي، وأبلغنا كل الناس والأطراف.
ما حصل لنا في سوريا نكبة، لأن التنظيمات المعادية للنظام، أو النظام يصطدمون مع بعضهم البعض وتكون الطامة الكبرى على أهل المخيم، وما حصل مؤخرا للمخيم، بعد أن دخل داعش وبدأ يصطدم مع الحكومة ومن يواليها، وكان شعبنا الضحية، من هنا تقذف القنابل ومن هناك أيضا تنزل القنابل وتدمر الناس ولا ندري ماذا ستكون النتيجة لباقي المخيمات، نريد أن نساعدهم بما يمكن لنا أن نساعدهم وقمنا به، فقرر الجميع تقديم التبرعات من رواتب وغيرها وهي الآن في طريقها لأهلنا في اليرموك.
أتمنى على المؤسسة أن تشمل الآن أبناء مخيم اليرموك، لأن أغلبهم هاجر للبنان وغيرها، يجب أن يكون لهم حصة في التعليم وتقديم الدعم والمساعدة، ولن تقتصر المساعدات على اللبنانيين وهم يستحقون طبعا، لكن علينا أن نشمل الجميع فالمشروع التعليمي جامعي.
هناك مشكلة أخرى، وهي مخيمات غزة التي تعاني الكثير، بسبب الحروب المتتالية وكل ما يبنون يتم هدمه، الجميع يعلم السبب، لكن مع الأسف الشديد.
نريد لأهلنا العيش بحياة كريمة، لا نريد حروبا ونرفضها، أنا لا أريد أن يكون هنا حرب وهناك حرب وأنا لا أخضع لأي ابتزازات، نريد لشعبنا العيش بأمان واستقرار، لكن هذا ما حصل ويجب أن نلملم جراحنا.
نحن في عام 2011 طلبنا أن نكون أعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أقفل في وجهنا، وقررنا التوجه للجمعية العامة وبالفعل حصلنا على دولة مراقب بـ183 صوتا، لم يكن أحد يعرف أنه بإمكاننا أن نصل لذلك أو أن هذا العدد يشد من أزرنا، هناك 42 دولة كانت على الحياد خجلا لم يتكلموا، و8 دول فقط وقفت ضدنا، 4 دول منها لا نعرفها ولم نسمع بها.
كنا أيضا في طريقنا نحو الدولة، وطالبنا بوقف الاستيطان، لم يسمعوا لنا ولم يأبهوا بكلامنا تدخل الأميركان ولم يتمكنوا من شيء، ذهبنا في 30/12/2014 لمجلس الأمن وحصلنا على 9 أصوات حتى الساعة 8:55 دقيقة وفي التاسعة تماما ذهب صوت وحصلنا على 8 فقط، وفي 31/12 توجهنا إلى منظمات دولية ووقعنا عليا وكان منها الجنائية الدولية لأن كل الأبواب أغلقت أمامنا، وقبلنا فيها في الأول من نيسان، هناك 520 منظمة دولية، انضممنا أيضا إلى اتفاقيات جنيف، ونحن في طريقنا إلى الانضمام إلى بقية المنظمات.
عانينا في الأشهر الأربعة الماضية من نقص في الأموال بعد حجز أموالنا، وشعبنا صبر وصمد معنا، الأساس في كل شيء إذا الشعب صمد يمكن أن نحقق كل شيء، وبعد أربعة أشهر حولت لنا كل الأموال وقررنا تشكيل لجنة احتكام حول لماذا يخصم هذا أو ذاك، الحمد لله الآن انتهى ذلك.
نحن شعب لا نملك ثروات لا يوجد لدينا بترول ولا غاز ولا ذهب، حتى الأراضي الزراعية مصادرة خاصة في نهر الأردن، لا يوجد لدينا شيء سوى الاحتلال فقط، وعندنا شيء آخر هو العقل علينا تشغيله، بالعلم فقط بعد الله نستطيع أن نصل لمبتغانا وأن نصل للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في العرس الجماعي في أريحا 20 نيسان 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"
صدق الله العظيم
الله سبحانه وتعالى ذكر الزواج، وذكر الأسرة، بأن هذا النوع من العلاقات أنما هو أن نسكن إلى أزواجنا، وأن يكون بيننا مودة ورحمة، فلنتصور هذه المعاني السامية التي وردت في القرآن الكريم، لتصف به معنى الزواج والحياة الزوجية.
لا أريد أن أتكلم طويلاً، لكني أريد أن أقول ألف مبروك لبناتنا وأبناءنا، 462 بنت وولد سيتزوجون الليلة، أنتظر منهم ونحن في العشرين من نيسان، في العشرين من يناير القادم 231 فلسطيني صغير أو أكثر، نحن نريد للشعب الفلسطيني أن يكثر على أرضة، ليزرع على أرضه، ليناضل على أرضه، ولينتصر على أرضه.
أيها السيدات والسادة،،،
نرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه سنة نتبعها كل عام في الضفة وقطاع غزة، تشمل كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأعدكم إذا جئنا بـ231 فلسطينياً جديداً أن نضاعف العدد ليتزوجوا السنة المقبلة في المكان نفسهzzz*z.
والسلام عليكم
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية 18 نيسان 2015
اليوم لدينا مجموعة هامة من القضايا التي ستتطرق لها اللجنة التنفيذية من هذه الموضوعات الهامة والساخنة هي مخيم اليرموك وما يجري فيه من اعتداءات وحشية على أهله الأمر الذي أدى إلى نزوح الكثير منهم خارج إطار المخيم.
أيضا سنتكلم عن القمة العربية التي جرت في شرم الشيخ وما حصل فيها وأهم ما حصل هو تأييد الدول العربية لعاصفة الحزم وكذلك سنتحدث عن المصالحة والإعمار وقرار مجلس الوزراء بالذهاب إلى غزة لمتابعة أعماله أو لمحاولة متابعة اعمله من قطاع غزة.
هناك لجنة هامة وهي اللجنة السداسية العربية التي انبثقت عن وزراء الخارجية التي بدأت تناقش القرار الذي سيقدم لمجلس الأمن لأننا كما تعلمون في شهر كانون الأول الماضي كنا قد قدمنا قرارا لمجلس الأمن وفشل مجلس الأمن في تنفيذ هذا القرار، والآن هناك ست دول عربية تريد أن تناقش مشروع القرار، ونحن ليس لدينا أي مانع في نقاشه، ليكون مشروع القرار الذي سيقدم إلى مجلس الأمن موضع إجماع عربي.
إضافة إلى ذلك عندنا مواضيع أخرى هي متابعة المصالحة واعمار قطاع غزة وهذا مرتبط بذهاب مجلس الوزراء إلى قطاع غزة، وستستمع إلى تقارير اللجنة السياسية واللجنة الأمنية والفنية المكلفة ببحث الاتفاقيات مع إسرائيل، وكذلك القضايا التي ستطرح على محكمة الجنايات الدولية.
هناك موضوع أخير وهو الموضوع المالي وتعلمون أن الحكومة الإسرائيلية قررت أن ترسل لنا موال الضرائب الفلسطينية مع خصم ثلث المبلغ، فرفضنا ذلك وقمنا بإعادة الأموال رغم ظروفنا الصعبة، لكن الآن حصل اتفاق، وهو أن ترسل هذه الأموال كاملة، وأن تكون هناك لجنة ثنائية فلسطينية– إسرائيلية لتناقش كافة المستحقات المالية سواء علينا أو عليهم، نحن لنا ديون على الجانب الإسرائيلي، وهم يزعمون بأن لهم ديون علينا، لذلك سنقوم بطرح هذه المسائل على اللجنة، وما يتم الاتفاق عليه نحن مستعدون أن نقبل به.
بالأمس أصدرنا قرارا بخصم يوم عمل من القطاع العام لصالح أهلنا في مخيم اليرموك، بالإضافة إلى التبرعات المجزية التي جمعت خلال الفترة الماضية، بدأنا بإرسالها إلى مخيم اليرموك.
أنشاء الله عندما تأتي الأموال المحجوزة لدي الإسرائيليين سيكون لدى مجلس الوزراء القدرة على دفع الرواتب كاملة في آخر الشهر.
تحدثنا كثيرا عن زيارة القدس، والتي نطرحها في كل اجتماعاتنا سواء مع أشقائنا العرب أو مع أصدقائنا، وهي مهمة جدا لدعم صمود أهلها، وأيضا طرحناه في كل القمم العربية التي جرت.
في الفترة الماضية جرت الانتخابات الإسرائيلية، ونحن قدمنا التهاني لإخوتنا في الداخل بسبب وحدتهم التي جرت لأول مرة منذ عام 194، وهذه كانت حدثا مهما، ونحن أرسلنا لهم التهاني ليكونوا صفا واحدا يدافعون عن حقوق إخوتهم داخل الخط الأخضر.
كلمة الرئيس محمود عباس في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب 14 نيسان 2015
zzz*zبسم الله الرحمن الرحيمzzz*z
سعادة الأستاذ الدكتور ألكسندر بتروفتش يفريموف، القائم بأعمال رئيس الجامعة،
الأساتذة الأفاضل، سعادة السفراء،
الطلبة والباحثون،
يسعدني أن ألتقي بكم اليوم، أثناء زيارتي الهامة إلى موسكو، هذه المدينة الشامخة والرائعة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، والتي أحمل لها في نفسي ذكريات جميلة، وإنني أحرص سنوياً على زيارتها ولقاء قيادتها، وأعتز بأنني قد حصلت على درجة الدكتوراه من معهد الإستشراق في موسكو، وبهذه المناسبة، أبعث بالتحية للأستاذ الدكتور يفغيني بريماكوف وللمرحوم الأستاذ الدكتور فلاديمير كساليوف.
وقد كان لي بالأمس شرف عقد جلسة مباحثات ناجحة مع فخامة الرئيس بوتين، حيث تبادلنا وجهات النظر حول سبل حل الصراع العربي الإسرائيلي، ودعم روسيا القوي لبرامجنا السياسية وتحركاتنا الدبلوماسية، وبما في ذلك في الأمم المتحدة، المستندة لقرارات الشرعية الدولية، والداعية لنيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
كما وبحثنا ما يجري في المنطقة العربية من صراعات وتفشٍ لظاهرة الإرهاب، وخاصة من الجماعات الإرهابية التي تتخد الدين ستاراً ومبرراً لجرائمها، وهنا أود الإشادة بالدور الفاعل لروسيا الاتحادية في حفظ الأمن والسلم العالميين، مؤكداً على وقوفنا إلى جانب روسيا في دفاعها عن وحدة أراضيها وشعبها.
السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة، السيدات والسادة،
يشرفني أن أزور اليوم، جامعتكم العتيدة التي قررت التكرم بمنحي درجة الدكتوراه الفخرية، وإن هذا التكريم وسام أعتز به وأعتبره تكريماً لشعبي الفلسطيني حيثما وجد.
وهاأنذا أرى هذه الجامعة ذات التاريخ العريق وقد زادت ازدهاراً وتطوراً واتساعاً في حقول المعرفة العلمية والإنسانية كافة، وهي تمضي قدماً في حمل رسالتها العلمية والتعليمية والتربوية، إلى الدرجة التي أصبحت واحدة من أشهر الجامعات الروسية والعالمية، وهي طيلة مسيرتها وعمرها المديد، منذ تأسيسها عام 1960 ظلت محافظة على شعارها وأهدافها النبيلة في خدمة العلم والمعرفة، وتعزيز أواصر الصداقة بين الشعوب، وإنه لأمر يبهج القلب أن نرى هذه التعددية في صفوف الطلبة، والذين ينتمون لأكثر من 145 دولة من جميع أنحاء العالم، يأتون لينهلوا من نبع المعرفة في كليات وأقسام جامعتكم الشهيرة، على أيدي نخبة من الطواقم الأكاديمية ذات السمعة المرموقة والرفيعة التأهيل في مختلف التخصصات.
فهنيئاً لكم بما أنجزتموه، وكم علمتم من الشباب المتميز من أبناء العائلات الفقيرة والكادحة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، وظللتم أوفياء لاسم جامعتكم وشعاراتها السامية بتوحيد الأعراق والأجناس والألوان البشرية المختلفة عبر العلم والمعرفة، وساهمتم في تدريب وتأهيل مختصين في فنون العلم كافة. وكنتم ولا زلتم تحرصون على تعزيز انتماء طلابكم لأوطانهم وصداقتهم لروسيا وشعوبها.
وقد كان ولا زال للعديد من بناتنا وأبنائنا الطلبة الفلسطينيين نصيب وافر من عطاءات جامعتكم التي على مدى العقود تخرج منها ولا زال يتخرج الأفواج العديدة في التخصصات والمستويات العلمية كافة، حيث عادوا لوطنهم ليسهموا في بنائه وتوظيف خبراتهم العلمية المكتسبة فيه.
السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة، السيدات والسادة،
إنني أحمل إليكم رسالة محبة ومودة وصداقة من شعبي الفلسطيني، الذي يعتز وإيانا بالعلاقات التاريخية القائمة بين شعبينا ومنذ عهد بعيد، والتي نتطلع للمزيد من التنمية والتطوير لها، لما فيه خير ومصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين.
تعلمون، أيها الأصدقاء، أن شعبنا الفلسطيني يعيش منذ قرابة سبعة عقود مأساة تشريده وتهجيره من وطنه فلسطين، وقد مر على احتلال ما بقي من فلسطين التاريخية أي احتلال أراضي الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وقطاع غزة ثمانية وأربعون عاماً، ولا زال شعبنا يكافح من أجل إحقاق حقوقه الوطنية، ورفع الظلم التاريخي الذي وقع عليه، باقتلاعه من وطنه ودياره.
وإن خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في ديار المنافي والشتات، ولا زالوا ينتظرون العدل من المجتمع الدولي، وقواه الفاعلة والمؤثرة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار الأممي 194 المتعلق باللاجئين الفلسطينيين، وأنا واحد من أولئك اللاجئين حيث شـردت وأسرتي من بيتنا في صفد، وأنا في سن الثالثة عشرة، وأنا الآن جد لثمانية أحفاد، ولا زلت أبحث لي ولهم ولشعبي عن وطن آمن سيد مستقل مثل باقي شعوب العالم، فهل هذا كثير؟
السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة، السيدات والسادة،
إن شعبنا الفلسطيني، هو واحد من أكثر شعوب منطقة الشرق الأوسط تعليماً وتحصيلاً علمياً، فعلى الرغم من التهجير والاحتلال ومعوقاته، فإن لدينا عشرات الجامعات والمعاهد والكليات، وفي مختلف التخصصات، والتي أصبحت تخرج سنوياً آلاف الطلبة، ونحن شعب يؤمن بالحرية والتعددية والديمقراطية ويتوق دوماً للعلم والمعرفة.
ونعمل بكل ما أوتينا من إرادة وتصميم وإمكانيات على بناء أسس دولتنا المستقلة القادمة، وفقاً لمبادئ القانون والعدل والشفافية، والمسؤولية والمساءلة، وإن أكبر معيقات البناء والتنمية في فلسطين، هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ولكم أن تتصوروا بأننا لا نسيطر على حدودنا مع دول الجوار والعالم وليس لدينا ميناء، ولا مطار، ونمنع من عمل ذلك، فلا نستطيع استخدام المطار الفلسطيني الواقع بين رام الله والقدس والمعروف باسم مطار قلنديا وكما أن المطار الصغير الذي أقيم في تسعينات القرن الماضي في قطاع غزة قد دمرته إسرائيل بالكامل، ولا نسيطر بسبب الاحتلال أيضاً على مواردنا الطبيعية، ولا حتى على مواردنا المالية.
السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة، السيدات والسادة،
يعلم العالم بأسره بأننا قد وقعنا على جملة من الاتفاقات مع حكومات إسرائيل، غير أن تلك الاتفاقات قد تم تقويضها وإفراغها من مضامينها من قبل إسرائيل على مدى العقدين الماضيين ورغم كل ذلك قمنا بالاستجابة لمطالب المجتمع الدولي وقبلنا خارطة الطريق التي وضعتها الرباعية الدولية، والتي تضم الاتحاد الروسي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، والأمم المتحدة، وقد التزمنا بكل ما هو مطلوب منا.
ولكن إسرائيل لا زالت تصر على أن تضع نفسها فوق القانون الدولي، وتصر على الاستمرار في احتلالها لأرضنا ومقدساتنا وكم فرصة وفرصة أعطيناها للمفاوضات وفي كل مرة راحت الحكومة الإسرائيلية، تنتهج سياسة الدوران في حلقة مفرغة من المفاوضات، التي لم تكن تهدف من ورائها إلا للتهرب من استحقاقات السلام، ومن أجل كسب المزيد من الوقت لفرض الأمر الواقع على الأرض وجعل إقامة دولة فلسطين أمراً مستحيلاً عبر الاستيطان وتكريس الاحتلال.
وفي العام الماضي قمنا بمنح فرصة أخرى للسلام ودخلنا في مفاوضات برعاية أميركية مشكورة من الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري، غير أن إسرائيل تعمدت الإخلال بشروط تلك المفاوضات من خلال تسريعها لوتيرة الاستيطان، ورفضها إطلاق قدامى الأسرى الفلسطينيين وفق الاتفاق، ولا بد من التذكير أن لدينا اليوم ستة آلاف أسير وأسيرة في السجون الإسرائيلية نسعى لإطلاق سراحهم.
الأمر الذي دفعنا للتوجه إلى مجلس الأمن، وتقديم مشروع قرار من أجل وضع سقف وجدول زمني محدد وواضح لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقمنا بالانضمام إلى العديد من المعاهدات الدولية وبما فيها الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وذلك من أجل حماية شعبنا والدفاع عن حقوقه وصون كرامته، وحماية مقدساته المسيحية والإسلامية.
وأؤكد أن صراعنا لا يجب أن يتحول إلى صراع ديني، بسبب محاولات إسرائيل تهويد القدس الشرقية عاصمة دولتنا الفلسطينية، وهو الأمر الذي لا نقبله، وكذلك لا نقبل ما يطلقونه عليه اسم الدولة اليهودية.
وأغتنم فرصة التحدث إليكم أيها الأصدقاء، لأتوجه من على منبر هذا الصرح العلمي للشعب الروسي الصديق بمسيحييه ومسلميه لزيارة القدس وبيت لحم والحج إليهما مثلما كان الأمر عليه في القرنيين التاسع عشر والعشرين وقبلهما، وهم مرحب بهم من شعبنا ومنا.
وهنا أود الإشادة بدور الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية الفلسطينية بالقيام بالعديد من المشروعات والمبادرات الطيبة في فلسطين وأنتهز الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل للرئيس بوتين على توجيهاته ودعمه النبيل لإنشاء أكبر مركز متعدد النشاطات لخدمة أهالي بيت لحم، والذي أصبح جاهزاً للعمل.
ومن جانبنا فقد قمنا بإعادة عدد من الممتلكات الروسية الموجودة على أرض دولة فلسطين إلى الجهات المعنية في روسيا الاتحادية.
السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة، السيدات والسادة،
وأمام ما يتعرض له شعبنا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقطاع غزة من حرب وعدوان، وخرق للاتفاقات الموقعة، وممارسات عدوانية وعنصرية من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين وسلب السلطة الفلسطينية لجميع صلاحياتها، والتي كان آخرها حجز أموالنا من الضرائب، الأمر الذي يؤكد صحة توجهاتنا السياسية نحو تدويل القضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه، ولا بد من توفير حماية دولية لشعبنا.
وفي نفس الوقت، فأيدينا لا زالت ممدودة للسلام وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة التي أكدت أنه يعمل على تدمير خيار الدولتين، لصالح إبقاء الأوضاع على ما هي عليه.
السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة، السيدات والسادة،
إن سياسة الخداع والتضليل والدعاية، التي دأبت إسرائيل على إتباعها متظاهرة بأنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط لم تعد تنطلي على أحد أو تقنع أحداً، فالعالم يشاهد عدوانها على شعبنا، ويرى بأم عينه عنصريتها، وأن دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة تحظى اليوم باعتراف 135 دولة.
وإن العديد من البرلمانات الأوروبية قد صوتت وأوصت حكومات بلادها بالاعتراف بدولة فلسطين كما فعلت مملكة السويد، وقد كانت روسيا سباقة بالإعترفات بدولة فلسطين منذ أمد بعيد.
وإننا نطمح لرؤية السلام يعم ربوع منطقتنا لتنعم وكافة الأجيال القادمة في وطننا ودول الجوار بما في ذلك إسرائيل بثماره، ويعيش الجميع بأمن وأمان وسلام واستقرار وجوار حسن.
مرة أخرى أحييكم سعادة القائم بأعمال رئيس الجامعة، راجياً نقل تحياتنا وتقديرنا لرئيس الجامعة الدكتور فلاديمير فيليبوف، المتواجد في خارج البلاد، ونهنئه بعيد ميلاده الذي يحتفل به يوم الغد، وأتمنى لجامعتكم تحقيق المزيد من النجاحات والتقدم وشاكراً لكم مرة أخرى هذا التكريم الذي حظيت به في حرم جامعتكم من خلال منحي درجة الدكتوراه الفخرية، التي أعتز بها وأعتبرها عربون مودة وصداقة بين الشعبين الروسي والفلسطيني.
والسلام عليكم.
كلمة الرئيس محمود عباس في افتتاح حديقة الاستقلال في مدينة البيرة 5 آذار 2015
نهنئكم بهذه الحديقة الغناء حديقة الاستقلال التي بنيت لأهل رام الله والبيرة، ولكل فلسطيني وغير فلسطيني يحب أن يجلس هنا، ويحب أن يتنسم ريح الاستقلال لأن الاستقلال قادم.. قادم.. قادم بإذن الله في القريب العاجل.
أيها الإخوة أيتها الأخوات،،،
نحن نمر بظروف صعبة وقاسية ومريرة ولكننا نزعم أننا قادرون على التعامل مع هذه الظروف، بالأمس القريب واليوم يعاني مخيم اليرموك، المخيم الشامخ جنوب دمشق، من الحروب والاعتداءات من كل المتقاتلين، منظمات وغير منظمات، يتقاتلون في المخيم ونحن ندفع الثمن، نحن قلنا منذ أكثر من 4 سنوات نحن لا نتدخل في شؤون أحد، كما لا نحب أن يتدخل أحد في شؤوننا، وبالنسبة لما جرى ويجري في سوريا وغيرها، قلنا إنه لا علاقة لنا بما يجري، ومع ذلك أقحمنا في حرب ضروس شرسة لا أخلاق فيها، لم يبق من أهلنا في مخيم اليرموك إلا 20 ألفا وربما في هذه الأيام نزحوا أو قتلوا أو جرحوا.
هذه مأساة كتبت على شعبنا، وشعبنا لا يرضى بها ولا يريدها ولم يكن سببا فيها، ولا أدري في كل مرة يأتون إلى هذا المخيم وغيره من المخيمات ليقحمونا بالقتال فيها ونحن براء من هذا، منذ بداية الحرب الداخلية في سوريا، كانت المخيمات zzz*zبيت أبي سفيانzzz*z أي أن كل من أراد اللجوء بنفسه وبعائلته وبأهله يذهب للمخيمات، فهي بيوت آمنة مطمئنة، لا تتدخل مع هذه الجهة أو تلك ولا ضد هذه الجهة أو تلك، إلا أن ما يحصل اليوم هو سلسلة من المآسي تصيب شعبنا في الأراضي السورية، وليل نهار هناك خلايا أزمة من منظمة التحرير الفلسطينية، من المقيمين في دمشق والذين يحاولون أن يعالجوا هذه المأساة بأقل قدر ممكن من الخسائر، نرجو الله أن يتمكنوا.
وندعو أولئك الذين يريدون أن يقحمونا بهذه الصراعات أن يبعدونا عنها، لأن ما نحن فيه يكفينا من الألم والعناء والحروب في كل مكان، ومع ذلك نحن نحاول أن ننأى بأنفسنا إلا أنهم مصرون على ذلك. على كل حال نحن على اتصال مع إخوتنا لنحاول أن نجد حلا يهدئ روع الناس ويحميهم من مأساة يقدمها لنا الناس بلا ذنب اقترفناه.
أيها الإخوة... أيتها الأخوات،،،
نحن نسير في خطى سياسية دبلوماسية هادئة، من أجل أن نحافظ على ثوابتنا ومن أجل أن نحافظ على حقوقنا، ولكن مع الأسف الشديد خلال السنوات الماضية لم نتمكن من الوصول إلى حل ولم نتمكن من الوصول إلى ما يوقف هذا التسارع خاصة بما يتعلق بالاستيطان، ومع ذلك نحن قلنا وقالها شعبنا ونقول إن الاستيطان منذ الحجر الأول إلى يومنا هذا باطل ويجب أن ينتهي من أرضنا أيا كان حجمه وأيا كان عدد الذين يسكنون، وعليهم أن يرحلوا.
إذا منذ فترة ونحن نتبع هذه السياسية، وقد ذهبنا إلى مجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة ولم نتمكن، وأحب أن أستعمل تعبيرا وهو أن مجلس الأمن فشل وليس نحن الذين فشلوا، فهو فشل بأن يعيد الحق إلى نصابه وإلى أهله، أو أفشل من أعضائه ومن كباره، لكننا لن نستكين ولن نيأس، وذهبنا وحصلنا على الدولة غير العضو في الأمم المتحدة، وهذا كان هو الباب الواسع الذي فتح أمامنا لكثير من المنظمات.
ونحن قلنا إننا إما أن نصل إلى حل يوقف هذه الاعتداءات، أو سنبقى سائرين في مخططنا، في 30 ديسمبر الماضي ذهبنا إلى مجلس الأمن، وكنا نتوقع أن نحصل على 9 أصوات، وفعلا في اللحظة الأخيرة تراجع أحدهم وأصبحوا ثمانية، وقامت الدنيا علينا وقالوا إننا فشلنا، نحن لم نفشل، لنفترض أننا حصلنا على تسعة أصوات نحن نعرف أن أمامنا zzz*zالفيتوzzz*z، مع ذلك لا بأس من المحاولة، ولكن ليس هناك فشل، وكنا موقني النفس على الخطوة التي تلي 30 ديسمبر، ففي 31 ديسمبر ذهبنا إلى محكمة الجنايات الدولية، وقامت الدنيا ولم تقعد لماذا؟ لأننا ذهبنا، لماذا لا نذهب ونحن معتدى علينا؟ مجلس الأمن لم يتمكن من إنصافنا، والوسطاء لم يتمكنوا من ذلك، اذا ما الحل؟ فكان بأن ذهبنا إلى محكمة الجنايات الدولية، والآن جاء قرار من المجلس المركزي يتحدث بمنتهى الصرامة والصراحة على أن الاتفاقيات التي بيننا وبين إسرائيل اخترقت وأنهيت وانهكت جميعا، ومعنى ذلك أنه لم يعد هناك مكان لهذه الاتفاقيات، وإذا أرادت إسرائيل، وأشك في ذلك، أن تتراجع عن انتهاكاتها لكل الاتفاقيات فنحن مستعدون، ولكن يبدو أنهم غير مستعدين، والدليل أنهم بدأوا بعقابنا بحجز أموالنا التي يجمعونها ويأخذوا منها نصيبا يعادل 3%، وقالوا سنرسل لكم الأموال وأرسلوها وقد اقتطع منها الثلث، لماذا؟ هل هذه ديون؟ من الذين يقرر؟ نحن طرف آخر قالوا ليس لكم حق، قلنا لا نريد هذه الأموال، هذه أموالنا وليست حسنة منكم وليست تبرعا منكم، ولن نقبل إلا أن نحصل على حقنا كاملا، نعيد الأموال لكم فإما تعطوننا إياها كاملة أو نذهب إلى المحكمة، إنما بهذا الأسلوب لن نقبل ذلك، وبالفعل قررنا إعادة هذه الأموال، لم نستلمها.
الآن هناك قضايا أخرى أمام محكمة الجنايات الدولية، أولها الاعتداءات على غزة، والثانية هي الاستيطان، والآن القيادة تدرس هذه القضايا دراسة معمقة لتقدمها في الوقت المناسب إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا هو الذي أمامنا، ليس أمامنا خيارات كثيرة، أغلقوا الأبواب بوجهنا، فنحن مضطرون للذهاب للشرعية الدولية للحصول على بعض حقوقنا.
هناك مساعٍ من بعض الدول للذهاب إلى مجلس الأمن، ونحن لا نعترض على الذهاب إلى مجلس الأمن لأنه أكبر محفل دولي يُلتجأ إليه في المهمات والأزمات، والمساعي التي يقوم بها البعض، قلنا رأينا بأننا نريد قرارا يحفظ حقوقنا، ما هي حقوقنا؟ هي دولة على حدود 1967 والقدس عاصمة لها، وحل عادل لقضية اللاجئين على أساس القرار 194، ووقف الاستيطان، دولة كاملة متكاملة على كل الأراضي الفلسطيني، يصدر هكذا قرار، أهلا وسهلا، لسنا بحاجة لمزيد من القرارات التي لا تنفذ، ومعلوم أن لدينا 12 قرارا من مجلس الأمن، ومنها قرارات لم تعترض عليها أميركا بل وافقت عليها، تطالب باجتثاث الاستيطان ولم يحصل، فإسرائيل تنفذ ما تريد وترفض ما تريد، وأنا أعطيكم نموذجا بسيطا، قالوا إنكم تطالبون بـالقرار 181، وقالوا نحن موافقون على 181، وهو قرار يتحدث عن الدولة اليهودية، تركوا كل القرار وأخذوا منه كلمة الدولة اليهودية فقط، لذلك نحن نرفض الدولة اليهودية رفضا قاطعا ولن نتراجع عن هذا الموقف.
ذهبنا إلى القمة العربية في اليوم التالي لما سمي فيما بعد zzz*zعاصفة الحزمzzz*z، ولاحظنا أن هذه العاصفة تستحوذ على إجماع عربي، فنحن معها، لأن عنوانها المحافظة على الشرعية، ونحن أكثر الناس الذين تلوعنا من ثلم وضرب الشرعية، فقلنا لهم نحن معكم نؤيدكم وندعمكم، وإن شاء الله تلتفتون إلى من يعاني من مثل هذه المعاناة، وهنا فهم على أننا نطالب بجحافل وهذا غير صحيح. لماذا؟ لأنه عندما قام الانقلاب في غزة في 2007 لم نقاتل ولم نضرب، رغم أنهم عملوا كل شيء من قتل ورمي وترويع، وذهبنا للجامعة العربية وقلنا لهم، هناك مشكلة بحاجة لحل، فقالوا مصر تحلها، وانتظرنا أن تحل مصر القصة ولم تحل، وعملنا 3 اتفاقيات في الدوحة والقاهرة والشاطئ، وكلها تتمركز حول نقطتين حكومة وفاق وطني شكلت ولم تتمكن من أداء واجباتها، والنقطة الثانية هي الانتخابات، وأعلنوا بالفم المليء رفض الانتخابات، ونحن نعتبر أن لدينا قضايا يجب على العرب أن يقولوا كلمة واحدة، من هو المخطئ ومن المحق؟ وكيف يمكن أن نتعامل مع هذه القضية؟ أعود وأؤكد أننا نؤيد الموقف العربي الكامل وأعلنّا ذلك صراحة، ونتمنى لهذا الموقف العربي الذي حظي بإجماع شامل -رغم أن البعض فضل أن ينأى بنفسه عن الموضوع- أن تقوم الدول العربية بعمل ما يجب في هذا الموضوع.
أقول لكم تمتعوا بحديقة الاستقلال وتنسموا ريح الاستقلال لأنه قادم بإذن الله، وشكرا.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ 28 آذار 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zواعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناzzz*z صدق الله العظيم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
معالي الأخ د. نبيل العربي،،
أصحاب المعالي والسعادة، السيادات والسادة،،
أعرب عن شكرنا الجزيل وتقديرنا العميق لفخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق على استضافة هذه القمة متمنين لها النجاح وتحقيق الأهداف التي تصبو إليها الشعوب، وأعبر عن شكرنا وتقديرنا لصاحب السمو الأخ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولحكومة وشعب الكويت الشقيق، على القيادة الحكيمة للعمل العربي المشترك طيلة المرحلة الماضية.
الإخوة القادة، أصحاب المعالي، السيدات والسادة،،
نود في البداية أن نعرب عن تأييدنا الكامل للقرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليلي والدول العربية بالمشاركة في العملية الرامية للحفاظ على وحدة اليمن، ودعم الشرعية فيه وفي نفس الوقت نؤكد على أهمية الاستجابة لدعم الحوار الذي نادى به مجلس التعاون الخليجي والتمسك بالحوار باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار لليمن الشقيق والحفاظ على وحدة أراضيه.
جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز الله معكم ونحن معكم، الأخ الرئيس عبد ربه منصور الله معكم ونحن أيضا معكم.
الإخوة القادة،،
تعرضت قضيتنا الفلسطينية منذ الدورة السابقة للقمة لجملة من الأحداث والتطورات أبرزها توقف المفاوضات بالكامل مع الحكومة الإسرائيلية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وكذلك جامعة الدول العربية، والعديد من دول العالم نتيجة لعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية والاتفاقات المعقودة، وإصرارها على مواصلة النشاطات الاستيطانية ورفض إطلاق سراح أسرانا. وكان أخطر ما أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية نشاطاتها الاستيطانية غير المسبوقة في القدس بهدف تهوديها وتغير طابعها وتكثيف الاعتداءات من قبل المتطرفين وبعض المسؤولين الإسرائيليين على المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة في المسجد الأقصى، ما يهدد بتحويل الصراع من صراع سياسي وقانوني إلى صراع ديني. الأمر الذي ينذر بعواقب كارثية لم تقتصر تداعياتها على منطقتنا فقط بل ستشمل العالم بأسره، وقد تصدينا ونتصدى لهذه الاعتداءات.
وهنا نود أن نشيد بما يبذله الملك عبد الله الثاني من جهود مخلصة لاحتواء الموقف، والشكر موصول للملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لما يقوم به من جهد لنصرة القدس، إن القدس الشرقية تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل مخطط تهويدها، ومن هنا فإنني أناشدكم أيها الإخوة بأن تستمروا وتكثفوا العمل من أجل حماية القدس ودعم صمود أهلها الذين يدافعون عن مدينتهم بصدورهم العارية.
وأشدد على الدعوة لتشجيع أبناء أمتنا العربية والإسلامية للقدوم القدس وزيارتها والصلاة فيها، الأمر الذي يساهم في دعم صمود أهلها وثباتهم، وكما اعتدنا أن نقول إن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، وبخاصة بعد أن قال علماء المسلمين كلمة الفصل من خلال قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي انعقد في الكويت الشقيق مؤخرا، والذي يمثل أعلى مرجعية فقهية لدول العالم، أكدت على زيارة المسلمين للقدس باعتبارها فضيلة دينية مؤكدة، وأضاف أن قضية القدس هي قضية الأمة بأجمعها، وليست لأهل فلسطين وحدها.
السيد الرئيس، الإخوة القادة،،
نستذكر جميعا العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له أهلنا في قطاع غزة الصيف الماضي وكانت الحرب الثالثة على قطاع غزة، حيث راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين وخلفت دمارا وخرابا يحتاج إلى سنين طويلة لإعادة الاعمار. وكانت الشقيقة جمهورية مصر العربية استضافت بالتعاون مع مملكة النرويج وبمشاركة عدد كبير من الدول الصديقة والشقيقة أعمال مؤتمر إعادة الإعمار وتعهدت غالبيتها بتقديم مساهمات لهذا الغرض، نتمنى عليها وندعوها اليوم للإسراع بتقديم هذه المساعدات.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
تنكرت إسرائيل قوة الاحتلال خلال الفترة السابقة لكل الاتفاقات المعقودة معها، وصادرت المزيد من الأراضي الفلسطينية وأمعنت في اجتياحاتها لمناطقنا واعتقال المزيد من أبناء شعبنا، واستولت على صلاحيات السلطة ومسؤولياتها، وكانت آخر ممارساتها العدوانية فرض الحصار المالي كجزء من العقاب الجماعي حيث جمدت تحويل أموالنا من الضرائب المستحقة منذ 4 أشهر، ما حال دون تمكن الحكومة من أداء مسؤولياتها اتجاه شعبها وإدارة مؤسساتها، وهو أمر لا يمكن استمراره في هذا الوضع الصعب الذي يعاني منه شعبنا ونتطلع إلى تفعيل شبكة الأمان العربية التي تم التعهد بها، ونعبر عن شكر اللذين بادروا بسداد تعهداتهم المالية، ونأمل أن تقوم باقي الدول الشقيقة بالوفاء بما تعهدت به.
الإخوة القادة،،
لقد أدت سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من ناحية، والتزام القيادة الفلسطينية بتعهداتها ووضوح موقفها السياسي من ناحية أخرى إلى إحداث متغيرات هامة بالنسبة لقضيتنا على المستوى السياسي الدولي أدت إلى حصولنا على دعم سياسي كبير من المجتمع الدولي تجسد في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي برفع مكانه فلسطين إلى دولة مراقب واعترافات وصلت إلى 135 دولة، ودعوة عدد كبير من البرلمانات الأوروبية لحكوماتها بالاعتراف بدولة فلسطين.
إن من يراقب التطورات السياسية في إسرائيل اتجاه إمكانية تحقيق السلام، وخاصة منذ تولي نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، سيجد أن إسرائيل تبتعد عن السلام وتتجه نحو مزيد من التطرف والعنصرية وتمعن في غطرسة القوة مستغلة أصدقائها وحلفائها أسوأ استغلال، رافضة اليد الممدودة من جيرانها منا ومن إخواننا في إطار مبادرة السلام العربية منكرة بصريح العبارة حق شعبنا بالحرية والسيادة والاستقلال والعيش بكرامة على ترابه الوطني، ولا ريب أنكم سمعتم وقرأتم في وسائل الإعلام المختلفة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي أعلن عن حقيقة موقفه بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية ما دام في الحكم، وهو مازال في الحكم، وسيمضي قدما في بناء المستوطنات وتعزيزها ولن يفاوض على القدس، ولن يتخلى عن الحدود على نهر الأردن ويطالبنا بإنهاء العلاقة مع حركة حماس والاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.
أريد أن ألفت النظر إلى الانتخابات الإسرائيلية التي حصلت قبل أيام، إلى أن هناك ظاهرة جديدة ومهمة وقعت هذه الأيام عند الوسط العربي الذي يشكل مليون ونصف المليون إنسان، ومن حقهم الانتخاب، منذ 1949 وإلى يومنا هذا، كانوا ينزلون بقوائم متفرقة ويحصلون على بضعة مقاعد، ولأول مرة في تاريخهم ينزلون قائمة واحدة موحدة ويحصلون على 13 مقعدا، هذه الظاهرة التي نحييها ونثمنها عاليا لأنها لأول مرة يتحد العرب على شيء في الداخل والمرة الثانية تتحدون الآن على قضية عاصفة الحزم.
وبالتالي هذا الذي حصل في إسرائيل ظاهرة هامة جدا ونحن أعلنا بصراحة أنها ظاهرة هامة نؤيدها علما بأننا لا نتدخل في شؤون الانتخابات والشؤون الداخلية في إسرائيل.
العلاقة مع إسرائيل لا يمكن أن تستمر على ما كانت عليه في السنوات الماضية، فإصرار الحكومة الإسرائيلية على عدم إنهاء احتلالها لأراضي دولة فلسطين؛ نحن الآن دولة بعد اعتراف الأمم المتحدة ومواصلة سلوكها وكأنها فوق القانون الدولي أدى بنا بدعم عربي ودولي واسع بالتوجه نحو تدويل القضية عبر الأمم المتحدة ومجلس أمنها، مطالبين بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وتقدمنا للالتحاق بالعديد من المنظمات الدولية ومنها محكمة الجنائية الدولية، نحن في أول شهر أبريل المقبل سنكون أعضاء في محكمة الجنائية الدولية، هذه المحكمة تقدمنا لها بعد أن فشلنا في الوصول إلى حقنا، بمنع إسرائيل من استمرار الاستيطان، كان لا بد لنا أن نذهب وسنذهب، وفي الأول من الشهر المقبل، سيذهب وزير خارجيتنا لنحتفل في عضويتنا في محكمة الجنائية الدولية.
هذا التوجه بدأناه وسنستمر فيه، مع التأكيد في ذات الوقت أن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام على أساس القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ووفق قرار الجمعية العامة رقم 19/67 الذي يؤكد على إنهاء الاحتلال، ونيل دولة فلسطين استقلالها وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين وفق القرار 194 وأيضا وفق المبادرة العربية للسلام، والوقف التام للاستيطان بما في ذلك القدس، وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن الأموال المحجوزة.
أعلنوا أنهم سيفرجون لكن حتى الآن لم يفرجوا وربما سيضعون ألف شرط وشرط حتى يفرجوا عنها، وضمان عدم حجزها مرة أخرى، بالمناسبة هذه الأموال هم يجمعونها باسمنا ويأخذون عليها نسبة 3%، أي إذا يجمعون 100 مليون دولار يأخذون 3 مليون دولار، وإذا أرادوا يحجزونها ويأخذونها ولا يخافون من أحد.
سيدي الرئيس،،
إن الدلائل تشير على ضوء نتائج الانتخابات التي جرت في إسرائيل قبل أيام قليلة إلى عدم وجود شريك إسرائيلي نصل معه إلى تسوية للصراع عبر المفاوضات التي يريدها غطاء لمواصلة سياسة فرض الأمر الواقع، ولا يمكن ولا يجوز اعتبار تحركنا على المستوى الدولي أنه عمل أحادي الجانب، دائما إسرائيل تحتج إذا انضممنا إلى أي منظمة دولية وتقول أنه عمل أحادي، فماذا عن الاستيطان والاعتداءات.. كلها محللة أما ذهابنا إلى المنظمات الدولية حرام، هذه رؤية إسرائيل للسياسة.
لقد آن الأوان لترجمة التصريحات والبيانات التي نسمعها عن إدانة الاستيطان إلى إجراءات وعقوبات، وإلى اعتراف بدولة فلسطين ممن لم يعترف بها بعد، واتخاذ القرارات الكفيلة لتأين الحماية الدولية لشعب فلسطين، نحن ذهبنا للجمعية العامة نطالب بالحماية لأن الإسرائيليين في أي مناسبة يعتدون علينا بدون مقدمات، ويقطعون الأشجار، كل يوم يوجد خلع أشجار وهدم مساجد وكنائس، لذلك قررنا بناء على ما قرره مجلسنا المركزي في دورته الأخيرة إلى إعادة صياغة وترتيب علاقاتنا السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل.
منذ أن عقدنا اتفاق أوسلو ليومنا هذا وإسرائيل تنتهك كل الاتفاقيات نحن قررنا أن نعيد النظر ما دامت إسرائيل تنتهك الاتفاقات سنعيد النظر، وفي حال تراجعت عن الانتهاكات نحن مع بقاء الاتفاقات كما هي، شريطة أن تلتزم دولة إسرائيل.
وعلى صعيد موضوعنا الداخلي، نحن مصممون على توحيد أرضنا وشعبنا وإنهاء الانقسام البغيض وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة ناجزة، والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت ممكن، بناء على الاتفاقات التي تمن في الدوحة والقاهرة وغزة. ونقدر دور مصر كراعيه للمصالحة، ولتحقيق هذا الهدف تم الاتفاق على تشكيل وفد من منظمة التحرير الفلسطينية للذهاب لغزة، وفي نفس الوقت ستسمر حكومة الوفاق الوطني، في الاستمرار بدورها رغم العقبات، التي تعترض سبيلها في ممارسة صلاحياتها كاملة، وبسط سيطرتها على المعابر من أجل إعادة إعمار غزة، هناك عقبات موجودة في غزة تمنع حكومة الوفاق الوطني وتحول دون إعادة الإعمار، والبحث فيها يطول وليس المجال لبحث التفاصيل.
الحكومة لم تنقطع عن التواجد في قطاع غزة وآخرها كان الأسبوع الماضي، حيث قام رئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة من الاجتماع مع جميع القوى الوطنية والمؤسسات الدولية لتذليل العقبات التي تضعها إسرائيل من جهة وحماس من جهة أخرى. نحن في إطار عربي نقول هذا بصراحة.
أما بخصوص المشاريع التي تم الاتفاق عليها، فيما يتعلق بإعادة الإعمار، ندعو أشقائنا إلى التعامل مع الوضع الفلسطيني من خلال بوابة الشرعية الفلسطينية حفاظا على وحده الموقف والتمثيل.
وأود أن أشير هنا إلى موضوع خطير يتمثل بوجود مخططات إسرائيلية لإقامة دولة في قطاع غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية يستثني القدس وهدنة طويلة الأمد، وهو المشروع القديم الجديد الذي يعرف بالدولة ذات الحدود المؤقتة، هذا المشروع منذ 12 عاما عرض من قبل الحكومة الإسرائيلية، ولا زال هذا المشروع قائما إلى الآن والذي قدمه جنرال إسرائيلي اسمه (ايغور آيلاند)، الذي يعمل دولة مستقلة في غزة وحكم ذاتي في الضفة وأن ننسى موضوع القدس وموع اللاجئين، وأن تكون هناك هدنة لـ15 عاما، هذا المشروع يدمر المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل، وأتمنى أن تتبنى القمة العربية قرارا برفض وتجريم مثل هذه المخططات التي تؤدي إلى وأد كل أحلام الأمة العربية وكذلك الشعب الفلسطيني ونحن نحذر من التعاطي مع مثل هذه المخططات تحت أي مسمى فهي تهدف لتقويض المشروع الوطني الفلسطيني، وعلينا العمل المشترك لإفشالها ونطالب بموقف عربي حاسم ضد هذا المشروع.
أيها القادة إن حل القضية الفلسطينية من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة، ويعزز الأمن والأمان في ربوعها، ويسحب الذرائع من تيارات الإرهاب التي تتخذ من الدين وقضيتنا العادلة ذريعة لممارساتها الدموية في المنطقة.
على العالم بقواه الفاعلة والمؤثرة، أن يقوم بالعمل والإسهام في حل القضية الفلسطينية ووضع حد لعذابات شعبنا تحت الاحتلال، وفي أماكن اللجوء والشتات، مئات الآلاف من أبناء شعبنا اللاجئين يعيشون في ظروف مأساوية صعبة جدا خاصة في سوريا ولبنان نتيجة الأحداث المأساوية في سوريا.
نحن لا نتدخل في هذه المأساة الداخلية السورية، لكن يصيبنا منها جانب، قنابل ومتفجرات، ما أدى للجوء البعض داخليا أو خارجيا سواء في سوريا أو لبنان، هؤلاء يعانون كما يعاني باقي الشعوب في الدول العربية الذين يعرضون لمآسي عديدة.
إن الأحداث المأساوية في العديد من الدول العربية نتيجة تنامي واستفحال ظاهرة الإرهاب المسيء لديننا وثقافة أمتنا والذي يهدد وحدة نسيجنا الاجتماعي، تفرض علينا التصدي لها ثقافيا ودينيا، إضافة للمعالجات الأمنية، فلا يعقل أن نترك الشباب ضحية لأفكار هدامة ومطلوب إعادة النظر في المناهج الدراسية والتثقيفية وتوفير فرص العمل وتوسيع دائرة المشاركات الشعبية لجميع الفئات.
إنني أضم صوتي لأصوات الأشقاء القادة المطالبين بتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالدفاع العربي المشترك وغيرها من الاتفاقات، وأرحب باقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تم إقراره من وزراء الخارجية العرب بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، فلا يعقل أن نترك الشباب ضحية أفكار هدامة.
ونظرا لخطورة الوضع الراهن أقترح على مجلسكم، أن تقوم لجنه zzz*zترويكاzzz*z العربية الرئيس السابق والحالي واللاحق، ومن يرغب للانضمام إليها من القادة، بوضع رؤية عربية لمعالجة الحروب والفتن، والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية وتحصين بلادنا من الإرهاب والأخطار الوجودية، والحاجة ماسة من إيجاد حلول عملية وخلاقة مبنية على رؤية عربية ومستندة لحلول تصون الشرعية وتضمن وحدة التراب لكل دولة عربية بعيدا عن أي تدخل أجنبي وأن تكون قراراتها ملزمة للجميع.
هناك بلاد تعاني من الانقسام والفتن مثل اليمن، هناك تدخل عربي مقبول ومستحسن، هناك قضايا أخرى، هناك بلدان أخرى تعاني من الانقسام والفتن، نحن نعاني من الانقسام، وأول من عانى من الانقسام، نتمنى أن تكون هناك مواقف عربية موحدة ونحن ملتزمون بكل ما سيصدر عن هذه القمة.
نرحب بقرار وزراء الخارجية باعتمادهم اقتراح دولة فلسطين بأن تجرى الترتيبات من خلال جامعة الدول العربية، لإتاحة الفرصة لقائد عربي، بأن يقوم بإلقاء خطاب في الكونغرس الأميركي باسمنا جميعا بمجلسيه، يشرح فيه مبادرة السلام العربية ورؤية العرب لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك يمكن أن يكرر هذا أمام الاتحاد الأوربي وغيره من المؤسسات الدولية، عندما يذهب قائد عربي فإنه يتلكم باسم كل العرب، هذه ظاهرة حضارية أن يتكلم باسم الجميع من أبناء الأمة العربية.
في الختام نتمنى لقمتنا التوفيق والنجاح للخروج لكل ما من شأنه تعزيز وحدة الأمة وحماية مصالحها ومقدراتها، معربا عن خالص الشكر للجميع حسن الاستماع، ومقدرا عاليا جهود الشقيقة مصر لعقد هذا المؤتمر وللجامعة العربية أمينا عاما وطواقم فنية كل التحية والتقدير على كل جهد بذلوه لإنجاح هذه القمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية بتاريخ 19 آذار 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس حصل حادث مؤلم جدًا في تونس وأدى إلى قتل عدد من السياح والمواطنين التونسيين، بعملية غدر واغتيال حقيرة، قامت بها مجموعات متطرفة لإيذاء تونس في كل شيء، بما في ذلك السياحة؛ لتضرب هذا المرفق الهام في تونس، نحن أدَنّا وندين هذه العملية بكل الكلمات، ونحن نقف مع تونس رئيساً وحكومة وشعبًا، ونشد من أزرهم؛ ونقول لهم: نحن معكم ضد كل أنواع الإرهاب، كما نحن مع أي دولة تتعرض لهذا الإرهاب، سواء كانت عربية أو غير عربية.
بالأمس انتهت الانتخابات الإسرائيلية، وكنا نراقبها؛ وبطبيعة الحال، لنرى نتائجها. نحن أكدنا ونؤكد أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية؛ ولكن من حقنا أن نسأل عن العرب ماذا يعملون، وماذا يمكن أن يعملوا، وكيف يؤدون واجبهم، وكيف يأخذون حقوقهم كمواطنين. من هذه الزاوية كنا نتابع.
ما سمعناه بالأمس مقلق جدً. لا أقول إن هذا الحديث جديد، عندما تكلّم (بنيامين) نتنياهو أنه لم يعد هناك حل الدولتين، وأنه لا يريد أن تقوم دولة فلسطينية، بالإضافة إلى أن (أفيغدور) ليبرمان يقول: إنه لا بد من قتل كل العرب في إسرائيل. هذه أحاديث عنصرية؛ وإن صح هذا الكلام، فمعنى ذلك أنه لا توجد جدية لدى الحكومة الإسرائيلية للحل السياسي الذي يؤدي إلى إقامة دولتين على أساس الشرعية الدولية، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس؛ وحل كل القضايا العالقة.
لذلك نحن لن نتراجع عن مواقفنا في المطالبة بتحقيق الشرعية الدولية؛ وكذلك من حقنا أن نتوجه إلى كل مكان في العالم من أجل تحقيق الحق، حسب الشرعية الدولية.
آخر كلمة أقول للأخ مصطفى البرغوثي (رئيس "المبادرة"): أهلًا وسهلًا في اللجنة التنفيذية بعد القرار الذي اتخذ في اجتماع المجلس المركزي؛ فهو تنظيم فعال وموجود على الأرض، وله نشاط؛ لذلك من حقه أن ينظم لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا ما تم الاتفاق عليه، وباسمكم نرحب به فأهلا وسهلا.
كلمة الرئيس محمود عباس في بافتتاح اجتماع المجلس المركزي في دورته السابعة والعشرين
"دورة الصمود والمقاومة الشعبية"
مقر الرئاسة بمدينة رام الله 4 آذار 2015
نرحب بالضيوف الكرام الذين يشاركون في هذه الجلسة، وبالنائب الأردني يحيى السعود الذي قدم من البرلمان الأردني الشقيق، وبأصحاب السعادة السفراء وقناصل الدول العربية وغير العربية ونقول لهم أهلا وسهلا، ونترحم على أرواح جميع شهدائنا الأبطال.
بين الاجتماعين سقط آلاف الشهداء من أبناء شعبنا في غزة إبان الحرب حيث سقط 2200 شهيد لا يمكن أن ننساهم، وسيبقون في الذاكرة للأبد، كما نتذكر الشهيد محمد أبو خضير الذي أحرق حيا وتم إعدامه، وعبد الحميد أبو غوش، وجورج حزبون، ومحمد هزاع، والشهيد الشاعر سميح القاسم، والشهيد زياد أبو عين، وغسان مطر، وسعيد خوري، والكثيرين الذين مضوا في طريق الاستشهاد رحمهم الله جميعا.
كان من المفروض أن يكون هذا الاجتماع في الثامن من آذار يوم عيد المرأة، لكن اضطررنا أن نقدم الموعد لليوم، ونقول للجزء والقسم الآخر من شعبنا كل عام وأنتن بألف خير.
نحن وقعنا على الحقوق السياسية للمرأة وهذا أمر مهم لأننا نريد أن نسبق العالم في كل ما يقدمه للمرأة التي نحترمها ونعتبرها الجزء الفاعل بل الأكثر فعالية في مجتمعنا، ونحرص أن تكون في الوزارات، والمجلسين التشريعي والوطني، والمجالس البلدية، والقضاء الشرعي، وفي سلك التعليم، والصحة، والأمن، والشرطة والحرس الرئاسي والوطني، وفي أماكن مختلفة. مطلوب منها أن تكون في كل مكان وهي ليست عاجزة عن القيام بالمهمة كما يفعل الرجل، وبقي أن نعين المرأة مأذونة، ورئيسة دولة، والدليل على ذلك أن الشهيد القائد الراحل ياسر عرفات عندما تقدم للانتخابات في 1996 نافسته امرأة. نسعى أن تكون المرأة في كل مواقع العمل المؤثر في البلد.
قمنا بزيارات عديدة إلى دول مختلفة منها المملكة العربية السعودية، وقدمنا التعازي بالمرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما قدمنا التهنئة للملك سلمان بن عبد العزيز، وأجرينا محادثات، وأقول إن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير أو يتبدل، وسيبقى كما كان وربما أكثر.
وزرنا أوروبا، ومنها السويد التي نشكرها ونعبر عن امتنانا لاعترافها بدولة فلسطين الذي نعتبره اعترافا في غاية الأهمية، ونطالب دول العالم بالاعتراف بنا، وهذه الاعترافات لا تعني أننا لا نريد أو نتهرب من التفاوض وهذا أمر غير صحيح، فإذا اعترفت الدول بنا فهناك قضايا أخرى سنجلس لنقاشها على الطاولة.
هذه الاعترافات تعبر عن موقف الدول التي بدأت ترى الحق حقا وتحاول تطبيقه، كما توجد مؤشرات في الدول الأوروبية التي اعترفت برلماناتها بفلسطين مثل: إسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا ولوكسمبورغ، هذه الدول تتداعى للاعتراف بدولة فلسطين.
البرلمانات تمثل الشعب وهذا مؤشر عظيم فهذه الدول تنبهت منذ القدم، وهي قالت إن الاستيطان غير شرعي، وأكدت ذلك بأن منتجات المستوطنات غير شرعية، كذلك الدول القريبة منا بدأت تشعر بخطر الاستيطان على السلام ورؤية الدولتين.
والشباب الذين يتساءلون أين سنبني الدولة؟ أقول لهم خرج الجواب من أوروبا، وسنعمل حتى تعترف بنا دولها ليكون هناك ضغط أكبر على العالم، لدفع عملية السلام للأمام.
زرت فرنسا للتضامن مع الشعب الفرنسي، وللتأكيد أننا ضد الإرهاب وzzz*zداعشzzz*z وكل هذه المسميات التي تعمل باسم الإسلام، فنحن ذهبنا للتضامن وقلنا إنه لا يجوز المس بالرموز الدينية، فحرية الرأي والتعبير لا تعني إهانة الآخرين فرموزنا الدينية محترمة ومقدسة.
ندين ما قامت به zzz*zداعشzzz*z من إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وذبح 21 مصريا، وهذا أمر لا يمكن القبول به، وهذا ليس إسلاما صحيحا كما أنه لا يمثل الإسلام فهم يريدون التخريب.
العالم مطالب بالنظر للقضية الفلسطينية وحلّها، لأنه إذا وجد حل تنتهي هذا الزعانف بالخارج، وعلى العالم أن يقول ويفعل شيئا تجاه القضية الفلسطينية، ونحنا قلنا لهم وهم يعرفون أن الحل بسيط والمبادرة العربية للسلام وجدت حلا سهلا وبسيطا، أنه إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، فإن جميع الدول العربية والإسلامية الـ57 ستعترف بإسرائيل.
لو أرادت إسرائيل السلام كانت فعلت، فإذا اعترفت إسرائيل وأخذنا حقنا ستعيش بسلام، وعلى العالم دفع إسرائيل لتصحو من كبوتها. إسرائيل هي التي تختطف السلام في العالم، وهي التي تدفع باتجاه التوتر في العالم، إذا ما استمر الاحتلال الإسرائيلي قائم على الأرض الفلسطينية، والأراضي العربية يعني السورية واللبنانية المحتلة.
قمنا بزيارة للجزائر، ثم تونس وهنأنا الحكومة التونسية والرئيس التونسي على الانتخابات التشريعية النزيهة الحرة التي تمت، ونجح فيها الرئيس الباجي قائد السبسي.
وقبلها كنا في جنوب إفريقيا، كما أن هناك اتصالات مستمرة ودائمة بيننا وبين أشقائنا في الأردن ومصر، هذه الاتصالات مستمرة على كل المستويات وبكل الوسائل، لأنه يهمنا أن تبقى مصر والأردن على صلة وثيقة معنا خطوة بخطوة، حتى نعرف موقع أقدامنا والى أين نحن نسير.
أما في الجامعة العربية فتعلمون أن هناك ما يسمى اللجنة العربية للمتابعة وهي من 18 دولة، وهذه اللجنة عندما نطلب ونحتاج ندعوها فتأتي ولا تتخلف مرة واحدة، ونناقشها بما نريد ونستمع لرأيها ثم نأخذ بقراراتها التي تأتي بالإجماع، ثم نبدأ في تطبيقها منذ عام 2011 عندما ذهبنا إلى مجلس الأمن لنحصل على عضوية كاملة، ولم ننجح في ذلك قم ذهبنا في 2012 للجمعية العامة فنجحنا. ثم سرنا في الخطوات سواء في التوقيع على مواثيق ومعاهدات وغيرها، وتوجهنا أخيرا إلى مجلس الأمن ولم نستطع أن نحصل على العدد الكافي، فاتهمنا أننا تعجلنا.
الحقيقة لنا وجهة نظر في هذا، ومع ذلك في الاجتماع الأخير للجامعة العربية تم الاتفاق أن يكون هناك لجنة من 6 أعضاء هي التي تقرر متى ومضمون الذهاب إلى مجلس الأمن. نحن لا نستثنى هذه الفعالية، ولكننا نريد أن يكون هذا القرار من الدول العربية وهكذا كان.
منذ البداية قلنا نلتزم بالمفاوضات، وعندما أعلن عن مؤتمر مدريد ذهبنا إلى مدريد بكل الوسائل وبكل الشروط التي فرضت علينا، قررنا الذهاب وذهبنا ثم انتقلنا إلى واشنطن وأجرينا مفاوضات أوسلو، ثم ذهبنا إلى أوسلو وبعد ذلك إلى zzz*zواي ريفرzzz*z ثم إلى zzz*zكامب ديفيدzzz*z وغيرها من المفاوضات، وأخيرا وبعدما حصلنا على دولة في الأمم المتحدة بدأت أميركا جولة جديدة من المباحثات لمدة تسعة أشهر، واتفقنا خلال هذه المدة أن يكون هناك حصيلة مرجعية للمفاوضات ولكن في نفس الوقت هناك قضية مهمة اتفقنا عليها وهي إطلاق سراح 103 أو 102 من الأسرى القدامى على دفعات أربع باتفاق كامل مع بنيامين نتنياهو، وفي هذه المرحلة يتوقف الاستيطان. مضينا في الأشهر التسعة إلى أن انتهت، ولم يتوقف الاستيطان ولم يطلق سراح الدفعة الرابعة. أصر السيد نتنياهو أن لا يطلق سراح الدفعة الأربعة لماذا؟ لا جواب. وتعطلت المفاوضات وخرج من أميركا من يقول إن سبب تعطيل المفاوضات هو السيد نتنياهو لأنه لم يوقف الاستيطان ولم يطلق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى.
الوضع الإسرائيلي الآن: إسرائيل تريد أن تجمد كل شيء لأن لديها انتخابات.، مع الأسف أن إسرائيل تجمد كل شي لأن لديها انتخابات، ومع ذلك أقول بمنتهى الوضوح والصراحة بالنسبة للانتخابات لا شأن لنا بها ولا نتدخل ولا نحب أن ندلي بدلونا ولا نحب أن نقول رأينا فيمن نرغب ومن لا نرغب، ومن جاء على رأس السلطة باسم الشعب الإسرائيلي نعتبره شريكا ونتفاوض معه أيا كان الرجل وسياسات هذا الرجل لا نتدخل بها إطلاقا.
ليتهم يتعاملون معنا بنفس السياسة، لأنهم يخرجون ويقولون: هذا لا يمثّل، وهذا إرهاب سياسي، هذا كذا وهذا كذا. ليس من حق أحد أن يتدخل في أن فلان يصلح وفلان لا يصلح. ولكن مهما جردنا أنفسنا وابتعدنا نعلن شيئا من الفرحة أن أشقاءنا في الداخل توحدوا. ونحن في غزة والضفة غير قادرين على التوحد، نحن سعداء أن يتقدم الإخوة جميعهم بقائمة واحدة ويدافعوا عن حقوقهم، نحن لا نريد منهم أكثر من ذلك: أن يكونوا كتلة واحدة تدافع عن حقوقهم وترفع شعار السلام، لا نحتاج منكم أكثر من هذا، سلاما لإخوانكم القابعين تحت الاحتلال ومساواة لكم بالحقوق والتخلص من التمييز العنصري، الكلمة التي لا يحبون سماعها مني، لكن هناك تمييز عنصري ليس ضدهم فقط واللائحة طويلة ومن حقهم أن يدافعوا عن حقوقهم وأن يقولوا رأيهم، فما يحيط بهم خاصة في الأراضي الفلسطينية ويقولون لا بد من السلام على أساس العدل والمساواة وعلى الشرعية الدولية وعلى أساس الدولتين، كل العالم وثلاثة أرباع إسرائيل يقولون هذا، خلال أسبوعين هناك نتائج الانتخابات، من ينجح يكون كسب ثقة شعبه ونقول للقائمة العربية الله معكم وهذا ليس تدخلا في الشؤون الإسرائيلية، ونقول لهم الله يعطيكم العافية ويوفقكم ويحميكم.
إسرائيل لها ممارسات كثيرة عنصرية وتخريبية، وأول هذه الممارسات في القدس، تريد إخراج الآلاف الموجودين بالقدس بأي طريقة وأن تحاصرهم بأي طريقة، وأن تمنع عنهم وصولنا ووصول الآخرين بأي طريقة، يساعدهم بهذا أصحاب الفتاوى مثل الشيخ القرضاوي الذي يقول حرام الذهاب للقدس. لماذا؟ أين ورد هذا؟ وأنا أقول لم يرد وهذا غير موجود لا بالسنة ولا بالقرآن. هذا يعطل، ومن يقول هذا تطبيع في العلاقات أنا أقول هذه زيارة السجين وليس زيارة السجان، هذه من أجل دعم صمود أهلكم في القدس وفي الأراضي المحتلة وليس دعما للاحتلال، هذه رؤية منحرفة غير صحيحة ويجب أن نعطي التفاته للقدس حتى لا تضيع من بين أيدينا. لا نريد القدس أن تبقى حجارة، نريدها أماكن مقدسة ومؤمنين موجودين هم أهلها فيها، من أجل أن تبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
طبعا لا يتركون فرصة إلا ويقومون بعمل ما: إحراق كنائس ومساجد واختراق الأقصى، وأقولها كلمة لله إن (العاهل الأردني) الملك عبد الله تدخل أكثر من مرة ليمنع هذه الأعمال السخيفة في القدس. هذه بعض الممارسات بالإضافة إلى أن الطرق الموجودة في الضفة الغربية الممنوع الدخول فيها، والحافلات التي يمنع الفلسطينيون من ركوبها. ما معنى الممارسات؟ وهل هذه ممارسات من يريد أن يصل إلى سلام حقيقي معنا؟.
مؤخرا وقعت الحرب الأخيرة على غزة. أريد أن أوضح عددا من الملابسات في الحرب، وقعت حرب فأسرعنا الخطوات من أجل أن نوقفها، واتصلنا بمصر ووافقت أن تقدم مبادرة وهي نفس المبادرة التي بني عليها الاتفاق في عام 2012، أضيفت إليها بعض الأشياء، ورفضت في المرة الأولى والثانية والثالثة والعاشرة، وفي اليوم الخمسين قُبلت دون قيد أو شرط وكانت النتيجة 2200 شهيد و10 آلاف جريح و80 ألف بيت بين مهدوم بشكل كامل وجزئي.
النرويج دعت إلى مؤتمر لإعادة الإعمار ووافقنا جميعا وطلبنا من النرويج أن يكون المؤتمر في مصر ليكون أقرب. نعم حصل وتعهدت الدول بـ5 مليارات دولار، بشرط أن تكون حكومة الوفاق على الحدود وتستطيع أن تمارس أعمالها، وأن تتولى الأمم المتحدة استلام المواد. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن يقال إن السلطة هي التي تمنع دخول المواد. نقول دعوا الشرطة موجودة على الحدود وأن تستلم وتسلم للأمم المتحدة، مع الأسف التعطيل قائم والخاسر الأكبر المواطن الموجود بلا مأوى حتى هذه اللحظة. من المسؤول؟
الأرض تؤكل يوما بعد يوم، والاعتداءات يوما بعد يوم، ولا يوجد من نشكو له. ذهبنا إلى مجلس الأمن وكانت مبادرة فرنسية، وكنا قد ضمنا تسعة مقاعد وفي اللحظات الأخيرة تراجعت إحدى الدول.
في اليوم التالي وقعنا على ميثاق روما واتفاقية محكمة الجنايات الدولية، فقامت الدنيا ولم تقعد، وبعدها حجزت إسرائيل الأموال الفلسطينية التي تجبيها لنا مقابل عمولة 3% حسب اتفاق باريس الاقتصادي. وعندما سألنا عن سبب الحجز قالوا بسبب الذهاب للمحكمة، قلنا لهم وما دخلكم، وطرحوا الحل بعدم الذهاب إلى المحكمة مقابل أن نأخذ أموالنا وأن نتنازل عن حقنا.
إسرائيليون ويهود وأميركان رفعوا علينا قضية في الولايات المتحدة، وحكم علينا، وهي ليست أول مرة. كيف يجوز أن ترفع قضية وتحكم علي وأنا ليس من حقي أن أتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية؟.
هناك جانب أهم، لنا على إسرائيل مليار و800 مليون شيقل من الضرائب للعمال والتأمين الصحي، ورفضت اعطاءنا إياها، هذا غير zzz*zالمقاصةzzz*z. هل نحن نتعامل مع دولة أم مع بلطجي؟ كيف هذا؟
اتفقنا على نقطتين أساسيتين، وشكلنا حكومة بالتوافق سميناها حكومة التوافق، النقطة الثانية الانتخابات التشريعية والرئاسية، أنا نجحت بالانتخابات عام 2005، اليوم 2015 هل أخذت تفويضا لـ10 سنوات، وحماس فازت عام 2006 فهل أخذت تفويضا لـ9 سنوات، أتحداهم وأقول أنا ذاهب إلى الانتخابات اليوم وسأصدر مرسوما إذا أعطت حماس موافقتها الرسمية على ذلك لرئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر.
ما يسمى بالربيع العربي: استخدم هذا المصطلح ولا ألزم أحدا بشيء، الذي اجتاح هذه الأمة، هو الشرق الأوسط الجديد ونعاني منه إلى الآن، ليبيا لا توجد دولة، واليمن كذلك، والعراق وسوريا تعانيان ولا أدري إلى أين سيذهب الإخوة هناك، وتحول الربيع العربي إلى حرب طائفية، وهي أسوأ وأحقر أنواع الحروب، وبدأت تظهر، هذا المجتمع العربي الفسيفسائي، نحن ضده، وما جرى وذكرته، بحق الكساسبة والمصريين، وربما ننتظر أكثر من هذا، هذا ليس من الإسلام بشيء ولا من الإنسانية بشيء.
من البداية قلنا نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ورغم ذلك، المخيمات أصيبت بالكثير، ولكن أهون من أن نكون طرفا، رغم أن البعض جرنا لنكون طرفا، البعض جرنا للمعادلة ونحن كمنظمة لا نتدخل، وقلنا منذ البداية الحل السياسي هو الأمثل، وتحدثنا معهم عن جنيف 1 و2، ومؤتمر موسكو، وكنا نؤيد هذا ونقول الخاسر الأكبر الشعب والبلد والوطن والتاريخ والجغرافيا، الحل الأمثل الطريق السلمي لأنه لا يمكن أن يكون هناك غالب أو مغلوب.
منذ فترة طرحنا شعار المقاومة الشعبية، ولكن هذا ليس كافيا، من حقنا أن نرفع صوتنا عاليا في كل مكان وليس فقط في داخل الأراضي المحتلة بل في كل العالم، ليسمع العالم، ونقولها بالكلمة الطيبة. دولتان والقدس الشرقية عاصمة لنا.
لن نقبل بدولة يهودية وبأسلمة النضال في الشرق الأوسط، نحن مسلمون معتدلون ونؤدي العبادات، وضد الدولة اليهودية التي تعني ما تعنيه في المستقبل وهو كثير، وضد الدولة ذات الحدود المؤقتة، سمعتم بهذا قبلا، ضد مشروع ايغورا أيلاند، ضد مشروع يقول غزة دولة والضفة ترتيب لاحق، يجب رفضه من قبل الجميع، ضد كل الأطروحات، وقلناها علنا: إذا وافقتم على هذا يعني انتهاء القضية القومية كلها، نرفضها تماما كما نرفض الدولة اليهودية.
بالنسبة لأهلنا في لبنان نقدم لهم بعض الدعم الذي نستطيع، ولحسن الحظ أنهم لم ينجروا لهذا الجانب أو ذاك، يهمنا البقاء محايدين، نحن ضيوف، لا نتدخل في الشؤون الداخلية.
الآن ماذا يحصل. كل الاتفاقات التي عقدت بيننا وبين والإسرائيليين نقضت تماما، عام 2001 نقضوا اتفاقية مناطق zzz*zأzzz*z، كان محرما عليهم دخولها، اليوم يدخلون ويخرجون، طائرات دبابات ومناورات، نعرف أنكم أقويا وأيديكم طائلة، ولكن ليس ضروريا أن تذكّروننا.
نحن لن نستسلم، ولكن لن نستخدم العنف، المقاومة الشعبية السلمية هي الطريق الوحيد للتعبير عن أنفسنا، أما الطائرات والدبابات فلا قبل لنا بها.
نحن موجودون في أرضنا وسنبقى فيها، سنبقى في وطننا مهما حدث، مستعدون أن نعود للمفاوضات، رغم أنهم قطعوا كل المعاهدات وشطبوها منذ 1995 إلى يومنا هذا، وقاموا باحتجاز اموالنا، ودخلوا إلى مدننا، وقتلوا أبناء شعبنا، وهم لا يحترمون المعاهدات والاتفاقيات.
جاهزون للمفاوضات، إذا تم وقف الاستيطان وتم الإفراج عن الأسرى، وأنا مع عقد مؤتمر دولي مع أنه لا يفيد، ونحن نلتزم بما يصدر عنه.
نحن نطالب الآن المجلس المركزي، وهو من المفروض أن يكون أعلى سلطة ونحن في مرحلة تاريخية، بإعادة النظر في وظائف السلطة، التي لم تعد لها سلطة، وعليه دراسة كيفية إعادة سلطة ذات سيادة، وضمان ذلك، وضمان ألا يكون الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الموقعة من جانب واحد، بل والالتزام بكافة الجوانب بها.
كلمة الرئيس محمود عباس في حفل افتتاح المقر الجديد للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون
رام الله 4 شباط 2015
مررنا بالأمس بحادث جلل، وهو اغتيال احد الضباط الأردنيين معاذ الكساسبة من قبل zzz*zداعشzzz*z، التي اغتالته بطريقة قد لا يكون لها سابقة، ما حصل بالأمس حادث فظيع، ونعزي أنفسنا ونعزيهم لأننا شعب واحد، ما يؤلمهم يؤلمنا، وما يزعجهم يزعجنا، وما يصيبهم من مكروه بالتأكيد يصيبنا، ونحن نعلن حزننا وأسانا وأسفنا على هذا الحدث، ونبعث لجلالة الملك وللشعب والحكومة الأردنية، ولأهل الشهيد البطل، ولنا نحن الفلسطينيون لأننا جزء لا يتجزأ، التعازي الحارة، ونقول للمجرمين القتلة السفاحين إن هذا لا يمكن أن يدوم وهذا عهد طارئ في تاريخنا لا يمكن أن يستمر ويبقى.
إن هذه الوحشية لن تستمر لان إرادة الشعوب أقوى من كل المجرمين، والإسلام بريء منهم وليس هذا الإسلام، فالإسلام دين الرحمة والتسامح وليس دين الذبح والقتل، وهذا الحادث أليم وصعب للغاية zzz*zإنا لله وإنا إليه راجعونzzz*z..
نفتتح اليوم هذا المبنى الجديد للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، كنا نحلم بهذا في الماضي، أن نسمع كلمة zzz*zهنا فلسطينzzz*z، وكنا محرومين منها، ومنكم من يتذكر في الخمسينيات، كانت كلمة فلسطين محرمة وممنوعة، ولا يمكن أن تسمع اسم فلسطين إلا في وكالة الغوث وكانوا يقولون zzz*zلاجئينzzz*z.
بقى الحلم لسنوات طويلة، نتوق إليه ونتمنى الوصول له، لم نكن نسمعه طيلة الخمسينيات ومطلع الستينيات، كنا كباقي العالم والشعوب، نريد أن نسمع كما كان هنا الإذاعة اللبنانية والسورية والعراقية، الإذاعة الفلسطينية ولم نكن نسمعها، هل هذا كان محرم علينا، كانت مرحلة في غاية الصعوبة، وكأننا كنا نشعر أنهم هؤلاء الناس غير موجودين، حتى الصراع العربي الإسرائيلي أصبح صراع حدود وقضايا إنسانية لم يكن أكثر من ذلك.
إن إرادة الشعب الذي أراد أن يعبر عن نفسه بأي طريقة، يريد أن يثبت اسمه على خارطة العالم ويقول نحن أصحاب حق وأصحاب قضية ووطن سليب، ونريد تحرير وطننا والعودة إليه، وبدأ الصوت يظهر، أول ما ظهر zzz*zصوت فلسطينzzz*z الذي كان في القاهرة عندما قامت المنظمة، ولا تتصوروا الفرحة عندما سمعنا لأول مره zzz*zصوت فلسطينzzz*z.
منذ 1964 يعود الفضل للمرحوم احمد الشقيري، الذي قال إنه استدعي من قبل الجامعة العربية ليكون ممثلا للجامعة العربية في فلسطين، وهذا تناهى إلى مسامعهم، وقالوا للشقيري اذهب لفلسطينيين حيثما وجدوا في الشتات والخليج وافهم لنا ماذا يريدون، وذهب مندوبا للجامعة العربية وعاد مندوب لفلسطين في الجامعة، وفرض نفسه وجلس كممثل لفلسطين في الجامعة، وأنشأ منظمة التحرير والصندوق القومي وجيش التحرير الفلسطيني وأول إذاعة فلسطينية تقول zzz*zهنا صوت فلسطينzzz*z في القاهرة واستمرت الحكاية لنرى اليوم هذا المبنى لإيصال صوت فلسطين لكل مكان خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي تحتاج للعناية والدقة ونحن لا نريد أن نذهب بشعبنا للمهالك بل إلى النصر والاستقلال وهذه مهمة على الساسة وصانعي القرار والإعلام الذكي الذي يستطيع أن يوصل الرسالة إلى كل مكان.
من المهم جدا أن يشاهد كل فلسطيني يعيش في استراليا وكندا وإفريقيا، تلفزيون فلسطين، ولكن الأهم أن يسمع ويرى إعلاما حرا مفيدا وعقلانيا، إعلاما حر يقول ما يريد بحدود الحرية والسير بالخط الوطني دون الاعتداء على حقوق أحد.
هناك أنواع من الإعلام، منه ما هو موضوعي وآخر تحريضي، تحريضي بإدعاء أنه مهني وهو يخرب ويقود إلى المهالك، وهذا ما لا نريده، نريد إعلاما يقول ويفعل باسم المهنية ما يريد.
المطلوب هو أن يكون لدينا إعلام يتناول قضيتنا الوطنية والقومية، ويجب أن يتناول القضايا القومية بشكل موضوعي، وهدفنا الأساسي هو المصلحة القومية، بهذه الطريقة يكون لدينا إعلام سلطة رابعة بالتعاون مع السلطات الأخرى الثلاث، يفعل الصحيح، ويوصل المعلومة الصحيحة دون أن يعتدي على احد.
إن ما نحتاجه هو تطوير تلفزيون فلسطين، حتى يستحوذ على انتباه الجمهور وطنيا وإقليميا ودوليا، عبر التحليل والمعلومة الصحيحين.
لا بد لنا ونحن في مرحلة جديدة، مرحلة إعلامية جديدة، ليس المقصود أن المبنى سيغير كل شيء المقصود المبنى والمعنى والمضمون، بإمكانك أن تذيع من أي مكان وتعطي معلومات صحيحة، إنما المبنى يساعدك أن تصل للمستمعين وتكسب ثقتهم، الإعلام الفلسطيني مر بتجارب صعبة جدا وعنيفة جدا، وكان يتنقل أحيانا بسيارة من بيت لبيت، والذين عملوا في ذلك الوقت هم أبطال، وكثير منهم لا زال حيا وكثير منهم استشهدوا وأريد أن أذكر بعض الأسماء، ماجد أبو شرار، رجل الإعلام، وكمال ناصر رجل الإعلام الأول في المنظمة، وغسان كنفاني، وهاني جوهرية الذي قتل في المعركة وهو مصور تلفزيوني، وكمال عدوان، صاحب الأفكار أو معمل الأفكار والعقل اللامع المبهر، وسليمان أبو جاموس، وجورج عسل، وميشيل النمري، ومطيع إبراهيم، وعمر مختار، وخالد العراقي، وخليل الزبن، رجل الإعلام الذي قتل، لأنه صوت إعلامي. وأعتذر أنني لم أذكر كل الأسماء، أسماء هؤلاء المحاربين، الذين حملوا البندقية، وفؤاد ياسين وهو أستاذ جميع الإعلاميين، فكل من مر على صوت فلسطين مر على يد فؤاد ياسين وتعلم منه الإعلام واللغة العربية السليمة، رحمة الله عليهم.
هؤلاء الأبطال جميعا الذين لا يمكن أن ننساهم ويجب أن نتبع خطواتهم لأننا لا نستطيع الاستهانة بالإعلام، كنا نقول كلام جرائد، ولكن لا، ولكن لا، لأن الإعلام يستطيع أن يترجم القرار السياسي، وكيف يتعامل ويجعل الجماهير تتعامل مع القرار السياسي.
البعض يقول نحن ملتزمون في المفاوضات، مفاوضات من أجل المفاوضات، نحن التزمنا بالمفاوضات السلمية، وإذا أردنا أن نقاوم فنحن نلتزم بالمقاومة السلمية وكسبنا العالم، كان هذا هو الطريق الذي أجمعنا على أن نسير فيه، ونعرف أن الطرف الآخر ليس سهلا أن يقتنع بضرورة السلام ولكن علينا أن نستمر في هذه السياسة لان الخيارات تكاد تكون معدومة.
وكل خطوة نخطوها كان كل شخص مسؤول عندنا أو في العالم العربي أو أمريكا أو أوروبا وإسرائيل، يعرف أين نذهب، فنحن نريد المفاوضات، ولكن إذا لم يحصل، نريد أن نذهب للمؤسسات الدولية، وربما كان أحد الأسباب لنذهب لمجلس الأمن في عام 2011 ونُفشل، ثم نذهب في عام 2012 ونحصل على صفة دولة مراقب، وهناك فرق بين دولة مراقب أو منظمة، لأنها فتحت أمامنا أبوابا كثيرة ومنها المنظمات الدولية، فنحن شعب مظلوم.
المفاوضات لها راع هي أميركا، وهي قادرة على قول كلمة الحق، وعندما لم تقلها فإن هناك الأمم المتحدة لتقول هذه الكلمة، ثم كان نهاية العام الماضي وقلنا إذا لم يحصل شيء وإذا لم نحصل على قرار من مجلس الأمن، يضع الأرضية الخاصة للمفاوضات وقضية الحدود فلا بأس، وعلى بركة الله ذهبنا لمجلس الأمن، وقالوا إذا حصلتم على 9 أصوات في المجلس سنستخدم الفيتو، ولكن في آخر لحظة لم نحصل على تلك الأصوات التسعة، حيث انسحبت إحدى الدول في آخر الطريق لأسباب فنية معنوية zzz*zبطلتzzz*z، فماذا نفعل، كانت الخطوة التي تلي ذلك هي أن نذهب لمحكمة الجنايات الدولية، لأنه طالما لم ينصفنا الراعي الأميركي ولم نتمكن من الوصول لقرار في مجلس الأمن؛ فهناك محكمة الجنايات الدولية التي يمكن أن تنصفنا، ولكن واجهونا بسؤال لماذا؟ فلا يجوز أن تذهبوا إليها.
قلنا إلى أين نذهب، فنحن نريد حلا، فكانت هذه جريمة من وجهة نظرهم أدت لعمل بلطجي، وهو منع الأموال التي يجمعونها باسمنا ويأخذون عليها نسبة بمقدار 3%.
من حقنا أن نذهب للمحكمة، وليس من حقهم منع الأموال، وأبلغنا أنها ستحجز للشهر الثالث على التوالي، ونحن في هذه الحالة سنتحمل، لأنه لا يمكن أن نساوم ونقول سنتراجع عن الانضمام لمحكمة الجنايات مقابل منحنا الأموال، ولدينا إجماع وطني يرفض هذه المساومة، فحقنا لا يمكن أن نتنازل عنه، وليس من حقكم منع الأموال.
لدينا خطوات أخرى وسنعرضها على المجلس المركزي في اجتماعه المقرر أواخر الشهر الجاري، لكن أن يبقى الحال على ما هو عليه فهذا لا يمكن، سنذهب لكل مكان يمكننا الذهاب إليه والانضمام إليه، فنحن نطالب بالحق.
ومن هنا أطالب الإعلام بأن يواكب الحدث لحظة بلحظة ويمتزج الآراء، ربما يقول أحدهم انتو غلطانين في كذا وكذا، يعني فلسطينيو كندا علينا أن نسمعهم صوت الشعب الفلسطيني في أي مكان، وهذا دوركم في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
مرة أخرى أعلن إدانتي الشديدة لما جرى مع أهلنا وإخوتنا في الأردن، ونشد على أيديهم ونحن وإياهم في مركب واحد ما يصيبهم يصيبنا، ونرجو الله أن تتوقف مثل هذه الأعمال البشعة الصعبة الإجرامية التي تأتي مع الأسف الشديد باسم الدين، والدين منها براء.
ابعث بتحية لأرواح شهدائنا البواسل كل أرواح الشهداء، وبالذات اخص أخانا أبو عمار الذي أنشأ هذه المحطة قبل أن يصل من تونس، والذي كان يشرف أيضا على المحطات الإذاعية في كل مكان، ولجميع الشهداء، ونتمنى لأسرانا البواسل الحرية.
والسلام عليكم.
كلمته الرئيس محمود عباس في الجلسة الافتتاحية في مؤتمر قمة الاتحاد الافريقي في دورته الرابعة والعشرين
(دورة تمكين المرأة والتنمية) المنعقدة في أديس أبابا بإثيوبيا 30 كانون الثاني 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز،
دولة الصديق هيلا مريام ديسالين،
السيد بان كي مون،
أصحاب الفخامة والدولة،
معالي السيدة زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي،
أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي أن أكون وإياكم اليوم في الدورة الرابعة والعشرين للاتحاد الإفريقي العتيد، هنا في أديس أبابا، عاصمة أثيوبيا الصديقة، متمنياً لاتحادكم ودولهِ الأعضاء تحقيق المزيد من النجاحات لما فيه خير شعوبكم وأوطانكم الصديقة، وإنني لعلى ثقة تامة بأن الاتحاد الإفريقي، الذي يضم في عضويته 54 دولة من دول هذه القارة العملاقة، المفعمة بالتاريخ والتضحيات الجسام، سينجح في تحقيق ما تصبون إليه ولكل قطر من أقطارها وشعب من شعوبها تاريخ حافل بالعطاء والتضحيات المجيدة.
وإن كل واحدة من دولكم الموقرة تقدم لنا عبرة وخلاصة تجربة خلاقة يمكن لشعبي المكافح في فلسطين وفي ديار الشتات، والباحث والمناضل لإحقاق حقوقه الوطنية الثابتة في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابه الوطني الفلسطيني مستلهماً تجارب شعوبكم، وأن يتخذها نبراساً من تجاربكم، يستنير به في مسيرته النضالية.
وكما تعلمون أيها السادات والسادة، فقد أصابنا رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، بشديد الحزن والأسى في كامل أرجاء الامتين العربية والإسلامية، فقد كان رحمة الله عليه، قائداً حكيماً وشجاعاً، قدم لفلسطين الكثير وبخاصة مبادرة السلام العربية، التي نعتبرها أثمن مبادرة قادرة على حل الصراع العربي الإسرائيلي في حال تنفيذها. وإن عزاءنا هو تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من بعده، وإن دعم القضية الفلسطينية هو ثابت من ثوابت السياسة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية، كما أنها تدعم جميع قضايا الحق والعدل وتقدم يد العون للجميع وبما في ذلك الدول الإفريقية الصديقة.
الأصدقاء الأعزاء، السيدات والسادة،
نعلم بأن قمتكم هذه حافلة بالموضوعات والقضايا الحساسة والجوهرية، التي تهم قارتكم وشعوبها قاطبة، وعلى رأس سلم أولوياتكم، السلام والأمن، في ظل ما تشهده بعض أقطاركم الصديقة والشقيقة جراء ممارسات بعض التيارات الفكرية التي تتسم بالمغالاة في أفكارها وعقائدها إلى جانب الجنوح إلى العنف والإرهاب، وخاصة ما يحدث في الصومال ونيجيريا وكينيا ومالي وغيرها من الدول الإفريقية الصديقة التي تتعرض لموجات الإرهاب الذي تدينه فلسطين وتستنكره بأشد العبارات.
وفي هذا الإطار (استنار الإرهاب) فقد شاركنا إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعدد كبير من قادة الدول في العالم، بإدانة الأحداث الإرهابية التي جرت في باريس مؤخراً.
وفي هذا السياق ندين وبشدة الاعتداءات الإرهابية التي وقعت على الجيش المصري أمس في سيناء، والتي أودت بحياة عدد من الجنود والضباط.
ونحن نعلن وقوفنا إلى جانب جمهورية مصر العربية في حربها التي تخوضها ضد الإرهاب من أجل اجتثاثه بالكامل، ونحن على ثقة من أنها ستنصر عليه، ونتقدم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأهالي الضحايا بأحر التعازي ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
هذا إلى جانب أن العديد من دول هذه القارة لازالت تحتاج إلى عمل الكثير في مجالي البنية التحتية والطاقة، وإن عنصري الماء والكهرباء، يضاف إليهما بناء الطرق والمطارات والسكك الحديدية، والاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة، والصحة وخاصة مكافحة الأوبئة ووجوب القضاء عليها في غرب إفريقيا، كلها عناصر رئيسة في نمو القارة الإفريقية الصديقة، وتطوير اقتصاداتها ومستويات الدخل فيها، والذي سينعكس ايجابياً على الاقتصاد، ويسهم في تطوير المجتمع وازدهار الحياة التعليمية والصحية ومستوى دخل الفرد والأسرة.
وإننا في فلسطين لعلى أتم الاستعداد للتعاون وإياكم لتقديم الخبرات والطاقات البشرية الفلسطينية القادرة على أن تسهم وتتبادل الخبرات معكم لما فيه خير الجميع حيث لدينا فائض من الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على أن تضع خبراتها في خدمة دولكم الصديقة والشقيقة، ضمن مفهوم الشراكة والتعاون بيننا.
الأصدقاء الأعزاء، السيدات والسادة،
إن أكبر محفزات النمو والتنمية في مجتمعاتنا هو أن نعطي المرأة ما تستحقه من الاهتمام والرعاية والتنمية، فمجتمع يتعطل فيه نصفه المبدع والخلاق ألا وهي المرأة سيظل مجتمعاً فقيراً بائساً وعاجزاً.
فبتوعية المرأة وتعليمها وتثقيفها ونيلها لحقوقها كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل نستطيع أن نبني مجتمعاتنا ونكافح الأمراض، ونعلم أن القارة الإفريقية العملاقة تواجه خطر الأوبئة، ونحن إذ نهنئكم على ما تقدمونه من نجاح في مكافحتها، فإن المجتمع الدولي بأسره، يتوجب عليه أخلاقياً وإنسانياً، أن يبذل كل ما بوسعه لمساعدة القارة الإفريقية على مكافحة الأمراض والأوبئة التي تفتك بالملايين من البشر.
وبهذه المناسبة لا بد أن نثمن عالياً الإنجازات التي تحققت في مجال حقوق المرأة ومكتسباتها ومساواتها في هذه القارة.
الأصدقاء الأعزاء،
إننا إذ نعتز بعلاقات الصداقة التي تربطنا بدول وشعوب قارتكم الأبية، والتي ومنذ استقلالها فهي محل اعتزازنا وثقتنا، ونعول عليهم اليوم لدعم تطلعات شعبنا الفلسطيني، لتمكينه من نيل حريته، وتكريس استقلاله واقعاً ملموساً بإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.
ونحن من طرفنا ندرك بأن إفريقيا التي وقفت معنا، ظلت على مدى العقود الماضية في الهيئات والمحافل الدولية تدعم حقوق شعبنا، وستستمر في دعمها وتضامنها المبدئي والمشرف، وإن مسعانا الأخير في مجلس الأمن، والذي تم إجهاضه للأسف، لن يثني أصدقاءنا هنا عن التشبث بالحق واستمرار دعم شعبنا وقضيته العادلة.
إن لجوءنا إلى مجلس الأمن ايها السادات والسادة، لا يعني على الإطلاق تخلينا عن المفاوضات، المستندة لقرارات الشرعية الدولية، كخيار رئيس للوصول إلى اتفاق سلام ينهى الاحتلال ويقيم السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا. وبالتالي لا تناقض بين توجهنا إلى المؤسسات الدولية وبين المفاوضات.
فنحن أصحاب حق وقضية عادلة، وليس مسعانا موجهاً ضد أحد، وإنما هي جهود من أجل إحقاق حقوقنا، واستردادها، فشعبنا الذي لا زال يرزح تحت أطول احتلال في التاريخ الإنساني المعاصر، يستحق وبعد طول هذا العذاب المتواصل أن ينال حريته بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وإقامة دولته المستقلة وذات السيادة. إن بقاء هذا الاحتلال طوال هذه المدة إنما يظهر فشل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين. كما أن انعكاسات هذا الفشل نراها عبر حالة الاحتقان والتأزم التي تعيشها منطقتنا. فما يجري في منطقتنا من عنف هو نتيجة فشل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
إن الغالبية العظمى من دول العالم وعددها 135 دولة تعترف بدولة فلسطين، وكان آخرها مملكة السويد في العام 2014، وأحيي رئيس وزراء السويد المتواجد معنا في هذه القاعة، ونشكره وحكومته على هذه الخطوة الجريئة والشجاعة، والتي نأمل أن تحذو حذوها الدول التي لم تعترف بنا حتى الآن.
ونشير هنا إلى اعتراف غالبية برلمانات أوروبا الغربية بدولة فلسطين ومنها بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، إيرلندا، البرتغال، وبرلمان الاتحاد الأوروبي، وهذه الخطوات مؤشر على أن هذه البرلمانات تقول لحكومات دولها عليكم الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عدالة القضية الفلسطينية، ويؤكد على حق شعبنا الفلسطيني في دولته المستقلة على حدود العام 1967. هذا كل ما نريده، إننا نريد تطبيق الشرعية الدولية على القضية الفلسطينية.
الأصدقاء الأعزاء، السيدات والسادة،
إن سياسات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في دولة فلسطين، من شانها أن تقوض فرص تحقيق السلام المنشود في منطقتنا الهادف إلى حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن واستقرار.
إننا نؤمن بأن توجد دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن واستقرار، وهذا التعايش سيؤدي إلى اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية بإسرائيل حسب اتفاقية السلام العربية، لنتصور ما هو عليه الوضع الآن، وكيف سيصبح إن تم الالتزام بهذه المبادرة. فمبادرة السلام العربية أثمن مبادرة قادرة على حل النزاع العربي الاسرائيلي.
لقد بات واضحاً للعالم أجمع، بأن حكومة إسرائيل تراوغ دائماً، إذ تعلن بأنها تريد السلام، وتمارس على الأرض ما يناقض هذا الادعاء، حيث لا زالت تعمل بوتيرة متسارعة على بناء المزيد من المستوطنات، وتوسيع القائم منها على حساب أراضينا ومواردنا الطبيعية بما فيها المياه، حيث أن سلطة الاحتلال تأخذ الماء من أرضنا وتعيد بيعه لنا بأسعار باهضة. الأمر الذي يحرم اقتصادنا من موارد مالية في حال توفرت، يمكن أن تغنينا عن المساعدات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة، لدعم موازنة الدولة الفلسطينية، وعقب توجهنا لمجلس الأمن من اجل إصدار قرار يضع حداً للاحتلال الإسرائيلي لأراضينا، فقد قررت حكومة إسرائيل احتجاز أموالنا، التي تجبيها من دافع الضرائب الفلسطيني باسمنا وتأخذ فائدة عنها، ممارسة بذلك سياسة عقاب جماعي، أقل ما يقال فيها إنها سياسة إجرامية ظالمة، وإذا استمرت لن نتمكن من صرف رواتب الموظفين.
إننا إذا خلصنا من الاحتلال سنتمكن من الاستغناء الكامل عن المساعدات التي نطلبها من الدول الشقيقة والصديقة.
الأصدقاء الأعزاء، السيدات والسادة،
إن تحقيق السلام هو هدفنا الأسمى، إلا أن حكومة إسرائيل قد أوصدت كل الأبواب في وجه السلام، وهي مستمرة في المماطلة والتسويف والخداع وكسب الوقت، فكيف يمكن لنا أن نثق بمثل هذه الحكومة التي يمارس وزراؤها وأعضاء البرلمان الذين يمثلونها أبشع الانتهاكات بحق شعبنا وأرضنا وممتلكاتنا، وينتهكون حرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس الشريف، وخاصة ضد المسجد الأقصى.
وإن هذه السياسة من شأنها أن تحول نزاعنا معهم من نزاع سياسي إلى نزاع ديني في فلسطين لا تحمد عقباه. إننا لا نريد أن يتحول الصراع إلى ديني وأن نجد جماعات متطرفة مثل zzz*zداعشzzz*z وzzz*zبوكوحرامzzz*z.
ويجب أن يكون ما يجري حولنا من أحداث عبرةً لمن يبحث عن دفع المنطقة إلى النزاعات الدينية.
لهذا قررنا الارتكاز إلى القانون الدولي وتدويل قضيتنا، من خلال طرقنا أبواب مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، والتوقيع على مواثيق جنيف لعام 1949، وهذه التي تقول zzz*zلا يجوز أن تنقل سلطة الاحتلال السكان من الأراضي التي احتلتها أو تطردهم من بيوتهمzzz*z، وطرقنا أبواب المجتمع الدولي لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ونحن على ثقة تامة بأن الدول الإفريقية كما كانت دائماً سوف تستمر بالوقوف إلى جانب الحق والعدالة والقانون الدولي والسلام.
نحن نمد أيدينا لجيراننا الإسرائيليين من أجل السلام والتعايش المشترك المبني على العدل والإنصاف وقرارات الشرعية الدولية، الخالي من التمييز العنصري zzz*z الأبرتهايدzzz*z، ولا فائد وليس أمامنا طريق إلا استمرار مد أيدينا ولا مجال للعنف، وإذا حاولوا اتهامنا بالإرهاب فهذا غير صحيح، واذا اعتبروا الذهاب إلى الأمم المتحدة ارهاب هذا غير صحيح. لن نلجأ للعنف وسنستمر بطرق أبواب الأمم المتحدة ومد أيدينا للسلام.
مرة أخرى أشكركم أيها الأصدقاء على حسن الاستماع، وأشكركم على تبنيكم قضية فلسطين والإعلان الخاص بها الذي سيصدر عن هذه القمة، وأتمنى لقمتكم المبجلة النجاح ولقارة إفريقيا ودولها الصديقة واتحادها الإفريقي العتيد دوام التقدم والازدهار، ولشعوبكم الصديقة المزيد من الرخاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري 15 كانون الثاني 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء أصحاب المعالي والسعادة، نشكركم جزيل الشكر على تخصيص هذه الاجتماعات لقضيتكم، قضية فلسطين، ونحن نعرف أن عددا من أشقائنا وأصدقائنا لديهم مشاكلهم الصعبة والخطيرة، ومع ذلك فإن أنظارهم دائما تتوجه إلى القضية والفلسطينية القضية الأم التي إن حلت وإن انتهت فإن معظم المعاناة التي يعانيها أهلها وشعبنا وأمتنا العربية ستزول.
ومع ذلك نحن نقول إننا ضد الإرهاب وضد العنف وضد من يقوم به ومن يدفع إليه، ولذلك هذا الموقف عبر عنه العرب في فرنسا مؤخرا، في باريس عندما وقفوا وقفة ضد هذه الأعمال الإرهابية، ولكن الإرهاب لم يكن فقط في فرنسا إنما في أكثر من بلد عربي، وللمصادفة أن هذا الإرهاب بعد يومين أو ثلاثة تكرر في مدينة طرابلس لبنان، وأدى إلى نفس النتائج كما أنه يحصل في كثير من الدول العربية، ولذلك نأمل من الله سبحانه وتعالى أن تنتهي هذه الغمة التي تعيشها أمتنا، ولكن نتمنى أيضا أنه في الوقت الذي تنتهي فيه القضية الفلسطينية إلى حل سياسي فإن كل هذه الضغوطات وهذه الأعمال المعادية للإنسانية ستتوقف في جميع الدول العربية.
أشكركم أيها الأخوة على تلبية الدعوة واشكر سيادة الأمين العام للجامعة العربية على جهوده المتواصلة في خدمة القضية الفلسطينية، كما أشكر الشقيقة الأردن ممثلنا نحن العرب في مجلس الأمن على كل الجهود التي بذلتها بالتعاون الوثيق مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة، وتبذلها أيضا لأن الأردن سيكون لعام 2015 أيضا عضوا في مجلس الأمن.
في اجتماعاتنا الأخيرة أيها الأخوة قررنا الذهاب إلى مجلس الأمن وذهبنا، ومع الأسف لم نحصل على ما نريد، قد يقول البعض حتى لو حصلنا على قرارات فإن هذه القرارات لا تنفذ، لكن مع ذلك نرى ان اكبر منبر في العالم لا بد أن يعترف بما اعترفت به الجمعية العامة للأمم المتحدة من حقوق للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة له، وحل عادل لمشكلة اللاجئين حسب مبادرة السلام العربية وهذا ما طلبناه وهذا ما سنستمر في طلبه في المستقبل القريب إن شاء الله.
في هذه الفترة أيها الإخوة حصلنا على موافقة الأطراف المتعاقدة السامية لمواثيق جنيف لعام 1949م، وهذا القرار أصبح نافذ المفعول، وأهمية هذا القرار أن الميثاق الرابع من هذه المواثيق يؤكد بل يجرم الدولة المحتلة إذا نقلت سكان هذه الأرض من أراضيهم أو نقلت سكانها إلى هذه الأراضي، وهذا بالضبط ما يحصل الآن من الاستيطان الشرس المستشري في الأراضي الفلسطينية والذي أصبح يشمل بالإضافة إلى القدس الشرقية معظم أراضي الضفة الغربية، فهذا الميثاق والحصول على عضوية هذا الميثاق تعني من جملة ما تعني أن ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية إنما هو جريمة حرب. وعلى الأمم المتحدة أن توفر لشعبنا الحماية اللازمة من أجل أن تتوقف إسرائيل عن مثل هذه الأعمال البشعة التي تقوم بها ضدنا.
وبعد ذلك نحن قلنا في أكثر من مكان ولم يكن هذا مفاجئا بالذات لأميركا وإسرائيل إننا في الوقت الذي لا نحصل به على قرار من مجلس الأمن سنذهب بالانضمام إلى المنظمات الدولية، لذلك في يوم 31 ديسمبر وقعنا على ميثاق روما الخاص بمحكمة الجنايات الدولية، كما وقعنا على 17 ميثاقا ومعاهدة أخرى من أصل 522 وثيقة أو معاهدة هي ما تسمى المعاهدات والمواثيق الدولية، نحن من حقنا أن ننتمي إلى هذا لماذا؟ عندما نقول إننا نريد أن نذهب إلى محكمة الجنايات الدولية نحن لسنا مغرمين بالمحاكم ولا نريدها، ولكن عندما نفشل في إيقاف عدوان إسرائيل علينا فإننا مضطرون لذلك، ونتمنى على الحكومة الأميركية أن تضع حدا للعدوان علينا، خاصة ما يتعلق بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
معاهدة روما سيتم الالتزام بها أو تطبيقها ونصبح عضوا فيها بالأول من نيسان، لذلك نحن نحضر مواثيقنا وأوراقنا وكل ما نحتاجه، وسيكون هناك بالتأكيد تعاون بيننا وبين الجامعة ومختلف الدول العربية من أجل ألا نذهب شفويين إلى المحكمة، إنما أن نذهب بوثائق معتمدة وقوية قادرة على أن تقف أمام الحجج الإسرائيلية. أيضا حصلنا على اعترافات في أوروبا، ولكن أريد أن أذكر قبل ذلك أن أوروبا في عام 2013 وافقت أو قررت أن تعتبر بشكل إجماع أوروبي أن الاستيطان غير شرعي ثم قررت أنه اعتبارا من 1-1-2014 لن تتعامل مع منتوجات الاستيطان لأن المستوطنات غير شرعية، وبالفعل أوروبا بدأت هذا الموضوع من 1-1-2014 في هذه الأثناء جرت تطورات هامة أولها ما قامت به مملكة السويد مشكورة بالاعتراف بفلسطين، ثم تكررت التجربة مع البرلمانات الأوروبية كالبرلمان البريطاني zzz*zمجلس العمومzzz*z، والبرلمان الفرنسي، والايرلندي، والاسباني، والبرتغالي، واعتقد أنه في هذه الأيام يستعد البرلمان الإيطالي لمثل هذا.
قد يقول قائل ما الفائدة من أن البرلمانات هي التي تعترف؟ نقول إن البرلمانات خطوة وهي تمثل الشعوب وبالتالي لا تستطيع في المستقبل القريب أو البعيد الحكومات أن تتجاهل قرارات برلماناتها، وأن تعترف أوروبا بدولة فلسطين سواء في البرلمانات أو الحكومات هذا أمر مهم جدا يذكرنا بتجارب سابقة حصلت في جنوب إفريقيا عندما قررت أوروبا أن تتحول لمحاربة zzz*zالأبرتهايدzzz*z بشكل واضح وصريح، وكيف أن العجلة سارت حتى انتهى حكم التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.
إن ما تقوم به أوروبا مهم جدا وكلنا سنعمل من أجل تحقيق هذا الهدف سواء مع البرلمانات والحكومات أو حتى الأحزاب الأوروبية التي من الضروري أن نطرق أبوابها حتى توافق معنا على هذا الموضوع، هذه خطوة في منتهى الأهمية وفي منتهى الخطورة لأنها ستفتح الطريق أمام الدول المترددة لتأخذ نفس الموقف.
أيها الأخوة ندرك بأن لدينا موضوع الانقسام، أولا نحن نريد أن نشكر جمهورية مصر العربية التي استضافت مؤتمر إعادة إعمار غزة وكان مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس، كنا نأمل أن تتدفق المساعدات من أجل إعادة إعمار البيوت التي هدمت في غزة التي يصل عددها بين بيوت مهدمة بشكل كامل أو جزئي أو بسيط إلى 80 ألف بيت، لكن مع الأسف الشديد حتى الآن لم ننجح بعد أن تم الاتفاق، وأقولها لكم بكل صراحة بعد الاتفاق على نقطتين أساسيتين مع حركة حماس، وهو أن تكون حكومة الوفاق الوطني متواجدة على الحدود، ثم هي بالتعاون مع الأمم المتحدة تنقل المواد إلى الداخل لمستحقيها، مع الأسف حتى الآن لم نتمكن من تحقيق هذا الهدف وبالتالي المساعدات متوقفة الا ما ندر، ويصل قليل الى الأونروا التي تقوم بواجبها بمقدار ما يقدم لها من إعادة الإعمار، لكن هذه القضية مهمة جدا أمام الانقسام ككل. أحب أن أقول نحن اتفقنا على تشكيل حكومة وفاق وطني وهذه شكلت لكنها للأسف لم تفعّل لأن الحكومة ذهبت إلى غزة أول مرة وثاني مرة ولم تتح لها الظروف كي تمارس عملها، مع ذلك نقول إعادة الوحدة أو إنهاء الانقسام أمر مقدس يجب علينا أن نستمر في المساعي وألا نمل ولا نكل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية.
وبعد أن ذهبنا إلى محكمة الجنايات الدولية، إسرائيل بدأت بعقوبات وهذه العقوبات تمثلت بحجز الأموال التي تجبيها باسمنا والضرائب التي تجبيها باسمنا ومقدراها 130 مليون دولار، وهي تشكل نسبة عالية جدا من ميزانيتنا، عقابا لنا ولا أدري كيف تعاقبنا بهذا، فهذه أموالنا. أنا أفهم أنه لو أن إسرائيل تقدم لنا مساعدة واختلفنا على قضية ما توقف هذه المساعدة، ولكن أن تقوم بمنع هذه الأموال هذا شيء مستغرب وشيء مستهجن، وكما تعلمون حتى الآن نحن مضطرون ألا ندفع الرواتب لأن هذا المبلغ جزء أساسي من الرواتب التي ندفعها للموظفين.
هناك موضوع آخر هو أن الكونغرس الأميركي يفكر الآن بقطع المساعدات عنا ونحن نستلم مساعدات مشكورة من الولايات المتحدة الأميركية للبنية التحتية أو للميزانية، وهذا ليس سرا وكون أميركا تتوقف أو تحاول أن تتوقف عن الدعم هذا شيء لا نقبل به وسنحتج عليه احتجاجا شديدا، والسبب أننا قلنا لأميركا نحن نريد أن نذهب للمحكمة، فعندما تستمر إسرائيل نحن مضطرون أن نذهب لنشكو أمرنا، يعني لو أن أميركا قالت لإسرائيل عليكم أن توقفوا الاستيطان لما ذهبنا إلى المحكمة، ولذلك نحن ذهبنا مضطرين لمحكمة الجنايات الدولية فلا يجوز أن نعاقب على هذا الأمر.
ما نوضحه الآن لأشقائنا وإخواننا، بأننا لم نحصل على قرار في مجلس الأمن، ونريد الذهاب مرة أخرى لنحصل على هذا القرار، ولكن اقترحنا ونتمنى الموافقة أن تشكل لجنة عربية من الدول العربية لتدرس هذا وتناقش هذا وتوافق على مضمون هذا وتوافق على تقديم هذا لمجلس الأمن، ونحن ملتزمون بأي قرار يتخذ من قبل هذه اللجنة.
النقطة الأخرى هي أننا لا بد من أن نتابع نتائج الجهود مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الحماية الدولية لشعبنا، لأنها قضية مفصلية وهامة لا بد أن تبقى في الذاكرة وتبقى على الطاولة وتبقى على أجندة الأمم المتحدة، لأننا لا نطلب شيئا غير قانوني وشيئا فوق العادة ولا نطلب شيئا استثنائيا، إنما نطلب الحماية، نحن نريد أن نُحمى، وقلت في البداية لا نريد أن نرد على الفعل بنفس الفعل، كلا لن نرد، ونحن واثقون من كلامنا هذا، إنما على الأقل أن تقدم الأمم المتحدة لنا الحماية.
كذلك كما قلت بالنسبة للدول الأوروبية وغير الدول الأوروبية التي لا تعترف بدولة فلسطين، علينا أن نعمل جاهدين من أجل أن تعترف هذه الدول وبرلماناتها وأحزابها بدولة فلسطين.
وبالعودة إلى اللجنة الخاصة بمجلس الأمن لدينا اقتراح والأمر لكم، أن تشكل اللجنة من الكويت والأردن وموريتانيا ومصر وفلسطين والأمين العام وأي دولة عربية ترغب بذلك، نحن نتمنى على أي دولة أن تبدي الرغبة لكي تكون، ونحن نكون سعداء بمشاركة أي دولة عربية.
فيما مضى تحدثنا في جلساتنا السابقة أننا نتوقع أن إسرائيل سيأتي عليها الوقت لتقطع عنا المساعدات، واتفقنا هنا على توفير شبكة أمان بـ100 مليون دولار، نتمنى أن يؤخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار خصوصا انه لا يوجد أفق لكي تطلق إسرائيل هذه الأموال، لذلك سنكون في مأزق حرج، وفي هذه المناسبة هناك التزامات عربية تدفع شاكرين لكم، وهذه الأيام جاءت في وقتها من الجزائر والعراق، وبالنسبة للمملكة العربية السعودية فالالتزامات تدفعها وتقدمها لنا بالإضافة إلى مساهمتها في شبكة الأمان العربية، هذه كلمة حق يجب أن نقولها بحق إخوتنا الذين قاموا بهذا العمل الجليل العظيم.
بالنسبة لإسرائيل، إخواننا حتى لا تكون لدينا أوهام، فبعض الدول تقول انتظروا الانتخابات الإسرائيلية، وعندما طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري ذلك، قلنا موافقون على المفاوضات لكن لم يقل احد انه يمكن الحصول على شيء بعد الانتخابات، فمن تجربتنا مع إسرائيل لن تعطينا شيئا ولا نعول عليها، والأمر يحتاج إلى قرار دولي وقرار أميركي.
في عام 1956 عندما احتلت إسرائيل غزة في العدوان الثلاثي، أميركا طالبتها بالانسحاب، وفعلا تم ذلك.
نحن لا نريد صداما مع أميركا واتصالاتنا معها مستمرة، والجهود التي بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وهو نفسه أعلن أن نتنياهو هو الذي أفشلها بسبب إصراره على استمرار الاستيطان في الأرض المحتلة، وعلى رفضه إطلاق سراح الأسرى.
نحن لا نتحمل المسؤولية عن فشل أي جهود في تحقيق السلام، لذلك نؤكد انه في الوقت الذي يتوقف فيه نتنياهو عن هذه الانتهاكات، سنعود إلى المفاوضات، ولكن لا نريد مفاوضات من دون مضمون أو استراتيجيات، وهذا ما أكدناه في ناقشاتنا مع الأميركان، وطلبنا منهم أن يعطونا اقتراحات لكي ندرسها وننطلق منها، لا لكي نرفضها، لأننا حريصون كل الحرص على أن نصل إلى شيء، أعطوني طريقا لنمشي فيها ونتحمل مسؤوليتنا، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه ورفضت إسرائيل المقترحات واستمرت في عقابنا فيما يتعلق بالأموال وغير الأموال، سنطلب منها أن تعود لتحمل مسؤولياتها، نحن الآن دولة تحت الاحتلال، وبالتالي كل أعباء الاحتلال مسؤولة عنها الدولة المحتلة، وإذا استمر هذا الوضع سنقول لهم عودوا لتحمل مسؤولياتكم.
نحن سلطة من دون سلطة ودولة من دون مقومات دولة، الأفضل لنا، والأشرف لنا أن نقول لهم، عودوا لاستلام هذه التركة التي حملتمونا إياها وحملتمونا المسؤولية كاملة، نحن لا نستطيع ذلك، وأرجو أن يكون هذا بالبال إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه.
كلمة الرئيس محمود عباس خلال مشاركته في عشاء أعياد الميلاد حسب التقويم الشرقي 6 كانون الثاني 2015
قبل أسبوعين احتفلنا بعيد الميلاد المجيد، كما احتفلنا برأس السنة الميلادية أعادها الله علينا وعليكم جميعا بكل خير، ثم احتفلنا بمرور 50 عاما على انطلاق ثورتنا المجيدة، وأمس احتفلنا بذكرى المولد النبوي الشريف، واليوم نحتفل بعيد مولد المسيح عيسى عليه السلام.
هذه الأعياد تأتي في وقت واحد لتعمق تلاحم الشعب الفلسطيني وتماسكه، وتقوي النسيج الواحد الموحد للشعب الفلسطيني، ونحن نقول بمنتهى الصراحة لا نستطيع تصور فلسطين بدون المسيحيين فجذورهم عميقة في هذا البلد منذ العهدة العمرية ونحن نعيش في وئام لا فرق بين مسيحي ومسلم وسنبقى هكذا للأبد إن شاء الله.
لا بد من كلمة للإرهاب الذي نواجهه ونرفضه والجاري في كل مكان، نقول لكل من يرتكب جريمة بحق أي إنسان من أعطى هؤلاء الحق أن يقتلوا إنسانا سنياً أو شيعيا أو مسيحيا أو علويا أو يزيديا، من أعطاهم الحق بقتل أي إنسان أيا كان.
نقول لهؤلاء لا علاقة لكم بالدين ولا بالإسلام، أنتم خارج هذا الموضوع إن الله يحاسبكم على هذه الجرائم التي ترتكب ضد الناس مرة (سني ومرة شيعي ومرة مسيحي) لكن الحمد لله ليس عندنا هذا الشيء لأننا واعون تماما ونعيش في أرض مقدسة تحترم الإنسان وتقدس حرمة الدم وتحفظ كرامته.
أيها الإخوة،،،
ذهبنا إلى مجلس الأمن لأننا يأسنا من أي مساع يمكن أن توصلنا إلى حل، وإلى من التجأنا بصراحة لم نلجأ للعنف أو القتل لأن هذا ليس سياستنا، فسياستنا التوجه للمجتمع الدولي وللمجالس الأممية والدبلوماسية لنحصل على حقنا وحق تقرير المصير لهذا الشعب الذي عاش ويعيش لأكثر من 6 عقود تحت الاحتلال.
لكن مع الأسف الشديد فشل مجلس الأمن وليس نحن من فشلنا، فشل في إحقاق الحق الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهناك ضغوطات كثيرة لا نريد أن نتحدث عنها، السؤال بماذا طالبنا، نطالب بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية التي احتلت عام 1967، ونطلب مدة زمنية للمفاوضات، أما المفاوضات المفتوحة للأبد فلن نقبلها.
نريد أن نقول لهم لماذا لا تحلو عنا وتتركوننا، قلنا أوقفوا الاستيطان الشرس، هذه أرضنا وأخذنا قرار من الجمعية العامة، هذه الأرض تحت الاحتلال تبنون المستوطنات وتطردون السكان الأصليين وهذا يعني تماما أنكم تمارسون جرائم يعاقب عليها القانون الدولي ومعاهدة جنيف، لذلك ذهبنا إلى مجلس الأمن، لكن مجلس الامن فشل، لقد أخذ قراراً ضد داعش ونحن ضد داعش، وعندما حصل هذا قررنا الذهاب لمحكمة الجنايات أين الخطأ في ذلك، قررنا أن نشكو همنا لأكبر محكمة في العالم فانطلقت الضغوطات وما زالت التهديدات لكن نقول نحن هنا ثابتون في أرضنا في بلدنا هنا ولن نتحرك منها.
لا يصح إلا الصحيح
كل عام وأنتم بخير
كلمة الرئيس محمود عباس خلال افتتاح معرض القدس في الذاكرة بتاريخ 4/ كانون الثاني/ 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول والله
سعادة الأخ أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني،،،
سعادة الأخ مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية خالد آرن،،،
أصحاب المعالي والسعادة،،،
السيدات والسادة،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أريد أن أقول كلمة مؤكدا على ما قاله معالي الأمين العام، لأنه بشخصه وبما يمثله من أطهر بلد في العالم، وبما يمثله من 57 دولة إسلامية يدعوا العالم كله لزيارة الأقصى والقدس، أعتقد أنه بكل هذه الصفا يتمتع بمصداقية أعلى بكثير من أصحاب الفتاوى الذين يمنعون الزيارة. ولا أريد أن أناقشهم بالمراجع الدينية والتاريخية وسبق أن ناقشتهم بها وأكدت لهم أن الله سبحانه وتعالى قال zzz*zسبحان الذي أسرىzzz*z، والرسول أسري به، وعبر التاريخ لم يحصل أن منعت الزيارات رغم وجود الاحتلالات الكثيرة في هذه البلد إلا أن الزيارات لم تنقطع فلا أدري من أين جاءت تلك الفتاوى الضالة المضللة لمنع زيارة القدس وحرمان أهالي القدس من دعم مئات ملاين المسلمين في العالم، لذلك أشكر معالي الأمين العام على هذه اللفتة وأتمنى أن يستمع إليها الجميع ليزوروا القدس، القدس تناديكم القدس عاصمتكم القدس أولى القبلين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، يدعوا جميع المسلمين والمسيحيين لزيارة الأقصى وكنيسة الأقصى والمهد، لنأمل أن يستمعوا إلى هذه الأصوات وأن يصموا آذانهم عن الأصوات المضللة.
السيدات والسادة،،،
إنه لمن دواعي سروري أن أستقبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية خالد آرن، وهما يحلان ضيفين عزيزين كريمين على فلسطين وشعبها وقيادتها.
ونحن إذ نثمن عاليا جهود منظمة التعاون الإسلامي والهيئات التابعة لها، وبخاصة مركز التاريخ والثقافة الإسلامية على جهودهم التي تبذل في الدفاع عن القدس وهويتها العربية والإسلامية، وموروثها الديني والتاريخي الرفيع، ونتطلع إلى المزيد من العمل المخلص والمشرف الذي عودتنا عليه، ومنظمة التعاون الإسلامي الذي جاء في أصل تأسيسها الدفاع عن القدس الشريف والأقصى ومقدساتها كافة ونسأل الله أن يحفظها على الدوام بعين رعايته وحفظه.
ونود هنا أن نؤكد أن القدس هي مفتاح السلام، وقد ظلت على مدى العصور مدينة التعايش روحي وديني ترحب بكل من أتاها مسالما وتنفظ كل من أتاها غازيا محتلا، وستنفظه وستنبذه. ونحن اليوم نريدها مدينة للسلام، كيف لا وهي بوابة السماء ومعراج محمد صلى الله عليه وسلم، وفي دروبها سار عيسى المسيح عليه السلام، وهما من نحتفل هذه الأيام بميلادهما عليهما السلام، صدفة غريبة عجيبة وجميلة في ذات الوقت أن نحتفل بميلاد المسيح وميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. هذا دليل التآخي بين المسلمين والمسيحيين.
مغتنمين هذه الفرصة لنتقدم لأبناء شعبنا الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، ولأمتينا العربية والإسلامية بأحر التهاني والتبريكات داعين الله عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبات وأقمنا دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
نحن نقول للأخ الأمين العام نعتذر عما بدر من البعض اليوم من تعطيل وتأخير وتلكؤ، لكن نقول له إن شاء الله في الزيارة المقبلة لن يجدهم على الحدود ولن يجدهم في القدس.
السيدات والسادة،،،
إن فلسطين إذ تجدد ترحيبها اليوم بضيوفها الأعزاء، لتشكرهم من صميم القلب على مبادرتهم بتنظيم معرض من ذاكرة القدس، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، والذي نعرف جميعا موقفه المشرف من فلسطين وأرضها في مطلق القرن الـ20 وتحديدا في العام 1901، الكل يعرف أن تيودور هيرتزل ذهب إلى السلطان عبد الحميد ليشتري بالمال مكانا في القدس، وماذا كان جواب عبد الحميد رحمه الله طرده شر طردة ولم يرجع إليه مرة أخرى، هذا الموقف العثماني التركي نحن نتركه لإخوتنا الأتراك لإخوتنا العثمانيين وللحكومة التركية، كما لا يفوتنا أن نشيد بقرار وزراء السياحة في الدول الإسلامية باختيار القدس عاصمة للسياحة الإسلامية عام 2015، ونثمن عليا جهودهم ونرحب بأشقائنا العرب والمسلمين وكافة أرجاء المعمورة، وندعوهم لزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وارتياد كافة المقدسة بها، ونأمل أن نستمع جيدا لما قاله سيادة الأمين العام بأن وزارات السياحة تبدأ من الآن من أجل حث السائحين المسلمين والمسيحيين للزيارة، وخاصة المسلمين الذين كانوا فيما مضى يعتبرون أن حجتهم ناقصة قليلا بأنهم إذا زاروا مكة المكرمة والمدينة المنورة أنهم يجب أن يزوروا الأقصى الشريف، لذلك نأمل أن يعيدوا هذا الموروث ليأتوا من مكة والمدينة ليكملوا حجتهم بزيارة القدس الشريف.
إن القدس أيها الإخوة والأخوات، بحاجة إلى وقفة عز وشموخ من كافة أبناء أمتنا، وبدون القدس لا سلام ولا استقرار ولا أمن في المنطقة، ونعلم ويعلم المحتل هذه الحقيقة، لكنهم يماطلون ويسوفون، ويعملون ليل نهار لتهويد المدينة وطرد العرب والمسلمين الفلسطينيين منها، لكننا نقول لهم نحن باقون هنا على أرض آبائنا وأجدادنا ومقدساتنا، وسنظل ملح هذه الأرض وشجرها المتجذر فيها، ونبض الحياة في ثراها الطهور نعمل ونزرع ونبني حاضرنا ومستقبلنا، نصون موروثنا وتاريخنا ووجودنا عليها، ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ولا بديل عن القدس إلا القدس، لن نقبل إلا القدس عاصمة فلسطين، ومن دون القدس لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة.
نعلم أيها الإخوة والأخوات أن الطريق شاق، وقد يكون طويلا لكننا مصممون على استعادة حقوقنا بالعمل السياسي والدبلوماسي، وبدعم المجتمع الدولي ومحافله الدولية والتي أصحنا أساسا عضوا في العديد من محافلها الهامة كذلك العمل على الأرض مستمر في المقاومة الشعبية السلمية، هذا شعارنا نحن نقاوم ومن حقنا أن نقاوم مقاومة شعبية سلمية، التي يجسدها شعبنا بصموده وثباته بأكفه العارية في وجه الاحتلال الإسرائيلي آخر وأطول احتلال احلالي استيطاني في أرضنا. إن هذه المقاومة هي التي مارسها الشهيد زياد أبو عين، حمل شجرة زيتون ليزرعها في أرضنا فقتلوه، زرت ثاني يوم آلاف الشجر في نفس المكان وجاءت ابنته وزرت شجرة هنا لتقول نعم زياد موجود ونحن موجودون ونحن سنبني أرضنا مهما كلفنا من ثمن.
لكن هذا لم ولن يثنينا عن تصميمنا عن انتزاع حقوقنا وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، والقانون الدولي الإنساني، وكما يعلم العالم بأسره قبلنا حل الدولتين على أساس حدود 1967 وذلك منذ إعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988، ومع ذلك فإن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين ما زالت تصر على الاستمرار في احتلالها وتقويض كل فرصة حل الدولتين التي تبناها المجتمع الدولي.
ومن هنا نجدد تأكيدا على تمسكنا في السلام العادل والشامل الذين يصون حقوق شعبنا وأمتنا في أرضه ومقدساته ويضع نهاية للاحتلال والاستيطان بما يفضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
منذ زمن ونحن نطالب بوقف الاستيطان، وجاءنا خبر أنه يمكن أن يتوقف الاستيطان في الضفة الغربية كاملة من دون القدس، قلنا لهم انسوا الموضوع لا يمكن أن نقبل بذلك، يجب أن يوقف أولا بالقدس ثم الضفة الغربية لأنها عاصمتنا الأبدية.
ونتقدم بالشكر لجميع الدول والبرلمانات التي اعترفت بفلسطين وندعو الحكومات التي لم تعترف بعد بأن تقوم بذلك، أنتم تلاحظن أن كثيرا من دول العالم وأولها السويد التي اعترفت حكومتها بالدولة الفلسطينية، وانتقالا إلى العديد من الدول خاصة الأوروبية بدأت برلماناتها تعترف بفلسطين حتى بريطانيا حزب العمال اعترف بفلسطين ونأمل أن تستمر هذه الاعترافات حتى تشمل دول أوروبا.
أوروبا في ما مضى كانت تأخذ جانب دولة إسرائيل وتأيد دولة إسرائيل، لكن منذ مدة قريبة بدأت ترى أن إسرائيل أوغلت في ضلالها وأوغلت في عدوانها، لذلك أول ما فعلته هذه الدول قالت إن الاستيطان غير شرعي، وأتبعت ذلك بقرار وهو الامتناع عن استيراد منتجات المستوطنات لأنها غير شرعية، وطبق القرار ابتداء من 1/1/2014، الآن بدأت موجة أخرى من هذه الدول برلماناتها تعترف بفلسطين وإن شاء الله تستمر هذه الاعترافات، ومن المهم جدا لأوروبا التي مؤيدا جدا لإسرائيل في احتلالها وعدوانها أن ترى أنه لا بدمن وجود دولتين دولة فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب، هذا التطور مهم جدا بالنسبة إلينا، لذلك نشكر البرلمانات ونشكر الدول التي اعترفت وندعو الجميع أن يعترف بدولة فلسطين.
إن ذهابنا إلى مجلس الأمن وتقديم مشروع القرار الفلسطيني العربي يأتي في إطار حقوق شعبنا وتحديد سقف زمني بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية، ذهبنا إلى مجلس الأمن وأبلغنا العالم نحن حصلنا على هذا في الجمعية العامة عام 2012 كما يعلم الجميع، حصلنا على دولة وحدود 67 وأصبحنا عضوا مراقبا في الجمعية العامة، رغم أننا كنا نطالب أن نكون عضوا كاملا لكن تصدى لنا الفيتو عام 2011، وفي السنة التالية ذهبنا إلى الجمعية العامة وحصلنا على الدولة المراقب، وهذا أتاح لنا الانضمام إلى جميع المؤسسات والمنظمات الدولية، وكان أول هذه المنظمات التي حصلنا على عضويتها اليونسكو، والآن ذهبنا مرة أخرى لمجلس الأمن وأبلغنا العالم أننا نريد أن تعترفوا بما اعترف به جل العالم في 29/11/2012 بدولة فلسطينية على حدود 67 ونحدد المفاوضات إلى متى والاحتلال إلى متى، ويتوقف الاستيطان في ذلك الوقت، عملنا كل جهدنا للحصول على 9 أصوات لأنه وقتها إما أن يصوت عليه أو يعطي عليه zzz*zفيتوzzz*z ومن المعروف من هي الدولة التي ستعطي zzz*zفيتوzzz*z، في اللحظة الأخيرة كنا ضامنين الأصوات التسعة لكن حصلنا على 8 أصوات، بعض الإخوة والصحافة والإعلام قالوا فشلت فلسطين، نحن لم نفشل في مجلس الأمن بل مجلس الأمن فشل، وبالنتيجة إما أن يخسر القرار بوجود 8 أصوات فقط أو يخسر بفيتو، فقلنا لهم مسبقا ولم يكن مفاجئ لأحد، أنه تحت كافة الظروف سننضم لجميع المنظمات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، ووقعنا على 20 ميثاقا على رأسها محكمة الجنايات.
الآن في عقوبات وتصعيد، ويمكن تأخير الأمين العام جملة من هذه التصعيدات zzz*zمناكفةzzz*z، لكننا مصممون لم نجد مكان في العالم نشتكي فيه أمرنا في هذا العالم، كل يوم هناك اعتداء وقتل واستيطان لمن نشكي، يوجد محكمة تدعى الجنايات الدولية سنشتكي إليها، إذا ذهبنا لنشتكي تزعلون لماذا؟ بدلا من أن تزعلوا لا تعتدوا علينا ولن نشتكي، وهذا فعلا ما قلناه لبعض المسؤولين، نحن لسنا غاوين الذهاب إلى المحاكم، ذهبنا ومستمرون هناك ضغوط كثيرة واتخذنا القرار في القيادة ونفذناه وسنسير به إلى النهاية، والـ20 ربما يصبحون 100 و150 و300، يوجد 500 منظمة من حقنا الانتماء إليها ولن نحرم شعبنا من الانتماء إليها.
أمس عندما فشل مجلس الأمن سنذهب مرة أخرى لمجلس الأمن، ربما بعد أسبوع، وندرس ذلك مع أشقائنا خاصة في الأردن لأنهم أكثر التصاقا بنا والأقرب إلينا، وهم الأعضاء العرب الوحيدون في مجلس الأمن في دورته الحالية، وسنتشاور معهم للذهاب مرة ثانية وربما ثالثة ورابعة، ولن نتعب ولن نكل حتى يعترف بنا مجلس الأمن، وفي النهاية غصبا عنه سيعترف بنا، لأنه ما ضاع حق وراؤه مطالب.
الصين الشعبية استمر منذ عام 1950-1972 في الذهاب لمجلس الأمن، لا يريدون إعطاءها المجلس الدائم، إيطاليا واليابان وكثر في العالم رفض قرارتها في الأمم المتحدة ولم تكل ولم تمل ولم تتعب، ونحن أيضا لن نكل ولن نمل ولن نتعب وكل أسبوع سنقدم طلبا، ونقول لرياض منصور سجل الطلب يفشل مجلس الأمن نعود مرة أخرى.
حصلنا في الجمعية العامة على 139 دولة، وفقط 9 دول هي من كانت ضدنا، وهذا يؤكد أن العالم معنا يقف إلى جانبنا، بالرغم من الضغوط الكثيرة التي تعرضنا إليها، قرارات جنيف نأخذها بالإجماع ناقص واحد.
في نفس الوقت نحن متمسكون ومصممون على استعادة وحدتنا الوطنية، وحدة غزة والضفة وحدة الشعب الفلسطيني أرضا وشعبا، لن نتراجع ولن نتوقف سنستمر في مساعينا من أجل تحقيق هذه الوحدة. إذا فشلنا عدة مرات سنستمر من أجل استعادة الوحدة.
وفي هذه المناسبة، هناك أمر صعب وهو عادة الإعمار، في الحرب الثالثة وحدها يوجد 2200 شهيد و10 آلاف جريح و80 ألف بيت بين مدمر جزئيا وكليا، ولذلك سعينا إلى مؤتمر إعادة الإعمار ونجحنا بذلك، الآن نريد أن نطبق هذا، أقول بصراحة تم الاتفاق من البداية أن الذي يتولى هذه المسؤولية هو حكومة الوفاق المتفق عليها التي تستلم المعونات والمساعدات، وهي برعاية الأمم المتحدة توصلها إلى العناوين الصحيحة إلى الناس المحتاجين، لكن مع الأسف إلى الآن لم نستطع تطبيق ذلك والسؤال لماذا، هكذا الاتفاق يوجد 5 مليار تبرع العالم فيه، ويتساءلون ندفع لمن للحكومة أين الحكومة موجودة على الحدود. هذه هي المشكلة الحقيقية أقولها بصراحة هذا هو العائق الوحيد لإعادة الإعمار ومازال أكثر من 30 ألف عائلة في العراء تعيش في المدارس والشوارع، هذا همنا الأول نريد أن نعيد بناء قطاع غزة الذي دمرته الحرب خلال الأيام الخمسين، 50 يوما على شريط 7كم بـ40 كم.
نؤكد أيضا لأهلنا في الشتات ومخيمات اللجوء في كل مكان ولأسرانا الأبطال فسجون الاحتلال الإسرائيلية أن فجر الحرية آت، ونحن متمسكون بحقوق شعبنا التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية بما فيها استعادة القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 لتكون عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
مرة أخرى نجدد الترحيب بكم سيادة الأمين والإخوان، ونثمن دعمكم ونضالكم ومواقفكم النبيلة معنا وأهلا وسهلا بكم دائما في بلدكم فلسطين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.