كلمة الرئيس محمود عباس في إضاءة شعلة الانطلاقة بتاريخ 31/12/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) صدق الله العظيم.
إن نصر الله والفتح آت لا محالة بإذن الله، لا يمكن أن يخذل الله عباده المؤمنين الصامدين الصابرين المضحين المقدمين كل ما هو غال ونفيس، لا يمكن أن يخذلكم الله، فلا بد أن تصلوا إلى الحرية والنصر، وهو قريب بإذن الله.
خمسون عاما أتذكرها كأنها اليوم، خمسون عاما كانت البداية فيها مستحيلة لألف سبب وسبب، لكن إخوتكم الذين صمموا على رفع صوت شعبنا عاليا، الذين قرروا أن يمسكوا الأمر بأيديهم لا بأيدي غيرهم، انطلقوا في ثورة سموها المستحيل، ولكن لا مستحيل مع الله في هذه الحياة.
خمسون عاما قدمنا عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى، ومئات آلاف الأسرى، هنا وفي اغلب الأماكن المحيطة، ومع ذلك صمدنا وسنصمد ولن نخرج من بلدنا هذا، سنبقى على أرضنا حتى نحقق النصر والتحرير بإذن الله.
لا ننسى شهيدنا القائد البطل أبو عمار الذي قرأنا له الفاتحة وروحه ترفرف فوقنا وتقول استمروا ناضلوا اصبروا حتى تحققوا نصركم.
ولا ننسى شهداءنا بالعشرات والمئات من القادة أبو جهاد الذي لحقوا به إلى تونس، وأبو إياد، وأبو الهول وماجد أبو شرار والقائمة تطول من قيادات الشعب الفلسطيني، الذين استشهدوا هنا أو استشهدوا في أماكن الغربة فيما مضى.
وأخيرا الشهيد زياد أبو عين، هذه الفتاة ابنته ستكمل المسيرة، ذهب ليزرع شجرة في ترمسعيا فقتلوه، وذهب شهيدا، في اليوم التالي ابنته حملت نفس الشجرة وزرعتها هنا في مقر الرئاسة، من ظن أننا نحبط من ظن أننا نيأس أو نخذل شعبنا فظنه خائب، نحن مستمرون في موقفنا في سياستنا رائدنا الأساس هو مصلحة شعبنا، لا نلتفت يمينا ولا يسارا.
ما حصل في الأيام الماضية دليل على ذلك، أخدنا ليلة أمس فيتو ليس أول فيتو ولا آخر فيتو، ولكننا صامدون مستمرون حتى الحصول على حقنا، لا يريدون أن يعطونا حقنا، الحق لا يعطى، الحق يؤخذ ولا بد لنا أن نعمل لأخذ حقنا.
مجلس الأمن ليس آخر الدنيا، وهذه الجلسة أمس ليست آخر المطاف، عندنا ما نقول وعندنا ما نفعل اعتبارا من هذه الليلة.
خمسون عاما، وكل عام وانتم بخير، وأولادكم بخير وأحفادكم بخير، وسنستمر نحن وأولادنا وأحفادنا ولن نكل ولن نمل حتى نصل إلى القدس عاصمة دولة فلسطين، بالمناسبة يقولون نحن ممكن أن نوقف الاستيطان بالضفة، لكن ليس في القدس، نحن نقول لهم: القدس أولا وأخيرا، القدس التي احتلت عام 1967 عاصمتنا الأبدية وستبقى كذلك، وبدونها وبدون غزة والضفة لا توجد دولة فلسطينية.
يجب أن نستعيد الوحدة الوطنية، سنعمر غزة، ونحن مصممون على ذلك مهما كلفنا من ثمن ومهما وضعوا من عقبات في طريقنا، سنعمر غزة هؤلاء أهلنا إخواننا يجب علينا أن نبذل لهم كل غال وكل نفيس.
مرة أخرى، كل عام أنتم وبخير، كل عام وانتم بخير في نهاية السنة الميلادية، كل عام وأنتم بخير في المولد النبوي الشريف، كل عام وأنتم بخير في عيد الميلاد، ميلاد السيد المسيح عليه السلام الذي مضى قبل أيام والقادم بعد أيام، نهنئ أنفسنا لا نهنئ المسيحيين فقط، نحن نهنئ المسيحيين والمسلمين والعالم كله بمناسبة عيد الميلاد المجيد، سيكون العام القادم عاما مختلفا بإذن الله، ونحن صامدون مستمرون، الله معكم سيوفقكم.
والسلام عليكم.
كلمة الرئيس محمود عباس في ذكرى انطلاقة فتح بتاريخ 31/12/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zوَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَzzz*z صدق الله العظيم.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،،،
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، نحتفل اليوم معاً بالذكرى الخمسين لانطلاقة ثورتنا المجيدة في يوبيلها الذهبي، الثورة التي فجرتها حركة فتح في الأول من يناير كانون الثاني عام 1965، فأنهت بذلك مرحلة، وشرعت الأبواب أمام مرحلة جديدة.
انطلقت الثورة بعد سبعة عشر عاماً من النكبة، شهد شعبنا خلالها كل أشكال المعاناة، من لجوء وتشريد، وانقطاع التواصل بين أبنائه بحكم الحدود والجغرافيا السياسية، وغابت أو غيبت المرجعية التي تمثله، وانحصر حلم العودة والتحرير في المراهنة على هذا النظام أو ذاك، وعلى هذا الحزب أو ذاك، ما أتاح لإسرائيل فرصة تسويق دعايتها في العالم الخارجي بأنه لا وجود للشعب الفلسطيني، وأن الصراع فقط، هو صراع عربي إسرائيلي، ولم يعد اسم شعبنا يذكر إلا عندما تُذكر وكالة الأونروا.
كان المخاض لإطلاق الرصاصة الأولى صعباً ومعقداً، فثورة يقوم بها الفلسطينيون أشبه بالمعجزة، بل إننا بعد العملية الأولى واجهنا من يتهمنا بالتوريط وبالتفريط، ومن يطالب بملاحقتنا، وأكاد أجزم بأن سبب ذلك لم يكن كله سوء النوايا، وإنما العجز في مواجهة التحديات التي ستترتب على ممارسة الفلسطينيين للكفاح المسلح ضد إسرائيل.
أيها الأحبة، حماة الحلم الفلسطيني،،،
نصف قرن مضى من النضال والكفاح دون هوادة، قدمنا ولا زلنا نقدم تضحيات جساماً، شهداء وأسرى وجرحى، ومخيمات اللجوء لا زالت تعاني، والاستيطان مستمر وأخطره ما يجري في القدس وجوارها، وغزة لا زالت تعاني من ويلات ثلاث حروب عدوانية إسرائيلية، ينتظر أبناؤها إنهاء الحصار وإعادة الإعمار.
هذا جزءٌ من الواقع أدركه وأعيشه وأتألم منه كما تتألمون، ولكن للواقع أيضاً وجه آخر، هو ما أنجزناه وننجزه، وواجبنا أن نتوافق عليه حتى نكمل المسيرة، التي بدأناها بقيادة شهيدنا وقائد ثورتنا الأخ أبو عمار، الذي ترك لنا إرثاً عظيماً علينا أن نحافظ عليه، بألاّ نيأس، وبأن نفتح نوافذ عندما تغلق الأبواب، وأن نكون جزءاً من حركة التاريخ، وأن نحافظ على وحدة شعبنا، ونتمسك ولا نساوم على شرعية تمثيله ومؤسساته الدستورية، وثوابتنا الوطنية.
لا بد لنا جميعاً، في حركتنا فتح، وفي كل فصائل العمل الوطني، وكذلك أبناء شعبنا الفلسطيني أينما وجد في الوطن وخارجه، أن نستذكر بأن مسيرة الخمسين عاماً قد نقلت قضيتنا إلى سلم أولويات المجتمع الدولي، حيث يتوالى الاعتراف عالمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وبوجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، والحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وحسب ما ورد في مبادرة السلام العربية، وهو ما عزل وضيق الخناق على سياسات الحكومة الإسرائيلية، التي تضع أقرب حلفائها في موقف صعب ومحرج في المؤسسات الدولية، أمام مشروع القرار الفلسطيني العربي الذي قدمناه إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الجدول الزمني لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة.
الأخوات والإخوة،،،
فتح منذ انطلاقتها، ثم قيادتها لمنظمة التحرير الفلسطينية، بقيت وفية لمبادئ لم تحد عنها، وهي التمسك بالوحدة الوطنية، وعدم الاستئثار بالنضال وبالقرار، فنشأت تنظيمات فلسطينية عدة وجدت مكانها ضمن أطر ومؤسسات المنظمة، وكان بعضها مرتبطاً بأنظمة عربية، غير أن ذلك لم يحل دون تمكننا من المحافظة على قرارنا المستقل، مع إلزام أنفسنا تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
أرسينا الديمقراطية والتعددية نهجاً لنا، في وضعٍ كانت كل التنظيمات تحمل فيه السلاح، وهو ما أسماه الأخ أبو عمار (ديمقراطية غابة البنادق).
تعرضنا خلال مسيرة الخمسين عاماً إلى تحدياتٍ ومؤامراتٍ وصراعاتٍ لا تحصى، وكانت فتح وقيادتها بالخصوص هي المستهدفة، كونها العمود الفقري للثورة ومنظمة التحرير، فعلى يد إرهاب الدولة الإسرائيلي تم اغتيال عدد كبير من قيادات الصف الأول: الإخوة الشهداء ياسر عرفات، أبو يوسف النجار، كمال عدوان، كمال ناصر، ماجد أبو شرار، أبو جهاد خليل الوزير، أبو إياد صلاح خلف، أبو الهول هايل عبد الحميد، إضافة إلى عدد كبير من الكوادر، ومن ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وقادتها.
لم يقتصر الأمر على ما كانت تقوم به إسرائيل ضدنا من اعتداءات وصلت إلى حد اجتياح لبنان، وصولا إلى حصار بيروت عام 1982، بل واجهنا محاولات عديدة من قبل أنظمة دولٍ شقيقة للسيطرة على قرار فتح ومنظمة التحرير المستقل، عبر استخدام أدوات وضعت تحت تصرفها أموال، وقدمت لها تسهيلات عديدة، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، وغيب النسيان، بل لحق العار كل من ارتضى لنفسه أن يكون مطية، لتثبت فتح أنها عصية على القسمة، وأن أبناءها يتوحدون دائما وأبداً خلف قيادتهم الشرعية ومشروعهم الوطني، وأن التغيير وتجديد المراتب التنظيمية يتم من خلال المؤتمرات الحركية، وعبر الممارسة الديمقراطية الحرة، أما من يقفون في شراك التبعية والإغراء الرخيص، والمزاودة، والمغامرات العبثية، فإن فتح الواحدة الموحدة تلفظهم، وتواصل مسيرتها، وهي اليوم بصدد الإعداد لعقد مؤتمرها السابع على أرض الوطن خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، وسيكون هذا المؤتمر بإذن الله نقلةً نوعية في مسيرة الكفاح نحو الاستقلال والدولة.
الأخوات والإخوة الأحباء،،،
عبر مسيرة الخمسين عاماً، وحدت منظمة التحرير الفلسطينية أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم كافة، من فصائل وقوى سياسية وجاليات ونقابات وغيرها، وأصبحت المنظمة بيت الفلسطينيين وعنوان هويتهم ووطنهم المعنوي.
وبقيت أبواب المنظمة مفتوحة، على قاعدة أن النضال يتسع لكل من يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ويلتزم بقراراتها ومؤسساتها، ولحرصنا على الوحدة الوطنية كنا نبادر إلى احتواء أي تنظيم ينشأ بضمه لمنظمة التحرير، وهو ما حاولناه مع حركة حماس منذ أن نشأت عام 1987، بدعوتهم إلى مجلسنا الوطني في الجزائر عام 1988 أثناء الانتفاضة الأولى المباركة، انتفاضة أطفال الحجارة، ورغم تمنعهم فقد واصلنا الحوار معهم، فعقدت لقاءات عدة في القاهرة وفي الخرطوم تعبيراً عن مدى حرصنا على الوحدة الوطنية، وشارك الأخ المرحوم أبو عمار ببعضها، بل إنه طلب مشاركة قيادات الإخوان المسلمين في مصر في مساعينا، وحرصنا بعد قيام السلطة الوطنية وعودة القيادة إلى أرض الوطن على إشراكهم في المؤسسات، دون أن نتوقف أمام النقد والتجريح، وفي أحيانٍ كثيرة التخوين لكل القيادة وعلى رأسها الأخ أبو عمار.
واصلتُ وبعد تحملي مسؤولية قيادة المنظمة والسلطة المساعي لتحقيق الوحدة الوطنية، وكان إصراري رغم ضغوط كثيرة طالبتني بعدم السماح لحماس بالمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، أن يشاركوا، لأنهم جزء من الشعب الفلسطيني، ومن حقهم بالمشاركة في الانتخابات، وعندما حصلوا على الأغلبية كلفت من اختاروه رئيساً للوزراء، ودعوته في رسالة التكليف بأن تلتزم حكومته بكل ما وقعت عليه منظمة التحرير من اتفاقيات ومعاهدات بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومرجعية السلطة الوطنية.
وأمام فشل الحكومة التي تشكلت من لون واحد، والحصار المالي الذي فرض علينا جميعا، فإن قيادة حماس بدلاً من أن تبحث عن مكمن الخطأ، شنت حملة ظالمة على قيادة السلطة والمنظمة، وحملتها مسؤولية الحصار أو المشاركة فيه، وفي أجواء التحريض تلك حصلت المأساة التي لا زلنا نعاني منها جميعا وهي الانقلاب، والانقسام بين شطري الوطن، الذي كان أكبر المستفيدين منه، إن لم يكن المستفيد الوحيد هو الحكومة الإسرائيلية، التي فرضت الحصار على غزة، وتوسعت بالاستيطان في الضفة، متذرعةً بين حينٍ وآخر بأنها لا تعرف مع من تتفاوض، مع غزة أم رام الله.
آن الأوان بعد التجربة المريرة، والحروب العدوانية الإسرائيلية على القطاع للتحلي بالمسؤولية، والارتفاع عن المصالح الفئوية الضيقة، والشعارات الشعبوية، بإنجاز مصالحةٍ وطنيةٍ حقيقية تنهي الانقسام، وتمكننا من الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة، بتمكين حكومة التوافق الوطني من ممارسة مسؤولياتها وصلاحياتها كافة، بدءاً من الإشراف على المعابر، ولكن أيضاً وأيضاً الإشراف على تنفيذ مشاريع إعادة الاعمار، بالتعاون مع الأمم المتحدة، كما هو متفق عليه.
هذه بدايةٌ يجب أن يتبعها توحيد المؤسسات بما فيها المؤسسة الأمنية، فسلاحٌ شرعيٌ واحد وسلطةٌ شرعيةٌ واحدة، وإلا ميليشيات وفلتان أمني يرفضه الشعب الفلسطيني الذي عانى منه الويلات.
هذه مقدمات للاستحقاق الأهم، وهو إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، لنعود إلى الشعب صاحب الولاية ليقول كلمته الفصل.. وأسأل الله العلي القدير في الذكرى الخمسين للانطلاقة، أن يفتح العقول والقلوب لما فيه خير شعبنا وقضيته.
أخواتي إخواني، أيها الصامدون المرابطون،،،
في القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ودرة التاج وبوابة الأرض نحو السماء، مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، التي تحتضن كنيسة القيامة إلى جوار المسجد الأقصى المبارك، تجري اليوم أشرس وأخطر معركة على مصير القدس ستحدد أبعاد الصراع مع الاحتلال، وسيكون لها تداعياتها الخطيرة بسبب ما تقوم به المجموعات اليهودية المتطرفة من اعتداءاتٍ شبه يومية على المسجد الأقصى وعلى المقدسات المسيحية، بحماية ومشاركة قوات جيش الاحتلال، وبحضور شخصياتٍ سياسية إسرائيلية رسمية من وزراء وأعضاء كنيست، فهذه الممارسات ستحول الصراع إلى صراع ديني سيلهب المنطقة والعالم، ويأتي على الأخضر واليابس.
إن قرار إسرائيل بضم القدس الشرقية، واعتبار المدينة موحدة وعاصمة لها، قرارٌ باطل وغير شرعيٍ، ولا تعترف به أية دولةٍ في العالم، وقد أثبت أبناء القدس، مسلمين ومسيحيين، تمسكهم وحفاظهم على الهوية العربية للمدينة الخالدة حتى اليوم، بصمودهم وثباتهم وتحديهم طيلة هذه السنوات من عمر الاحتلال، رغم كل القوانين العنصرية التي تفرض عليهم، من مصادرة أراضيهم، ومنعهم من البناء، والضرائب الباهظة، وعزلهم عن بقية أرجاء الضفة الغربية بجدار الفصل العنصري وعشرات الحواجز.
تحيةً لأهلنا في قدسنا الشريف، تحية لصمودهم، تحية لتحديهم، تحية لأرواح شهدائهم، وللشهيد الرمز الطفل محمد أبو خضير، الذي أحرقوه ثم قتلوه.
لم ولن نساوم على حبة ترابٍ من القدس، يؤازرنا ويقف إلى جانبنا عالمنا العربي والإسلامي وأحرار العالم، وأُحيي بهذه المناسبة وبكل اعتزاز الموقف الشجاع الثابت للأردن الشقيق والملك عبد الله الثاني، ضد المساس الخطير بالمقدسات وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، وأعبر بهذه المناسبة عن شكرنا وتقديرنا للإخوة قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة، على كل دعمٍ وعون يعزز صمود أهلنا في القدس ويحمي هويتها.
أيها الإخوة في الوطن والشتات،،،
عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، ففلسطين الشعب والأرض حقيقة ساطعة، والدولة الحرة المستقلة قادمة، وقريباً بإذن الله، فعلى هذه الأرض المباركة ما يستحق الحياة، والشعب الذي تعددت تجاربه في النضال سينتصر، وحركته الوطنية التي كانت أول الرصاص وأول الحجارة، وطليعة المقاومة الشعبية السلمية، وشهيدها الأخ الوزير زياد أبو عين، ستواصل حمل الأمانة والوفاء لدماء الشهداء، ومعاناة الأسرى.
لن نقبل ولن نسمح بتهميش قضيتنا تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية في منطقتنا، كنا أول من أدان هذه الجماعات ووقف ضدها وعرى أهدافها المشبوهة باستعمال اسم فلسطين، ولطالما رفعنا صوتنا مطالبين برفع الظلم عن شعبنا وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، حتى لا تبقى إسرائيل فوق المحاسبة وفوق القانون الدولي، ولكي لا يتذرع نظام أو تنظيم بأنه يدافع عن الشعب الفلسطيني ضد الظلم التاريخي الذي لحق به.
ونعتقد ونحن على حق، أن هزيمة هذه الجماعات عسكرياً وثقافياً، يمر عبر بوابة تحقيق السلام العادل، واستعادة حقوقنا التي نسعى لإنجازها بكل الوسائل المتاحة.
إن التطرف يتغذى على التطرف، والقوة بدون عدل استبداد، والمنطق يقتضي الكيل بمكيالٍ واحد لا مكيالين، فأعمال وممارسات المستوطنين لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب، وحماتهم حماةٌ للإرهابيين.
إن المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام بيننا وبين الإسرائيليين لا علاقة له بداعش أو غيرها، بل سببه استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، الذي حوّل مدننا وقرانا إلى معازل، وأوصل المفاوضات إلى طريقٍ مسدود، ما دفعنا للتوجه إلى المنظمات الدولية.
الأخوات والإخوة،،،
لقد أثبتنا للعالم بأجمعه نوايانا الصادقة، وبأن العقبة عدم وجود شريك إسرائيلي يؤمن بالسلام، والإصرار على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس، ما أفشل كل المبادرات والجهود الدولية، وآخرها تلك التي بذلتها الولايات المتحدة الحليف الأول والأكبر لإسرائيل، طيلة تسعة أشهر برعاية الوزير جون كيري، الذي يعلم جيداً أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية التي لم توقف الاستيطان، ولم تلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرانا.
كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني عام 2012، الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إنجازاً تاريخياً صوتت لصالحه 138 دولة وعارضته تسع دول فقط، لتغدو مكانة فلسطين القانونية دولةً تحت الاحتلال، مما يعطينا حق الانضمام إلى مختلف المنظمات والمعاهدات الدولية.
إن مشروع القرار الفلسطيني العربي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، ليس عملاً أحادي الجانب، فالأعمال أحادية الجانب هي التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، أما مشروع قرارنا فيتضمن المبادئ التي أجمع عليها المجتمع الدولي، وهي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المترابطة جغرافياً والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
نطالب في مشروع القرار بأمرين أساسين، هما تحديد الجدول الزمني لإنهاء الاحتلال خلال فترة لا تتجاوز نهاية عام 2017، تستبقها مفاوضات يمكن أن تستمر لمدة عام، يتوقف خلالها الاستيطان بشكل كامل.
لقد حرصنا ونحرص على إقامة أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعبرنا عن شكرنا لما تقدمه لنا من مساعدات، وبأهمية ومركزية دورها في تحقيق السلام، وبأنها الوسيط القادر على إحداث الاختراق إنْ تمسك بالنزاهة والحيادية، وأعلى من شأن مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.
لسنا نحن من يحرج أو يعزل الولايات المتحدة، بل من يزيدها عزلةً دفاعها عن سياسات إسرائيل، واستعمالها لحق النقض (الفيتو) عشرات المرات في مجلس الأمن، حتى لا تعاقب إسرائيل على أفعالها، ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لم تستوعب أو تتعظ من أن التحول الذي تشهده الساحة الأوروبية، من مقاطعةٍ لمنتجات المستوطنات، والاعترافات المتتالية بدولة فلسطين من قبل الحكومات والبرلمانات سببه الأساس أن العالم بأسره قد ملّ هذا الاحتلال البغيض، الاحتلال الوحيد الباقي والأطول في التاريخ الحديث.
الأخوات والإخوة الفلسطينيون،،،
يا أبناء أمتنا العربية،،،
نتابع والألم يعتصر قلوبنا الأحداث المأساوية التي تشهدها دول عربية عدة، حيث تستباح الدماء والأعراض والممتلكات، وكأن هناك مخططاً جهنمياً لتدمير وتشويه صورة أمتنا وديننا، ما يستوجب التوحد والتصدي لوأد هذه الفتنة التي تكاد تمزق النسيج الوطني والاجتماعي في هذه البلدان.
لقد اتخذنا موقفاً معلناً منذ بداية أحداث ما يسميه البعض بالربيع العربي، هو احترام إرادة الشعوب، مطالبين في الوقت نفسه بتجنب وتجنيب الفلسطينيين المقيمين في هذه الدول التورط في الصراع الداخلي، وتحملنا في نفس الوقت مسؤولياتنا بتأمين أقصى ما نستطيعه من مساعدات للإخوة اللاجئين وبخاصة في سوريا، وقبلها في العراق، ممن تعرضوا للأذى والتهجير.
إن عدم انحيازنا لهذا الطرف أو ذاك، لا يعني تخلينا عن واجباتنا القومية، فقد دعونا ولا زلنا ندعو إلى الحوار بين الأنظمة وقوى المعارضة المعتدلة، إيماناً منا بأنه لا حل عسكري للصراع ، وسنواصل اتصالاتنا وجهودنا، ولن نتوقف فالجرح جرحنا، والدم دمنا.
الأخوات والإخوة...أيها الفلسطينيون الصامدون،،،
في الذكرى الخمسين للانطلاقة، نجدد العهد ونجدد القسم، بأنه لا تنازل ولا مساومة على ثوابتنا الوطنية، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، وسنعزز الصمود والثبات في القدس والضفة الغربية، وسنرعى ونوفر العون لأشقائنا في مخيمات الشتات لحين العودة إلى أرض الوطن، وستبقى قضية إطلاق سراح أسرانا البواسل همنا الأول وشغلنا الشاغل، فهم الضمير الوطني ورمز الوحدة والصمود.
إخوتي وأحبائي،،،
أتوجه بالتحية لكم فرداً فرداً، وأُحيي صمودكم، أُحيي أحبتنا في سجون الاحتلال ومعتقلاته، أُحيي جرحانا البواسل وأدعو لهم بالشفاء العاجل، وأُحيي أهلنا في القدس وفي قطاع غزة الحبيب، وأهلنا في الضفة الغربية، وأهلنا في دول الشتات واللجوء، وأُحيي فرسان المقاومة الشعبية السلمية والمتضامنين الأجانب المشاركين في مقاطعة منتجات المستوطنات والفعاليات ضد جدار الفصل العنصري والاستيطان.
والتحية كل التحية لأرواح شهدائنا ولروح شهيدنا القائد مفجر الثورة الأخ أبو عمار ورفاقه وإخوانه.
أُحيي أشقاءنا في الدول العربية والإسلامية، وأصدقاءنا الأوفياء في مختلف دول العالم.
وأتوجه في الختام بأحر التهاني والتبريكات إلى أبناء شعبنا كافة بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، والمولد النبوي الشريف، متمنياً أن يكون العام القادم، عام الاستقلال والحرية.
عاشت الذكرى الخمسون لانطلاقة فتح، انطلاقة الثورة الفلسطينية، عاشت فلسطين حرة مستقلة، عاشت القدس عاصمتنا رمزاً للتعايش والمحبة بين الأديان والشعوب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس الموجهة للمؤتمر الثالث لحركة فتح إقليم نابلس 27/12/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقونzzz*z، صدق الله العظيم.
ودّعنا قبل أيام قليلة الأخ المناضل الوزير زياد أبو عين الذي استشهد في الميدان مدافعا عن الأرض ضد الاستيطان، هذه الجريمة تزيدنا إصرارا على التوجه إلى المنظمات الدولية لمعاقبة المسؤولين الإسرائيليين وتقديهم للعدالة.
كان الأخ زياد فارسا مقداما وفي الصفوف الأولى في المقاومة الشعبية السلمية، بل قائدها.
zzz*zفتحzzz*z الرائدة في محطات النضال الفلسطينية، فهي أول الرصاص، وأول الحجارة، وهي أول المقاومة الشعبية السلمية.
الأخوات والأخوة،،،
أيتها الفتحاويات أيها الفتحاويون أعضاء مؤتمر حركة zzz*zفتحzzz*z إقليم نابلس، عروس الشمال وجبل النار، استمرت zzz*zفتحzzz*z في قيادتها للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها عام 1965 وحتى اليوم لعاملين أساسين، أولهما أن برنامجها برنامج وطني فلسطيني على أساسه تبني سياساتها، أما العامل الثاني فهو الحرص على النهج الديمقراطي والديمقراطية التي لا تتحقق من دون مؤتمرات وانتخابات تجدد فيها الحركة نفسها وأطرها.
الالتزام بالحركة هو التزام ببرنامجها السياسي والتنظيمي الذي يكفل حق التعبير الحر عن الرأي داخل الأطر وانصياع الأقلية لقرار الأغلبية مع احترام الأغلبية للأقلية وعدم شخصنة الخلاف في وجهات النظر.
وzzz*zفتحzzz*z بخصوصيتها المنفتحة على الكل الفلسطيني لا تقبل في صفوفها التجنح، فهي حركة غير قابلة للقسمة، نريد من مؤتمركم كما بقية مؤتمرات الأقاليم أن تعزز وتقوي وحدة الحركة، فمن ينتخب يمثل الجميع وهو تكليف وليس تشريفا.
على أبواب مؤتمرنا السابع هناك تحديات كبيرة تواجهنا وتواجه مشروعنا الوطني؛ الاستيطان يتوسع وأخطره ما يجري في القدس وجوارها، والتعصب والعنصرية في إسرائيل تصاعدت في السنوات الأخيرة، والمفاوضات فشلت بسبب استمرار الاستيطان وعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بإطلاق الدفعة الرابعة من أسرانا.
وعلى الصعيد الداخلي، أفشلت حركة zzz*zحماسzzz*z المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، متمسكة بمصالحها الذاتية الضيقة.
إن عدم تمكين zzz*zحماسzzz*z لحكومة الوفاق الوطني من القيام بدورها في قطاع غزة عقبة كبيرة أمام إعادة الإعمار، نحن متمسكون ولن نتراجع عن موقفنا بضرورة استعادة الوحدة بين شطري الوطن والانتخابات الرئاسية والتشريعية هي الفيصل.
نحن متمسكون بإعادة الإعمار حسب ما اتفق عليه مع الأمم المتحدة، وأي عقبات توضع في طريقه هي لعرقلة التنفيذ وحرمان أهلنا من الاستفادة الفورية من المساعدات الدولية لإيوائهم وإعادة بناء البلد.
الأخوات والأخوة،،،
رغم التحديات والضغوط والمؤامرات نحن في موقع سياسي قوي فالعالم يقف إلى جانبنا، وأذكر بما حقنناه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 عندما لم تعارض سوى تسع دول فقط الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، برلمانات أوروبا ودولها الهامة تصوت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إن اعتراف الحكومة السويدية خطوة في غاية الأهمية، ويعزز هذا توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولتنا المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس.
نحن لا نعمل بردود الفعل فقراراتنا نتخذها في الوقت المناسب وبما يخدم قضيتنا الوطنية، ولذلك اخترنا الانضمام لعدد من المنظمات والمعاهدات الدولية وإبقاء الباب مفتوحا للانضمام إلى غيرها، وبانتظار ما ستسفر عنه الجهود الفلسطينية والعربية والدولية في مجلس الأمن سنتخذ قراراتنا اللاحقة.
أتمنى التوفيق لأعمال مؤتمركم، فنجاحه هو نجاح لفتح قائدة مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال والدولة.
تحية لشهدائنا الأبطال والحرية لأسرانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في 18 كانون الأول 2014
أمس قدمنا مشروع قرار إلى مجلس الأمن يهدف إلى وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين، قد تشاورنا مع الأشقاء والأصدقاء في كل مراحل إعداد ذلك المشروع، وقد حافظنا بذلك على مصداقية القيادة الفلسطينية من خلال تقديمه بالأمس.
يأتي ذلك الجهد في إطار معركتنا السياسية لتحرير الأرض وإنهاء الاحتلال لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وسنستمر في مشاورتنا مع الأشقاء والأصدقاء، من خلال المداولات التي ستتم في أورقة الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى حشد الدعم والتأييد لهذا المشروع، هذا وقد أكد مشروع القرار على كل ما جاء في قرار الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة في العام 2012 وبخاصة على ما يلي: التأكيد على حل الدولتين يجب أن يكون على أساس حدود الرابع من حزيران 67، أن تكون القدس عاصمة لدولتين بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وضع حد عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق مبادرة السلام العربية القرار 194، الوقف التام لجميع الأنشطة الاستيطانية، وضع ترتيبات أمنية تضمن وجود طرف دولي ثالث، الترحيب بمؤتمر دولي لإطلاق المفاوضات على أن لا تتجاوز فترة المفاوضات مدة عام، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين قبل نهاية عام 2017.
نود بهذه المناسبة أن نعبر عن جزيل شكرنا للملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على جهودها التي بذلتها، من أجل إنجاح المشاورات وتقديم مشروع القرار لمجلس الأمن يوم أمس، وكذلك لجميع الدول الشقيقة التي شاركت في الأيام الماضية بالمداولات حول هذا الموضوع.
كما نتوجه بالشكر الصادق إلى فرنسا ولجميع الأصدقاء الذين شاركونا بأفكارهم ونصائحهم، ونثمن المشاورات المكثفة التي أجريناها مع كل من روسيا ومصر حول هذا الموضوع، كما لا يفوتنا أن نجدد التأكيد على انفتاحنا على الاستمرار بالتشاور وتبادل الأفكار من أجل إنجاح هذا المشروع والوصول إلى قرار يضع الأسس التي تضمن مفاوضات جادة وتنهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين قبل عام 2017، وفي هذا المقام فإننا نتوجه بصادق الشكر لبرلمانات الدول التي أوصت حكوماتها بالاعتراف بدولة فلسطين،
ونحن بدورنا ندعو حكومات كل الدول لتنفيذ توصيات برلماناتها بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
نذكر أن كل من يؤمنون بحل الدولتين عليهم أن يتخذوا موقفا متوازنا وذلك بالاعتراف بدولة فلسطيني مثلما اعترفوا بالماضي بدولة إسرائيل، هذا ونعبر عن جزيل شكرنا للاتحاد السويسري على احتضانه لمؤتمر الأطراف السامية الموقعة على مواثيق جنيف في سويسرا والذي انعقد يوم أمس والذي يؤكد على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وعلى انطباق اتفاقيات جنيف، كما نتوجه لجميع الدول والمنظمات التي شاركت والتي أبدت جميعها دعمها لصدور إعلان بهذا الخصوص. وشكرا لكم.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية 14 كانون الأول 2014
في الجلسة الماضية بعد أن ودعنا الشهيد الأخ زياد أبو عين قررنا أن تبقى الجلسات مفتوحة لمناقشة ما وضعناه على جدول أعمال هذه القيادة، وكما تعلمون على جدول الأعمال القضايا التالية: مجلس الأمن، واجتماع الأطراف السامية المتعاقدة في جنيف، والطلب إلى الأمم المتحدة لحماية الفلسطينيين، والطلب من السكرتير العام، وهو شيء جديد، لتشكيل لجنة للتحقيق في استشهاد أبو عين، ثم موضوع المصالحة وإعادة الإعمار، ثم المقاومة الشعبية السلمية المزدهرة، والانضمام إلى المؤسسات والمواثيق، وتحديد العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية بما يشمل دعوة سلطة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها، ووقف التنسيق الأمني.
هذه القضايا التي سنناقشها اليوم وربما في جلسات أخرى حسب الظروف، لكن هذه القضايا المطروحة على جدول الأعمال.
أحب التعليق على قضية واحدة وهي قضية الإعمار:
هناك حركة حماس ومعها بعض الناس يحاولون تحميل مسؤولية عدم وجود إعادة الإعمار للسلطة الوطنية الفلسطينية ويعلنون ذلك بصراحة، وكلهم ينسون أن هناك اتفاق واضح وصريح معهم قبل أن يكون معنا، بأن نتواجد على المعابر التي ستسلم المواد برعاية الأمم المتحد لنوصل هذه المواد لأصحابها المستحقين، ثم بعد يومين أو ثلاث اعتبروا هذا الاتفاق مهين للشعب الفلسطيني، ويحملونا هذه المسؤولية.
ممكن أن أفهم ذلك من حماس لكن لا أفهمه من أناس من عندنا يعملون نفس الشيء، ويقولون نفس الكلام. الهم الأكبر الذي لدينا إعادة إعمار غزة، وهناك كشف لدى حسين الشيخ بكافة المواد التي تمكنا من إيصالها حتى الآن، وهذا لا يعني أن ذلك بديل لتسلم كل المواد والتبرعات من دول العالم التي قدرت في مؤتمر إعادة الإعمار بـ5 مليار دولار، نحن جاهزون والمصريون فورا إذا التزمت حماس بهذا الاتفاق، لكن أتمنى أن تتركوا حماس وحدها تتكلم لا أن ندعم نحن أيضا هذا التوجه الخاطئ وغير الصحيح الذي تتبناه حماس، نحن اليوم جاهزون وأمس جاهزون وغدا جاهزون.
كان هناك قرار لتوجه مجلس الوزراء إلى هناك، صحيح أنه لا فائدة من الذهاب لكن أيضا نذهب، وبعد التفجيرات التي حدثت هناك أصبح من غير الممكن الذهاب إلى هناك ويحصل ما يحصل من قبل أناس لا يتقون والله ولا يراعون إلا ولا ذمة.
هذا الموضوع أرجو أن يكون واضحا بحيث ليس كل مرة نكرر إعادة الإعمار، إعادة الإعمار نحن من يحرص عليها ونحن دعونا إلى المؤتمر الذي كان من المفترض أن يكون في النرويج وأصرينا على أن يكون في القاهرة وكان عرسا فلسطينيا. وانتهى لكن لماذا إلى الآن؟، إما أن تأخذ حماس نسبة مئوية مما يصل وإما لا تسمح، وتفرض الضرائب على مئات المواد التي تصلها بما فيها التبرعات، فكيف يمكن ذلك؟! أين الحرص على الشعب الذي يجلس في العراء إلى الآن؟ أنا لا ألوم فقط حماس بل من يجتمع معها ويلتقي معها ويجاريها في ادعاءاتها هذه.
كلمة الرئيس محمود عباس خلال احتفال بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد 7/12/2014
ليس هناك أحد فوق القانون فيما يتعلق بالقانون، عندما يطالبون بحقوقهم فالقانون هو الفيصل، والقضاء هو الذي يطبق القانون.
نحن جميعا نلتزم بالقانون، هناك دعوة مرفوعة ضدي في محكمة الجنايات الدولية بتهمة الإرهاب، وما داموا سيأخذونني، لا بد أن آخذ بعضا منهم.
القضاء لا يزعج أحدا، لأنه يقول كلمة الحق، من هنا جاءت فكرة هيئة مكافحة الفساد، وهي قضية مهمة في كل بلد، حتى لو لم يكن فيها فساد، وتبين أنه لدينا، لذلك لا بد أن يعاقب ويحاكم كل من يعبث بالوطن ومقدرات الوطن.
لكننا قلنا في ذلك الوقت بأننا لا نريد التشهير بأحد، لأن المتهم بريء حتى يدان، لذلك لا يجوز عند استجواب شخص أن تنتشر صفحات zzz*zفيس بوكzzz*z والمواقع بأن فلان مطلوب لدى محكمة الفساد، فربما يكون شاهدا أو متهما، ولكن لا يجوز الحكم بأنه حرامي أو فاسد دون إدانته، فالتشهير ممنوع، والدعاوى الكيدية خطيرة جدا، فأنا لا أحب شخصا فأقوم بكتابة تقرير كيدي عنه، وهيئة مكافحة الفساد مضطرة لأن تدرس كل قضية مهما كانت صغيرة أو كبيرة تافهة أو مهمة، ولكن إذا ثبت أنها كيدية فيجب أن يعاقب من يرسل مثل هذه القضايا.
لا بد أن تحصل بعض القضايا بين الفينة والأخرى لأننا بشر، لكن المهم أننا اتخذنا وقفة ضد الفساد لنصل به إلى حده الأدنى.
صحيح أنه ليس لدينا دولة مستقلة، ولكن لدينا مؤسسات وقوانين ومحاكم وقضاء، والاستقرار سيأتي عاجلا أم آجلا، ولكن يجب أن نبرهن للعالم، وهناك تقارير صدرت عن مؤسسات دولية تشيد بمحاربتنا للفساد، ولكنها لا تنشر لأنها لصالحنا، وهي مهمة جدا من دول ومؤسسات دولية، تقول إن الوضع الفلسطيني جيد ولكنه ليس بنسبة 100%، لكنه جيد، المهم أن تكون الإرادة متوفرة لدينا جميعا بأن ننهي الفساد، ولا احد يملك أن يقول للهيئة نعم أو لا، أو أن يتدخل في شؤونها، فأنا شخصيا أو غيري ممنوعون أن نتدخل، والهيئة تعمل بشكل شفاف وعظيم، وأي شخص لديه انتقاد يستطيع توجيه الانتقاد لها لتصليح الأخطاء، إن حصلت، ولكن بالحقيقة نحن راضون كل الرضا عن عملها وما تقوم به في كل المستويات وعلى كل الأصعدة.
نريد أن نسير في كل مؤسسات الدولة لنشر الشفافية والمحاسبة، لأنه إذا عمت الشفافية والمحاسبة ستكون لدينا دولة محترمة نستحقها.
الظروف التي نمر بها صعبة للغاية، وقبل عدة أيام كان هناك اجتماع للجامعة العربية للحصول على قرار عربي للتوجه إلى مجلس الأمن، وكان هناك من يرى انه لا ضرورة للذهاب إلى مجلس الأمن، بل يرى من الضروري عرقلة هذا الذهاب، وبالتالي لا بد أن يعكس نفسه على الوزراء وغيرهم ليتساءلوا هل هذا ضروري؟ هل هذا وقته؟ لماذا لا نؤخره؟ وبصراحة هذه أسئلة مشروعة، ولكن الجو كله كان أسئلة، في لجنة المتابعة العربية وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهناك فرق بينهما.
وجدنا هناك تساؤلات واستفسارات واستنكارات، ونحن كنا قد قدمنا مشروعا نقول فيه، إننا سنذهب إلى مجلس الأمن آخر الشهر، فمن أراد أن يسهم في وضع المسودة فليتفضل، فلماذا التأخير، فالمسودة موجودة لدى مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، وهو يقود المداولات مع السفير الأردني ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، ويستطيع الجميع تقديم اقتراحاتهم.
في الجامعة العربية ألقيت كلمة بثت للعالم، وأخذنا القرار بالإجماع، ووافق الجميع على قرارنا بالإجماع، ولكن إذا لم نحصل على قرار في مجلس الأمن هناك خطوات سنتخذها ولن أعيد تكرارها لان الجميع يعرف هذه الخطوات.
إذا لم نذهب إلى مجلس الأمن فإلى أين نذهب، وكما أخذوني إلى محكمة الجنايات الدولية سآخذهم إليها كذلك.
لا يوجد هناك خطأ واحد في مشروع القرار، لأنه يتكلم عن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق سقف زمني محدد، فحدود عام 1967 واردة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 في 29-12-2012، والجديد في المشروع الفلسطيني هو تحديد فترة إنهاء الاحتلال.
بالأمس سألني شخص، حول قدرة الاقتصاد الفلسطيني على النهوض، فأجبته فور انتهاء الاحتلال لن نعود بحاجة إلى مساعدة أحد، فلدينا ارض نبنيها ونزرعها، ولدينا أهم سياحة دينية بالعالم للمسلمين والمسيحيين، لكن ما دام الاحتلال سنبقى تحت وطأة المساعدات.
المسألة الأخرى هي القرارات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية كالدولة اليهودية، والعنصرية التي على ضوئها مُنع الفلسطينيون من سلوك بعض الطرق.
فطرحت الحكومة الإسرائيلية يهودية الدولة، فانقسمت الحكومة، واتفقوا على الذهاب للانتخابات، وهي شأن داخلي لا علاقة لنا به، لكن حتى نرى انه في داخل إسرائيل هناك من يرفض ما رفضناه كرئيس الدولة ووزراء وأعضاء كنيست وضباط.
هذه القرارات وعلى رأسها الدولة اليهودية لن نقبل به إطلاقا، نحن ضد الدولة اليهودية لأسباب كثيرة، وضد تحويل الصراع إلى صراع ديني بيننا وبينهم، لأنه إذا تحول لن ننتهي، والذي بيننا هي صراع سياسي بين محتل والواقع بين الاحتلال، ونحن نحترم كل الأديان.
الاعتداءات التي تتم ضد المسجد الأقصى المبارك مرفوضة رفضا قاطعا، ولن نسمح بها، كذلك على كنيس يهودي أو كنيسة مسيحية لا يجوز.
كذلك هناك قرارات عنصرية تتعلق بمنع الفلسطينيين من استخدام الطرق، وهذه القرارات نواجهها، ونحن بانتظار ما يحدث في مجلس الأمن، وقد قيل لنا انتظروا ما سيحدث في مجلس الأمن، ولكن نحن نقول ليس لنا دعوة بالانتخابات الإسرائيلية، لأنه كل ما نريد الإقدام على خطوة يقولون لنا انتظروا هناك انتخابات في الولايات المتحدة الأميركية، إذا كانت هناك انتخابات في الكونغرس أو في إسرائيل أو نيكاراغوا، هل من المعقول انتظار انتخابات العالم أجمع، لدي قضية سأسير بها وليس لي علاقة بأية أشياء أخرى، وسنسير إلى الأمام.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بتاريخ 29/11/2014
معالي الأخ الرئيس،،،
معالي السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية،،،
السادة الوزراء سعادة السفراء،،،
أود بداية أن أتقدم بعظيم شكري وامتناني لتلبيتكم الدعوة لحضور هذا الاجتماع الذي يعقد في لحظات مصيرية تتطلب جهودنا المشتركة وتعزيز قدراتنا لتنفيذ ما نتخذه من قرارات، ويصادف اليوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر يوم التضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني، ومرور عامين على حصول دولة فلسطين على مكانه مراقب من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
التحية لكل الشعوب التي تقف مع السلام ومع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، حقوقه الوطنية المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وأنتهز هذه الفرصة لأقول المجد لشهدائنا الأبرار والحرية للأسرى البواسل والشفاء العاجل للجرحى الأبطال.
في اجتماعاتنا السابقة أصحاب المعالي والسعادة اتخذنا مجموعة من القرارات شملت، أولا: التوجه إلى مجلس الأمن بمشروع قرار عربي يتضمن تثبيت قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ووضع سقف زمني لذلك.
ثانيا: قيام دولة فلسطين بتوقيع صكوك الانضمام للمواثيق والمعاهدات والبرتوكولات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، وأعلمكم بهذه المناسبة أن هناك شكوى إسرائيلية مقدمة ضدنا شخصيا لمحكمة الجنايات الدولية الآن، أي أن الإسرائيليين سبقونا إلى هذا ورفعوا اول قضية ضدنا.
ثالثا: دعوة سويسرا الدولة الحاضنة لمواثيق جنيف لعام 1949 الأطراف المتعاقدة السامية للاجتماع لإنفاذ وتطبيق ميثاق جنيف الرابع لعام 1949 على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وقد قام معالي الأخ صباح الخالد الصباح، ومعالي الأخ نبيل العربي، والدكتور رياض المالكي، بزيارة إلى سويسرا لهذا الغرض، كما أرسلت رسالة بهذا الخصوص إلى الرئيس السويسري، ونعتقد إن هذا الاجتماع قد ينعقد في الشهر المقبل على مستوى المندوبين، ومجرد انعقاد هذا الاجتماع هو بداية طيبة للقضية الفلسطينية، لان هذه الدول في نيتها أن تضع موضع التنفيذ الميثاق الرابع من اتفاقيات جنيف، وهو الذي ينص على تجريم الدولة المحتلة في نقل سكانها إلى هذه الأراضي، أو نقل سكان الأراضي المحتلة إلى الخارج.
رابعا: دعوة السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون لوضع تصور شامل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967، وقد أرسلنا رسالة دولية له بهذا الخصوص، وهذه الرسالة تتفاعل الآن في أروقة الأمم المتحدة، واعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة سيضعها قريبا موضع التنفيذ.
خامسا: حث دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين على القيام بذلك، وبهذا الصدد نثمن قرار مملكة السويد الاعتراف بدولة فلسطين، وتوصيات البرلمانات في كل من بريطانيا وايرلندا واسبانيا بهذا الشأن، وهناك دول أخرى، واعتقد أن البرلمان الأوروبي في طريقه إلى اتخاذ مثل هذا القرار.
وبهذا السياق أوجه عنايتكم إلى مشروع القرار المطروح أمام البرلمان الفرنسي، والذي يؤكد أن الوضع القائم خطير وغير قابل للاستمرار، ويدعو الحكومة الفرنسية إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، أي أن الدول الأوروبية التي سبق أن وقفت موقفا من الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، واعتبرت أن منتجات المستوطنات غير شرعية، لأنها تعتبر أن الاستيطان غير شرعي، بدأت تتحول أكثر فأكثر بالاتجاه الصحيح، لتقول إن الوضع في الأراضي الفلسطينية خطير وغير قابل للاستمرار، ولذلك لا بد من اتخاذ قرارات بهذا الشأن.
وكذلك المقال المشترك لوزيري خارجيتي فنلندا وايرلندا في جريدة ايرش تايمز في 26-11 قبل ثلاثة أيام، والذي أكد فشل الوساطة الأميركية، وعدم شرعية الاستيطان، ووجوب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وان ذلك يتطلب جهدا جماعيا وأهدافا واضحة وجدولا زمنيا محددا، وأكد على ذلك البيان الصادر عن مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي الذي دعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين حفاظا على عملية السلام.
وفي المقابل مع الأسف، أوصى مجلس الشيوخ الأميركي بتجميد المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية، وقاموا بتحميلي شخصيا مسؤولية العنف الأخير ضد الإسرائيليين، كما قامت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة بتوزيع بيان مكتوب تدعو فيه الدول الأعضاء إلى عدم الاستجابة لدعوة سويسرا لعقد اجتماع الأطراف المتعاقدة السامية لمواثيق جنيف عام 1949. هذه التهم التي وجهت إلينا من قبل أعضاء في الكونغرس، أعلن مسؤول الأمن الداخلي الإسرائيلي في الكنيست بشكل واضح وصريح أنها اتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة، نحن لم نقم بتحريض احد لا سرا ولا علانية، ومع ذلك هناك توصية من مجلس الشيوخ الأميركي بتجميد المساعدات، نتمنى ألا يفعلوا.
وفي نفس الوقت، استمرت اتصالاتنا مع الإدارة الأميركية، بحيث أصبحنا نتواصل مع وزير الخارجية جون كيري بشكل يومي، كان آخرها اللقاء معه في عمان يوم 13-11 الجاري، حيث عقد اجتماع ثلاثي بين كيري، وجلالة الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بخصوص التصعيد والاعتداءات الخطيرة على المسجد الأقصى المبارك، وهنا نثمن عاليا جهود جلالة الملك الذي يتابع هذا الموضوع باستمرار وإصرار لوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
لقد طلبنا من كيري ما يلي: العمل معا على صيغة مشروع قرار لمجلس الأمن، نحن لا نريد أن نستبعد أحدا، ولا نريد أن يكون احد خارج الدائرة وبالذات الولايات المتحدة الأميركية، فإذا رغبت، ونتمنى أن ترغب، بأن تشارك معنا في مسودة مشروع القرار الذي سنقدمه، نحن جاهزون لهذا، وغير أميركا أيضا من الدول الغربية.
ثانيا: طلبنا منه الحصول من نتنياهو على التزام بوقف النشاطات الاستيطانية، والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى المتفق على الإفراج عنهم، وإعادة مكانة مناطق zzz*zأzzz*z الأمنية والسياسية، لان إسرائيل تحتلها الآن، وقبول الانخراط الفوري في مفاوضات على الخارطة لتحديد حدود 67 بين الدوليتين، إذا وافقت إسرائيل على هذه الطلبات، نحن نجلس للمفاوضات، لكن لا نستطيع أن نجلس في مفاوضات دون وقف الاستيطان وغيره من الطلبات التي وضعنها، نحن لسنا في وضع قد نفرض شروطا، إنما نطالب بالمشروعيات التي تم الاتفاق عليها.
طلب الوزير كيري منا الانتظار وعدم القيام بأي خطوة، وذلك كان في مطلع شهر أيلول، ثم عندما التقيته في 23-9 في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية، وبعدها عندما التقيته في القاهرة يوم 12- اكتوبر، على هامش اجتماعات الدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة، ثم أرسلت له وفدا الى واشنطن في مطلع نوفمبر، ثم التقيته في عمان كما أسلفت، وقلت له حرفيا: لم يعد بإمكاننا الانتظار أو التأجيل، هذه فكرة الانتظار والتأجيل من أجل التأجيل لم نعد نستطيع القبول بها، ونحن لا نهدد، ولسنا في مكان أن نهدد أحدا، ولا نقبل ولا نستطيع أن نهدد أحدا، نحن نتكلم بالمنطق والعقل والقانون.
لم يعد بإمكاننا الانتظار والوضع القائم غير قابل للاستمرار، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية تزيد من اعتداءاتها واستيطانها وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضي، وتهجير السكان، وفرض الواقع على الأرض، يعني كلما بنو بيتا يقولوا هنا حدودنا وهكذا، إذا حدود إسرائيل غير معروفة، ويبدو أنهم لا يريدون أن يخططوا حدودهم لأسبابهم الخاصة، وكذلك للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
قلت لهم إذا لم نحصل على ردود من الحكومة الإسرائيلية حتى اجتماعنا اليوم سنطرح القرار رسميا على مجلس الأمن، وسنوقع صكوك الانضمام للمنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، وسنبدأ بتحديد العلاقات مع إسرائيل، من خلال وقف التنسيق الأمني، ودعوة إسرائيل -سلطة الاحتلال- لتحمل مسؤولياتها كاملة، وهذا ليس سرا حيث قيل للأميركان والإسرائيليين في عشرات المناسبات، إذن نحن هنا لا نذيع سرا بخطواتنا، وهذا إذا لم تحصل مفاوضات وقرار مجلس الأمن.
إن المكانة القانونية لدولة فلسطين منذ القرار التاريخي 67 لعام 2012، قد أصبحت دولة تحت الاحتلال إذا تغير الوضع القانوني من أراض متنازع عليها إلى ارض دولة تحت الاحتلال، ولذلك تنطبق علينا اتفاقية جنيف بالذات الاتفاقية الرابعة، وسنطالب الدول المتعاقدة باتخاذ الإجراءات اللازمة وتطبيق قراراتها على الاحتلال الإسرائيلي.
أوجه عناية معاليكم إلى الخلافات الحادة العلنية بين المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وعدد من الوزراء من جهة، ورئيس الوزراء من جهة أخرى، حول الموقف السياسي العام منا، وحول ما برز من تباين عميق مما يسمى قانون يهودية الدولة، هناك قضيتان، الأولى: السياسة نحو السلام والمفاوضات، والثانية: عندما طرح نتنياهو يهودية الدولة برزت له أصوات كثيرة على رأسها رئيس الدولة ليقولوا: هذا الكلام غير مناسب ولا يجوز أن تطرحه.
وفي هذا الصدد، أريد اطلاعكم على أن الحكومة الإسرائيلية قدمت 5 قوانين عنصرية لتكريس الأبرتهايد، وهي أولا: قانون الطرق المعقمة أي النظيفة من الفلسطينيين، وهي أراض على حدودنا وبأرضنا في الضفة سموها الطرق المعقمة، وبمقتضى هذا القانون سيكون هناك 800 كلم طرق لا يحق للفلسطيني استخدامها. بماذا يذكرنا هذا؟
ثانيا: قانون الحافلات العامة لليهود فقط.
ثالثا: تطبيق القانون الإسرائيلي على مستوطنات الضفة الغربية، أي أن القانون إذا طبق يعني أن هذه المستوطنات ألحقت بإسرائيل، أي أنها أراض إسرائيلية لا نقاش فيها، سواء في قلب القدس أو في الضفة الغربية.
رابعا: قانون يهودية الدولة الذي أثير أكثر من مرة معنا، وقلنا: نحن نعترف بدولة إسرائيل، سبق هذا في عام 1993 في الاعتراف المشترك بين رابين وعرفات، ولن نقبل تغييرا أو تبديلا، وإذا كانت إسرائيل تريد أن تسمي نفسها ما تريد، فلتذهب إلى الأمم المتحدة، إنما أن تطلب منا وبالذات من الشعب الفلسطيني الاعتراف، لن نعترف بالدولة اليهودية إطلاقا، والحيثيات تمنعنا من حيث المبدأ والنهاية أن نعترف بدولة يهودية.
خامسا: قانون الولاء لدولة إسرائيل اليهودية، أيضا هذا القانون ماذا يفيد؟ إذا أراد شخص أن يرشح نفسه للانتخابات أو يذهب إلى مؤسسات الدولة، فيجب أن يقسم يمين الولاء لدولة إسرائيل اليهودية، وهذا سيعكس نفسه على البرلمان أو الكنيست، وهنا النواب العرب في الأحزاب العربية لن يستطيعوا التقدم للانتخابات وهو فصل عنصري بامتياز.
إن هذه القوانين تهدف إلى تكريس نظام الدولة الواحدة بنظامين، يعني دولة إسرائيل هناك الحرية والديمقراطية، وعندنا فقط يمكن التمتع بالحقوق المدنية والدينية، ومع الأسف هذا الكلام ورد في وعد بلفور وصك الانتداب البريطاني وعصبة الأمم، وما زالت إسرائيل ترى أن هذا هو الأنسب للفلسطينيين، حكم ذاتي ديني مدني لا أكثر ولا اقل، ولن يكون لهذا الجسم أي استقلالية إطلاقا.
القيادة الفلسطينية بمختلف فصائلها أقرت خطتنا هذه، وطلبت منهم الانتظار حتى نناقش هذه الخطوات معكم كما تعودنا، قراراتنا وخطواتنا تتم بالتشاور والتنسيق والاتفاق مع أشقائنا.
لم يعد بإمكاننا الانتظار والتعايش مع الوضع القائم zzz*zستاتيكوzzz*z، فحكومة إسرائيل تريدنا سلطة دون سلطة، وتريد احتلالها دون كلفة، هي محتلة لا تدفع شيئا ولا مسؤولة عن شيء، هو ارخص وأقدم احتلال بالعالم، وتريد إبقاء غزة خارج الفضاء الفلسطيني، لأنها تدرك أن لا دولة فلسطينية في قطاع غزة، ولا دولة فلسطينية دون قطاع غزة.
من هنا كانت حربها الإجرامية على القطاع في الصيف الماضي الذي راح ضحيته 2200 شهيد، و10000 جريح، ونحو و80 ألف بيت مهدم بشكل جزئي أو كلي.
نحن نبذل كل جد ممكن لإعادة الإعمار وتحقيق الوحدة من خلال العودة إلى إرادة الشعب بانتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، تطبيقا لما تم الاتفاق عليه في الدوحة والقاهرة بتأييدكم ورعايتكم، وهذه الطريق الوحيدة للمصالحة، الالتجاء إلى صندوق الاقتراع، وبهذه المناسبة نقول لقد وصلنا من أشقائنا في قطر 200 مليون دولار من أصل المبلغ الذي تبرعت به قطر، فشكرا لها على هذا.
إنني أدرك ما قد يترتب على تنفيذ خطتنا من تبعات ونتائج، لكنني أصدقكم القول إن أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية ومشروعنا الوطني هو إبقاء الوضع على ما هو عليه zzz*zستاتيكوzzz*z، ولقد أعطيت الرئيس اوباما وكيري كل فرصة ممكنة، ومارست الانتظار والتريث، إلى درجة أطلق الناس على سياستنا الانتظار والتريث إلى متى؟
لم يعد لدينا شريك في إسرائيل، ولم يعد أمامنا سوى تدويل القضية الفلسطينية عبر تنفيذ الخطة التي اتفقنا عليها، وأنا على ثقة إننا سنحصل على دعمكم وتأييدكم، راجيا أن تضعوا قراركم بتوفير شبكة أمان مالية بقيمة مئة مليون دولار، سبق أن تحدثنا عنها، موضع التنفيذ، حرصا على استمرارنا في تعزيز صمود شعبنا على أراضي دولة فلسطين المحتلة في الضفة والقدس الشريف وقطاع غزة.
كلمة الرئيس محمود عباس في حفل افتتاح مؤتمر الهيئات الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
21. 11. 2014
السيدات والسادة،
الأصدقاء والأخوة،
السادة جميعا،
أهلا وسهلا بكم في فلسطين
ما شاهدتموه قبل لحظات من قبل شبان وشابات سرية رام الله هو بالضبط ما نريد، بكل بساطة، وما نحتاج إليه، أن نحرث أرضنا أن نسقي زرعنا أن نحصد زرعنا، أن ننام في بيوتنا بهدوء واستقرار وأمان، دون مستوطنين يرعبوننا كل ليلة دون جيش احتلال، دون هذا الكابوس الذي فرض علينا منذ عقود طويلة، هل هذا كثير علينا، هذا ما نطلبه، نخلص من هؤلاء ونعيش بأمان، بالضبط عبروا عن كل مطالب الشعب الفلسطيني، وأقول للعالم أليس هذا حقنا، أهذا كثير علينا؛ أن ننعم بحقنا كبقية شعوب الأرض، ونعرف أن معظم ضيوفنا عانوا من الاحتلال وجيوش الاستعمار ولم يبق على وجه البسيطة إلا هذا الشعب البسيط الذي لا زال يرزح تحت الاحتلال، إلى متى هذا الاحتلال، ومتى سينتهي.
أهلاً بكم في فلسطين، وأنتم تحلون ضيوفا كراما على شعبنا الفلسطيني، الذي يكن لكم جميعا مشاعر الصداقة والاحترام والتقدير، وإن حضوركم لهذا المؤتمر الدولي للبلديات المنعقد برعاية المتحدة بمناسبة السنه الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لهو بحد ذاته انتصار لقيم الحق والعدل والسلام التي نتطلع لرؤية راياتها ترفرف على ربوع بلادنا والجوا ربل والعالم أجمع، ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نثمن للأمم للمتحدة وأمينها العام وممثلها الشخصي لفتتهم الكريمة لرعاية المؤتمر مشيدين بالدول والمنظمات الصديقة التي ساهمت في تمويل عقد المؤتمر وتوفير السبل الكفيلة وحضور العدد الكبير من المشاركين من مختلف أنحاء العالم، وكذلك نتقدم بالشكر الجزيل لكافة اللجان وأطقم العمل التي ساهمت في تنظيم المؤتمر وتوفير سبل الراحة والخدمات الضرورية للوفود والضيوف المشاركة في أعماله.
لعلكم تعلمون أيها السادة أن تاريخ نشوء البلديات في فلسطين يعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ففيها عدد كبير من البلديات التي مر على تأسيسها أكثر من مئة عام، ولا زلنا تحت الاحتلال، ومنها رام الله والقدس وبيت لحم والخليل ونابلس وغزة، وفي نفس تلك الفترة نشأت بلديات في فلسطين التاريخية في عكا وحيفا وطبريا وصفد وبيسان والناصرة، لدينا بلديات منذ أكثر من قرن ونصف، لدينا بلديات وحضارة ولا زال الاحتلال رازحا فوق قلوبنا، وشهدت فلسطين، وكما هو معروف، أول تواجد حضاري في تاريخ البشرية، في أريحا قبل كثر من عشرة آلاف عام، تلا ذلك بناء يبوس مدينة السلام التي سميت فيما بعد مدينة القدس، وازدهرت الحضارة الكنعانية حيث عمر الكنعانيون الأوائل البلاد قبل 3500 آلاف عام من ميلاد المسيح عليه السلام، فلسطين بلد عريق بتاريخه وغني بتراثه الحضاري والديني وتعدديته المتوارثة عبر الأجيال، والتي نعمل بكل ما أوتينا من إرادة للحفاظ على هذه الهوية المميزة والحفاظ على موروثنا التاريخي والديني والعمراني، غير أن هناك الكثير من المعوقات التي وضعها ولا يزال يضعها الاحتلال، في وجه النمو والتطور وازدهار المجتمعات المحلية ومجالس الحكم المحلي والبلديات الفلسطينية، ومع ذلك ومنذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، تم وضع قانون للبلديات وهيئات الحكم المحلي، ينظم عملها ويضع الضوابط اللازمة لتطوير أدائها واعتماد أسلوب اللامركزية في إدارة شؤونها عملها وتقديم خدماتها، وها هي اليوم قطعت شوطا طويلا في عملها ونموها ولا سيما التطوير الإداري وتنمية الموارد البشرية، واستخدام التكنولوجيا ونظم الإدارة العصرية والمحوسبة وتتم فيها، وانتخابات لاختيار مجالسها وفق قانون الانتخابات الحر، والمباشر وتمت آخر انتخابات في تشرين أول 2012، والبلديات تقودها مجالس منتخبة، تضم جميعها في عضويتها نساء، والمرأة ترأس عددا من مجالسها، نحن متحضرون، وهذا وينطلق من اهتمامنا في مشاركة المرأة وتعزيز دورها في المؤسسات كافة وفق القانون، فهي اليوم الوزيرة والقاضية والسفيرة والنائب والمحاضرة والنائب في البرلمان وعضو القيادة في مختلف المؤسسات السياسية والادارية والقطاع الخاص، موجودة في كل مكان، وتتوفر في فلسطين، مقومات الحضارة والمدنية في أرفع وأرقى تجلياتها، يوجد 56 مؤسسة تعليمية عالية، في الضفة والقطاع، ومع ذلك لا زلنا تحت الاحتلال، وكليات المجتمع منها 12 جامعة والعديد من الكليات الجامعية وكليات المجتمع المتوسطة تمثل حراكا تعليمية وتربوية وثقافية نشطة في مختلف التخصصات الفنية والعلمية والنظرية، وتخرج جامعاتنا سنويا آلاف الطالبات والطلبة، هذا إضافة إلى من يدرسون من أبنائنا في الخارج ويتعلمون في مختلف دول العالم ويدرسون لغاتها ويتعرفون على ثقافاتها وعاداتها ويعودون للوطن بخبراتهم وتجاربهم التي تسهم في تطوير وتنمية المجتمع والدفع به قدما إلى الأمام، ويشكلون في الوقت ذاته جسور صداقة وتعاون معها ومصاهرة أيضا.
وتجدر الإشارة إلى أن مدننا الفلسطينية تتميز بنشاطها التجاري والخدماتي والصناعي والتنمية الزراعية وما ينقصنا شيء واحد أن يزول الاحتلال عن أراضينا لنتمكن من بناء مطارات وموانئ ليتاح لنا التواصل والتبادل الحر والمباشر مع العالم، وتطبيق اتفاقيات التبادل التجاري مع دول العالم بما في اتفاق الشراكة اليورو متوسطية بين فلسطين والاتحاد الأوروبي والذي لم نستطع تنفيذه بسبب عراقيل الاحتلال، وربما شاهدتم العراقيل اليوم وأمس العراقيل التي تضعها دولة الاحتلال نوع من الإيذاء الفطري، لماذا تمنع ضيوفنا من الدخول وتعرقلهم؟، يعرقلون أي شيء ليس فقط الضيوف إنما البشر والتجارة وغير ذلك وهذه من الأسباب الأساس التي تعرقل تقدمنا.
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظروف بالغة الخطورة ووقت عصيب تعيشه المنطقة مع حمى التوتر والإرهاب والعنف الديني والطائفي البغيض وخطابات التحريض والكراهية التي نسمعها، ونعيش آثارها السلبية وندفع ثمنها من دم أبنائنا، ونحذر من مغبة تحويل الصراع السياسي الى صراع ديني، قلناها أكثر من مرة بيننا وبينكم صراع سياسي لنتحدث بالسياسة ولا تحولها لصراع ديني لأنها تبدأ ولا تنتهي، ونكرر تحذيرنا ألف مرة وبالأسابيع الماضية حولوها أو كادوا تحويلها ونقول لهم إياكم لا تقتربوا من الأماكن الدينية، لأننا نحترم كل أصحاب الديانات، وأنتم عليكم عدم الاقتراب من مساجدنا وكنائسنا ونحن يجب أن لا نقترب من كنسكم ومعابدكم لأنها مقدسة عندنا، لكن إذا انفجرت بهذا الشكل لا أحد يعرف إلا الله إلى أين ستنتهي، وفي نفس الوقت ندين أي أعمال قتل أو عنف موجه ضد المدنيين من الجانبين، المدني الذي يقتل مدان، فالله تعالى يقول:zzz*z من أجل هذا كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاzzz*z، فنحن لا نريد قتل الأبرياء ولا نريد قتل أبريائنا، ولا نريد القتل من أساسه، نريد الأمن والسلام معهم، وجربوا ويعرفوا أننا طلاب سلام وطلاب حق.
إننا نسعى لتحقيق التهدئة والسلام، وإن الوصول للسلام لا يكون بتنكر وجودنا ونفي حقوقنا وامتهان كرامة الإنسان الفلسطيني، والاعتداء على مقدساته المسيحية والإسلامية، وبخاصة ما يحدث هذه الأيام في المسجد الأقصى، وبات من الضروري أن تعي حكومة إسرائيل الحالية أنها إذا كانت جادة فعليها التخلي عن عمليات التوسع الاستيطاني في أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، والكف عن فرض الأمر الواقع، لن نقبل الأمر الواقع، نحن نقبل الشرعية الدولية، أما الأمر الواقع من خلال التوسع الاستيطاني لن نقبل به، قلنا لهم ونقول إنه غير شرعي ولن نقبل به إطلاقا، ندعوهم لقبول مبدأ الدولتين، والقدس الشرقية عاصمة، وتحل باقي القضايا من خلال المفاوضات، هذه مطالبنا وهذا ما نسعى إليه.
أيتها السيدات أيها السادة،
نحن نريد السلام للجميع ولا نريد الحرب والعنف وننبذ العنف بأشكاله كافة، هنا وفي الخارج، ولا نريد العودة لمربعات الدم والصراع وإنما نريد استعادة حقوقنا والعيش في أمن وسلام واستقرار، فهل هذا كثير، بعد سبعة عقود من العذابات والتشريد والآلام، خمسة أجيال، فإلى متى؟.
السيدات والسادة،
كما أسلفت لا نريد سوى العيش أحرارا في وطننا فلسطين، نريد الاستثمار في بناء الإنسان الفلسطيني، ليسهم في ازدهار مجتمعه، وبناء منطقة آمنة مستقرة، من خلال التوسع في التنمية الاقتصادية واستثمار مصادرنا الطبيعية والسياحية، وتوفير الوظائف لشبابنا، عشرات آلاف يتخرجون من الجامعات ويبقون بلا عمل، لأننا ممنوعون من استثمار أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية التي تسمى zzz*zجzzz*z، هم يستثمرون فيها، ويستفيدون، ويقولون لا نستطيع التخلي عنها بسبب الأمن، غير صحيح، أيعقل أن 60% من أرضنا لا يمكننا دخولها؟.
وهنا نتوجه للمجتمع الدولي بالسؤال أما آن لأطول احتلال في التاريخ الإنساني المعاصر أن ينتهي ويرحل عن أرضنا ويكف عن التحكم بحياتنا ومصائرنا؟، عندئذ سيرى العالم ويلمس مدى قدرتنا على التحرر من الاعتماد على الدعم الدولي ونعتمد على ذاتنا بدل الاعتماد على المساعدات، فعلا نحن إذا أتيح لنا أن نتمتع بحرية في بلدنا بإذن الله لن نحتاج للمساعدة، عندنا الزراعة والسياحة الدينية، ونكتفي بذلك، وسنقول لكل من ساعدنا شكرا على ما فعلت في الماضي.
لقد آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، وأن يستعيد سيادته على تراب وطنه، وأن يزول الجدار وأن تبنى الجسور بدل الجدار، نبني جسور المحبة والتواصل، هل هم مستعدون، وينصرف المستوطنون عن أرضنا ويزول الاستيطان والمستوطنات وثكنات جيش الاحتلال، وليعيش الجميع باستقرار وحسن جوار، فنحن أصحاب الأرض عمرها أجدادنا الأوائل وسنظل وأجيالنا القادمة نعمل ونبني حاضرنا ومستقبلنا عليها، مثلما كان تاريخنا العريق فيها، بصدق روايتنا التاريخية وصحتها وزيف وبطلان ادعاءات المحتلين، نحن قبلنا بالشرعية الدولية وحدود 1967، هكذا فرض علينا العالم وقالت الأمم المتحدة وقبلنا، إذن أين نذهب، لن نرحل ولن نترك بلدنا وسنبقى فيها، هذه بلدنا وسنبقى فيها.
لقد دعوت في خطابي أمام الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي لمقاربة لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال عن أراضي دولة فلسطين، ونريد أن نعرف متى يرحل الاحتلال، نحن نطالب بأمرين؛ حدود العام 1967 ولدينا فيها قرار، وأصبحنا دولة مراقب، ولكن قل لي متى سترحل، أنت ضيف، نعم ولكنك ضيف ثقيل، ولكن قل لي متى سترحل، إنها(فلسطين) حظيت باعتراف 135 دولة في العالم، المعترفون رسميا بمعنى أنهم يعتبرون فلسطين دولة على حدود العام 1967، ومتأكد أنه أعلى من نسبة الاعتراف بإسرائيل، وحاليا يجري نقاش في البرلمانات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، لذلك ندعو جميع دول الاتحاد الأوروبي التي لم تعترف والتي تدعم تحقيق السلام في المنطقة وترغب في إقامة علاقات متوازنة مع الطرفين، نحن لا ندعو أحد لقطع العلاقات مع إسرائيل، نحن نريد علاقات متوازنة، ونشكر السويد وإسبانيا وبريطانيا، وفرنسا وبلجيكا التي تعد العدة، دول كثيرة الآن تقدم على الاعتراف، من البرلمانات لا بأس، البرلمانات تعني الشعوب.
السيدات والسادة،
إن الهيئات المحلية والبلديات بحاجة لدعمكم والاستفادة من تجاربكم وخبرتكم التي راكمتموها عبر سنين طويلة في إدارة مدنكم وبلداتكم وقراكم، وإنها لجانب تحملها لأعباء توفير الخدمات المحلية لسكانها والإسهام في التنمية فإنها تسهم في بناء دولة فلسطين العادلة والديمقراطية والمستقلة، ونحن نريدها أن تبقى دولة حرية وتعددية دينية وثقافية، لكل مواطنيها والكل يعمل لرفعتها واستقلالها وسيادتها، كل من هو موجود على هذه الأرض له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، لا تفريق بين الدين والعنصر والجنس، كلهم سواسية يعيشون على أرض هذا الوطن.
مرة أخرى أحييكم وأشكركم على حضوركم المميز وتضامنكم النبيل مع شعبنا في إطار هذه الفعالية، متمنيا لمؤتمركم النجاح، وتحقيق أهدافه، مجددا أهلا وسهلا بكم جميعا، ونأسف على العقبات التي وضعوها لكم، أيها الأصدقاء والأخوة في فلسطين، والسلام عليكم
كلمة الرئيس محمود عباس في ذكرى الاستقلال 15/11/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات، أيها الإخوة في الوطن والشتات،،،
في مثل هذا اليوم قبل ستة وعشرين عاماً، وفي ذروة الانتفاضة الأولى، انتفاضة أطفال الحجارة، التي أبهرت العالم بقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود واستنباط الوسائل والأدوات لمقاومة الاحتلال، انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، البلد العربي الشقيق، بلد المليون ونصف المليون شهيد، وتوج عمله بوثيقةٍ تاريخية قرأها القائد الرمز الشهيد الأخ أبو عمار، هي وثيقة إعلان الاستقلال التي تضمنت ما يمكن اعتباره أساساً لدستور نظامٍ ديمقراطي برلماني، يقوم على مبدأ المساواة الكاملة في الحقوق، وصيانة المعتقدات الدينية والسياسية وكرامة الإنسان، وحرية الرأي، ورعاية الأغلبية لحقوق الأقلية واحترام الأقلية لقرارات الأغلبية.
في وثيقة إعلان الاستقلال أكدنا على مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء، وأننا جزءٌ من أمتنا العربية نلتزم بميثاق جامعتها، كما أننا جزءٌ من هذا العالم، نلزم أنفسنا ونلتزم بميثاق الأمم المتحدة، فدولتنا التي ننشد، دولة محبة للسلام، ملتزمة بمبدأ التعايش السلمي، والعمل مع جميع الدول والشعوب من أجل تحقيق سلامٍ عادل وشامل قائم على العدل واحترام الحقوق.
أبناء شعبنا العظيم،،،
إن من يقرأ اليوم نص ما جاء في وثيقة إعلان الاستقلال التي أقرت بإجماع أعضاء المجلس الوطني، وبحضور القيادات التاريخية لمنظماته وفصائله يتبين أن لغتنا لم تتغير، وأن ثوابتنا إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وحلٌ عادلٌ ومتفقٌ عليه لقضية اللاجئين لم تتغير.
إن 15/11/1988 يشكل محطةً هامةً في الطريق الطويل الذي لا زلنا نواصل السير عليه لتحقيق هدفنا في الدولة المستقلة السيدة الحرة، وعاصمتها القدس الشريف، واقعاً مادياً على الأرض.
وعلى هذا الدرب حققنا يوم 29/11/2012 الانجاز التاريخي لشعبنا باعتراف الأغلبية الساحقة من دول العالم، بدولة فلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
لا زلنا نصارع الاحتلال، الذي نعلم انه يمتلك كل عناصر القوة المادية، ولكننا نمتلك قوة الحق، وإرادة الصمود والثبات على الأرض. نحن نكسب كل يومٍ تأييداً متزايداً على المستوى الدولي، في حين تزداد الإدانة، ويزداد الرفض لسياسات الحكومة الإسرائيلية التوسعية والاستيطانية، وقد أظهر ما جرى في القدس خلال الفترة الماضية، فشل السياسة الإسرائيلية التي تسعى للإسراع في تغيير معالم القدس، عبر الاقتحامات المتتالية للحرم القدسي الشريف من قبل غلاة المتطرفين، والمحاولات الرامية إلى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، فقد حذرناهم ونحذرهم، بأن من شأن سياساتهم جر الأوضاع نحو حربٍ دينية لا نرغب فيها لأنها ستشعل دماراً وناراً لا تنطفئ في كل مكان.
أخواتي.. إخوتي،،،
لنستلهم جميعاً من هذه المناسبة أهمية الحفاظ على وحدتنا الوطنية، ورفضنا للانقسام وللسياسات الفئوية.
تحيةً لكم أيها الفلسطينيون المرابطون في القدس الشريف، وتحيةً لكم يا أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة الحبيب، والتحية لكم أيها الفلسطينيون في الشتات يا من تسكنكم فلسطين، وتنتظر عودتكم، وتحيةً إلى أمتنا العربية والإسلامية التي وقفت باستمرار مع فلسطين وشعبها ومقدساتها.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والتحية لأسيراتنا وأسرانا البواسل
والشفاء العاجل لجرحانا
والنصر آتٍ آت بإذن الله تعالى
كلمة الرئيس محمود عباس في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات 11/11/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
صدق الله العظيم
على الرغم من كل الحواجز التي فرضوها هنا، والتي فرضوها هناك، تدفقت الجماهير هنا، وتدفقت هناك تحديا لإرادتهم، لكن ما الذي جمعهما مع بعض ليستعملوا نفس الأسلوب ضدنا، أهي صدفة؟، كلا ليست صدفة إنها تنسيق، وعمل مشترك مع الأسف ضد هذه الشعلة ولن يطفؤوها.
شعبنا الصامد المرابط، أيتها الأخوات أيها الأخوة والأشقاءzzz*z سلام لكم وعليكم أوجهه من جوار ضريح القائد الخالد والأب الروحي لانبعاث الهوية الوطنية الفلسطينية من تحت الركام، الأخ الشهيد أبو عمار في الذكرى العاشرة لرحيله عنا جسدا إنه حي باق في ضميرنا ووجداننا، نقف في حضرة من وهب حياته حتى آخر رمق من أجل قضية شعبه، أوصلنا ووصلنا معه لما كان يبدو مستحيلا بعودتنا لأرض وطننا فلسطين على طريق الاستقلال وإقامة دولتنا، وعاصمتها القدس، وهنا أؤكد على ما كان يردده الأخ أبو عمار ليس منا وليس فينا من يتنازل عن ذرة تراب من القدس وفلسطين.
أيها الإخوة والأخوات،،،
يخطئ قادة إسرائيل خطأ جسيما إذا اعتقدوا أن التاريخ يمكن أن يعود إلى الوراء، وأنهم يستطيعون اليوم فرض الأمر الواقع، وتقسيم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا، كما فعلوا في غفلة من الزمن بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وسيتراجعون عن هذه الخطوة أيضا، لأنهم بأفعالهم هذه يقودون المنطقة والعالم إلى حرب دينية مدمرة، فلا العالم الإسلامي ولا العالم المسيحي سيقبل في يوم من الأيام المزاعم الإسرائيلية بأن القدس لهم، لن يقبل أحد مسلم كان أم مسيحي أن تكون القدس إلا عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بأي ادعاءات مهما كان ذلك القدس هي عاصمتنا، ولا تنازل عنها، القدس التي احتلت عام 67 هي قدسنا عاصمتنا، وسنحافظ عليها ونحمي مقدساتها، كلنا مرابطون مع أبناء القدس، أولئك الأبطال من مسلمين ومسيحيين في وجه الاقتحامات والاعتداءات اليومية لغلاة المتطرفين وحماتهم من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، يقولون من هم أولئك المرابطون؟ نقول لهم الذين يجلسون في الأقصى وفي كنيسة القيامة، ليصلوا وليحموها فإذا اعتدى عليهم من أي جهة كانت، من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يدافعوا عن مقدساتهم، نحن نطالبكم أن تبعدوا هؤلاء المستوطنين والمتطرفين وغيرهم من المسجد الأقصى، ومن مقدساتنا لن نسمح بأن تلوث مقدساتنا ابعدوهم عنا ونحن بعيدون عنهم وكفى الله المؤمنين القتال أما أن يدخلوا إلى الأقصى فهؤلاء سيحمون الأقصى ويحمون الكنيسة ويحمون البلد كلها.
أيتها الأخوات أيها الإخوة أيها الأبناء،،،
حركة فتح في مسيرتها الطويلة منذ الانطلاقة عام 65 انتهجت سياسة ترتكز أولا وأخيرا على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، متجاوزة أي انتماء حزبي، فالانتماء بالنسبة لفتح هو الانتماء لفلسطين، ولذلك لم تضع فتح وقيادتها أي عائق أمام ظهور أي تنظيمات فلسطينية مختلفة عنها لها علاقاتها الخاصة وعقائدها أي كانت، لأن المعركة معركة الكل الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، كل فلسطيني يريد أن يدافع عن قضيته مرحب به، ولذلك تجدون الائتلاف الوطني في منظمة التحرير الفلسطينية الائتلاف الواسع الذي يشمل الجميع خدمة لهدف الجميع وهو تحرير فلسطين.
فتح حريصة كل الحرص على أن يكون كل الفلسطينيين في بيت واحد وتحت مظلة واحدة، هي منظمة التحرير الفلسطينية، التي حاولوا منذ زمن طويل أن يمزقوها، ونذكر بعضهم من قال لا بد أن نمزق هذه الخيمة المهترئة ولكن إرادة الشعب أن تسمح لهؤلاء كي يدمروا المنظمة، المنظمة باقية من أجل تحرير فلسطين في القريب العاجل.
منذ البداية لا بد لنا أن نذكر بكل الفخر والاعتزاز أن الذي أسس المنظمة هو المرحوم أحمد الشقيري، ولذلك على شعبنا أن يخلده في الذاكرة لأنه لولاه لما قام هذا الكيان الفلسطيني، ثم جاء بعده الأخ حمودة، ثم جاء بعده إلى أن استشهد ياسر عرفات الذي قاد المنظمة في أحلك ظروفها، وهو الذي انتقل بقضيتنا من رمزية المخيم الفلسطيني اللاجئ، إلى الفلسطيني المناضل في حركة تحرر وطني، أعادتنا إلى أرض الوطن، فأقمنا هنا مؤسسات السلطة وواصلنا مشوارنا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، فأنجبنا الاعتراف بدولة فلسطين من قبل الأكثرية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012.
وها نحن الآن نعد العدة للحصول على قرار من مجلس الأمن، يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، كما نعمل للانضمام لمختلف المنظمات الدولية، وبدأنا التوقيع يمينا وشمالا لكن بكل عقلانية بدأنا بالذهاب للجمعية العامة، وهذا الشهر قررنا أن نذهب إلى مجلس الأمن، وإذا لم يحصل فإن جميع المنظمات الدولية الأممية من معاهدة روما من محكمة الجنايات الدولية إلى أقصى أنواع المنظمات سنوقع عليها لنحمي شعبنا ولن نسأل عن الضغوط الكثيرة الهائلة التي خضعنا ونخضع وسنخضع لها وسيبقى القلم مجردا من غمده إن شاء الله.
لم تعد أرضنا الفلسطينية التي احتلت عام 67 بموجب قرار الأمم المتحدة الذي حصلنا عليه أرضا متنازع عليها، لأن إسرائيل تحاول في كل وقت تحاول أن تفرض الأمر الواقع بالاستيطان غير الشرعي، منذ 67 إلى يومنا هذا يعني لو جاءت إسرائيل وأوقفت الاستيطان هذه ليست منة نحن لانقبل إطلاقا أن الاستيطان منذ أول حجر بني في أرضنا حتى اليوم لن نقبل به ونعتبره غير شرعي وغير قانوني وعلى إسرائيل أن تجتثه لتبقى أرض فلسطين خالية من هذا الاستيطان هذا هو موقفنا وهذا ما جاء في قرار الأمم المتحدة في 29-11-2012، عندما قال إن الأراضي التي احتلت عام 67 هي أراضي دولة فلسطين تحت الاحتلال وهذه ينطبق عليها اتفاقيات جنيف الأولى والثانية والثالثة والرابعة أي أن على حكومة الاحتلال أن لا تنقل سكانها كما تفعل الآن إلى الأراضي المحتلة وأن لا تطرد السكان الأصليين خارج أرضهم هذا هو القانون وهذا هو المرسوم الذي حصلنا عليه نحن متمسكون به وسائرون للحصول على قرار من مجلس الأمن لكن نعرف للوصول إلى مجلس الأمن هناك عقبات وهناك تعطيلات وشد إلى الوراء نعرف كل هذا إن لم نحصل فالطريق الآخر أمامنا بداية بالمنظمات الدولية ومرورا بكثير من الإجراءات التي سنقصدها إن شاء الله في هذا الشهر.
كنت أتمنى أن يكون المهرجان المركزي لإحياء الذكرى العاشرة في غزة، كما كان مقررا ولا أدري ما هو المبرر والمسوغات التي يقدمونها ليمنعوا هذه الاحتفالات في هذا اليوم العزيز على شعبنا، ما هي المبررات لتفجير 15 من منازل لرجال فتح الذي ارتكب الجريمة هم قيادة حماس، وهم المسؤولون عن ذلك، يقولون هذه مجموعة خارجة عن الإرادة والقانون 15 انفجار في 5 دقائق جماعة منفلتة.
الجماهير تزحف في قطاع غزة رغم أنفهم إن الذي يقوم بهذه الأعمال ترى هل يريد مصالحة أو وحدة؟.
اتفقنا أكثر من مرة أننا سائرون في طريق المصالحة، وشكلنا الحكومة، وفي 12-6 خطفوا ثلاثة إسرائيليين في الضفة لتخريب المشروع الوطني، من هم ضحية هذا العدوان 2200 فلسطيني وبيوت للمساكين والفقراء لماذا حصل هذا؟ لتدمير أهلنا في غزة وتدمير المشروع الوطني الفلسطينية.
مثل هذه اتلصرفات لا توحي أنهم يريدون مصالحة ووحدة، نحن حريصون على المصالحة بين من هم في غزة والضفة، ليبقى شعبنا موحدا وهذا لا أناقش فيه، إن مثل هذه الإجراءات تعطل إعادة الإعمار، ونقل 100 ألف إنسان من الشوارع قبل الشتاء، لمصلحة من تعطيل هذا واتفقتم سريا مع روبرت سيري مندوب الأمم المتحدة لماذا التخريب والتعطيل، الخاسر الوحيد هو الشعب وأنتم جالسون في بيوتكم ومخابئكم لا هم لكم.
كنا نعتقد أن هناك من تعلم من أخطاء الماضي وتعلموا تغيير نهجهم واستيعاب الوحدة وإنهاء الانقسام، تصريحاتهم كما تصريحات إسرائيل، الذي يريد إخراجنا من أرضنا ومنازلنا، تجاهلنا أيضا التشكيك ونذكركم كانوا يتكلمون عن عرفات ونعتوه بالمستسلم، وفلان وفلان قباضايات ورجال، وين كانوا أيام الاعتداء، إن حماس تتحمل مسؤولية كاملة عن الجريمة في غزة.
همنا الأول إعادة الإعمار وليس لدي أي أجندة أخرى، أريد أن تدخل الأموال للتخفيف عن هؤلاء الناس لإيجاد المأوى والملبس والماء، هذا همنا، أتمنى أن يكون هذا في بالهم ولكن لا أعتقد.
وهنا أوجه كلماتي لإخوتي في قطاع غزة، الأخوات والإخوة الاحبة في قطاع غزة الصابر، إنني معكم بقلبي وعقلي ووجداني، فمعاناتكم لا تغيب عن بالي لحظة واحدة، نحن وإياكم جسد واحد وسنظل نعمل دون كلل، ونبذل أقصى الجهود لإخراج قطاع غزة وأهله من هذا الحصار الظالم، وإعادة البناء والإعمار وقبل وبعد ذلك إنهاء الانقسام، سنستمر في المساعي لإنهاء الانقسام، نحن قلنا للعالم أجمع عندما كانوا ينتقدوننا لماذا هذا الحوار مع حماس وهم كذا وكذا، كنا نقول لهم هؤلاء جزء من شعبنا وجزء من أهلنا، لا بد أن نكون معا، اختلفنا في السياسية أو اختلفنا في المنهج أو أي شيء فهم إخوتنا ولن نتنازل عنهم ولن ننبذهم سيبقون جزءا من الشعب ونقول الله يهديهم.
أيتها الأخوات أيها الإخوة يا أبناء وبنات فلسطين،،،
تحية وفاء وعرفان لروح أخي أبو عمار في ذكراه، تحية لروح رفاق دربه، وجميع الشهداء الذين رحلوا عنا لا بد أن نتذكر رفاق الدرب الذين ناضلوا مع أبو عمار سواء من فتح أو من باقي التنظيمات جميعها، من أولها لأخرها كلهم رفاق درب وكلهم شهداء، تحية للشعب الذي أحبه تحية للقدس التي لن نتنازل عنها، تحية لأهلها الصامدين تحية لأهلنا في الضفة الغربية المنزرعين في أرضهم كأشجار الزيتون، وتحية لشعبنا في المخيمات والمهاجر الذي لا زال يشعل قناديل الأمل والشوق إلى فلسطين، نتوجه إليهم في كل مكان في سوريا ولبنان والمهجر وغير ذلك ونقول لهم صبرا آل ياسر، وألف تحية للأبطال الرابضين في سجون الاحتلال، هؤلاء الذين عطل نتنياهو إطلاق سراحهم، ولكن سيطلق سراحهم رغم أنفه، وتحية للأصدقاء من الناطوري كارتا، من اليهود الذي يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني الذين يجسدون أن الأديان لله وأننا مؤمنون جميعا باله واحد وأننا لا نفرق بين الرسل، لا نفرق بين الانبياء لا نفرق بين الديانات وأننا مستعدون وهذا الدليل على أنه يمكننا العيش في الأرض المقدسة إخوة متصالحين كل يذهب إلى مسجده أو كنيسته أو كنيسه أو معبده، وكل يعبد الله تحية لكل الأصدقاء تحية لكم جميعا واشد على أياديكم، وتحية لأسرانا وجرحانا وصبرا آل ياسر.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل جلسة اللجنة التنفيذية بتاريخ 2 تشرين الثاني 2014
تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لطرح مجموعة من القضايا الأساس والهامة التي نحتاج إلى أن نستبينها، وأن نأخذ بها مواقف وقرارات. لدينا مجموعة من القضايا، أو لدينا ثلاث قضايا: أولها إعادة إعمار غزة، كما تعلمون أننا بعد أن ذهبنا إلى القاهرة بناء على دعوة كل من مصر والنرويج، تم تبرعات كثيرة؛ وهذه التبرعات إن شاء الله سيوفي أصحابها بها؛ لكن من حيث الإعمار، بدأنا بما لدينا من إمكانيات جاءتنا من هنا ومن هناك فعلاً. بدأت الحكومة بعمليات إعمار بسيطة؛ ولكن هذا لن يكون مهما إذا لم تأتي الأموال من الدول المانحة، والتي تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار.
ننحن اقترحنا، وتمت الموافقة على تشكيل لجنة متابعة تضم: مصر، والنرويج، وفلسطين، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ وبعض الدول كالكويت بصفتها رئيسة الجامعة العربية، وغيرها، تجتمع كل شهر لحث الدول المانحة على الإيفاء بالتزاماتها وتسيير الأمور كما ينبغي لها.
الحكومة هي المسؤولة بشكل كلي عن عملية إعادة الإعمار، بالتعاون مع الأمم المتحدة، ونرجو أن يتم هذا سريعًا حتى نستطيع مساعدة أبناء شعبنا الذين ما زالوا يعيشون في العراء.
القضية الثانية هي قضية القدس والمسجد الأقصى وما جرى في الأسابيع الماضية من توتر عال وإشتباكات ومن صدامات وفي الأقصى نفسه؛ وهذا يحزننا ويؤلمنا أن تصل الأمور إلى داخل المسجد الأقصى؛ ونحن قلنا أكثر من مرة: أن المسجد الأقصى المبارك مكان مقدس بالنسبة لنا؛ فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولن نقبل أن يعتدي عليه أحد.
اليوم جاء بيان من رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتهدئة، ونحن مع التهدئة بالأساس؛ فنحن لا نريد تصعيد الأمور، وأن تصل إلى مدى لا يستطيع أن يتحمله بشر؛ لا نريد هذا إطلاقا؛ وإنما نريد التهدئة؛ واليوم ما سمعناه، لا يوجد عندنا أي مانع، هذا هو موقفنا بالأساس، ونحن ندعو إلى التهدئة، ونرجو أن تتم هذه التهدئة، ويحافظ على الوضع كما هو عليه في المسجد الأقصى.
النقطة الثالثة والأخيرة، هي أننا نحن منذ 26 سبتمبر/أيلول الماضي قدمنا مشروعًا لمجلس الأمن، وهو يناقش الآن من قبل الدول والهيئات المعنية، وعندما تنضج هذه المداولات سيتم تقديمه إلى مجلس الأمن.
عندنا وفد الآن في واشنطن للحوار مع الإدارة الأميركية حول مضمون هذا القرار؛ نأمل أن نتفق على صيغة مفيدة، وهذه الصيغة التي تفيدنا هي أن يشمل القرار بأن الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، هي أرض دولة فلسطين، ولا بد من تحديد زمن ووقت لإنهاء الاحتلال.
شكرًا لكم
كلمة الرئيس محمود عباس بافتتاح الدورة الـ14 للمجلس الثوري 18 تشرين الأول 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الدورة زاخرة بكثير من الأحداث وإن سميت بأسماء اثنين من أعضاء المجلس الثوري وهما محمد علي الأعرج وزينب الوزير، إلا أن ما مر علينا من أحداث وشهداء فاق الوصف، نحن خارجون من مذبحة ارتكبتها إسرائيل لمدة 50 يوما استشهد على أثرها 2200 شهيد في قطاع غزة وقبلها استشهد أكثر من 20 شابا في الضفة الغربية والقدس، وكل العالم ما زال يتذكر الشهيد محمد أبو خضير الذي أحرق ثم قتل.
هذه الأحداث الكثيرة سنتعرض بها بالتفصيل خلال هذا الحديث.
لا بد لنا من الإشارة إلى مواضيع أساسية وهي القدس التي تتعرض لهجمات من قبل المستوطنين بقصد التقسيم الزماني والمكاني للحرم الشريف، ونحن نعرف ما معنى هذا، كان هنالك هجمات كثيرة على الأقصى صدت من قبل المرابطين الموجودين في الحرم، لكن أقول لأهلنا في القدس والضفة الغربية كلنا مرابطين في الأقصى ولن نسمح لقطعان المستوطنين أن يعبثوا في الأقصى ونحن نأخذ الإجراءات القانونية الدولية بهذا الاتجاه.
أما البند الآخر، مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي حضره أكثر من 75 دولة ومنظمة دولية، ونتقدم بالشكر والعرفان لجمهورية مصر العربية التي استضافت هذا المؤتمر الناجح، وكذلك النرويج الدولة الصديق التي ساهمت في إنجاح ورعاية المؤتمر، أعتقد أنكم سمعتم بنتائج هذا المؤتمر الناجح، والمهم ما سيأتي بعد ذلك. كذلك هنالك نقطة أشرنا إليها عندما ذهبنا إلى الأمم المتحدة، وتحدثنا عما جرى في غزة وربطنا مطلبنا الآن بالذهاب لمجلس الأمن بما أخذناه في الجمعية العمومية في 29/11/2012 عندما حصلنا على دولة مراقب، الآن نريد أن نحصل على قرار يعطينا الحق الكامل من قبل مجلس الأمن في الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، لتكون دولة فلسطين ويحدد موعد لإنهاء الاحتلال وهذا مهم جدا.
سنبحث أيضا موضوع المصالحة، التي تم الاتفاق عليها قبل عدة أشهر وشكل على إثر الاتفاق، حكومة الوفاق الوطني، وكان الاتفاق مبنيا على بندين حكومة الوفاق الوطني، والبند الثاني هو الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولذلك ستستمر الحوارات والمحادثات بيننا وبين حركة حماس لإنجاز المصالحة ونحن حريصون عليها.
سنتحدث عن مؤتمر فتح، من المفترض أن يكون في شهر 8 لكن أحداث غزة عطلت كل شيء ومن الطبيعي أن تعطل كل شيء، نحن الآن في حالة سباق مع الزمن، هناك مؤتمرات كثيرة للأقاليم عقدت وبعض الأقاليم تنتظر خلال أسابيع، وقضية أخرى تتعلق بإخوتنا في غزة كيف يمكن التعامل في المؤتمر.
هذه كلها قضايا سنبحثها هذه الليلة إن شاء الله.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام المؤتمر الثاني لإقليم القدس الشريف 17 تشرين الأول 2014
zzz*zمؤتمر الدفاع عن الأقصى والقدسzzz*z
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة.
إن شاء الله المؤتمر الثالث يعقد في الحرم القدسي الشريف، للقدس نكهة خاصة وطعم خاص، ليس في قلوبنا فحسب بل في قلوب كل العرب والمسلمين والمسيحيين .
القدس هي درة التاج، والقدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وبدونها لن تكون هناك دولة. لذلك فان انعقاد مؤتمركم هذا بالنجاح المطلوب والاجماع الوطني في هذه الظروف بالذات، يتم بالتعاضد مع بعضنا البعض، وذلك ليس فقط من أجل أن ينجح المؤتمر، ولكن أيضا من أجل أن ننجح في وجه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها القدس والحرم الشريف وكنيسة القيامة.
كيف يمكن أن نكون يد واحدة ضد هذه الهجمات التي يقودها المستوطنون في كلم مكان، لا يكفى أن نقول أن هناك مرابطين، بل يجب أن نكون كلنا مرابطون في الأقصى، وأن يقود هذا الرباط إقليم فتح، فتح التي نشأت وانطلقت عام 1965 يجب أن تكمل الرسالة والمسيرة وأن تحرر الأرض وأن تحمي المقدسات.
لا يكفي أن نقول جاء المستوطنون، بل يجب منعهم من دخول الحرم بأية طريقة كانت، فهذا حرمنا واقصانا وكنيستنا لا يحق لهم دخولها وتدنيسها، أن تقف صدورنا العارية أمام وجوههم لنحمي مقدساتنا، لذلك هذا المؤتمر له نكهة خاصة فكل الأقاليم مهمة وضرورية، ولابد أن تعمل يد واحدة من أجل وحدة الحركة، ولكن إقليم القدس له وضع خاص يجب أن نحميه وأن ندافع عنهم، وأن نكون يداً واحدة من أجل أن نحمي القدس، الوضع الآن لا يحتمل اي كلام ولا مطلب سواء خاص أو عام، وأن يكون لدينا مطلب واحد فقط وهو أن نحمي القدس.
لا مجال للحديث عن اختلاف بالموقف أو الرأي، بل المطلوب هو الموقف الموحد الآن ونحن نتعرض كل يوم للهجمات التي يقوم بها المستوطنون، لذلك أمل النجاح للمؤتمر والتوفيق، وأن تكونوا موحدين من أجل أن نحمي مقدساتنا.
منذ انطلاقتنا كان مطلبنا تحرير بلدنا، وعنوان هذا التحرير هو القدس، لذلك دعونا كل العالم لزيارة القدس الواحدة الموحدة الصامدة الصابرة أمام هؤلاء الوحوش.
أهنئكم على عقد المؤتمر، وآمل أن ينتهي فعالياته بالنجاح الكامل من أجل دعم الصمود والتصدي والدفاع عن المقدسات وتحرير بلدنا لنقيم دولتنا وعاصمتها القدس.
خسرنا قامة من القامات الفلسطينية بوفاة الأخ سعيد خوري الذي له بصمات في كل مكان في العالم ويشرفنا في كل مكان في العالم، هذا الرجل بساعديه وبساعدي شقيقه وأخيه حسيب الصباغ استطاعا أن يبنيا إمبراطورية فلسطينية حول كل العالم نفتخر بها كلنا.
أمامنا التزامات كثيرة، فقطاع غزة تعرض لحرب شرسة ودمار شبه كلي، وهذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها لمثل هذه الحرب، ووصل عدد شهدائنا إلى 2200 شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح وأكثر من 40 ألف بيت ومؤسسة هدمت.
مجمل ما خسرناه في الحروب الثلاثة هو أكثر من 4000 شهيد، و18 ألف جريح و53 ألف بيت دمرت، بعضها لم يعاد بناءه منذ حرب 2008.
نأتي لنقول أن علينا إعادة اعمار غزة بلدنا، وأن ندعمهم بكل ما نستطيع من إمكانيات تتوفر لدينا أو لكل من يريد أن يساعدنا لنعيد البلد إلى ما كان عليه قبل العدوان. لذلك عقدنا مؤتمر إعادة الاعمار في القاهرة خلال الشهر الجاري، وتم الاتفاق على بدء الاعمار فورا، لذلك من واجبنا أن نعمل بسرعة بعد أن تم الاتفاق على آلية إعادة الاعمار، تحت مسؤولية الحكومة التي ستتولى هذه المهمة بالتفاهم والتعاون مع الأمم المتحدة.
نأمل أن تتاح لها الفرصة لكي تستطيع أن تنجز ما تستطيع انجازه بالسرعة القصوى لهذا القطاع الجريح الذي تعرض خلال خمسين يوما لتدمير كبير.
بسبب ما تتعرض لها القدس وغيرها من اعتداءات وانتهاكات، قررنا في الدورة الأخيرة للأمم المتحدة أن نذهب إلى مجلس الامن، هناك كثيرون يريدون أن يثنونا عن الذهاب وتأجيله، ولكننا نقول بكل صراحة الذهاب الى مجلس الامن هو من أجل تثبيت القرار الذي حصلنا عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي يصدر قرار عن مجلس الأمن بأن الأراضي التي احتلت عام 1967 هي أراضي الدولة الفلسطينية، وهي أراضي تحت الاحتلال وليست كما ترى إسرائيل أنها أراض متنازع عليها، لذلك نقول أن هذه الأرض لنا وليس لهم فيها اي شيء .
كذلك نحن نعد العدة الذي لم يتجاوز نهاية هذا العام، وهو عقد مؤتمر فتح السابع، لم نتأخر كثيرا عن الموعد السابق الذي أجل بسبب الحرب الغاشمة على قطاع غزة، لكن استعدوا من أجل المؤتمر الذي سيكون في الغالب نهاية هذا العام من أجل تجديد الحياة في حركة فتح، وإتاحة الفرص لكل الشباب ليقودوا هذه الحركة، وكما تعلمون نؤمن بتدافع الاجيال جيلا بعد جيل وصولاً إلى الاستقلال.
بنفس الوقت نقول بالنسبة للمصالحة الداخلية، أن هناك مغالطات تحصل حول هذا الموضوع، وهو ما هي بنود الاتفاق الذي تم في الدوحة والقاهرة ومن ثم في اتفاق الشاطئ.
هناك نقطتان أساسيتان، وهي تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ومن ثم خلال فترة 6 أشهر تجري انتخابات رئاسية وتشريعية، ما دمنا اخترنا الديمقراطية طريقاً لنا فعلينا الالتزام بها وبحكم الشعب الذي يجب أن نعود إليه ليقرر من الذي سيمثله، لذلك اتفقنا على الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
الآن هناك تردد من قبل بعض الأطراف، تريد أن تؤجل وأن تتجاهل هذا الأمر، إذا أردنا مصالحة حقيقية فعلينا العودة إلى الشعب ليقول كلمته، كما حصل في عامي 2005 و2006 وكما حصل في عام 1996 عندما نزل الرئيس الشهيد ياسر عرفات للانتخابات، علما بانه كان رئيسا لحركة فتح منذ عام 1965 ورئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969 ورئيسا للسلطة الفلسطينية منذ انشائها، ولكن عندما عملنا الدستور قلنا للرئيس ابو عمار عليك النزول للانتخابات لتكريس الديمقراطية، ونزل بالفعل أمام إحدى السيدات الفاضلات ونجح بأغلبية، وبالتالي كرس هذا النهج الديمقراطي الذي يجب أن نتبعه وأن نسير به إلى النهاية.
نحن مصرون على إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن خلال مدة ستة أشهر، على ان نخصم منها فترة العدوان الاسرائيلي الاسود على قطاع غزة وهي 50 يوماً .
هذه هي القضية الأساس التي يجب أن نتبعها وأن نسير بها، وفي نفس الوقت يهمنا أن نحافظ على مؤسساتنا وسلطة القانون والتقدم الذي حققناه في كل المجالات لنهيئ أنفسنا للدولة الفلسطينية المستقلة، وأن نحضر مؤتمركم الثالث في الحرم الشريف أن شاء الله.
كلمته الرئيس محمود عباس أمام وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين في مقر الرئاسة
مدينة رام الله 16 تشرين الأول 2014
أعرب عن حزننا الشديد وأسفنا البالغ للخبر الذي تلقيناه اليوم بوفاة رجل الأعمال الفلسطيني الأخ سعيد خوري، هو أعرف من أن يُعرف، هذا الرجل الفلسطيني العلم، الذي أسس مع أخيه وصنوه الاخ حسيب الصباغ مؤسسة نفتخر كلنا بها، مؤسسة حول العالم كله، والعالم كله يشيد بها، لذلك نحن كفلسطينيين نقول رحمة الله عليه، فهو رجل بكل المقاييس، ويعوضنا خيرا إن شاء الله. هذا اللقاء هام جدا؛ للقاء كوكبة من رجال الأعمال والقطاع الخاص الفلسطيني، هذا القطاع الذي نعتمد عليه كل الاعتماد، ليبني هذه الدولة واقتصادها، ليكون لدينا دولة حقيقية، أنتم وإخوانكم وغيركم بنيتم العالم، وبالذات العالم العربي، وأسهمتم خاصة في بداية الخمسينات، في البدء برفع شأن البلدان ومكانتها، والكل يشهد على ذلك، فكيف إذا أردنا أن نتحدث عن دولتنا الوليدة، التي أعتقد أنكم قادرون على بنائها وازدهارها.
يجب علينا أن نعمل سويا على تحقيق كافة مطالب القطاع الخاص من أجل أن نطور بلدنا، وأن نطور اقتصادنا والقطاع الخاص الذي يجب أن يكون اعتمادنا الأساسي عليه.
لقد بدأنا مسيرة البناء والتنمية، وهنا التحدي، فصحيح هناك قضايا سياسية كثيرة معقدة، وهناك قيود اقتصادية كثيرة ومعقدة، ولكن الرجال هم الذي يتحدون هذه الصعاب، ويقفزون عنها ويزيلونها، من أجل رفعة وحماية هذا البلد.
آمل أن نرى الصناعة التنموية تزدهر في هذا البلد، فصحيح أن هناك ازدهار في قطاع البناء والبنية التحتية وهذا كله مهم، ولكن اعتقد أنه لابد أن يكون لدينا صناعة تنموية تُبنى عليها البلد وتنطلق إلى الأمام، لذلك نحن دائما بحاجة إلى جهودكم، وإلى جهود كل من يريد أن يأتي الى بلدنا للاستثمار.
ومن هنا لابد للحكومة أن تضع كل التسهيلات والقوانين اللازمة لفتح الطريق أمام الاستثمار في بلدنا، وإزالة كل العقبات أمام هذا الاستثمار، واعتقد أن الحكومة متنبهة لذلك، ونحن مقبلون على مهمة صعبة وهي إعادة إعمار قطاع غزة.
قطاع غزة هو موضوع النكبة التي حصلت في 2008 و2012 و2014، وهو الذي كان عنوانا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ومن المؤسف أن ما حصل في هذه الحروب الثلاثة لن يستكمل بناءه، لذلك نحن أمام تحد صعب وهو كيفية إعادة بناء ما دُمر.
قمنا بجهود كبيرة إلى أن وصلنا حد القوة مع من يريد أن يزج الضفة الغربية في انتفاضة، كان هناك محاولات كثيرة في كل الحروب السابقة بأن تزج الضفة الغربية أيضا ولكننا رفضنا وبإصرار مع ألمنا الشديد لما يحصل في غزة، ولكن اذا استطاعوا أن يدمروا قطاع غزة، فلا أريد أن أتيح لهم الفرصة ليدمروا الضفة الغربية.
نحن وطن واحد ويجب أن يكون وطنا موحدا، ويجب أن نعمل على إعادة بنائه واسترداده ونبني الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في القريب العاجل، فهذا هو هدفنا الذي نسعى إليه.
كيف حصل العدوان، في البداية لا أريد أن أبرئ اسرائيل، فهي مستعدة دائما وأبدا للعدوان، وإن كنا نذكر في العامين الماضيين أن الصحافة الاسرائيلية كانت تستجدي انتفاضة ثالثة، أين الانتفاضة، لأنهم لا يريدون للشعب أن ينمو ويتطور بل يريدون أن يدمروا ولا يعمروا ولذلك فاتت عليهم كل الفرص، إلى أن جاءت فرصة سواء كانت بنية طيبة أو غيرها، جاءت الفرصة باختطاف ثلاثة مستوطنين، وكنا نعتقد أن هذا عمل فردي يجب أن يبقى في إطاره، وتذكرون أننا هنا في الضفة دفعنا ثمنا غاليا، حيث قتل الاسرائيليون أكثر من 25 شابا بمن فيهم محمد أبو خضير الذي أحرق ثم قتل، ثم نكتشف بعد ذلك بأن هدفهم هو إشعال الضفة الغربية والقدس والداخل.
نحن في جو المصالحة ونريد المصالحة ونريد أن ننهي هذا الخزي والعار الذي وقعنا فيه بعد الانقلاب، ولكن لماذا حصل هذا، سؤال يجب أن نسأله وأن نبحث عن جواب له.
بدأت الحرب على قطاع غزة بكل أنواع الأسلحة مباشرة نحن طلبنا من مصر أن تتدخل، ورغم ظروفها الصعبة وعلاقاتها المعقدة مع حماس؛ قبلت مصر، وشكلنا وفداً موحدا للقاهرة، وبدأ الحوار، ومرت الأيام، وفي كل يوم يمر نزيف شلال من الدم يهدر وأعداد هائلة من المباني والمنشآت تدمر، ونحن نصرخ نريد وقف إطلاق النار، وكان الحديث من طرفنا طلبات السماح ببناء الميناء، وإعادة بناء المطار وكنا نرى أن هذه طلبات لا يمكن تحقيقها أو أن ترضخ إسرائيل لها، وأن ما يهمنا هو وقف شلال الدم، ومضت الأيام حتى اليوم الخمسين للعدوان، جاءني رئيس وفدنا وقال: أرجوك اتفقنا أن تعلن هذا البيان المواقفة على وقف اطلاق النار.. طبعا أعلنا ولكن لماذا لم نعلن ذلك من قبل؟، ولماذا انتظرنا إلى هذا اليوم؟، هل الدم إلى هذا الحد من الرخص؟ كانت النتيجة 2146 شهيدا و10 آلاف جريح و50 ألف بيت مدمر، مع ذلك نتحمل نحن مسؤوليتنا.
اتفقنا مع حكومة النرويج ومصر على أن يعقد مؤتمر للمانحين، وعلى الفور وافقت النرويج ومصر، وتم الاتفاق على أن يعقد المؤتمر في مصر، وبصراحة لم نكن نتوقع العدد الذي حضر والمستوى الذي حضر، والكلام الذي حصل، والتبرعات التي التزموا بها، وكنا نريد 4 مليار دولار، ونقول إذا حصلنا على أقل من ذلك جيد ولكن ما وعدنا به هو 5.4 مليار وهي أكثر مما طلبنا.
وكانت هناك مشكلة لدى المانحين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، والمشكلة تتخلص بسؤال هل هناك تهدئة؟ لأننا لا نريد أن ندفع ونبني ومن ثم يدمر، ونعود لندفع ويدمر، وقلنا لهم نحن نتكفل بالتهدئة، وهذا ما سأل كيري عنه، وقال إلى متى تستمر التهدئة؟ قلت له أنا لست مُنجّما، ولكن خلال العام الحالي والمقبل لن يكون هناك أي نوع من الاشتباكات، ونحن سنعمل جهدنا ليستمر ذلك إلى الأبد .
ومع ذلك تقرر أن تذهب الحكومة إلى غزة لتلتقي هناك لتعطي إشارة قبل يومين من مؤتمر المانحين أنها موجودة هنا لتقوم بواجباتها وهذه الاشارة أعطت اطمئنان للمانحين بأن يأتوا، ولذلك حضر 53 وزيرا، ورؤساء منظمات وكانت مظاهرة عظيمة جدا لتأييد فلسطين ومصر، لأن مصر دعت والكل دون استثناء لبى ومن استدركنا اسمه في اللحظات الاخيرة جاء ولبى، ولو طلبنا ضعف العدد لجاء ولبى وهذا دليل على أن العالم يتعاطف معنا.
ونحن أبلغنا كل العالم ان الحكومة هي التي تتولى موضوع المعونات ولا أحد غيرها، وهي التي ترسلها للعناوين الصحيحة، بمشاركة رجال الاعمال بحيث نضمن أن هذا المال ذهب للمتضررين، برقابة الأمم المتحدة.
وحول المعابر قال: المعابر ستكون تحت إمرتنا، ونحن نتابع ذلك مع الامم المتحدة، وآلية تشغيلها لدى الحكومة، التي تتولى ذلك، لإيصال المواد لمن يستحقها.
لا نريد أن نوغل بالتفاؤل، طبعا المبلغ 5.4 مليار قد لا يدفع كله، ولكن حتى نحث الناس على الدفع؛ اتفقنا على لجنة متابعة رسمية يكون مقرها القاهرة، ومشكلة من النرويج ومصر وفلسطين، إلى جانب الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والكويت، وربما السعودية، ليكونوا جميعا متابعين لتنفيذ الدعم ومراقبة ما يجري في القطاع حتى تنتهي الغمة في سنة أو سنتين أو ثلاثة أو المدة المقرر لها.
ولكن هناك أمل أن تبدأ الأموال بالتدفق، ونحن نريد، وعلى مستوى من المسئولية هدر أو سلب أو نهب الأموال أو أن تذهب في غير مكانها .
وإلى جانب ذلك؛ قال سيادته إننا في هذه الأثناء نسير في المسار السياسي، وتعلمون أننا عندما ذهبنا في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 إلى الامم المتحدة لنحصل على صفة دولة مراقب، كنا قبلها بعام ذهبنا للحصول على صفة دولة كاملة العضوية، وهو ما يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن، لكن الفيتو الأميركي غيّر ذلك، ولم نحصل على تسعة أصوات، وبالتالي لم نتمكن من الحصول على عضوية كاملة، وانتظرنا سنة أخرى، وكان العالم في معظمه معنا، بل إن الأعداد التي وقفت ضدنا لا تذكر، تسع دول فقط، وحصلنا على صفة مراقب، ويعني هذا أن الأراضي التي احتلت عام 67 هي أراضي دولة تحت الاحتلال وليس أراض متنازع عليها. هذا القرار أدى إلى قطيعة؛ ثم بدأنا مفاوضات تسعة أشهر بناء على طلب أميركي، لإيجاد الأرضية المشتركة للحل، ومضت المفاوضات، ولم نتوصل لشيء، وخرج كيري وقال إن من عطل المفاوضات هو نتنياهو، والسبب هو رفض إطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة من القدامى، ورفض تجميد الاستيطان، فتوقفت المساعي منذ ذلك التاريخ، ثم بعد فترة قصيرة اتفقنا على المصالحة الوطنية، التي بنيت على بندين؛ تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي بدأ العالم يتفهمنا.
وأوضح، نحن ذهبنا للأمم المتحدة مؤخرا، ونريد أن نذهب إلى مجلس الامن ليصدر قرارا يتضمن الموقف الأميركي الذي ينادي بحل الدولتين، على حدود 1967، والقدس عاصمة لفلسطين، ثم يحدد المدة لإنهاء الاحتلال، وفي هذه الأثناء نحدد باقي الحدود ونناقش باقي القضايا.
zzz*zوفي مؤتمر المانحين اشتغلت الماكينة، طلبوا تأجيل الموضوع قليلا، وهذه عبارة عن فيلم هندي رأيته منذ زمن بعيد، يعني كل مرة بدنا نروح على مكان، يكون الجواب أجلوا الموضوع مرة، ثم مرتينzzz*z،... قال نطلب تأجيل الموضوع حتى بداية العام لأن الانتخابات الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني.
zzz*zنحن نعرف حجمنا ونعرف وزننا، ونعرف أنه لا يمكننا مواجهة أمريكا ولا أي دولة في العالم، ولا أريد الاصطدام مع أحد ولكن أريد حقي، أريد لشعبي أخذ حقه، قولوا لي متى يكون ذلك؟ قولوا لنا متى ينتهي الاحتلالzzz*z.
نحن نريد دولتنا ونريد الذهاب إلى مجلس الامن، فإذا رفضوا سنذهب إلى كافة المؤسسات الدولية، وأولها ICC، ثم مجموعة من الاجراءات التي لا تتضمن عنفا ولا استعمالا للسلاح، فنحن نستعمل حقنا وبكل الطرق السلمية، إما أن نعطى حقنا أو لنا الحق لنفعل ما نريد ومن هنا واجبنا أن نتمسك بالوطن ونتمسك بالأرض، ولدينا إمكانيات أكثر بكثير من الدول التي أخدت استقلال بثلاث دقائق لماذا نحن نبقى تحت الاحتلال إلى الأبد، نحن لن نسمح باستمرار هذه السياسية وسوف نتعامل معها بكل الوسائل المشروعة والعقلانية حتى نصل إلى حق الشعب الفلسطيني.
خطاب الرئيس محمود عباس أمام مؤتمر المانحين في إعادة إعمار غزة، القاهرة 12/10/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي،
رئيس جمهورية مصر العربية
معالي السيد بورج بريندة، وزير خارجية النرويج
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
أتوجه بداية بجزيل الشكر والتقدير لرئاسة هذا المؤتمر، والدول الراعية له، ولجميع الدول والمنظمات المشاركة معنا اليوم، والتي لبت الدعوة لإظهار مؤازرتها ونبل مقصدها، بتقديم الدعم لعملية إعادة إعمار قطاع غزة، وأتوجه بتحية خاصة لجمهورية مصر العربية، ولفخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مواقفه القومية، وجهوده القيمة تجاه فلسطين، وبخاصة الجهد الكبير الذي بذلته مصر لتحقيق التهدئة، والعمل من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وفق مبادرتها، وكذلك على توجيهاته الكريمة لاستضافة هذا المؤتمر على أرض مصر الكنانة، والذي يأتي استمراراً للدور الريادي الهام للشقيقة مصر في دعم شعبنا والاهتمام بقضيته العادلة.
كما أتقدم بالشكر الجزيل لمملكة النرويج، التي تفضلت بالاستجابة لطلبنا بعقد هذا المؤتمر، بصفتها الدولة الراعية لمؤتمر المانحين منذ عام 1993 وحتى الآن، ولا سيما بعد ما لحق بقطاع غزة من كارثة إنسانية ومن دمار وتشريد، طالت معظم مساكنه وبنيته التحتية ومرافقه ومؤسساته وسكانه، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل عاجل وموارد كبيرة، لإعادة بنائه وإعماره، واستعادة أبناء شعبنا هناك حياتهم وكرامتهم.
فخامة الرئيس،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
كم كنت أتمنى أن نكون في غنىً عن عقد هذا المؤتمر للمرة الثانية، لو أن عملية السلام التي بنيت على اتفاقيات أوسلو الموقعة منذ أكثر من عشرين عاماً قد نجحت، ولو أن مبادرة السلام العربية قد تم تطبيقها، ولو أن رؤية حل الدولتين قد تم احترامها، إلا أن أياً من هذا لم يحدث، رغم المحاولات الحثيثة للرباعية الدولية، والإدارات المتعاقبة للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، وذلك لأن الاحتلال الإسرائيلي لم يتخل بعدُ عن مخططاته الممنهجة للاستيلاء على أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
إن ما جرى من عدوان إسرائيلي، وما نتج عنه من دمار ومآسٍ في قطاع غزة، أمر لا يمكن احتماله، ولا يمكن المرور عليه دون محاسبة، ومع ذلك فإننا سنواصل العمل والتنسيق مع جمهورية مصر العربية، والجهات ذات العلاقة كافة، لاستمرار التهدئة وتثبيتها.
لقد بادرنا منذ اللحظة الأولى للعدوان على قطاع غزة، وانطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه شعبنا، بإجراء الاتصالات واللقاءات، والقيام بعدد من الجولات، لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، والعمل على تحقيق وقف لإطلاق النار، وأوفدنا من أجل ذلك لاحقاً فريقاً قيادياً إلى القاهرة لضمان تحقيق ذلك الهدف، وقد نجح هذا الفريق في إجراء الترتيبات اللازمة لضمان تشغيل المعابر، وإدخال مواد إعادة الإعمار، ووصولها للمشاريع المحددة لها بإشراف الحكومة، وبالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة.
كما تم التوصل إلى تفاهمات مع السلطات الإسرائيلية المختصة من أجل تحقيق هذه الأهداف، مع مطالبتنا للأطراف المعنية كافة، بالتحلي بالمسؤولية، لتسهيل تنفيذ هذه المهمة، وعدم وضع أية عراقيل أمام تحقيقها.
فخامة الرئيس،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
إن قطاع غزة الذي تعرض لثلاثة حروب في غضون ست سنوات، قد لحق به دمار كبير، في الأرواح والممتلكات. حيث بلغ عدد الشهداء 3760 شهيدا، منهم 2145 في الحرب الأخيرة، وبلغ عدد الجرحى 18100 جريحا، منهم 11200 في الحرب الأخيرة، وبلغ ما تم تدميره أو تضرر من المنازل أكثر من 80000 بيتا ومؤسسة، منها 61800 في الحرب الأخيرة، كما تضررت مرافق البنية التحتية، والمرافق العامة، ومنشآت القطاع الخاص بشكل كبير، بما في ذلك محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والنقل.
ونتيجة لذلك حدثت مآسٍ يصعب وصفها بالكلمات، فأحياء بكاملها أصبحت ركاماً، وأكثر من تسعين عائلة لم تعد موجودة في السجل المدني للسكان، ومئات الآلاف من الناجين شردوا، ولا زال أكثر من مائة ألف منهم دون مأوى للآن، وهم يحتاجون لمن يلمّ شملهم، ويضمد جراحاتهم، ويمد لهم يد العون، ويوفر لهم السكن المؤقت، إلى أن يتم بناء بيوتهم، علماً بأن بعضاً منها لم يتم إعادة بنائه منذ عدوان العام 2009. وقد لحق بالقطاع الخاص أضرار جسيمة، حيث دُمرت آلاف المنشآت الاقتصادية الصناعية والزراعية والتجارية، الأمر الذي شكل ضربة قاصمة لهذا القطاع الحيوي، ففقد الآلاف من الموظفين والعمال مصادر رزقهم، ولحقت خسارة كبيرة برؤوس الأموال.
وهنا فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانب القطاع الخاص في غزة، ليتمكن من النهوض مجدداً واستعادة عافيته، وستقوم الحكومة بتقديم كل المساندة اللازمة، من أجل تمكينه من المساهمة في عملية إعادة الإعمار، وتذليل العقبات التي تواجهه في مجال التصدير والاستيراد، وإدخال المعدات ومواد الإعمار، والسير قدماً إلى الأمام.
على صعيد آخر، فإن هناك حاجة ماسة للمساعدة، في إعادة بناء المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، لأنها كلها دمّرت، التي يجب أن تكون مع نظيراتها في الضفة الغربية، تحت ولاية حكومة الوفاق الوطني، وإزالة العقبات التي تواجه عملها في هذا المجال، وكذلك إعادة تشغيل المعابر بين المدن الفلسطينية في كل من غزة والضفة، وبين فلسطين والعالم، فلا يعقل أن يظل اقتصاد فلسطين رهينة إجراءات الاحتلال وممارساته العقابية.
وأود هنا أن أتوجه لأهلنا في قطاع غزة:
إنكم في صميم قلوبنا، وسنظل نعمل دون كلل أو ملل من أجل رفع الظلم عنكم، وإنهاء المعاناة التي تعيشونها منذ سنوات، سنضمد جراحاتكم التي هي جراحات عميقة في نفوسنا، سنعمر قطاع غزة، ونعيد بناءه بالاعتماد على الله أولاً، ثم على همة شعبنا وقدراتنا الممكنة والمتاحة، وبدعم من أشقائنا، وأصدقائنا في العالم، الذين نثق بأنهم لن يخذلونا في دعم اقتصادنا وتحسين أوضاعه، وتمكينكم من استعادة حياتكم الكريمة في وطنكم، وإخراجكم من هذه الحالة الكارثية التي سببتها الحرب الظالمة، فقد هزت مأساتكم ضمير العالم.
فخامة الرئيس،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
إن انعقاد هذا المؤتمر الهام في هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد، إنما هو تأكيد على ارتباط عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة بمجمل الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وعلى حقيقة واضحة وراسخة، وهي أن قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية، تشكّل وحدة جغرافية واحدة، نسعى لجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها.
وإذ أشيد بدعم الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات، والهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية، التي سارعت للوقوف إلى جانبنا، وتقديم مساعدات إنسانية طارئة، ساعدت في تخفيف آثار الحرب على أهلنا في قطاع غزة، فإننا نعول مجدداً على دعمكم لإعادة إعمار ما تم تدميره، وفق الخطة التي أعدتها حكومتنا، والتي توضح مدى ما لحق بالقطاع من تدمير هائل، وتحدد الموازنة اللازمة لذلك، والتي تبلغ حوالي أربعة مليارات دولار.
وهنا نؤكد بأن الحكومة ستعمل على تنفيذ هذه الخطة بكل مسؤولية وشفافية، وبالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة، والدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، وبالتعاون مع هيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وسيتم عرضها عليكم لاحقاً في إطار هذا المؤتمر، وآمل أن تحظى بدعمكم واهتمامكم. إننا على يقين تام من توفر الإرادة السياسية الإقليمية والدولية لحشد الدعم والتمويل اللازم لإعادة الإعمار، واثقين بأنكم ستقومون بأداء دوركم في تمويل هذه الخطة ودعم تنفيذها.
فخامة الرئيس،
إننا فخورون بما تم إنجازه بالتعاون معكم، أيها الشركاءُ، الإخوة والأصدقاء، وأنتم تعلمون دون شك، مدى وحجم الآثار المدمرة لاستمرار الاحتلال والاستيطان على حياة شعبنا واقتصادنا الوطني، ففلسطين بلد واعد في مجال الاستثمار، وآفاقه رحبة، ومجالاته عديدة، غير أن الاحتلال والاستيطان على أراضي دولة فلسطين، يحرمنا من استثمار وتطوير 60% من أراضي الضفة الغربية ومصادرها الطبيعية، ويسبب خسائر هائلة وفق تقارير البنك الدولي، تصل إلى ثلاثة مليارات دولار سنوياً.
وهنا لو تمكنا من استغلال أرضنا، كفيل بأن يخرجنا من العجز المزمن في موازنة الحكومة الفلسطينية، وتحقيق قدر أوفر من الاعتماد على الذات.
وكما أسلفت، فقد عملنا مع المجتمع الدولي على مدى العقدين الماضيين، على بناء وتجهيز مؤسسات الدولة الإدارية والسياسية، والقضائية، والاقتصادية، والأمنية، لدولة عصرية، تعتمد على الذات. لا نحتاج فقط إلا الاستقلال.
لقد وضعنا منظومة من القوانين والنظم، وبنينا بنية تحتية، ومرافق صحية وتعليمية، وغيرها، وأنشأنا هيئات رقابية شفافة، الأمر الذي جعل المؤسسات المالية الدولية تشيد في تقاريرها المتكررة بحسن أداء الحكومة المالي والإداري والأمني، ونتطلع بأمل كبير إليكم لاستمرار دعمنا لمواصلة هذه الجهود.
إن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على أساس حدود 1967، مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه استناداً لمبادرة السلام العربية، المعتمدة في قمة بيروت في عام 2002، وكذلك في مؤتمرات القمة الإسلامية، يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع.
وإن ما تتعرض له القدس، والمسجد الأقصى، والمقدسات المسيحية والإسلامية عامة هذه الأيام، من قبل المستوطنين الإسرائيليين، ووزراء في حكومة إسرائيل، لفرض حالة تقسيم زماني ومكاني فيها، هو بمثابة صب الزيت على النار في منطقتنا، التي تشهد للأسف الشديد، حالة غير مسبوقة من التطرف والتأجيج الطائفي والمذهبي، وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، الأمر الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها، والسلام الاجتماعي فيها. وقد دعت منظمات يهودية متطرفة اليوم للزحف نحو المسجد الأقصى بهدف الوصول إليه واحتلاله باعتباره جبل الهيكل.
وفي هذا الصدد، فإن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لن تكون لها مصداقية طالما ظل شعبنا الفلسطيني محروماً من حريته واستقلاله.
ونحن نؤكد على موقفنا الدائم؛ بأننا سنظل مع محاربة الإرهاب بأشكاله كافة، نقف بحزم ضد جماعات التطرف مهما كان اسمها، وضد كل من يحاول استخدام ديننا الإسلامي السمح لخدمة مخططاته الإرهابية.
صاحب الفخامة،
لقد كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق، ورغم كل ما نشعر به من ألم ومرارة، فإننا نؤكد للجميع، بأننا لا زلنا متمسكين بالسلام، وبالتزاماتنا كافة، وفق الشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها، والاتفاقات المبرمة.
ولا بد هنا من إيجاد مقاربة دولية جديدة لحل الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، تنهي الاحتلال الإسرائيلي، وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها على حدود العام 1967، لتعيش إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وحسن جوار، تطبيقاً لرؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، فشعبنا الفلسطيني ومنطقتنا بأسرها لا يحتملون المزيد، والوضع في المنطقة على حافة الهاوية.
ولذلك، فإن المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى، بدعم سعينا لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، والذهاب من ثمّ إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة بدءاً بترسيم الحدود في إطار جدول زمني محدد، لا يتعارض مع التزاماتنا بتحقيق السلام العادل والشامل، على نحو يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة، ويسهم في تعزيز السلم والأمن العالميين.
وهنا يحق لنا أن نتساءل: أما آن لشعبنا أن ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله في دولته الخاصة به؟ وهل هذا كثير، أيها السيدات والسادة؟ أما آن للحق والعدل أن يبسطا ظلالهما على فلسطين؟ أما آن للظلم التاريخي لشعبنا أن ينتهي؟ أما آن لأطول احتلال في العصر الحديث أن ينتهي؟ أسأل هذا السؤال وأتمنى جوابا، لماذا شعب فلسطيني آخر شعب تحت الاحتلال؟ هل تنقصنا الثقافة والتعليم؟ لدينا كل شيء، لدينا 53 مؤسسة جامعية في الأرض الفلسطينية.
لم يعد مقبولاً أن نعيش تكرار النكبات والمآسي والحروب، وطلب إعادة الإعمار كل عامين. فعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، بعدم السماح بتعريض شعبنا الفلسطيني مجدداً للعدوان والدمار والتشريد والمعاناة، من خلال دعمه لمطلبنا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وتنفيذ رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. هذا كل ما نطالب به.
أجدد شكري لكم جميعاً، وأثمن عالياً دعمكم وتضامنكم مع فلسطين أرضاً وشعباً وقضية، راجياً لهذا المؤتمر تحقيق غاياته المنشودة، ومعبراً عن امتناننا وتثميننا العالي للجهود التي بذلت من أجل تنظيمه وانعقاده على هذه الأرض الطيبة، التي نتمنى لها ولشعبها ولقيادتها مزيداً من الاستقرار والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاعتيادية التاسعة والستين في نيويورك 26/9/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس،
في البداية، أتوجه بالتهنئة الخالصة لكم على انتخابكم رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، كما أتوجه بالشكر والتقدير لسعادة جون آش على رئاسته المتميزة للدورة الماضية.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
في هذا العام الذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة كي يكون عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني اختارت إسرائيل أن تجعله شاهداً على حرب إبادة جديدة ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني.
وفي هذا العام الذي أردتموه باسم دول وشعوب العالم معبراً عن توق العالم وإصراره على إنجاز السلام العادل، اختارت دولة الاحتلال أن تتحدى العالم بأسره بشن حربها على غزة، وكانت طائراتها ودباباتها وهي تغتال بوحشية حياة وبيوت ومدارس وأحلام آلاف الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين تجهز في واقع الأمر على ما تبقى من آمال السلام.
السيدات والسادة،
لقد خاطبتكم في هذه القاعة في مثل هذه الأيام العام 2012 وحذرت من أن دولة الاحتلال الاستيطاني تعد لنكبة جديدة للشعب الفلسطيني، وناشدتكم: امنعوا وقوع نكبة جديدة، ادعموا إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة الآن.
وعدت بعد شهرين إلى نفس القاعة وفلسطين تضمد جراحها، وشعبها يدفن الشهداء من أحبته الأطفال والنساء والرجال بعد حرب أخرى شنت حينذاك على قطاع غزة، ويومها قلت: لم يكن بالتأكيد أحد في العالم بحاجة إلى أن يفقد عشرات الأطفال الفلسطينيين حياتهم كي يتأكد أن إسرائيل تتمسك بالاحتلال ولم تكن هناك حاجة لآلاف الغارات القاتلة والأطنان من المتفجرات كي يتذكر العالم أن هناك احتلالاً يجب أن ينتهي وأن هناك شعباً يجب أن يتحرر.
وها نحن هنا مجددا اليوم.
وها نحن نجد أنفسنا، وبكل أسف ومرارة نطرح نفس الخلاصات والأسئلة القديمة بعد حرب جديدة هي الثالثة التي تشنها دولة الاحتلال العنصري خلال خمس سنوات على غزة، هذه البقعة الصغيرة والمكتظة والغالية من بلادنا.
الفارق اليوم أن حجم جريمة الإبادة أكبر، وأن قائمة الشهداء وخاصة الأطفال منهم أطول، وكذلك قوائم الجرحى والمعاقين، وأن عشرات العائلات تمت إبادتها بالكامل، والفارق اليوم أن هناك نحو نصف مليون شخص شردوا من بيوتهم، وأن عدد البيوت والمدارس والمستشفيات والمباني العامة والعمارات السكنية والمساجد والمصانع وحتى المقابر المدمرة غير مسبوق لحقوا بشبابنا وأبنائنا لينتقموا منهم في المقابر، والفارق اليوم أن الدمار الذي تسبب به العدوان الأخير لا مثيل له في العصر الحديث كما أكد شاهد عيان هو السيد المفوض العام للأونروا.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد كانت الحرب الأخيرة على غزة سلسلة من جرائم الحرب مكتملة الأركان نفذت وببث مباشر على مرأى ومسمع العالم بأسره لحظة بلحظة. فلا يعقل أن يدعي أحد الآن أنه لم يدرك حجم وهول الجريمة. ولا يعقل، أن يكتفي البعض بإعلان دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون الاهتمام بمصير آلاف الضحايا من أبناء شعبنا متجاهلاً حقيقة بسيطة نذكره بها وهي أن حياة الفلسطيني غالية، تماما كحياة أي انسان آخر.
إن تجاهل البعض للحقائق على الأرض لا ينفي وجود هذه الحقائق.
ونفترض أيضاً أن لا أحد سيتساءل بعد الآن: لماذا ينمو التطرف ولماذا تتراجع ثقافة السلام، ولماذا تنهار الجهود لتحقيقه.
ونعتقد أو نتمنى أن لا يحاول أحد مساعدة الاحتلال هذه المرة أيضاً على الإفلات بجريمته دون مساءلة.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
باسم فلسطين وشعبها أؤكد هنا اليوم: لن ننسى ولن نغفر، ولن نسمح بأن يفلت مجرمو الحرب من العقاب.
وأؤكد أمامكم أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام آلة الحرب الإسرائيلية، ومتمسك بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال العنصري الاستيطاني الإسرائيلي.
وفي نفس الوقت أؤكد أن حزننا وفجيعتنا وصدمتنا وغضبنا لن يجعلنا للحظة نتخلى عن إنسانيتنا وعن قيمنا وأخلاقياتنا، بل سنحافظ على الدوام على احترامنا والتزامنا بالقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني وتماثلنا مع الإجماع الدولي، وسنصون تقاليد نضالنا الوطني التي رسخها الفدائيون الفلسطينيون والتزمنا بها منذ أن انطلقت الثورة الفلسطينية في مطلع العام 1965.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
وسط طوفان المذابح وإعصار التدمير الشامل وجدنا شعوب العالم تنزل في مظاهرات ضخمة، معلنة إدانتها للعدوان والاحتلال وتأييدها لحرية فلسطين، ووجدنا الأغلبية الساحقة من الدول تتبنى نفس الموقف، ولحظنا اتساعاً نوعياً في فعاليات حملة المقاطعة الشعبية الدولية لسياسة الاحتلال وzzz*zالأبرتهايدzzz*z والاستيطان الإسرائيلي.
فالتحية باسم فلسطين لكل من انحاز إلى القيم الإنسانية وطالب بالحرية والعدل والسلام. لقد شكلت كل مظاهر التضامن الصادقة هذه رسالة هامة لمن كانوا يواجهون الإبادة في غزة كي يشعروا-على الأقل- أنهم ليسوا وحدهم.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد جاءت الحرب الإسرائيلية الأخيرة لتجسد على الأرض جوهر ما كانت الحكومة الإسرائيلية تطرحه في غرف المفاوضات المغلقة. فقد جاءت بعد مسعى تفاوضي طويل وشاق استمر أكثر من ثمانية شهور برعاية الولايات المتحدة وبمتابعة الرئيس باراك أوباما وبإدارة مثابرة من وزير خارجيته جون كيري. وانخرطنا في هذا المسعى بعقول مفتوحة وبنوايا صادقة وبروح إيجابية، وطرحنا مواقفنا الثابتة المستندة لقرارات الشرعية الدولية والتي تحظي بالتأييد الساحق بين دول العالم، واحترمنا بإخلاص جميع التزاماتنا وتفاهماتنا، بل كنا ونحن نراقب الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة نمارس درجات مستحيلة من ضبط النفس فنكتم صرخاتنا ونعض على جراحنا كي نعطي الجهود الأميركية أفضل فرصة ممكنة للنجاح.
ولكن وكالعادة لم تفوت الحكومة الإسرائيلية الفرصة دون أن تخرب فرصة السلام.
فخلال شهور المفاوضات تواصلت عمليات البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وحملات القتل والاعتقالات الواسعة والتهجير القسري في الضفة الغربية وتشديد الحصار الجائر على قطاع غزة. وركز الاحتلال حملته على مدينة القدس ومواطنيها، محاولاً تغيير وتزييف روح وهوية ومشهد المدينة المقدسة، مركزاً على المسجد الأقصى ما ينذر بعواقب كارثية، وفي الوقت نفسه كانت عصابات المستوطنين العنصريين المسلحين تواصل جرائمها ضد المواطن والأرض والمساجد والكنائس والممتلكات وأشجار الزيتون.
وكالعادة أخفقت الحكومة الإسرائيلية مجدداً في امتحان السلام.
فقد نقضت اتفاقا مع الإدارة الأميركية حول إطلاق عدد من أسرى الحرية الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين نصر على إطلاق سراحهم جميعاً، وعندما وجهت بالأسئلة البسيطة في المفاوضات المباشرة أو عبر الوسيط الأميركي لم تتردد في كشف مواقفها الحقيقية:
إن إسرائيل ترفض إنهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطين التي احتلتها العام 1967 بل تسعى لاستمراره وتكريسه، وترفض قيام دولة فلسطينية، وترفض إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. هذا هو الموقف الرسمي لحكومة إسرائيل.
إن المستقبل الذي تقترحه الحكومة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني هو في أحسن الأحوال معازل متفرقة للفلسطينيين على أرض لا حدود لها، ولا سيادة لهم عليها ولا على أجوائها ومياهها وثرواتها الطبيعية، وستكون تحت سطوة المستوطنين الفاشيين وجيش الاحتلال في أبشع تطبيق ممكن لأنظمة zzz*zالأبرتهايدzzz*z. ورغم هذا بعضهم يقولون نريد الدولتين، أين هي الدولة الفلسطينية؟، هذه المعالم التي يريدونها للدولة الفلسطينية.
لقد أكدت إسرائيل خلال المفاوضات أنها ترفض صنع السلام مع الضحية، مع الشعب الفلسطيني.
ويجري ذلك مع محاولة إضفاء طابع ديني على الصراع، ومع تصاعد وتفشي العنصرية في الخطاب السياسي والإعلامي الإسرائيلي وتكريسها في المناهج الدراسية وفي سلسلة من القوانين وفي ممارسات الاحتلال والمستوطنين، وقد وجدت هذه الثقافة العنصرية وخطاب التحريض والكراهية تعبيراً مجسداً لنتاجها في الجريمة الدنيئة والمروعة التي أقدم عليها عدد من المستوطنين الفاشيين قبل شهور عندما اختطفوا الفتى المقدسي محمد أبو خضير وقاموا بإحراقه حياً ثم قتلوه، إن هذا يذكرهم بشيء ما بالتاريخ نتمنى أن يتذكروه.
وفي السنوات الماضية مارس الاحتلال سياسة ممنهجة لإضعاف السلطة الوطنية وصولاً لشطب عملي لكامل دورها، وكان الاحتلال يستهدف ما نقوم به من عمل دؤوب لصياغة أسس نموذج دولة فلسطين التي نريد: دولة سيدة مستقلة تعيش بسلام وتبني جسور التعاون المتكافئ مع جيرانها، تحترم الالتزامات والمعاهدات والاتفاقات، تكرس المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان والتعددية، ترسخ الإرث التنويري الفلسطيني في التسامح والتعايش وعدم الإقصاء، وتقوي ثقافة السلام، وتعزز دور المرأة، وتبني إدارة كفؤة تلتزم معايير الحكم الرشيد. أراد الاحتلال ويريد ضرب هذا النموذج لأنه نقيض جوهر سياساته الاستيطانية، ولأنه يريد تدمير فرصة تبلور الكيانية الفلسطينية في دولة مستقلة ضمن حل الدولتين.
وعندما نجحت جهودنا عبر الحوار الوطني قبل شهور في إنهاء الانقسام الداخلي واستعدنا وحدة الأرض والوطن والمؤسسات وشكلنا حكومة التوافق الوطني وبدأنا مسيرة ستقود إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، فقد رحبت جميع دول العالم بهذا إلا إسرائيل التي تعمل على الدوام على تمزيق أرضنا ووحدتنا الوطنية. كل دول العالم وافقت على حكومة الوفاق الوطني إلا إسرائيل.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
والآن إلى أين من هنا؟
إن التفكير بأنه من الممكن وببساطة العودة إلى نمط عمل سابق تكرر فشله هو أمر ساذج في أحسن الأحوال، وخاطئ في جميع الأحوال، بجانب أنه لم يعد مقبولاً وليس مجدياً استنساخ أساليب ثبت عقمها، أو مواصلة اعتماد مقاربات أخفقت مراراً وتحتاج مراجعة شاملة وتصويباً جذرياً.
من المستحيل ،أكرر، من المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية والسؤال الأساس، لا صدقية ولا جدوى لمفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها المسبقة بالاستيطان وببطش الاحتلال، ولا معنى ولا فائدة ترتجى من مفاوضات لا يكون هدفها المتفق عليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب 1967، ولا قيمة لمفاوضات لا ترتبط بجدول زمني صارم لتنفيذ هذا الهدف.
آن لهذا الاحتلال الاستيطاني أن ينتهي الآن.
إن فلسطين ترفض أن يكون حق شعبها في الحرية رهينة لاشتراطات عن أمن إسرائيل، وهو الذي يتعرض يومياً لإرهاب دولة الاحتلال العنصري ومستوطنيها.
إن شعب فلسطين هو من يحتاج في الحقيقة إلى الحماية الدولية الفورية وهو ما سنسعى إليه من خلال المنظمات الدولية، ويحتاج إلى الأمن وإلى السلام قبل أي أحد آخر، وأكثر من أي أحد آخر، وأطفال فلسطين يستحقون أن يضمن العالم لهم بأن لا يتم مرة أخرى اغتيال طفولتهم وسرقة أحلامهم وحياتهم.
أما آن لفصول هذه المأساة المستمرة والمتجددة أن تطوى؟!.
إن من اقتلعوا من بيوتهم الدافئة وأرضهم الطيبة وبلادهم الجميلة خلال النكبة قبل 66 عاماً وقذف بهم إلى جحيم المنافي واللجوء، ويجرى قذفهم في متاهات هجرات جديدة، أو إلى سفن الموت في بحار العالم، بين حين وآخر هم من يحتاجون إلى ضمانات بألا يشردوا مرةً أخرى، وألا يقضوا حياتهم في انتظار الغزاة في حربهم الجديدة.
أما آن لهذا التيه الطويل أن يصل إلى محطته الأخيرة.
لن نقبل بأن نبقى إلى الأبد في مربع المطالبين على الدوام بإثبات حسن نواياهم بتقديم تنازلات على حساب حقوقهم، وبالتزام الصمت وهم يقتلون وأرضهم تنهب. لقد سئمنا الدخول في امتحانات إضافية لإثبات الكفاءة والجدارة كي نحظى بحقنا الطبيعي البسيط في أن نعيش حياة عادية، وأن نمارس حقنا البديهي في توقع غد هادئ مألوف والحلم بأيام أجمل، وبالقدرة على أن يخطط شبابنا باطمئنان لأيامهم وسنواتهم القادمة بحرية وسلام فوق أرضنا كبقية شعوب العالم.
آن للسلام العادل والحقيقي أن يمكن في أرض السلام. كما قلت أكثر من مرة نحن الشعب الوحيد في كل العالم الذي بقي تحت الاحتلال.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد حذرنا نحن وجميع الدول العربية على الدوام من العواقب الكارثية لاستمرار الاحتلال الاستيطاني وعدم نيل شعب فلسطين لحريته واستقلاله، ودللنا مراراً على أن بقاء إسرائيل دولة فوق القانون واستمرار إفلاتها من العقاب والمحاسبة على اعتداءاتها وتحديها للإرادة والشرعية الدولية مسؤول بشكل حاسم عن توفير التربة الخصبة والبيئة المناسبة لنمو التطرف والكراهية والإرهاب في منطقتنا.
إن مواجهة الإرهاب الذي ابتليت به منطقتنا من تنظيمات كـzzz*zداعشzzz*z وغيرها لا علاقة لها بأي صورة من الصور بالدين الإسلامي السمح أو بالبشرية، وتقوم بارتكاب فظائع وحشية دنيئة، تتطلب ما هو أكثر من المواجهة العسكرية وهي أمر ملح، وتستلزم ما هو أكثر من إطلاق الإدانات وإعلان المواقف وهو أمر مطلوب. إنها تحتاج في المقام الأول إلى بناء استراتيجية شاملة مصداقة لتجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره في جميع المجالات السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية في منطقتنا، إنها تتطلب وضع أسس صلبة لتوافق عملي يجعل محاربة جميع أشكال الإرهاب وفي كل مكان مهمة حاسمة يتصدى لها تحالف الدول وتحالف الشعوب وتحالف الحضارات، وتتطلب في هذا السياق وبشكل رئيس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا الذي يعد بوقوعه وباستمراره وبممارساته شكلاً بشعاً من إرهاب الدولة ودفيئة للتحريض والتوتر والكراهية.
السيد الرئيس،
في الوقت الذي ما زلنا نعاني فيه أهوال الحرب يقف أمامنا تحد هائل لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال. وهذه المرة الثالثة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وبدعوة نثمنها من جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج ستستضيف القاهرة الشهر القادم مؤتمراً دولياً خاصاً حول إغاثة وإعادة إعمار غزة، وستقدم حكومتنا تقارير شاملة إلى المؤتمر عن الخسائر التي لحقت بمختلف مناحي الحياة نتيجة العدوان، وستقدم تفاصيل الخطط والبرامج التي ستسارع إلى القيام بتنفيذها والإشراف عليها في قطاع غزة لتلبية احتياجات الإغاثة العاجلة ومتطلبات إعادة البناء والإعمار، بالتنسيق الكامل مع هيئات ووكالات الأمم المتحدة. إذن كل شيء سيجري بإشراف الأمم المتحدة.
وقبل يومين اتفقت الفصائل الفلسطينية على تعزيز وتمكين حكومة التوافق في قطاع غزة، ما سيعزز ويضمن إنجاز عمليات إعادة الإعمار.
إننا إذ نعبر عن تقديرنا لكل الدول والهيئات التي سارعت لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني خلال الحرب وبعدها، فنحن على ثقة أن الدول الشقيقة والصديقة لن تتردد في دعم ما سنطرحه من خطط وبرامج، وأن المؤتمر سيخرج بنتائج عملية تلبي توقعات واحتياجات ضحايا العدوان.
ونؤكد هنا مجدداً أن الشرط الأساس لنجاح كل هذه الخطط والجهود هو إنهاء الحصار الإسرائيلي البشع المتواصل منذ سنوات والذي يخنق غزة ويحولها إلى أكبر سجن في العالم لحوالي مليوني مواطن فلسطيني، وفي الوقت نفسه نؤكد حرصنا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار عبر المفاوضات التي ترعاها مصر. غير أنه من الضروري ولكي لا تتكرر دوامة الحروب ودوامة إعادة الإعمار كل سنتين أو ثلاث أن نركز على المسألة الأساس ونقطة الانطلاق وهي أن معاناة غزة لن تنتهي بشكل كامل إلا بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد قامت فلسطين والمجموعة العربية خلال الأسبوعين الماضيين باتصالات مكثفة مع مختلف المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة من أجل الإعداد لتقديم مشروع قرار لاعتماده في مجلس الأمن الدولي حول النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وللدفع بجهود تحقيق السلام. لازلنا نؤمن بالسلام من خلال الشرعية الدولية.
إن هذا المسعى يؤكد للجميع مجدداً التزامنا بتحقيق السلام العادل عبر حل تفاوضي، واعتمادنا الجهد الدبلوماسي والسياسي عبر هيئات الأمم المتحدة، وهذا المسعى يستلهم ويستعير بشكل كامل روح ونصوص عديد القرارات التي وافقتم عليها في الجمعية العامة وتلك التي أقرت في مجلس الأمن والتي حددت أسس الحل الدائم وتحقيق السلام العادل. لن نأتي بشيء جديد كلها قرارات معتمدة.
إن هذا المسعى يطمح لتصويب ما أعترى الجهود السابقة لتحقيق السلام من ثغرات بتأكيده على هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 الى جانب دولة اسرائيل وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام مع وضع سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الأهداف لا بد من سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الأهداف، وسيرتبط ذلك باستئناف فوري للمفاوضات بين فلسطين وإسرائيل لترسيم الحدود بينهما والتوصل لاتفاق تفصيلي شامل وصياغة معاهدة سلام بينهما.
السيدات والسادة،
إننا على ثقة أن هذا المسعى سيحظى بتأييد شامل ممن يحرصون على أن لا تشهد بلادنا حروبا وفظائع جديدة، وممن يريدون دعم حملة التصدي للإرهاب، وممن يؤمنون أنه يجب المسارعة لرفع الظلم التاريخي الذي ألحقته النكبة بالشعب الفلسطيني وممن يتوقون لرؤية السلام يحل في أرض الرسالات السماوية.
وستكون المصادقة على القرار تأكيداً على ما أردتموه بأن يكون هذا العام عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي سيواصل نضاله وصموده وسينهض شجاعاً وقوياً من بين الركام والدمار، فنحن كما قال شاعرنا محمود درويش: zzz*zمصابون بداء لا شفاء منه هو الأمل، ونحب الحياة إذا استطعنا اليها سبيلاzzz*z، وإذا ما استطعنا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
هناك احتلال يجب أن ينتهي الآن.
وهناك شعب يجب أن يتحرر على الفور.
دقت ساعة استقلال دولة فلسطين، واعتقد أنكم تستمعون لدقاتها.
وشكراً.
كلمة الرئيس محمود عباس عبر الهاتف أمام مهرجان تأييد لسيادته ولمناسبة الذكرى 32 لمذبحة صبرا وشاتيلا 16. 9. 2014
يا أهلنا في طولكرم الصمود، نساءً وشيوخاً وشباباً وأطفالاً،
اتوجه بالتحية لكم في هذا التجمع الحاشد من مدن وقرى ومخيمات المحافظة، مؤكدين على دعمكم ووقفتكم مع قيادتكم في توجهها إلى مجلس الأمن لعرض قضيتنا هناك على المجتمع الدولي، لأننا شعب يريد استقلاله وحريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
zzz*zإنكم اليوم ترسلون رسالة الى العالم بأن الشعب الفلسطيني ملتف خلف قيادته حول هذا الهدف الكبير الذي يعترف العالم به ويسانده كما فعل في 29/نوفمبر 2012.
إن شعبنا العظيم يستحق أن يكون له مكان تحت الشمس، ولقد أثبت جدارته لنيل هذا الحق بتضحياته، وبالسياسة المسؤولة وبحرصه على الأمن الإقليمي والدولي.
ان تأييد العالم يزداد لنا يوماً بعد يوم، فنحن ضحية لعدوان غاشم مارس ابشع انواع الارهاب والعنف ضد ابناء شعبنا في قطاع غزة، الذي نتوجه بالتحية له مؤكدين على تصميمنا على اعادة بناء ما دمره الاحتلال، واستعادة الوحدة وانهاء الانقسام.
يا أحبتي في طولكرم،
إننا امام تحديات كبيرة وجسيمة ولكننا صممنا على مواجهتها بالحكمة والارادة والعنفوان والثبات ، ولن تزيدنا هذه التحديات إلا صلابة وصموداً وإصراراً على المضي في طريقنا الذي لن نحيد عنه وعاهدنا شهداءنا وجرحانا ومعتقلينا على المضي فيه قدماً، بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وبتحقيق وحدتنا الوطنية.
يا أحبتي في طولكرم الصامدة،
لقد حاول الاحتلال ان يجرنا إلى المربع الذي يريده ويسعى اليه دائما وهو مربع العنف والعنف المضاد، لكننا كنا واعين لسياسته فأفشلناها بالحكمة والمسؤولية.. أفشلناها لأننا كنا نعرف أنه لا يريد إقامة الدولة المستقلة، وخضنا معركة المقاومة الشعبية التي أكدت على أن الشعب كله يرفض احتلاله مهما استخدم من أدوات البطش والقتل والتدمير.
فيا أحبتي في طولكرم الصمود والبسالة،
علينا أن نتمسك بوحدتنا والتفافنا حول قرارنا الوطني الشجاع والمستقل. لأننا بهذا نسقط كل رهانات الاحتلال على فرقتنا، فالثوابت الوطنية هي سياستنا الدائمة لأنها طريقنا للخلاص، طريقنا للوصول إلى هدفنا هدف الامة العربية وأحرار العالم.
وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية دائماً وابداً الممثل الشرعي والوحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وسنبقى متمسكين بوحدتنا الوطنية وبالقواسم المشتركة التي تشكل قاعدة لهذه الوحدة.
إننا ثابتون على العهد الذي أقسمناه لدماء الشهداء، وسنظل على العهد أوفياء لكل جرحانا البواسل ومعتقلينا الذين لا بد أن ينالوا حريتهم.
يا أحبتي،
نذهب إلى الأمم المتحدة كوسيلة من وسائل كفاحنا لتحقيق أهدافنا رغم أن هناك من سيقف أمامنا ويتعنت ويعترض طريق تحقيقنا لهدفنا لكننا في هذه الحالة سنذهب إلى كل المنظمات الدولية لطلب الحماية لشعبنا لمعاقبة المجرمين.
إننا واثقون بالنصر وواثقون بأنفسنا وبشعبنا من اجل نيل الحرية والاستقلال، وبأن تضحياتنا لا يمكن أن تذهب سدى، والنصر دائما للشعوب المكافحة.
التحية لكم
التحية لأرواح شهداءنا
التحية لجرحانا البواسل
التحية لمعتقلينا أسرى الحرية والكرامة والى ان نصلى جميعا في القدس بأذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام المؤتمر الرابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إقليم رام الله والبيرة
رام الله 31-8-2014
بسم الله الرحمن الرحيم
سعيد جدًا أن أكون بينكم أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، وأنتم تعقدون مؤتمركم في ظروف صعبة وقاسية للغاية، مررنا فيها كثيرًا منذ ما قبل انطلاقة ثورتنا، وما زلنا نصارع ونسير الخطى التي رسمناها على أنفسنا.
كل التمنيات وكل النجاح لمؤتمركم هذا من أجل أن تأتي قيادات شابة تحمل الراية من الأجيال الكبيرة، أو ما كان يسميه الرئيس المرحوم ياسر عرفات بـ"تدافع الأجيال"؛ لذلك أسعدني عندما سمعت أن مؤتمر الإقليم سينعقد في هذا اليوم، وقلت: أريد أن أتشرف برؤية الشباب ومشاركتهم.
أذكر أن المؤتمر الأول لحركة zzz*zفتحzzz*z كان في بيت الشهيد الكبير (أبو جهاد) في سوريا؛ والمؤتمر الثاني كان في قرية الزبداني، والمؤتمر الثالث في حموريا، وكان بعد أيلول مباشرة؛ والرابع في مدينة أبناء الشهداء في ضواحي دمشق، وهذه المدينة شامخة اسمها "أبناء الشهداء" والتي تتسع لأن تكون جامعة؛ والمؤتمر الخامس في تونس؛ والسادس في بيت لحم؛ والسابع سيعقد حتمًا وقريبًا جدًا في رام الله أو بيت لحم؛ ولذلك قلنا للإخوة لا بد للتنظيم أن يختار ممثليه من خلال الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة كمؤتمركم هذا، ويجب أن يحضر المؤتمر فقط من ينتخب؛ ولذلك أنا سعيد جدا أن أرى افتتاح المؤتمر؛ وسأكون أسعد عندما تنجح فعاليات هذا المؤتمر، وينتخب شباب وشابات ليقودوا هذه الحركة.
أمامنا نضال طويل ومشقات طويلة، ولا بد لهذه الحركة أن تستمر في قيادة نضال الشعب الفلسطيني، رغم ما اعتراها من نقاط ضعف هنا وهناك، وزلات هنا وهنا؛ ولكنها تبقى قائمة شامخة تقود هذا النضال. وكل هذا يتحقق، وتأتي الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
مررنا بـ51 يومًا الماضية بزلزال كبير، بدأ عندنا هنا في الضفة الغربية، واستقر في غزة. ما زلنا نذكر أنه ومنذ اختطف الإسرائيليون الثلاثة ونحن نعاني من قتل وتدمير واعتقال؛ وعلى رأس الشهداء "محمد أبو خضير" الذي أحرق ثم قتل، أحرق ثم قتل؛ وأظن أن هذا يذكرنا بشيء حصل مع أناس ما في وقت ما؛ يمارسونه علينا؛ لكن لن ننسى شهداءنا وجرحانا وأسرانا.
وانتقل هذا العدوان الغاشم على غزة، وبادرنا فورًا بالاتصال بكل دول العالم نحمل طلبًا واحدًا وهو وقف القتال ووقف شلال الدم. قد يكون انتقدنا البعض؛ لماذا لا نطلب غير ذلك، أين هي الطلبات، وهي كثيرة؛ لكن قلنا: نوقف شلال الدم، ومن ثم طلباتنا على الطاولة، وطلباتنا كثيرة ومحقة؛ ولكن مع الأسف استمر الاعتداء.
وجاءت المبادرة المصرية بناء على طلبنا. نحن الذين طلبنا من مصر أن تطرح المبادرة، ونحن نعرف أن بين مصر وحماس ما بينهما؛ ومع ذلك قلنا لهم عضّوا على الجرح الآن؛ هناك قضية وطنية قومية إستراتيجية على حدودكم أنتم الأدرى والأولى، وأنتم الوحيدون القادرون على عمل شيء، لذلك نريد مبادرة مصرية توقف شلال الدم، وتمنع تدمير البلد، وتحول دون قتل الأطفال وقتل النساء والشيوخ، ونحن نعرف تمامًا أن المحصلة لهذه الحرب 97% تقريبًا من المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ.
وكانت المبادرة المصرية، والتي صادفت كثيرًا من الاعتراضات وكثيرًا من الرفض؛ ولكننا صممنا على أنها الوحيدة التي يجب أن تكون على الطاولة؛ وجبنا أطراف الأرض كلها، وتحدثنا إلى الزعماء القريب والبعيد؛ على أمل أن يبدأ إيقاف شلال الدم، وتمكنا بصعوبة، ولأول مرة منذ الحروب الثلاث على قطاع غزة، أن نشكل وفدًا فلسطينيًا من منظمة التحرير الفلسطينية ومن المنظمات المعنية، وتوجه الوفد للقاهرة على أمل إيقاف القتال؛ ولو حصل منذ إرسال الوفد لكان عدد الشهداء أقل والمصابون أقل وحجم الدمار أقل؛ ولكن النتيجة النهائية للأسف الشديد هي 2140 شهيدًا، وإذا أضفناهم إلى شهداء الحروب الثلاث السابقة وإلى الشهداء الذين قضوا في عهد مشكلة شاليط لوصل العدد إلى 10 آلاف شهيد، بالإضافة إلى 10 آلاف جريح و35 ألف بيت مدمر بشكل كامل وبشكل جزئي؛ واستمر القتال.
لماذا نستهين بشعبنا ودماء شعبنا ومعاناة شعبنا؟ من أجل ماذا؟ يصبر ويصبر ويصبر، هو يجلس في بيته وقت الفطور؛ يفطر هو وعائلته، تأتيه قذيفة تفتك به وبعائلته؛ ثمة 80 عائلة شطبت من السجل المدني ولم تعد موجودة، ومع ذلك كنا مصرين على أن يبقى الوفد ونفاوض؛ ولا أنكر أيضا أن إسرائيل تعنتت وأصرت وصممت على أن تلقننا درسًا. وأقول لكم بصراحة: كل ما حصل هو ضد المشروع الوطني الفلسطيني، تمركز في غزة والخليل.
المبادرة المصرية كانت تقول وقف إطلاق النار والعودة إلى اتفاق 2012 الذي عقد في عهد مرسي والذي اعتبروا خرقه كبيرة مؤثمة، لأنه مقدس جاء من عهد مرسي، ومرسي مقدس، والمرشد مقدس.
والتفاهمات التي تم التوصل إليها هي: وقف إطلاق النار، وبقية القضايا تدرس فيما بعد. zzz*zشو عدا ما بداzzz*z! ونحن من أول يوم تحدثنا في هذا. لماذا اليوم! وبعد 51 يومًا، و2140 شهيدًا، و10 آلاف جريح، و35 ألف بيت؟ لماذا! هل شعبنا هين علينا إلى هذه الدرجة! أليس هذا شعبنا من يقتل في غزة!.
على كل حال، أمامنا عمل كبير؛ لأن غزة أولًا وأخيرًا مسؤوليتنا؛ علينا أن نعمل وندبر الأموال والمعونات والمساعدات والماء والكهرباء، ولا ننتظر أحدا. وندعو الله أن نتمكن من إغاثة شعبنا، وإيجاد بيت أو خيمة لـ360 ألف إنسان؛ ونريد أن تكون المدارس جاهزة؛ ولا أعتقد أن تعمل في وقتها؛ لأن المدارس مضروبة أو مسكونة. وعلى كل حال، نحن لا نتهرب من مسؤولياتنا، وسنقوم بكل ما نستطيع، ونتصل بالدول المانحة؛ حتى نخفف عن أهلنا هذه المصائب التي إصابتهم.
تعلمون أننا خضنا تجارب المفاوضات منذ فترة طويلة، كنا نسمع من الإخوة من الداخل والخارج: لماذا المفاوضات العبثية! ولماذا هذه التنازلات! عقدنا أوسلو، وجئنا وعملنا سلطة، وحاولنا أن نصل إلى دولة مستقلة؛ فدخلنا مفاوضات طويلة، ولم نستطع؛ فكان لنا أن نقول: وماذا بعد. أما موضوع التنازلات، فأنا أتحدى أي إنسان أن يقول: إننا تنازلنا هنا أو هناك في أي موضوع وطني أو سياسي.
منذ عام 1988، وفي اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، اتخذ قرار القبول بقرار 242 وبناء الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة؛ والقرار الثاني إعلان دولة في المنفى. ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، أتحدى أن يقول أحد أيا من التنازلات؛ نحن ملتزمون بهذا القرار ولن نتنازل عنه.
نحن قلنا للعالم، وسنقول بشكل رسمي: نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس؛ إذا وافقتم تعالوا نحدد الحدود، ومن ثم ندرس القضايا المعلقة النهائية. نحن نعرف أن الأمور صعبة، وأن الأمور التي سنتعرض لها ستكون ضغوطًا هائلة.
وتذكرون عندما توجهنا لمجلس الأمن، ولم يبق أحد في العالم لم يمارس ضغطًا علينا، وقلت لهم: أنا أريد أن أطلب عضوية الدولة في الأمم المتحدة؛ وكانوا يقولون: هذا يدمر كل شيء، ونحن نعرف أننا بذهابنا للمجلس سنصد بألا نحصل على موافقة 9 أعضاء، وأن أميركا ستستخدم حق الفيتو، وذهبنا ولم نحصل على 9 أصوات؛ وبالتالي أعفيت أميركا من استخدام حق الفيتو، في العام الثاني ذهبنا إلى الجمعية العمومية لنحصل على دولة غير عضو؛ لم تبق أي دولة لم تحاول إبعادنا عن هذا القرار، ومع ذلك ذهبنا وحصلنا على انتصار لم نكن لا نحن ولا هم نحلم به (138 دولة؛ و41 دولة امتنعت؛ وتسع دول وقفت ضد). وبعد ذلك بدأنا بالمفاوضات على أساس الكلام الجميل الذي سمعناه، ولكننا لم ننجح؛ وفي هذه الأثناء، كما تعرفون، طلب منا ألا نتوجه للمنظمات الدولية، رفضنا ثم وافقنا، بشرط أن يطلق سراح الأسرى قبل 1993؛ لأننا اعتبرناه مكسبا لنا؛ فهؤلاء الأسرى لا أمل في إطلاق سراحهم مقابل تأجيل انضمامنا للمنظمات الدولية. قلت نتحمل 9 أشهر مقابل إطلاق سراح الأسرى؛ وبالفعل أطلق سراح الدفعة الأولى والثانية والثالثة؛ وعندما جاءت الدفعة الرابعة، قالوا: لن نطلق سراحهم؛ وقلنا: سنذهب اليوم للانضمام إلى 15 منظمة دولية، ومنها معاهدة جنيف الثانية والثالثة والرابعة، وهناك معاهدات واتفاقيات أخرى. واتفاقية جنيف الرابعة تقول: zzz*zلا يحق للدولة المحتلة أن تنقل سكان الأراضي المحتلة ضمن المعاهدة الرابعة، والتي تنطبق علينا؛
ولذلك عندما انضممنا لهذه المعاهدة دعونا 193 دولة لبحث هذا الأمر، كما طلبنا من الأمم المتحدة الحماية. الوضع السياسي بات واضحًا وسنتحمل مسؤولياتنا بشكل كامل؛ وإذا تم هذا سنأخذ دولتنا والقدس الشرقية عاصمة لها، ومن دون القدس الشرقية لن تكون هناك دولة.
إن هناك مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة التي عرضت في 2003، تقول: إن الضفة تكون من 40 إلى 60%؛ والباقي نبحثه من 10 إلى 15 سنة؛ و"القدس" و"اللاجئون" نبحثهما في وقت آخر. وهذه الدولة المؤقتة التي قبلها البعض وحاولوا أن يتراجعوا، ولكنهم في قرارة أنفسهم يقبلون بها، ونحن رفضناها رفضًا تامًا ولن نسمح بها؛ في المقابل لا مانع لإسرائيل أن تكون هناك دولة فلسطينية في غزة أما في الضفة الغربية، فلن تزيد على ما ذكر، وكانت هناك مشاريع تنص على إضافة 1600 كم من سيناء إلى غزة، تكون جاهزة لاستقبال اللاجئين.
وبعضكم لا يتذكر أنه في عام 1956 كان هذا المقترح عرض، وشعر الشعب الفلسطيني بخطورته؛ فقامت مظاهرات قادها أبو يوسف النجار وفتحي البلعاوي ومعين بسيسو ووضعوا بالسجن، ولكنهم عطلوا المشروع في 56؛ والآن يعاد طرحه! وقلنا لن نقبل بهذا. على كل حال من عرض ومن وافق على ذلك انتهوا، وهذا الموضوع غير مطروح إطلاقًا. الآن من الممكن أن يخرجوا بعد 10 سنوات بنفس المقترحات، ولن يقبل الشعب الفلسطيني بذلك أبدًا.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل إجتماع القيادة الفلسطينية بتاريخ 26. 8. 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
يمر اليوم الواحد والخمسون على العدوان الهمجي الذي مارسته وتمارسه إسرائيل ضد أهلنا في قطاع غزة، وفي هذه المدة ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من ألفي شهيد وإلى أكثر من 10 آلاف جريح وعشرات آلاف البيوت، وللأسف حتى هذه اللحظة لا زال الهجوم والاعتداء دون تمييز وفي أغلب الأحيان يكون الأبرياء والمدنيون الضحية الأولى لهذا العدوان وكما يعرف الجميع فإن عشرات العائلات قد تصل إلى أكثر من ستين عائلة أبيدت بالكامل.
ومن هنا كان لا بد لنا أن نبذل كل الجهد الممكن وغير الممكن من أجل وقف القتال وبخاصة بعد أن انسحب الإسرائيليون من المفاوضات وعاد وفدنا واستمر جهدنا المكثف من أجل العودة للمفاوضات مرة أخرى.
وبالفعل تمكنا اليوم في هذه اللحظات من أن نعلن قبولنا بالمبادرة المصرية بوقف القتال، هذا الوقف متزامن مع تزويد القطاع بالمواد الإنسانية والطبية والغذائية والعمرانية التي يحتاجها، وفيما بعد سيكون هناك حديث على كل الطلبات التي ستوضع على الطاولة.
أثمرت الجهود الآن وقبل دقائق فقط من الوصول للعودة إلى المفاوضات، وقلنا أن الساعة السابعة، أي الآن، سيكون هنالك توقف كامل للقتال، ويعود الوفدان في أقرب فرصة ممكنة للقاهرة لاستكمال هذه الجهود.
نؤكد على التقدير الكامل لمصر التي بذلت معنا جهودها منذ فترة طويلة للوصول لصيغة ترضي كل الأطراف، ونؤكد أيضا أن دولة قطر أسهمت في هذا، ولعل من المفيد أن نذكر أن جون كيري بذل جهودا معنا وكان على اتصال دائم معنا من أجل تحقيق هذا الغرض، كل الشكر لكل الجهات التي بذلت هذه الجهود، والشكر للأمم المتحدة التي سترسل فورا المواد المطلوبة لقطاع غزة، لأن الوضع المأساوي هناك لا يمكن أن يخطر على بال أحد.
كان موضوع وقف القتال هو الموضوع الأساس الذي بحثناه مع قيادة حماس في الدوحة، وبحثنا أيضا مواضيع أخرى مهمة وهي تركيز وتمكين المصالحة الوطنية، بحيث تتمكن حكومة الوفاق الوطني من القيام بأعمالها، هذا بحاجة لوقت وجهد ولكن هذا هو هدف من الأهداف التي سعينا إليها منذ تحدثنا عن المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
في هذه الفترة التي طالت أكثر من 50 يوما كنا نبذل كل جهد لتزويد أهلنا بالمواد التي يحتاجون إليها سواء من هنا، وهذا حصل من كل المؤسسات والجهات وهذا شيء جيد جدا بأن يحس الشعب بمأساة إخوانه، ولا ننكر الدول التي سارعت لإرسال المعونات والمساعدات لأهلنا في قطاع غزة. لكن كل هذا لا يكفي ولا بد من انهمار كل المواد الطلوبة حتى يتمكن الناس من العيش من الشرب الماء من الكهرباء ثم بعد ذلك من التعليم حيث أن كل المدارس مشغولة بالعائلات، والمستشفيات مشغولة بالعائلات، إذا لم تكن تعرضت للتدمير لأن التدمير شمل المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة، كل هذا يحتاج لمواقف سريعة لنتمكن من لأم الجرح الكبير الذي أصاب أهلنا في قطاع غزة.
هناك موضوع آخر سنتناوله، وهو ماذا بعد؟ قطاع غزة بالذات تعرض لـ 3 حروب في 2008-2009 و2012 و2014، هل نتوقع حرب أخرى بعد سنة أو سنتين، وإلى متى ستبقى القضية بدون حل، نحن سنضع أمام القيادة رؤيتنا لهذا الحل وسنستمر في التشاور فيه مع الأشقاء والمجتمع الدولي، لكن يجب أن تكون الرؤية واضحة جدا، ومحددة جدا ومعلومة من الأف إلى الياء، أما الدخول في مفاوضات غائمة أمر لا يمكن أن نستمر فيه.
كلمة الرئيس محمود عباس أمامم القيادة الفلسطينية عقب اجتماعها لبحث نتائج مفاوضات القاهرة لتثبيت التهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك 16 آب 2014
ترأس رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم السبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، اجتماعا للقيادة الفلسطينية لبحث نتائج مفاوضات القاهرة لتثبيت التهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك.
وقال سيادته في كلمة أمام اجتماع القيادة، إن هناك مساعي إسرائيلية من أجل التقسيم الزماني للحرم القدسي الشريف، مؤكدا سيادته أن ذلك zzz*zخط أحمر لا يمكن أن نقبل بهzzz*z.
وأضاف الرئيس، zzz*zنقول لإسرائيل ونقول للعالم إن المساعي الإسرائيلية للتقسيم الزماني للحرم الشريف خط أحمر لا يمكن أن نقبل به مهما كانت الظروف، ولن نقبل أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي للقدس وتغيير هويتهاzzz*z.
وتابع الرئيس قائلا، zzz*zإن أهم ما يهمنا الآن وقف القتال والدم والتدمير في قطاع غزة، لأن ما حصل في هذه الحرب لم يحدث في الحروب السابقة، والتدمير لا يفيد معه الإصلاح والتصليح، بل يجب إزالة الركام كله لإعادة البناءzzz*z، وما حصل في هذه الحرب الثالثة لم يحصل إطلاقا في الحروب السابقة.
وأكد سيادته تمسك القيادة بالمبادرة المصرية وبمصر، مشددا على أن zzz*zمصر ليست وسيطا وإنما طرف، وسنستمر بالتمسك بها ولن نحيد عنها ولن نقبل أن يحل محلها أحدzzz*z.
وقال الرئيس، نعقد هذا الاجتماع اليوم للقيادة الفلسطينية من أجل أن نستمع إلى رئيس الوفد وأعضاء الوفد المتواجد بعضهم معنا، حول آخر ما جرى في القاهرة من المفاوضات، وماذا يتوقعون للمستقبل، وخاصة أنهم سيغادرون الليلة إلى القاهرة لاستكمال هذه المفاوضات.
وأضاف سيادته، أن أهم ما يهمنا هو وقف القتال، ووقف الدم، ووقف التدمير، ولعلكم سمعتم أنه حتى هذه اللحظة حوالي ألفين من الشهداء و10 آلاف من الجرحى، وأحياء بكاملها وقرى بكاملها دمرت، ما حصل في هذه الحرب التي نسميها الحرب الثالثة أو الرابعة على غزة لم يحصل إطلاقا في الحروب السابقة.
وأكد الرئيس، أن همنا الأول هو أن يتوقف القتال، ونحن منذ البداية وقبل أن تأتي المبادرة المصرية بناء على طلبنا، كان هدفنا الأساس هو كيف يمكن أن نؤمن وقف القتال وفي ذلك الوقت لم يتعد الشهداء 60 أو 70 أو 80 شهيدا، والآن هناك 2000 من الشهداء، وكل يوم يوجد شهداء.
وقال سيادته، ثم بعد ذلك طبعا، يأتي موضوع المساعدات العاجلة التي بدأت برعاية الحكومة من مختلف الاتجاهات والجهات وبخاصة المياه والكهرباء، إضافة للبيوت أو الخيم التي يحتاجها الناس ليأووا إليها، خصوصا وأن المدارس دمرت، والمستشفيات دمرت، والمؤسسات كلها دمرت، وبعد ذلك نتحدث عن باقي القضايا والمطالب سواء التي رفعت في البداية، أو التي أضيفت بعد ذلك، هذه كلها مطالب لا بد أن نتكلم بها، إنما قبل كل ذلك كيف يمكن أن نحقن الدماء.
وحول مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة قال الرئيس، لدينا مؤتمر للمانحين كان من المفروض أن يعقد في النرويج، ثم قيل في شرم الشيخ، ثم قيل في القاهرة، أيا كان المكان نحن نرحب به، ولذلك سيكون مع مطلع الشهر المقبل هذا المؤتمر في مصر، ونأمل أن جميع الدول المعنية حضور هذا المؤتمر وخاصة الدول العربية لكي تقدم الدعم السريع، لأننا نتذكر أن هناك مؤتمرا في شرم الشيخ حصل، ولكن هذا المؤتمر لم يقدم شيئا يذكر وانتهت مهمته في ذلك الوقت، الآن الوضع يختلف تماما عن 2008-2009، ويختلف تماما عن 2012.
وحول مخيم اليرموك، قال سيادته إن هناك أخبارا مطمئنة حول أن اللاجئين بدؤوا بالعودة للمخيم، إلا أن بعض التنظيمات المتطرفة تضع العراقيل من أجل أن تمنعهم، مؤكدا أن zzz*zمساعينا مستمرة من أجل أن يعود كل سكان المخيم وما حوله إلى بيوتهم وتستقر الأمور هناك، فهذا دأبنا واجتهادنا وهذه هي سياساتنا نحو ما يجري حولنا، وبالذات ما جرى ويجري في مخيم اليرموك.zzz*z
وتطرق سيادته إلى قضية الذهاب إلى المنظمات الدولية قائلا: zzz*zنحن تحدثنا في الجلسات الماضية عن الذهاب للمنظمات الدولية، وفعلا وهذه ليست إشاعات كما يقولون، إن التنظيمات الفلسطينية جميعها باستثناء بعضها وقعت على ورقة أو عريضة من أجل الذهاب إلى هذه المحاكم، وبالتالي أقول لمن يقول إن zzz*zأبو مازنzzz*z لم يوقع، أنا لا أوقع على العريضة، أنا أوقع على الرسالة، لكن الذي يريد أن يتحدث ويقول من وقع ومن لا يوقع، أن تكون لديه الجرأة ليتحدث من وقع ومن لم يوقعzzz*z.
نحن الآن سنستمع إلى رئيس الوفد وبعض أعضائه الموجودين هنا، ونرى ما هي ملاحظاتهم وتوصياتهم للجولة الأخرى أو الثانية من المحادثات في القاهرة، وطبعا كما قلت هدفنا نحن وقف القتال، وهدفنا نحن أن نتمسك بالمبادرة المصرية ولا غيرها.
وقد استمعت القيادة الفلسطينية إلى شرح مفصل من رئيس الوفد الفلسطيني الموحد عضو اللجنة المركزية لحركة zzz*zفتحzzz*z عزام الأحمد حول ما جرى في القاهرة من مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأبرز التوصيات من قبل الوفد الموحد لاستكمال مفاوضات التهدئة،والموقف الفلسطيني الموحد لتثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار بشكل دائم بما يؤمن وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة بشكل خاص ورفع الحصار الظالم عنه براً وبحراً وتوفير مستلزمات إعادة إعماره.
هذا وقد عبرت القيادة الفلسطينية عن تقديرها الكبير لأداء الوفد الفلسطيني الموحد ودوره عبر المفاوضات، في سبيل تثبيت التهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد شعبنا الصامد في قطاع غزة.
كما أكدت على ضرورة مواصلة الوفد عمله وبشكل حثيث من أجل الدفاع عن مصالحنا الوطنية عبر فك الحصار الشامل على قطاع غزة ومنع أية إمكانية لتجدد العدوان الإجرامي الذي قاد إلى دمار شامل وسقوط ألفي شهيد وعشرة آلاف جريح، وارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة وتدمير للبنى التحتية مما خلق كارثة إنسانية واسعة النطاق.
وتؤكد القيادة الفلسطينية أن المطالب المحقة التي رفعها وفدنا بخصوص إنهاء الحصار لقطاع غزة وفتح المعابر وحرية الحركة لا تنفصل عن الهدف الوطني الأكبر والذي يتمثل في إنهاء الاحتلال عن جميع الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس وغزة وفرض السيادة الكاملة لدولة فلسطين على أرضها ومياهها وأجوائها، وهو الهدف الذي يجب مواصلة العمل من أجله لإنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الفلسطيني.
إن العمل من أجل إنشاء إطار دولي فعال يبقى الهدف الوطني والسياسي العاجل لإعادة طرح قضية إنهاء الاحتلال وإقرار الخطوات العملية لتحقيق ذلك.
وتعبر القيادة الفلسطينية عن تقديرها الكبير للدور الذي قامته به مصر الشقيقة ورعايتها للمفاوضات في إطار القواعد والأسس التي تضمنتها المبادرة المصرية.
وتأمل القيادة الفلسطينية مواصلة الجهد المشترك مع الأشقاء في القيادة المصرية لتنفيذ الأهداف التي تحمي مصير شعبنا وتقوده على طريق الحرية والاستقلال.
وتتوجه القيادة الفلسطينية بالتقدير والاعتزاز إلى الهبة الشعبية الشاملة لشعبنا العظيم في كل أرجاء الوطن وفي القلب منه القدس الشريف ومشاركة قوى شعبنا الفاعلة في جميع أماكن تواجده في النهوض ضد العدوان الإجرامي ومساندة غزة الصامدة في دفاعها المجيد لحماية مصيرنا ومشروعنا الوطني بأكمله.
وتعتز القيادة الفلسطينية بالتضحيات الغالية وبعشرات الشهداء والجرحى الذين سقطوا تأكيدا لوحدة الشعب والأهداف الوطنية في شوارع المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية.
كما تؤكد القيادة الفلسطينية على تقديرها الكبير لحملات المساندة الشعبية التي قامت بها كل قطاعات شعبنا الفلسطيني لإغاثة قطاعنا الجريح، وتعزيزا لوحدة الدم والهدف والمصير، وتشدد القيادة الفلسطينية على ضرورة مواصلات حملات الإغاثة وتوسيع نطاقها باستمرار.
وتدعو القيادة الفلسطينية إلى مواصلة الحملة الوطنية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، والى توسيع نطاق الحملة على المستوى الدولي من أجل مقاطعة إسرائيل ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ارتكبتها حكومتها العنصرية ضد أطفال شعبنا ونسائه وجميع أبنائه.
وتعبر القيادة عن تقديرها للتحركات الدولية الشاملة وغير المسبوقة التي شهدها العالم بأسره شعوباً وحكومات لإدانة العدوان وإدانة المعتدين وجرائمهم الإرهابية.
وتؤكد القيادة الفلسطينية على أهمية الدور الذي قامت به جالياتنا الفلسطينية وتوحدها لتوسيع نطاق الحملة الدولية.
كما تعبر عن التقدير الكبير لموقف عدد كبير من دول أميركا اللاتينية في اتخاذ خطوات دبلوماسية وسياسية وشعبية حاسمة ضد إسرائيل لعدوانها واحتلالها وجرائمها ضد شعبنا.
لقد أدان العالم كله الهمجية الإسرائيلية وأعمال الإرهاب والقتل الجماعي والتدمير الذي واصلته قوات الاحتلال الغازية في قطاع غزة.
وتؤكد القيادة الفلسطينية على اعتزازها بالدور الموحد لأسرى شعبنا في سجون الاحتلال ووقفتهم البطولية مع أبناء شعبهم الصامدين أمام آلة الحرب العدوانية.
كما تؤكد على أن قضية الأسرى وخاصة الذي أعيد اعتقالهم أو الدفعة التي تنكرت إسرائيل لإطلاق سراحها وجميع الأسرى بدون استثناء، أن هذه القضية ستبقى في المقدمة في جميع المحافل.
وتعبر القيادة الفلسطينية عن ضرورة إعطاء أقصى الاهتمام لانعقاد مؤتمر إعادة الإعمار الذي تقرر في مصر الشقيقة، وتدعو القيادة إلى أوسع مشاركة عربية ودولية والوصول إلى قرارات عملية للبدء في هذه العملية، وخاصة في ظل المأساة التي يعيشها قطاعنا الباسل وحالة التشرد التي يعيشها مئات الألوف من شعبنا وافتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة
رام الله 16 آب 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
نعقد هذا الاجتماع اليوم للقيادة الفلسطينية من أجل أن نستمع إلى رئيس الوفد وأعضاء الوفد المتواجد بعضهم معنا، حول آخر ما جرى في القاهرة من المفاوضات، وماذا يتوقعون للمستقبل، وخاصة أنهم سيغادرون الليلة إلى القاهرة لاستكمال هذه المفاوضات.
إن أهم ما يهمنا هو وقف القتال، ووقف الدم، ووقف التدمير، ولعلكم سمعتم أنه حتى هذه اللحظة حوالي ألفين من الشهداء و10 آلاف من الجرحى، وأحياء بكاملها وقرى بكاملها دمرت، ما حصل في هذه الحرب التي نسميها الحرب الثالثة أو الرابعة على غزة لم يحصل إطلاقا في الحروب السابقة.
التدمير لا يفيد معه الإصلاح والتصليح، بل يجب إزالة الركام كله من أجل إعادة البناء وهذا ما قاله لنا الإخوة الذين ذهبوا إلى غزة، ولذلك إن همنا الأول، والأول، والأول هو أن يتوقف القتال، ونحن منذ البداية وقبل أن تأتي المبادرة المصرية بناء على طلبنا، كان هدفنا الأساس هو كيف يمكن أن نؤمن وقف القتال وفي ذلك الوقت لم يتعد الشهداء 60 أو 70 أو 80 شهيدا، والآن هناك 2000 من الشهداء، وكل يوم يوجد شهداء.
ثم بعد ذلك طبعا، يأتي موضوع المساعدات العاجلة التي بدأت برعاية الحكومة من مختلف الاتجاهات والجهات وبخاصة المياه والكهرباء، إضافة للبيوت أو الخيم التي يحتاجها الناس ليأووا إليها، خصوصا وأن المدارس دمرت، والمستشفيات دمرت، والمؤسسات كلها دمرت.
إذا هدفنا هذا هو، وبعد ذلك نتحدث عن باقي القضايا والمطالب سواء التي رفعت في البداية، أو التي أضيفت بعد ذلك، هذه كلها مطالب لا بد أن نتكلم بها، إنما قبل كل ذلك كيف يمكن أن نحقن الدماء.
أؤكد على أننا متمسكون بالمبادرة المصرية، ومتمسكون بمصر، ومصر ليست وسيطا وإنما هي طرف، سنستمر بالتمسك بها ولن نحيد عنها ولن نقبل أن يحل محلها أحد.
لدينا مؤتمر للمانحين كان من المفروض أن يعقد في النرويج، ثم قيل في شرم الشيخ، ثم قيل في القاهرة، أيا كان المكان نحن نرحب به، ولذلك سيكون مع مطلع الشهر المقبل هذا المؤتمر في مصر، ونأمل أن جميع الدول المعنية حضور هذا المؤتمر وخاصة الدول العربية لكي تقدم الدعم السريع، لأننا نتذكر أن هناك مؤتمرا في شرم الشيخ حصل، ولكن هذا المؤتمر لم يقدم شيئا يذكر وانتهت مهمته في ذلك الوقت، الآن الوضع يختلف تماما عن 2008-2009، ويختلف تماما عن 2012.
عندنا مشكلة مهمة جدا ومستعصية ويجب علينا كلنا أن نلتفت إليها، وهي قضية القدس، طبعا القدس تهود وتحتل ومحتلة وتعاني، كل هذا صحيح، ولكن هناك مساعي إسرائيلية من أجل التقسيم الزماني للحرم الشريف، نقول لإسرائيل ونقول للعالم هذا خط أحمر لا يمكن أن نقبل به، لا يمكن أن نقبل به، مهما كانت الظروف، ونحن لن نقبل أن تبقى القدس محتلة، وأن تهود وغير ذلك، لكن الآن عندما يقولون يريدون أن يقسموا القدس زمانيا وربما مكانيا، هذه قضية لن نقبل بها أبدا.
نحن تحدثنا في الجلسات الماضية عن الذهاب للمنظمات الدولية، وفعلا وهذه ليست إشاعات كما يقولون، إنه التنظيمات الفلسطينية جميعها باستثناء بعضها وقعت على ورقة أو عريضة من أجل الذهاب إلى هذه المحاكم، وبالتالي أقول لمن يقول إن zzz*zأبو مازنzzz*z لم يوقع، أنا لا أوقع على العريضة، أنا أوقع على الرسالة، لكن الذي يريد أن يتحدث ويقول من وقع ومن لا يوقع، أن تكون لديه الجرأة ليتحدث من وقع ومن لم يوقع.
نحن الآن سنستمع إلى رئيس الوفد وبعض أعضائه الموجودين هنا، ونرى ما هي ملاحظاتهم وتوصياتهم للجولة الأخرى أو الثانية من المحادثات في القاهرة، وطبعا كما قلت هدفنا نحن وقف القتال، وهدفنا نحن أن نتمسك بالمبادرة المصرية ولا غيرها.
مخيم اليرموك كما تعلمون منذ بدأت الأزمة في سورية، بدأ التهجير منه وبدأت بعض التنظيمات المتطرفة تعيث في الأرض فسادا، وبالذات في مخيم اليرموك، الذي لمن لا يعلم هو خليط من الفلسطينيين والسوريين، لكن أيا كان كنا حريصين كل الحرص على أن نجنب ليس مخيم اليرموك فقط وإنما كل الفلسطينيين في سوريا ولبنان أية أحداث تمر، مع تمنياتنا لشعب سوريا وشعب لبنان المحافظة على بلده والمحافظة على وحدته واستعادة أمنه الذي يتوق إليه.
أرسلنا وفدا أكثر من مرة ترأسه أغلب الأوقات الأخ أحمد مجدلاني، الذي عاد قبل أسبوع أو أقل من لبنان، وجاء لنا بأخبار مطمئنة، وهذه الأخبار تعني أن اللاجئين بدؤوا بالعودة للمخيم إلا أن بعض التنظيمات المتطرفة تضع العراقيل من أجل أن تمنع هؤلاء، لا أدري مدى وطنية هؤلاء الذين يضعون العقبات والعراقيل في طريق مواطن يريد أن يعود إلى بيته، أنا أفهم أنكم مختلفون مع النظام وهذا شأن سوري داخلي لا نتدخل فيه، ولكن ما علاقة مواطن لاجئ، هو في الأساس لاجئ، ولجأ مرة أخرى، ألا يسمح له بالعودة إلى بيته، ومع ذلك نحن مساعينا مستمرة من أجل أن يعود كل سكان المخيم وما حوله إلى بيوتهم وتستقر الأمور هناك، هذا دأبنا واجتهادنا وهذه هي سياساتنا نحو ما يجري حولنا، وبالذات ما جرى ويجري في مخيم اليرموك.zzz*z
كلمة الرئيس محمود عباس في المنامة أمام سفراء فلسطين لدى الدول العربية
20 تموز 2014
zzz*zنحن أيضا من جانبا، أكدنا على أننا مع البحرين ضد أي اعتداء خارجي يمسه ضد أي تحركات ضدها، نحن معها واقفون لجانبها للمحافظة على وحدة هذا البلد أرضا وشعبا، كذلك كما تعلمون بالنسبة لموقفنا السياسي العام من الأحداث التي جرت وتجري في العالم العربي قلنا أكثر من مرة لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بمعنى أن الأحداث التي جرت في تونس وليبا ومصر وسوريا واليمن والعراق، هذه أحداث نعتبرها من وجهة نظرنا نحن الفلسطينيين أحداث داخلية لا نتدخل فيها إطلاقا، على الرغم من أن الوضع العربي منقسم بين مؤيد ومعارض، لكن نحن لنا قضية علينا أن نهتم بها ونلتفت إليها وألا نتدخل في شؤون أحد على الإطلاق.
وهذا كان موقفنا بالذات في كل الدول التي جرت فيه الأحداث، والتي لا زالت تجري فيها هذه الأحداث.
أريد أن نشير إلى أن أي عدوان على الدول العربية نحن ضده، المشاكل الداخلية لا نتدخل بها، لكن أي عدوان ضد الدول العربية نحن ضده، ووقفنا ضده وكما نقف مع البحرين نقف مع الإمارات التي اعتدي على جزرها الثلاث ولا زالت المشكلة قائمة، نحن موقفنا مع الإمارات في الطريقة التي يريدون أن يحلو فيها هذه المشكلة، في الوسيلة التي يسعون لحل هذه المشكلة، ما يطالبون به نحن موافقون عليه.
هناك فرق بين الأحداث الداخلية للدول العربية، والاعتداءات على الدول العربية، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية أيضا نحن لا نحب أحدا أن يتدخل في شؤوننا الداخلية، ولا نقبل لأحد أن يتدخل في شؤوننا على الإطلاق، عندنا قضية ولدينا عنوان هذا العنوان هو الدولة الفلسطينية التي إذا أراد أحد أن يقول كلمة أو يفعل فعلا فعليه أن يأتي من خلال البوابة الرسمية الشرعية، هذه هي سياستنا في العالم العربي.
سياستنا الدولية؛ ذهبنا للأمم المتحد وحصلنا على دولة مراقب بعد أن فشلنا أن نحصل على دولة كاملة العضوية، والسبب في ذلك الفيتو الأميركي، إلا أننا أصرينا الذهاب مرة أخرى بعد سنة للحصول على دولة مراقب في الأمم المتحدة وحصلنا على ذلك بقبول مشرف 138 دولة مقابل 9 دول فقط وقفت ضدنا، ولا نعتبر الذين امتنعوا عن التصويت وقفوا ضدنا.
هذا الموضوع يحتاج إلى تداعيات وملاحقات ومتابعات كثيرة، أبرز هذه المتابعات أننا خلال الفترة الماضية وبعد أن أفشل نتنياهو المفاوضات بيننا وبينه، ورفض إطلاق سراح الأسرى الثلاثين الذين هم قبل 1993 وبعد أن رفض وقف الاستيطان قررنا الانضمام لـ15 معاهدة واتفاقية دولية على رأسها معاهدة جنيف 1-2-3-4، وفي 1 نيسان الماضي بعثنا برسائل موقعة من قبلنا بهذه الاتفاقات والمعاهدات ونحن نتابع هذا الموضوع في الأمم المتحدة وجنيف وحقوق الإنسان وكل مجال، نحن مستمرون في هذه السياسة لنحصل على حقنا كاملا في الانتماء لـ63 اتفاقية ومنظمة دولية من حقنا الانضمام إليها.
في هذه الأثناء حصلت أحداث مؤسفة وهي اختطاف الإسرائيليين الثلاثة وأخذتها إسرائيل ذريعة لتعيث في الأرض فسادا، في كل من الخليل وبيت لحم والقدس وكل الضفة الغربية، قتلت 15 شابا صغيرا وعلى رأسهم محمد أبو خضير القصة الإنسانية التي لا يمكن أن ينساها أحد في العالم بعد أن حرقوه ثم قتلوه، قد يذكرهم هذا بأشياء كثيرة لكن مع الأسف لا يتذكرون.
ثم انتقل العدوان من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وفي غزة اشتعلت النيران حيث حماس والجهاد يطلقون الصواريخ وإسرائيل تحصد الضحايا، إلى الآن يوجد أكثر من 300 من الذين استشهدا في غزة وثلث هؤلاء الشهداء من 7-8 عائلات، هناك عائلات 25 وعائلة 10 و8 و5، مجموعهم أكثر من ثلث الشهداء وكلهم مدنيون، وكل الذين استشهدوا حتى الآن مدنيون، هذه مأساة يجب أن نتوقف عندها.
بدأنا مساعينا بالاتصالات مع كل دول العالم وعلى رأسها مع مصر، نحن بالنسبة لما جرى في مصر بعد 30 يونيو أيدنى إرادة الشعب المصري أي نقف مع الشعب، نحن نقول بصراحة إرادة الشعب، بالنسبة لمصر بعد 30 يونيو نحن وقفنا إلى جانب إرادة الشعب المصري أي إلى جانب النظام الجديد الذي يقوده بالانتخابات عبد الفتاح السيسي، ولذلك نحن نقول علاقتنا معهم جيدة، اتصلنا بهم وكانوا يقولون في البداية كيف نتدخل وأنتم تعرفون علاقتنا هنا وهناك، لكن في النهاية حسموا أمرهم وبدءوا مبادرة اسمها المبادرة المصرية، مع الأسف إسرائيل وافقت على هذه المبادرة بينما حماس لم توافق عليها، وهذا أعطى الإسرائيليين ذريعة وسبب واضحا من أجل أن تستمر وبدأت في هجومها البري، ورأسا وقع 50 شهيدا في هذه الحملة المستمرة. هدفنا الأساس أن نوقف شلال الدم الذي يقع الآن في قطاع غزة، لذلك كانت كل مساعينا في الأسبوع الماضي متجها نحو العالم كله لنوقف شلال الدم الذي يجري.
كنت في القاهرة أول أمس، لا أريد أن أتكلم عما قبل القاهرة، لكن لا تتخيلوا وزير خارجية في أوروبا والعالم العربي، وآخر المتكلمين وزير الخارجية البريطاني، والأمين العام للمرة الثانية، وأمس تكلم معنا قداسة البابا لأول مرة ليقول ماذا تريدون أن أفعل وأعمل، أرى أن هناك مأساة تجري لا بد من إنهائها.
ذهبت لتركيا أمس، وتحدثت مع الرئيس غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية احمد أوغلو، وتركيزنا كان أن علينا وقف القتال لفترة معينة من الزمن أسبوع أكثر أو أقل، توضع الطلبات على الطاولة وتناقش، من جهة نعطي فرصة للناس كي يرتاحوا، ومن جهة أخرى لعل وعسى أن نحصل على بعض الأمور التي نحتاجها، والمهم أن نوقف القتال. تركيا في النهاية غدا (اليوم الأحد) سيكونون معنا في الدوحة لنفس الغرض لعل وعسى إذا نجحنا يكون هذا الأمر جيد جدا، وآمل ألا نفشل، وحتى الآن نحن متأملون ومتفائلون لأننا يمكن أن نحصل على هذا، ما لم يحدث شيء جديد. نحن نجمع الليل بالنهار لنوصل أهلنا لوقف القتال ونوقف شلال الدم، أنا كمسؤول عن هذا الشعب يهمني نقطة دم لأي طفل ألا تراق ونحفظها ونحميها مهما كان الثمن، هم أغلى من كل شيء، وبعدها نتكلم في قضايا السياسة وكل شيء نريده، لكن الدم الأغلى عندنا، لكن أن نقول اليوم 100-200-300 هذا كلام غير مسؤول ولا أسمح لأحد أن يقول في العراق يموت كل يوم عدد كبيرة وفي سوريا، نحن نتكلم عن شعبنا لا نريده أن يدمر بهذا الشكل إضافة للشهداء والتدمير الرهيب الذي يقع في قطاع غزة في المؤسسات والمدارس والمنازل والجوامع والجامعات، وهذه للمرة الرابعة تحصل هذه التدميرات، الانتفاضة الثانية، و2008-2009، و2012، والآن في 2014 إلى متى سيبقى الشعب يعمر ويبني ويهدم، أعرف عائلات منذ 2008 دمرت بيوتها إلى الآن لم تجد سكنا لهاzzz*z.
كلمة الرئيس محمود عباس إلى شعبنا الفلسطيني بعد مجزرة حي الشجاعية- تموز، 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس والضفة وفي كل مكان يعتصرني الألم والغضب، وأنا أرى المجازر والقتل والدمار الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني، ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم اليوم في حي الشجاعية بقطاع غزة هي جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها، ولن يفلت مرتكبيها من العقاب.
وأقول أن فشل مجلس الأمن من اتخاذ قرار يوقف العدوان والمجازر في حق شعبنا، لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي، لذلك فإنني أدعو لجلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الأمن.
الوضع لا يحتمل، على الرباعية الدولية والمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الخطيرة، ونطالب بحماية فورية دولية لشعبنا الفلسطيني.
- وأدعو الجميع للتحلي بالمسؤولية وإبعاد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية عن التجاذبات الإقليمية والدولية.
- إنني أواصل اللقاءات والاتصالات مع القيادات العربية والدولية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا.
- نؤكد مرة أخرى على ضرورة التزام الجميع بوقف إطلاق النار وفق المبادرة المصرية حقنا للدماء.
- ويجب أن تنصب الجهود كافة لوقف إطلاق النار، والعمل على إنهاء الحصار وفتح المعابر وإطلاق سراح الأسرى الذين تم إعادة اعتقالهم من صفقة شاليط، والدفعة الرابعة من الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية فورا والعمل على إعادة إعمار قطاع غزة.
- نؤكد على وحدتنا وتماسكنا واستمرار المصالحة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني.
- آن الأوان لوقف العدوان والجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا، آن الأوان لتوفير الحماية الدولية على قطاع غزة، والقدس والضفة، آن الأوان لإنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله.
- المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى، عاشت فلسطين، وعاش شعبها الصابر الصامد الصامد، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل.
كلمة متلفزة للرئيس محمود عباس وجهها لشعبنا في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
8 تموز 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zيا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطواzzz*z
صدق الله العظيم
أيتها الأخوات،
أيها الإخوة،
أبناء شعبنا الصامد الصابر،
يتعرض أهلنا في قطاع غزة إلى عدوانٍ إسرائيلي مبيتٍ وغاشم، وهو حلقة في السياسة التي انتهجتها هذه الحكومة الإسرائيلية باستمرارها في الاستيطان في الضفة الغربية وإطلاق يد مستوطنيها، وقتل أعدادٍ كبيرة من المواطنين الفلسطينيين خلال عامي 2013 و2014، وإفشال كل الجهود الدبلوماسية والسياسية، مما وضعها في عزلةٍ دولية، ولا ننسى الجريمة البشعة بحق الطفل الشهيد محمد أبو خضير، والاعتداء الهمجي واللا إنساني بحق الطفل طارق أبو خضير.
منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني وترحيب المجتمع الدولي بها، صعّدت الحكومة الإسرائيلية من خطابها ضد القيادة الفلسطينية، مع أننا بهذا القرار اخترنا الوحدة ونسعى للسلام مع إسرائيل، وكنت واضحاً أن غزة جزءٌ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن شعبنا واحد، وأن إنهاء الانقسام والمصالحة ليست ضد السلام إذا كان هناك شريك إسرائيلي.
كنت على تواصل مع مختلف الأطراف طيلة الأيام الماضية، إقليمياً ودولياً، وبشكلٍ خاص مع الفصائل الفلسطينية وقيادات حركة حماس، محذراً ومنبهاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تريد جر الأمور إلى دائرة العنف، وكان كل من تحدثت معه يكرر أنه مع استمرار التهدئة وضد التصعيد.
ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ليس حرباً بين جيشين، فالشعب الفلسطيني شعبٌ أعزل، شعبٌ يعيش تحت الاحتلال، وقد آن الأوان لأن يتحمل المجتمع الدولي، وخاصةً الرباعية الدولية، ومجلس الأمن الدولي مسؤولياته في تأمين الحماية الدولية لشعبنا، فهذه المجازر ضدنا لم تتوقف طيلة سنوات الاحتلال.
سنتوجه إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية من أجل إيقاف هذا العدوان، والحكومة ستوفر أقصى ما تستطيع من احتياجاتٍ إنسانية وغيرها لأبناء شعبنا، وبالذات في القدس وقطاع غزة.
أدعوكم للتماسك والصبر والوحدة..
النصر قريب بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس في افتتاح المؤتمر السادس والخمسين لأبناء رام الله في الولايات المتحدة الأميركية
zzz*zدورة نديم الزروzzz*z /قصر رام الله الثقافي 19-6-2014
بسم الله الرحمن الرحيم
لن تزيدنا هذه المناظر إلا إصرارا على بقائنا في فلسطين، وعلى رحيلهم، سيرحلون حتما.. لن يبقوا هنا.
الاخوات والأخوة أعضاء المؤتمر السادس والخمسين لأبناء رام الله في الولايات المتحدة الأمريكية الموقرين، الأخ موسى حديد رئيس بلدية رام الله المحترم.
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
يطيب لي أن أرحب بكم في ربوع وطنكم فلسطين، وأنتم تعقدون مؤتمركم السادس والخمسين في مدينتكم، مدينة رام الله، مدينة آبائكم وأجدادكم، الجميلة المضيافة كعهدها، الباقية دائماً بوابة شمالية للقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين. قد لا تسكنون في رام الله أو في فلسطين، لكن رام الله تسكن فيكم، الأهم من هذا، وأريد أن أهمس لكم جميعا بأنكم تمارسون حق العودة المقدس للشعب الفلسطيني.
إخوتي وأخواتي،
يسعدني اليوم أن التقي بكم، لكي تكونوا معنا في صورة آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومجريات العملية السياسية واتصالاتنا الدولية، فكما تعلمون أننا تمكنّا من رفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وصوت معنا 138 دولة، وأصبح لدينا أوراق سياسية ودبلوماسية إضافية تمكننا من الدفاع عن حقوق شعبنا في الحرية والسيادة والاستقلال.
أرجو أن تميزوا، أيها الأخوة والأخوات، ما بين 29 نوفمبر 2012 ما قبله وما بعده، الدنيا تغيرت أصبح لدينا أسنان ومخالب لكل من يريد أن يعتدي علينا، الدنيا تغيرت، لن نستخدم السلاح، سنستخدم عقولنا، وأننا قادرون على تحرير بلدنا بالحكمة والعقل والسياسة، الأمر يختلف تماما بعد 29 نوفمبر، عودوا للقرار الصادر أخيرا عن الأمم المتحدة ورقمه 9719، تجدون أننا قريبون من الدولة، وما علينا إلا الصبر القليل لبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في آذار 2013 قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارتنا في فلسطين مستهلاً ولايته الثانية، وأوعز لوزير خارجيته جون كيري، بالشروع في عمل كل ما من شأنه إحياء عملية السلام، والدفع بها قدماً إلى الأمام، ومن جانبنا فقد أبدينا كل الاستعداد لذلك، ولم نضع الفرصة، وبذلنا كل جهد ممكن لإنجاح مهمة السيد كيري، وتعاونا معه خلال فترة الأشهر التسعة التي بدأت في شهر يوليو من العام المنصرم، وانتهت في 29 أبريل من هذا العام.
ورغم جهود الوزير كيري الحثيثة التي نشكره وإدارة الرئيس أوباما عليها، إلا أن تلك المدة المحددة قد انتهت دون حصول تقدم يذكر بسبب التعنت والغطرسة الإسرائيلية، ووضع حكومة إسرائيل المعوقات في طريق تحقيق السلام، وتهربها من استحقاقاته وتنكرها لالتزاماتها وتعهداتها.
فمن ناحية لم تظهر إسرائيل جدية في الالتزام بالمرجعيات الدولية، ورؤية حل الدولتين على حدود 1967، وتحديد موعد لنهاية الاحتلال يعني دولة لا تريد أن تحدد حدودها ولا تريد أن تحدد متى ستخرج، ثم تتحدث عن السلام، لا أدري ما السلام الذي يتحدثون عنه، ومن ناحية أخرى، تهربت من ترسيم الحدود، مما يظهر أنها تسعى لإبقاء الاحتلال وإنشاء دولة واحدة بنظامين، وإبقاء دولة فلسطين تحت نظام الفصل العنصري zzz*zالأبارتايدzzz*z، وهذا لم نسمح به، ولن نسمح به، إذا كانوا يفكرون بهذا الأمر، ونحن لن نسمح، وأصبحت لدينا القدرة لكي نقول ونفعل وكل العالم يعرف بذلك.
وقد تراجعت إسرائيل عن اتفاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل أوسلو، وهو اتفاق منفصل، تم برعاية الولايات المتحدة وبتعهد منها بتنفيذه في التاريخ المحدد لذلك، مقابل تأجيل ذهابنا خلال فترة المفاوضات للانضمام إلى المنظمات الدولية، غير أن إسرائيل امتنعت عن إطلاق سراحهم، وانطلقت في بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، الأمر الذي دفعنا للانضمام إلى خمسة عشر ميثاقاً ومعاهدة دولية، انتبهوا للأرقام لأنها حقوق لكم، هي جزء من ثلاث وستين منظمة ومعاهدة أصبح لنا الحق في عضويتها، ولهذه الأسباب فقد حمّل الوزير كيري إسرائيل مسؤولية الجمود في عملية السلام.
عندما جاءنا الرئيس أوباما وكلف كيري، جلسنا معه واتفقنا، الاتفاق الأول، أن دولة فلسطين على حدود 67، لأننا اتخذنا قرار لم يعد هناك شعارات وإسرائيل تقول أرض متنازع عليها، هذه أرض محتلة والقدس عاصمتها، وبالتالي لم ا تحدثنا معه قلنا نريد أرضنا تعالوا نتفاوض، وبعد أسبوع اتفقنا اتفاق آخر، نطلق سراح الأسرى، هناك أسرى ما قبل 1993، 104 أسرى إذا أطلقوا سنمتنع عن الانضمام للمنظمات 63، الذي خولنا قرار 29 نوفمبر بالانضمام إليها، ومباشرة اتصل كيري بنتنياهو، هذه القائمة مقابل أن يتأخروا، قال موافق بشرط على دفعات، قلت موافق، خاصة أنهم محكومون مدد كثيرة متعددة، قلنا لا مانع، مستعدون أن نمتنع مقابل هؤلاء الشباب، الذين أمضوا ما بين 20-30 سنة، وفعلا بدأنا مفاوضات على حدود 67 وبدأت تطلق سراح الأسرى دفعة دفعة، أطلقت الأولى والثانية والثالثة، وعند الرابعة قالت لا، هؤلاء مخربون ومن عرب إسرائيل، أعطيناكم الأسماء وتعرفونها، ووافقتم على ذلك، ولو لم توافقوا لما أجلنا الانضمام إلى المنظمات الدولية.
في الأول من إبريل، هذا العام، الساعة السابعة والنصف اجتمعت القيادة وقررت الانضمام ل15 اتفاقية ومعادة دولية، وقامت الدنيا ولم تقعد، هم يعرفون معنى هذا الانضمام، ونحن نعرف، وإن كنا لا نعرف أرجو أن نعرف، ما أهمية مثل هذا الانضمام، وبالذات اتفاقيات جنيف، الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وملحقها. هذه قوة بيدنا ونستطيع أن نعمل الكثير، وبإمكاننا عمل الكثير ولكن بالدبلوماسية، لا نستعمل الدبلوماسية وجانبها مسدس، نحن نستعمل الكلام والعقل، لكن هم يتمهنوننا بالإرهاب، ويقولون zzz*zبروفيسور بالإرهاب الدولي والدبلوماسيzzz*z، ولكن نحن مصممون على هذه السياسة، وقعنا الانضمام واتصلنا بالدول في هولندا وجنيف والأمم المتحدة، وطلبنا تفعيل هذه الاتفاقيات والآن أصبحت مفعلة جميعها.
وأود أن أجدد التأكيد على أننا ملتزمون بالعودة للمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية، وحدود 1967، وقد أبلغنا الإدارة الأمريكية بجاهزيتنا واستعدادنا لتمديد المفاوضات تسعة أشهر إضافية، مستعدون لتعسة أشهر ولكن بشرط، لا بد من تنفيذ الاتفاقيات، وعلى رأسها الإفراج عن الأسرى الثلاثين، وهذا ليس شرطا، على أن تبدأ ببحث ترسيم الحدود في الأشهر الثلاثة الأولى، أنا نفسي وعمري 80 سنة لا أعرف أين حدود إسرائيل، هم لا يعرفون ولا يريدون أن نعرف ولا يريدون للعالم أن يعرف، مقولة حدودنا حيث تصل أقدام جيشنا لم تعد تنفع، وخلال هذه الفترة تتوقف إسرائيل عن القيام بأية أنشطة استيطانية، لأن الاستيطان منذ عام 1967 إلى اليوم غير شرعي ومنذ إقامة الحجر والأول وحتى الآن غير شرعي، ولهذا يجب أن يتوقف حتى يمكن أن نتفاهم.
إذن المطلب الأول الأسرى، ثم الحدود وبعضها نبحث القضايا الأخرى، وطبعا ما في جواب، ونحن صامدون وباقون ونعقد المؤتمر السابع والخمسين هنا.
هذا على صعيد عملية السلام، أما على صعيد الوضع الداخلي، فقد قمنا في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ببذل كل جهد ممكن لاستكمال المصالحة طبقاً لاتفاقي القاهرة والدوحة، اتفقنا على نقطتين، حكومة تكنوقراط والثانية نذهب للانتخابات، وأرسلنا وفدا لغزة، ما الذي يمنع الوحدة الوطنية، وعاد الوفد بالموافقة، وأعلنا استعدادنا، قامت قيامة الدنيا، ما هي الوحدة الوطنية، أأنتم ضد وحدة الشعب والأرض، قالوا الحكومة من حماس، ولا نتعامل معها، قلنا ما في حدا من حماس في الحكومة.
وقلنا للجميع بأن هذه الحكومة المشكلة من المستقلين تلتزم بسياساتنا، وسياسة منظمة التحرير، وبالاعتراف بإسرائيل كما اعترفنا في عام 1993، ونبذ العنف، والوفاء بتعهداتنا في الاتفاقات الموقعة، وعلى المقاومة الشعبية، وللآن إسرائيل ترفض هذا وتصر على أن الحكومة لا تتعامل معها، وحصل مؤخرا قضية خطف الأولاد الثلاثة ووجدتها فرصة لتعيث في الأرض فسادا، نتمنى أن يجدوهم أحياء، لأننا بشر ولا نقتل بالدم البارئ، ولا نقبل بقتل أي شخص.
الإخوة والأخوات،
إنني إذ أشيد بجهودكم الكبيرة، التي بذلتموها لعقد هذا المؤتمر هنا في رام الله، هذا حدث مهم، المرة المقبلة نريد كل أهالي رام الله بكل العالم، وليس في أميركا الشمالية فقط، بل بالجنوبية، وفي كل مكان، كما نريد أن نشجع أهل بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، وكل من ذهب إلى الخارج لأن يمارس حق العودة..
أنتم جئتم إلى هنا هل منعكم أحد؟، الأقل أن تعملوا مؤتمراتكم هنا، آمل بأن يأتي المغتربون، وأهل رام الله في كل مكان، ليستثمروا ويعقدوا مؤتمراتهم.
فإنني أود أن أجدد الترحيب بكم، وبمبادرتكم، أنتم أهل البلد، وهذه بلدكم، ورؤيتكم باستغلال الفرص المتاحة للاستثمار في وطنكم فلسطين، واعلموا أن استثماراتكم محمية بالقانون وشخصيا مني.
ونتيجة للمصالحة هناك استحقاقات مجلس تشريعي ورئاسة وفي الخارج ستنتخبون ممثليكم في المجلس الوطني لذلك استعدوا لاختيار ممثليكم، نتركه لكم لتختاروا من يمثلكم في المجلس الوطني.
وقبل أن أختم حديثي أود الإشادة بجهودكم وانتمائكم الأصيل، وعملكم لعقد هذا المؤتمر في رام الله، مقدرا جهود رئيس بلدية رام الله موسى حديد، وبالمناسبة لا أمدحهم بل أنا مراقبهم يشتغلوا صح، وأقدر كل من عمل على نجاح هذا المؤتمر العظيم، وأقول لكل أخواننا المغتربين الذين غادروا لأسباب مختلفة أن يأتوا ليعقدوا مؤتمراتهم وليستثمروا في فلسطين.
الإخوة والأخوات،
لابد أن نحملكم رسالة هامة للمجتمع الذي تعيشون فيه، أي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعيشون وتعملون، وتعلمون بأن هذا العام، هو عام التضامن مع الشعب الفلسطيني، فلابد من أن نعمل سوياً بكل إخلاص وتصميم لحشد الدعم والتضامن لشعبكم ووطنكم فلسطين، وقضيته العادلة، وبما يمكن شعبنا من إحقاق حقوقه الوطنية الثابتة في الحرية والسيادة والاستقلال الناجز في دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وأنتم تستطيعون عمل الكثير، موجودون هناك مواطنون ونعتبر مواطنتكم في تلك البلاد شيء مقدس، ووطنكم الأول فلسطين، وتستطيعون في ذلك البلد العمل من أجل التأثير على صانع القرار في ذلك البلد، لينظر نظرة إنصاف وعدل تجاه وطنكم وشعبكم الفلسطيني، ما بدنا يحابونا أو يعطونا زيادة، نريد العدل الممكن، لأن العدل المطلق غير موجود إلا عندا ربنا، نريد إيجاد حل عادل لقضية فلسطين على حدود 1967م، أي على 22% فقط من فلسطين التاريخية، نحن zzz*zرضينا بالبين والبين ما رضي فيناzzz*z، لن نتنازل عن القدس، ونريد حلا عادلا ومتفقا عليه لقضية اللاجئين، ونريد أن نعيش معهم بسلام واستقرار.
مرة أخرى أرحب بكم، وأتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة، ولاتحادكم كل ما تصبون إليه من النجاح، والخروج بالقرارات والتوصيات التي تخدم مصالح اتحادكم وجاليتكم، وتعود بالخير على وطنكم الأم، وتسهم في تعزيز علاقات الصداقة الفلسطينية الأمريكية، ونحن حريصون عليها وشكرا جزيلا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس بالدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي
مدينة جدة السعودية 18 حزيران 2014
صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل،
أصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء الوفود،
معالي الأخ إياد مدني، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي،
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أقدم لكم الشكر العميق على هذه الدعوة الكريمة لإلقاء كلمة أمام مجلس وزراء الخارجية المنعقد اليوم.
نهنئ بهذه المناسبة صاحب السمو الأمير سعود الفيصل على توليه رئاسة الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، ونحن على ثقة بقيادته الحكيمة لهذه الدورة.
نقدم الشكر للملكة العربية السعودية وجلالة خادم الحرمين الشريفين على حسن الضيافة والاستقبال. ونشكر الرئيس السابق للمجلس معالي وزير خارجية غينيا السيد لونسي فال على جهوده خلال الدورة السابقة؛ وعلى كلماته الطيبة العظيمة؛ التي تحدث فيها حول قضية فلسطين والقدس.
أيها الإخوة الكرام،
إن هذا اللقاء هو فرصة لوضعكم في صورة آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية. لكنن أريد بداية أن أقدم لكم الشكر على وقفتكم المشرفة، إلى جانب دولة فلسطين والتصويت لرفع مكانتها في الأمم المتحدة، الأمر الذي منحنا أدوات سياسية إضافية لتثبيت حقوقنا الشرعية، والوصول لأهدافنا في الحرية والسيادة والاستقلال.
أريد أن أبدأ أيها الإخوة الكرام بعملية السلام كيف بدأت. أنتم تعلمون أننا بعد أن ذهبنا للأمم المتحدة وحصلنا على دولة مراقب بأغلبية كبيرة ساحقة ساهمتم أنتم أيها الإخوة بالوصول إليها، أصبحنا عضواً مراقب في الأمم المتحدة ومن حقنا أن ننضم لكل المنظمات الدولية والمعاهدات والمواثيق في هذه الفترة. وبعد مضي حوالي شهرين من هذا الحدث جرى اتصال بيننا وبين الإدارة الأميركية كانت نتيجته أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قام بزيارة لنا في رام الله، وكانت زيارة بالمناسبة عظيمة جداً، حيث تحدث بأنه مؤمن بعملية السلام، وبأنه يوكل الأمر هذا إلى وزير خارجيته السيد جون كيري، والتقينا مع السيد جون كيري هنا في المملكة العربية السعودية؛ واتفقنا على استئناف المفاوضات على أساس أن المفاوضات تتم على حدود عام 1967، ومرّ حوالي أسبوع على هذا الاتفاق ثم عقدنا اتفاقاً آخر منفصلاً تماما عنه، وهو أن تطلق إسرائيل سراح 104 أسرى من أولئك الذين مكثوا في السجون من قبل 1994 مقابل أن نمتنع نحن عن الذهاب إلى المنظمات الدولية، أي أن نمتنع عن طلب عضوية للمنظمات، وفعلا بذل الوزير الأميركي جهودا خارقة والتقينا به عشرات المرات، سواء اجتماعات ثنائية أو ثلاثية، من أجل الوصول إلى حل، ومضت الأشهر التسعة دون أن نتمكن من وضع الأمور في نصابها الصحيح من أجل أن نمسك بخيوط العملية حتى نصل إلى الحل السياسي. وفي هذه الأثناء وبطبيعة الحال بعد تسعة أشهر كان من المفروض أن تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الذين يبلغ عددهم حوالي 30 أسيراً، وهنا رفضت إسرائيل أن تطلق سراح الأسرى وفي نفس الوقت أعلنت عن آلاف وحدات السكن الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.
في هذه الأوقات حصلت قضية المصالحة الفلسطينية، لكن سأتكلم عليها لاحقا ولكن اعترضت إسرائيل عليها بشدة مما أدى بها إلى أن تعلن في الرابع والعشرين من شهر نيسان، أنها تخرج من المفاوضات.
إذن الحكومة الإسرائيلية هي التي أوقفت المفاوضات وحدها، بينما كنا نحن وما زلنا مستعدين أن نذهب لمفاوضات جديدة مدتها 9 أشهر، ولكن قلنا بالمقابل على الحكومة الإسرائيلية أن تفي إسرائيل بالتزاماتها وأن تطلق سراح 30 أسيراً، ثم أن نذهب إلى مفاوضات مكثفة حول نقطة واحدة وهي ترسيم الحدود ونعطي لأنفسنا 3 أشهر، وخلال هذه الأشهر الثلاثة على إسرائيل أن توقف النشاطات الاستيطانية. يعني لم نطلب تدمير الاستيطان ولم نطلب شيئا أكبر من هذا، إنما طلبنا أن توقف إسرائيل خلال فترة ترسيم الحدود أو الاتفاق على ترسيم الحدود، النشاطات الاستيطانية. هذا ما قدمناه للإدارة الأميركية وهذا ما تعمل عليه الآن الإدارة الأميركية، لأننا على اتصال دائم معهم من أجل استئناف المفاوضات على هذا الأساس. إطلاق سراح الأسرى والذهاب إلى مفاوضات حول الحدود، ترسيم الحدود بيننا وبين الإسرائيليين هذه المدة تكون 3 أشهر ومدة المفاوضات 9 أشهر، حتى إذا تمكنّا من إنهاء موضوع الحدود نتابع بقية القضايا الست التي وردت في اتفاق أوسلو.
هذا الموضوع الآن رهن الحديث بيننا وبين الإدارة الأميركية، وسبق قبل شهر تقريباً أن التقيت مع السيد وزير الخارجية كيري ومع السيدة تسيبي ليفني، وتحدثنا في هذا الموضوع ولكن المشكلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض العودة للمفاوضات والاعتراف بحكومة الوفاق.
الآن إذن أردنا أن نتحدث عن حكومة الوفاق الوطني.
بعد الانقلاب في غزة في 2007 التجأنا إلى جامعة الدول العربية، لأننا نريد أن ننهي ذيول الانقلاب وأن ننهي الانقسام، ولم يكن أمامنا أي طريق إلا أن نلجأ إلى الجامعة العربية التي أوكلت الملف لمصر باعتبار أنها ممكن أن ترعى المصالحة للوصول لنتيجة طيبة. منذ عام 2007 إلى يومنا هذا ماذا حصل بعد الانقلاب بأشهر قليلة، كانت هناك مبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين حيث استدعينا جميعا إلى مكة المكرمة وبجانب الكعبة أقسمنا على أن نسير في طريق المصالحة وبعد ثلاثة أشهر وقع الانقلاب ولم يحصل شيء بعد ذلك، ثم استمر الحوار بيننا وبينهم إلى أن وقعنا اتفاقين في آن معا، يعني اتفاقين مختلفين يحملان نفس الموضوع: النقطة الأولى أن نشكل حكومة تكنوقراط من المستقلين، وبعد فترة قصيرة من 3 إلى 6 أشهر يمكن أن تجري الانتخابات لا أكثر ولا أقل، وتم هذا الاتفاق في الدوحة وفي القاهرة ومضت 3 سنوات دون أن يتحقق شيئ، ثم في فترة المفاوضات كان هناك حوار بيننا وبين حماس ووافقت حماس على هذين البندين، ثم قامت القيامة لدى إسرائيل وأعلنت أن هذا لا يمكن، وأن علينا أن نختار بين المفاوضات أو حماس مع أنها كانت تقول بالماضي مع من نتفاوض مع غزة أو الضفة؟ وعندما توحدنا قالت عليكم أن تختاروا.
طبعا نحن اخترنا شعبنا ووحدتنا وقررنا أن نسير في المصالحة رغم أن إسرائيل تعارض هذا. شكلنا الحكومة دون أن يكون فيها أحد من أي تنظيم وبالذات من حماس، لا من قريب ولا من بعيد، وبرنامجها ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وينص البرنامج على أن الحكومة تعترف بإسرائيل ونحن معترفون بإسرائيل، والحكومة تنبذ الإرهاب ونحن ننبذ الإرهاب، الحكومة تعترف بالشرعية الدولية ونحن نعترف بالشرعية الدولية، ونحن أضفنا إلى ذلك أن الحكومة تؤمن بالمفاوضات وإن كانت لا تمارس هذه المفاوضات، ثم الحكومة تؤمن بالمقاومة السلمية الشعبية، وهناك نقطة غير شعبية وغير محبوبة أن الحكومة تؤمن بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، حيث إن هناك من يلومنا على التنسيق الأمني، ولكن هذا من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق لنحمي شعبنا حتى لا نعود إلى الفوضى كما كان الحال في الانتفاضة الثانية. لا نريد أن نعود إلى وضع يدمرنا وهذا لا يمكن أن نسمح به، وهناك تنسيق أمني في غزة وقع في عهد الرئيس محمد مرسي، هذه السياسات تلتزم بها الحكومة، عندما سمعت أوروبا وأميركا أن هذه هي سياسات الحكومة أعلنت أنها تؤيد حكومة الوفاق الوطني وكندا وأستراليا التي لنا كلمة عليها، أن النائب العام الأسترالي الذي أعلن أن القدس ليست محتلة وهو مخالف للشرعية الدولية، نأمل أن تتبنى أستراليا هذه الشرعية التي ترى أن الأراضي الفلسطينية محتلة بما فيها القدس.
الآن ننتظر من الأميركان الرد على الأفكار التي بيننا وبينهم، أما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية التي تصعد حاليا، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة حصلت لنا بسبب أن 3 شبان اختطفوا بجانب إحدى المستوطنات، وبطبيعة الحال رغم أن وجودهم في الأراضي المحتلة في مناطق لسنا مسؤولين عن أمنها وهي مناطق zzz*zسيzzz*z، وقد علمنا بالحادث بعد وقوعه وهم أبلغونا به. رغم ذلك فنحن ننسق معهم للوصول إليهم، لأنهم بشر ونحن حريصون على أرواح البشر، والأميركان أبلغونا أن أحدهم أميركي. قلنا لهم نحن حريصون على أرواح كل البشر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وجدها فرصة مناسبة ليبطش بنا ويدمر كل شيء وليعيث بالأرض فسادا خاصة في الخليل وليحملنا المسؤولية عن هذا الحادث.
نحن نبحث في هذا الحادث ومن قام بهذا العمل، الحقيقة من قام بهذا العمل يريد أن يدمرنا، لذلك سيكون معه حديث آخر وموقف آخر أيا كان من قام بهذا العمل، لأننا لا نستطيع أن نواجه إسرائيل عسكريا وإنما سياسيا، ونحن توازنّا معهم ولم نتغلب عليهم، فقد أصبحت أميركا وأوروبا وكل دول العالم، تأخذ موقفا مناصرا للحق الفلسطيني، هذا دليل على أن العالم بدأ يؤيدنا وأن إسرائيل بدأت تفقد سمعتها إذ ليس لها مصداقية، وبدأ العالم يميل لنا ويصدق ما نقول ولذلك الحكومة الإسرائيلية تتخذ مثل هذا الموقف المتعنت من المفاوضات، وحكومة الوفاق الوطني، وموضوع الثلاثة المخطوفين هذا هو الجو العام.
أما في موضوع القدس، فأقول إن القدس الشرقية التي نصمم أنها عاصمة دولة فلسطين وبدونها لا يوجد دولة مستقلة، ونوجه نداء لكل إخوتنا أن القدس في خطر وتهود والمقدسات الإسلامية تقسم مكانيا وزمانيا كما حدث في الحرم الإبراهيمي، فهيا شدوا الرحال إلى القدس، قال عليه الصلاة والسلام zzz*zلا تشد الرحال إلا إلى ثلاث: المسجد الحرم والمسجد الأقصى ومسجدي هذاzzz*z، قالها والقدس محتلة من قبل الرومان، لم يقلها وهي محررة، والقدس بقيت تحتل وتحرر منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا، ومع ذلك لم ينقطع زوار القدس والمقدسون الذين يذهبون إلى الحرم المكي والمسجد النبوي والى القدس، ونحن نعرف أن الوضع صعب وأن الاحتلال يضع العراقيل، لكن بنفس الوقت القدس بحاجة للجميع وجهد الجميع وبحاجة إلى دعم الجميع، وتذكرون أن الرسول عليه السلام قال عندما سئل عن بيت المقدس، اتتوه وصلوا فيه. ومن لم يستطع أن يأتي إليه، فليأت إليه زيتا تسرج في قناديله، ومن أهدى إليه زيتا كان كمن أتاه.
إخوتنا مناشدة حقيقة أننا علينا جميعا أن نضع القدس نصب أعيننا،وأن نفكر كيف ندعهما وكيف نهديها شيئا وكيف نصلّب مواقف أهلها، لأنه إذا استمر الوضع هكذا فإن القدس تضيق على الناس حتى يخرجوا، حتى يرحلوا بسبب ضيق العيش وبسبب الضرائب وبأي سبب آخر بعدم وجود مشاريع وعدم وجود زوار، لأن الزائر العربي أو المسلم الذي يزور القدس لا تتصورون ما هو الانطباع وما هو تأثير النفسي والإنساني والبشري على كل أهل القدس عندما يرون أن إخوتهم إلى جانبهم، لذلك نتمنى أن تكون هناك مواقف، ليس زيارة فحسب بل نفكر بمشاريع أو أي شئ آخر، ومن يستطيع أن يفعل أو يعمل.
بخصوص زيارة البابا، قبل أسبوعين زارنا البابا فرانسيس ومعه لأول مرة البطريرك المسكوني الأرثوذكسي، وتعرفون أنهما من طائفتين مختلفتين لم تلتقيا منذ عام 1965. التقوا عندنا لأول مرة والمرة الثانية التقينا في الفاتيكان بعدها مباشرة، لكن كانت زيارة البابا رائعة جدا، وأظن الجميع شاهده وهو إلى جانب جدار الفصل العنصري يصلي، وهذا كان أكبر وأعظم موقف أنه ضد هذا الجدار وعلى الحكومة الإسرائيلية إزالته.
يضاف إلى كل هذا أن البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي، قرر أن يزور القدس وقامت بوجهه موجة وزوبعة من الانتقادات من مختلف الاتجاهات، لكنه قال أريد أن أزور القدس مهد المسيح وزيارة أهلنا وشعبنا في القدس، وجاء وزارنا، وبالنسبة للبنانين لا أحد يأتي لكنه اخترق كل الحواجز وجاء وزارنا في بيت لحم وزار القدس والناصرة والأهل في أراضي ال48 والقرى المسيحية المهجرة شمال فلسطين، وعمل أشياء كثيرة وعاد، ونشهد بالله أنه رجل بطل.
إخواننا المسيحيون والمسلمون يجب أن يشدوا من أزرنا بهذا الموضوع، أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وهذه لجنة المتابعة التي شكلت من قبل منظمة التعاون الإسلامي نعتبرها نقطة بداية. الآن وجودها هنا لتنطلق إلى المحافل الدولية والى كل العالم لتقول للعالم فلسطين في خطر، وما ذكره سمو الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية غينيا، وما يذكر أن القدس بخطر ولا بد أن نحمي هذه المدينة المقدسة قبل أن تهوّد.
الآن وقت الحماية، لأنه بصراحة فلسطين بدون القدس ليست دولة، ولن نقبل أن تكون لنا دولة فلسطينية إذا لم تكن القدس الشرقية عاصمة لها، وقرار الأمم المتحدة بتاريخ 29-11-2012 قال إن أراضي عام 1967 بما فيها القدس الشرقية هي أراضي دولة محتلة، وهذا الفرق بين الماضي والحاضر، حيث إنه بالماضي كانت إسرائيل ترى أن القدس أراض متنازع عليها ويبنون في كل مكان تحت هذه الحجة. الآن بعد القرار أصبحت أراضي دولة تحت الاحتلال بما فيها القدس، وبناء عليه نحن بسبب عدم إطلاق سراح الأسرى سارعنا للانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية بما فيها وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع، التي تقول باختصار إن الدولة المحتلة لا يجوز لها أن تنقل سكانها إلى الأراضي التي احتلتها، ولا يجوز أن تبعد سكان الدولة المحتلة عن أراضيهم.
إذن لو وضعنا هذا البند موضع التطبيق لحاكمنا إسرائيل دوليا، ونحن نريد أن نحاكمها دوليا إذا لم تنفذ القرارات الدولية، وإذا نفذت أهلا وسهلا بها، هناك المبادرة العربية للسلام التي أطلقها خادم الحرمين، الكل مستعد أن يعترف بإسرائيل وأن يطبع علاقته مع إسرائيل، شريطة أن تخرج من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، أما بدون هذا سنواجهها في المحافل الدولية وفي كل مكان دبلوماسية وسياسيا، لن نستعمل السلاح. لا نريد استخدام السلاح وإنما نريد أن نواجه بالكلمة ومن على المنابر الدولية أن نواجه إسرائيل، لأن هذه المواجهة الأكثر فعالية وثبتت نجاعتها ونجاحها، وسنستمر في هذا إن شاء الله.
اعتقد أنني حاولت بقدر ما استطيع أن أوضح موضيع المفاوضات حكومة الوفاق الوطني، واختطاف الإسرائيليين الثلاثة، ثم ما يجري الآن على الأرض الفلسطينية.
أريد أن أقول كلمة أخيرة نحن نعاني في المخيمات بسوريا. بالمناسبة لم نتدخل في أحداث سوريا أو غيرها لأنه ليس من شأننا وهي شؤون داخلية، ثانيا عانينا الأمرّين من تدخلات في غير مكانها وتبنا من ذلك، لن نتدخل، لكن الذي حصل في المخيمات أن هناك من تدخل في المخيمات ومن أقحم أهلها إلى درجة أنها أصبحت عرضة للقتل والقتال والتهجير، وكان آلاف لدينا، آلاف المهجرين والقتلى بالذات من مخيم اليرموك ولكن نحاول كل جهدنا مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة ليجنبونا هذا، لكن للأسف الشديد جاءتنا أثقال وأحمال أخرى، غير ما نحمله، أما في باقي البلاد خاصة في لبنان لا يوجد تدخلات.
بالنسبة للأحداث العربية التي جرت نتمنى للأمة العربية أن تعود إلى وضعها وإلى مكانتها، أن تحافظ على وحدتها، ونتمنى لمصر التقدم فيما أقدمت عليه والنجاح فيما وصلت إليه لأن نجاح مصر هو نجاح لنا جميعا.
أشكركم، باسم الشعب الفلسطيني، وباسمي شخصياً، على كل جهد تبذلونه، وكل موقف تقفونه، ودعم مادي أو معنوي تقدمونه لفلسطين أرضاً وشعباً وقضية، لتمكيننا من جعل استقلال دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية حقيقة ناجزة على ترابنا الوطني الفلسطيني، وبما يمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة وسيادة واستقلال في وطنه، سائلين الله أن يحفظ دولكم وشعوبكم جميعاً، ويمن علينا جميعاً بنعمة الأمن والأمان والسلام والاستقرار، داعين الله جل وعلا أن يمكننا ذات يوم قريب من أن نستقبلكم في رحاب القدس الشريف، وقد تحررت من الاحتلال الإسرائيلي البغيض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كلمة ودعاء الرئيس محمود عباس في حاضرة الفاتيكان بحضور قداسة البابا فرنسيس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز
الفاتيكان 8-6-2014
بسم الله الرحمن الرحيم
قداسة الحبر الأعظم،
فخامة الرئيس شمعون بيريز،
أصحاب الغبطة والفضيلة،
السيدات والسادة،
إنه لشرف كبير لنا أن نلتقي مجدداً مع قداسة البابا فرنسيس، تلبية لدعوته الكريمة، ولنسعد بهذا الحضور الروحي النبيل ونستمع لآرائه وحكمته الناصعة والصافية، لأنها نابعة من قلب سليم وضمير حي، وحسّ أخلاقي وديني رفيع، وإنني لأشكر قداستكم من صميم قلبي على مبادرتكم بالدعوة لهذا اللقاء الهام، هنا في حاضرة الفاتيكان، ونقدّر عالياً زيارتكم لنا في الأراضي المقدسة في فلسطين، وبخاصة مدينة القدس الشريف ومدينة بيت لحم مدينة المحبة والسلام، ومهد سيدنا المسيح عليه السلام، لأنها بحد ذاتها تعبير صادق عن إيمانكم بالسلام، والسعي لتحقيقه بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
اللهم إنا نحمدك ونسبّحك يا من جعلت القدس لنا بوابة إلى السماء، فقلت في قرآنك الكريم: zzz*zسبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حولهzzz*z، وجعلت شد الرحال إليها والصلاة فيها من أقرب القربات إليك، وأفضل الأعمال عندك، ومنحتنا وعدك الصادق فيها بقولك الحق zzz*zوليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةzzz*z.
فاللهم، مبدع السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا والآخرة، اقبل دعائي من أجل إحقاق الحق والعدل وإحلال السلام في وطني فلسطين وسائر بلاد الشرق الأوسط والعالم.
أدعوك يا الله، باسم شعبي الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه وسامرييه، التائقين إلى السلام والعيش بكرامة وحرية في وطنهم السيد المستقل، أن تجعل مستقبل شعبنا زاهراً وعيشه رغيداً واعداً، وهب ربوع منطقتنا وسائر شعوبها الأمن والأمان والاستقرار، واحفظ القدس مدينتنا المباركة، التي جعلتها لنا أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وجعلت البركة والسلام فيها وفيما حولها.
فالصلح والسلم يا ربي هو غايتنا، وما أمرتنا به، في محكم تنزيلك: zzz*zوأصلحوا ذات بينكمzzz*z وها نحن يا الله نجنح للسلم العادل، فثبت خطانا، وكلل جهودنا ومساعينا بالنجاح، فأنت الآمر بالصلح والناهي عن الشر والعدوان في قولك وأنت أصدق القائلين zzz*zوإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، إنه هو السميع العليمzzz*z، وفي قول نبيك صلى الله عليه وسلم: zzz*zأفشوا السلام بينكمzzz*z
ونردد خلف سيدنا المسيح عيسى مخاطباً القدس: zzz*zلَيْتَكِ عَرَفْتِ أنتِ أيضاً في هذا اليومِ طَريقَ السَّلامْzzz*z، ونستذكر أيضا قول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال: zzz*zفإن عمَّ السلام في القدس، عمَّ السلام في العالم بأسرهzzz*z، ونكرّر مع الداعين zzz*zطوبى لصانعي السلامzzz*z، وما جاء في الكتب المقدسة zzz*zاطلبوا السلام للقدسzzz*z
نسألك، ربنا، السلام للأرض المقدسة فلسطين وللقدس وأهلها، ندعوك ربنا أن تجعلها أرضاً ومدينة آمنة مطمئنة لكل صاحب دين وتقيّ، وموئلاً للصلاة والعبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، ولكل راغب في زيارتها، تقديساً لها وطلباً لبركتها التي نطق بها قرآنك الكريم.
ربنا أنت السلام ومنك السلام، يا ذا الجلال والإكرام امنحنا الأمن والأمان، وخفف عن أبناء شعبنا، في الوطن والشتات، عذاباتهم وآلامهم.
ربنا اجعل السلام الشامل والعادل يحلّ علينا وعلى ربوع منطقتنا، لينعم شعبنا وشعوب الشرق الأوسط بل والمعمورة أجمع بثمار السلام والاستقرار، والعيش المشترك.
نريد السلام لنا ولجيراننا، والازدهار والطمأنينة لنا ولغيرنا على حدّ سواء، واجعل دعاءنا هذا مستجاباً وأنجِح مساعينا، يا أعدل العادلين وأرحم الراحمين، يا رب العالمين...
آمين
كلمة الرئيس محمود عباس خلال ترؤسه الاجتماع الأول لحكومة الوفاق الوطني بعد أدائها اليمين الدستوري
رام الله 2/6/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم التهنئة لكم جميعًا، وللسيد الدكتور رامي الحمدالله (رئيس الوزراء)، وأقول: ربنا -سبحانه وتعالى- يعينكم على هذه المهمة. أهمية هذه الوزارة أننا قد أنهينا الانقسام، وأننا في طريقنا إلى إتمام المصالحة الوطنية. هذه هي الخطوة الأساس؛ الخطوة المهمة التي واجهتنا بصعوبة؛ ولكن تمكنّا من التغلب عليها -والحمد الله- أننا شكلنا هذه الحكومة، والتي آمل من جميع وزرائها، أن يكونوا عند حسن الظن (وهم عند حسن الظن)؛ ولذلك المرحلة مرحلة استثنائية بامتياز، وصعبة بامتياز؛ ولكن نحن نواجه دائمًا وابدًا التحديات، والحمد لله نحن نتغلب عليها.
أخواننا الأعزاء، الحكومة كما تعلمون ستستمر كالعادة كبقية الحكومات السابقة، ووفقا لمبادئ وركائز الحكومات السابقة، وبما يشمل بناء مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والمساءلة والمحاسبة وسيادة القانون واحترام القانون الدولي؛ هذا المبدأ العام؛ ويجب علينا المحافظة عليه وأن نستمر في تنفيذ سياسات الحكومة السابقة.
طبعًا الحكومة ملتزمة بمبدأ الدولتين على حدود 1967 بلا أدنى شك؛ وهي أيضًا ملتزمة بالاعتراف بدولة إسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقات الموقعة، بما فيها، قرارات الرباعية الدولية. وكذلك نحن ملتزمون بما قلناه أكثر من مرة ونفذناه، وهو التنسيق الأمني بيننا وبين الإسرائيليين حماية لمصالح شعبنا، لأن في الأساس نحن نريد أن نحمي مصالح شعبنا. ويأتي هذا التنسيق في هذا الإطار وطبعًا أيضًا، وقبل الأخير، نحن نلتزم بالمقاومة الشعبية السلمية (المظاهرات الشعبية السلمية). هذا قرار قيادة فلسطينية، هذا نلتزم به. المظاهرات السلمية المقاومة السلمية التي تتمتع بكثير من الحضارة للتعبير عن مواقفنا؛ هناك كثير من المواقف التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، ويحتاج الشعب الفلسطيني أن يعبر عن رفضه لهذه الإجراءات بالمقاومة السلمية الشعبية.
نحن أيضا ملتزمون بالمفاوضات؛ لأنه نعرف أن الطريق الأسلم والأحسن، والذي ثبت بما لا يقبل مجالًا للشك، هو أن طريق المفاوضات هو الطريق الذي يجب أن نسلكه من أجل الوصول إلى حقوقنا. ويضاف إلى كل هذا أن من مهمات الحكومة تسهيل مسألة الانتخابات. نحن اتفقنا على أن الانتخابات ستكون خلال 6 أشهر، وسنصدر خلال يوم أو يومين رسالة موجهة لكم وموجهة للجنة الانتخابات المركزية للإعداد والتحضير للانتخابات، أما موعد الانتخابات هذا سيتم الاتفاق فيه مع لجنة الانتخابات المركزية. لكن لن تزيد عن بأي حال من الأحوال عن الأشهر الستة.
إذن هذه هي مهمة الحكومة. طبعا تعلمون أن المفاوضات هي مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية، ستستمر في عملها، في جهدها، وطبعًا الحكومة ستكون في صورة كل ما يجري أولا بأول، فيما يتعلق بالمفاوضات التي تجري بيننا وبين الجانب الإسرائيلي.
الآن الوضع بيننا وبين الإسرائيليين متوقف. فيما يتعلق بالمفاوضات نحن لم نوقف المفاوضات، نحن لم نعطل المفاوضات، نحن نريد المفاوضات أن تستمر؛ وقلنا أكثر من مرة: حتى نتمكن من استئناف المفاوضات لمدة تسعة أشهر أخرى، ونحن موافقون على التسعة أشهر، أن تطلق إسرائيل سراح الأسرى الثلاثين الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم بالدفعة الرابعة (نسميها الدفعة الرابعة). وبالتالي لا يوجد مجال للقول: إننا لم نتفق. نحن اتفقنا على هذا، وقبلنا بالأربع شرائح: الشريحة الأولى والثانية والثالثة، أطلق سراحهم؛ أما الرابعة فتنتظر إطلاق سراحها؛ إذن إذا أردنا أن نستأنف المفاوضات فالحكومة الإسرائيلية تطلق سراح الأسرى الثلاثين.
النقطة الثانية، نبدأ الأشهر التسعة بأشهر ثلاثة؛ بمعنى نركز بالأشهر الثلاثة على الحدود؛ لأن هناك ست قضايا نسميها "قضايا المرحلة النهائية"، أبرزها وأهمها "الحدود" التي يجب علينا أن نركز عليها لنعرف حدودنا، وإسرائيل تعرف حدودها؛ وهذا يتم، على الأكثر، في خلال ثلاثة أشهر؛ إنما على الحكومة الإسرائيلية أن توقف الاستيطان خلال فترة المفاوضات على الحدود. عندما نتفاوض على الحدود سيكون هناك أيضًا مفاوضات على باقي قضايا المرحلة النهائية؛ لكن التركيز يجب أن يكون على الحدود.
هذه هي سياستنا التي أبلغناها للحكومة الإسرائيلية، وأبلغناها للحكومة الأمريكية، وأبلغناها لأوروبا ولكل دول العالم المهتمة بعملية السلام في الشرق الأوسط (أوروبا وروسيا والصين واليابان وكندا وغيرها من الدول)، كلها تعرف؛ إضافة إلى أن الدول العربية أولا بأول تعرف كل شيء؛ بل تشاركنا بالرأي من خلال لجنة المتابعة العربية.
سنستمر في هذه السياسة. لن نبدأ بأي عمل قد يفهم أنه ضد أحد؛ لن نبدأ؛ ولكن لن نسمح أيضًا أن يعتدى علينا بأي شكل، وأن نبقى صامتين؛ إذا اعتدي علينا أعتدي على حقوقنا، اعتدي على مصالحنا، نحن سنرد ولا نفاجئ أحد، لن نفاجئ احدًا بما سنقوم به. وتعودنا منذ البداية أننا نتكلم فوق الطاولة؛ وليس تحت الطاولة. كل شيء نقوله نتحدث به مسبقا مع الجهات المعنية، ولا نفاجئ به أحد، ولا نحب المفاجآت السارة ولا المفاجآت غير السارة؛ هذه هي سياستنا، ونتمنى أن نعامل بالمثل، حتى نصل إلى تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتي عاصمتها، بلا أدنى شك، القدس الشرقية؛ القدس الشرقية هي العاصمة؛ لأن القدس الشرقية هي أرض محتلة. ونحن أخذنا قرارات في الأمم المتحدة أننا دولة تحت الاحتلال على حدود 67 بما في ذلك القدس؛ هذا القرار نحن متمسكون بتنفيذه؛ متمسكون بالوصول إليه وعند ذلك، عندما تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل للتعايشا بأمن وسلام واستقرار.
نتمنى لكم التوفيق والنجاح، وأرجو أن نخطو هذه الخطوات ونعبر هذه المرحلة لنصل في النهاية إلى المصالحة وإلى الحل السياسي؛ وعند ذلك يفرح شعبنا الفرحة الكبرى، وشكرًا دولة الرئيس.
كلمة الرئيس محمود عباس متلفزة لشعبنا في الوطن والشتات يعلن إنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن
رام الله 2-6-2014
أيتها الأخوات والإخوة،
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات اليوم يحق لنا أن نشعر بالفرح وأن نهنئ أنفسنا ونحن نغلق فصلاً أسود في مسيرة نضال شعبنا الطويلة.
اليوم وبتشكيل حكومة التوافق الوطني نعلن إنهاء ونهاية الانقسام الذي الحق بقضيتنا الوطنية أضرارا كارثية طوال السنوات السبع الماضية.
اليوم نعلن استعادة وحدة الوطن واستعادة وحدة المؤسسات، أما وحدة الشعب فقد كانت وما زالت وستبقى على الدوام مصانة وعصية على الانقسام، فالمعاناة واحدة والحلم واحد والنضال موحد والهدف محدد ومشترك. لقد طويت هذه الصفحة السوداء من تاريخنا إلى الأبد، ولن تعود ولن يسمح شعبنا بأن تتكرر، واليوم نعلن العودة إلى الأصول والقواعد الراسخة والتقاليد الثابتة في مسيرتنا. فلم يكن الانقسام إلا استثناء مدمرا، ولم يكن الصدام والاقتتال والقطيعة بين أبناء الشعب الواحد إلا ظواهر كريهة وغريبة ودخيلة وشاذة عما درجنا عليه وأسسناه ومارسناه كنهج عمل على مدى عشرات السنين في مسيرة نضالنا الوطني.
فالأصل هو الوحدة الوطنية وهي ضمانة أكيدة لا غنى عنها لتحقيق أهداف شعبنا، والأصل هو الحوار منذ أيام zzz*zديمقراطية غابة البنادقzzz*z كما كان يقول زعيمنا الراحل ياسر عرفات، والأصل هو احترام المؤسسات وممارسة الاختلاف والخلاف داخل أطرها ووفق قوانينها، والأصل هو تحريم إراقة الدم الفلسطيني، والأصل هو الاحتكام إلى الشعب وإلى صناديق الاقتراع، والأصل هو تغليب المصالح الوطنية العليا على أية مصالح فئوية ضيقة، والأصل والأولوية المطلقة والعامل الثابت هو الولاء لفلسطين، وفلسطين فقط، ولأن تخفق عاليا رايتها المضمخة بدماء الشهداء الإبرار، رايتها فقط ولا راية غيرها.
هذه هي مرتكزات ومبادئ العمل التي علينا أن نكرسها ثقافة متجذرة لدى أبناء شعبنا، وان نوفر المساحات المطلوبة لممارستها والضمانات الضرورية لحمايتها.
أيتها الأخوات والإخوة،
إن الحكومة التي تبدأ عملها اليوم هي حكومة انتقالية الطابع ومهمتها تتمثل في الإعداد لعقد الانتخابات قريبا بجانب رعاية أمور وتوفير حاجات أبناء شعبنا، وهي في هذا السياق تواصل العمل وفق مرتكزات ومبادئ عمل الحكومات السابقة.
وهي تلتزم بالطبع وكسابقاتها بالتزامات السلطة والاتفاقات الموقعة وببرنامجنا السياسي الذي أقرته مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لمواصلة نضالنا الوطني السياسي والدبلوماسي وبالمقاومة الشعبية السلمية لتحقيق أهدافنا الوطنية في إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، دولة مستقلة سيدة على أرضها وحدودها وأجوائها ومياهها ومواردها على كامل الأراضي التي احتلت في مثل هذه الأيام في العام 1967، تعيش بأمن وسلام بجانب دولة إسرائيل وفق حل الدولتين، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 كما ورد في مبادرة السلام العربية.
أما المفاوضات السياسية فإنها وكما كانت على الدوام ستبقى في ولاية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولا علاقة للحكومة بها.
يا أبناء شعبنا،
إننا نقدر ونثمن التأييد المطلق الذي أظهرته الدول العربية الشقيقة لخطوات المصالحة وتأكيدها مواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وكذلك نحيي المواقف الايجابية من الدول الصديقة في العالم منوهين بموقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والإشارات الايجابية من الولايات المتحدة.
ونقول هنا إن التصريحات والمواقف الإسرائيلية الموجهة ضد اتفاق المصالحة والمهددة بمقاطعة الحكومة الجديدة وباتخاذ إجراءات تمس بالسلطة الوطنية والشعب الفلسطيني، إذ تجعلنا أشد تمسكا بما حققنا وأكثر إصرارا على إتمامه ومواصلته، فإنها تكشف مجددا النوايا الحقيقية للاحتلال الذي يريد تمزيق وحدة شعبنا ليواصل مصادرة الأرض وبناء المستوطنات وتهويد القدس، وليواصل تعطيل ووأد أي تحرك دولي نحو تحقيق السلام.
إن أية إجراءات قد تقدم عليها السلطات الإسرائيلية وتمس بمصالح شعبنا الفلسطيني لن تمر دون رد مناسب من جانبنا، نحن لا نرغب في التصعيد ولا نسعى لمزيد من التوتر، غير أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجراءات العقوبات الجماعية وستستخدم الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية للرد عليها.
لقد كانت إسرائيل تتذرع بوجود الانقسام لتبرير عدم التقدم في محادثات السلام، وها هي اليوم تتذرع بإنهاء الانقسام لتواصل التهرب من السلام.
غير أننا نلحظ بوضوح أن الحملة الإسرائيلية لم تفلح في إقناع أحد في العالم بمصداقيتها بل إنها، وعلى العكس تماما، أكدت قناعات المجتمع الدولي برفض الحكومة الإسرائيلية طريق السلام لصالح الاستيطان والحصار وسياسة الأبرتايد، وفي مقابل إخفاق خطابهم يكتسب موقفنا صدقية لدى المجتمع الدولي الذي يقدر ما قدمناه ومارسناه من اجل إنجاح عملية السلام العادل.
ولنتذكر هنا الرسالة التي حملتها زيارة قداسة البابا فرانسيس الأول لبلادنا، فقد عبرت بوقائعها وبردود الأفعال عليها عن تضامن دولي شامل مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والتخلص من الاحتلال ورفضاً لسياسات القمع والحصار والاستيطان وجدران الفصل العنصري .
أيتها الأخوات والإخوة،
أود هنا أن أحيي أبناء شعبنا في قطاع غزة العزيز علينا جميعا، وهم الذين صبروا طويلاً وتحملوا كثيرا وعانوا ودفعوا أثمانا غالية نتيجة الانقسام وتداعياته خاصة مع تشديد الحصار الإسرائيلي الجائر، ونؤكد لهم أن السلطة والحكومة ستقومان بالعمل الحثيث لمعالجة جميع المشاكل ورفع المعاناة وتحسين الأوضاع على مختلف الأصعدة، وأشد على أياديهم وأقول لهم: نحن على موعد قريب جدا على أرض غزة البطلة.
إننا نهدي انجاز استعادة الوحدة إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا لتحيا فلسطين، ونهديه إلى أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الذين يخوض عدد كبير منهم إضرابا متواصلا عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري.
وإذ نستذكر أن أولى المحاولات المبكرة لإنهاء الانقسام جاءت من قبل الحركة الأسيرة عبر zzz*zوثيقة الأسرى:zzz*z، فإننا نؤكد لهم على الأولوية القصوى لقضيتهم على جدول أعمالنا وعلى كافة الأصعدة بدءا بالإصرار والتمسك بالإفراج عنهم وخوض الحملات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والقانونية لعرض قضيتهم على جميع المحافل، انتهاء برعايتهم وأسرهم وحماية حقوقهم وهم الذين تقدموا الصفوف في معارك شعبنا وصنعوا ملحمة الصمود المشرفة في سجون الاحتلال.
أيتها الأخوات والإخوة،
ندرك أن أمامنا ملفات كثيرة علينا معالجتها، وأن هناك مشاكل عدة يتوجب التصدي لها وحلها لترسيخ توحيد المؤسسات بمعالجة آثار الانقسام، وندرك أننا سنواجه صعاباً كثيرة، لكننا نؤمن أن قطار المصالحة قد انطلق ولن يستطيع أحد أن يوقفه لأن شعبنا لن يسمح بذلك مرة أخرى، ولأن جميع القوى والفصائل والفعاليات الوطنية توافقت وتعاهدت على العمل بإخلاص وببذل كل جهد جماعي مطلوب لتنفيذ جميع متطلبات استكمال إنهاء آثار الانقسام وترسيخ وحدة الشعب والوطن والأرض والمؤسسات .
عاشت فلسطين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس في المؤتمر الصحفي عقب لقاء بابا الفاتيكان في مدينة بيت لحم
25 أيار 2014
قداسة الحبر الأعظم،
أصحاب الغبطة أعضاء الوفد المرافق،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
إنه لشرف كبير أن نستقبلكم يا قداسة البابا اليوم في مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام، الأرض المقدسة والمباركة، فأهلاً وسهلاً بكم يا صاحب القداسة، وأنتم تحلون ضيفاً عزيزاً على شعبنا في مدينة بيت لحم والقدس الشرقية، فزيارتكم اليوم تكتسب كل الدلالات الرمزية، التي يحملها اسمكم وشخصكم وقداستكم، كمدافع عن الفقراء، والمظلومين والمهمشين وتدعون للسلام، وأنتم تزورون في حجيجكم فلسطين أرض المحبة والسلام.
إن الأرض المقدسة، التي ترحب بكم اليوم في ربوعها، لتعتز بمسيحييها ومسلميها، بزيارتكم واستقبالكم والوفد المرافق.
لقد سعدت جداً بالاجتماع مع قداسة البابا فرنسيس، والاستماع لآرائه الحكيمة، ورؤيته الإنسانية الثاقبة، فزيارة قداسته إضافة لما لها من معانٍ سامية في نفوسنا وأبناء شعبنا، فهي زيارة تاريخية نعتز بها في إطار علاقات الصداقة والترابط الروحي والديني، التي تجمع بين فلسطين والفاتيكان، والتي نطمح دوماً لتعزيزها، فالأرض المقدسة هي وجهة مئات الملايين من المؤمنين، وهي تمثل نموذجاً فريداً يحتذى في التعايش، في إطار من الوئام والأخوة والمساواة في الحقوق والواجبات.
وإذ نستقبلكم في دولة فلسطين بكل حب وحفاوة فإننا نحيي لقاءكم التاريخي مع البطريرك المسكـوني بارثو- لوميوس في مدينة القدس.
وقد أطلعت قداسته على آخر تطورات العملية السلمية والمفاوضات، التي أجريناها من أجل التوصل للسلام الشامل والعادل، الذي يضمن الأمن والأمان والاستقرار لمنطقتنا وشعوبها.
وقد أحطنا قداسته علماً بمآلات العملية التفاوضية، والعثرات والعراقيل التي تعترض سبيلها، وعلى رأسها الاستيطان، والاعتداء على دور العبادة من كنائس ومساجد وبشكل يومي، وكذلك الاستمرار في احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، الذين يتوقون إلى الحرية، ويخوض في هذه الأيام عدد كبير منهم إضراباً عن الطعام منذ أكثر من ثلاثين يوماً، بسبب سوء المعاملة والاعتقال دون صدور أحكام تحت مسمى الاعتقال الإداري.
وقد أطلعنا قداسته أيضاً على الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة القدس الشرقية عاصمة دولتنا المحتلة منذ العام 1967، من عمل إسرائيلي ممنهج لتغيير هويتها وطابعها، والتضييق على أهلها من الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، بهدف تهجيرهم منها ومنع المؤمنين من خارجها من الصلاة في معابدها.
إننا ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف التام عن هذه الأعمال التي تخالف القانون الدولي، ومن جانبنا فقد قدمنا رؤيتنا لعاصمتنا القدس الشرقية بأن تبقى مفتوحة لأتباع الديانات السماوية الثلاث دون تمييز.
لقد أدت هذه الممارسات الإسرائيلية إلى هجرة الكثير من أهلنا من المسيحيين والمسلمين، والذين نحرص على بقائهم وانغراسهم في أرضهم أرض الأجداد. وإننا على استعداد لأن نعمل سوياً لتعزيز الوجود الفلسطيني المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة وخاصة في القدس.
نود أن نعبر من صميم قلوبنا عن تثميننا العالي لجهودكم ودعمكم لحقوق شعبنا، وإننا لنعول على قداستكم في الإسهام بما لكم من مكانة دينية وروحية وإنسانية سامية، للعمل على تمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله التام ورحيل الاحتلال الإسرائيلي عن أرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
صاحب القداسة،
لقد شاهدتم قداستكم هذا الجدار البغيض الذي تقيمه إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على أراضينا، في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى بناء جسور التواصل والحوار والجوار الحسن، والبعد عن كل ما من شأنه أن يزرع بذور الكراهية والحقد والعداء، فنحن شعب يتطلع للعيش بحرية وكرامة وسيادة على ترابه الوطني، بعيداً عن حراب الاحتلال.
نحن لا نطلب المستحيل سيدي، ولقد قدمنا تضحيات جسام من أجل السلام، وقبلنا بإقامة دولة فلسطين المستقلة على الأرض المحتلة منذ العام 1967 فقط وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل في أمن واحترام متبادل وحسن جوار.
نحن ملتزمون بالمبادرة العربية للسلام، وبمجرد انسحاب إسرائيل فإن كل الدول العربية والإسلامية ستعترف بإسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية فورا.
صاحب القداسة، نشكركم على لقائكم بأطفال وأبناء مخيمات اللاجئين الذين يعيشون مأساة وعذابات التشريد واللجوء، الذي فرض عليهم قسراً وقهراً جراء النكبة منذ أكثر من 66 عاماً.
ونقدر أيضاً رغبتكم مشاركة طاولة الغداء مع عائلات فلسطينية، تمثل شرائح من مجتمعنا الذي يعاني و يرزح تحت الاحتلال، فهذا اللقاء يبعث برسالة إلى العالم بأسره، مذكراً إياه بمأساة فلسطين.
إننا في فلسطين نعول على جهودكم ومساعيكم الخيرّة لإحقاق حقوق شعبنا ونرحب بأي مبادرة قد تتخذونها أو تصدر عن قداستكم لجعل السلام حقيقة في الأرض المقدسة، وبما يمكن شعبنا من بناء حياته ومستقبلة الإنساني والثقافي، وهويته الحضارية بأمن وسلام واستقرار وعيش كريم في وطنه.
فمبادئ الحق والعدل والسلام والحرية والكرامة الإنسانية التي نؤمن وإياكم بها، والتي نصت عليها كل الأديان السماوية، والقوانين والقرارات الدولية من أجل الأمن والسلم الدوليين، هي مبادئ آن لها أن تحترم وتطبق في الأراضي المقدسة.
ونغتم الفرصة التاريخية بوجودكم بيننا اليوم، لنوجه لجيراننا الإسرائيليين، رسالة سلام، قائلين لهم: تعالوا لنصنع السلام القائم على الحق والعدل والتكافؤ والاحترام المتبادل، فما تسعون له من أجل خير ورخاء شعبكم وأمنكم واستقراركم، هو عينه ما نصبو إليه.
الأمن والسلام والاستقرار هو مصلحة لشعبنا مثلما هو مصلحة لشعبكم، ولمنطقتنا وللعالم بأسره، فالسلام يصنع بتحكيم العقل والقلب والضمير الإنساني والأخلاقي الحي، ورفع الظلم والقهر والتنكيل، والتخلي عن التوسع على حساب حقوق الغير، وسياسة المعايير المزدوجة، والكيل بمكيالين، والتوجه بنوايا صادقة ومخلصة لتحقيق السلام المنشود الذي ستنعم بثماره أجيالنا القادمة.
قداسة البابا، إن الآلاف من المؤمنين ينتظرونكم منذ الصباح في ساحة المهد ليعربوا عن مدى حبهم وتقديرهم واحترامهم، وليصلوا معكم لله العلي القدير من أجل الإخاء والمحبة والسلام.
فأهلاً وسهلاً بقداستكم ووفد الفاتيكان الكبير المرافق معكم في فلسطين، ارض السلام، مع تمنياتنا لكم بموفور الصحة والسعادة، وللمؤمنين جميعاً كل البركة والخير، ولحاضرة الكرسي الرسولي ورعيته، في أرجاء المعمورة كافة، دوام العزة والحفاظ على قيم الإيمان والعدل والسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله
خطاب الرئيس محمود عباس للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى 66 للنكبة 14/5/2014
أيتها الأخوات أيها الإخوة،،،
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،،،
أحييكم وأشد على أياديكم، أسرى وجرحى، صغارا وكبارا، رجالا ونساء، في الوطن وفي الشتات، مستذكرا معكم جميعا المناسبة التي نحييها اليوم في كل دولة وفي كل ساحة وفي كل بيت. إنها ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا قبل ستة وستين عاما، وما حملته من آلام ودماء ودموع وفقدان للوطن، ومخططات ومشاريع أرادت تحويل الفلسطينيين إلى حالة إنسانية بحاجة للمساعدة، لاجئين لا وطن ولا هوية لهم.
بفخر واعتزاز وثقة بالنفس نقول اليوم، إننا أثبتنا وسوف نثبت، إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، دولة مستقلة سيدة على أرضها بعاصمتها القدس الشرقية زهرة المدائن، مدينة الأنبياء والرسل، حاضنة الأقصى وكنيسة القيامة.
نستذكر اليوم، ولم ولن ننسى تضحيات شهدائنا الأبرار. نحيي روح مفجر ثورتنا الأخ أبو عمار وإخوانه ورفاقه قادة وكوادر ومناضلين، ونحيي أسرانا البواسل وجرحانا، فلولا تضحياتهم لما استطعنا أن نغير المصير الذي كان مخططا لنا وجوهره: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، كبار السن يموتون وصغارهم ينسون.
فلسطين اليوم أيتها الأخوات والإخوة على رأس جدول اهتمام العالم وقادته، ليس كقضية لاجئين، ولكن كقضية تحرر وطني واستقلال لشعب عظيم وعريق، برهنت عليه نتائج التصويت على مشروع قرار منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، إذ صوتت 138 دولة مؤيدة، مقابل تسع دول معارضة فقط، وأصبح من حقنا الانضمام إلى كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وقد بدأنا فعلا بالانضمام لبعضها، ودولتنا هذه اعترف رسميا بحدودها وهي حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967.
أخواتي إخوتي... أبنائي الأحباء،،،
إن ما أنجزناه على أهميته عبر مسيرتنا النضالية الطويلة التي بدأت منذ انطلاقة ثورتنا بقيادة حركة فتح عام 1965 وبقية فصائل العمل الوطني المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية أو التي ستنضوي لاحقا، كان ثمرة استراتيجية سياسية وفقت ما بين العدل والممكن والمتاح، والانضواء تحت الشرعية الدولية وقراراتها وآلياتها، دون الانجرار إلى مربعات اليأس أو الاستسلام، نقول نعم أو نقول لا حسب ما تقتضيه مصلحتنا الوطنية العليا. هذا كان نهجي معكم وهذا ما سأستمر عليه حتى نحقق معا -بإذن الله- حلمنا في العيش في دولتنا الحرة المستقلة، دولة لكل فلسطينية وفلسطيني، لا تمييز فيها على أساس الجنس أو الدين، دولة تستحق أن تكون منارة ونموذجا لشعب عانى، ولكنه على مرارة معاناته لا يحقد ولا يتعصب، بل يحب لغيره ما يحبه لنفسه.
نسير نحو تحقيق أهدافنا والمصاعب والعقبات واضحة أمامنا، فالحكومة الإسرائيلية الحالية لا تزال تعيش عقلية الماضي، بل إنها تزداد تطرفا وتعصبا، فتتراجع عن اتفاقيات والتزامات سابقة، وتضع شروطا تعجيزية جديدة كالمطالبة بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وتسابق الزمن لتهويد القدس والتوسع في المخططات الاستيطانية، ما أفقدها تأييد أقرب حلفائها التاريخيين، وهي بسياستها هذه تغلق فرصة الوصول إلى حل الدولتين الذي أجمع عليه العالم بأسره، لتفتح الطريق أمام أحد احتمالين، هما دولة ثنائية القومية أو نظام أبرتهايد عنصري على النمط الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا.
لقد قلت سابقا وأكرر أمامكم وأمام العالم بأجمعه، بأن الاستيطان من أساسه غير شرعي، ولن نقبل به تحت أي مسمى، دينيا كان أو أمنيا أو سياسيا، فيدنا ممدودة للسلام، والعمل السياسي يعني المفاوضات، ونريد أن نحصل على حقوقنا من خلال المفاوضات المستندة إلى الشرعية الدولية، وإلى ما تم التوافق عليه من مبادرات واقتراحات وخطط، وتنفيذ أمين وصادق لكل ما نتفق عليه مع الجانب الإسرائيلي بغض النظر عن تشكيلة حكومتهم التي تذهب أو تأتي.
لقد تعثرت المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي مؤخرا نتيجة أمرين هما: أولا عدم الالتزام بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى مقابل ما التزمنا به مقابل ذلك بعدم الانضمام لمنظمات دولية، وعندما أخلوا بالتزامهم قمنا بطلب الانضمام إلى خمس عشرة منظمة واتفاقية دولية وأصبحنا أعضاء رسميين في معظمها.
أما الأمر الثاني فكان استمرار الحكومة الإسرائيلية في التوسع الاستيطاني، وعدم مبالاتها لردود الأفعال الدولية المنددة بذلك، والتي وصلت إلى درجة مقاطعة الدول لأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكل مؤسسة أو شركة تعمل في المستوطنات، وكذلك مقاطعة إنتاج المستوطنات.
أيها الإخوة المواطنون... أيها الفلسطينيون في الوطن والشتات،،،
أعيش همومكم وأحس معاناة كل منكم، وأبذل مع الحكومة والقيادة أقصى ما نستطيع من جهد لتخفيف حجم المعاناة، فقلوبنا جميعا مع المأساة الجديدة التي يعاني منها أبناء شعبنا اللاجئين في سوريا، فنحن لم نكن ولا نريد أن نكون طرفا في صراع داخلي، وقد كان هذا نهجنا في الأحداث المختلفة التي شهدتها دول عربية سواء كان ذلك في العراق سابقا، أو ما حدث في تونس وليبيا واليمن، وأخطرها بلا شك الأحداث التي تجري في سوريا التي تستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني احتضنهم شعبها العظيم بكل محبة وترحاب، وعاملهم معاملة المواطن السوري، وكانت المخيمات في بداية الأحداث جزرا آمنة وهادئة تقدم المساعدة، وتحظى بتقدير الجميع، إلى أن امتدت الأيادي الشريرة وأصحاب الأجندات الخاصة والمتطرفين الذين يسترخصون دماء الأبرياء، فزج بأبناء شعبنا الذين اضطر الآلاف منهم للتشرد من جديد، ومات ويموت منهم مئات نتيجة الجوع أو القصف العشوائي، خاصة في أكبر مخيمات اللاجئين، مخيم اليرموك.
إننا على تواصل مستمر مع الحكومة السورية ومع قوى المعارضة أيضا، على أمل تحييد المخيمات، ولن نيأس من مواصلة بذل جهودنا هذه، وفي نفس الوقت تقديم المساعدة الغذائية والطبية وغيرها لمن لا يزالون في المخيمات أو الذين اضطروا إلى مغادرتها.
ويشغل بالنا أيضا وضع إخواننا في المخيمات الفلسطينية في لبنان الذين فتحوا بيوتهم لإخوان لهم جاءوا من سوريا ليتحملوا أعباء جديدة على أعبائهم، فلهم منا جميعا كل التحية والتقدير، وأناشدهم بهذه المناسبة بعدم الانجرار إلى مخططات شيطانية تريد إدخال مخيماتنا في لبنان في أتون صراعات مذهبية وتكفيرية، وتحويل بعض المخيمات أو أجزاء منها إلى بؤر تؤوي الخارجين عن القانون، فموقفنا واضح وصريح وهو احترام سيادة لبنان الشقيق، ونحن ضيوف مؤقتون إلى حين العودة لوطننا، ولبنان الرسمي هو وحده، ووحده فقط من يقرر نزع السلاح، ونحن مع لبنان رئيسا ورئيس حكومة وبرلمان بكل ما يقررونه.
أيها الإخوة والأخوات،،،
إن من أولى أولوياتنا على الصعيد الداخلي الفلسطيني إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة بين شطري الوطن، عبر التنفيذ الأمين لما اتفق عليه في الدوحة والقاهرة، أي تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية من شخصيات مستقلة، تجري خلالها الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، ونأمل على ضوء ما تحقق مؤخرا، وما أقره المجلس المركزي بألا تكون هناك أية عقبات أو أية ذرائع لإعاقة ما يتطلع إليه شعبنا، وهذه الحكومة سيكون برنامجها هو برنامجي سياسيا وأمنيا، فبذلك نستطيع نزع الذرائع وتجنب فرض عقوبات اقتصادية وتوفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض بإنهاء الحصار الظالم لقطاع غزة، والحفاظ على أمن المواطن وتسهيل حركته وتشجيع الاستثمار وحركة البناء والعمران لكي نفشل كل المخططات المستفيدة حتى الآن من حالة الانقسام.
الأولوية التي ليس من قبلها أو بعدها أولوية هي قضية القدس التي من دونها ومن دون كونها عاصمة فلسطين فلا حل ولا سلام في هذه المنطقة. صحيح أن القدس اليوم في خطر حقيقي، وأن إنقاذها يتطلب دعم صمود أبنائها الأسطوري، فهي تتعرض لأعتى عملية استيطان لتغيير معالمها، والاعتداءات شبه اليومية على الأقصى المبارك وعلى بقية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأملنا كبير بوفاء أشقائنا بالتزاماتهم المالية تنفيذا لما سبق وأقرته عدة مؤتمرات عربية وعلى مستوى القمة، كما نتطلع إلى دعم وتضامن الأسرة الدولية وترجمة رفضها لقرار إسرائيل أحادي الجانب بضم وتوحيد القدس، عبر إجراءات عملية تتجاوز البيانات الصحفية التي تكرر رفضها وشجبها لسياسات الحكومة الإسرائيلية، وأنها عقبة في طريق السلام، في حين أنها تكاد تصبح مقتلا لعملية السلام.
أيها الإخوة الفلسطينيون،،،
إننا حريصون أشد الحرص على تمتين علاقاتنا مع مختلف دول العالم، خاصة مع أشقائنا أبناء أمتنا في مختلف الدول العربية، التي ننسق ونتشاور معها، فمصيرنا واحد ومستقبلنا واحد، ونحن ممتنون لكل التضحيات والدعم والمساعدة، وواثقون بأن فلسطين كانت وستبقى القضية المركزية لأمتنا العربية.
ونعبر عن شكرنا وتقديرنا للدعم الذي تقدمه مختلف دول العالم وشعوبها والمنظمات الإنسانية والاجتماعية والنقابية، ونتعاطى بكل إيجابية مع أية جهود دولية تفضي إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا حسب ما نصت عليه مبادرة السلام العربية.
أخواتي... إخوتي،،،
في الذكرى السادسة والستين للنكبة، ندخل عاما جديدا نأمل أن يكون عام النهاية لمعاناتنا الطويلة، وبداية لمستقبل جديد لشعبنا ولأمتنا ولمنطقتنا. فقد آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث، وآن الأوان لقادة إسرائيل أن يفهموا بأنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين، فهنا باقون وإلى هنا تتطلع أبصار اللاجئين الفلسطينيين وتخفق قلوبهم.
بلغتنا الواضحة أيها الإخوة اكتسبنا المصداقية وثقة العالم، دون تنازل عن حقوقنا أو تفريط بثوابتنا التي أقرتها مجالسنا الوطنية منذ عام 1974 مرورا بعام 1988، وما أعقب ذلك من قرارات بشأن اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية وحتى قرار الأمم المتحدة 29/11/2012 باعتبار فلسطين دولة بصفة مراقب على حدود 67.
تحية لأرواح شهدائنا الأبرار وإلى جرحانا وإلى أسرانا البواسل، وإلى كل فلسطينية وفلسطيني في كل موقع وفي كل ركن من أركان هذا العالم، حاملا فلسطين في قلبه ووجدانه منتظرا لحظة العودة، لحظة معانقة الوطن، لحظة نيل الحرية لنحتفل معا -بإذن الله- في رحاب دولتنا، وفي رحاب قدسنا، زهرة المدائن.
إنه حلمنا اليوم ولكنه الحقيقة غدا.
وإن غدا لناظره قريب...
أجدد لكم جميعا أطيب التحيات، وإلى لقاء قريب على أرض فلسطين إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس في افتتاح الدورة 26 للمجلس المركزي (دورة الأسرى وإنهاء الانقسام 27/ نيسان/2014)
بسم الله الرحمن الرحيم
أحيي ضيوفنا بخاصة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين، وأستذكر شهداءنا وقادتنا الذين مضوا من أجل فلسطين ونحن إن شاء الله نكّمل مسيرتهم، في عقولنا وقلوبنا أسرانا، الذين يقبعون في سجون الاحتلال، هؤلاء الذين قلنا وسنقول دوما إننا zzz*zلن يهدأ لنا بال إلا عندما يخرجون ليتنسموا هواء الحريةzzz*z في الوطن الحر.
الأخوات والإخوة...
كلام مكرر بأننا نعقد هذا المجلس في ظل ظروف صعبة ومعقدة، ولكن يحدونا الأمل وقد نكون هذه الأيام وصلنا إلى ذروة التعقيد والصعوبات في كل ما نواجهه وما نفعله، ولكننا سنبقى صامدين متمسكين بحقنا وبثوابتنا، ولا مفر لنا إلا أن نصل إلى حقوقنا كاملة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هذا هو هدفنا وهذه هي غايتنا، وهذا ما كرسنا حياتنا من أجله ولذلك نحن مستمرون ولن نيأس مما نعيشه من صعوبات من ضغوطات من ابتزازات.
خلال اليومين الماضيين برز الأمل بأن هناك عودة إلى وحدة الشعب الفلسطيني، وهذا لأمر يجب علينا أن نتمسك به ونشد بالنواجذ عليه، وانتظرنا وسنتحدث عن هذا طويل وصبرنا وعانينا، ولكن آن الأوان أن نقطف ثمار هذا الصبر ونستعيد وحدة الشعب الفلسطيني.
لدينا اليوم قضايا مختلفة لا بد أن نتناولها لأن كلها قضايا ساخنة، فالمفاوضات أمر ساخن، وقضية الأسرى أمر ساخن، وقضية المصالحة أمر واعد، وهناك القدس التي يجب ألا تغيب عن بالنا أبدا، وألا ننساها أبدا، وأن نتذكرها ونعمل من أجلها في كل المناسبات، لأنها عاصمة دولة فلسطين وهي القلب ومن دونها لا توجد دولة، ولن نقبل أن تكون هناك دولة لفلسطين من دون أن تكون القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 عاصمة لها. إضافة إلى ذلك لا بد أن نتناول بالبحث والتمحيص مسألة أخوتنا اللاجئين في سوريا، هؤلاء الذين عانوا ويعانون الشيء الكثير دون أن يكون لهم ذنب في ذلك، قد تكون من المرات النادرة أننا بعيدون أو أبعدنا أنفسنا عن كل ما يجري حلونا حماية لأهلنا وشعبنا، ومع ذلك أقحمنا من حيث لا ندري بمأساة جديدة للاجئين تضاهي مأساة 1948 إن لم تكن أصعب منها، فهذه القضايا التي نتحدث فيها اليوم والتي نأمل أن نتمكن من الإحاطة بها جميعا.
المفاوضات أيها الإخوة تعني العمل السياسي، أي أننا نريد أن نحصل على حقنا من خلال المفاوضات، وكان أول إشارة أعطيناها هي في عام 1974 عندما قررنا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي التي تتحرر، وإن كنا قبلها وفي عام 1969 قد ألقينا بقنبلة لم تجد قبولا لدى أحد وهي الدولة الديمقراطية الفلسطينية.
إذا في عام 1974 كان لدى القيادة الجرأة الكاملة من أجل أن تحدث بالسياسية وهي تحمل السلاح في ذلك الوقت، وكما قال الشهيد أبو عمار zzz*zجئت بغصن زيتون وبالبندقية فلا تسقطوا غصن الزيتون من يديzzz*z، وكان جادا جدا في ذلك الوقت فغصن الزيتون يعني السلام، تعالوا إلى كلمة سواء، ولم يحصل شيء، ومرت الأيام وتعرفون أننا أبعدنا عن لبنان بالقهر وبالقوة إلى تونس الخضراء التي نكن لها كل الاحترام والتقدير، ذلك البلد الذي آوانا في وقت عز فيه المأوى، وهناك أطلق المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر هجوم السلام في عام 1988، حيث قلنا لا بد أن نعترف ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالقرارات الدولية وحدود 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على هذه الأرض، ولم يجد هذا الكلام تجاوبا إلا من القلة، وبعض الدول التي اعترفت بدولة فلسطين في المنفى ولكن المبادرة السياسية بقيت عرجاء.
ومضت الأيام وذهبنا إلى مدريد وأيضا في ذهابنا إلى مدريد كانت هناك حكمة، فقد طلبوا منا طلبات تُعجز أو تريدنا أن نرد بالنفي، وهو أننا لسنا وفدا مستقلا، ولا تمثل القدس ولا تمثل منظمة التحرير، وقبلنا لأننا لو رفضنا كنا في الخارج، وقبلنا أن ندخل وفي داخل الأروقة نقاتل ونناضل وهذا ما حصل وتتذكرون كل هذا، وتعرفون تماما أننا ناضلنا وفاوضنا في الكوريدور، إلى أن انفصل الوفد الأردني برغبة أردنية عن الوفد الفلسطيني، يعني دخلنا مع الأردن وتحت جناحها، وكانت هناك مفاوضات الكوريدور، وصلنا إلى أن هناك وفدا فلسطينيا ووفدا أردنيا، وكانت هناك المفاجأة التي أسمها zzz*zاتفاق أوسلوzzz*z، وهو الاتفاق الذي كان سببا في هذا لاجتماع الذي يعقد اليوم هنا، وأوسلو هو اتفاق مبادئ ولم يدع أحد أنه اتفاق نهائي وحل المشكلة من جميع جوانبها، بل قال هناك قضايا ست يجب حلها وهي القدس واللاجئين والحدود والأمن وغيرها، ليس خطأنا أن ما حصل منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لم نحصل على شيء، لأن هناك تصميما من إسرائيل أن لا يكون هناك حل.
وما نلاحظه هذه الأيام وما وصلت إليه المفاوضات هذه الأيام ويؤكد لنا أنهم لا يريدون حلا عاقلا معقولا على أساس دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، والدليل على ذلك أننا ذهبنا بعد ذلك إلى كامب ديفيد ولم نتمكن من الوصول إلى شيء، لأن الأفكار التي قدمت لم تكن واضحة المعالم ومحددة لنقول إن هذا مقبول وغير مقبول، وانتهت كامب ديفيد وجاءت المباحثات التي قمنا بها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود أولمرت، وللتاريخ، هذه المفاوضات كانت جيدة وكانت بناءة وتناولت كل قضايا المرحلة النهائية، يعني لم يرفض السيد أولمرت كما يرفض خلفه النقاش في قضايا المرحلة النهائية، الحدود والقدس واللاجئين والأمن والمستوطنات، وكان هناك تبادل في الخرائط والنسب المئوية وغيرها، وكانت هناك جدية كاملة أن نصل إلى حل، وzzz*zالحل يجب أن يعرض على استفتاء شعبيzzz*z.
ولا يوجد أحد من حقه أن يوقع عن الشعب الفلسطيني إلا بعد أن يجري استفتاء عام لكل الفلسطينيين في كل مكان ثم يقولوا وافقنا أو رفضنا، وهي قضية ليست جديدة لم نخترعها اليوم، إنما هي قضية قديمة منذ زمن بعيد، حتى قيل لنا إنه لا يوجد في قوانيننا استفاء قلنا لهم نخترع استفتاء، لأن الاستفتاء ضروري، السيد أولمرت فشل وأفشل وخرج متهما بقضايا، ثم جاء عهد الرئيس الأميركي بارك أوباما، الذي أرسل ميتشل وحاول ميتشل أكثر من سنة ونصف أن يقنع الإسرائيليين بوقف الاستيطان، وفي نهاية بعثته وفي نهاية مدته جاءنا إلى هنا وقال zzz*zلقد أفلشت وسأنهي مهمتيzzz*z.
في هذه الأثناء كتبنا رسالة للسيد نتنياهو قلنا له لا تريدون مفاوضات ولا تريدون سلاما، فأنتم دولة احتلال وهذا الوضع القائم لن نقبل به، أنتم حكومة احتلال ولستم حكومة احتلال، ونحن سلطة ولسنا سلطة، ولذلك نحن ذاهبون إلى الأمم المتحدة، ونذكر أن المجلس المركزي في 28-7-2011 اتخذ قرارا بالذهاب للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وسبق ذلك قرارات من لجنة المتابعة العربية التي وافقت معنا أن نذهب للأمم المتحدة للحصول على عضوية كاملة.
ويبدو أن البعض في العالم إلى يومنا هذا لا يأخذون جديا ما حصل، وهذه ليست أول مرة، سنعيد الكرّة، وفي أوسلو للتاريخ أبلغت أميركا أن هناك مفاوضات يقوم بها شمعون بيريس وأبو مازن، وعندها قال وزير الخارجية ورن كرستوفر zzz*zدع الأولاد يلعبونzzz*z، ولم يأخذوها جديا وحصل ما حصل، وقلنا إننا ذاهبون إلى مجلس الأمن وعندما وصلنا إلى الأمم المتحدة، وجدنا معارضة عنيفة جدا من الأطراف كافة، لا تذهبوا لمجلس الأمن ستخسرون، نحن نعرف في ذلك الوقت أننا سنخسر، لأننا نحتاج إلى تسع دول لتقبل معنا حتى نضع الملف في مجلس الأمن، وجبنا العالم كله شرقا وغربا وشمال وجنوبا من أجل الحصول على تسع دول ولم نحصل وكانت هذه الخطوة الأولى، والخطوة الثانية هي الفيتو بإمكان الدول الكبرى أن تستخدم الفيتو، ولكن مع ذلك أصرينا أن نذهب ونلقي كلمة أمام الجمعية العمومية وطالبنا بعضوية كاملة وفشلنا.
قلنا إذا لم يكن هذا ممكنا فالحصول على عضو مراقب نسعى عليه وهذا لا يحتاج إلى مجلس الأمن، بل يحتاج إلى تصويت نسبي في الجمعية العامة، ومنذ تاريخ ذهابنا في المرة الأولى إلى 29-11 بذلت الدبلوماسية الفلسطينية جهودا خارقة مع دول العالم كلها من أجل الحصول على التصويت وذهبنا في 23-9-2012 وقلنا لا نريد في هذه الدورة التصويت فارتاح الجميع، لكن قلنا نحن نريد أن نجري التصويت بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي كانت في 6 نوفمبر وجرى تغيير الموعد، ولكن ماذا تعنون أنكم ستذهبون بعد الانتخابات، قلنا سنذهب في أحد التاريخين إما 15 نوفمبر وهو إعلان الدولة أو في 29 نوفمبر، وهو اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذهبنا في يوم 29 نوفمبر وكنا في غاية التوتر، لأننا كنا نخشى من أية ألاعيب في الجمعية العامة تعطل التصويت، ومضت الأمور متباطئة وكأنها سنوات وسمح لاثنين أن يتكلما في صالح المشروع، وسمح لاثنتين أن تتكلما ضد المشروع، ثم أقفل باب النقاش، وكانت النتيجة التي علمتموها هي أننا حصلنا على 138 دولة معنا، و41 دولة ليست معنا وليست ضدنا، وتسع دول ضدنا، وحققنا ما نريد.
ماذا حققنا؟ حققنا قضية مهمة جدا سألت عنها قبل أن أغادر إلى الأمم المتحدة، وقيل لي ماذا ستحصل من هذا الاعتراف؟ قلت سأحصل على شيء واحد وهو أن الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 هي أرض دولة تحت الاحتلال، ولم تعد كما يراها الإسرائيليون ولا يزالون يرونها حتى الآن أرضا متنازعا عليها، وهو ما يبررونه لأنفسهم لكي يبنون حيثما يشاءون، والدليل على ذلك أنهم يبنون على أبواب رام الله في مستوطنة بيت أيل فهي لهم، ويبنون في أي مكان لأن الأرض متنازع عليها، والنقطة الثانية أننا أصبحنا دولة تحت الاحتلال ولسنا سلطة، وهذا يعطينا الحق بالانضمام إلى 63 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، عدنا وكان هناك إصرار من إخواننا على أن نذهب للمنظمات الدولية، فقلنا إننا لا بد أن نصبر لأننا لا نريد أن نقطع الحبال مع كل الناس، وأنا مرن وعقلاني، ولا بد أن نعالج الأمور بحكمة.
وجرت اتصالات مع الإدارة الأميركية ورحبنا بها، ثم جاءنا الرئيس بارك أوباما إلى هنا في زيارة دولة وليست زيارة عمل أو زيارة مجاملة، هي زيارة دولة وهذه كانت مبادرة طيبة جدا من الإدارة الأميركية، ثم بدأنا الحديث كيف نستأنف المفاوضات، وكان هذا الكلام في المملكة العربية السعودية، جاء السيد جون كيري وطلب منا أن نلتقي إما في مصر أو في السعودية، فأنا اخترت السعودية، واتفقنا على أن نستأنف المفاوضات على أساس حدود 1967، وعندما تطرق البحث إلى الاستيطان قلت له بالحرف الواحد zzz*zنحن لا نعترف بالاستيطان من الحجر الأول حتى الأخيرzzz*z، لأن الاستيطان أصله غير شرعية ولا أقبل أن يضم القسم أو ذاك لإسرائيل، فهي أرض فلسطينية محتلة، وأنا أخذت قرارا من الجمعية العامة أن الدولة الفلسطينية أرضها هي حدود 1967 وعاصمتها القدس، قال نكتفي بهذا، وبدأنا المفاوضات وأقول للتاريخ إن السيد كيري بذل جهودا خارقة، ولا تستغربوا إذا قلت لكم التقيت به 40 مرة خلال ثمانية أشهر ونصف، غير اللقاءات الأخرى هنا وهناك وتليفونات، وهذا يؤكد الإصرار والجدية، ولكن بالنتيجة لم تكن هناك نتيجة.
إذا مضينا بالمفاوضات كل هذه المدة وأبلغنا الجانب الأميركي أن هناك zzz*zإطار عملzzz*z وأعطونا أفكارا، لكن لم نأخذه مكتوبا وكان همنا أن نناقش كل القضايا، وكان موجودا في الأوراق كل القضايا، ولكن إذا أردت أن أعطي جوابا رسميا عليها لا بد لي أن أقرأ كل كلمة، أي يكون الكلام مكتوبا لأحكم عليه بنعم أو لا.
بعد أيام قليلة من الاتفاق على استئناف المفاوضات، طلب منا ألا نذهب للمنظمات الدولية خلال مدة المفاوضات وهي ستة إلى تسعة أشهر، ونحن قلنا لا نستطيع ولا نقبل، وهذا شيء وهذا شيء، عدنا إلى هنا وفكرنا كيف يمكن لنا أن نساوم على شيء ملموس ومحسوس له قيمة؟ فقيل لنا أسرى ما قبل أوسلو، هؤلاء محكومون بالمؤبدات ولا أمل لهم بالخروج رغم أن هناك اتفاقا على إطلاق سراهم ولا أمل بخروجهم، وقلنا لا مانع نساوم وطالبنا أن يطلق سراح 104 أسرى بالاسم، ونحن نلتزم بعد الذهاب لمدة تسعة أشهر للمنظمات الدولية، فورا جاء السيد جون كيري وأخذ الأمور بجدية واتصل بنتنياهو قال موافقون، ولكن السيد نتنياهو لا يثق بكم ويقول إنني كذاب، فهو لا يستطيع أن يطلق سراح الأسرى دفعة واحدة وإنما يطلقها 4 دفعات، وحددت تواريخ الأربع دفعات، والأخيرة كانت في 29-3-2014. وسارت المفاوضات وعملية الإطلاق، وأطلق سراح الدفعات الثلاث، والإسرائيليون حاولوا أن يخلطوا ما بين إطلاق سراح الأسرى والاستيطان أو إطلاق سراح الأسرى والتقدم في المفاوضات، هذه قضية منفصلة عن القضية الأخرى، 104 أسرى مقابل عدم الذهاب للمنظمات الدولية لا بأس، لأن أرواح هؤلاء مهمة لنا ونتحمل ليعيد هؤلاء إلى أهلهم خصوصا أنهم قضوا ما بين 20 إلى 30 عاما داخل السجون، وقبل أن يأتي موعد الدفعة الرابعة قالوا لنا توجد مشكلة، أنه يوجد 14 أسيرا يحملون الجنسية الإسرائيلية وهؤلاء مواطنون إسرائيليون ولا يحق لكم التدخل في تقرير مصيرهم، قلنا لهم يجب أن يقول نتنياهو هذا الكلام من الأول، وهو لم يقل شيئا وأعطيناه القائمة كاملة، ونحن نرى ونصر على أن الأسرى يعودون إلى بيوتهم، وهنا لدينا سابقتان خطيرتان في الماضي لن تتكررا، الأولى كنسية المهد وإبعادهم لمدة سنة ولهم 13 عاما في المنفى، والسابقة الأخرى صفقة جلعاد شاليط بإبعاد الأسرى للدول العربية، هؤلاء لن يعودوا للوطن، ولذلك نحن نقول لن نقبل إلا كل واحد يعود لبيته، ولن نقبل أن يتنازلوا عن الجنسية فكل واحد يحمل جنسيته وتبقى له، وبالتالي هذا هو موقفنا بالنسبة للأسرى ونحن نقول إن الإبعاد مخالف للقانون الدولي والقانون الإنساني ومخالف لكل الشرائع العالمية، لأنك تستطيع أن تحكم بالإعدام على مواطن لديك، ولكن لا يجوز لك أن تطرده من وطنه أو تمنعه من العودة لوطنه، وكانت هذه المشكلة، قالوا إنه يوجد 10 خطيرين سيعودون للضفة نريد أن نبعدهم، وقلنا نفس الكلام بأننا سنرفض، ولذلك نحن لن نقبل بإبعاد أي واحد، وخلاصة القول بالنسبة للمفاوضات قلنا لهم إن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ومسألة حدود 1967 لا نقاش فيها وأصبحنا دولة، وإنهاء الاحتلال نتفق على مدة، واللاجئين إذا كان هناك لاجئ لا يريد العودة يبقى ويأخذ تعويضا بالاتفاق مع الدولة المضيفة، أو أحب أن يذهب من بلد إلى بلد يأخذ تعويضا أو أحب العودة لدولة فلسطين يأخذ تعويضا، ولكن يجب أن يكون هناك حق العودة، كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية التي تقول حل عادل ومتفق عليه للاجئين حسب القرار 194، إذا يوجد حق عودة، ولذلك أقول لإخواننا المثقفين الذين بعثوا الرسالة المفتوحة zzz*zلم نسقط حق العودةzzz*z، إذا هذه القضايا التي نحن نريدها فيما يتعلق بحقوقنا، قالوا كيف يمكن أن نستأنف المفاوضات وقلنا إنه ليس لدينا مانع أن نذهب لتمديد المفاوضات ولكن... يطلق سراح الأسرى القدامى الثلاثين وعلى الطاولة نضع خارطتنا لمدة ثلاثة أشهر بحث الخريطة، وإلى أن يتم الاتفاق على الخريطة تتوقف كل النشاطات الاستيطانية بالكامل، ونحن هذا هو موقفنا الذي نريده ولم نحصل على جواب عليه، وهنا دخلنا في الأزمات، كان المفروض أن يطلق سراح الأسرى يوم 29 آذار الماضي ولم يتم، وسألني وزير الأسرى وقلت له على موعدنا، وذهب إلى سجن عوفر وقلت له إنه يوجد موعد ويجب أن نحترمه، وفي هذه الأثناء كانت الاتصالات قائمة بينا وبين الإسرائيليين والأميركان، في 29 و30 و31 بعثنا رسالة مكتوبة قرأها الطرفان تقول إنه إذا لم يطلق سراح الأسرى فالقيادة مجتمعة في تلك الأيام وحتى يوم 1 نيسان، سنذهب للمنظمات الدولية، فمضى 29 و30 و31 وجاء يوم الأول من نيسان، وأنا انتظرت في مكتبي والقيادة مجتمعة هنا وستأخذ قرارا، وأنا أنتظر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي ولم يجتمع، فقررت القيادة يومها الانضمام لـ15 منظمة دولية، وقلنا للإعلام إننا مع استمرار المفاوضات، ونحن شاكرون لكل الوقت والجهد الذي بذله الأميركيان، ونحن مستعدون للاستمرار، ولكن ما دام لم يحصل شيء اليوم وقعنا على أوراق الانضمام للاتفاقيات الدولية، وقال لنا الإسرائيليون إنهم تفاجأوا بالتوقيع، وأنا قلت أننا بعثنا رسالة وأخبرناكم بذلك، ووقعنا على رسائل الانضمام للمنظمات الدولية في الليل، سألني الأخوان هل نسلم الرسائل للجهات الدولية، قلت سلموها لثلاث جهات للأمم المتحدة وبعضها لهولندا، وبعضها لجنيف وأخبروهم أن يفعلوها.
فاستلمت الدول وبدأ التفعيل وجاءتنا الرسائل فورا، zzz*zجنيفzzz*z أنتم أصبحت شريكا متعاقدا ساميا في اتفاقيات جنيف الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وفي هولندا أصبحت دولة فلسطين عضوا في هذه المعاهدة رغم أن هولندا لم تصوت معنا في الأمم المتحدة، ولكن في هذه الرسالة دولة فلسطين أصبحت عضوا، وفي الأمم المتحدة حسب الإجراءات الخاصة، وكل المعاهدات مستمرة ونحن أخذنا الـ15 معاهدة، وفي خطاب أبو الأديب وباقي الإخوان يتحدثون عن الانضمام لباقي المعاهدات، وهنا أقول نحن نسير بصورة عقلانية ولكن كل شيء من حقنا، والدليل أنه عندما جاء الوقت ولم نحصل على الأسرى من حقنا أن نذهب، لأننا قلنا من البداية تسعة أشهر، وأنتم لم تلتزموا، لماذا أنا التزم؟ وغير صحيح أنهم تفاجأوا بالذهاب للمنظمات الدولية.
الآن أسبق الأحداث قليلا لأقول إنه نتيجة للمصالحة التي zzz*zفاجأتهمzzz*z أيضا رغم أن الوفد حصل على تصاريح من إسرائيل لدخول غزة، وحدثت إجراءات ضدنا وأول عقوبة فرض عقوبات اقتصادية، فالاحتلال له اليد العليا، ووقف المفاوضات، والشيء الثاني تخفيض مستوى الاتصالات، ليقتصر على مجال المفاوضات والأمن فقط، ونحن سنقول لدولة إسرائيل أنتم دولة احتلال، أنتم المسؤولون عن كل شيء هنا، وعن كل هذه الفراغات هنا، تفضلوا تحملوا مسؤولياتكم، وهذا ما يجب أن نقوله لهم وهذا ما قلناه، ما دمتم دولة احتلال الوضع الراهن لن نقبل به واستمرار الاستيطان والاعتداءات على الناس والقدس والحرق والقتل لن نقبل به، وأنتم دولة محتلة بلغوا العالم أن فلسطين دولة تحت الاحتلال، ونحن أخذنا من الأمم المتحدة أن فلسطين دولة تحت الاحتلال، نحن نقول للإسرائيليين باعتباركم دولة احتلال تفضلوا استلموا مسؤولياتكم نحن نصرف ما يجب أن يصرفه الاحتلال ونتحمل المسؤوليات، لن نتحمل مسؤوليات، وهذه هي الخلاصة التي جاءت نتيجة للمفاوضات ولموضوع الأسرى، ومن يريد العودة للمفاوضات يجب أن يطلق الأسرى ويوقف الاستيطان بكل أشكاله ويعود للطاولة، وإذا لم يقفوا، فليحضروا ويتحملوا مسؤولياتهم.
الإسرائيليون على مدى سنوات الماضية موافقون على الانفصال والانقسام، ومؤيدون وراعون وحامون للانفصال، والسبب هو أن إسرائيل كلما قلنا مفاوضات تقول مع من أتفاوض مع غزة أم الضفة؟ وعملنا مصالحة وقالوا إما تختاروا حماس أو المفاوضات؟ وقلنا لهم هذا شيء وهذا شيء، وهذه أرضنا وشعبنا ولا علاقة لك بهم، فهم يقولون إن حماس إرهابيون وعندما يقول إنهم إرهابيون لماذا عملوا معهم اتفاقيات، اتفاقية الهدنة التي وقعت عبر الرئيس محمد مرسي، وكانت هنا وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلنتون حملت اتفاق التهدئة ووقعت على اتفاق الهدنة، ولسنا ضد الاتفاق والتهدئة، وتحترمنا التهدئة ولماذا أنا ممنوع أن أذهب لحماس وأختار بيني وبين حماس، وقد قلت ذلك لصحفيين إسرائيليين زاروني قبل يومين هنا في مقر الرئاسة، إن حماس شعبنا وإسرائيل شركاؤنا، لا أستطيع أن أستغني عن شعبنا ولا عن شركائنا، والآن يطلعون بحديث أنه وضع يده بيد الإرهاب وهذه حجج، وإضافة إلى ذلك قالوا إنهم يجب أن يقوموا بالتشهير الشخصي بأبو مازن وهذا لا يهمني، وغضب نتنياهو بعدما سمع عن المصالحة وقال إنه تفاجأ بها.
الحدث الذي نحن نعتز به ويجب أن نأخذه بمنتهى الجدية، ويجب أن نعمل من أجل إنجازه بكل الوسائل ويجب أن تتوفر النوايا الطيبة لدى جميع الأطراف وليس هنالك حجج، آن الأوان أن نسير في المصالحة، وأنتم تعرفون أننا عملنا انتخابات في 25-1-2006، ومرت فيها ملابسات كثيرة لا أريد أن أذكرها، لكن كلها كانت تؤدي إلى ما وصلنا إليه، حدثت أحداث كثيرة في غزة وقامت المملكة العربية السعودية مشكورة بدعوة الأطراف كلها إلى أستار الكعبة لنعقد اتفاقا هناك ينتهي بحكومة وحدة وطنية، وفعلا ذهبنا وعملنا حكومة وحدة وطنية من أطراف مختلفة، وقبل هذا عندما حصل الانقلاب اجتمعت الجامعة العربية وخولت مصر بالمصالحة، ونحن للآن متمسكون بدور مصر في المصالحة، وبصرف النظر عن التوتر في العلاقات بين مصر وحماس، لكن مصر تميز بين هذا وذاك وحريصة على المصالحة ومستعدة لاستمرار وجودها، ونحن لا نقبل بديلا عن مصر.
وبعد لقاء مكة باركته مصر، ولكن بعد ذلك حصل انقلاب منذ ذلك الحين ونحن في مساع للمصالحة وأبرز هذه المساعي هي اتفاق في الدوحة، من أجل أن تكون مصر هي الخيمة والراعي، ذهبنا إلى مصر وأعلنا عن هذا الاتفاق وبورك هذا لاتفاق منذ 6-2-2012، ولم ينفذ، والآن لا نلوم أنفسنا، لدينا شيء جديد سنسير به، لدينا اتفاق مبسط من نقطتين نريد حكومة تكنوقراط مستقلين ونريد الذهاب لانتخابات، والاحتكام لصندوق الاقتراع هو أساس الديمقراطيات في العالم، فقد مضت 8 سنوات على الانتخابات الرئاسية، والتشريعية 7 سنوات، وآن الأوان لأن نجدد شرعيتنا، خاصة أن لدينا دولة، يجب على الفقهاء والحكماء أن يجتمعوا لنفهم ماذا يمكن أن نفعل، هل هو مجلس تشريعي أم برلمان؟ هل هي انتخابات لرئيس دولة أم لرئيس سلطة؟ هذه أمور قانونية لدينا الوقت الكافي لأن نبحثها هنا ونخرج بنتيجة وطالما الأمور بهذا الشكل فهي جيدة،، وأنا هنا باسمكم جميعا أحيي الأخ رامي الحمد الله الذي وضع استقالته بالأمس في تصرفنا، وكتب أن ذلك حرصا على المصلحة الوطنية لتسير إلى الأمام.
والحكومة التي ستأتي ستكون كالحكومات السابقة، تقوم بالعمل على الخاص بالسلطة، أما المفاوضات فهي شأن من شؤون منظمة التحرير، لأنها تمثل كل شعبنا ولأن التفاوض باسم كل الشعب ومصالح كل الشعب وأولها اللاجئين، والمنظمة هي التي تمثلهم وترعى مصالحهم وهي التي تحمي كل ما يحتاجونه، فالحكومة تأتمر بأمري وسياسيتي، أنا معترف بإسرائيل وهي معترفة وأنا أنبذ العنف والإرهاب، وأنا معترف بالشرعية الدولية وهي معترفة، وأنا ملتزم بالالتزامات الدولية والحكومة ستنفذ الاتفاقيات الدولية التي وقعنا عليها، ولا يحق لأحد أن يقول إنها حكومة إرهاب أو متطرفين، وآن الأوان لنرفع الحصار عن غزة، يجب أن نبذل كل الجهد لفك الحصار من كل الاتجاهات، فهم جزء من شعبنا ومن واجبنا ومن حقهم علينا أن نعمل كل ما يمكن لإنقاذ الوضع في غزة، المياه ملوثة بنسبة 95% يشربون الملح، والمواد التموينية الأولية غير موجودة، والأنفاق أغلقت وأنا مع إقفال الأنفاق جميعا، ولكن مع أن يعطى الشعب الفلسطيني كل حقوقه هناك، يجب أن ننتبه إلى معاناة الشعب والصعوبات التي يعيشها ويجب أن نزيلها عنه، فالأنفاق غير شرعية وغير قانونية.
أيها الإخوة أيتها الأخوات...
توجد فكرة دولة فلسطينية مستقلة في غزة ونوسعها 1600 كيلومتر وحكم ذاتي هنا، وهذه السياسة المتبعة منذ وعد بلفور حتى اليوم، ونحن بالمصالحة والوحدة كسرنا هذا الشعار، وقلنا إن فلسطين دولة واحدة.
وفي قضية معروضة عليّ بخصوص الدولة اليهودية، منذ سنتين أو ثلاث سنوات بدأ يعرض علينا ما يسمى بالدولة اليهودية، نحن موقفنا بأننا في الاعتراف المتبادل اعترفنا بدولة إسرائيل ونحن في الحكومة نعترف بدولة إسرائيل، وعندما عقدت معاهدة مع مصر لم يطلب منها هذا، وعندما عقدت معاهدة مع الأردن لم يطلب منها هذا، فلماذا يطلب منا أن نعترف بيهودية الدولة، وأنا أقول لا للاعتراف بالدولة اليهودية، وأنا أسأل لماذا لا تذهب للأمم المتحدة وتطلب منهم الاعتراف بالدولة اليهودية؟ نقطة أخيرة شرحتها للصحفيين الإسرائيليين قلت لهم قد لا تعرفون تاريخكم نحن نعرفه أكثر منكم، من سنة 1900 إلى 2000 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الصديق، هاجر إلى إسرائيل مليون روسي، أكثر من 50% من هؤلاء مسلمين ومسيحيين، فهم أخذوا حق العودة للوطن، فكيف تسمح لهؤلاء، فهم مسيحيون ومسلمون، كيف تفسر لي الدولة اليهودية، الجندي الفلاشا يتوقف على الحاجز ويصلي، لا شأن لي بهم، ولكن يقول هذا يدخل وهذا ممنوع، نحن لن نقبل الاعتراف بالدولة اليهودية.
أيها الإخوة أيتها الأخوات...
لنعود إلى الوراء قليلا بالحراك العربي الذي حصل في الدول العربية والذي بدأ في تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم سوريا وقبل ذلك كان في اليمن، كان موقفنا القاطع لا علاقة لنا بما يجري هنا وهناك، ليس لنا دعوة بقضايا العرب الداخلية، لذلك قلنا لا تدخل لنا فيما يجري في الدول العربية وبالذات في سوريا، لأنه يوجد 600 ألف فلسطيني ينعكس وضعهم على 300 ألف آخرين، يعني مليون فلسطين تحت الخطر، ولا أريد أن يكون لنا أي علاقة بهذه الأحداث، لذلك نحن لسنا مع هذا الطرف ولسنا مع هذا الطرف، ولسنا ضد هذا الطرف ولسنا ضد هذا الطرف، ولكن نحن نقول كلمة واحدة فقط تحل المشكلة السورية الداخلية بالحوار، وثبت لهم الآن أن ما قلناه صحيح، ونحن قدمنا أفكارا بهذا المعنى ورحب بها الطرفان، لأنه يوجد قتال هنا وهناك والضحية هو الشعب وهذا ما حصل في مخيماتنا، وهذه المأساة التي يعيشها أبناء شعبنا، بعد تسعة أشهر ذهب قيس عبد الكريم zzz*zأبو ليلىzzz*z ليرى ماذا يجري في المخيمات الفلسطينية فعاد بجملة واحدة zzz*zمن دخل بيت أبو سفيان فهو آمنzzz*z، ومعنى ذلك أن من يشعر بالخطر يذهب إلى المخيم، ويحلون مشاكل بين المتخاصمين، وفجأة أقحم الإخوان المخيمات في الصراع فكان الدمار واللجوء، وكان واجبنا أن نكلف الأخ الدكتور زكريا الآغا والأخ الدكتور أحمد مجدلاني لحل المشكلة، وحصلت انتقادات لذهابنا، ولكن قلنا إنه لا علاقة لنا فيما يجري هناك فقط أريد أن أحمي شعبي هناك، وذهبوا إلى هناك والتقوا مع الكل ونجحوا في التخفيف من معاناة شعبنا، وبدأت تدخل المعونات، لعل وعسى يعود اللاجئون الذين تشردوا من المخيمات السورية، وسنتمر في هذا الجهد وسنستمر في هذا الموقف، ليس لنا علاقة بما يجري، وليس لنا علاقة بالحراك العربي، إما نقول كلمة طيبة أو نصمت، وهذا هو وضعنا.
أيها الإخوة أيتها الأخوات...
بالنسبة لموضوع القدس الشريف فهي درة التاج، تحتاج إلى جهود كثيرة، وما يحصل أنه ليس فقط لا تأتي هذه الجهود إنما تعرقل، فكثيرون يدعون إلى عدم الذهاب للقدس، وأنا سمعت من قال إن زيارة القدس حرام وتطبيع، وأنا أقول إن من يحضر لتثبيت أهل القدس لا يطبع، فالقدس من دون مواطنيها لا قيمة لها تصبح حجارة فقط، والإهمال كبير للقدس، ومنذ القمتين العربيتين اللتين عقدتا في مدينة سرت الليبية، والتي تعهدوا خلالها بدعم القدس ولم يصل شيء، وأنا قلت للعقيد معمر القذافي، يا سيادة العقيد لم يدفع أحد، فأجاب ماذا أفعل أضع يدي في جيوبهم فقلت له لا ضع يدك في جيبك، مع الأسف فقد قرروا دفع 500 مليون لصندوق القدس في البنك الإسلامي ووصل منها 37 مليون فقط، ومن يريد أن يحمي القدس ويرعاها يجب أن يدعم صمود أهلها، الآن إسرائيل يمكن أن توقف الاستيطان إذا ضغط عليهم بشدة في كل الضفة من دون القدس، وأنا أقول أنه لا يوجد قدس لا توجد مفاوضات.
هذا ما كان لدينا حول قضية المفاوضات والأسرى والمصالحة العزيزة على قلوبنا والتي نأمل أن تتم بخير وأن تكون هناك نوايا طيبة لدى الجميع لدفعها إلى الأمام، ليست لدينا خيارات أخرى، الخيار الآخر هو تقسيم البلد وإقامة دولة في غزة كما يريد الإسرائيليون والحديث عن توسيع غزة بـ1600 كيلومتر، وكان الحديث عن منطقة حرة وأنا سألت الرئيس المصري السابق محمد مرسي عن هذا المشروع، فقال من أجل إخواننا في غزة، فقلت له هذا مشروع غير وطني ينهي الحل الوطني، ويرمي غزة في وجه مصر، ونسي القسم الأول وقال ماذا يعني هذا؟ كم عدد سكان قطاع غزة؟ قلت له مليون ونصف نسمة، فقال ماذا يعني نضعهم في شبرة ونحضر لهم وجبات ساخنة، فقلت له هكذا فهمتها، أيغورا أيلند هو من أحضر المشروع فكانت النية بـ 1600 كيلو متر وبدأت الكرافانات تدخل سيناء، والمشروع كان في طريقة للتنفيذ ولكنها لا دامت لهذا ولا دامت لذاك، والانقسام سينتهي وستعود الوحدة الوطنية الفلسطينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كلمة الرئيس محمود عباس في اجتماع القيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله 1/4/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
تجتمع القيادة الفلسطينية للمرة الثانية؛ لبحث القضايا الراهنة المتعلقة بالاتفاقيتين اللتين اتفقنا فيهما مع الإدارة الأمريكية، ومن خلالها مع إسرائيل، وهما: موضوع استئناف المفاوضات في شهر 7 الماضي؛ وتنتهي في شهر 9؛ وإضافة إلى ذلك، بإطلاق سراح 104 أسرى من الذين تنطبق عليهم المواصفات قبل عام 1993.
ونحن نعرف أنه أطلق سراح ثلاث دفعات؛ أما الدفعة الرابعة، فكان من المفروض أن يطلق سراحها يوم 29 الشهر الماضي. ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، وعدنا بإطلاق سراح هؤلاء الإخوة العزيزين على قلوبنا، الأحبة، الذين قدمنا من أجلهم الامتناع عن الذهاب إلى الأمم المتحدة لمدة تسعة أشهر؛ ولكن -مع الأسف الشديد- بعد أن وعدنا تسع مرات؛ في كل مرة يقال لنا: الحكومة الإسرائيلية ستجتمع من أجل إطلاق السراح، ستجتمع؛ ولكن لحتى هذه اللحظة، وكان آخر موعد هو اليوم ظهرًا، أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية لهذا الغرض؛ وبالتالي لم يحصل هذا على الإطلاق؛ فأنا عرضت الأمر على القيادة فيما يتعلق بموضوع الأسرى؛ لأننا قلنا: إذا لم يطلق سراحهم، فإننا سنبدأ بالذهاب والانتماء إلى 63 منظمة دولية واتفاقية ومعاهدة.
القيادة قدمت لها هذا الرأي؛ وكان موقفها (أن .. أن ماذا؟ ارفعوا أيديكم. اللي بدو يوافق يرفع إيدو ... المعترض... الممتنع...) القيادة وافقت بالإجماع على أن نوقع عدد من الاتفاقيات أو المنظمات أو المعاهدات؛ وهذه ستكون حوالي 12 منظمة واتفاقية ومعاهدة؛ والآن سأوقع إحداهم.
الكل خمسة عشر منظمة واتفاقية ومعاهدة؛ هذه سترسل فورًا من أجل...؛ لا اعتقد أننا بحاجة إلى جواب في معظمها؛ وإنما -إن شاء الله- سنكون أعضاء في هذه المنظمة.
نحن –بالمناسبة- لا نريد استعمال هذا الحق ضد أحد ولا في مواجهة أحد؛ ولا نريد اصطدما –بالذات- مع الإدارة الأمريكية؛ نحن نريد علاقة طيبة وجيدة مع أمريكيا؛ لأن أمريكيا تساعدنا، وبذلت جهودا كبيرة؛ والجهد الذي بذله وزير الخارجية جهد خارق خارق؛ بمعنى أنه منذ بدأنا إلى اليوم التقينا معه 39 مرة؛ فنحن لا نعمل هذا ضد أمريكا؛ ولكن ما دام أننا لم نجد طرق أخرى -علمًا بأنه هذا من حقنا، وعلما بأن أولا على آخراً؛ مثل ما قال أحد الإخوة: إحنا من حقنا.
إحنا فقط وافقنا على أن نؤجل نؤجل تسعة أشهر؛ يعني لم نوافق على إلغاء هذا الحق؛ وإنما نؤجل تمهيدًا ومساعدة وتسهيلًا للمفاوضات؛ لكن ما نراه الآن هو مماطلة ومماطلة ومماطلة؛ وبالتالي لم نجد أي مناص من أن نذهب ونوقع هذه الاتفاقيات؛ علما بأننا مصرون على الوصول إلى تسوية من خلال المفاوضات، ومن خلال المقاومة السلمية الشعبية؛ ونرفض غير ذلك؛ وسنستمر في مساعينا للوصول إلى الحل السلمي من خلال المفاوضات؛ الحل الذي يعطينا دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194.
هذا بالضبط ما نريده، ولتعيش أو لتنشأ دولة فلسطين لتعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وأمان. لن تتغير سياستنا. لن يتبدل سلوكنا. هذا هو موقفنا، برضو نحيي جهود أمريكا، ونشكرهم؛ وسنستمر في هذه الجهود اعتبارًا من الليلة. لا مانع لدينا سنستمر في هذه الجهود؛ لأنه لا مناص أمامنا إلا هذا.
شكرًا للجميع
خطاب الرئيس محمود عباس أمام القمة العربية الخامسة والعشرين المنعقدة في الكويت 25 آذار 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الأخ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي السيد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
يسرني بداية أن أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير العميق لدولة الكويت الشقيقة، أميراً وحكومة وشعباً، على ما تقدمه للشعب الفلسطيني، وعلى كرم الضيافة وحسن التنظيم والإعداد، داعين الله عز وجل أن يوفقكم يا صاحب السمو في قيادة أعمال هذه القمة. كما أتوجه بالشكر لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على استضافتها وجهودها لإنجاح القمة السابقة.
أيضا أتوجه بالشكر والتقدير إلى الأمين العام للجامعة ومساعديه وطواقم الجامعة على ما بذلوه من جهود كبيرة في الإعداد لهذه للقمة وإنجاحها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيدات والسادة،
لا نكرر كلاماً معتاداً عندما نشير إلى الظروف الخطيرة والاستثنائية التي تنعقد قمتنا فيها، فمن المؤكد أن وطننا العربي يعيش لحظة فارقة لعدة عوامل، منها عملية التغيير الانتقالية الجارية في العديد من دوله، ومنها استمرار دوامة القتل والتدمير والتشريد في الشقيقة سوريا،
ومع ذلك فإن الحل السياسي الذي نادينا به دوما ودعمناه يبقى الحل الأمثل لإنهاء هذه المحنة. ومع هذه التحديات وقبلها وبعدها يبرز تصاعد الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية التي تركز ثقلها في السنوات الأخيرة على القدس في حملة ممنهجة تستهدف شطب الهوية العربية، الإسلامية والمسيحية، للمدينة المقدسة وطمس تاريخها الذي تنطق به مقدساتها وأسوارها ومبانيها العتيقة وأبناؤها الصامدون فيها رغم الاحتلال، مؤمنين أنهم يقفون في خط الدفاع الأول عن أمتهم العربية والإسلامية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيدات والسادة،
إن الظرف الذي نجتمع فيه يفرض علينا التنبه لبذل أقصى جهد ممكن لتحقيق التوافق حول القضايا الأساس ولاعتماد خطوط عامة لتصور موحد يسهم في طرح إجابات موحدة على التحديات الماثلة، ولتقديم رؤية عربية متماسكة تفرض حضورها في النقاش الدولي حول مختلف القضايا، ولجعل المواطن العربي يثق بمؤسسة القمة، وبقدرتها على تشخيص الواقع بكل تعقيداته وإشكالاته غير المسبوقة، وصياغة الإجابات اللازمة على الأسئلة الجوهرية المطروحة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
السيدات والسادة
إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تطرح علناً قناعتها بأن ما يواجهه وطننا العربي من تحديات يفقده القدرة على الرد والتصدي، ما يفتح المجال أمامها للاستفراد بالشعب الفلسطيني .
وفي هذا السياق فإنها تقوم بتصعيد هجمة إجرامية واسعة النطاق، تستهدف في المقام الأول تكثيف عمليات الاستيطان في القدس وبقية أرض دولة فلسطين المحتلة، بجانب عمليات الهدم والاعتقال والحصار وخنق الاقتصاد الفلسطيني، وصولاً إلى فرض حل نهائي للقضية الفلسطينية وفق المواصفات والشروط الإسرائيلية.
وعندما تجاوبنا في الصيف الماضي مع الجهود المقدرة للرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير خارجيته المثابر جون كيري، لاستئناف مفاوضات السلام، فقد حرصنا على توفير متطلبات نجاحها، وباشرناها بعقول منفتحة، وإرادة إيجابية أشاد بها الراعي الأميركي.
ولكن وفي المقابل، لم توفر الحكومة الإسرائيلية فرصة إلا واستغلتها لإفشال الجهود الأميركية، وكان ذلك يتم على ثلاثة أصعدة:
الأول: محاولة تغييب أية مرجعية معتمدة لعملية السلام، كقرارات هيئات الأمم المتحدة والاتفاقات الموقعة.
الثاني: ويتمثل في تسريع عمليات الاستيطان والقتل والهدم في الأرض الفلسطينية، وعبر مسابقة الزمن نحو إكمال المشروع الأخطر، وهو التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود كما فعلوا في المسجد الإبراهيمي الشريف، وهو ما نرفضه تماماً، وننسق بشأن الحيلولة دون حدوثه مع المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة التي ترعى الاوقاف الاسلامية في القدس، وكذلك مع المملكة المغربية رئيسة لجنة القدس.
أما الصعيد الثالث فكان على طاولة المفاوضات حيث أكدت المواقف الإسرائيلية الرسمية رفض إسرائيل إنهاء الاحتلال، وسعيها لتكريسه وإدامته بصور شتى، ورفضها القبول بأي مما نراه ويراه العالم متطلبات أساس ولا غنى عنها لتحقيق سلام عادل ودائم ينهي الصراع، بل إن إسرائيل بدأت بابتداع شروط جديدة لم يسبق طرحها سابقا، كالاعتراف بها كدولة يهودية، وهو أمر نرفض مجرد مناقشته.
لقد كان موقفنا وما زال يتلخص في نقاط محددة:
أولا: إننا نريد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي المحتلة عام 1967، دولة مستقلة وسيدة على أرضها وأجوائها ومعابرها وحدودها ومائها وثرواتها.
ثانيا: حل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقا عليه وفق القرار 194، وكما نصت مبادرة السلام العربية، وذلك لتصحيح الظلم التاريخي الذي أُلحق بشعبنا في النكبة في عام 1948، ولتحقيق سلام عادل ودائم.
وفي سياق الاتصالات والمفاوضات أكدنا أننا ننتظر اقتراحات تلتزم بمرجعية قرارات الشرعية الدولية، وتكون مرفقة بجدول زمني محدد وملزم وواضح وغير قابل للتأويل، ويرتبط تنفيذه الدقيق بضمانات دولية واضحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي احتلتها عام 1967، فنحن لسنا بحاجة إلى دوامة جديدة من الاتفاقات التي تدفنها إسرائيل بجملة من الاشتراطات والتحفظات والتفسيرات والتأويلات قبل أن تقوم بالتنكر لما يترتب عليها من التزامات.
وخير مثال على ما نقول هو موقف الحكومة الإسرائيلية التي تحاول اليوم التنصل من تفاهم عقدته مع الإدارة الأميركية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لديها قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وهو ما يؤكد ما نقوله عن عدم جدية أو استعداد الحكومة الإسرائيلية للانسحاب وصنع السلام .
أصحاب الفخامة والسمو...
السيدات والسادة
إن شعبنا صامد فوق أرضه، رغم كل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ينطلق في ثباته من إيمانه بقضيته، ومستنداً إلى الدعم والتأييد من أشقائه العرب، وإذ أحيي الدول الشقيقة على مواصلة دعمها من خلال استمرار دعم الموازنة الفلسطينية، وتفعيل شبكة أمان مالي لدولة فلسطين، في ظل الممارسات الاسرائيلية الساعية للتضييق على الاقتصاد الفلسطيني وكل مناحي الحياة في الاراضي الفلسطينية وكذلك من خلال تعزيز الدعم المقدم عبر صندوقي الأقصى والقدس اللذين يديرهما البنك الإسلامي للتنمية، من أجل مواصلة تقديم الدعم للقدس وسائر الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبهذه المناسبة فإننا نتقدم بالشكر الجزيل لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الدعم المالي الاستثنائي بقيمة مائتي مليون دولار لدعم مدينة القدس وجميع المدن الفلسطينية.
وكما نثمن عالياً وفاء المملكة العربية السعودية بجميع التزاماتها تجاه دعم دولة فلسطين وفق قرارات القمم العربية، بل وقامت بمبادرات مشكورة بتقديم دعم إضافي في إطار شبكة الأمان المالي.
ونشكر دولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر على تقديم مساهمات مالية استثنائية لدعم الاقتصاد الفلسطيني، والشكر موصول لجميع الدول العربية الشقيقة على كل ما يقدمونه من دعم مالي لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وعلى صعيد آخر، فإننا ماضون دون تردد في جهودنا لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية لاستعادة وحدة الأرض والشعب والمؤسسات.
وفي هذا الإطار فإننا نؤكد من جديد، التزامنا بتنفيذ الاتفاقات الداعية إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات، وهذا ما تم الاتفاق عليه في كل من الدوحة والقاهرة، وما زلنا بانتظار نتائج الاتصالات الجارية حالياً والتي شجعنا الجميع عليها.
إننا نتألم لمعاناة أهلنا في قطاع غزة، ونعمل بكل طاقتنا لتوفير مقومات صمودهم واحتياجاتهم الأساسية، وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك، وسنستمر في سعينا لرفع الحصار الإسرائيلي عنهم، وبذل كل جهد من شأنه منع العدوان على أهلنا في القطاع.
وأود الاشارة هنا، إلى أننا نبذل أقصى ما نستطيع من جهود لتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين فرض عليهم أن يكونوا داخل دوامة العنف نتيجة الأحداث الدموية في هذا البلد الشقيق، بانتظار عودتهم وبقية لاجئينا إلى وطنهم، مع أملنا أن تنتهي سريعا محنة الشعب السوري الدامية والمتواصلة، بما يحقق تطلعاته ويحفظ وحدة وسلامة أراضيه.
أصحاب الفخامة والسمو...
السيدات والسادة
أود التقدم بالتهنئة لأشقائنا في لبنان على تشكيل الحكومة ونيلها الثقة متمنين لها النجاح لما فيه خير لبنان وشعبه الشقيق.
إن بلورة مواقف توافقية حول القضايا الرئيسة، والتزام هذا الموقف من الدول الأعضاء، سيسهم كثيراً في تعزيز القدرة على حماية الأمن القومي العربي، كما أن الإصغاء إلى متطلبات شعوبنا سيسهم في ارتياد طرق تلبي مطالبها في الديمقراطية والتنمية والتقدم.
وأود هنا أن أتوجه بالتحية إلى الشعب المصري الشقيق، وهو يواصل بثبات ورغم الإرهاب الأسود، التقدم بقوة على طريق إنجاز خارطة الطريق التي اعتمدها، وذلك بالمصادقة على الدستور الجديد، متمنين لمصر، الشقيقة الكبرى والرائدة التوفيق وهي تتجه لاستكمال عملية التحول الديمقراطي، بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
كما أتقدم بالتهنئة إلى الشعب التونسي الشقيق وقد صاغ دستوره، ويواصل استكمال انتخاب مؤسساته متمنيا له النجاح.
وكما يسعدني أن أهنيء الشعب اليمني الشقيق على نجاح حواره الوطني الشامل، وبدء تنفيذ مخرجاته، مع تمنياتنا باستكمال هذه المسيرة المعمدة بحكمة الشعب اليمني الشقيق.
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zوقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون zzz*z
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس خلال الاستقبال الشعبي بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية
رام الله 20 آذار 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الاخوات،
أيها الأخوة،
سافرنا وعدنا، سافرنا وعدنا ونحن على العهد باقون، وبالوعد متمسكون؛ فكونوا أيتها الأخوات والأخوة مطمئنين بأن النصر لنا بإذن الله، وإننا لمنتصرون. على كل حال، نحن حملنا الأمانة، ونحن على الأمانة محافظون، ولن نتخلى عنها، وأنتم تعرفون كل الظروف، وكل الأحوال، وأقول لكم: التفريط من المحال.
والسلام عليكم ورحمة الله
كلمة الرئيس محمود عباس خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض 17 آذار 2014
شكرًا سيادة الرئيس؛ شكرًا على إتاحة الفرصة هذه لنا؛ وهي فرصة تاريخية، أن نأتي هنا إلى البيت الأبيض لنتابع الجهود التي تبذلونها؛ وكذلك يبذلها السيد الوزير كيري، وهي جهود عظيمة ومثابرة من أجل الوصول إلى حل لقضية النزاع العربي الإسرائيلي.
واستغل هذه الفرصة سيادة الرئيس، لأشكركم جزيل الشكر على الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة للدولة الفلسطينية؛ من أجل أن تقف على أقدامها، وتبني مؤسساتها. أنا أؤكد ما قلتموه سيادة الرئيس، حول العمل من أجل حل قائم على أساس الشرعية الدولية، قائم على أساس 1967، حدود 67؛ ليحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة هناك وعاصمتها القدس الشرقية؛ وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين. ليس لدينا الوقت لنضيعه، الوقت ضيق جدًا، وخاصة وأننا نعيش، في الشرق الأوسط، في ظروف صعبة للغاية في محيطنا. نأمل أن نستغل وأن تستغل هذه الفرصة للوصول إلى سلام.
منذ عام 1988، وبعدها عام 1993، نحن نمد أيدينا لجيراننا الإسرائيليين، من أجل سلام عادل لهذه القضية وبسرعة قصوى؛ لأننا منذ 88 -كما قلت- اعترفنا بقرارات الشرعية الدولية؛ وكان ذلك موقفًا شجاعًا من القيادة في ذلك الوقت؛ وفي عام 1993 اعترفنا بشكل واضح بدولة إسرائيل.
سيادة الرئيس هناك اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين، من خلال الوزير كيري، حول قضية الأسرى؛ ونأمل، وكلنا أمل، بأن يطلق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى في 29 من هذا الشهر؛ لأن هذا سيعطي انطباعًا بالجدية؛ بجدية المساعي التي نعملها ككل في عملية السلام.
انا أعرف سيادة الرئيس مشاغلكم الدولية الكثيرة في أماكن مختلفة من العالم؛ ومع ذلك تخصصون أوقاتًا؛ انتم ووزير الخارجية، والأطقم التي تعمل معكم؛ من أجل الوصول إلى سلام. نحن نعول عليكم. نحن نبني على جهودكم؛ أن نصل فعلا إلى السلام في أقرب فرصة، وهذه فرصة تاريخية.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة فتح
دورة شهداء اليرموك والثبات الوطني 12 آذار 2014
في الموضوع السياسي
بدأنا مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والجانب الأميركي على أساس أن تكون لتسعة أشهر وبعد ذلك نرى ما يمكن أن يحصل.، المساعي الأميركية جاءت إثر حصولنا على دولة مراقب في الأمم المتحدة الذي أعطانا شهادة ميلاد دولة فلسطين، وأصبح يتيح لنا أن نكون أعضاء في منظمات واتفاقات ومعاهدات كثيرة في العالم، وفعلا بدأ الأميركيون مساعيهم الحميدة ويبذلون جهدا كبيرا للوصول إلى حل للقضايا الأساسية، وعلى رأسها قضية الأمن وقضية الحدود. إذا عدنا لاتفاق أوسلو هناك 6 قضايا رئيسة، التي يجب أن تبحث والتي لم تبحث منذ عام 1993 حتى عام 2008، حيث ناقشنا هذه الأمور بشكل مفصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود أولمرت.
وبعد أن عقدنا الاتفاق بأيام، عقدنا اتفاقا آخر، وهنا أريد أن أكرر أن الاتفاق الثاني لا علاقة له بالأول، خاصة أن الإسرائيليين يحاولون دائما الخلط بين الاتفاقين وبين الاتفاقات ووقف الاستيطان، الاتفاق الثاني الذي عقدناه بعد بضعة أيام، تضمن أن على إسرائيل أن تطلق سراح 104 من الأسرى الذين اعتقلوا قبل عام 1993 على دفعات أربع، مقابل ألا نذهب للأمم المتحدة خلال مدة 9 أشهر، صحيح أن الأشهر التسعة نفسها لكن هنالك فرق بين الاتفاق الأول والثاني، وبالمناسبة الاتفاق الثاني سينتهي في 29 الشهر الجاري عند إطلاق سراح الدفعة الأخيرة الرابعة، بعد ذلك ننتظر فترة حتى تنتهي المدة ولكل حادث حديث.
أما بالنسبة للمفاوضات، فالموقف الفلسطيني ثابت على أن القدس الشرقية المحتلة يجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطين.
النقطة الثانية: أن الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 عليهم الخروج منها مع تعديلات متبادلة طفيفة بالقيمة والمثل، لكن حينما نوقع الاتفاق نتفق على فترة للانسحاب وبعدها لا يتواجد أي إسرائيلي على أرضنا.
النقطة الثالثة: قضية اللاجئين، تعرفون أن القرار 194 نص على التعويض على من لا يرغب في العودة، وكان الرئيس كلينتون قدم أفكارا نحن بالجملة قبلناها وبالتفصيل وضحناها، وهي 4 قياسات، القياس الأول أن الفلسطيني الذي يريد أن يبقى مكان لجوئه يستطيع ذلك ويحصل على التعويض، ثم الفلسطيني الذي يريد أن ينتقل إلى بلد آخر يتفق مع الدولتين ويحصل أيضا على تعويض، القياس الثالث أن يعود أي فلسطيني يريد إلى دولة فلسطين، والقياس الرابع أن يعود أي فلسطيني يريد إلى دولة إسرائيل باسم حق العودة، والكل يحصل على تعويض، وأيضا الدول المضيفة لا بد أن تحصل على تعويضات، الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، هذه الدول استضافت الفلسطينيين في عام 1948 ومن حقها أن تحصل على تعويضات عما تحملته وفعلته خلال تلك الفترة التي وصلت إلى 66 عاما.
النقطة الرابعة: هي الدولة اليهودية، إسرائيل منذ سنتين أو ثلاث، رفعت لنا قضية لم تكن واردة في القضايا الأساس ولم تكن موجودة على جدول أعمالنا وهي الدولة اليهودية، وهي مصممة على أن تطلب هذا الطلب فقط من دولة فلسطين، لا تريد من أي دولة في العالم أن تعترف بها دولة يهودية، لكنهم يطلبون منا كفلسطينيين أن نعترف بالدولة اليهودية أو في صيغ أخرى دولة الشعب اليهودي، الوطن القومي لليهود، مما يعني أولا أو أخيرا الاعتراف بالدولة اليهودية، نحن قلنا التالي: نحن اعترفنا بدولة إسرائيل عام 1993 في الاعتراف المتبادل بين الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعد ذلك لم يطلب منا أحد شيئا إطلاقا، وبعد ذلك معاهدتا سلام الأولى مع مصر والثانية مع الأردن، ولم يطلب من كلا الدولتين هذا الاعتراف، فلماذا يطلب منا هذا؟
هذه القضايا التي تطرح على جدول الأعمال، وناقشناها في لقاءات لا تقل عن 35 لقاء، في شهر 4 (نيسان/ ابريل) تنتهي المدة والمفاوضات، نحن سنبقى ملتزمين في التسعة أشهر إلى أن تنتهي وعند ذلك نقرر ماذا نريد.
هناك قضية مهمة جدا وهي قضية الدفعة الرابعة من الأسرى التي يفترض أنها ستنتهي في 29 من الشهر الجاري.
هذه صورة مصغرة عن العمل السياسي والمفاوضات، آخرها كان اتصالا هاتفيا بيني وبين السيد كيري أول أمس استغرق 35 دقيقة. الاتصالات مستمرة لا تنقطع والوفود موجودة، كان وفد برئاسة الأخ صائب عريقات قبل أسبوع في الولايات المتحدة، نحن سنذهب إلى الولايات المتحدة في الـ17 من الشهر الجاري، وقبل أن نذهب ربما بعض الأخوة يذهبون لمزيد من النقاش والبحث والحوار، لنرى ماذا يمكن أن يخرج، وعلى ضوء هذا يمكن أن نتصرف، ولكن الموقف الذي قلته لكم هو موقفنا وهذا الذي نستطيع أن نقبل به، وهذا الذي يمكن أن يقبل به الشعب لأنه في النتيجة لو كلنا وافقنا والمجلس المركزي معنا واللجنة التنفيذية معنا، لا بد أن نذهب للاستفتاء الشعبي، الذي معناه أن كل فلسطيني من كندا حتى اليابان من حقه أن يقول رأيه في كل ما نصل إليه من اتفاق.
كلامنا معروف للجميع، نرجو أن نتمكن من الحصول على شيء، بالأمس الجامعة العربية أصدرت مجموعة من القرارات أهمها رفض الدولة اليهودية، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، بمعنى آخر أن الجامعة العربية تبنت موقفنا، لأن الغطاء العربي يهمنا جدا، فبدون الغطاء العربي سنكون عراة، ولكن حتى ونحن عراة لن نستسلم.
هناك قضية مهمة أخرى، وهي أن أوروبا جميعها 28 دولة قررت مقاطعة منتجات الاستيطان فقامت الدنيا علينا ولم تقعد بحجة أننا نطالب بمقاطعة إسرائيل، نحن لم نطالب بمقاطعة إسرائيل بل نطالب بمقاطعة أعمال إسرائيل غير القانونية والعدائية على أرضنا، ولكن ليست أوروبا وحدها هي التي لديها مثل هذه القضية وإنما لدينا الكثير الكثير من دول أخرى تحمل نفس المواصفات.
نحن سائرون وموقفنا ليس ضعيفا، أي أننا لسنا مكبلين ومساكين، فوضعنا جيد باستثناء الوضع الاقتصادي، وهذا يجب أن نعرفه وتحدثت فيه أكثر من مرة، عندما كنا نريد أن نذهب للأمم المتحدة في المرة الأولى والثانية قلت للأخوة إذا ذهبنا للأمم المتحدة فسنعاقب اقتصاديا، ما رأيكم؟ قالوا: نحن لها. حصل في المرة الأولى وفشلنا بمجلس الأمن، وفي المرة الثانية نجحنا في الجمعية العامة فبدأ الحصار ولكنه حصار ناعم مهذب لمدة قصيرة، والآن قد نقع تحت الحصار أو نحن واقعون تحت الحصار، ولذلك أتمنى على أخوتنا في النقابات والاتحادات وغيرها أن يراعوا الله قليلا.
وضعنا صعب. أرجو أن يفهموا هذا، فيكفي الضغوط من هنا وهناك ولا داعي لضغوط داخلية، وأرجو منكم أيها القيادات أن تفهموا إخواننا أن نصبر على هذه القضايا ونتحملها، أتمنى أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار. أمامنا شهران تقريبا من أصعب ما يمكن أن يمر علينا، لا أريد أن أخيفي عليكم، ولكن نستطيع أن نصبر وهذا ليس شعارا، ولكن حتى نستطيع أن نتحمل جميعنا العبء، حتى نستطيع أن نقلع إلى المستقبل، وأنا متأكد إن شاء الله إننا سنقلع للمستقبل.
مخيم اليرموك
مخيم اليرموك يعيش مأساة، ويستحق فعلا الوقوف والتحية، ونظرة إلى ما يعانيه هذا المخيم، الوضع فيه في منتهى الصعوبة، هناك من يعملون بشكل جدي للخروج من هذه المأساة وهم كل التنظيمات الملتزمة بمنظمة التحرير، ولكن هناك أناس لا يخافون الله أو يريدون أن ينفذوا أجندات، ودائما ذكرت وأذكر أحمد جبريل كفلسطيني وبقايا جماعة حماس في دمشق. ونحن اتفقنا ووصلنا لاتفاقات على أن يبقى في المخيم فقط مسلحون فلسطينيون غير منتمين لأحد، وتدخل طواقم هندسية وفنية وكهربائية وغيرها تنظف المخيم ونعيد الناس للمخيمات، وبهذه الأثناء نرسل لهم المعدات والمعونة والمساعدات اللازمة، لكن كلما توصلنا لاتفاق يخرج البعض ويفشله، ولا أريد أن أذكر فقط هذين الطرفين، لكن أذكر أيضا النصرة وداعش وابن تيمية. يعني كل هؤلاء الناس ليس لهم أجندة وطنية، وليس لنا مصلحة أن نكون طرفا بها، وأعلنا ذلك مرارا وتكرارا، ونأينا بأنفسنا أشهرا طويلة عن هذا الصراع، والآن هناك شهداء وجرحى ومرضى ومهجرون وجوعى وأشخاص يموتون جوعا، رغم أنكم لم تقصروا وتم جمع تبرعات وأموال، ومجلس الوزراء أقر نسبة من رواتب الموظفين لصالح مخيم اليرموك، ولدينا مبلغ سنرسله من أجل أن يأكل الناس ويشربون على الأقل، لكن الوضع مأساوي.
كنا نتمنى أن تبقى مخيماتنا كما بدأت مع بداية أحداث سوريا مفتوحة للجميع، هكذا كانت، الآن أصبح الوضع في خطر. أرسلنا وفودا إلى هناك، مثل الأخوين زكريا الأغا وأحمد ومجدلاني. نحن نريد أن نحمي أهلنا، الآن لدينا خوف من توريطنا في لبنان، يقال ضبطنا فلسطينيا راكب سيارة، ضبطنا فلسطينيا خرج من المخيم، هذا كله من أجل توريطنا، نحن لا علاقة لنا، والإخوان الذين يذهبون للبنان ولهم علاقة بالبلد يبذلون كل جهودهم لإبعادنا عن المأساة، ولكنها موجودة.
المصالحة
طبعا نحن موقفنا منذ أن بدأ الانقلاب إلى يومنا هذا، نقول كلمة واحدة: تعالوا إلى كلمة سواءـ، تعالوا إلى الانتخابات، ولكن لا فائدة.
يخرج شخص مثل محمود الزهار ويقول لو أبو مازن يتخلص من الضغط الأميركي. يا أخي جربني، لن أسمع، أميركا وإسرائيل ضد المصالحة، قالوا لنا أكثر من مرة أنهم ضد المصالحة، ولكن مصلحتنا الوطنية تقتضي أن تتم المصالحة. مصلحتنا الوطنية أن نوحد شعبنا، وأن نعيش وحدة واحدة من أجل أن نناضل لنيل حقوقنا الوطنية في الاستقلال والحرية.
عقدنا اتفاق الدوحة وعمّد في القاهرة، وقالوا (حماس) غدا أو بعد غد، ولكن بلا فائدة.
ومع ذلك يخرج شخص مثل الزهار أو غيره، ويقول الضغط الأميركي يمنع أبو مازن من المضي قدما في المصالحة.
نحن نتحداهم من هنا، إن أرادوا مصالحة نحن جاهزون. إن أرادوا انتخابات نحن جاهزون فورا، قلنا لهم 3 أشهر، قالوا نريد 6 أشهر، ووافقناهم لكن لا فائدة.
قبل أيام صدر قرار من مصر باعتبار حماس حركة محظورة، وأعتقد أن هذا القرار مؤقت يحتاج إلى تأكيد، ومع كل الاحترام والتقدير لمصر، وهي على رأسنا وفي عيوننا، لكن مصلحة فلسطين أن تنجز المصالحة.
بعثت رسالة إلى حماس قبل يومين بأنه يقال عنهم حركة محظورة، وأصبحوا الآن خارج القانون، قلنا تعالوا نحقق المصالحة قبل ما يتأكد الحكم وتتعقد الأمور، وكان الجواب: غير قادرين، لدينا خارج وداخل والقرارات مختلفة، مجلس الشورى لم يجتمع.
إنهم غير مسؤولين ولا يريدون المصالحة ولا أريد أن أقسو عليهم أكثر، ولكن السؤال الهام: إذا لم يكن هناك مصالحة قولوا لي ماذا نفعل؟
نحن هنا وبكل صدق نريد هذه المصالحة وهم لا يريدونها، ورطوا أنفسهم بالصراع الداخلي المصري، أنتم ما علاقتكم؟ حتى لو كنتم zzz*zإخوان مسلمينzzz*z، أتركوا مسافة بينكم وبينهم، لماذا تضعون أنفسكم بالواجهة ورأس حربة. طبعا هذا إذا كان فعلا ما يقال أو يسمع من مسؤولين مصريين كبار أو من الإعلام المصري بأنهم متورطون.
لماذا تورطون أنفسكم؟ علاقتكم جيدة بمصر وهي بوابتكم الوحيدة.
كما فعلوا بسوريا.. عندما بدأت الأحداث هناك قلنا لخالد مشعل انأ بنفسك، قال نحن بعيدون. أنتم لستم بعيدين، عشتم في حضن النظام السوري 15 سنة، ونحن بعيدون من النظام السوري.
هل كان ضروريا أن تسمعوا كلام يوسف القرضاوي وتورطوا أنفسكم، وتخسروا بلدا متل سوريا؟ أنا لم أوافق على سياسة سوريا، ولكن لست ضد طرف ولست مع طرف آخر، نحن موقفنا ثابت منذ بدء ما يسمى الربيع العربي، وهو الحياد.
بدأ في تونس وقلنا لا علاقة لنا. تغير النظام وزرنا هذا البلد عدة مرات، تغير النظام في ليبيا وليس لنا علاقة. تغير النظام في مصر وجاء محمد مرسي، واجتمعنا معه 3 إلى 4 مرات.
رئيس موجود عليك أن تعترف به، لا نستطيع أن نقول هذا نقاطعه وهذا لا نريده، وفي سوريا نفس الشيء ليس لنا علاقة، بل بالعكس قلنا الحل الوحيد هو السياسي، ونحن ساهمنا بوضع الأرضية لاتفاق جنيف الأول والثاني، وهذا شيء لا نخجل منه.
نلتقي مع المعارضة الداخلية والخارجية، ونلتقي مع الحكومة، لكن لغتنا واحدة، وهي أنتم مختلفون والشعب يدفع الثمن، وبالتالي عليكم أن تتصالحوا، وتنهوا شلال الدم الذي يجري في سوريا، ونتمنى عليكم ذلك، لكن حماس عضو اليد التي امتدت إليها، ما علاقتكم أنتم هل أنتم مع داعش أو النصرة، ماذا تريدون من هذه الأمور ابقوا بعيدين وكانت النتيجة المصالحة قد تأخذ وقتا طويلا.
قضية أخرى وهي مؤتمر حركة فتح، سيكون في وقته، ولكن أتمنى أن هذه الأقاليم تأتي منتخبة، والذي لن يأتي منتخبا لن يكون له دور في المؤتمر، لا أحد يقول لي الوقت ضيق. لدينا نحو خمسة أشهر نستطيع خلالها عمل كل شي. المؤتمر في شهر آب/ أغسطس، كل شيء يجب أن يكون قانونيا، وهناك لجنة من اللجنة المركزية والمجلس الثوري للإشراف على هذا المؤتمر والإعداد له جيدا من كل النواحي السياسية والتنظيمية والقانونية، ولا خروج عن القانون.
المؤتمر سيعقد في وقته من أجل أن نجدد، مررنا بأزمة، ووضعنا السياسي صعب، و يجب أن تكون الحركة قادرة على الوقوف أمام هذا الوضع السياسي الصعب.
الأخوة في المجلس الثوري ونحن معهم قرروا، ولا أدري اذا استمزجوا رأي إخواننا في اللجنة المركزية، لكن كلنا سنكون معهم، بأنه لا بد أن نكرم كل شهداء المجلس الثوري الذين مروا عليه منذ عام 1968 وحتى الآن، لأن الذين لا يحترمون تاريخهم لا يحترمون مستقبلهم، هؤلاء تاريخنا، ونحن كمؤسسة رئاسة نحاول قدر ما نستطيع تكريم كل القيادات.
ربما كثير من الناس لا يتذكرون، ولكن علينا أن نبحث من خلال السجلات أو المحاضر، لكي تعرفوا من هؤلاء الذين أنتم حللتم مكانهم وأخذتم دورهم، حتى يأتي من بعدكم بعد عشر سنين من يكرّمكم.
الوضع الحركي الداخلي
لديّ موضوع آخر، ربما لم نتطرق إليه في الماضي إلا قليلا، ولكن الآن أريد أن أتحدث به وبالتفصيل، ولكن للمرة الأخيرة، وجرى الحديث به هنا وهناك تحت مسمى محمد دحلان، ولكن العنوان ليس تحت مسمى دحلان، بل تحت مسمى الوضع الحالي الحركي الداخلي.
إخواننا، حركة فتح عندما انطلقت في عام 1965، لم تنشأ في ذلك العام، بل بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، في أماكن مختلفة من العالم على يد عدد من الأخوة، على رأسهم ياسر عرفات. إذا أردنا أن نقول من هو المؤسس نقول ياسر عرفات، وله أخوة بعضهم موجود وبعضهم استشهد، ولكن فتح نشأت في الخميسنيات، وانطلقت في عام 1965.
أساس الحركة أننا فلسطينيون نريد أن نحرر بلدنا، لا ننتمي لأحزاب، ولا لدول، ولا مخابرات، وكل من ينتمي لحزب عليه أن ينسلخ تنظيميا عن حزبه، يريد أن يبقى أفكاره قومية أو بعثية أو إسلامية يبقى، ولكن ينسلخ تنظيميا عن حزبه بحيث لا تعود له أي علاقة به، وكثيرا منا كانوا منتمين لأحزاب.
في الخميسنيات، كان يعتقد الفلسطيني أو يهيأ له أن الأحزاب هي التي تحرر فلسطين، الأحزاب تدعو الشباب الفلسطيني لينتمي إليها، انتظرنا سنة وسنتين ولم نر شيئا، وكان عدد من إخوتكم، بعضهم أحياء والآخر استشهد، كانوا إخوان مسلمين، قالوا نريد أن نقاتل، جاءهم أمر من الإرشاد قال لهم أتريدون القتال مع هذا الذي اسمه جمال عبد الناصر؟ قالوا نحن لا علاقة لنا، أرضنا محتلة ونريد أن نقاتل لاستعادتها. كانت هذه نقطة انعطاف عند الكثيرين مثل الأخ الشهيد أبو إياد والشهيد أبو جهاد والشهيد كمال عدوان والأخ أبو الأديب أطال الله في عمره. قالوا: انضمامنا للإخوان المسلمين كان من أجل القتال ولكننا تركنا الإخوان، هؤلاء كانوا نواة حركة فتح، لذلك عندما نشأت الحركة نشأت في غزة، عدد صغير، وفي الكويت عدد أكبر، وفي قطر عدد أصغر، وفي دمشق وفي الأردن وليبيا والجزائر ومصر، هكذا نشأت الحركة، ولكن عنوانها أننا نريد أن نقاتل من أجل بلدنا، ولا نريد أن ننتمي لأي نظام عربي أو فكر، فكرنا هوzzz*zفتحzzz*z، ولكن إذا ما أراد شخص أن يبقى حاملا الفكر القومي العربي فهذا شأنه الخاص.
يعني لم نبدأ كحركة عقائدية مثل الجبهة الشعبية أو الديمقراطية أو الجبهة العربية أو الصاعقة، فكنا فعلا متميزين وكنا بعيدين عن التنظيمات والأحزاب، فكنا الأوائل رغم دعم الدول لهؤلاء. حركة فتح نجحت لأنها متميزة وبعيدة عن كل الأطراف وهي صديقة للكل. من يساعدنا أهلا وسهلا، ومن لا يساعدنا شكرا له، وهكذا سرنا ولكن مرت علينا أشياء كثيرة.
في بدايتنا جاءنا أحمد جبريل وقال: أنا معكم مع الكفاح المسلح، قلنا له: أليس لك علاقات هنا أو هناك؟ قال: لا، ودخل الحركة، هو وتنظيمه، ثم ما لبث بعد أشهر قليلة أن انكشف أمره، وعلاقاته مع جهات أخرى.
ثم حصل حادث صغير عندنا ولكن ينبئ بأحداث كبيرة، وهو مقتل يوسف عرابي ومحمد حشمي، تناقشا على خلفية أن حركة فتح حركة مستقلة، وعندما تبين لحشمي بأن عرابي لم يتخل عن البعث وانتمائه، تشاجرا وقتل الاثنان.
شاب صغير كان يحمل سلاحا اسمه عبد المجيد زغموط، ومعه أبو يحيي، زكريا عبد الرحيم عضو المجلس الثوري، فقال زكريا للزغموط، أخشى أن يطلقا النار على بعضهما وهما مسلحان، ما رأيك أن نخيفهما؟ فقال كيف؟ فأجابه رصاصتين بالهواء، والشاب كان عمره 17 عاما وكان بالحرس الوطني السوري، أطلق أول رصاصة فأصابت حشمي، فقال له يوسف: قتلت أخي؟ فخشي الزغموط أن يُقتل، فأطلق النار على يوسف وقتله.
هذا أثار حفيظة النظام وحزب البعث، وتم حبس كل قيادة حركة فتح، أبو عمار وأبو جهاد وأبو صبري، وأبو علي إياد. لم يبق من قيادة فتح إلا أم جهاد، وكانت الاعتقالات بدعوى أن فتح خونة وعملاء للإخوان المسلمين.
لماذا؟ لأننا لم نكن نريد أن ننقاد معهم، وأبو عمار اعتقل قبل ذلك مرتين، بعدها اكتشفوا أنه لا يوجد تحريض من أبو عمار أو أبو جهاد، وأطلق سراحهم بعد 5 أو 6 شهور، وانتهت القصة.
بعدها ذهب أبو عمار لنسف أنابيب التابلاين، قالوا له: ماذا تفعل؟ فقال: أنسف الأنابيب، فقالوا له هذه أرضنا، فزجوا به بالسجن، فقال: ماذا أفعل؟ فقالوا خذ الأوامر منا، فقال: كيف آخذ أوامري منكم، وكيف سأقاتل ضد الإسرائيليين؟
الاعتقال الثالث، عندما ذهب إلى لبنان، وقصف هو و11 شخصا مستعمرة إسرائيلية، سجن أبو عمار، ونحن كنا متمسكين بالقرار الوطني المستقل.
قصة أخرى، كنا مختلفون حول موضوع الانطلاقة، ننطلق أو لاننطلق، في عام 1964، بصراحة عدد من القيادة لا يحبون أبو عمار ولا يصدقونه، لأنه كان كقائد لا يستطيع إعطاءك الحقيقة كاملة والا ستحبط، وجرى نقاش حول أن ننطلق أو لا ننطلق، وقرار الانطلاق كان في 1-9-1964. اختلفنا، عقلانيون قالوا لا نستطيع أن نبدأ إلا عندما تكون لدينا استعدادات كاملة، وآخرون متسرعون قالوا نريد أن نطلق الرصاصة الأولى.
سأتحدث عن نفسي. أنا كنت مقتنعا بياسر عرفات، مقتنعا بأنه كان جادا ووهب حياته للعمل، اتخذنا القرار وانطلقنا، وبقي الخلاف قائما. عام 1966 حدثت قصة عرابي، قالوا: لن نستطيع الاستمرار، أنتم أمام أمرين: إما نحن أو ياسر عرفات، وهؤلاء كانوا عددا من المفكرين والوطنيين والمؤسسين.
كنت أنا وأبو إياد، قلنا: نحن نتمنى أن نكون جميعا معا، فقالوا: لا إما معنا أو مع ياسر عرفات، فقلنا نحن مع ياسر عرفات، وهم خرجوا من فتح، ومنهم: عادل عبد الكريم، وعبد الله الدنان، ومنير سويد، وهم أناس شرفاء ومحترمون، واستمرت المسيرة، ولليوم لم يصدر منهم شيء ضد الحركة. يحترمون أنفسهم وحركتهم ويعتزون بأنهم أسسوا الحركة.
لا قيود في حركة فتح، يدخل الأعضاء ويخرجون بإرادتهم. الحركة ليست حديدية، لا تحكم بالحديد والنار ولا تحكم بعقيدة، تحب العمل فيها أهلا وسهلا.
أذكر في أزمة سنة 1970، كنا في درعا، وأنا كنت في الشام وأريد الذهاب إلى درعا، وأبو ماهر في عمّان، وجاء عبد الله الدنان ومعه سلاح كلاشنكوف، وقال: أريد أن أدافع عن الحركة، فهذا نمط مما حصل، هناك نمط آخر.
في الكويت ظهرت مجموعة أطلق عليها الجناح المنشق، يعني لا يعجبهم الوضع ولا يعجبهم الحال، كان يترأس هذا الجناح فتحي عرفات شقيق ياسر عرفات، ومعه فتحي مسودة، وأبو أكرم، وأبو صلاح الأطرش، وأبو سكران.
وأخوكم أبو إياد من النوع المقنع، الذي إذا جلست معه تحترمه وتقتنع منه، قلت له: ماذا ستفعل؟ قال: لا تخف، وكان مقيما في فندق في الشام، وبعد 15 يوما قال لي: عادوا كلهم إلا مسودة بقي خارج الحركة، ولم نسمع عنه وأظن أنه توفي، وأبو عبيدة توفي رحمه الله.
وانتهت هذه الحركة الصغيرة، وفتحي عرفات من أشرف المناضلين في حركة فتح، ونحن سنكرمه بوسام هو وأبو رؤوف، لأن أبو رؤوف هو معلمهم جميعا، ولا أدري لمَ جاء بهذا الأمر، ولكن انتهت.
أنا غبت عن الحركة مرتين، وأنتم لا تعرفون هذا الكلام، واحدة استمرت سنتين، قلت: لا أريد أن أعمل في الحركة، ولكن أتحدث عن الحركة بسوء، لم أنتقد ولم أشتم.
كان العراقيون يريدون استيعابنا وأن نكون معهم بأي شكل كان. كان بينهم وبين السوريين تنافسا، أخطأوا معنا فرفعنا النغمة معهم، وقسونا عليهم، فخرجوا لنا بأبو نضال، سفيرنا ومعتمدنا في العراق. أبو نضال كان في بغداد، كان مدير مكتب ومعتمد إقليم، وعضو مجلس ثوري.
حتى عندما اغتال عصام السرطاوي، كان جنبه من؟ شمعون بيريز. الاغتيالات استهدفت السفراء، والتعليمات كانت تأتي من العراق وصديقنا الحالي طارق عزيز. المهم، عمل لصالح العراق وباع نفسه للعراق. في حادثتين قتل اثنين من الإمارات، أحدهما اسمه سيف غباش، والثاني خليفة مبارك، قتل غباش بالخطأ، كان يريد قتل عبد الحليم خدام، فقتل غباش، سفير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، ألمع شب في الإمارات.
طبعا اتهمنا نحن الفلسطينيين، واحتجنا وقتا طويلا لنقنع الناس أن أبو نضال يعمل لصالح العراق، عميل باع نفسه للعراق. بعد عدة سنوات قتل خليفة المبارك، ابن مفتى الإمارات، كان سفيرا في باريس. الخلاصة أن هؤلاء عندما ينشقون يعملون عملاء لدولة ما.
أبو نضال وجماعته من جهة، ظهر شخص آخر من ليبيا وهو فلسطيني، كلٌ يريد حصانا في الساحة الفلسطينية. سوريا لديها الصاعقة، والعراق لديها الجبهة العربية، وخرج شخص اسمه عبد الغفور أبو محمود المالية، أحمد عبد الغفور، أعلن أنه فتح المقاتلة المناضلة. كله مقابل المال، وليبيا تشغله كما تشاء. قالوا له: أبو نضال قتل خليفة المبارك آل خليفة لأن العراقيين على خلاف مع الإمارات، وكانت ليبيا على خلاف مع المغرب. وبناء على طلب ليبي أرسل أبو محمود عدة شبان من جماعته وحصلوا على سلاح من السفارة الليبية وأطلقوا النار على وزيرين مغربين.
كان أبو محمود بندقية للإيجار، ولكن لم يستمر طويلا، تقرر قتله فقتل في 24 ساعة، قتل في لبنان وانتهت ظاهرته، ولو قتل أبو نضال في حينه لانتهت ظاهرته، ولكن مع الأسف استمر حتى قتل أو قتل نفسه، لا أدري.
قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، بدأوا يلعبون في صفوف الشباب، خاصة العسكريين، هذا ياسر عرفات خائن، هذا جاسوس، وكل التهم على ياسر عرفات، هذا دكتاتور. أقسم بشرفي أنني لم أشعر يوما أن ياسر عرفات دكتاتور.
جاء الاجتياح وانتهى، وبعده نحو شهرين أو ثلاثة، بدأوا بمضايقتنا، يحتلون المكاتب، ويقتلون ويضربون الناس، منهم عز الدين الشريف، وتخلصوا منا في سوريا ولبنان، وأطلقوا على أنفسهم فتح الانتفاضة، منهم أبو صالح، وقدري، وأبو موسى، وأبو خالد، وأبو أكرم، وإلياس شوفاني، كلهم أعضاء في المجلس الثوري، واثنان من اللجنة المركزية.
ماذا تريدون؟ قالوا: الإصلاح. طبعا سوريا هي من تقف وراءهم وتدعمهم، وبدأت تعطيهم أملاكنا، وهم يبيعونها كلها، ونحن خرجنا إلى تونس.
بعضنا احتج لماذا ذهبنا إلى تونس لأننا ابتعدنا عن خط التماس، ولكن القصة ليست خط تماس ولكن قصة إرادة. هم في الشام ولم يفعلوا شيئا، إلا بأمر، هؤلاء الذين حاصروا أبو عمار وأبو جهاد في طرابلس، وكان معهما نبيل أبو ردينة، وأحمد عبد الرحمن، وسلطان أبو العينين، وعلاء حسني.
من الذي كان يحاربهم؟ سوريا وإسرائيل وأحمد جبري.، السلاح الليبي مع جبريل، وسوريا لقتل هذه الظاهرة.
نجا أبو عمار، وظاهرة أبو موسى انتهت، وانتهوا كلهم على مزبلة التاريخ، وباعتبار أننا الآن محترمون عند إخواننا السوريين، فإننا نسترد أملاكنا الآن.
أذكر أن السوريين دعوني على غداء للرئيس السوري بشار الأسد، فجاءني نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وقال لي: الرئيس يهديك السلام، ويتمنى عليك أن يدعو أبو موسى. قال لي: أبو مازن أرجوك، الرجل (أبو موسى) ميت، قد يعيش اليوم ولا يعيش غدا. لا تصافحه حتى، فقط دعه يجلس، فحزنت عليه، وقلت دعه يأتي.
هؤلاء انتهوا ونحن سنسترد أملاكنا التي سرقوها قبل 30 إلى 35 عاما. كادوا أن يسرقوا مدينة الشهداء التي تساوي مليار دولار، وكادوا أن يبيعوها ولكن الحمد الله لم يتم ذلك.
هذه نهاية أبو موسى وغيره، وكل من يخرج من ثوبه يتعرى، لسنا حركة حديدية، هذا تاريخي وتاريخك يا أبو ماهر، ويجب أن نتعظ منه، فتح حركة نحرص عليها كحرصنا على عيوننا وأبنائنا، لأنها رفعت رؤوسنا.
ماذا يربطني بكم؟ إنها فتح بما تمثله من نضال وشهداء وأسرى وجرحى وإصرار على أن هذه الثوابت التي نتفق عليها، وليس بأوامر من الخارج، وصائب عريقات يعرف كم كانت تأتينا أوامر من الخارج خلال السنوات الماضية.
نحن لا نأخذ أوامر من أحد، أوامرنا تأتينا منكم. قد نختلف مع بعضنا، ولكننا فتحاويون، ونعمل من أجل الحركة.
ظاهرة جديدة نتحدث فيها لأول مرة وآخر مرة، وهي الدحلان. الدحلان كما تعرفون حقق معه الطيب عبد الرحيم، وحكم بلعاوي، والسبب ما جرى في غزة، وكانت نتيجة التحقيق طرده من عمله كمستشار للأمن القومي، والسبب الثابت في التحقيق أنه كان متفاهما مع حماس، على أن يعملوا معا، وكان الوسيط بينهما ابن نزار ريان، ولكن قبل الانقلاب بشهر بعثوا (حماس) رسالة له، وقالوا لسنا بحاجة لك، أخرج أنت وجماعتك ونحن نتدبر الأمر، فخرج هو وجماعته، وحدث الانقلاب.
هذه المعلومات نتيجة تحقيق، والذي أكدت نتائجه على ضرورة إقالة دحلان، فقلنا سنطلب منه أن يستقيل، وأرسلت له رسالة مع ياسر عبد ربه، بأن هناك قرار بطردك والأفضل أن تستقيل. فاستقال وانتهي الأمر، واتخذت إجراءات بحق الآخرين.
هذا القرار الذي اتخذته لجنة الطيب عبد الرحيم، التي ضمت 6 أو 7 من المجلس الثوري، بعدها تم تشكيل لجنة تحقيق أخرى برئاسة حكم بلعاوي وتوصلت إلى نفس النتيجة.
عندما أجرى التحقيق عزام وأنهاه، كانت النتيجة أن هناك 6 قتلوا بإيعاز من دحلان، وهم محمد أبو شعبان، وأسعد صفطاوي، قتلا ونحن بالخارج، وكل إخواننا في تونس وهم من القطاع يعرفون هذه القصة، وكادت تكون فتنة بين أبناء القطاع، احتواها أبو عمار، وقال لا نريد فتنة في تونس.
ثم بعد ذلك قتل كل من: هشام مكي، وخليل الزبن، ونعيم أبو سيف، وخالد محمود شحدة، وهو شرطي.
لماذا قتل هشام مكي؟ كان لسانه طويلا ويتكلم كثيرا، مكي كان يقول على المكشوف، الثالوث الجواسيس، أنا سمعته عشرين مرة. من هم؟ خالد إسلام، ومحمد دحلان، وحسن عصفور.
قتل مكي، وهناك تحقيق موجود وموثق، خليل الزبن من أقرب المقربين لياسر عرفات، قتل في الوقت الذي كانت تخرج فيه مظاهرات ضد ياسر عرفات، ومقالات في الصحف ضد ياسر عرفات، وتهديد لياسر عرفات.
في شهر 4 (نيسان) 2004 في صحيفة البيان الإماراتية، يقول دحلان إن مهمة عرفات انتهت ولا بد من جيل جديد، أيضا سفيان أبو زايدة قال نفس الكلام zzz*zأبو عمار لم يعد رمزاzzz*z ، وهذا في 19-7-2004، احفظوا التواريخ.
فايسغلاس قال في إحدى الصحف إن لدحلان علاقات وثيقة مع اثني:، آفي ديختر وعاموس جلعاد، الأول يريد استعمال القوة مع الفلسطينيين، هذا في 8-8-2004.
وفي 31-7-2004 في الشرق الأوسط، دحلان يقول zzz*zإذا لم يجر إصلاحات فإننا سنستأنف المظاهرات والاحتجاجات للمطالبة بمكافحة الفساد، وسنكتل فتح لو كلفنا ذلك رقابنا.
وفي 6-8-2004 في الشرق الأوسط أيضا، دحلان ينتهز فرصة وصول أبو عمار إلى 75 سنة، ويطلب من أبو علي شاهين مصالحة ياسر عرفات.
إذن كانت مظاهرات ومطالبات بالإصلاح وتصريحات علنية بأن أبو عمار انتهت مدته ويجب أن ينتهي، ولم يعد يصلح، ولا بد من جيل جديد.
سأسرد قصصا أخرى، جبريل الرجوب في 2002، طلبه عمر سليمان، وقال له بالحرف الواحد، لو دعاك دحلان إياك أن تشرب عنده فنجان قهوة، إياك.
بعدها عقدت لقاءات بين خالد إسلام ومحمد دحلان، ومروان البرغوثي، ودحلان يقول لهم: نريد أن نتفق من هو الرئيس القادم، فقال له مروان: إذا صار ما صار، نحن نلتزم بصندوق الاقتراع. جبريل اختلف معهما لأسباب أخرى، وكانت النتيجة أن مقر الأمن الوقائي نسف، ومروان البرغوثي دخل السجن، وأنا أقول إضافة إلى ذلك، قالوا لتوفيق (الطيراوي) غادر البلد، ومن أبلغه بذلك هو دحلان، وحادث ضرب مقر جبريل، كان خالد إسلام في المصعد مع سمير صبيحات، وقال له: المطعم راح، مطعم صاحبك انتهى.
كل هذا الكلام في 2002 و2003 و2004، سؤال سألته لتوفيق وأعيده الآن، من قتل ياسر عرفات؟ هذه ليست إثباتات، وإنما شواهد تستحق النظر إليها، خاصة أننا حائرون من الذي أوصل السم لعرفات.
ظاهرات علنية، ثم تأتي مرحلة الاعتذار، ولا أعرف من كان حاضرا الاعتذار، أظن عزام (الأحمد)، جاء وقبّل يده، من أجل أن يخفي شيئا، ولكن الأحداث التي جرت كلها شواهد. مظاهرات في غزة ضد ياسر عرفات لماذا؟ وما معنى ذلك؟ ثم حديث للصحف بأن الرجل (عرفات) انتهى، ولا بد من جيل جديد، ولم يعد رمزا ولم يعد كذا.
قصة أخرى لا نريد الحديث عنها الآن، بعض السلوكيات في كامب ديفيد هناك كثير أحياء، نبيل شعث، صائب عريقات، نبيل أبو ردينة، أبو علاء، كلهم، قبل الذهاب بأسبوعين جاءنا الأميركان وقالوا: هيا سنأخذكم إلى كامب ديفيد، فقال لهم أبو عمار: دعونا نحضر أنفسنا، فقالوا: أي تحضير؟ فأجابهم: نتفاوض، فقالوا لا ضرورة للتحضير.توجه وفد إلى السويد، وجرى ما جرى بينهم، وجاءوا إلى كامب ديفيد، وبالطريق بدأوا بإقناع صائب عريقات: أنت رجل وطني أم لا؟ فقال طبعا وطني، فقالوا يجب أن تمشي معنا. القدس نعطي فيها بيتا لأبو عمار، رمزيا، واليهود فوق يصلون بالساحة فقط، ونعطيكم 90 بالمئة من الأرض، على أن يكون هناك 5 محطات على نهر الأردن دائمة إلى الأبد، و3 محطات إنذار مبكر على التلال، واللاجئين انسوا موضوعهم كليا.
عندما كنا في كامب ديفيد، تصوروا المنظر، أبو عمار أعطوه فيلا في الوسط، وأنا أقمت في مبنى إلى جانبه، على ناحية اليمين الأميركان والإسرائيليون والثلاثة: محمد دحلان وخالد اسلام وحسن عصفور، والجهة الثانية الوفد الفلسطيني، صائب، ونبيل، ونبيل، وعبد ربه، وأكرم هنية.
أقول لكم: لم نلتق معهم مرة واحدة، وكان الأميركان والإسرائيليين يأتون بالأفكار، وهم (دحلان وإسلام وعصفور) يقنعون أبو عمار بالليل: إن لم نقبل بما عرض علينا سنخسر.
في اليوم السادس عشر غادرت كامب ديفيد إلى رام الله لحضور زفاف ابني، أمضيت ليلة أو ليلتين، وأنا في المطار التقيت بشخصين، قالا: ما الأمر؟ قلت هناك مؤامرة على الشعب الفلسطيني يقودها الثلاثة، وتفاصيلها كذا وكذا، ونشرت في القدس العربي في ذلك الوقت، مؤامرة من الثلاثة، يريدون إنهاء قضيتنا.
أمضينا يومين أو ثلاثة مع أبو عمار، وقال ما رأيكم: فأجبنا مستحيل أن نقبل. إن كان هناك تبادل أراضي صغير بالقيمة والمثل لا بأس، لكن 90 مقابل واحد يعني 540 كيلومتر مربع تنتزع من الضفة الغربية، مقابل 50 أو 60 كيلومتر مربع تعطى إلينا. كذلك القدس لا شيء، واللاجئون أيضا.، بعدها خرج خالد إسلام ليقول إن أبو عمار من أجل أن يكون صلاح الدين باع شارع صلاح الدين في القدس.
هذا الكلام كان واضحا، ماذا جرى في كامب ديفيد، أنا اليوم اضطررت للحديث عن ذلك، لأنه جزء من التاريخ يجب ألا نخفيه.
يضاف إلى ذلك ما يسمى التخابر. عزام الأحمد ذهب إلى لبنان، فقال له وليد جنبلاط: تشغّلون جواسيس معكم؟ أشخاص من عندكم، موجودون بالجنوب اللبناني ويقدمون معلومات لإسرائيل عن مواقع حزب الله، وكذلك في سيناء شخص اسمه يوسف عيسى مع مجموعة للتبليغ عن مواقع لحماس في 2008. فقال عزام: من أعطى هذه الأشياء، فقال جنبلاط: شخص اسمه اللينو، فسأله من مع اللينو؟ فقال: مجموعة تابعة لمحمد دحلان.
عندما حدثت الحرب الليبية، كان دحلان على صلة وعلاقة مع سيف الإسلام ومدير مكتبه محمد إسماعيل، فطلبا منه سلاحا من الإسرائيليين، من خلال ليبرومان وابن شارون ومارتن شلاف، الذين لهم علاقة مع خالد سلام، الذين هم أيضا من عملو الكزينوا معه في أريحا، فأحضروا السلاح من إسرائيل ليذهبوا به إلى اليونان أولا لكن السلاح لم يصل وهم (دحلان وسلام) حصلوا على حصتهم من المبلغ، ثم اتصل دحلان بشخص وقال له نريد قبة حديدية لليبيا من إسرائيل، وسنحصل على ملبغ جميل.
وعندما كان يوسي بيلين وزيراً للعدل، طلب منه دحلان وخالد سلام الدفاع عن أفيغدور ليبرمان وعن أرييه درعي المتهمين بقضايا فساد، وقالا نريد تبرئتهما وهذا طلب من أبو عمار. طبعا أنا متأكد مليون في المئة أن أبو عمار لا يمكن أن يطلب هذا الطلب باسمه. ذهب يوسي بيلين وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقال: معقول ياسر عرفات يطلب تبرئة لبيرمان، فأجابه هذا ما أبلغت به، فقال إنسَ الموضوع. هذه رسالة مكتوبة عندي ا من شخص من شخص من خارج فتح بلّغ فيها من يوسي بيلين.
قضية أخرى، تذكرون حصار كنيسة المهد، أتحدى العثور على أي ورقة عن نتائج هذا الحصار، أُبرمت صفقة مع الإسرائيليين على طرد المحاصرين فلسطين، وهذه أول مرة تحصل عندنا، وجاءت حماس فاعتبرتها سابقة فطردت 120 واحدا إلى غزة ومصر وقطر والأردن وتركيا. خرجوا وللآن لم يعودوا، وهذه الصفقة لا يوجد بها ورقة واحدة، كيف صارت؟؟ لا أحد يعلم. أبو عمار كان محاصرا لكن هم الذين كانوا يتفاوضون مع الإسرائيليين.
في الدفعة الأولى من إطلاق سراح الأسرى القدامى، قال الإسرائيليون إن واحدا من الـ26 سيتم إبعاده خارج الضفة. أين سيتم إبعاده؟ قالوا: إلى أي مكان تريدون. فقلت إن لم يعد إلى بيته تلغى الصفقة. إما الأسرى الـ26 إلى بيوتهم أو لا أحد. راحوا وعادوا وراحوا وعادوا، وأخيرا أطلقوا سراح الجميع.
الآن قصة جديدة، بحثت معي قبل أربعة أو خمسة أشهر بأن الأسرى الـ14 من فلسطينيي 1948، يطلق سراحهم إلى الضفة الغربية ويتنازلوا عن الجنسية الإسرائيلية، فقلت: والله أنا أعز ما عندي الجنسية الإسرائيلية، قالوا كيف أعز ما عندك؟ قلت: هل أطلب من شخص لديه الجنسية أن يتنازل عنها؟ لن أقول له ذلك ولن أسمح به أيضا. يجب أن يعود إلى بيته وبلده في إسرائيل. فقالوا: ليذهبوا إلى غزة. قلت: لا إلى غزة ولا أي مكان في العالم.
حادثة أخرى أيضا شهد عليها عزام الأحمد، المحاولة الأولى لاغتيال صلاح شحادة في غزة. جاء دحلان وقال: صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق، وبعد دقائق سمع انفجار ضخم، فراح دحلان للخارج وعاد وقال: نجا ابن الـ(ـ..)، ترك البيت قبل دقيقتين من استهدافه.
ومن القصص المالية صندوق الاستثمار. أقسم بالله جاءني دحلان وقال: لا نريد تسليم الصندوق كله. دعنا نبقي 150 إلى 200 مليون، لماذا نسلّم كل المبلغ لأبو عمار. قلت: كيف لا تسلم كامل المبلغ ولماذا؟ مع الأسف هذه ثغرة لدينا لأن أبو عمار كان يثق بخالد سلام ولا يعرف ماذا يدخل للصندوق وماذا يخرج منه، ولا أدري ما هي المبالغ التي احتفظوا بها، إضافة للحصمة والمعابر والشركات، هذه شركات والبنوك الإسرائيلية كلها مثبتة لدينا في وثائق.
أيضا يوم الانسحاب أخذ دحلان من أبو علاء مبلغ 20 مليون دولار، وأبو علاء حي يرزق، أين ذهبت الملايين؟
في 2004 كان سيتم بيع الاتصالات لنجيب سويرس، وكان عمر سليمان يضغط من أجل إتمام الصفقة، كل شي على المكشوف، وأخيرا تمت الصفقة بأقل من ثلث قيمتها الحقيقية، ورغم هذا اكتشفنا أنه يوجد مبلغ 46 مليون دولار مختفيا، فجاء محمد مصطفى وبدأ العمل في صندوق الاستثمار، وبعد خمس سنوات في المحاكم حصلنا على أربعين مليونا من أصل 46.
إضافة إلى هذا قيل إن هناك مبلغ 20 مليون دولار مشاريع في العراق مع أحد الأشخاص؟ وعندما سئل عن ذلك قال نعم، أعطاني إياه خالد سلام.
هذه الأموال كثيرة وكثير الحديث عنها، لن أدخل في تفاصيلها، ثروات ضخمة ذهبت، طبعا خالد سلام حكم عليه بمبلغ مالي وسجن.
سمعنا أن هناك لجنة التكافل الأسري مساعدة من دولة الإمارات، وبناء عليه توجه إلى أبو ظبي وفد، كان فيه ماجد أبو شمالة وأشرف جمعة وعلاء ياغي، ومن حماس البردويل والأشقر، ومن الجهاد خالد البطش. ذهبوا وعادوا. يوم عاد ماجد إلى غزة واستقبل استقبال الأبطال اجتمعت لجنة التكافل. قالوا: وصلنا مبلغ ربع مليون دولار، قال ماجد للأشقر، المسؤول المالي، لدي فقط 120 أو 130 ألفا، فسأله عن الباقي، والباقي، فقال: صرفتهم في الضفة، فقالوا له أنت لص، واختلفوا.
بعدها خرجوا بفكرة العرس الجماعي. قالوا هذا تبرع من الإمارات.. قطر عندما تريد بترول لغزة تطلب منا أن نشتريه ونرسله لغزة. ما يهمني ألا تستمر معاناة أهلنا في غزة. لكن لماذا الإمارات لا تقدم المساعدات من خلالنا؟ أنا لا أعرف وليس لديّ أي ملاحظة على الإمارات.
عندما عرضت علينا فكرة العرس الجماعي، بعض الشباب هنا في الضفة رفضوا الفكرة من أساسها، وقالوا لا علاقة لنا بالأمر. وأنا قلت ستتم أقامة العرس الجماعي، وتم ذلك فعلا بمشاركة 218 عريسا و218 عروسا في الضفة و50 عريسا و50 عروسا في غزة. سألنا عن أموال العرس، فقالوا غير موجودة، تبين بعد ذلك وجود مبلغ 190 ألف دولار في البنك.
والسؤال: هل هو هذا هو المبلغ أم هذا ما تبقى منه، أو ما تبقى بعد السرقة؟ لا أعرف، لكن مع الأسف الشديد يقال لنا أنتم رفضتم التكافل وأنتم رفضتم العرس الجماعي وأخذتم الأموال. والله لم نرَ لا أبيض ولا أسود. من أخذ النقود وأين ذهبت؟ اكتشفنا فيما بعد مبلغ 190 ألف دولار في البنك.
إذن هذا هو موضوع العرس الجماعي، لم يكتفوا بسرقة الأموال بل اتهمونا فيها، وأننا أغلقنا الجمعية.
دحلان رفع عليّ قضية في إسرائيل، في إسرائيل من قبل زكي، تتحدث المذكرة والدعوى عن ممارسات السلطة وفسادها وخرقها لحقوق الإنسان، مما عرضها لانتقادات حادة من المنظمات الإسرائيلية والدولية، الدعوة عندي، يتحدث دحلان عن قائمة بأسماء فتح وقيادات فلسطينية تحتج على طرده.
هذه من المذكرة التفسيرية التي بعثوها وهو من كتبها من أجل الشكوى ضدي، كما يتحدث عن اعتقال 16 شخصاً من أتباعه. ما هذه القصة؟ إذا كل واحد لديه أتباع في الحركة، أو كل واحد يقبل على نفسه أن يكون تابعا يجب أن يكون خارج الحركة.
إغلاق وسائل الاعلام التي تدعمه، بأي حق يكون لك وسائل إعلام تدعمك وتدعم غيرك؟
المحكمة الإسرائيلية، المحامي يطلب إلغاء الإجراءات غير القانونية ضد دحلان، وإنهاء خروقات حقوق الإنسان. يا الله قلب المحامي الإسرائيلي علينا ومعنا! هم من يخترق حقوق الإنسان. أنا أفهم هذا القاضي، كيف لا يخجل على نفسه ويحمل هكذا مطالب، أنا عطل القضاء الفلسطيني والتعويض ضد دحلان وأتباعه عن الأضرار، والسماح لدحلان بالعودة إلى الوطن؟ لم نمنع أحداً ودحلان البلد بلده، البلد بلده ويستطيع أن يأتي في أي وقت، لأن القانون الدولي يحرم على أي دولة وعلى أي سلطة أن تمنع مواطناً من الدخول إلى وطنه، أو طرده من وطنه.
مثلما حصل في كنيسة المهد لا يجوز، لا يجوز أن تقبل أن توقع على إبعاد شخص عن وطنه. طلبوا من توفيق مغادرة وطنه. يدّعي أن طلبت وساطات كثيرة، ولكنني أتحدى أن أكون طلبت من أحد أن يتدخل. محمد دحلان طرد من فتح، طرد من اللجنة المركزية، انتهى أمره وأنا قلت لكل الناس أنه طرد، انتهى. لا وساطة ولا غيرها. دحلان لن يعود إلى فتح وهو مطرود.
ذهب دحلان إلى مصر واستقبله عبد الفتاح السيسي، وسألوني فقلت: يستقبله السيسي، يستقبله عدلي منصور هم أحرارا، فقيل لنا: هو استقبل لأنه جاء ممثلا لدولة. ذهب وقال للبنانيين zzz*zالسيسي في جيبي، وإن أردتم دعما أو سلاحا أنا جاهزzzz*z.
أنا أعرف السيسي، يعني بطل من أبطال مصر، ومن أبطال الأمة العربية، وهذا لا أحد ينكره عليه وما قام به معجزة.
الآن دحلان انتهى، نحن أبناء اليوم، من يحب أن يكون مع دحلان فله ذلك، من يريد الاتصال به، أو يأخذ أموالا منه، أو يزوره في zzz*zسيشلzzz*z فليفعل ما يشاء. كما قلت لكم: من يريد أن يدخل في فتح فليدخل ومن يريد الخروج فليخرج، ولكن على الأقل يقول للحرس إنه خارج أو داخل. ومنذ الآن عليكم الاختيار بين وحدة هذه الحركة وكرامتها أو غير ذلك، لكن هنا وهناك لا.
لم يكن لدينا داخل حركة فتح هذا التناحر، كنا نختلف وكان أبو عمار وأبو إياد يتماسكان باليدين، لكن داخل الغرفة، نتقاتل ونتصايح لكن خارج البيت نحن أبناء هذه الحركة.
ليس لديّ أي مانع أن يقول أي عضو بمنتهى الرجولة أنا مقتنع بهذا الرجل، أنا مقتنع بهذا البطل وأريد أن أخرج، لكن منذ اليوم أيضا لن نحاسب أحدا عن الماضي. من يريد أن يبقى أهلا وسهلا به، لكن عليه مراقبة سلوكه. نحن لسنا أي حركة، لو كنا حركة أي كلام لاندثرنا، ونحن وقت اللزوم على قلب رجل واحد، ونحن على قلب رجل واحد وسنبقى على قلب رجل واحد، نحن في هذه الحركة منذ عشرات السنين، وسنستمر حتى يتحقق النصر، ولا أحد قادر على تحقيق النصر غير هذه الحركة الموحدة المتماسكة البعيدة عن كل الضغوطات في العالم.
أقسم بالله لو أخبرتكم عن الضغوط التي تعرضت لها خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، لأشفقتم على حالي، ولكني أسعى لتحقيق شيء لوطني، لا أريد شيئا. عمري 79 سنة، ولست مستعدا أن أنهي حياتي بخيانة، ولست مستعدا أن أسمح بالإساءة لحركة فتح، أنا واحد ممن أسسوها ومعنا أبو الأديب، وأبو اللطف، نحن من أسس هذه الحركة هذه ابننا، صارت حفيدنا، ولد الولد أغلى من الولد، لن نتخلى عنها ولن نسمح لأحد أن يسيء إليها أو يمزقها أو يلعب فيها أو يبيعها لأي بلد في العالم.
شكراً
كلمة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"
أثناء استقباله وفد من طلبة الجامعات والكليات الإسرائيلية، ونشطاء سلام وسياسيين إسرائيليين
رام الله / 16/2/2014
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نبدأ أي حديث أو لقاء بكلمة السلام، والمحبة ونعتقد أن لديكم نفس الثقافة والتعبير ونفس الكلمات.
سعيد اليوم بهذا اللقاء، وأشكر كل الشكر من عمل من أجله. كان مقررا أن يعقد منذ فترة طويلة ولكن مع الأسف هناك ظروف صعبة مرت أجلته لدرجة أن البعض اتهموني بأنني لا أريد مثل هذا اللقاء.
في الواقع كنت أتطلع إليه بشغف لألتقي مع جيل الشباب، الجيل الذي نعمل هذه الأيام من أجل مستقبله ومن أجل أن تعيشوا بأمن واستقرار في هذه المنطقة، وفي هذا العالم، هذا الجيل يقابله في المجتمع الفلسطيني جيل آخر يشبهه في كل شيء، في السعي إلى السلام، لذلك أنا حريص على هذا اللقاء، وأنا متأكد بعد بضع سنوات ستكونون ممثلين للشعب الإسرائيلي في الكنيست، وحتى إن لم نكن توصلنا إلى السلام، فإنكم ستدعمونه لأنه لا مفر منه.
لا يوجد حل آخر في هذه المنطقة إلا السلام، والسلام لا يأتي إلا من خلال الحوار والمفاوضات والتعرف على بعضنا البعض، وسياسات بعضنا البعض لنعيش بأمن وسلام، جيرانا في دولتين مستقلتين في هذه المنطقة.
هذا الحل سيأتي باعتراف كل الدول العربية والإسلامية، لأن مجرد أن شاهدت هذه الدول السلام الفلسطيني- الإسرائيلي ستهرع وبسرعة لكي تطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل، وهذه ليست تمنيات وإنما واقع، لأن المبادرة العربية للسلام تقول بأن هذه الدول العربية والإسلامية عليها تطبيع علاقاتها مع إسرائيل عندما يحل السلام، لذلك يجب أن نرى أهمية السلام، لكي لا نكون في جزيرة صغيرة، وإنما السلام يمتد من موريتانيا حتى اندونيسيا، وهذه هي رغبتنا وهذا هو الأمل الذي نسعى لنحققه كي تكون المنطقة على علاقات طيبة مع جميع أنحاء العالم، لنقول لا للحروب والعداء بعد اليوم، ولنفتح صفحة من أجل حياة جديدة لهذا الجيل من الشباب الفلسطيني والإسرائيلي.
الجهد من أجل السلام ليس رفاهية، وإنما هو لبناء مستقبل متين قوي، لذلك يجب أن لا نضيع هذه الفرصة، وأن لا ندعها تضيع من بين أيدينا.
نتكلم معكم بنفس اللغة ونفس الكلمات التي نتكلم بها مع الحكومات الأميركية والأوروبية والعربية والإسلامية، في كل الاجتماعات السرية والعلنية، ليس لدينا لغتان، وسنقول لكم موقفنا بكل حقيقة وصراحة ووضوح.
نحن نقول أي سلام يجب أن يكون مبنيا على الشرعية الدولية التي أنشأت دولة إسرائيل، فدولة إسرائيل قامت على أساس قرار صادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة، نحن الآن ما نطالب به هو تطبيق الشرعية الدولية.
إذا رجعنا لاتفاق أوسلو فإننا نجد أن الشرعية الدولية هي الأساس، وهي التي يجب أن نبني عليها، ثم بعد ذلك نقول إن الدولة الفلسطينية تقوم على أساس حدود عام 1967، ثم نقول إن هناك قضايا الوضع النهائي يجب وضعها على الطاولة لنحلها حلاً مبنيا على أساس الشرعية الدولية.
لقد تفاوضنا كثيرا، البداية كانت في اتفاق أوسلو الذي قد لا يعجب البعض، ولكنه وضع الأساس واللبنة الأولى من أجل السلام، ووضع هذه النقاط، ثم كانت هناك عراقيل كثيرة، ولكن في نهاية الاتفاق تم اعتراف متبادل بين المرحوم ياسر عرفات ويتسحاق رابين، وهذا الاعتراف ينص على أن الفلسطينيين يعترفون بدولة إسرائيل.
تعثرت المفاوضات كثيرا إلى أن وصلت إلى مفاوضات أولمرت الشهيرة، التي مع الأسف الشديد سقطت في لحظاتها الأخيرة.. وتعرفون لماذا سقطت.
قد يقول البعض إن أبو مازن رفض، ولكن أولمرت يقول إن أبو مازن لم يرفض، بل على العكس كنا خلال 8 أشهر نناقش كل القضايا ونقترب ونتبعد من الحل، ولكن في اللحظة الأخيرة سقط اولمرت، واضطررنا إلى أن نعود إلى دائرة الصفر، وهذا غير موجود في تقاليد دول العالم، لأن الحكومة التي تبدأ شيئا ولا تكمله، تأتي الحكومة التي وراءها لتكمله، ولكننا اضطررنا مع الحكومة الإسرائيلية الحالية أن نعود إلى الصفر.
قبل أن أقول ما هو الموقف الفلسطيني، أريد أن أقول ما هي التنازلات التي قدمناها تمهيداً لعملية السلام-
قلنا إن حدود الدولة الفلسطينية هي على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967، وقلنا لا مانع من إجراء تبادل طفيف بالقيمة والمثل في الأراضي لتسهيل بند تحديد الحدود، وكان هذا تنازلا منا، ثم قيل إن إسرائيل حساسة جدا تجاه الأمن، نقدر هذه الحساسية وإن إسرائيل خائفة من المستقبل وخائفة من التطرف أيضا لا بأس، لنأتي بطرف ثالث يأتي إلى أرضنا من أجل أن يحمي الأمن في المنطقة، لنا وللإسرائيليين، قبلنا أن يكون الطرف الثالث هو حلف الناتو، وقلت لأولمرت أقترح أن يكون حلف الناتو هو الموجود لأنهم حلفاؤكم ليحمي الأمن هنا وهناك وتطمئن إسرائيل لأمنها ومستقبلها.
قضية اللاجئين: هناك دعاية تقول إن أبو مازن يريد أن يعيد إلى إسرائيل 5 ملايين لاجئ لتدمير دولة اسرائيل، هذا الكلام لم يحصل إطلاقاُ، كل الذي قلناه هو تعالوا لنضع ملف اللاجئين على الطاولة لأنها قضية حساسة يجب حلها لنضع حداً للصراع، ولكي يكون اللاجئون راضين عن اتفاق السلام. لكن لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لنغير تركيبتها السكانية، هذا كلام هراء وما يقال في الصحافة الإسرائيلية هو غير صحيح.
على الأقل لنضع المشكلة على الطاولة لنحلها بالحلول الخلاقة، لذلك عندما جاءت المبادرة العربية للسلام في بيروت في 2002 والتي قادتها السعودية، والتي تعتبر أهم وأعظم مبادرة للسلام منذ عام 1948.
تقول إن الدول العربية والإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل إذا انسحبت من الأراضي المحتلة، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، والحل سيكون بالتفاهم والاتفاق مع الإسرائيليين.
عندما نقول حلا عادلا ومتفقا عليه معناه أن لا أحد يفرض على أحد حلاً، ولكن عندما يكون الحل بتوافق الجميع يكون مرضيا. لذلك لا يجوز ان نغمض أعيننا عن حقيقة ونقول إنها غير موجودة، لذلك يجب أن نحلها.
إذن هذه تسهيلات قدمناها وليست مواقف، لأننا عندما نقدم شيئا يتم وضعه بالجيب ويقولون نريد غيره، وينسى ما قدمناه، وهذا ما قاله كيري zzz*zكل ما قدم الفلسطينيون تنازلات تضعونها في الجيب وتريدون المزيدzzz*z.
هذه التنازلات لن نتراجع عنها، وهي أصبحت حقيقة واقعة ومستعدون للتفاوض على أساسها، ولكن ليس أن يقولوا إنها مواقف فلسطينية ويجب تقديم تنازلات أكثر.
القرار الذي حصلنا عليه في الأمم المتحدة يقول إن الأراضي التي احتلت عام 1967 هي أراض فلسطينية، وأن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين، وهذا قرار أممي يجب علينا أن نلتزم به.
هناك أكثر من 10 قرارات أممية حول الاستيطان، تدعو لإزالته واجتثاثه، وأنتم تقولون هذه أرضنا نريد أن نبني عليها، فكيف تريدني أن أعمل سلاما معكم، عندما تبني هنا في بيت ايل وتقول هذه أرضي، أين تريد أن أبني الدولة الفلسطينية؟ لا يجوز ذلك. هناك شرعية دولية في العالم الآن، الحروب العالمية انتهت، وهناك سلام، أعطني الشرعية الدولية وأنا مستعد أن أتعامل معك حتى النهاية، وأن أبني معك سلاما خاصة أن ثقافة السلام هي الشائعة بين الشعب الفلسطيني، وليس ثقافة الحرب. عندما تسألون الشباب الفلسطيني ماذا تريد يقول أريد سلاماً عادلاً، ولكن هناك الشباب الصغار تسأله ماذا تريد، يقول إن الاستيطان مستشرٍ في كل مكان فأين سنبني دولتنا؟ فنحن مع دولة واحدة، ولكن نحن نقول لهم zzz*zلاzzz*z نحن التزمنا بحل الدولتين وسنستمر بهذا الالتزام ولن نتراجع عنه.
ولكن أرجو أن لا توصلونا لحد اليأس، وحد الكفر بالسلام، نحن نريد أن نثبتهم دائما على السلام ومحبة الآخر، وهذا ما نقصد به ثقافة السلام، لا نريد العودة للحروب والعودة إلى العنف، وهذا لا نريده، يجب أن تساعدونا لنصل إلى السلام.
عندما نتحدث بصراحة عن القدس الشرقية نقول: القدس الشرقية أرض محتلة عام 1967 نريدها عاصمة لدولة فلسطين، ولكن لا نريد إعادة تقسيم القدس، فالقدس مفتوحة نبنى هنا بلدية وهناك بلدية إسرائيلية وفوقهما جسم من أجل أن ينسق بينهما، فأين الخطأ في هذا؟ هذه هي بداية التعايش الحقيقي بين الشعبين.
ثم نتحدث عن الحدود، تعالوا نحددها وفق تبادلية معقولة بالقيمة والمثل، أين هو الخطأ؟ في كل الدول عندما يكون تبادلية بالنسبة للأراضي تراعى حقوق الطرفين، يؤخذ من هنا ويأخذ من هناك، وليس من طرف واحد فهذا لا يجوز، لن نستطيع أن نتعايش مع مبدأ أعطني.. أعطني.. هذه أرضي.. لا... هذه ليست أرضك وهي أرض محتلة حسب القانون الدولي.
منحنا القرار 6719 الذي حصلنا عليه من الأمم المتحدة حقوقا وامتيازات كثيرة، لم نستعملها حتى الآن لأننا نريد أن نصل إلى حل من خلال مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي نقدرها ونقدر جهود الرئيس بارك أوباما، ونعرف أنهما يريدان الحصول على السلام لذلك علينا أن نساعدهما لذلك توقفنا عن فعل شيء بالقرار الأممي الذي أتمنى أن تقرؤوه هو والمبادرة العربية للسلام التي عمرها أكثر من 13 سنة ونشرناها في الصحافة الإسرائيلية والراديو والشوارع.
هناك قضايا تثار بين الفينة والأخرى، كقضية التحريض الفلسطيني zzz*z الفلسطينيون يحرضون ضدنا، الكتب المدرسية مليئة بالتحريض والتلفزيونzzz*z وهذا كلام صحيح وموجود، وناقشناه قبل 14 عاما واتفقنا على تشكيل لجنة ثلاثية: إسرائيلية-فلسطينية- أميركية، تبحث أين التحريض من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعليهم أن يزيلوه فورا.
لا أريد تبادل التهم، أنا أقول عندي تحريض تعال لنناقشه، أحد المسؤولين الإسرائيليين قال لماذا تشكل لجنة ثلاثية، فعلى أبو مازن أن يزيل التحريض أين وجد، بالمقابل على السيد نتنياهو حيث يرى التحريض أن يزيله ولكن من الحكم في هذا، وأنا لا أطالب بحكم منا أو حليف لنا بل نطالب بالطرف الأميركي لتقول هنا تحريض يجب إزالته، إذا مسألة بسيطة يمكن حلها، ولكن لا يجب أن تكون شماعة نعلق عليها أي موقف، والتحريض يجب إزالته سواء كان هناك اتفاق سلام أو لم يكن، مع وجود مفاوضات سلام أو لم يوجد، لان التحريض جرثومة تعكر الأجواء وتقتل الرغبة بالسلام، ونحن من 13 عاما نقول تعالوا نزيل التحريض ولكن للأسف لم نسمع أي إجابة.
هناك قضية أخرى، وهي قضية المياه، عندما كنا نتحاور مع أولمرت حللناها بكلمة واحدة وهي zzz*zالمياه حسب القانون الدوليzzz*z، موافق؟ نعم موافق. تعال لنطبق القانون الدولي.
الآن تغير الكلام وأصبحوا يقولون (الإسرائيليون) zzz*zالمياه التي تنزل هنا لنا والتي تنزل هناك لنا، ونؤمن لكم تحلية مياه من البحرzzz*z كيف يجوز ذلك، مياه الأمطار التي تنزل في الأرض الفلسطينية تأخذها.. لماذا؟.
حصة الفرد الفلسطيني من المياه بلغت 73 لتراً، بينما في الجانب الإسرائيلي 242 لتراً، فيما يستهلك المستوطن في الضفة الغربية ما يزيد عن 800 لتر، أي 12 ضعف ما هو متاح للفرد الفلسطيني لماذا؟ نحن بشر مثلكم نحتاج للمياه للشرب والزراعة والري، فلماذا 12 ضعفا حصة الإسرائيلي عن المواطن الفلسطيني؟.
المناطق المصنفة zzz*zجzzz*z والتي تبلغ حوالي 61 % من مساحة الضفة، لا يزيد استخدام الفرد فيها عن 17 لترا بينما يحصل المستوطنون في الأغوار على 32 مليون متر مكعب من المياه سنويا، أليس هذا تمييزا؟
في المستقبل هناك حرب اسمها حرب المياه، تعال لنتفق مع بعضنا لمواجهة ندرة المياه في العالم، وأن نعمل سوية وأن نزرع سوية وأن نشرب سوية، لأننا بشر مثلنا مثلكم.
هناك قضية سريعة، وهي قضية النوادي الرياضية ومنع إسرائيل للرياضيين الفلسطينيين من التحرك، لماذا يمنع الرياضي الفلسطيني من التحرك، هم لا يحملون الصواريخ أو البنادق، هم يحملون كرة.
البعض لا يعجبه عندما أقول لا أريد دولة مسلحة، نحن نريد حسب ما ورد في اتفاق أوسلو zzz*zقوة شرطية قويةzzz*z وهذا دليل على أننا لا نريد القتال والحرب وأيدينا ممدودة للسلام، لا نريد رؤية الحروب والنووي والصواريخ، بل نريد السلام والمحبة والأخلاق الحسنة، نريد مكان الجدار جسورا للسلام والصداقة والعلاقات الطيبة، لماذا هذا الحائط zzz*z ألا يذكركم بشيء ما في التاريخzzz*z لا نريده هنا.
هناك من يقول إن أبو مازن ينكر المحرقة، كيف أنكر المحرقة؟ يقولون كتب كتابا ينكر فيه المحرقة، فأقول لهم هل قرأتم كتابي، يقولون لا سمعنا بذلك، فأقول إنني أرّخت في كتابي هذه المحرقة، وأعرف أن ملايين اليهود قتلوا بالمحرقة، وقلت في كتابي بالنص وهذا مذكور في القران الكريم zzz*zمن قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاzzz*z، بمعنى أن لو قتل يهودي واحد على أيدي النازية فكأنما قتل الناس جميعا.
وهذا مكتوب في كتابي، فكيف تقولون أنني أنكر المحرقة، ويخرج وزير الخارجية الإسرائيلي ويقول أبو مازن يمارس الإرهاب الدبلوماسي، فقولوا لي ما هو الإرهاب الدبلوماسي، وآخر المصطلحات أن أبو مازن أكبر وأعنف رجل لاسامي في العالم، لماذا؟ ماذا تعني لاسامي، أنا أعترف بدولة إسرائيل، وأتعايش معها، أين اللاسامية خاصتي، أنا لا أترك مكانا في العالم أذهب إليه إلا أقابل قيادة الجاليات اليهودية، في واشنطن في لندن في جنوب إفريقيا وأميركا اللاتينية وباريس وكندا، نريد أن نعمل السلام معكم، ونلتقي مع الجميع ونقدر الجميع وجهود الجميع من أجل السلام، ثم يقال هذا رجل لا سامي، الذي يقول هذا الكلام بصراحة لا يريد السلام، ليس لدينا شريك وأنا أمد يدي للسلام ونحن جالسون على طاولة المفاوضات ونعمل من أجل السلام ونريده، أتحدى أن يكون هناك شخص بالعالم يقول أننا وضعنا عراقيل في طريق السلام، لكن أعطني حقي ولا تقهرني، لأن المقهور ممكن يقبل وبعد عام يرفض، أعطني العدل لنعيش في عدل ومساواة ولا فضل لأحد على أحد، عندما نسمع مثل هذه المواقف والكلام نصاب بالمرارة، ليس هذا ما نريده.
في عام 1993 اعترف أبو عمار بدولة إسرائيل، منذ ذلك التاريخ وحتى 2009 كنا نقول دائما نحن نعترف بدولة إسرائيل، ثم جاءوا بنغمة جديدة وهي الدولة اليهودية، يجب عليك أنت شخصيا أن تعترف بدولة إسرائيل، لماذا؟ من أجل أن نعمل سلاما، أنت عملت سلاما مع مصر لماذا لم تطالبها بالاعتراف بالدولة اليهودية، ومع الأردن كذلك، لماذا تريده منا نحن؟ نحن نقول لكم، اذهبوا إلى الأمم المتحدة وأطلق على نفسك التسمية كما تريد. اذهب للجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم طلب، وقل zzz*zأسمي نفسي بما أريدzzz*z، وخذ قرارا أمميا ونحن سننصاع له، فلماذا تطلبه مني أليس لتعرقل عملية السلام!
أولمرت لم يطلب الاعتراف بيهودية الدولة، وفي أوسلو لم يطلب منا، فإذا كنت أريد تعطيل عملية السلام أقدر أن أطرح مليون قضية، ولكن أنا قدمت تسهيلات من أجل أن أسهل عملية السلام، نحن نريد سلاما عادلا ودائما بين فلسطين وإسرائيل، ونحن فقط من يجلب السلام لإسرائيل من خلال 57 دولة عربية وإسلامية.
من خلال جولاتي في العالم، ونحن لا نخبئ شيئا أمامكم، وأنا أتحدى أي شخص بعد 10 سنوات يقول أن لغتنا اختلفت، وهذا هو الذي عندنا ولغتنا واحدة مع الجميع، مع قيادة الشعب الفلسطيني وشبابه وقيادة الشعب الإسرائيلي وشبابه، لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه، لأننا نحب أن نصل إلى السلام ونأمل أن لا نفوت الفرصة، وأن لا تضيع الفرصة، الكرة الآن في ملعبكم، فأوراقنا مفتوحة وطلباتنا مفتوحة، وأتحدى أن تقولوا هذا ليس شرعيا أو قانونيا، نحن نتفاوض لمدة 9 أشهر تنتهي في شهر نيسان، فإذا لم يتحقق السلام وأضع خطاً أحمر تحت ما أقوله zzz*zلن نعود إلى العنف، لكن ضعوا أنفسكم مكاننا وقولوا لنا ماذا نفعلzzz*z؟
شكرا لكم
كلمة الرئيس محمود عباس الاختتامية في الدورة العشرين للجنة القدس
في مدينة مراكش المغربية
18/1/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي صاحب الجلالة الملك محمد السادس،
معالي الأخ الدكتور إياد أمين مدني
معالي الاخ الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري،
الإخوة أصحاب السمو،
الاخوة أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
لا يسعني في ختام هذا الاجتماع إلا أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر الجزيل، معرباً عن بالغ الإحترام وعميق التقدير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مواقف الدعم والمناصرة الأخوية الثابتة والمبدئية لفلسطين وشعبها، وللقدس وأهلها ومقدساتها على طريق تمكين شعبنا من إحقاق حقوقه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما نتوجه بصادق الشكر والعرفان الأخوي للدول أعضاء لجنة القدس ومعالي الوزراء ورؤساء الوفود، ولوكالة بيت مال القدس والقائمين عليها، والشكر موصول لجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، وأمينها العام، وللضيوف والحضور الكرام كافة، مثمنين عالياً الجهد المبذول في الأعداد والتنظيم لهذا المؤتمر الهام.
وكما نعرب عن تقديرنا الكبير للقرارات التي صدرت عن هذا المؤتمر، والتي نحن على يقين تام بأنها ستسهم في دعم القدس وحقوق شعبنا وأمتنا في أرضنا ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية.
ومن هنا أود التأكيد على أن القدس أولى القبلتين، وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين هي درة فلسطين الخالدة، ومفتاح السلام العادل والمنشود، مجدداً التعبير على تمسكنا بخيار السلام العادل، الذي يؤمن الحرية والسيادة والاستقلال الناجز لشعبنا ويخرج منطقتنا من دوامة العنف والنزاع نحو آفاق السلام الذي تريده شعوبنا، لتنعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء.
وختاماً اسمحوا لي يا جلالة الملك تسليمكم نسخة من التقرير الاخير للانتهاكات الاسرائيلية في مدينة القدس بصفتكم رئيساً للجنة القدس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب رئيس دولة فلسطين أمام اجتماع الدورة العشرين للجنة القدس في مراكش في 17/1/ 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى* بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
صدق الله العظيم
صاحب الجلالة الأخ الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس،
معالي الأخ الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي بدايةً أن أعبرَ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس عن جزيل الشكر لحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة مثمنين في ذات الوقت دعوتكم الكريمة، لانعقاد لجنة القدس.
ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نشيد بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة المغربية الشقيقة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دفاعاً عن القدس الشريف، وعن هويتها العربية الإسلامية، فأنتم يا صاحب الجلالة إنما تسيرون في ذلك على نهج المغفور له والدكم، صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني.
وكما نشيد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لدعم صمود أهلنا في فلسطين والقدس، كما نشكر جميع قادة الدول العربية والإسلامية على مواقفهم في الدفاع عن القدس ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وهنا تجدر الإشادة بدور المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لرعايته للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وسعيه الحثيث دائماً من أجل حمايتها.
كما نود الإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، في تنفيذ عدد من المشاريع، التي ساهمت في التخفيف عن أهلنا في القدس ودعم صمودهم.
وبهذه المناسبة، نقدم الشكر الجزيل للمملكة المغربية، وللدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لمساهمتهم في ميزانية وكالة بيت مال القدس، وندعوهم للاستمرار قي تقديم الدعم اللازم للوكالة، لتمكينها من أداء دورها النبيل في القيام بالمزيد من المشاريع والبرامج، وفق ما تقرره الدول الأعضاء.
أخي صاحب الجلالة،
الإخوة والأخوات جميعا،
لم يسبق أن كان الخطر يحدق بالقدس كما يحدق بها اليوم، لم يكن الأقصى في مرمى التهديد كما هو الآن، ونحن نجتمع اليوم في لحظة دقيقة جداً واستثنائية، تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض، وما تواجهه من تحدياتٍ وأخطارٍ من غير المسموح تجاهلها وعدم التصدي العملي لها .
إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، في تنفيذ ما تعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال.
وتمثلت ذروة هذه المعركة في الأشهر الأخيرة بالسعي الإسرائيلي اليومي لتحقيق ما يطلق عليه الاقتسام المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك، بحيث يستباح أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وساحاته أمام صلاة اليهود، وفي صباح كل يوم تقريباً خلال الشهور الماضية يتصدى مواطنونا ببسالة لاقتحامات من أفراد جيش الاحتلال وشرطته والمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لا تخفي مخططاتها العدوانية والتدميرية للحرم القدسي الشريف.
أخي صاحب الجلالة،
الأخوات والإخوة،
إن سلطات الاحتلال تواصل العمل لتحقيق هدفها النهائي المتمثل بتهويد القدس بالعمل على عدة محاور تشمل أولاً: محاولة تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، وإحلالِ مشهدٍ مُغايرٍ يخدم أوهامَ الخُرافاتِ وغَطرسةَ القوة، متوهمين أنهم بِحُكْم القوة الغاشمة تلك قادرون على ابتداع تاريخ وتثبيت مزاعم، وإلغاء حقائق دينية وتاريخية راسخة.
وفي هذا السياق تشهد القدس تسارعاً غيرَ مسبوقٍ في الهجمة الاستيطانية، وتواصلاً في هدم البيوت التي تحمل رمزية تاريخية، وبناء المستوطنات في أكثر من موقع على أراضٍ تم الاستيلاء عليها من المواطنين، وفي نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري، وبطوقٍ من المستوطنات لِعزلِ المدينةِ عن محيطها في الضفة الغربية.
وفي محورٍ آخر يواصل الاحتلال استكمال خطة التطهير العرقي، عبر تنفيذ مخططٍ هدفهُ دفعُ المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية ورفض مَنحِ رُخصٍ لبناء البيوت، والقيام بهدمِ البيوت التي ترى أنها بُنيت دون موافقتها، ومصادرةِ هويات المقدسيين وحرمانهم من الإقامة في مسقط رأسهم.
إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي، بكل ما يعنيه ذلك، ضد المواطنين الفلسطينيين، لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات.
وعلى محورٍ ثالث تعمل سلطات الاحتلال على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام وفي كل العصور عنوانا للازدِهار ومركزا رئيسا للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنة للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين.
فإضافةً إلى تطويق القدس بسلسلةِ مستوطناتٍ وبجدارِ الفصلِ لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، تنصب سلطات الاحتلال الحواجز الدائمة، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواءً كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم إلا بتصاريح يكون الحصول عليها مستحيلا لغالبية المواطنين.
لقد ولد وكَبُرَ في فلسطين، أيتها السيدات والسادة، جيل ليس بإمكانه التوجه لزيارة مدينته المقدسة، التي تبعد عن مدينته أو قريته أو مخيمه مسافة يمكن قطعها في بضع دقائق أو في ساعة من أبعد الأماكن.
لذلك كله نشدد على جسامة الأخطار التي تتهدد القدس والأقصى هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ مضى وعلى حجمِ المسؤوليةِ الملقاة على عاتقنا للدفاع عن المدينة المقدسة.
صاحب الجلالة،
أصحاب المعالي والسعادة،
في هذه اللحظة الدقيقة التي نجتازها نخوض أيضا غمار مفاوضات صعبة برعاية الإدارة الأميركية بهدف التوصل إلى السلام العادل المنشود.
وفي هذا السياق فقد تمسكنا بثوابتنا الوطنية التي هي أيضا الثوابت التي دعمتها وتبنتها القمم العربية والإسلامية .
وقد أكدنا على الدوام حرصنا على تحقيق سلامٍ عادلٍ يقوم على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاٍ على أساس القرار 194 كما نصت مبادرة السلام العربية.
وأكدنا أننا نرفض أن تكون المفاوضات غطاءً لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرضنا، وأن دولة فلسطين التي أصبحت عبر تأييد عالمي كاسح تتمتع بمكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة ستلجأ لاستخدام الوسائل القانونية والدبلوماسية والسياسية إضافة إلى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة هذه الإجراءات الإسرائيلية.
وقد رفضنا بحسم محاولات إسرائيل تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول الأعمال، وأوضحنا أن لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
كما أبرزنا تمسكنا الصارم بسيادة دولة فلسطين على كل ذرة من ترابها وحدودها وثرواتها الطبيعية وأجوائها، ورفضنا لأي وجود عسكري إسرائيلي على أراضيها.
كما أننا أكدنا ومن حيث المبدأ رفضنا القاطع لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فبجانب أننا لا نقبل أبداً المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية، وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، فإننا وفي الأساس نرفض محاولة شطب روايتنا التاريخية ومحو ذاكرتنا الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ باغتيال حقائقه الراسخة .
وفي الوقت الذي نؤكد تمسكنا بمتطلبات الحل العادل فإن سلطات الاحتلال تواصل ارتكاب الممارسات والمواقف التي تهدف لإفشال الجهود السلمية وتعزيز احتلال الأرض الفلسطينية الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على فرص السلام وعلى الاستقرار في المنطقة.
صاحب الجلالة،
أصحاب المعالي والسعادة،
في مواجهة تحديات اللحظة وأخطارها نثق أننا سنخرج من هذا الاجتماع بما يسهم بقوة في الدفاع عن القدس والأقصى.
وفي البداية أؤكد أنه ينبغي علينا أن نركز على أن تكون القدس العُنوانَ المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم.
وفي الوقت نفسه يجب السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ومساعدة مختلف قطاعات الاقتصاد في القدس للبقاء والنمو والتطور لدعم صمود المقدسيين .
كما تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس.
إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المُستَهدَفَيْن بالاستئصال، وسيُذَكِّر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي. وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان.
صاحب الجلالة،
السيدات والسادة،
إن رسالة أهلنا في القدس إليكم تقول: نحن أهل الأرض المقدسة، أهل الرباط، نُدرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ويُشرفنا حفظ الأمانة التي أودِعنا إياها، ولنا الفخر أننا نقف في قلب المعركة وفى خط الدفاع الأول عن القدس.
فالقدس هي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، والقلب النابض لوطننا عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة.
عهدنا ثابت كما هو دائما لله العلي القدير، ثم لأشقائنا العرب والمسلمين والمسيحيين، ونُؤكد لكم أننا صامدون هنا، راسخون هنا، كنا هنا، وسنبقى هنا نحمي قُدسُنا، وحتما سيأتي يوم حريتنا واستقلالنا.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته