خطابات الرئيس محمود عباس "أبو مازن" 2013

كلمة مسجلة للرئيس محمود عباس في الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات zzz*zأبو عمّارzzz*z

بسم الله الرحمن الرحيم
 zzz*zمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاzzz*z.
                                                             

صدق الله العظيم


 
يا أبناء شعبنا الفلسطيني، يا أبناء أمتنا العربية،
ويا أحرار وشرفاء العالم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إذ نستذكر اليوم قائدنا الراحل ياسر عرفات، فإنه يمر في ذاكرتنا شريط زاخر لصور قادتنا وشهدائنا الكرام الذين مضوا إلى جنات الخلد، من أجل حرية وطنهم وشعبهم واستقلالهما، وفي الذكرى التاسعة هذه، فإننا نجدد العهد للقائد الشهيد الرمز أبو عمار، ولرفاق الدرب جميعاً، بأننا لن نحيد عن النهج الذي وضعناه معا، منذ البدايات الأولى لانطلاقة ثورتنا، والتي أقسمنا بأن نمضي بها إلى غاياتها في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 
فقر عيناً يا أخي أبا عمار، وثقوا أيها الشهداء، بأننا على العهد باقون، فراية فلسطين ستبقى تخفق عالية، وأجيالنا تتلاقفها لتمضي بها نحو الحرية، ولترفعها فوق أسوار القدس، ومآذن القدس، وكنائسها، فالقدس هي مفتاح السلام، وعنوان التعايش، وهي عاصمتنا الأبدية.
 
أبناء شعبنا، الأخوات والإخوة،

أعوام مرت على رحيل أخي ورفيق دربي ياسر عرفات، وما زال الوصول إلى الحقيقة في ملابسات رحيله هو هدفنا، وبذات الثبات والقوة والتصميم. وفي هذه المناسبة، أجدد التزامنا بواجبنا الوطني ومسؤوليتنا كقيادة لهذا الشعب العظيم بالاستمرار في البحث عن الحقيقة كاملة، مهما كانت التعقيدات والعقبات، فمن حقنا أن نعرف الحقيقة.
 
وهذا التزام وحق لا يسقط بالتقادم، وإنا على ثقة كاملة أن لجنة التحقيق والتي لها كل الدعم والمساندة منا، ستصل إلى الحقيقة التي سنعلنها عندئذ لشعبنا كاملة.
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
يا أبناء شعبنا في كل مكان،

منذ اللحظة الأولى لتحملنا أعباء المسؤولية، عاهدنا الله ثم شعبنا على السير على ذات النهج الذي اختطه الراحل الشهيد أبو عمار، والتمسك بالثوابت الوطنية، وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل مكان.
 
ومن ناحية أخرى، فنحن متمسكون بالوحدة الوطنية وبإنهاء الانقسام وبالعودة إلى الشعب ليمارس حقه الديمقراطي في انتخابات حرة ونزيهة، ورفع الحصار الظالم والجائر عن أبناء شعبنا في غزة الباسلة.
 
كما سنواصل عملنا بتفان للحفاظ على مقدساتنا المسيحية والإسلامية وحماية أهلنا في القدس وتعزيز صمودهم فيها، ودرء ما يعانيه أقصانا من مخاطر جدية، وما يتعرض له أهلنا مسيحيون ومسلمون من ضغوط، لإجبارهم بشتى الوسائل والأساليب العنصرية على الهجرة.
 
ونؤكد لأهلنا في الشتات أيضا، بأننا سنظل نعمل من أجل تجسيد حقهم وحل قضيتهم وفق القرار 194، ومبادرة السلام العربية، فأمن المواطن الفلسطيني حيثما وجد، هو إحدى أولوياتنا التي نعمل بإخلاص على صونها، ونؤكد لأهلنا في الشتات بأننا نبذل كل ما نستطيع لحمايتهم، وتخفيف معاناتهم، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، ونحرص على تجنيبهم  ويلات الصراعات، ونحثهم على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الشقيقة التي تشهد حراكات مختلفة. 

هذا وإن قضية أسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية هي شغلنا الشاغل، وأعدهم، وأكرر الوعد، بمواصلة بذل أقصى الجهود، وعلى المستويات كافة، من أجل التسريع في إطلاق سراحهم جميعا، واستكمال إطلاق سراح قدامى الأسرى منذ ما قبل عام 1994، وأهنئ من تحرر منهم مؤخرا وأهنئ عائلاتهم وأهنئ شعبنا بأسره.
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،

 رغم العقبات والعراقيل التي تضعها إسرائيل في وجه بناء مؤسساتنا ونمو اقتصادنا، فقد قطعنا شوطاً يعتد به في إقامة مؤسسات الدولة، ووسعنا دائرة علاقاتنا الدولية، وقد ثبتت صحة نهجنا وخطابنا السياسي، الأمر الذي دفع بعض القادة الإسرائيليين لاتهامنا بشن، ما أسموه، إرهابا دبلوماسيا، أو بأننا العقبة الأساس أمام مخططاتهم، وسيظل ردنا على ذلك بأننا مستمرون في الدفاع عن حقوقنا المشروعة، وفق القانون الدولي، وبحقنا المشروع في العمل السياسي والدبلوماسي، والمقاومة الشعبية السلمية، ومتمسكون بثوابتنا الوطنية، وبكل ذرة تراب من أرضنا، وعلى الأخص في قدسنا الشريف، عاصمتنا الأبدية.
 
رغم كل ما يقومون به من استيطان غير مسبوق في أرض الدولة الفلسطينية، وإجراءات لتهويد مدينة القدس، فهم يعلمون، والجميع يعلم، بأن الاستيطان غير شرعي من البداية للنهاية، وهو باطل.

أبناء شعبنا، الأخوات والإخوة،

 مع نهاية العام الماضي، وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعد جهود مضنية خضناها بدعم من شعبنا، وبمساندة عربية ودولية واسعة، تمكنا من تكريس الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، لتكون عضواً مراقباً فيها، وبذلك بات جلياً للعالم أجمع أن أرض دولتنا هي على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وهي أرض دولة تحت الاحتلال، الواجب إنهاؤه ورحيله عنها، وليست أرضا متنازع عليها.
 
وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه صنع السلام، وتكف عن وضع العراقيل والمعوقات، التي من شأنها أن تقوض الجهود المبذولة، وعلى رأسها الاستيطان وممارسات المستوطنين العدائية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم والاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
 
إننا نتطلع لتحقيق سلام عادل وشامل تنعم بثماره شعوب المنطقة كافة، ومن هنا نؤكد مجدداً، بأننا لا نقبل الدولة ذات الحدود المؤقتة، أو الانخراط في ترتيبات انتقالية، فهدفنا الوصول لمعاهدة سلام نهائي، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
 
ونحن إذ نقف بالقرب من ضريحك، أيها القائد الشهيد الرمز، فإننا نجدد العهد ونكرر القسم، بأن نواصل المسيرة حتى النصر، وأن نظل أوفياء لأحلامك وأحلام كل شهدائنا، وعذابات أسرانا، ودموع الآباء والأمهات الفلسطينيين، الذين قدموا فلذات أكبادهم، من أجل فلسطين الحرة السيدة المستقلة، التي سترى النور عما قريب، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كلمة الرئيس محمود عباس أمام مبادرة منشن غلادباخ الألمانية في دوسلدورف
ألمانيا 19 تشرين الأول 2013

سعادة السيد نوربرت بوديه عمدة المدينة،
سعادة السيد رولف كونينغز،
السيدات والسادة أعضاء مبادرة منشن غلادباخ،
السيدات والسادة الحضور،

 أود بداية أن أشكركم على دعوتكم الكريمة لي، لأتحدث إلى هذه النخبة المحترمة من الشخصيات المرموقة، موجهاً التحية والتقدير لكل واحدٍ منكم، ومهنئاً بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس مبادرة منشن غلادباخ، هذه المبادرة الرائدة، التي وضعت نصب عينيها جملة من الأهداف النبيلة خدمة للمجتمع المدني وتنمية الاقتصاد في منطقتكم، وذلك عبر هذا التجمع المتميز من الأعضاء المنتمين إليها، من شركات ومؤسسات لامعة على المستوى الإقليمي والعالمي.

وهي فرصة أتقدم من خلالها بالتحية والتقدير للمشاركين في هذه الندوة من المؤسسات الأهلية والاقتصادية والشخصيات الألمانية السياسية منها والثقافية، إضافة إلى رجال المال والأعمال، الذين آمنوا وعملوا في إطار من التعاون والتضامن الذي يمكنهم من تحقيق التقدم وتقديم المساعدة للآخرين من أجل ضمان مستقبل أفضل لمنطقة منشن غلادباخ وسكانها وبنيتها التحتية، هنا في منطقة شمال غرب الراين، بل وفي جميع أنحاء ألمانيا.

وبهذه المناسبة، نود أن نشيد بمستوى العلاقات الثنائية الألمانية الفلسطينية مقدرين عالياً للحكومة الألمانية، ولشعب ألمانيا الصديق، كل ما يقدمونه لفلسطين من دعم اقتصادي أسهم في تمكيننا من بناء وتمكين العديد من مؤسسات دولتنا الفلسطينية، وإقامة عدد كبير من مشاريع البنية التحتية، على أسس علمية وعصرية ستسهم في رخاء وازدهار المجتمع الفلسطيني.

السيدات والسادة،

أجدد لكم الشكر والتقدير على عقدكم لهذه الندوة تحت عنوان:zzz*zzzz*z فرص السلام في الشرق الأوسط zzz*z، ودعوتكم لنا بالمشاركة.

إن اهتمامكم هذا يبعث في نفوسنا مزيداً من الثقة والأمل بضرورة تحقيق السلام في منطقتنا، فجوهر الصراع ولبه كان ولا يزال قضية فلسطين. أما الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا الفلسطيني، منذ ما يزيد على ستة عقود ونصف من الزمن، فهو مثقل بالكثير من المعاناة والدماء والدموع لشعبنا.

وانطلاقاً من إيماننا وقناعتنا بضرورة تحقيق السلام والتعايش، فإن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حيثما وجد، قد تحملت المسؤولية، واتخذت قرارات تاريخية صعبة، وأقرت عبر مؤسساتها وهيئاتها القانونية، القبول بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية.

 وها قد مضى منذ شروعنا بعملية التفاوض مع الإسرائيليين ما يقارب عقدين من الزمن، ولا زالت فلسطين وشعبها، ينتظران موعدهما مع الحرية والاستقلال وتجسيد السيادة على التراب الوطني الفلسطيني، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية؛ ومبادرة السلام العربية، المعتمدة في قرار مجلس الأمن (1515) كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا.

 السيدات والسادة،

إنني إذ أتحدث إليكم اليوم باسم دولة فلسطين وشعبها، لأشعر بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأن هناك الكثير من الأصدقاء ومحبي الحرية والعدل والسلام، الذين يؤازروننا لتحقيق أحلام شعبنا، وتطلعاته الوطنية للعيش بكرامة في وطنه فلسطين.

وتعلمون أن دولة فلسطين أصبحت عضواً مراقباً في الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني من العام الماضي، وجاءت هذه العضوية لا لتنفي الشرعية أو تنزعها عن أحدٍ، وإنما لتكريس شرعية دولة يجب أن تقام هي فلسطين، وأن المجتمع الدولي الذي صوت للاعتراف بفلسطين وبغالبية كبيرة، إنما كان يعطي قوة دفع لدعم خيار السلام، وبث الحياة من جديد في عملية السلام.

ولقد كنا عند كلمتنا في وعدنا لأصدقائنا في أوروبا والعالم، حينما قلنا لهم إن عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ليست بديلاً عن المفاوضات وأننا سنعود لمائدة المفاوضات وأنه لا يوجد تعارض بين الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة والذهاب للمفاوضات. وها نحن قد عدنا للمفاوضات.

وها قد بدأت منذ أسابيع جولة جديدة من المفاوضات، بفضل الجهود الحثيثة، والتي نقدرها عالياً لفخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة، ووزير الخارجية السيد جون كيري.

وأود أن أجدد التأكيد أمام هذا الحضور الموقر، بأننا باشرنا هذه المفاوضات وسنمضي من جانبنا قدماً فيها بنوايا صادقة مخلصة، وعقول منفتحة وتصميم وإرادة قوية على النجاح، وسنحترم وننفذ كما دأبنا على ذلك التزاماتنا كافة، وسنخلق بيئة مؤاتية لإنجاح هذه المفاوضات، بغية التوصل لاتفاق سلام خلال تسعة أشهر.

السيدات والسادة،

إننا لا ننطلق من فراغ ولا ندور في متاهة، وإنما نحن على دراية بخط النهاية ومحطة الوصول، فغاية السلام الذي ننشد تحقيقه محددة، وهدف المفاوضات واضح للجميع ومرجعية عملية السلام وأسسها ومرتكزاتها مثبتة منذ عهد بعيد؛ فنحن طلاب حق وعدل وسلام، نسعى لرفع ظلم لحق بشعبنا منذ النكبة عام 1948.

إننا نتطلع لتحقيق سلام عادل ينعم بثماره الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي، وشعوب المنطقة كافة، فهدف المفاوضات هو التوصل لاتفاق سلام دائم يقود إلى قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلاً ومتفقاً عليه وفق القرار الأممي 194، وكما نصت عليه مبادرة السلام العربية.

نجدد التأكيد بأننا لا نقبل الدخول في اتفاق مؤقت جديد وبما في ذلك الدولة ذات الحدود المؤقتة، أو الانخراط في ترتيبات انتقالية، فهدفنا التوصل إلى اتفاق دائم وشامل ومعاهدة سلام بين دولتي فلسطين وإسرائيل تعالج جميع القضايا، وتغلق جميع الملفات، الأمر الذي سيتيح الإعلان رسمياً عن نهاية النزاع والمطالبات؛ وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وبما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي والقرار التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين، وقرارات وبيانات الاتحاد الأوروبي، والمنظمات الإقليمية والدولية، وهذه المرجعيات أصبحت في السنوات الأخيرة تحظى بالإجماع الدولي الشامل.

السيدات والسادة،

يدفعنا الأمل والتصميم، وحقوقنا العادلة والمشروعة، للمضي قدماً في طريق السلام، والمجتمع الدولي مطالب بدعم المسار التفاوضي، وبتذليل العقبات لإنجاحه، عبر الالتزام بغايات السلام، وأهداف المفاوضات ومرجعياتها، وأسس الاتفاق الدائم.

 السيدات والسادة،

لقد علمنا التاريخ بأن سياسات الحروب والاحتلال والاستيطان والهيمنة والجدران والقمع والاعتقال وهدر كرامة الشعوب هي لزوال، وإن وفرت هدوءاً فهي لن توفر إلا هدوءاً مصطنعاً وزائفاً، وقصير العمر.

ولذا فإن على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال أن تتخلى عن عقلية بناء الأسوار وغطرسة القوة، والعبور إلى الفضاء الرحب للاعتراف بحقوق الآخر والتعاطي بصورة تحترم مبدأ التكافؤ لصنع السلام العادل في أرض الرسالات السماوية، حيث مهد السيد المسيح عليه السلام ومسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ومثوى سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، وإرساء جسور التعايش والجوار الحسن، والكف عن اختلاق الذرائع والهواجس الأمنية لتكريس احتلالها، والإدعاء بمطالب في القدس الشرقية، تخرج الصراع والنزاع من محدداته وطبيعته السياسية إلى نزاع ديني في منطقة مثقلة أصلاً بالحساسيات، الأمر الذي نرفضه بصورة قاطعة انطلاقا من رفضنا للتطرف والإرهاب بكل أشكاله.

لقد قبلنا بأن تكون القدس عاصمة للدولتين، وأن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ونؤمن بأن القدس يجب أن تكون مفتوحة للعبادة لأتباع الديانات الثلاث، الإسلامية والمسيحية واليهودية.

 السيدات والسادة،

إن صنع السلام العادل هو الخيار الإنساني والمنطقي والمجدي، ونحن نؤمن بأنه خيار ممكن، وإنني على ثقة بأن الشعب الإسرائيلي هو الآخر يريد السلام، وأن غالبيته تؤيد حل الدولتين؛ إن تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل هو المدخل الإجباري للتوصل إلى السلام الشامل بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل طبقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، التي تضمن اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية بإسرائيل حال إنهاء احتلالها لدولة فلسطين والتوصل إلى سلام نهائي معها.

السيدات والسادة،

إن الفترة القادمة، هي فترة أمل وانبعاث اقتصادي في فلسطين، حيث قدم السيد جون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، مبادرة لتوفير حزمة مشاريع لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني، تتيح الفرصة للقطاع الخاص الأجنبي والدولي للاستثمار في فلسطين. ففي فلسطين قانون استثمار عصري مرن، يشجع المستثمرين على القدوم إليها وهم مطمئنون، ونعمل على توفير بنية تحتية وقانونية كفيلة بضمان حرية الاستثمارات الوافدة والمقيمة وتشجيعها، ففلسطين دولة ناشئة، تتمتع بمجتمع شاب، وانفتاح حضاري، ولدينا سوق عمل وإنتاج منفتح على أسواق المنطقة يمكن الاستثمار فيه، على نحو يؤدي إلى منفعة متبادلة كبيرة.

وإنني من هذا المنبر، أدعو المشاركين في هذه الندوة من رجال المال والأعمال لزيارة فلسطين، والاطلاع على الأوضاع فيها، واستطلاع الفرص الاستثمارية المتوفرة والممكنة وما تحمله من آفاق مستقبلية واعدة ومفيدة لنا جميعاً ممن يرغبون في الشراكة معنا، حيث يستطيع المستثمرون عقد شراكات مع المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين.

 ففلسطين تتمتع بفرص واعدة، ومجالات رحبة وكبيرة لموقعها الجغرافي ولأهميتها في مجال السياحة، والاستثمارات الزراعية والصناعية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية من خلال الاستثمار في حقول الطاقة البديلة وخاصة الشمسية منها، والتي توجد لدى ألمانيا خبرات منقطعة النظير فيها وفي سواها من المجالات الصناعية والعلمية.

سعادة السيد نوربرت بوديه عمدة المدينة،
سعادة السيد رولف كونينغز
السيدات والسادة،

إننا نعمل دون كلل أو ملل على بناء مؤسسات دولتنا المستقبلية القادمة، ونحن مصممون على النجاح، ونواصل ثباتنا وصمودنا على أرضنا، ونمضي في جهودنا لتحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز دعائم الأمن والسلم الأهلي والمجتمعي وأسس مجتمع مدني قائم على التعددية والديمقراطية، وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

ويحدونا الأمل بغدٍ مشرق لشعبنا ولكافة شعوب ودول المنطقة دون استثناء. وإن الفشل، في جولات المفاوضات الجارية، ستكون له عواقب لا نتمناها لمنطقتنا والعالم. ومن هنا فإن المجتمع الدولي مدعو لتكثيف العمل واغتنام الفرصة لإنجاحها لما فيه خير الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة والعالم بأسره.

أجدد لكم التحية، والشكر لمؤسستكم العتيدة ولشعب ألمانيا الصديق ومتمنياً لكم كل التوفيق والنجاح والازدهار.

والسلام عليكم

 

 

خطاب الرئيس  محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك 26 أيلول 2013

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس
السيدات والسادة

أود أن ابدأ بتوجيه التحية إلى السيد فوك إيرميتش رئيس الدورة السابقة للجمعية العامة وأن أهنئه على نجاحه اللافت في إدارة أعمالها، كما أهنئ السيد جون أش رئيس الدورة الحالية، وأتمنى له التوفيق.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

أتشرف وأسعد بأن أتحدث اليوم وللمرة الأولى باسم دولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن اتخذتم في 29 تشرين الثاني الماضي قراركم التاريخي برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب، فكنتم ممثلين لدولكم وشعوبكم تنتصرون بذلك للعدل والحق والسلام فتؤكدون رفضكم للاحتلال وانحيازكم المبدئي والأخلاقي إلى جانب الشعوب الساعية للحرية.  وأود أن أتقدم اليوم مرة أخرى باسم فلسطين وشعبها بالشكر والتقدير العميقين لكم.

لقد احتفى أبناء الشعب الفلسطيني بهذا القرار، لأنهم شعروا، وكانوا على حق، أنهم لا يقفون وحدهم في هذا العالم بل أن العالم يقف معهم، ولأنهم أدركوا نتيجة تصويتكم الكاسح أن العدل ما زال ممكناً، وأن هناك فسحة متاحة للأمل.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

لقد أكدت لكم خلال العام الماضي أن مسعانا لرفع مكانة فلسطين لا يستهدف نزع الشرعية عن دولة قائمة بالفعل هي إسرائيل، بل لتكريس شرعية دولة يجب أن تقام هي فلسطين، وشددت أمامكم على أن مسعانا لا يستهدف المس بعملية السلام وأنه ليس بديلاً للمفاوضات الجدية، بل وعلى العكس تماما من ذلك فهو يستهدف دعم خيار السلام، وبث الحياة في أوصال عملية كانت في حقيقة الأمر في حالة موت سريري. كما أعدنا التأكيد مراراً وأثبتنا بالممارسة أن دولة فلسطين الملتزمة بقرارات الشرعية الدولية ستمارس دورها ومسؤولياتها بين منظومة الأمم بصورة إيجابية وبناءة وبما يعزز السلام.

وها نحن ومنذ أسابيع نشهد انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بفضل جهود حثيثة ومقدرة من السيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة ومن وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأوكد أمامكم أننا باشرنا هذه المفاوضات ونخوضها وسنواصلها من جانبنا بنوايا صادقة مخلصة وعقول منفتحة وإرادة قوية وإصرار على النجاح، وأوكد لكم أننا سنحترم جميع التزاماتنا لتوفير المناخ المواتي والبيئة المناسبة لاستمرار هذه المفاوضات بصورة جدية ومكثفة ولتوفير ضمانات نجاحها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام خلال تسعة أشهر.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

ونحن نخوض هذه الجولة التفاوضية الجديدة فإن علينا أن نذكر وأن نتذكر أننا لا ننطلق من فراغ، ولا نبدأ من الصفر، ولا ندور في متاهة نفتقد فيها خارطة فتضيع منا الدروب، أو نفتقر لبوصلة فيغيب عن أعيننا خط النهاية ومحطة الوصول.

إن غاية السلام الذي نسعى إلى تحقيقه محددة، وهدف المفاوضات جلي للجميع، كما أن مرجعية وأسس وركائز عملية السلام والاتفاق المنشود مثبتة منذ زمن بعيد وفي متناول اليد.

أما غاية السلام فتتمثل في رفع الظلم التاريخي غير المسبوق الذي الحق بالشعب الفلسطيني في النكبة في عام 1948 وتحقيق سلام عادل ينعم بثماره الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة كافة.

وهدف المفاوضات يتحدد في التوصل إلى اتفاق سلام دائم يقود وعلى الفور إلى قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه وفق القرار الأممي 194 كما دعت إليه ونصت عليه مبادرة السلام العربية.

وهنا نؤكد أننا نرفض الدخول في دوامة اتفاق مؤقت جديد يتم تأبيده، الدولة ذات الحدود المؤقتة،  أو الانخراط في ترتيبات انتقالية تصبح قاعدة ثابتة بدل أن تكون استثناء طارئاً، بل إن هدفنا هو التوصل إلى اتفاق دائم وشامل ومعاهدة سلام بين دولتي فلسطين وإسرائيل تعالج جميع القضايا وتجيب على كل الأسئلة وتغلق مختلف الملفات ما يتيح أن نعلن رسمياً نهاية النزاع  والمطالبات.

أما مرجعية المفاوضات ومحدداتها وغاياتها وأسس الاتفاق المنشود فموجودة في قراركم التاريخي الخاص برفع مكانة فلسطين، وفي القرارات الأخرى والمتكررة لهذا المحفل الرفيع وفي قرارات مجلس الأمن الدولي وهيئات جامعة الدول العربية والإتحاد الأوروبي وحركة عدم الانحياز والإتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، فهذه المحددات أصبحت في السنوات الأخيرة محط ما يقترب من الإجماع الدولي الشامل.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاماً وبالتحديد في 13 أيلول 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وحكومة إسرائيل اتفاقية إعلان المبادئ، وكان ذلك بحضور قائدنا الراحل ياسر عرفات، واسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، والرئيس الأميركي الأسبق بل كلينتون في حديقة البيت الأبيض في واشنطن.

وكنا، قبل ذلك، في عام 1988 وتحديدا في 15 تشرين الثاني قد اعتمدنا في المجلس الوطني الفلسطيني برنامجنا لتحقيق السلام، وكنا بذلك نتخذ قرارا بالغ الصعوبة ونقر تنازلاً تاريخياً مؤلماً وجارحاً. ولكننا امتلكنا كممثل للشعب الفلسطيني التقدير اللازم لمسؤولياتنا تجاه شعبنا، والشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار باعتماد حل الدولتين: فلسطين وإسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967. أي إقامة دولة فلسطين على 22 % فقط من أراضي فلسطين التاريخية.

وكنا بذلك نؤدي قسطنا لاستكمال معادلة تحقيق التسوية التاريخية، ونسدد ما يترتب علينا من استحقاقات، ونوفي بجميع ما حددته الأسرة الدولية كمتطلبات من الطرف الفلسطيني لتحقيق السلام.

وفي الوقت الذي أكدت فيه منظمة التحرير على السلام كخيار استراتيجي وعلى حل يأتي عبر المفاوضات شددت على نبذها للعنف ورفضها المبدئي والأخلاقي للإرهاب بجميع أشكاله وبخاصة إرهاب الدولة، وعلى تمسكنا بالقانون الدولي الإنساني وقرارات هيئات الأمم المتحدة.
وقد أثار توقيع اتفاق أوسلو بما مثله من اختراق تاريخي حقيقي حراكا سياسيا غير مسبوق، وأطلق آمالا عريضة وولد توقعات عالية. وقد عملت منظمة التحرير بكل إخلاص من أجل تنفيذه على طريق إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل.

ولكن الصورة وبعد عشرين عاماً تبدو محبطةً وقاتمةً وقد تكسرت الأحلام الكبرى وتواضعت الأهداف، وبقدر ما كنا نشعر بأننا قريبون من تحقيق السلام في تلك الأيام ندرك اليوم كم نحن بعيدون عنه. فهدف الاتفاق لم ينجز لأن بنوده لم تنفذ، ومواعيده لم تحترم، وباستمرار حملات الاستيطان المكثف الهادف لتغيير الوقائع على الأرض الفلسطينية المحتلة كان يتم انتهاك روح الاتفاق وضرب جوهر عملية السلام وإحداث شرخ عميق في حجرها الأساس ألا وهو حل الدولتين.

السيدات والسادة

إن انطلاق جولة جديدة من المفاوضات خبر جيد، ولكنه يجب ألا يكون سببا كافيا لإثارة شعور بالاسترخاء أو لبعث إحساس مفرط بالطمأنينة لدى المجتمع الدولي. إن ما نجريه من مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية برعاية الولايات المتحدة يتطلب من الأسرة الدولية بجانب دعم المسار التفاوضي بذل كل الجهود لإنجاحه، ويكون ذلك من وجهة نظرنا بمواصلة التأكيد من قبل المنظمات الأممية والإقليمية ودول العالم على ما تحقق كإجماع دولي حول غاية السلام وأهداف المفاوضات ومرجعياتها وأسس الاتفاق الدائم.

ومن جانب آخر، فإن الأسرة الدولية مطالبة بأن تبقى يقظة وهي تراقب الوضع من أجل إدانة ووقف أية أفعال على الأرض تقود لتقويض المسار التفاوضي، ونقصد هنا في المقام الأول مواصلة عمليات الاستيطان في أرضنا الفلسطينية وبخاصة في القدس، هذا الاستيطان الذي أجمعت دول العالم ومنظماته الأممية والإقليمية ومحكمة العدل الدولية على عدم شرعيته وعدم قانونيته، وكان موقف الإتحاد الأوروبي بشأن منتجات المستوطنات نموذجاً إيجابياً بارزاً لما يمكن عمله لتوفير بيئة مناسبة للمفاوضات ولدعم عملية السلام، وأيضاً يجب أن تتوقف الاعتداءات شبه اليومية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة وفي مقدمتها المسجد الأقصى والتي ينذر استمرارها بأفدح العواقب.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

يعلمنا التاريخ، وهو خير معلم وإن تنوعت طرائقه، أن سياسات الحروب والاحتلال والاستيطان والجدران قد توفر هدوءا مؤقتا وسيطرة عابرة ولكنها وبالتأكيد لا تحقق أمنا حقيقيا ولا تؤمن سلاما مستداما، وقد تصطنع واقعاً ما على الأرض ولكنها وبالقطع لا تنشئ حقاً ولا تكتسب شرعية، وقد تفرض استقراراً هشا ولكنها لن تنجح في منع انفجار محتوم لأنها في واقع الأمر تمد الوضع الملتهب بوقود إضافي للتفجر، وهي قبل كل شيء وبعد كل شيء عاجزة عن إخماد توق شعب إلى الحرية أو استئصال ذاكرته الحية أو اغتيال روايته.
لذا فالمطلوب الإنصات إلى دروس التاريخ ومغادرة عقلية القوة والاحتلال والعبور إلى الفضاء الرحب للاعتراف بحقوق الآخرين والتعامل الندي المتكافئ لصنع السلام، والمطلوب التوقف عن الاتكاء على  ذرائع وهواجس أمنية مضخمة بهدف تكريس الاحتلال، أو استحداث مطالب تقود إلى دفع الصراع من أرضية محدداته وطبيعته السياسية إلى هاوية النزاع الديني في منطقة مثقلة بالحساسيات، وهو أمر نرفضه بحسم.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

إنني على ثقة أن الشعب الإسرائيلي يريد السلام، وأن أغلبيته تؤيد حل الدولتين. ولقد عبرنا على الدوام عن مواقفنا الثابتة وشرحناها، وأوصلنا رسالتنا سواء على طاولة المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية أو في اتصالات ولقاءات قمنا بتكثيفها خلال الأعوام الماضية مع مختلف أطياف وقوى وفعاليات المجتمع الإسرائيلي.

ورسالتنا تنطلق، أيتها السيدات والسادة، من أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي شريكان في مهمة صنع السلام.  ولهذا نواصل مد أيادينا إلى الإسرائيليين ونقول: دعونا نعمل كي تسود ثقافة السلام، لتهدم الجدران، لنبني جسورا بدل الأسوار، لنفتح الطرق الواسعة أمام التواصل والاتصال، دعونا ننثر بذور الجيرة الطيبة، لنقترح مستقبلاً آخر ينعم فيه أطفال فلسطين وإسرائيل بالأمن والسلم ويتمكنوا فيه من الحلم ومن تحقيق الأحلام، لنسعى من أجل مستقبل يؤمن للمسلمين والمسيحيين واليهود الوصول بحرية إلى أماكن العبادة،  وتنال فيه إسرائيل، بهذا الحل، اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية، ومستقبل تتعايش فيه دولتا فلسطين وإسرائيل بسلام ليحقق كل شعب رهانه على التقدم والازدهار.

السيدات والسادة

إن صنع السلام العادل هو الخيار الإنساني والمنطقي والمجدي، ونحن نؤمن أيضا أنه خيار ممكن.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

ونحن نتحدث عن تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل كمدخل إجباري لتحقيق السلام الشامل بين الدول العربية وإسرائيل طبقا لقرارات الأمم المتحدة فإننا نشير إلى الواقع الملتهب والحراك غير المسبوق في منطقتنا.
وإذ نأت فلسطين بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة، فقد أكدت بوضوح وقوفها إلى جانب مطالب الشعوب وخياراتها وحراكها الشعبي السلمي لتحقيق هذه المطالب وما اعتمدته وتعتمده من برامج وخارطة طريق للوصول إلى غاياتها. وإذ أدنا جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية فقد أكدنا رفض الحل العسكري وضرورة اعتماد الحل السياسي السلمي لتحقيق آمال الشعب السوري.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

لقد ولدت الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بعد النكبة في عام 1948، ولكنهم ما زالوا ورغم مرور 65 عاماً عليها ضحايا مباشرين لها.

فمنذ مطلع العام الحالي، وهذا نموذج وأمثلة، استشهد 27 مواطناً فلسطينياً وجرح 965 مواطنا برصاص الاحتلال، وما زال هناك نحو خمسة آلاف من مناضلي الحرية والسلام أسرى في سجون الاحتلال، فهل هناك من هو أحق من الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، آخر احتلال في العالم، نحن آخر احتلال في العالم، وتحقيق السلام العادل والعاجل؟.

وفي السنوات الماضية وخلال هذا العام دفع ويدفع اللاجئون الفلسطينيون رغم حيادهم ثمن النزاعات والاضطرابات في منطقتنا، فيجبر عشرات الآلاف منهم على هجر مخيماتهم والانطلاق في تيه جديد بحثاً عن مناف أو أماكن إقامة جديدة، فهل هناك من هو أحق من الشعب الفلسطيني بنيل العدل كبقية شعوب العالم؟.

ومنذ مطلع هذا العام واصل الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وصدرت قرارات وتحال عطاءات لبناء آلاف أخرى فوق أرضنا المحتلة، وصودرت وأغلقت مساحات واسعة جديدة من الأرض الفلسطينية، وتم هدم 850 بيتا ومنشأة، ويتم منع المواطنين من زراعة أراضيهم أو استخدامها في أغلبية مساحة بلادنا، التي هي 22%، ويمنعون من استخدام مياه بلدهم لري مزروعاتهم، ويواصل الجدار والحواجز تمزيق حياة الشعب الفلسطيني وضرب اقتصاده، ويشتد الحصار والاعتداءات والإجراءات القمعية التمييزية ضد القدس المحتلة ومقدساتها ومواطنيها، ويستمر فرض الحصار الجائر منذ سنوات على أبناء شعبنا في قطاع غزة . فهل هناك من هو أجدر من شعبنا بنيل الحرية والاستقلال الآن؟

ومنذ مطلع هذا العام نفذ ما مجموعه 708 اعتداءات إرهابية من قبل المستوطنين ضد مساجدنا وكنائسنا وضد أشجار الزيتون والمزارع والحقول وبيوت المواطنين وممتلكاتهم. فهل هناك ذرة شك لدى أي أحد في أن الشعب الفلسطيني هو الأشد احتياجاً للأمن؟.

وأيضا، فهل توجد هناك مهمة مطروحة على جدول أعمال الأسرة الدولية أنبل من تحقيق السلام العادل في أرض الرسالات السماوية، مهد المسيح عليه السلام ومسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ومثوى سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام .

السيدات والسادة

إن الشعب الفلسطيني إذ يواصل صموده فوق أرضه ويبني مؤسسات دولته ويسير على طريق تعزيز وحدته، وتحقيق المصالحة بالعودة إلى صندوق الاقتراع، ويتبنى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة بطش الاحتلال والاستيطان وإرهاب المستوطنين، فإنه متمسك بحزم بحقوقه، وهو لا يريد أن يبقى zzz*zخارج المكانzzz*z كما قال إدوارد سعيد. وينتظر اليوم الذي تتوقف فيه قضيته عن أن تكون بنداً ثابتاً على جدول أعمال هيئات الأمم المتحدة . إن شعبنا يريد أن يمتلك الحرية، عطية الله للإنسان، وأن يحظى بنعمة ممارسة الحياة العادية، ونحن كما قال محمود درويش zzz*zنربي الأملzzz*z وzzz*zسنكون يوما ما نريدzzz*z، شعبا حرا سيدا فوق أرض دولته فلسطين.

السيد الرئيس

لقد كنت شخصيا إحدى ضحايا النكبة، وكمئات الألوف من أبناء شعبي اقتلعنا في عام 1948 من عالمنا الجميل، وقذف بنا إلى المنافي، وكمئات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين عرفت كفتى وجع الغربة، وفجيعة فقد الأحبة في المجازر والحروب، وتعقيدات بناء حياة جديدة ومن الصفر، وتجرعنا في مخيمات اللاجئين وفي الشتات مرارات الفقر والجوع والمرض والمهانة وتحدي تأكيد الهوية.

لقد سار شعبنا في طريق الثورة المسلحة وهو ينهض من رماد النكبة ويلملم شظايا روحه وهويته ليطرح قضيته على العالم ويكرس الاعتراف بحقوقه، وسرنا في الطريق الصعب وقدمنا تضحيات غالية وثمينة، وكنا في كل الأوقات نؤكد سعينا الحثيث من أجل صنع السلام.
لقد وقعت باسم منظمة التحرير الفلسطينية قبل عشرين عاما اتفاق إعلان المبادئ، وقد عملنا بإخلاص ودأب من أجل تنفيذه مثبتين للجميع احترامنا لالتزاماتنا ومصداقية مواقفنا. ولم تنجح الإخفاقات المتتالية في أن تهز إيماننا القوي بهدف السلام العادل، وسنواصل السعي بلا كلل ولا ملل من أجل تحقيقه. وأملي الخاص، الشخصي، أن أشهد اليوم الذي يحل فيه السلام العادل كي يسلم جيل النكبة إلى الأبناء والأحفاد راية دولة فلسطين المستقلة.

السيد الرئيس
السيدات والسادة

الوقت ينفد، ونافذة الأمل تضيق، ودائرة الفرص تتقلص.
وها هي جولة المفاوضات تقدم ما يبدو كفرصة أخيرة لتحقيق السلام العادل، أن مجرد التفكير في العواقب الكارثية للفشل والتبعات المخيفة للإخفاق يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف العمل من أجل اغتنام هذه الفرصة.

 السيد الرئيس
السيدات والسادة

دقت ساعة الحرية للشعب الفلسطيني.

دقت ساعة استقلال فلسطين.

دقت ساعة السلام للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وشكرا، والسلام عليكم

 

 

كلمة الرئيس محمود عباس  بتخريج الفوج الأول لجامعة الاستقلال-أريحا  15/9/2013

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس مجلس الأمناء الأخ توفيق الطيراوي،

السادة أعضاء مجلس الأمناء،

السيد رئيس الجامعة أستاذ دكتور تيسير عبد الله،

السادة هيئة التدريس،

الطالبات والطلبة الأعزاء،

الحضور الكريم،
 
يسعدني أن التقي بكم اليوم في رحاب جامعة الاستقلال، بمناسبة تخريج الفوج الأول من الجامعة، وأنتهز الفرصة لتهنئه الطالبات والطلبة وعائلاتهم على نجاحهم وانتقالهم إلى مرحلة العمل والإنتاج وآخرين قد يستكملون تحصيلهم العلمي في المستقبل القريب.
 
وأقول لكم أبنائي وبناتي الأعزاء جميعاً، إننا نعول على دوركم في المستقبل القريب في الحفاظ على سيادة القانون وأمن المواطن، وحماية حقوق الوطن برجاله ونسائه وشبابه وأطفاله وشيوخه وأسر شهدائه وأسراه. الأمر الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من مسؤولياتنا وسياستنا في الطريق لتحقيق أهدافنا الوطنية في بناء اقتصادنا ومؤسسات دولتنا المستقلة والحفاظ على مشروعنا الوطني ونيل حقوقنا في الحرية والاستقلال، وهو في صلب رسالة جامعتكم العتيدة.
 
ونرجو لأبنائها وبناتها الذين مازالوا على مقاعد الدراسة، أن يكون هذه اليوم والفرحة التي تكتنفه، باعثاً لتحفيز هممهم وإراداتهم، للمزيد من الجهد والجد والاجتهاد، لينالوا شرف التخرج في يوم قريب قادم إن شاء الله، فبالعلم والعطاء المخلص تبنى الأوطان وتحافظ الشعوب على تقدمها ورخائها وازدهارها، وتحافظ على رقيها بين الشعوب، فلنكن جميعا أوفياء لهذا الوطن فلسطين وعاصمته القدس الشريف.
 
أبنائي وبناتي الأعزاء،
 
تعلمون جميعا أن تخرجكم هو بداية تحملكم للمسؤولية، وإنني لأرجو أن تحملوا هذه المسؤولية والأمانة وتضطلعوا بها على خير وجه، خدمةً لفلسطين أرضاً وشعباً وقضيةً، ولتظل رايتنا عالية خفاقة تتلقفها الأجيال الفلسطينية جيلا بعد جيل، وكلي ثقة بأنكم أهل لحمل هذه المسؤولية.
 
فانتم باكورة ثمار هذه الجامعة الفتية ذات الطموحات العالية، والتي نعول ولا ريب عليها في أن تستمر في أداء رسالتها العلمية والتعليمية.

ولا يفوتنا الإشادة بالجهود التي بذلت ولا زالت تبذل من قبل مجلس أمناء ورئاسة الجامعة وهيئتها التدريسية لوضع الخطط والاستراتيجيات التعليمية الوطنية موضع التنفيذ، من خلال مناهجها وبرامجها وتخصصاتها المختلفة والتي نصبو لأن نراها تتسع وتكبر ولتشمل كليات وتخصصات أخرى
 
ولابد أن نذكر اليوم، أبنائنا بناتنا الأعزاء، الانجاز العظيم الذي حققناه، لرفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، الذي حظي بتأييد دولي عارم، وهو الانجاز الذي يمدنا بالقوة القانونية والسياسية اللازمة لاستكمال مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال الكامل.
 
يأتي تخرجكم اليوم عشية العودة إلى مائدة المفاوضات، بهدف تنفيذ حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران العام 1967 وإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، وحل جميع قضايا الحل النهائي وإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية. 

وتعلمون ثوابتنا والقضايا التي نطالب بها لن يكون هناك حل ما لم ننجز جميع طلباتنا وحقوقنا لشعبنا وعند ذلك يكون قد حققنا حلمنا وحققنا استقلالنا.
 
ولقد تم الإفراج عن الدفعة الأولى من أسرى ما قبل أوسلو، وبإذن الله سيتم الإفراج عن بقية الأسرى وفق المواعيد المتفق عليها، ونؤكد لكم ولشعبنا مرةً أخرى أنه من أولويات جهودنا واتصالاتنا هو تحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال، ليشاركوا معنا في بناء بلدهم ومستقبل شعبهم.
 
إن كنا سنحقق إطلاق سراح الأسرى ما قبل 93، فنؤكد أنه على طاولة المفاوضات بقية الأسرى في السجون ليطلق سراهم جميعا، وهذا عهدنا لا يمكن أن نتخلى عنها أبدا.
 
وفي هذا الإطار فإننا نعمل مع الإدارة الأمريكية وأطراف الرباعية من أجل إنجاح عملية السلام، وإنني أؤكد أننا جادون في التوصل إلى حل عادل ودائم ينهي الصراع بيننا وبين جيراننا الإسرائيليين، وذلك من خلال هذه المفاوضات الجارية حالياً بمساعدة أمريكية ودعم عربي ودولي.
 
ورغم المعوقات التي نواجهها بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية وإجراءات قواتها على الأرض، وخاصة الاستيطان والاجتياحات والاعتقالات والتضييق على الاقتصاد الفلسطيني، والتي ندعوها أن توقفها فوراً، فإننا سنستمر بتنفيذ التزاماتنا وفق الجدول الزمني الذي وضعه وزير الخارجة الأميركي للمفاوضات.

نحن سنبدي حسن النية إلى النهاية والمدة معروفة من ستة إلى تسعة أشهر وإذا كانت هناك نوايا طيبة وسلمية فنحن جاهزون للسلام.
 
ونؤكد أن الاستيطان على أرض دولة فلسطين بجميع أشكاله عمل غير شرعي، بمعنى أن الاستيطان منذ بدأ عام 1967 هو غير شرعي وغير قانوني، وهناك كثير من قرارات مجلس الأمن، وموقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاستيطان غير شرعي بعد 25 عاما من الإنكار، ونحن نقول أنه غير شرعي ويجب أن يزال من أرضنا الفلسطينية.
 
وأنتهز الفرصة لأدعو الشركات الأوربية والشركات الدولية العاملة في المستوطنات التوقف عن ذلك لأنها بذلك تخالف القانون الدولي.
 
نحن الآن باتصالات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي ومع عدد من دول العالم، والاتحاد الأوروبي أقر أن منتجات المستوطنات غير شرعية، وكما تعلمون القاعدة الفقهية التي تقول zzz*zأن ما بني على باطل فهو باطلzzz*z، ونؤكد أهمية تطبيق الإجراءات الأوربية المتعلقة بالمستوطنات في موعدها في مطلع العام 2014.
 
وكما نؤكد أن أمن حدود الدولة هو مسؤولية الأمن الفلسطيني بالدرجة الأولى ويمكن فقط لقوات دولية متفق عليها أن تراقب تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في الوضع النهائي، وعليه فإن الحدود الشرقية لدولة فلسطين الممتدة من البحر الميت مروراً بالأغوار والمرتفعات الوسطى والى حدود بيسان هي حدود فلسطينية أردنية، وستبقى كذلك، ولا يوجد بيننا طرف آخر بصراحة لا توجد بينا إسرائيل.
 
عودة قطاع غزه إلى أحضان الشرعية الفلسطينية هو مطلب شعبي ووطني نسعى لتحقيقه، ونحن في انتظار توفر الظروف لتحقيقه من خلال الانتخابات وفق ما اتفق عليه بين الفصائل الفلسطينية.
 
أخوتنا في غزة وتحديدا حماس في غزة أيا كانت خلافاتنا معهم، فهم جزء من الشعب الفلسطيني، ولن نسعى ولا نستطيع أن نقصيهم وأن نبعدهم عن شعبنا فهم جزء منه، أيا كانت الظروف فهم أولا وأخيرا جزء من هذا الشعب ونحن اتفقنا على أن نذهب للانتخابات وكما حصلوا في الماضي على نجاح بالانتخابات وقبلنا هذا ومضى ما مضى من الزمن، نحن نطالب أن نذهب للانتخابات، وفي الوقت الذي يكونون حاضرين فيه للانتخابات بالتأكيد سنذهب لنبقى لحمة واحدة وشعبنا واحدا وأرضا واحدة، ونريد دولة لحمة واحدة على غزة والضفة والقدس الشرقية، وبدون القدس الشرقية لا دولة.
 
مرة أخرى أحيي مجلس الأمناء وهيئة التدريس ورئيس الجامعة على هذا الإنجاز الرائع، وأتمنى للطالبات والطلبة الخريجين اليوم دوام التقدم والنجاح، وسنراكم في ميدان العمل قريبا، وأتمنى للجامعة المزيد من النجاحات والإنجازات العلمية والعملية على طريق بناء الإنسان الفلسطيني وتقدمه، لما فيه خير شعبكم والإنسانية جمعاء.
 

zzz*zبسم الله الرحمن الرحيمzzz*z
zzz*zوقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنونzzz*z
zzz*zصدق الله العظيمzzz*z


والسلام عليكم

 

خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس اللوردات والعموم البريطاني zzz*zالبرلمانzzz*z لندن 9/ 9 /2013

سيداتي سادتي،

لي الشرف مرة أخرى أن أكون في هذا المجلس مع أعضاء مجلسي اللوردات والعموم البريطاني، حيث استؤنفت في الشهر الماضي المفاوضات حول كل القضايا الأساسية، وما كان هذا ليحدث بدون الجهود النشطة والبناءة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وكذلك جهود أوروبا وروسيا والأمم المتحدة، وآمل أن تكون الولايات المتحدة الأميركية واللجنة الرباعية شريكًا كاملًا في هذه المفاوضات.

إننا سنتحدث عن كل قضايا الحل النهائي: القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، الأمن، الأسرى.  وقد تحددت فترة 9 شهور للوصول إلى اتفاق شامل يتضمن كل المطالب، وينهي الصراع، وإذا احترم الإسرائيليون التزامهم بإطلاق سراح الـ104 أسرى الذين اعتقلوا قبل عام 1993، فإنني ألتزم بعدم الذهاب إلى وكالات الأمم المتحدة في الفترة من 6-9 شهور.

اتفقنا كذلك على مواصلة تلبية التزاماتنا الأمنية خلال هذه الفترة، وإننا سنتحمل مسؤولية كل الالتزامات الصادرة من الاتفاقات الموقعة، وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية عام 2002.  وإذا انسحبت إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967، فإن هناك 57 دولة عربية وإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل.  وفي منطقة تشهد فترة من عدم الاستقرار، فإن ذلك سيكون التطور الأفضل، ونأمل أن تأخذ الحكومة الإسرائيلية هذا الأمر بجدية.

سيداتي سادتي،

نأمل أن تحترم الحكومة الإسرائيلية التزاماتها، بما في ذلك وقف النشاطات الاستيطانية التي تسارعت على نحو كبير خلال الأسابيع الستة الماضية، ويجب الإشارة إلى أن هناك إعلان ببناء 4019 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات منذ بداية المفاوضات في واشنطن في 30 تموز الماضي.  وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأعبر عن تقديري العميق للخطوط العامة حول المستوطنات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، حيث تقدم هذه الخطوة التي تعزز حدود 67، جوًا بناءً للمفاوضات.

وآمل أن تدخل هذه الخطوط العامة إلى حيز التنفيذ في كانون الثاني/ يناير 2014، كما أُعلن.

إلى ذلك، نأمل منكم كبريطانيا وأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تواصلوا اتخاذ الخطوات الهادفة إلى تحقيق حل الدولتين، والتي هي ترجمة طبيعية لسياستكم الواضحة على منظومة الاستيطان التي تنتهجها إسرائيل، والتي ستساعدنا في النهاية على تحقيق السلام من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

سيداتي وسادتي،

في العام الماضي صوتت 138 دولة لصالح فلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، وآمل أن يأتي اليوم الذي نشهد فيه قريبًا بريطانيا العظمى وهي تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

سيداتي وسادتي،

وفيما يتعلق بموضوع التحريض: اقترح إحياء اللجنة الثلاثية ضد التحريض والمؤلفة من: الولايات المتحدة الأميركية، والفلسطينيين، والإسرائيليين.

وفيما يتعلق بالمصالحة: فإننا سننجزها عندما توافق حماس على الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولن تشكل المصالحة عبئا على المفاوضات، إذ إن حماس وافقت على أنه في حال الوصول إلى اتفاقية سلام وطرحها على الاستفتاء فإنها ستقبل الاتفاقية.

وفي هذه الاثناء سنواصل بناء مؤسسات دولة فلسطين، وأشكر بريطانيا على مساهماتها السخية في هذا الإطار.

إنني أؤكد لكم أن دولة فلسطين تأخذ مسؤولياتها بكل جدية على المسرح الدولي، وستواصل العمل في حقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمحاسبة والشفافية وحكم القانون.

وحول التغيرات في العالم العربي: الديمقراطية والسلام هما أساسيان، ونتخذ موقفًا حياديًا فيما يتعلق بمصر وسوريا ولبنان وأي مكان آخر.

سيداتي وسادتي:

ربما لديكم الكثير من الأسئلة تودون طرحها، وسأوزع عليكم كتيبًا أعددته حول اللقاءات التي تمت في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية وفلسطين مع عدد لا يحصى من الزعماء الإسرائيليين واليهود.

نريد دعمكم الفعال لضمان نتيجة ناجحة لمفاوضات السلام بحيث تستطيع دولة فلسطين أن تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل بسلام وأمن على حدود 1967.

 

كلمة الرئيس محمود عباس باجتماع المجلس الثوري لحركة فتح  في دورته الثانية عشرة

"دورة القادة الشهداء"

 مقر الرئاسة / رام الله/  2 أيلول 2013

انقضى شهر رمضان المبارك وجاء عيد الفطر، وكل عام وأنتم بخير وفي هذه المناسبة نتذكر شهداء مخيم قلنديا قبل أسبوع حيث كانت عملية قذرة من قبل zzz*zالمستعربينzzz*z الإسرائيليين، وكذلك نتذكر شهداء جنين وكل شهدائنا.
 
منذ 3 أو 4 أشهر لم نلتق، وقد حدثت فيها أحداث كثيرة وهامة لا بد أن نستعرضها معكم، وأن نتطرق لبعض التساؤلات التي طرحها الأخوة.
 
لكنني ابدأ بما وصلنا إليه في الأمم المتحدة والذي تحدثنا عنه كثيرا، وحققنا نجاحا هاما في الحصول على دولة مراقب في الأمم المتحدة والبعض لا يعرف أهمية هذا الاعتراف، ولكن التداعيات التي جاءت بعده تؤكد لنا أن جميع الإخوان يعرفون الآن قيمة هذه النتائج، وهي ليست فقط إننا أصبحنا دولة تحت الاحتلال على حدود عام 1967، وليست فقط إننا انهينا دعاوى مسألة الأرض المتنازع عليها بيننا وبين الإسرائيليين، حيث أن الأرض جميعها أصبحت أرضا فلسطينية، بالإضافة إلى حقنا في الانضمام إلى المنظمات الدولية.
 
هذا القرار صنع هزة في المجتمع الدولي وكما تعلمون فقد قوطعنا من قبل الولايات المتحدة لمدة 3 أشهر، فقد بذلت الولايات المتحدة جهودا خارقة مع الجميع أصدقاء وغير أصدقاء وأشقاء من أجل أن تبعدنا عن الحصول على هذا القرار ولكننا استمرينا في جهدنا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه وكنا مقدرين للعدد الذي صوت إلى جانبنا، وكنا متفاجئين بتلك الدول التي وقفت على الحياد، ومتفاجئين أيضا بالدول التي اعترضت والتي لا يزيد عددها عن 9 دول.
 
الولايات المتحدة قاطعتنا منذ 29-11 إلى منتصف شهر آذار، حيث بدأت الاتصالات معنا من قبل وزير الخارجية كيري وبدأت اللقاءات بيننا وبينهم، وفعلا اتفقنا على أول لقاء بيننا في السعودية.
 
وفي هذه الأثناء، قرر رئيس الولايات المتحدة أن يزورنا، وبالفعل في 21 آذار قام بزيارة دولة لنا، وأنتم تعرفون أن هناك أنواعا مختلفة من الزيارات "زيارة رسمية"، ولكن هذه الزيارة وهي زيارة الدولة هي أرقى أنواع الزيارات، حيث أنه استقبل كرئيس دولة من قبل رئيس دولة، وهنا بدأ الحديث عن المفاوضات، وكيف يمكن أن نستأنفها مع الإسرائيليين.
 
أميركا كانت تؤكد في الماضي أن الذهاب إلى الأمم المتحدة يلغي المفاوضات، بمعنى إذا ذهبنا إلى الأمم المتحدة وحصلنا على أي قرار سنتمسك بهذا القرار، ونلغي المفاوضات، وهذا غير صحيح، لأنه عندما أتيح لنا العودة إلى المفاوضات قلنا نعم لا مانع نحن مستعدون لهذه المفاوضات، وكانت هناك أكثر من 12 زيارة ولقاء مع كيري من أجل متابعة هذا الموضوع فقط في ثلاثة أو أربعة أشهر، إلى أن وصلنا إلى المفتاح أو المبدأ، هناك موافقة بأن تكون أرضية هذه المفاوضات هي حل الدولتين على حدود عام 1967، وبالفعل تم الاتفاق على هذا، وعرض الأمر على اللجنة المركزية وعرض الأمر على اللجنة التنفيذية، وبلا شك كانت هناك معارضة من قبل عدد من الفصائل لمبدأ العودة إلى المفاوضات، وهذا حق لهم، يستطيعون أن يعترضوا وأن يرفضوا بصرف النظر عن الأسباب وعن النتيجة، وهذا أمر نحن تعودنا عليه في كل مسيرتنا الثورية منذ عام 1965 وحتى يومنا هذا، في كل مرة وفي كل قرار كان هناك معارضة، هذه المعارضة تستمر سنة سنتين ومن ثم يعودون ليسيروا في الركب، وآخرها أوسلو، الخيانية باعت وفرطت وتنازلت، لكنهم كلهم عادوا وعملوا في السلطة وحصلوا على الهويات وكثير منهم أصبحوا نوابا ووزراء، لكن عندما اعترضوا قلنا لا مانع، وسنتحدث عن المظاهرات بعد قليل.
 
قبل أن نبدأ الحديث عن المفاوضات كان هناك طلب أميركي بأن نمتنع عن الذهاب إلى المنظمات الدولية خلال فترة المفاوضات، ولكننا رفضنا هذا المطلب، وجرى إلحاح شديد أنه خلال المفاوضات من 6 إلى 9 شهور أن لا نذهب إلى منظمات الأمم المتحدة، إلا أننا رفضنا، وانتهت قصة المفاوضات على أساس أن الأميركان يقدمون لنا تعهدا رسميا بأن تكون المفاوضات على أساس الدولتين على حدود 67، وأن نبدأ هذه المفاوضات، وفعلا بدأنا المفاوضات، وقبل أن نبدأ جرى الحديث عن المنظمات الدولية فقلنا نحن مستعدون أن لا نذهب إذا أخدنا أسرى ما قبل 1994 وعددهم 104 كلهم معتقلون قبل 1993، ولكن كان هناك ضمن الصفقة ولا زال موجودا إطلاق سراح 250 أسيرا، وهو موجود على جدول أعمال المفاوضات، الصفقة الخاصة بالـ104 تناولت أن يطلق سراحهم على 4 دفعات، وبدأت العراقيل قبل إطلاق سراح الدفعة الأولى، حيث قالوا إن هناك شخصا في الدفعة الأولى سيبعد خارج البلاد، ونحن نعلم بأن الصفقتين اللتين تمتا بهذا الشكل قبل ذلك، صفقة كنيسة المهد وصفقة شاليط، و كانتا معيبتين، بالمناسبة لا أحد يعرف حتى الآن كيف عقدت صفقة كنيسة المهد ومع من عقدت وأين أوراقها، كل ما في الأمر أنه تم الاتفاق على إبعاد عدد من الشباب من الكنيسة إلى غزة واسبانيا والبرتغال وايرلندا وغيرها، وإلى الآن لم يعودوا واعتقد أنهم لن يعودوا، وفي ذلك الوقت قلنا إن هذا خطأ لأن القانون الدولي يمنع إطلاقا طرد مواطن من بلده وهذه جريمة تعتبر بمثابة الخيانة العظمى.
 
ثم جاءت صفقة شاليط، وأخرج عدد كبير من الضفة إلى غزة، ومن غزة والضفة إلى الأردن وسوريا وتركيا وقطر، وهم بالعشرات، وأنا أقول لكم إنهم لن يعودوا لأن إسرائيل مجرد أن طردت شخصا لا يمكن أن تسمح له بأن يعود، بمجرد أن قالوا لنا إن هذا الشخص سنبعده قلنا لهم ببساطة نحن مع إلغاء الصفقة ولا نريدها، إذا كان سيطرد واحد فنحن نلغي الصفقة، وهذه الصفقة لا علاقة لها بالمفاوضات التي تم الاتفاق عليها والتي ستستمر، وإذا حدث أي تغيير بالعدد أو الشروط فنحن نلغي الصفقة كاملة، وانتهى الموضوع، ثم عادوا وقالوا إن هناك 16 أسيرا يحملون الجنسية الإسرائيلية ستسحب منهم، طبعا هناك من يقول عادي خليها تروح، لا فنحن نرفض هذا رفضا قاطعا، ونتمسك بأن يعودوا إلى ديارهم، وإذا عرضوا علينا هذا العرض سنرفضه وسنلغي الصفقة في أي مرحلة من مراحلها، المرحلة الأولى انتهت وبقيت المرحلة الثانية والثالثة والرابعة، وإذا قدموا مثل هذه الطلبات أو الشروط في المستقبل، أي الإبعاد أو عدم العودة إلى داره سنرفض، الشرط الأساسي لهذه الصفة أن 104 أسرى يعودون إلى بيوتهم، لا أريد واحداً من الضفة يبعد إلى غزة أو العكس، لابد أن يعود إلى بيته.
 
إذن المفاوضات كانت على أساس حدود 67 وعلى أساس المطالبة بـ250 أسيرا، والإفراج عن الأسرى ما قبل 1993، المفاوضات بدأت، يمكن صائب يشرح لكم ماذا حدث، ولكن إلى الآن لم يحدث سوى استعراض للمواقف، يعني عرض الموقف الإسرائيلي والرد عليه بالموقف الفلسطيني، ونحن ننتظر الفترة من 6 إلى 9 أشهر.
 
إذا حصل أي تطورات ثم حصل اتفاق، معروف أننا سنذهب إلى الاستفتاء، هذه نتيجة فأي اتفاق نتوصل إليه أو نقبله لن نكتفي بلجنة مركزية أو تنفيذية أو مجلس مركزي، بل سيذهب إلى الاستفتاء الشعبي في كل مكان لأنه يمثل الفلسطينيين في كل مكان.
 
موضوع الأخ مروان البرغوثي، نحن في كل مناسبة عندنا عنوان هو مروان البرغوثي ثم أحمد سعدات ثم كل القيادات، في كل مرة هذا الكلام نقوله، وصفقة 104 ليس لها علاقة بصفقة 250، وسيكون دائما وأبدا على جدول أعمالنا وهو ليس للاستهلاك المحلي، الأخ مروان البرغوثي سيكون على رأس أي مطلب، هو وأحمد سعدات والقيادات، يعني لم ننس أحدا ولن نتركه.
 
مروان البرغوثي يهمنا جميعا وسعدات كذلك، و4 أو 5 آلاف أسير يهموننا جميعهم، أنا تنازلت عن قصة الانضمام إلى المنظمات الدولية لأني أعرف ماذا يعني إطلاق سراح 104 بالنسبة لأهلهم، أي أسير عائلته تريده، وهذه المسألة معقدة جدا وصعبة جدا، كل مرة يخرجوا بحجة على أيديهم دماء، وقضية المنظمات الدولية التي أنا اعتبرها هامة جدا، ولكن قضية الأسرى تستحق تضحية، نحن مجهزين 63 طلب انضمام إلى 63 منظمة واتفاقية نذهب إليها جميعا، قلت الأسرى أهم الآن، ولذلك قبلنا أن يكون هذا مقابل هذا، يعني هناك 250 متفقين عليهم مع كيري من أجل أن نبحث أوضاعهم، سنطالب بالقيادات وبعد ذلك أي أسير يخرج أنا سأكون سعيد أنه خرج لأهله، أي أسير عزيز على أهله.
 
هذا هو موضوع المفاوضات، وليس لدي تفاصيل اكتر من هذا، قلنا أنها استعراض لمواقف ولكن أحب أن أقول لكمzzz*z اطمئنوا تماما مواقفنا هي نفسها مواقفنا السابقة، وهي يعني القدس على رأس مواقفنا، دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وبدونها ليس هناك حل، وكذلك جميع القضايا، الحدود والأمن وغيره.
 
لا دولة بدون القدس فهي خط أحمر مواقفنا معروفة، واعتقد أن المفاوضين حريصون كل الحرص على ذلك، لأنه كل واحد حريص على وطنه وحريص على حقوقه وكل واحد حريص على سمعته، ليس هناك استعداد للتفريط بالقضية الفلسطينية، طبعا لا أريد أن أرجع لمسلسل المفاوضات العبثية التي يقولها الآخرون، أنا أتحدى أن يقول لي أحد أن هناك تنازلا بعد 1988، أما المفاوضات منذ عام 1996 وحتى اليوم لا تزيد عن سنة كلها على بعضها، ونحن قاعدين في بلدنا ولن نغادرها، وهذه السياسة أكسبتنا الرأي العام العالمي، وخاصة في أوروبا التي سأتحدث عنها بعد قليل، ولكن سأعود قليلاً إلى المعارضة وأقول اطلعوا واحتجوا، ولكن المظاهرة يجب أن يكون فيها نوع من التهذيب ونوع من الأخلاق وبعدين ما تروح على الحواجز وتخلق لي مشكلة وأقعد أصلح من وراك.
 
أول أمس كانت هناك مظاهرة بصراحة كان فيها الكثير من البذاءة وقلة الحياء، بنات يتكلموا ما لا يقوله الرجال، يعني شيء عيب، لا يهمني من شارك ومن الذي خرج، لا يهمني يطلع يقول تسقط المفاوضات، ولكن سمعت في كفر ومسبات وكلمات بذيئة ومنافية لأخلاقيات شعبنا.
 
أي واحد يخرج ويتظاهر، وهناك معترضون في اللجنة المركزية أيضا، هذه قناعة شخصية، ولكن ما نخون بعضنا، لا تجوز الشتائم البذيئة والمنافية لأخلاقيات شعبنا، وهنا أحيي الشرطة والأمن على صبرهم اللا محدود، وانضباطهم اللا محدود، وأقول لهم هكذا نريدكم، لأنه ما عندي استعداد أضرب بنت كف، لا عيب البنت لا تضرب ولا الولد أيضا.
 
لا بد أن تسير الأمور صحيحا، وأن يتعلم أن المعارضة لها أخلاقها ولا يصل الموضوع يا لعيب يا اما خريب، طيب لماذا تريد أن تذهب للحاجز؟، مش فاضيين نخرب بلدنا مرة ثانية.
 
الوضع العربي
 
الوضع العربي يمر في فترة حرجة يوما بعد يوم، خاصة ما يجري في سوريا وما يجري في لبنان، ما يجري في لبنان، أريد أن أحيي سفيرنا في لبنان وشبابنا الذين تعاملوا مع أحداث لبنان، ليس فقط الأخيرة ولكن التي قبلها في صيدا، هناك مصالح متشابكة بين الطوائف وبين الأعراق والمذاهب ويريدوننا أن ندخل فيها، الشباب قالوا لا وسألوني قلت لهم طبعا لا نتدخل في الشؤون الداخلية، لا نتدخل لا نريد أحدا أن يرمينا كما رمونا في المرات الماضية ووضعونا وقودا لمعاركهم، ليس لنا علاقة، لا بعمل مع هذا أو ذاك، لما عملت زيارة إلى لبنان كل الأطراف طلبت لقاءنا وتشكرنا على هذا الموقف، وأتمنى أن نستطيع الاستمرار على هذا الموقف حتى لا نعرض لبنان ولا أهلنا لمخاطر جديدة.
 
ما يجري في سوريا أخطر بكثير، فالأمور وصلت إلى حد أن أميركا ستقوم بضرب سوريا بالصواريخ، ربما تأجلت الضربة لفترة لا نعرف، ولكن موقفنا الثابت هو إننا لسنا مع الضربة، طبعا نحن لا نقبل أن يقصف بلد عربي من الخارج،، نحن لا نسمح، ولكن ندين من استعمل السلاح الكيماوي ونريد حلاً سلميا للأزمة السورية، وأحب أن أقول لكم إننا قدمنا ورقة للحل السلمي قبلت بها كل الأطراف الدولية، أمريكا وروسيا والصين والكثير من الدول العربية والأطراف الداخلية، وهي الأساس الذي سيتفاوضون عليه الآن، لأننا قلنا من منطلق وطني قومي لا نريد للشعب السوري أن يشهد دمارا أكثر من هذا، ولا يوجد حل عسكري، ليس هناك حل عسكري في سوريا، لأنه نهاية الحل العسكري أمرين، الأول هو التقسيم على أساس طائفي أو عرقي، لتعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل عام 1924 عندما قسمتها فرنسا إلى أربع دول، دولة العلويين ودولة حلب ودولة دمشق ودولة الدروز، إضافة إلى دولة الأكراد، كذلك ستكون هناك حرب أهلية لا تنتهي.
 
إذن الحل الآخر هو الحل السياسي، يجلسون على الطاولة ويقدمون اقتراحاتهم، والروس والأمريكان قبلوا هذه الاقتراحات التي قدمناها، وليس لنا مصلحة أن نقول قدمنا، نتمنى لسوريا الخلاص من هذه الحرب ونتمنى للشعب السوري أن يحقق أهدافه، هذه هي سياستنا لذلك اليوم في الجامعة العربية فقلت لوزير خارجيتنا قل إننا ضد الحرب، كذلك ضد استعمال الكيماوي، هناك ناس يقولون المعارضة وناس تقول الحكومة، الذي يستخدم الكيماوي مخطئ، ونحن ضد ضرب سوريا، بمعنى لو العرب يضربون بعض نقول الله يصلحهم، ولا نتدخل، ولكن إذا اعتدى أحد على العرب نحن لسنا معه، مثلا نحن مع الإمارات فيما يتعلق بالجزر، ضد الاعتداء على دولة عربية، ومن هنا نحن ضد أن تستعمل أمريكا الصواريخ بضرب سوريا، وهذا هو موقفنا وسياستنا.
 
بالنسبة لمصر، سمعنا عما يسمى الربيع العربي لا نعرف من عمله ومن كان وراءه، اسمه الربيع العربي، صار في تغييرات، كانت علاقاتنا ممتازة مع زين العابدين بن علي وزرنا تونس بعده ثلاث مرات، ورئيس الوزراء الجبالي قابلناه أكثر من مرة، فنحن لا نتدخل، وذهبنا بعد مبارك وقابلنا المجلس العسكري، ومن ثم قابلنا محمد مرسي ثلاث مرات.
 
الوضع في مصر تغير، وخرج الشعب بملايين لم تحدث بالتاريخ، نحن شهود عيان، عندما يخرج الشعب المصري في 30 مليون على الأقل إذن هذه رغبة الشعب، ثم خرج مرة ثانية في 3 يونيو ومن ثم في 26 يونيو، ثم قال الفريق أول السيسي إذا بتطلعوا تفوضوني سأقوم بالواجب، وخرجوا فوضوه، ومرسي الآن في السجن، وجاء الرئيس الجديد المؤقت عدلي منصور قمنا بزيارته، علاقتنا وتأييدنا لما يريده الشعب،،نحن مع إرادة الشعب المصري، في قطر قبل ما يزيد عن شهر أظن حصل تغييرا طبيعيا، الأمير تنازل لابنه ذهبنا سلمنا على ابنه بحضوره هو وقلنا أنت شقيقنا وابنك كذلك، وقبل يومين دعونا إلى قطر، زرنا قطر، نريد علاقة طبيعية مع كل الناس وكل العالم يقف إلى جانبنا، نحن بحاجة إلى كل العالم، وكذلك زرنا اليمن والتقينا الرئيس عبد ربه هادي منصور، بعد الرئيس علي عبدالله صالح الذي عشنا معه 30 سنة.
 
علاقتنا هذه مع العرب ونريد أن نحافظ على هذه العلاقة لأننا نريد الدعم العربي معنا، والأمة العربية تقف معنا، وبهذه السياسة نريد أن نحافظ عليهم، ونريد دائما أن يساعدونا ولا نريد أن يكون أحد يكون ضدنا .
 
لا نريد أن نكون مثل حماس، التي كانت في حضن النظام السوري وكنا إحنا بره، والضغط علينا، حماس بلحظة وجدت أنه مصلحتها ليست مع النظام فكت وإلا هي برة، حتى بشيء من الفظاظة، هناك في مصر تدخلات من قبل حماس، وهذا الكلام ليس من الإعلام المصري، ولكن من داخل البيت، شو مصلحتك الشعب المصري 90 مليون تبعتله 30 او40 مقاتلا أو أكثر لماذا؟، أو تبعث له شوية متطرفين من هون أو هون لماذا؟، وأخيرا اعتقلوا رئيس الجالية المصرية لماذا، اقعدتوا 6 أشهر أو 3 أشهر، بعض إخواننا المصريين يحملون الفلسطينيين المسؤولية، شعبنا في غزة ليسوا ضد مصر، حماس التي تعمل كذا وكذا ضد مصر نحن ضدها، نحن بذلنا جهود مع الإعلام والمفكرين والخارجية أن هؤلاء الناس أقلية يحكمون غزة، والشعب الفلسطيني في غزة ليس معهم ولا يؤيدهم فانتبهوا.
 
المصالحة
 
نحن نقول إبعاد حماس ليس صحيحا، فحماس جزء من الشعب الفلسطيني ليس لدينا سياسة الإقصاء أو الإبعاد أبدا، ونحن غدا أو بعد غد إذا وافقوا على الانتخابات يتفضلوا نجلس معهم ونتفاهم على كل شيء.
 
طبعا وضع حماس الداخلي متضعضع والخارجي أكثر، ولكن نحن لا نريد أن نقول اللهم لا شماتة، ولكن هم بالأخير جزءا من شعبنا نريد أن نتعامل معهم فإذا عادوا إلى رشدهم نحن نرتب لهم الحماية، وصدقوني علي ضغوط شديدة من أمريكا وإسرائيل معروفة بأن المصالحة لا نريدها، علما بأن هناك تناقضا بالسياسة الأمريكية، المصالحة مع حماس لا يريدونها وبالمقابل يريدون أن يعود الإخوان في مصر، مع ذلك نحن نريد المصالحة بالشروط التي اتفقنا عليها في القاهرة والتي أعلنها خالد مشعل في القاهرة حدود 67، المقاومة الشعبية السلمية، وأبو مازن له الحق أن يفاوض وعندما ينتهي نتفق، ثم الانتخابات، هذه هي الشروط ليس هناك غيرها، مثلا لا يمكن أن نأتي ونقول لحماس عليكم أن تعترفوا بإسرائيل، لا يريدون أن يعترفوا، طبعا هم في مفاوضات مع إسرائيل وهي مستمرة ولم تنقطع، وهي تاريخية ولم تنقطع، ومع الأسف الشديد المفاوضات على الدولة ذات الحدود المؤقتة، لكن هم يقولون لا نريد أن نعترف.
 
هذا يقودنا للحديث عمن يذهب إلى الكنيست، نحن كل يوم نلتقي مع الإسرائيليين، تلفازنا يذيع خبر إنني اجتمعت مع ميرتس ومرة حزب العمل ومرة جنرالات، نحن نريد أن نكسب الإسرائيليين إلى جانبنا، ونريد أن يفهم المواطن الإسرائيلي أن حكومته مخطئة ونحن صح، لذلك علينا أن نسعى، لذلك لدينا دائرة الشؤون الإسرائيلية في اللجنة المركزية يذهبون إلى أي مكان، ويلتقون مع أي كان، فيأتون ويقولون كيف ذهبتم إلى الكنيست، هو يأتي إلي هنا، فإذا الكنيست مقدسة فهنا مقدس أكثر، هذا الكلام غير صحيح، يأتون عندنا ونذهب لعندهم لماذا اليوم كيف يذهب أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري، أنا من بعثت بهم وبتفويض من اللجنة المركزية، قلنا اذهب واجتمع وتكلم وناقش، قبل أسبوع جاءنا 6 نواب من ميرتس، وفي الكنيست جلس الوفد مع مجموعة تمثل 72 عضو كنيست وأقروا كلهم بالحل السياسي، ورفعوا علم فلسطين في الكنيست، فارجوا أن لا نتكلم كلاما يا سيدي من فوق الأساطيح، بمعنى هؤلاء الخونة الذين، ذهبوا ويلتقون، لا هؤلاء وطنيين مثلك، ويبحثون على المصلحة الوطنية مثلك، كلنا بنروح، ولا بد أن نلتقي ولنا ثوابتنا لكن لا نزاود على بعض.
 
موضوع المعلمين الوزارة على وشك الاتفاق معهم، لتنتهي المشكلة، رئيس الوزراء والأخ أبو إسماعيل رئيس دائرة شؤون المنظمات الشعبية في المنظمة وأبلغني أنهم تقريبا وصلوا إلى اتفاق معهم، ولكن لا أحد يحرض من ورائنا، نطالب بإنهاء الإضرابات التي ليست من مصلحة أولادنا، المهم أن نصل إلى اتفاق، وليس كل يوم والثاني نخرج بإضراب، هذه مدارس وطلاب، وإن شاء الله بتنحل.
 
أنا سجلت كل ملاحظاتكم عن الحكومة، ولكن أريد أن أتناول موضوعا في غاية الأهمية، المفروض أقرينا مؤتمرات للأقاليم وموعد المؤتمرات في 26 -6، صار مؤتمرين، أنا أقول يجب لألف سبب وسبب، لأن هناك انتخابات رئاسية أو تشريعية، ضروري أن يكون هناك استنهاض للحركة، هناك مؤتمر للحركة في شهر 8، إذن لا بد أن نحضر أنفسنا، وننهض بالحركة، عندما نقول الأقاليم يجب أن تمثل، من هي التي ستمثل، المنتخبة، لذلك يجب أن يكون لدينا نهوض بالأقاليم، وأنا أرجو أن يكون هناك دفعا للأمور إلى الأمام، فإذا اتفقنا على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نكون جاهزين، يجب أن يكون استنهاض للتنظيم، فالانتماء لفتح امتياز وشرف، والذي يريد فتح، لأنه يريد أشياء، أرجو أن ينتهي هذا وتنتبهوا له جيدا.
 
هناك قضية هامة جدا، وتوازي بأهميتها قرار الأمم المتحدة الذي حصلنا عليه في 29 نوفمبر، وهو أن الدول الأوروبية قررت مقاطعة منتجات المستوطنات، وإن شاء الله تستمر في هذا الخط لتنفذ قرارها في 1-1-2014، ماذا يعني هذا؟، أن كل الدول الأوروبية ترى أن المستوطنات غير شرعية، وإذا كنا نتذكر قبل أسبوعين عندما طالبنا كيري بموقف من المستوطنات خرج وقال إن المستوطنات غير شرعية، سمعتوا هذا التصريح .
 
لأول مرة أميركا منذ 25 سنة تقول هذا الكلام، الآن كل دول أوروبا مستعدة أن تقول هذه الكلمة ويمكن أن يمارس عليها ضغط لكي لا تنفذ بحجة أن هناك مفاوضات ولا نريد تعكيرها، نحن رأينا أنه يجب أن ينفذوا لأن هذا هو الطريق الوحيد للضغط على إسرائيل، هناك شيء أخطر، أن هناك أكثر من 60 دولة مواطنيها لديهم شراكة مع شركات تعمل في المستوطنات، 506 شركات لكن كم دولة مشتركة فيهم الله أعلم.
 
المهم أن هذه الشركات فيها شركاء بما في ذلك منتجات المستوطنات، يعني ليس فقط 28 دولة أوروبية، ولكن هناك دولا كثيرة صديقة وغير صديقة وشقيقة، طبعا هذه ستجعلنا نفتح الأمور بصراحة، ولكن بمنتهى الهدوء لا نريد أن نخسر الناس، نريد الناس أن تتراجع عن هذا الموقف غير المقبول، كيف تشارك بشركة تستوطن عندي وتربح منها، وهذه مرحلة ثانية، أما المرحلة الأولى يوجد 28 دولة التي سنحاول بكل جهدنا أن نثبتها على موقفها لتنفذ ما تعهدت به في 1-1-2014، وهذه هزة لأن هذه الدول تقول عمليا إن الاستيطان غير شرعي، فإذا استكملت الحلقة تكون حقيقة توازي القرار الأممي الذي أخذناه ولم نستعمله حتى الآن، وإن استفدنا منه مبدئيا في الأسرى وكذلك نحن أحرار في الذهاب لكل المنظمات والمعاهدات وغيرها في الوقت المناسب.

 

كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال حفل عشاء أقامه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان في بيروت 3 تموز 2013

إنه لشرف كبير لنا أن نكون اليوم بينكم هنا في ربوع لبنان العزيز، البلد الشقيق الأبي الأشم بشعبه وتاريخه وحضارته العريقة ومنارة الشرق العربي الوضاءة وشقيق فلسطين، والجار الذي نكن له ولأهله كل المحبة والاحترام والتقدير العميق، شاكرين لكم فخامة الرئيس حسن ضيافتكم واستقبالكم.

بهذه المناسبة الطيبة التي تجمعنا اليوم، وعلى ثرى الأرض العامرة لا يفوتنا عن أن نعبر عن اعتزازنا الكبير بعلاقات الأخوة الراسخة التي تجمع بين شعبينا، ونسمو أن تبقى في نمو وازدهار مضطردين ولا يعكر صفوها شيء، فنحن منكم وأنتم منا، نحن أهل، نسعد لسعاتكم ونتألم لألمكم مثل ما هو شعوركم الكريم باتجاه فلسين أرضا وشعبا وقضية.

وأود في هذا المقام أن أركز في عبارات واضحة لا لبس فيها، بأن أبناء شعبنا الذين يقيمون في لبنان هم ضيوف عليكم أيها الأشقاء، هم جميعا تحت القانون في بلدكم الكريم الذي احتضنهم وآواهم ونصرهم في محنتهم محنة النكبة الفلسطينية، ونجدد القول أمامكم وسبق أن أكدناه مرارا وتكرارا، بأننا نرفض التوطين الذي أشير بشكل واضح وصريح إلى هذا المبدأ في مبادرة السلام العربية التي لن تخضع لا للتغير ولا للتبديل لأنها قرارات قمم عربية وإسلامية لا يستطيع أحد أن يغيرها أو يبدلها إلا بقمم أخرى، وإن شاء الله لا نريدها أن تتغير لأنها مبادئ وقيم سامية نريد ونسعى إلى تحقيقها. وبذلك نحن نرفض التوطين ووطننا هو فلسطين ولن نرضى عنه بديلا، والوجود الفلسطيني في لبنان مؤقت وسيأتي اليوم قريبا ليعود كل فلسطيني في الشتات إلى وطنه فلسطين.

وبهذه المناسبة نؤكد على وحدة الأراضي اللبنانية وسيادتها وهذه مسألة مقدسة في نظرنا ونعول على حماية الحكومة اللبنانية لأمن اللاجئين الفلسطينيين ورعايتهم في لبنان ونتطلع دائما إلى رؤية لبنان واحة من الأمن والاستقرار والرخاء.

وهذا يعني نحن ملتزمون بقرارات الوفاق الوطني اللبناني فيما يتعلق بوجود السلاح الفلسطيني كله داخل المخيمات وخارج المخيمات تبعا لقرارات الحكومة اللبنانية.

فخامة الرئيس،

تعلمون بأننا نبذل كل جهد ممكن من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام، وندعم الجهود الإدارة الأميركية ومساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونتطلع بشوق شديد لرؤية جهوده تحدث اختراقا ملموسا على مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي المعطل بسبب ممارسات إسرائيل وتعنت قيادتها وإجراءاتها الاحتلالية التعسفية بحق شعبنا وأرضنا المنافية للقانون الدولي ومع ذلك ما زلنا نتمسك بالسلام الشامل والعادل المفضي بحل الدولتين على أساس حدود 67 والقدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل إلا أن تكون القدس التي احتلت عام 1967 هي عاصمة لدولة فلسطين، ونرفض مبدأ أو أخبار أو سياسات الإسرائيليين الين يتحدثون عن القدس الموحدة. وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت عام 2002، وتعلمون أن المبادرة العربية لم تعد عربية فقط أو إسلامية فقط، بل أصبحت دولية لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من خطة خارطة الطريق التي أصبحت قرارا في مجلس الأمن يحمل الرقم 1515، إذا المبادرة العربية أصبحت مبادرة دولية وعلى الجميع أن يلتزم بها.

وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، فإننا نوليها الأولوية الكبرى، وقد توفق الجميع على إتمام المصالحة وفق اتفاقي الدوحة والقاهرة، ليسار إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية محتكمين بذلك إلى لشعبنا الذي هو مصدر السلطة، القضية تتوقف عند موضوع الانتخابات فإذا توافقنا على الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وبالتأكيد نحن نرحب بذلك، وأننا بدأنا عهودنا منذ عان 1996 بالديمقراطية ونريد أن نستمر بالديمقراطية الآن وضعنا بصراحة غير ديمقراطي لا وضع الرئيس ولا وضع المجلس التشريعي غير ديمقراطي، نحن نطالب بالديمقراطية بمعنى الانتخابات الحرة النزيهة، إن شاء الله يتم التوافق على هذا المبدأ ونصل إلى المصالحة الفلسطينية وننهي هذا الجزء الحزين من تاريخ شعبنا.

نأمل بتجنيب شعبنا من اللاجئين الفلسطيني الذي يعيشون في سوريا ولبنان والنأي بهم عن النزاعات الداخلية مؤكدين أننا لسنا طرفا بأي نزاع هنا أو هناك، ونحن بأمس الحاجة بدعم الجميع وتضامنهم مع شعبنا الذي يسعى لنيل حريته واستقلاله.

هذا المبدأ أعلناه منذ فترة طويلة منذ التحرك العربي منذ سنتين ونصف، أعلنا أنا لن نكون طرفا في أي من النزعات والصراعات التي تتم داخل الوطن العربية فأهل مكة أدرى بشعابها، هذه الشعوب أدرى بمصلحتها منا، نحن ضيوف على الجميع لم نتدخل ولن نتدخل في شيء سيبقى هذا موقفنا ونحن نحذو حذو أشقائنا في لبنان بالنأي عن النفس.

مرة أخرى أشكركم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والله أسأل أن يحفظكم وشعبكم ووطنكم من كل مكروه فقوة لبنان ووحدة دعم لصمود فلسطين وسند لها.

عاش لبنان وعاش لبنان وعاش لبنان وعاشت فلسطين


خطاب الرئيس محمود عباس في المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

المنعقد في البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية 25 أيار 2013

بسم الله الرحمن الرحيم


صاحب الجلالة الأخ الملك عبد الله الثاني بن الحسين،

سعادة السيد كلاوس شواب،

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة،

السيدات والسادة،

 في البداية أحب أن أقدم تهانيّ الحارة للأردن ملكا وحكومة وشعبا لمناسبة عيد الاستقلال، متمنيا لهذا البلد العزيز الشقيق دوام الاستقرار ودوام التقدم ودوام النجاح، إن شاء الله، أيها الأخوة في الأردن.

يأتي انعقاد هذا المنتدى اليوم في ظل ظروف بالغة الدقة والخطورة، يشهدها العالم، وتشهدها منطقتنا خاصة، تؤدي إلى تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية متسارعة ومتشابكة غير واضحة المعالم، تؤثر على مجتمعاتنا ولها مردودها على الأمن والاستقرار، وعلى خطط التنمية الاقتصادية المستدامة وديناميكيتها.

وأود هنا أن أشيد بالدور الطليعي الرائد الذي يقوم به المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعمل كل عام على جمع هذه النخبة الكبيرة والمميزة من رجال السياسة والمال والأعمال والاقتصاد والأكاديميين تحت سقف واحد، ليتناقشوا في السبل الكفيلة والناجعة للمضي قدماً بخطط التنمية والتطوير الاقتصادي والاجتماعي، وخلق بيئة ملائمة لتبادل الخبرات والآراء بشأنها.

وأغتنم فرصة انعقاد هذا المنتدى في ربوع الأردن الشقيق، لأعبر لأخي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عن جزيل الشكر وعميق التقدير، على دعوته الكريمة، واستضافته لهذا المؤتمر في ربوع الأردن الأبي العزيز، وإن هذا ليعكس ما تبذلونه، يا صاحب الجلالة، من جهدٍ واهتمام مخلص لتحقيق الأمن والسلام الشامل والعادل في المنطقة، والكل يشهد على جهودكم المخلصة ومساعيكم بهذا الشأن، مقدرين مواقفكم النبيلة والداعمة لأهلكم في فلسطين، لتعزيز صمودهم في وطنهم.

السيدات والسادة،

إن لفلسطين مكانتها الروحية والدينية وموقعها الجغرافي المتميز، إنها أرض الديانات السماوية الثلاث، أرض السلام التي يرنو إليها مئات الملايين من البشر.

وبالرغم من المعوقات الإسرائيلية، بعدم تمكيننا من استغلال كامل أراضينا ومواردنا الطبيعية، فإن فلسطين تتمتع بفرص واعدة، وآفاق رحبة وكبيرة في مجالات السياحة والاستثمارات الزراعية والصناعية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية من خلال الاستثمار في حقول الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وكذلك في مجالات النفط والغاز والبوتاس، وسواها من الحقول الاستثمارية الواعدة.

ورغم كل ما يضعه الاحتلال من عراقيل، فقد قام مستثمرون فلسطينيون وعرب، ومعهم صندوق الاستثمار الفلسطيني، ورئيس الصندوق د.محمد مصطفى الموجود هنا بيننا، بإقامة عدد من المشاريع السياحية والسكنية في رام الله وجنين، والمناطق الصناعية الكبرى في كل من أريحا وبيت لحم، والاستثمار في مجال الاتصالات والطاقة والإنتاج الزراعي.

وأصدرنا قوانين تحمي الاستثمار وتشجع على تطوير البنية التحتية، ولدينا حركةٌ مصرفية نشطة تشرف عليها سلطة النقد الفلسطينية، إلى جانب بورصة فلسطين النشطة، ومركز الإحصاء الفلسطيني، الذي يوفر المعلومات الإحصائية وفق أحدث المعايير الدولية.

السيدات والسادة،

إننا ندعوكم لزيارة فلسطين، والاطلاع بأنفسكم على الأوضاع، واستطلاع الفرص الاستثمارية المتوفرة والممكنة، ويمكنكم عقد شراكات مع المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين، فمثل هذه الأنشطة الاستثمارية تعزز صمود شعبنا، وتدعم تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا، وتعود بالمنفعة والفائدة على المستثمرين كذلك.

السيدات والسادة،  

بعد أيام معدودة سيكون قد مضى على احتلال أراضي الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وقطاع غزة، ستة وأربعون عاماً، وبعد عشرين عاماً من المفاوضات، ما زالت حكومة إسرائيل تراوغ وتماطل وتتهرب من استحقاقات السلام.

ومع ذلك، ما زلنا نقول إننا نريد السلام الشامل والعادل، ونريد الوصول إلى حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام، طِبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، والكل يعلم بأننا قد وفينا بالتزاماتنا كافة طبقاً للاتفاقات المبرمة، وأوضحنا مواقفنا ونوايانا، وقدمنا كل ما هو مطلوب منا.

إننا نشهد هذه الأيام تحركاً ملموساً، وجهوداً تبذل من أجل استئناف عملية السلام التي تلت زيارة الرئيس أوباما، عبر جهود الوزير جون كيري، وهذا يبعث الأمل في النفوس، فنحن ننتظر ومعنا المنطقة بأسرها والعالم، أن تثمر المساعي التي تبذل حالياً والمدعومة من الأطراف الإقليمية والدولية كافة، عن الوصول إلى حل يُنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، ويضمن لشعبنا حقه المشروع في دولته المستقلة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

وبهذه المناسبة، فإننا نجدد القول إن حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة ليس بديلاً عن المفاوضات، ولكنه حق من حقوق الشعب الفلسطيني، كما أنه سعي فلسطيني من أجل تأكيد مرجعية عملية السلام الذي نعمل على تحقيقه بكل تصميم.

السيدات والسادة،

إننا نسعى بكل عزم وتصميم لوضع حدٍ للانقسام الفلسطيني، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت ممكن، داعين جميع الأطراف إلى التجاوب مع الجهود المبذولة، ونحن ماضون، بإذن الله، في الاتجاه الصحيح.

قضية المصالحة تحتاج إلى نقطتين فقط، تم الاتفاق عليهما في كل من الدوحة ومصر، وهما: تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين، وإجراء الانتخابات؛ وعندما تتم الموافقة على إجراء الانتخابات سنذهب فورا إلى المصالحة، فهل نحن وهم راغبون في الانتخابات؟ هذا سؤال ليس لدينا جواب عليه.

السيدات والسادة،

وأوجه من هنا كلمة لجيراننا الإسرائيليين، بأن إنهاء الاحتلال لأرضنا، وإطلاق سراح أسرانا، ورحيل المستوطنين والاستيطان، وتفكيك جدار الفصل العنصري، هو ما يصنع السلام، ويضمن الأمن لكم ولنا، والفرصة ما زالت ممكنة لصنع هذا السلام، فتعالوا لنجعل السلام حقيقة ننجزها على الأرض، لتنعم أجيالنا الحاضرة والمستقبلية بثماره، وتعيش في ظلاله.
السيدات والسادة،

أشكركم على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وحسن الاستماع مثمنا عاليا كل جهد بذل لتنظيم هذا المنتدى العتيد، الذي أرجو أن يحقق كل غاياته المنشودة، مشيدا بما لقيناه من قبل الأردن الشقيق ملكا وحكومة وشعبا من حسن الاستقبال وحرارته، ومثمنين جهود صاحب الجلالة، القيمة لإنجاح أعمال هذا المنتدى الاقتصادي الهام.

والسلام عليكم

 

كلمة الرئيس محمود عباس لمناسبة الذكرى الـ65 للنكبة 14 أيار 2013

أيتها الأخوات،
أيها الإخوة،
يا أبناء شعبنا العظيم،

أحييكم أطيب تحية في هذا اليوم الذي نستذكر فيه النكبة التي حلت بشعبنا عام 1948، وهي مناسبة لأن أوضح ما أراه مصيرياً بالنسبة لقضيتنا، على ضوء واقعنا وواقع المنطقة حولنا والتي تشهد أحداثاً يحاول البعض استغلالها لتهميش قضيتنا الفلسطينية.

لقد حصلت النكبة عام 1948 في الأساس نتيجة خلل في موازين القُوى، فالدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وقفت إلى جانب قيام إسرائيل في حين افتقد الفلسطينيون والعرب عنصر القوة لغياب الوحدة فيما بينهم ولعدم توفر الدعم الدولي.

نستذكر اليوم، ونذكِّر بما جرى في أعقاب النكبة عام 1948، فقد خُيل لقادة إسرائيل أنهم حققوا مقولتهم zzz*zشعب بلا أرض لأرض بلا شعبzzz*z، وغدا الفلسطينيون في نظر العالم مجرد لاجئين بحاجة إلى المساعدة والإحسان.

في تلك السنوات الصعبة التي أعقبت النكبة تعرض شعبنا إلى كل أشكال المعاناة، سواء من بقي في وطنه أم من اضطر إلى اللجوء، فلا قيادة ولا مرجعية، في حين كانت الدول العربية الحديثة الاستقلال ساحة صراعات داخلية، ومشاريع وأحلاف أجنبية، وخطاب سياسي عاطفي ومزاود، بينما كانت إسرائيل تزداد قوة على الأرض، بعلاقاتها على المستوى الدولي وتأثيرها على الرأي العام العالمي، وبخاصة في الدول الغربية، التي تقبل الدعاية الإسرائيلية بعدم وجود شعب فلسطيني، وأن إسرائيل ضحية عداء الدول العربية لها.

أستذكر تلك السنوات المريرة التي عاشها جيلنا، وأقارن بين ما كنا عليه وما نحن فيه، نحن اليوم. نحن اليوم رقم وحقيقة لا يمكن تجاوزهما، فشعبنا اليوم أكثر وعياً وأكثر وحدة وأكثر تمرساً بالنضال، وأكثر تواجداً على الساحة الدولية، متسلحاً ببرنامج عمل وطني أقرته مؤسساته الرسمية ويتوافق مع الشرعية الدولية.
 
أيتها الأخوات،
أيها الإخوة،

عندما تعود بي الذاكرة إلى مسيرة خمسة وستين عاماً من النكبة، أرى جموع اللاجئين التائهين يتركون بيوتهم ومتاعهم وذكرياتهم، وأرى العائلات التي تفرق شملها، وأرى الآباء والأمهات يعيشون على حلم العودة، وأرى شعباً مصراً على الحفاظ على كرامته يكد ويكدح من أجل العيش الكريم، وأرى أمهات يرضعن أطفالهن حب فلسطين، وأرى جيلاً ينتفض من تحت ركام النكبة والهزيمة ويحمل السلاح، معلناً البداية لمرحلة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

فتحت راية منظمة التحرير الفلسطينية توحد شعبنا في أماكن تواجده كافة، وحظيت قضية فلسطين بالاعتراف تلو الاعتراف كقضيةِ تحرر وطني لشعب له الحق في تقرير مصيره، فاحتلت فلسطين مقعدها في جامعة الدول العربية، ونالت العضوية في منظمة التعاون الإسلامي، والعضوية في حركة عدم الانحياز، وأصبحت منظمة التحرير عضواً مراقباً دائماً في الأمم المتحدة، وصولاً إلى اعتراف الأغلبية الساحقة من دول العالم بفلسطين كدولة عضو مراقب في المنظمة الدولية، وعضواً كامل العضوية في منظمة اليونسكو.

لقد انتصرنا على من أرادوا طمس هويتنا وأنكروا حقوقنا وحاولوا نزع الشرعية عنا، قدمنا عبر مسيرتنا النضالية، وقدمت أمتنا العربية أيضاً، تضحيات غالية، فآلاف الشهداء البررة سقطوا، وعشرات آلاف الجرحى، ومثلهم من قضوا زهرة شبابهم في سجون الاحتلال، إنهم جميعاً أصحاب الفضل فيما وصلنا إليه من دعم دولي لحقوقنا، ومن تفهم لمواقفنا، إذ لا توجد اليوم دولة في هذا العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية تنكر حقنا المشروع في إقامة دولتنا المستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967.

كما أن ما تقوم به إسرائيل من استيطان وتهويد للقدس وحصار لقطاع غزة واعتقالات وأحكام ظالمة، أصبح محل إدانة من قِبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومن قبل كل أحرار العالم وشعوبه، ونلمس حجم التأييد والتضامن الدوليين مع حقوقنا في مختلف أرجاء العالم، فدول الاتحاد الأوروبي بصدد تنفيذ قراراتها بشأن مقاطعة إنتاج المستوطنات، وجمعيات الصداقة والتضامن مع شعبنا تنتشر في مختلف دول العالم.

ولمعظم مدننا الفلسطينية اتفاقيات توأمة وتآخي مع مدن العالم من أقصاه إلى أقصاه، ومقاومتنا الشعبية السلمية للاستيطان والجدار والتهويد يشارك في فعالياتها متضامنون أجانب ونشطاء سلام من إسرائيل أيضاً.

أيها الفلسطينيون: أخواتي، إخوتي، أبنائي، وبناتي، وأحفادي،

في ذكرى النكبة نستحضر مرارة الماضي ومعاناته، لنستفيد من التجربة، فلا نسمح بتكرارها أبداً .. أبداً، ولن نراوح ما بين اليأس والأمل، فاليأس ذاهب إلى غير رجعة، والأمل كبير بهذا الشعب الذي أثبت تمسكه بوطنه، فلا فلسطين إلا فلسطين.

إن أولوياتنا على المستوى الفلسطيني تتلخص في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة بين شطري الوطن، عبر التنفيذ الأمين لما اتفق عليه في الدوحة والقاهرة، أي تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة لمدة أقصاها ثلاثة أشهر تجري خلالها الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، حتى يختار الشعب الفلسطيني من يقوده للمرحلة القادمة.

والأولوية الثانية، هي توفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض بإنهاء الحصار الظالم لقطاع غزة، وبالحفاظ على أمن المواطن ودعم وتشجيع الاستثمار وحركة البناء والعمران لكي نفشل مخططات التهجير، ونحن على أرضنا باقون.

أما الأولوية الثالثة، فهي رعاية ومساعدة أبناء شعبنا في دول اللجوء والشتات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، فوجودنا في هذه الدول التي استضافتنا مشكورة وجود مؤقت لحين العودة، ولن نسمح بزج أبناء شعبنا في أية صراعات داخلية، فهذه سياستنا تجاه الوضع في سوريا اليوم، وهي كذلك في بقية الدول، عربية كانت أم غير عربية.

هذه باختصار أيتها الأخوات والإخوة أولوياتنا الفلسطينية في المرحلة الراهنة، أما على الصعيد العربي، فإننا نؤكد على أننا جزء من الأمة العربية العظيمة، نقدر التزامها وتضحيات أبنائها من أجل قضيتنا، ونحرص على تنسيق مواقفنا مع الدول الشقيقة دون استثناء العربية والإسلامية، ملتزمين بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، آملين عدم تدخلها في شؤوننا الداخلية إلا بما يخدم تحقيق وحدتنا على أساس القرارات والالتزامات الفلسطينية والعربية.

إن ثقتنا كبيرة بأشقائنا، فهم لن يقدموا على ما يضعف وحدانية التمثيل الفلسطيني، وكذلك فإننا نتطلع إلى وفاء أشقائنا بالتزاماتهم المالية في دعم صمود شعبنا، وبخاصة دعم صمود أبناء القدس التي تتعرض لأعتى عملية استيطان لتغيير معالمها، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، فالمسجد الأقصى المبارك في خطر، والصمود البطولي لأهل القدس ينتظر تنفيذ ما أقرته القمم العربية من دعم يشمل القرار الخاص بشأن شبكة الأمان المالي.

أيتها الأخوات،
أيها الإخوة،

ندرك وتدركون أننا جزء من هذا العالم نؤثر فيه ونتأثر به، ومن الطبيعي أن نُولي اهتمامنا لتمتين علاقاتنا مع مختلف دول العالم، التي تطورت مواقفها وزاد تفهمها لحقوقنا المشروعة، والدليل على ذلك ممثلياتنا على مستوى سفارة في أغلب الدول، وتأييدها واعترافها بنا شكَّل عامل ضغط كبير على الحكومة الإسرائيلية التي تتعرض سياساتها لعزلة متزايدة.
 

يا أبناء شعبنا العظيم،

لقد انتصرنا عن جدارة في نضالنا لكسب تأييد الرأي العام العالمي، ونحن ممتنون للدعم الذي تقدمه شعوب وحكومات دول العالم ومنظماتها الإنسانية والاجتماعية ونقاباتها لشعبنا.

كما أننا نتعاطى بكل ايجابية مع أية جهود دولية تُفضي إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967، عبر اللجنة الرباعية الدولية، ومن خلال التحرك الأميركي الذي يقوم به الآن وزير الخارجية جون كيري، متمسكون بثوابتنا الوطنية المنسجمة مع الشرعية الدولية، وهي قيام دولتنا المستقلة وعاصمتهما القدس الشريف، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194، ولن نقبل بمشاريع تنتقص من حقنا في دولة حرة ذات سيادة على كامل أراضينا التي احتلت عام 1967 وعلى حدودها ومواردها.

لقد أعلنا موقفنا بكل وضوح بأن الاستيطان نقيض للسلام، وبأن المفاوضات يجب أن تستند على حدود عام 1967، وأكدنا على أن صدق نوايا الحكومة الإسرائيلية، يتطلب إطلاق سراح أسرانا، وخاصة من اعتقل منهم قبل عام 1993، وكذلك المرضى والنساء والأطفال، والأخوة القادة وأعضاء المجلس التشريعي.

فالمفاوضات يجب أن تستند إلى المرجعيات والقرارات الدولية والاتفاقيات الموقعة والتفاهمات السابقة مع الحكومات الإسرائيلية، وتجميد الاستيطان هو التزام وليس شرطاً مسبقاً، فالاستيطان غير شرعي وغير قانوني.
إننا نريد سلاماً عادلاً يضمن الأمن للجميع.

أخواتي، إخوتي، أيها الفلسطينيون في الوطن والشتات،

في ذكرى النكبة نجدد العهد لشهدائنا، للقائد الخالد ومفجر ثورتنا الأخ أبو عمار، ولإخوانه ورفاقه الشهداء بأننا على العهد ماضون، فلا تنازل عن حقوقنا، ولا تفريط بذرة تراب من قدسنا الشريف، فالدولة كاملة السيادة قادمة بإذن الله، وتضحياتهم لا يمكن أن تذهب هدراً، وإننا نحيي في هذه الذكرى جرحانا، وأسرانا وأسيراتنا، مؤكدين بما لا يدع مجالاً للشك بأن الاهتمام بقضاياهم على رأس جدول اهتماماتنا، فلا سلام دون عودة الأسرى أحراراً إلى أحضان ذويهم وعائلاتهم.

تحية إليكم أيها الأخوة الفلسطينيون في فلسطين وفي كل ركن من أركان هذا العالم، وموعدنا قريب إن شاء الله لنحتفل معا على أرض دولتنا وفي رحاب قدسنا زهرة المدائن، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.

أحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس أمام مؤتمر القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين

 المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة 26 آذار 2013


بسم الله الرحمن الرحيم


صاحب السمو الأخ الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،

دولة الأخ نائب الرئيس العراقي د. خضر الخزاعي،.

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

معالي الأخ الدكتور نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية،

أصحاب المعالي والسعادة،

السيدات والسادة،

يسرني بدايةً أن أتوجه لأخي صاحب السمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بالتهنئة لدولة قطر الشقيقة أميراً وحكومةً وشعباً، على رئاستهِ للقمةِ العربيةِ في دورتها الرابعة والعشرين، في رحابِ هذا البلد العربي الكريم  المضياف بأهلهِ وربوعهِ، متمنين لسموهِ النجاحَ والتوفيقَ في رئاسةِ هذهِ القمةِ، التي نتمنى أن تخرج بأهدافها المنشودة، لتعود بالخير والمنفعة على أمتنا، وتعالج القضايا المصيرية والعمل العربي المشترك، وتنسق المواقف ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وفي الطليعة منها قضية فلسطين.
كما أتوجه بالشكر والتقدير لأخي فخامة الرئيس جلال طالباني على رئاسةِ بلادهِ الناجحة للقمة العربية السابقة، ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نعرب له عن أطيب تمنياتنا بالصحة والشفاء العاجل لفخامته، سائلين الله له العافية والمعافاة الدائمة، والعودة الميمونة إلى وطنه.
 
الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن قمتنا هذه تكتسي أهمية استثنائية في ظل ما يعصف بمنطقتنا من تحديات جسام، وما لكل ذلك من تأثيرات وانعكاسات على الوضع العربي وقضايانا المصيرية.
 

الإخوة القادة الكرام،

اسمحوا لي أن أجدد لكلٍ منكم خالص الشكر وعميق التحية والتقدير،  على وقفتكم النبيلة معنا في الأمم المتحدة، حينما قمتم بحشد الدعم والتأييد لحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في هذه المؤسسة الأممية، سائلين الله أن تكلل جهودكم وعملنا وإياكم في هذا العام بالنجاح، لتكريس دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وتجسيدها دولة ذات سيادة مستقلة على ترابنا الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف.


 فالمكانة القانونية التي اكتسبتها فلسطين بهذه الصفة الجديدة ستكون لها آثار إيجابية على تعزيز وضعها القانوني، وستدحض إدعاء إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، وزعمها، بأن أراضي الدولة الفلسطينية، هي zzz*z أرض متنازع عليها zzz*z حيث أصبحت فلسطين بهذا التصويت دولة تحت الاحتلال واجب إنهاؤه. 

ومن جهتنا فإننا، مسترشدين بما سبق واتخذتموه من قرارات، سنعمل بكل عزم وتصميم على تجسيد هذا القرار الأممي على الأرض، على أساس المرجعيات الدولية، من خلال إيجاد آليات ومنهجيةٍ جديدة لحل النزاع والصراع القائم، وذلك وفقاً لبرنامج زمني محدد وواضح المعالم، وعلى نحو يؤدي لوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، ويفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة. ويشمل هذا البرنامج قرار لجنة مبادرة السلام العربية بإيفاد وفد عربي وزاري الشهر القادم إلى واشنطن برئاسة رئيس اللجنة (دولة قطر)، و عضوية الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية للعمل على تنفيذ البرنامج المشار إليه آنفاً.

الإخوة القادة الكرام،

لقد تباحثت مع الرئيس الأميركي باراك اوباما قبل أيام عندما زارنا في دولة فلسطين حول قضايا الوضع النهائي كافة، حيث أكد لنا أن بلاده مصممة على تحقيق خيار الدولتين، من خلال المفاوضات. وأكدنا له من جانبنا التزامنا بمبدأ حل الدولتين على حدود العام 1967، والتزامنا بالمبادرة العربية للسلام، مؤكدين بأن وقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين ليست شروطاً فلسطينية، بل هي التزامات مترتبة على الحكومة الإسرائيلية من خلال الاتفاقات الموقعة وخارطة الطريق.

أما على صعيد القدس، فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج وحثيث على تهويد القدس الشرقية، وتغيير طابعها واقتلاع سكانها الفلسطينيين منها، والاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

من هنا، فانه لا بد من تحرك عربي إسلامي نحو هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدس، وتاريخها وحضارتها، ومعالمها وآثارها الدينية والروحية.

وبهذه المناسبة ونحن نتحدث عن الدفاع عن القدس، أقدم امتناني لاستمرار أخي جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية بالعمل والتنسيق معنا في بذل كل جهد ممكن لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.

أما القضية الأخرى الملحّة، والتي تشغل بال كل بيت فلسطيني، أيها الإخوة القادة، فهي قضية أبنائنا وبناتنا الأسرى والأسيرات البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين يتعرضون لانتهاكات خطيرة، وخاصة أولئك المضربين عن الطعام منهم،  وواجبنا أن نعمل على تحريرهم وإنقاذ حياتهم من براثن السجن والسجان الإسرائيلي البغيض، وإننا نعول عليكم في دعم جهودنا سياسياً وإعلامياً لإنقاذهم، وكذلك حث القوى الدولية المؤثرة، ولا سيما الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، لحمل إسرائيل على وضع حد لاحتلالها، وإطلاق سراح أسرانا كافة من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وهنا نثمن ما قامت به العراق بعقد مؤتمر في بغداد لدعم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ودعوتها لإنشاء صندوق للأسرى.
 
الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

يمر الشعب الفلسطيني بعملية عقاب جماعي ممنهج، زادت حدتها منذ سبتمبر 2011 وحتى مطلع العام 2013، وذلك بسبب إصرار فلسطين على الذهاب للأمم المتحدة لرفع مكانتها كدولة، ولم يكن هذا القرار من باب الترف السياسي بل للحفاظ على حقنا في أرض دولتنا الفلسطينية كما أشرت قبل قليل، على حدود العام 1967 ووقف الادعاء بأنها أرض متنازع عليها. لأنهم بهذه الصفة أيها الإخوة عندما يعتقدون ويدعي بأن الأرض الفلسطيني أرض متنازع عليها يعني أنه يستطيع أن يبني في أي  مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، هذه النظرية عنده منذ عام 1967 وهو يبني مدعيا أنها أرضه وعلينا أنها مختلف عليها وأنه علينا أن نتفق ماله وما لنا، أما الآن بعد قرار الأمم المتحدة أصبحت كل الأرض الفلسطينية عام 67 أرض دولة محتلة عليه أن يغادرها وأن يخرج منها ومن كل سنتيمتر منها بما في ذلك القدس الشريف.

وتمثل هذا العقاب بحجز أموال الضرائب الفلسطينية مما أدى لزيادة العجز في الموازنة الفلسطينية، إلى حد أنها لم تعد قادرة في الأشهر الأخيرة من العام 2012 وبداية العام 2013 على تحمل مسؤولياتها الأساسية ودفع كامل رواتب موظفيها الذين يصل عددهم إلى 168 ألف أسرة فلسطينية في الضفة والقدس وغزة.

ورغم ذلك فإن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن صموده وواجبه في الدفاع عن أرضه ومقدساته. إن مساعدة الشعب الفلسطيني الحقيقية تكمن في وقوفكم إلى جانبه باستمرار إلى أن يتم  إنهاء الاحتلال وقيام دولته وتحقيق استقلاله وسيادته على أرضه، وعندها سيكون قادراً على الاعتماد على  نفسه والوقوف على أقدامه وسد حاجاته الأساسية، فالعمق العربي يعزز صمود الشعب الفلسطيني البطولي في وجه آلة الاحتلال الإسرائيلي.

 لذلك فإن ما نتوقعه هو استمرار الوفاء بما تم التعهد به من التزامات مالية لدعم الموازنة وفق آليات قمة بيروت لعام 2002 والوفاء بشبكة الأمان المالية المقرة، في قمة بغداد.
 
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

نود الإشادة بالمبادرة الكريمة لصاحب السمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال مليار دولار بإدارة البنك الإسلامي للتنمية، وإعلان سموه المساهمة فيه بقيمة 250 مليون دولار، وأدعو الدول العربية القادرة الشقيقة للمساهمة فيه فور انتهاء أعمال هذه القمة الموقرة.

ولا يفوتني في هذا المجال بأن أشيد بالمملكة العربية السعودية ودورها في إنشاء صندوقي الأقصى والقدس اللذين تم إنشاؤهما بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في العام 2001، وهما الصندوقان اللذان شكلا معلمين بارزين للعناية الاستثنائية التي تولونها لنصرة أهلكم وشعبكم الفلسطيني، وتعزيز صموده في مواجهة العدوان والحصار، وآمل مواصلة رفده بما يلزم لاستمرار أدائه لدوره  وهنا أود أن أؤكد على أهمية دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس لترؤسه لجنة القدس وتفعيله لوكالة بيت مال القدس.
 
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي والسعادة،

إننا مازلنا عند موقفنا وجديتنا في العمل بكل ما أوتينا من عزم وتصميم، لوضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني الشاذة، والتي ألحقت أفدح الأضرار بقضيتنا،  ومع ذلك فإننا لا بد أن نعود مجدداً للشعب ليقول كلمته، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، للخروج من الوضع الراهن، وبالرغم من ذلك الانقسام، فإننا لم نتخل لحظة واحدة عن تحمل مسؤولياتنا تجاه مواطنينا، وأبناء شعبنا، في قطاع غزة، فنحن ننفق قرابة 130 مليون دولار شهريا من موازنتنا لتسديد الرواتب في قطاع غزة، وتقديم الخدمات لأهلنا في القطاع المحاصر الصابر الصامد وهذا ليس منة بل واجب علينا، الذي ندعو إلى رفع الحصار عنه فوراً.

وفي هذا الإطار فإننا نرحب باقتراح سمو أمير دولة قطر لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة بقيادة مصر على أساس اتفاقي القاهرة والدوحة. ومعلوم أن الاتفاق الذي عقدناه في الدوحة قبل أكثر من سنة يدعونا إلى تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين وفي نفس الوقت الذهاب إلى الانتخابات، نحن من جهتنا ملتزمون بهذا الاتفاق والذي أعقبه أيضا اتفاق القاهرة، ولذلك نرحب باتفاق صاحب السمو.

إننا نتطلع إليكم جميعاً لعمل كل ما بوسعكم، من أجل تجنيب أبناء شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون في سوريا من عذاب التشرد، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، وعدم الزج بهم في أتونها، فهم ضيوف على كل شقيق وصديق يقيمون بشكل مؤقت على أرضه، وسياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة وغيرها، ونتمنى لكافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية الأمان والاستقرار، لتنعم بالرخاء والنمو والازدهار، مؤكدين في ذات الوقت، بأننا لسنا طرفاً في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هنا، يكفينا ما لدينا من صراع ونزاع مع الإسرائيليين.

ختاماً، أرجو لمؤتمرنا هذا تحقيق غاياته المنشودة، وإيجاد الحلول الناجعة للقضايا المدرجة على جدول أعمال قمتنا هذه كافة وأتقدم بالشكر إلى أصحاب المعالي وزراء الخارجية لإقرارهم مشاريع القرارات كافة حول فلسطين آملين من الجميع توفير الآليات المناسبة لوضعها موضع التنفيذ.

ولا يفوتني أن أجدد التعبير عن جزيل الشكر والعرفان لدولة قطر الشقيقة، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيناه في ربوع هذا البلد العربي العزيز الأبي بشعبه وقيادته، ولطواقم الجامعة العربية وعلى رأسهم الأخ الأمين العام الدكتور نبيل العربي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي باراك أوباما

رام الله 21-3-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس باراك أوباما أود أن أرحب بالغ الترحيب بكم وبالوفد المرافق في فلسطين، السيد الرئيس ستلتقي خلال زيارتك بلادنا شعبا فخورا بتاريخه وتراثه وثقافته ورموزه، شعبا فتيا وخلاقا ومبادرا أجترح معجزة النهوض من أهوال النكبة ويواصل مسيرة أجداده الممتدة فوق هذه الأرض أرضه، شعبا يتمسك بحقوقه ويتماثل ويتوافق مع حقائق العصر ولغته وطرائقه ويبني مؤسسات دولة فلسطين مقدما نموذجا استثنائيا رغم كل الصعاب والعراقيل، إنه شعب فلسطين سيدي الرئيس، الذي يستقبلك اليوم يتطلع لنيل أبسط حقوقه حقه في الحرية والاستقلال والسلام ويتطلع لأن يحل سريعا اليوم الذي يمارس فيه حياة طبيعية وعادية فوق أرض دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس سيدة المدن بجانب دولة إسرائيل.

نحن سيدي الرئيس نؤمن أن السلام ضروري وأنه حتمي ونؤمن أيضا أنه ممكن، ونحن على قناعة أن صنع السلام بقدر ما يحتاج إلى الشجاعة السياسية، فهو يتطلب أيضا تجسيد النوايا الحسنة، والاعتراف بحقوق الشعوب واحترام الآخر ونشر ثقافة والالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها، وبالتأكيد لن يصنع سلام بالعنف ولا الاحتلال ولا الجدران ولا الاستيطان ولا الاعتقال والحصار وإنكار حقوق اللاجئين.

إننا في غاية السعادة لاستقبالك اليوم في بلادنا، إن شعبنا يشارك الشعب الأميركي ويشارككم شخصيا الإيمان بقيم المثل والحرية والمساواة والعدل واحترام حقوق الإنسان، ونحن وشعوب العالم شركاء في تحقيق سلام عادل ينهي الاحتلال والحروب ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الشعوب في منطقتنا.

لقد أجرينا اليوم أيها السادة والسيدات، جولة جيدة ومفيدة من المحادثات مع فخامة الرئيس أوباما، وكانت فرصة لأن نركز من جانبنا على ما يمثله استمرار الاستيطان من مخاطر كارثية على حل الدولتين وضرورة الإفراج عن الأسرى، وقد أكدت لفخامة الرئيس أن فلسطين قطعت شوطا طويلا وإضافيا من أجل صنع السلام، وأؤكد أننا جاهزون لتنفيذ التزاماتنا وتعهداتنا كافة واحترام الاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية كي نوفر متطلبات إطلاق عملية السلام وتحقيق حل الدولتين فلسطين وإسرائيل.

كما أننا نسعى جاهدين من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تشكل مصدر قوة إضافية لنا، كي نكمل مسيرتنا في صنع السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة، وإنني على ثقة متجددة أن الولايات المتحدة ممثلة بفخامة الرئيس أوباما والسيد جون كيري ستكثف جهودها من أجل إزالة العقبات أمام جهود تحقيق سلام عادل طال انتظار الشعوب له، وأود أن أشكر الرئيس على ما يؤكده باستمرار على التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وأن أشكره وإدارته على ما تم تقديمه في السنوات الماضية من دعم متعدد الأوجه للخزينة الفلسطينية العامة ولمشاريع التنمية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين zzz*zالأونرواzzz*z السيد الرئيس مرة أخرى أهلا وسهلا بك في فلسطينzzz*z.

كلمة الرئيس محمود عباس  بيوم المرأة 7-3-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

أتوجه بالتحية والتقدير والفخر للمرأة الفلسطينية في يومها العالمي هذا، فهي التي ربت الأجيال وزرعت في قلوبهم حب الوطن، وكانت شريكا للرجل في مواجهة المظالم التي لحق بشعبنا نتيجة النكبة والاحتلال الإسرائيلي.

فالمرأة نصف المجتمع والمربية للنصف الآخر، فهي المدرسة والحضن الدافئ، إنها الأم والزوجة والأخت والبنت، وهي المناضلة وهي الأسيرة والشهيدة والجريحة، ولذلك فإن حقوقها في المساواة مع الرجل ليست منة، بل هي أسس بناء وطننا ومجتمعنا السليم القادر على الصمود والتقدم.

لقد حظيت المرأة الفلسطينية بالدور الذي يليق بها في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، فقد نص إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 على صون حقوق المرأة وتعزيز دورها. كما أصدرت السلطة الوطنية الفلسطينية تشريعات متقدمة لتأكيد مبدأ المساواة ما بين الرجل والمرأة أمام القانون في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.

إن اهتمامنا بتكريس مبدأ المساواة بما يشمله من حقوق على الأصعدة كافة، تجلى فيما نص عليه القانون الأساسي لعام 2003 وتعديلاته، وقد حظيت حقوق المرأة في مجتمعنا وفي دولتنا بجل اهتمامي سواء كان ذلك في برنامجي الانتخابي أو في مصادقتي على الوثيقة الصادرة عن لجنة المرأة في الأمم المتحدة والموقعة بتاريخ 20 شباط 2013 والمتعلقة بالآليات المطلوب اعتمادها لإنهاء العنف ضد المرأة.
 
أخوتي وبناتي يا نساء فلسطين العزيزات،

إنني في يوم المرأة العالمي أؤكد قناعتي بأن شعبنا الذي ناضل من أجل حريته، لا يمكن أن يقبل بالانتقاص من حرية نصفه الآخر تحت ذرائع ومسببات يعود بعضها لمفاهيم وتقاليد بآلية، لذلك كانت مصادقتي على اتفاقية zzz*zسيداوzzz*z، كما أصدرت تعديلا على التشريعات الجزائية فيما يتعلق بمعاقبة الجناة في الجرائم المرتكبة وبأية ذرائع كانت.

لم يقتصر اهتمامي لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في مجتمعنا على القوانين والمراسيم، بل قمنا بتحقيق العديد من الانجازات بشأن نسب التمثيل للمرأة في مؤسساتنا التشريعية وفي مؤسساتنا التنفيذية بدءا من الحكومة إلى السلطات المحلية، وكذلك افساح المجال أمام المرأة في مؤسساتنا القضائية والأمنية.

أنا فخور اليوم بوجود عدد كبير من نسائنا في السلطة القضائية وفي الحكومة وفي المجلس التشريعي والمحافظات ورئاسة مجالس البلديات وأجهزة الأمن ومواقع متقدمة أخرى في مؤسسات الدولة.
إن فلسطين التي اعترف العالم بها كدولة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوف تتحقق سيادتها على ارضها قريبا جدا بأذن الله، وستكون فعلا لا قولا، دولة ديمقراطية بكل ما تعنيه الديمقراطية من تقاليد وقيم وليس من حيث انها مجرد صندوق انتخاب على أهميته، فالديمقراطية بالنسبة لنا هي ثقافة ومنظومة قيم إنها العدالة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص، وقبل كل ذلك المساواة.
 
أخواتي، بناتي،

إن شعبنا بكل فئاته وفي جميع اماكن تواجده يتوحد على هدف استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي أضر بمناحي حياتنا الوطنية كافة، بما في ذلك المرأة، لكي نقف صفا واحدا في وجه الاحتلال الإسرائيلي ولكي نتقدم بخطى حثيثة لإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق الحرية لشعبنا وإطلاق سراح اسيراتنا وأسرانا البواسل.
تحية للمرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، التحية والإجلال لأم وزوجة وأخت وابنة الشهيد والأسير والجريح، التحية لكن يا كل نساء فلسطين.

 

كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس في باكستان 17 شباط 2013 

 

أخي الرئيس آصف على زارداري،

أخي رئيس الوزراء رجا بيرفيز أشرف،

أصحاب السعادة السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا اليوم حاملا مشاعري الأخوية الحقيقية، واحترام وتقدير الشعب الفلسطيني الذي قدر موقف الباكستان المبدئي والتزامها الصادق تجاه الشعب الفلسطيني على مر السنين وتجاه قضيته العادلة في الهيئات الدولية وعلى جميع المستويات.

وبهذه المناسبة، يسرنا أن نجدد شكرنا وامتناننا لكم سيادة الرئيس وإلى حكومتكم لدعمكم الدولي المقدم إلى فلسطين وخصوصا خلال التصويت في الجمعية العامة لرفع مستوى تمثيل فلسطين إلى دولة مراقبة.

مرة أخرى نؤكد أن أولوياتنا هي مواصلة العمل الجاد ودون كلل لتحقيق حقنا في الحرية والاستقلال، وإنهاء معاناة لاجئينا المستمرة خلال 65 عاما من التشرد. في الوقت نفسه نؤكد التزامنا تجاه الإفراج عن الآلاف من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، المقاتلين من أجل الحرية التي لا يمكن التخلي عنها.

كذلك فإن التزامنا موجه لإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، بقوة الاحتلال من خلال تعزيز صمود شعبنا في القدس وفي مقاومة الإجراءات التي تفرضها إسرائيل لتغيير طابع المدينة المقدسة وتغيير تكوينها ليس فقط كعاصمة أبدية لدولة فلسطين ولكن كوجود حي للتعايش بين الأديان.

الأخوة والأخوات،

على الحكومة الإسرائيلية أن تختار بين استمرار بناء المستوطنات غير الشرعية والحفاظ على احتلالها لأرضنا الحبيبة، وبين تحقيق سلام عادل وشامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع الأطراف في المنطقة على أساس قرارات الشرعية الدولية.

بالرغم من المظالم المذكورة أعلاه، نحن نحافظ على أيدينا ممدودة إلى السلام ونحن مستعدون تماما على إلزام أنفسنا على مواصلة العمل الجاد مع جميع الأخوة والأصدقاء، لتحقيق حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك مبادرة السلام العربية.

نحن نعتز وبكل فخر بالعلاقات الأخوية القائمة بين شعبينا، وعلى استعداد لإلزام أنفسنا في استكشاف آفاق جديدة للتعاون.

شاكرين لكم جميعا موافقتكم على بناء سفارة دولة فلسطين في إسلام أباد، على أمل أن نرى بداية للعمل في أقرب وقت ممكن. وهذه البادرة تؤكد مرة أخرى قوة علاقاتنا، وتعكس رغبة موجودة لتعزيز وتقوية وتعميق هذه العلاقة.

مرة أخرى السيد الرئيس أشكركم على دفء وكرم الضيافة التي حظينا بها خلال إقامتنا في بلدكم الشقيق. حمى الله شعبكم وبلدكم متمنيا لباكستان الاستقرار والمستقبل المزهر.

سيادة الرئيس، آمل أن أكون قادرا على استقبالكم في دولة فلسطين وأن نصلي معا في المسجد الأقصى المبارك في القدس عاصمة دولة فلسطين.

 

كلمة الرئيس محمود عباس أمام مؤتمر القمة الإسلامية المنعقد في القاهرة بتاريخ  7 شباط 2013

بسم الله الرحمن الرحيم


فخامة الأخ الرئيس محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية
فخامة الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال
الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأخ البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو،
أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

يسرني بداية أن أتقدم بالتهنئة لفخامة الرئيس محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية لتوليه رئاسة القمة في دورتها الحالية، متمنياً له كامل التوفيق والنجاح، آملين أن يعم الأمن والاستقرار في ربوع جمهورية مصر العربية، وأن ينعم شعبها بالرخاء والازدهار، وأنتهز هذه الفرصة لأشكر كذلك فخامة الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، على رئاسة السنغال الناجحة للقمة الإسلامية في دورتها السابقة.
 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أتوجه إلى كل منكم بأسمى عبارات التقدير والعرفان على دعمكم للتصويت في الجمعية العمومية لصالح فلسطين، مما أدى إلى حصولنا على اعتراف دولي، ورفع مكانة دولة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة.
 وهذا التأييد الدولي الواسع سيؤدي إلى تعزيز المكانة القانونية والدولية للقضية الفلسطينية، وسيمنع حكومة الاحتلال بعد الآن من الإدعاء بأن أرض الدولة الفلسطينية هي أرض متنازع عليها، لأنها وفق القانون الدولي أصبحت الآن أرض دولة ترزح تحت الاحتلالzzz*z منذ العام 1967، وتضم الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
وقد بدأنا في تجسيد هذا القرار على الأرض، ونسعى في نفس الوقت لإيجاد منهجية جديدة لحل الصراع القائم، على أساس المرجعيات الدولية وضمن برنامج زمني واضح بما يؤدي لإنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين.
أما إذا اختارت الحكومة الإسرائيلية الاستمرار في التوسع الاستيطاني، وخلق الأمر الواقع على الأرض، فإننا سنلجأ إلى إتباع جميع الوسائل المتاحة لنا بما في ذلك التوجه للمؤسسات الدولية.
وفي هذا السياق، فإننا نتوجه بالتقدير للمجلس الدولي لحقوق الإنسان، الذي أكد مجددا على عدم شرعية الاستيطان، وطالب إسرائيل بإنهاء وجودها الاستيطاني في أراضي الدولة الفلسطينية التي تنطبق عليها المادة 49 من  معاهدة جنيف الرابعة.
 

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

لا زالت معاناة القدس وأهلها ومقدساتها تتفاقم جراء السياسات التدميرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية فعلى مدى أربعة عقود ونصف، لم تتوقف آلة التهويد والطمس للهوية العربية والإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة، وفقاً لسياسة مبرمجة ومنهجية، ترمي إلى عزل المدينة المقدسة عن محيطها، وإحاطتها بثلاثة أحزمة استيطانية من جوانبها كافة، وتهجير أهلها منها.
إن ما يحدث في المدينة المقدسة وللأقصى من إجراءات وسياسات تعسفية، لا يقل عنه شراسة ووحشية وهمجية ما يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة الغربية كافة، واستمرار حصار قطاع غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع، والعودة بالمنطقة وشعوبها إلى دوامات العنف، والحيلولة دون جعل السلام الشامل والعادل المنشود واقعاً ملموساً على الأرض.
كل هذا وسواه، يجعل أمتنا الإسلامية اليوم مطالبة بأن تقف وقفة صلبة وصريحة لحث القوى العظمى على العمل من أجل الضغط على إسرائيل، بل وحملها على وقف سياساتها الاحتلالية والعدوانية على أرضنا وضد شعبنا، وإنهاء احتلالها، والذهاب إلى مجلس الأمن ليتحمل مسؤولياته تجاه هذه المحنة التي طالت لأكثر من خمسة وستين عاماً.
 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

بدعمكم وتضامنكم الأخوي نستطيع أيضاً أن نتجاوز الصعاب المالية والاقتصادية الخطيرة التي نعيشها، جراء الحصار والاحتجاز الإسرائيلي لأموالنا، وفرض القيود على اقتصادنا والسيطرة على مواردنا الطبيعية، ومياهنا الجوفية، ومنعنا من استغلال واستثمار أكثر من نصف مساحة أراضينا.
وفي هذا الإطار، فمن الضروري دعم مدينة القدس الشريف، ولا سيما تنفيذ الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية فيها، والتي تبناها مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي الرابع الذي انعقد في مكة المكرمة في شهر أغسطس/ آب 2012، كما وندعو الأمانة العامة، والبنك الإسلامي للتنمية لوضع آليات لحشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ خطة التنمية المشار إليها.
 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

 إننا نعمل بكل إخلاص، للخروج من حالة الانقسام، والمضي قدماً نحو إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي هي هدف ومصلحة ومطلب فلسطيني شعبي، مشيدين بجهود الأشقاء والأصدقاء كافة وبخاصة في مصر، الذين عملوا ولا يزالون يعملون معنا من أجل إنجازها، ولعل أسرع وأقصر السبل للوصول إلى هذه الغاية المنشودة، هو أن نتوجه إلى صناديق الاقتراع ليقول الشعب، مصدر السلطات، وصاحب القرار كلمته عبر الانتخابات. وبعد يومين إن شاء الله سيكون اجتماع بالقاهرة لإتمام الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.
 

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

رغم الظروف البالغة الصعوبة، التي تعيشها دولة فلسطين، ورغم الانقسام، الذي تعلمون ملابساته، إلا أننا لم نتخل ولا للحظة واحدة عن مسؤولياتنا تجاه مواطنينا وأبناء شعبنا في قطاع غزة، فنحن ننفق أكثر من 130 مليون دولار شهرياً من موازنتنا لتسديد الرواتب وتقديم الخدمات لأهلنا في القطاع المحاصر.
وإننا من على هذا المنبر الهام، لندعو المجتمع الدولي، وخاصة القوى الفاعلة فيه، وصاحبة التأثير، إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وأهلها، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتنفيذ المشاريع التنموية، مثمنين عالياً، ومعبرين عن خالص شكرنا، وتقديرنا العميق لجميع الأشقاء والأصدقاء الذين دعموا أهلنا، سواء بالمساعدات الإنسانية أو بإقامة المشاريع التنموية، وعمليات إعادة البناء والإعمار فيها.
        ونود الإشارة هنا إلى ضرورة أن نفرق بين الدعم الإنساني الواجب لأهلنا في غزة، والزيارات السياسية التي تأخذ طابعاً رسمياً، وكأن هناك كياناً مستقلاً في قطاع غزة، فمع ترحيبنا ودعمنا لأية جهود ذات طابع إنساني، فإننا لا نقبل أية زيارة أو سياسة تمثل مساساً بوحدة التمثيل الفلسطيني، ونعتبرها تعزيزاً للانقسام، وإضراراً بالمصالح الفلسطينية، وبالجهود المبذولة منكم جميعا لتحقيق المصالحة الوطنية.
 

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إننا نتطلع إليكم جميعاً لعمل كل ما بوسعكم، من أجل تجنيب أبناء شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون في سوريا، مما يتعرضون له من قتل وترويع وتهجير من منازلهم، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، فهم ضيوف على كل شقيق وصديق يقيمون على أرضه، وسياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل ولن نتدخل ولن نسمح لأحد منا أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة.
 

إخوتي القادة الأعزاء،

أرجو لمؤتمرنا هذا النجاح والتوفيق، والخروج بالتوصيات والقرارات التي نصبو إليها من أجل رخاء ونمو وتقدم وازدهار شعوبنا وأوطاننا الغالية كافة.

مُجَدِّداً مرة أخرى الشكر والتقدير الكبير لجمهورية مصر العربية رئيساً وحكومة وشعباً، على استضافة هذا المؤتمر في ربوع مصر العزيزة الأبية، مثمناً عالياً كل جهد تنظيمي ولوجستي بذل وقامت به مصر الشقيقة وطواقمها الفنية، وكذلك الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ممثلة بأمينها العام وطواقمها العاملة، معبراً للجميع عن خالص التحية والتقدير على كل جهد قدمتموه لجعل هذه القمة ناجحة وفاعلة ومثمرة بكل المقاييس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كلمة الرئيس محمود عباس أمام القمة العشرين للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا
 27 كانون الثاني 2013

بسم الله الرحمن الرحيم


فخامة الرئيس يايي بوني  رئيس الاتحاد الإفريقي،
أصحاب الفخامة والسيادة وقادة دول الاتحاد الإفريقي،
معالي السيدة زوما، رئيس مفوضية الاتحاد،
معالي السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة،
معالي السيد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية،
أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة الحضور،
 
أحييكم باسم شعبنا الفلسطيني وقيادته، وأشكركم على دعوتكم الكريمة لحضور هذه القمة الهامة، متمنيا لكم النجاح والتوفيق في تحقيق ما تصبون إليه من تعزيز لوحدة إفريقيا ونهضتها، وأهنئكم على الانجازات التي حققتها دول الاتحاد في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتعزيز الديمقراطية.

 
أحييكم باسم شعبنا الفلسطيني وقيادته، وأشكركم على دعوتكم الكريمة لحضور هذه القمة الهامة، متمنيا لكم النجاح والتوفيق في تحقيق ما تصبون إليه من تعزيز لوحدة إفريقيا ونهضتها، وأهنئكم على الانجازات التي حققتها دول الاتحاد في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتعزيز الديمقراطية.

إن جهود اتحادكم في بسط السلم والأمن وحل الخلافات والنزاعات، أسهمت في خلق حالة من الاستقرار في قارتكم إلى حد كبير، انعكست نتائجه في تحسين الأوضاع داخل كل دولة، وفي علاقات الدول بعضها ببعض ما مكنكم من تجاوز ما خلفه الاستعمار البغيض من فقر وأمراض ونقص في البنية التحتية.

وأمام التحديات التي تواجهها القارة اليوم، بما فيها ظاهرة التطرف الديني والإرهاب، فإن فلسطين تقف معكم في هذه المعركة المصيرية، فنجاحكم ودعمكم واجب على الجميع.

 وأوجه شكرنا لأثيوبيا حكومة وشعبا على حسن التنظيم والضيافة والاستقبال وأُحيي رئيس الوزراء الصديق هيلا ميريام ديسالين، متمنيا له كل التوفيق في قيادة بلاده، مستذكرين في هذه المناسبة، القائد العظيم ميليس زيناوي، فتحية إلى روحه الطاهرة، فهو خالد خلود القادة صانعي استقلال ونهضة إفريقيا.

أصحاب الفخامة، السيدات والسادة،

لحضورنا قمتكم اليوم معنى خاصا، فبفضلكم أصبحت فلسطين دولة مراقبا غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فشكرا لكم باسم كل فلسطينية وفلسطيني أيها الأشقاء في إفريقيا على تصويتهم الايجابي، إذ لم تصوت أي دولة افريقية ضد مشروع القرار.
لقد أثبت اعتراف 138 دولة مقابل معارضة تسع دول فقط في الأمم المتحدة بدولتنا الفلسطينية على أراضينا التي احتلت عام 1967، وهي قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، أنها دولة أرضها محتلة وليست zzz*zأراضا متنازعا عليهاzzz*z.

إن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والمفاوضات على هذا الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو ما يؤدي إلى حل الدولتين، ولذلك أعلنا مرارا وتكرارا، بأننا مع المفاوضات التي تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وبأننا لا نريد نزع الشرعية عن إسرائيل، بل نزع الشرعية عن استيطانها واحتلالها وممارساتها وقوانينها.
لذلك لا توجد شرعية لمواصلة إسرائيل حصارها شعبنا في قطاع غزه، ولا شرعية للقوانين العنصرية ضد شعبنا في الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية عاصمة دولتنا، والتي تشمل هدم بيوت المواطنين الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم واعتقال الآلاف تحت ذرائع مختلفة.

قد تتغير طبيعة الائتلافات الحكومية في إسرائيل ولكن متطلبات السلام لن تتغير، بدءا بوقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين وبما يشمل حل قضايا الوضع النهائي كافة، بما فيها القدس واللاجئين ووصولا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود الرابع من حزيران عام 196.
إضافة لإطلاق يد مستوطنيهم للاعتداء على أماكن العبادة، وإتلاف المزروعات، وتخصيص طرق خاصة لهم، وتغيير أسماء مدننا وقرانا، ومصادرة أموالنا من عائدات الضرائب، وغيرها من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وللمبادئ التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة لا حصر لها.
 

أصحاب الفخامة والسيادة، السيدات والسادة،

ممارسات الاحتلال هذه بمجموعها، ما هي إلا انعكاس لعناصر نظام فصل عنصري، نظام أبارتايد، يتم تطبيقه بالقوة وتحت مسميات مختلفة على أرض فلسطين المحتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكما قاومتم جميعكم نظام الأبارتايد في قارتكم ودحرتموه دون رجعة، فإننا في فلسطين، نقاوم الأبارتايد الإسرائيلي، عاقدين العزم أيضا على دحره.
 
أصحاب الفخامة، والسيدات والسادة،

نحن صامدون وثابتون على أرضنا، وعلى صعيد وضعنا الفلسطيني نحن على وشك انجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، كما أننا نبذل أقصى ما نستطيع من جهود لتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا نتيجة الأحداث الدموية في هذا البلد الشقيق، بانتظار عودتهم وبقية لاجئينا إلى وطنهم ودولتهم.     

وفي الختام أكرر الشكر لكم ولشعوبكم على دعمكم المتواصل لأشقائكم في فلسطين من أجل نيل الحرية والاستقلال، وثقتنا كبيرة بأن احتضانكم لفلسطين وقضيتها الذي بدأ منذ ولادة منظمة الوحدة الإفريقية وصولا إلى الاتحاد الإفريقي، سيتعزز ويتطور حتى نحتفل معا في رحاب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، في القدس عاصمتنا الأبدية.

عاشت إفريقيا
عاش الاتحاد الإفريقي
وعاشت الصداقة والأخوة الفلسطينية- الإفريقية، والعربية- الإفريقية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتهى

 

كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال الاحتفال بذكرى المولد النبي الشريف 24 كانون الثاني 2013
بسم الله الرحمن الرحيم


zzz*zسبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من أياتنا إنه هو السميع البصيرzzz*z
صدق الله العظيم
.

نستذكر اليوم في هذه المناسبة الجليلة المباركة نحن أبناء فلسطين حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من اللؤواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا أين هم يا رسول الله قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدسzzz*z صدق رسول الله.
 
أيتها الأخوات والأخوة،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نحتفل سويا بهذه الذكرى العطرة ميلاد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي منحه الله نبوة كاملة فكان خاتم الرسل والأنبياء وإمامهم مستلهمين فضيلة الاقتداء بسيرته بكل ما تحتويه من عبر ودلالات نحتاج إليها لمواجهة الواقع الذي نعيش فيه، بكل ما يحمله من مصاعب وتحديات وآلام  واجهتنا ونواجهها بالإيمان والإرادة والتصميم حتى ننتزع حقوقنا المشروعة مهما كانت التضحيات.

نجتمع اليوم ونحن بجاحة لاستيعاب عبر ودلالات رسولنا الكريم في الإيمان المطلق بما هو حق حتى ينغرس الأمل بالقلوب والنفوس لان الظلم زائل والاحتلال زائل، وأن ظلام السجون زائل وأن خيمة اللجوء زائلة، وأن الغد الذي سترتفع فيه أعلام دولتنا المستقلة على مآذن القدس وكنائس القدس ليس ببعيد إنشاء الله، كما ارتفعت أعلامنا في مقر الأمم المتحدة وعواصم 138 دولة، أكثر بكثير من الدول التي تعترف بكثير من الدول، لدينا اعترافات أكثر بكثير من كثير من دول العالم، الدول التي اعترفت بفلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة رغم كل الضغوط وقوة ونفوذ من عارضنا ووقف ضدنا.

 إن هذا الانجاز غير المسبوق يؤكد أن النصر قادم بإذن الله بوحدة شعبنا وبدعم أشقائنا وبتضامن أصدقائنا محبي الحرية والعدالة في هذا العالم، وبالأمل والعمل نقترب من تجسيد دولتنا على الأرض وعاصمتها الأبدية قدسنا الشريف، مسرى صاحب الذكرى ومعراجه ومربط براقه وموطئ قدميه، وهو يسير على ترابها وصخرها، يؤم رفاقه من الأنبياء في تأكيد وحدة الأديان وعلى الأخوة بين البشر، فالإسلام دين سلام، والسلام عدالة والعدالة هي الحرية والناس ولدوا أحرارا ولا فضل لعربي على أعجمي ولا للون على لون ولا لجنس على جنس إلا بالتقوى.
 
أخواتي وإخواني،

من أجل استعادة حقوقنا علينا إتباع سياسات عاقلة وموزونة بدون مغامرات غير محسوبة قولا وفعلا، وهذا نهجنا الذي أدى إلى عزل سياسات إسرائيل الاستيطان والعنصرية على المستوى الدولي وإلى إدانة ممارساتها في القدس وباقي الضفة الغربية وحصارها الظالم لقطاع غزة، نحن اتهمنا أكثر من مرة بأننا نشن عليهم حربا إرهابية دبلوماسية قانونية، وهذا التعبير لا أفهم ما معناه، كيف يمكن أن نشن عليهم حربا قانونية إرهابية وهل استعمال القانون إرهاب؟ وهل استعمال الدبلوماسية إرهاب؟ ولكنهم حاولوا أن يضعوا هذا في أذهان العالم لأنهم لم يجدوا شيء آخر يتهموننا به إلا هذه التهمة التي نعتز بها. نحن نشن حربا دبلوماسية للحصول على حقوقنا وهذا من حقنا ونشن حربا قانونية للحصول على حقوقنا وهذا من حقنا، نشن حربا لعزل سياسة إسرائيل في أرضنا وهذا من حقنا، نشن حربا لنزع شرعية دولة إسرائيل وهذا من حقنا وسنستمر في هذه السياسة.

غير أن الإدانات على أهميتها لم تعد كافية أمام التعنت والاستخفاف بالشرعية الدولية، فالقدس وأهلها يتعرضون لأشكال متعددة من العنصرية، فالمدينة محاصرة بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري وبيوت سكانها الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين تصادر أو تهدم، والضرائب الباهظة المتعددة الأشكال تهدف إلى إخراجهم من مدينتهم، والأقصى المبارك يتعرض لسياسات عدوانية لساحاته من قبل غلاة المتطرفين الإسرائيليين، حتى المقابر ورفات آلاف الأولياء والصالحين لم تسلم من الاعتداءات الإسرائيلية، ومقبرة مأمن الله اليوم في خطر كبير، لذلك لابد من مواقف عملية وإجراءات تترجمها ولابد أن نطرق كل الأبواب الدولية ولدينا ما نقول وما نفعل، الآن لدينا ما نقول وما نفعل، ولن نسمح ان تستمر هذه المهازل كما مرت في الماضي.

وعندما أصبحنا دولة مراقب -لا بأس- عضو مراقب -لا بأس- وقد طرقنا الأبواب للحصول على عضوية كاملة وذهبا إلى مجلس الأمن وصدت الأبواب في وجوهنا ولم نيأس وأعدنا الكرة مرة أخرى إلى الجمعية العامة وعملنا سنتين نطرق كل أبواب العالم من أقصاه إلى أقصاه ومن اليابان إلى كندا، واستجاب العالم وأصبحنا دولة، وبنظر القانون الدولي نحن دولة منذ عام 1947 ولكن لم نحصل على شهادة الميلاد سرقوها، وأصبحنا بلا هوية، وناضلنا وقدمنا التضحيات واستشهد عشرات الألوف وسجن عشرات الألوف وجرح مئات الألوف إلى أن حصلنا على  دولة مراقب.

ومعنى دولة مراقب أن إسرائيل كانت تنظر إلى الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بأنها zzz*zأراض متنازع عليها، لنا أو لكم، هي لنا ولكم هي لنا وما تبقى لنا ولكمzzz*z، الآن أصبحت الأرض الفلسطينية أرض دولة محتلة، كما حصل لفرنسا في الحرب الثانية وللنرويج وألمانيا واليابان وكوريا، كثير من دول العالم احتلت وبقيت دولا، ونحن اجتاحتنا القوات الإسرائيلية واليوم يعترف العالم بنا أننا دولة تحت الاحتلال، أي أن كل الإجراءات التي اتخذت على أرضنا منذ عام 67 حتى اليوم باطلة، لأن اتفاقية جنيف الرابعة تقول إنه لا يحق للدولة التي تحتل دولة أخرى أن تغير في معالمها الديمغرافية أو تنقل سكانها للعيش في مكان آخر، على من ينطبق؟ بالتأكيد ينطبق علينا.

وهذه الخطوة تمت بصعوبة بالغة وبعناء شديد، ولا تتصوروا مدى العناء الذي عانيناه حتى في اللحظات الأخيرة قبل التصويت، لأننا كنا نشعر ونعلم ونعرف أن هناك ضغوطا ستؤدي إلى خروج عشرات الدول خارج القاعة حتى لا تصوت، وهذا الكلام في اللحظات الأخيرة، لذلك كنا نعيش بهاجس صعب، مع ذلك حققنا مع حققنا حتى الدول التي وقفت على الحياد جاءت بعد التصويت لتهنئنا وهذه النقطة يجب أن نفهمها.

النقطة الثانية لدينا أبواب العالم مفتوحة ليصل صوتنا إلى أي مكان وأي مؤسسة في العالم، لذلك أنا قلت هنا ولدينا ما نقول وما نفعل، ونحن ننتظر وسنرى وبيدنا أن نقول وأن نفعل وإن عدتم عدنا وسنستمر في سياستنا هذه حتى نحقق الانتصار، بالوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لقد طالبنا إخوتنا وأشقائنا العرب خلال القمة الاقتصادية قبل بضعة أيام بضرورة الإسراع بتنفيذ الخطة الإستراتيجية المتعلقة بدعم القدس والتي اتفق على تمويلها في قمتي سرت والكويت والكل تكلم وقالوا لابد لنا أن نحمي القدس وأن ندافع عن عروبة القدس وأماكنها المقدسة فقرروا خطة استراتيجية قدمناها لهم واعتمدوها وفي سرت، قرروا مبالغ وفي سرت الثانية قرروا مبالغ، وفي سرت الرابعة قرروا مبالغ ولكن شيئا من هذه المبالغ لم تصل ونحن ننتظر.

نحن نعرف أن هناك دعوات لتحريم زيارة القدس وناقشنا هذا الكلام مطولا مع كل ذي شأن وكل ذي علم، وقلنا من أين جئتم بالتحريم؟ لم يحصل لا بالقرآن ولا بالسنة مع ذلك قالوا حرام الذهاب للقدس، حرام أن تمسح دموع إخوانك وأن تقدم لهم دعما ما وتساعدهم للخروج من هذه العثرات التي يعيشون بها؟.

إن مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف القدس بحاجة إلى إمكانيات كبيرة تعزز صمود أهلها البواسل وهي بحاجة إلى زيت ولكن ليس زيت زيتون، زيت زيتون نحن نصدره ابعثوا لنا زيتا من النوع الآخر، ولكن إن شاء الله ربنا يهديهم ويبعثوا لنا القليل من الزيت، الرسول (ص) قال الذي لا يستطيع، وليس الذي لا يريد، كل واحد لا بد ان يحاول، المحاولة مفتوحة، مريض تعبان ممكن لكن يجب أن يكون في قلبك الرضا لترسل زيتا ومن لم يستطع فليرسل زيتا ليسرج في قناديل، اليوم في كهرباء والكهرباء زيت من هناك.
الزيت من عنا من بيت جالا أو بيت ساحور أو جنين، لكن اليوم تغيرت وزادت الحضارة.

نعلم صعوبة ما يواجهه شعبنا في الداخل والخارج وعلى مستويات مختلفة وتحظى كل قضية على ما تستحق من اهتمام وجهد فالألم يعتصر قلوبنا على الإنباء التي تصلنا من سوريا وخاصة من مخيم اليرموك ونبذل أقصى جهدنا منه ما هو معلن ومنها وما هو غير معلن لأننا نعرف أن إخوتنا في المخيمات يتعرضون لهجمات لا مصلحة لهم بها ولم يكونوا طرفا بها ولم يكونوا شركاء بها لأننا منذ بداية الحراك العربي قلنا لجميع الفلسطينيين نحن ضيوف في بلدان العرب وغير العرب لا نريد أن نتدخل في شؤونهم الداخلية ولا نريد أن يكتب علينا إننا وقفنا مع هذا الطرف، لكن نتمنى لهذه الشعوب أن تحقق ما تريد ومآربها وأمانيها لكن نحن لا نتدخل، وجاءت الأحداث في سوريا وقلنا نفس الكلام، في سوريا 600 ألف فلسطيني وعندما بدأت الأحداث في المدن الأخوة السوريين يذهبون للمخيمات يدخلون المخيمات، الشعار الآن من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن، أي من دخل المخيمات فهو آمن، الحمد لله، وبطبيعة الحال كان الفلسطينيون في سوريا أُصلاء كعهد كل هذا الشعب استقبلوا الأشقاء الذين استقبلوهم قبل 60 عاما وأكرموهم كما أكرمونا قبل 60 عاما واقتسموا معهم الرغيف كما اقتسموه معنا قبل 60 عاما، لكن عندما وصلت الأمور إلى مخيم اليرموك، لا ندري من تدخل هنا وتدخل هناك، واصطدم مع أشخاص من المعارضة، هو يضرب هنا والمعارضة تضرب هنا فبدأ الناس يخرجون من المخيم، المخيم به أكبر نسبة فلسطينيين وسوريين يعادلون نسبة الفلسطينيين، وأنا من الناس الذين عاشوا وتربوا وتعلموا في سوريا ولم أشعر بفرق بين فلسطيني وسوري لا في وظيفة ولا أكل ولا شيء، طيب أين سيذهب الفلسطيني الذي جاء لاجئا من وطنه إلى هنا، لا مكان يذهب إليه لأنه لا مكان يقبله، وهذه المأساة التي نحاول أن نعالجها بكل الوسائل ليبقى الفلسطينيون في بيوتهم إلى أن تهدأ الأمور، وفي لبنان عدد كبير، وقلنا لإخوتنا عندما تنتهي القصة سيعودون وعندما تحل القضية سيعودون لوطنهم، مأساة أضيفت لمآسينا، علينا أن نتحمل، فهذه النكبة الكبيرة أرجو الله أن تنتهي.

وبعد التلكؤ الذي واجهنا فإننا لا زلنا ننتظر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وأن يحذو بقية الأشقاء حذو المملكة العربية السعودية، هم لا يقصرون أبدا ويلبون وعندما شعروا بالأزمة بادروا، والباقي قال نعم، في القمة الاقتصادية وسنعمل على تأمين الاحتياجات، قلنا نريد شبكة أمان، لأننا عندما ذهبنا للأمم المتحدة يجب أن نعاقب، قلنا لإخوتنا وفروا لنا شبكة أمان والسعودية بدأت وبقية الدول أعطت مواعيد وان شاء الله تصل لنفي بالتزاماتنا.

أيها السيدات والسادة،،،

إن المصالحة بما تعنيه من توحيد للجهد والموقف الفلسطيني سياسيا وجغرافيا، كانت منذ اللحظة الأولى هدفا وغاية، أي منذ أن وقع الانقلاب، ثم منذ أن تولت مصر مسؤولية المصالحة، في أوائل العام حصل اتفاق تكريس لما اتفقنا عليه في الماضي، وهو أن نبدأ في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، نحن منذ 1996 فتحنا باب الديمقراطية، وكلها انتخابات شفافة ونزيهة ونتحدى، والآن كثير من الدول العربية تحذو حذونا، الآن مضى علينا مدة طويلة، لا يجوز أن نبقى بدون انتخاب 7 سنوات والمفروض يكون هناك تداولا للسلطة، وهذا الذي اتفقنا عليه والآن نقول لجنة الانتخابات المركزية المستقلة التي يترأسها الأخ حنا ناصر الذي هو من أبرز الشخصيات النزيهة والأكاديمية الذي لا يقبل تدخلا من أحد، فاللجنة مستقلة لا يستطيع أحد أن يتدخل في شؤونها، نذهب للانتخابات، ذهبت اللجنة في شهر 6 وبدأت بإعداد المكاتب على أن تنتهي في 2/7 ولكن في 3/7 أغلقت مكاتبها، ومنذ الانقلاب 300 ألف فلسطيني لم يسجلوا ولهم الحق في أن ينتخبوا ويترشحوا، الآن نحن متفقون على أن يعودوا ليستكملوا عملها إذا بدأوا تبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة من المستقلين والتكنوقراط لتشرف على الانتخابات، وهي مرحلة انتقالية، وإذا حصل في نهاية الشهر جيد ولكن إن لم يحصل سنحاول مرة أخرى ولن نمل، لأن الوحدة الوطنية من أهم العناصر التي تساعدنا على طلبنا الدولي، خاصة وأننا متفقون على أن الدولة وحدة واحدة جغرافية، إذن نحن تهمنا الوحدة الوطنية ونحرص عليها ونتقدم للشقيقة مصر التي بذلت كل جهد ممكن ولا زالت تبذل في سبيل إتمام المصالحة الفلسطينية ونسأل الله أن تتكلل جهودها بالنجاح لنطوي عاجلا هذه الصفحة القاتمة من تاريخنا الوطني.
تحية لأرواح الشهداء الأبرار وتحية لأسرانا البواسل وتحية إلى شعبنا في كل أماكن تواجده.

وكل عام وأنتم بخير وفلسطين بخير وقدسنا بخير
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

انتهى

 

 

كلمة الرئيس محمود عباس أمام الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية المنعقدة في الرياض 21-1-2013
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود،
الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
الأخ الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية،
أصحاب الدولة و المعالي والسعادة،
السيدات والسادة الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لي بداية أن أتوجه بالتحية والشكر لجمهورية مصر العربية على رئاستها للقمة خلال الدورة السابقة، وأتقدم بالتهنئة للمملكة العربية السعودية على تولى رئاسة هذه القمة للدورة الحالية، كما أتوجه الى أخي خادم الحرمين الشريفين، ومن خلاله لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بعميق التحية والتقدير،على مواقف الدعم والمؤازرة الثابتة والمبدئية، التي دأبت على وقوفها إلى جانب شعبنا الفلسطيني، عبر عقود خلت، وإلى اليوم، لتمكينه من استعادة وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة، والصمود على ترابه الوطني الفلسطيني.
 
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

بدعمكم ومساندة الأصدقاء حصلت دولة فلسطين على تأييد دولي واسع وصل إلى 138 دولة، جميعهم صوتوا لصالح رفع مكانة دولة فلسطين لدولة مراقب في الأمم المتحدة، الأمر الذي عزز المكانة القانونية والدولية للقضية الفلسطينية، وعليه فلن تتمكن حكومة الاحتلال الإسرائيلية  بعد الآن من القول إن أرض الدولة الفلسطينية هي أرض متنازع عليها، لأنها وفق القانون الدولي أصبحت الآن أرض دولة ترزح تحت الاحتلال منذ العام 1967، وهو ما يشمل  قطاع غزة والضفة الغربية، وبما فيها القدس الشرقية.

وقد بدأنا في تجسيد هذا القرار على الأرض، ونسعى في نفس الوقت لإيجاد منهجية جديدة لحل الصراع القائم وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات لجنة المتابعة العربية، وذلك بابتعاث وفد وزاري عربي للقاء الإدارة الأميركية الجديدة بعد تشكيلها، والاتصال بباقي الدول أعضاء مجلس الأمن الدائمين (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا)، وكذلك الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع القادمة من أجل التوصل الى مقترحات محددة على أساس المرجعيات الدولية وضمن برنامج زمني واضح بما يؤدي لإنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين.
أما إذا اختارت الحكومة الاسرائيلية الاستمرار في التوسع الاستيطاني وخلق الأمر الواقع على الأرض فإننا سنلجأ إلى إتباع جميع  الوسائل المتاحة لنا بما في ذلك التوجه للمؤسسات الدولية.
 
إخوتي القادة الأعزاء،

إنني آتٍ اليوم أحمل إليكم هموم أهلكم وأبناء شعبكم في فلسطين وعذاباتهم، ففلسطين اليوم تتعرض إلى حرب استيطانية يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا، الذي يقاومها بإيمانه وعزيمته وتصميمه على البقاء والصمود والتجذر في أرضه ووطنه، الذي لا وطن له سواه، ولا يرضى عنه بديلاً.

فالحصار والاستيطان ينتشر كالسرطان المدمر في أرجاء الضفة الغربية كافة بما فيها القدس الشريف، ولقد سمعتم مؤخراً عن إعلان حكومة الاحتلال عن نيتها لبناء آلاف الوحدات السكنية على الأراضي الفلسطينية في محيط القدس، مما سيؤدي الى عزل القدس وشطر الضفة الى قسمين، الأمر الذي نعتبره خطاً أحمر ولن نسمح به.

ولعلكم شاهدتم قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تعتدي على أبنائنا وبناتنا الذين وضعوا حجر الأساس لقرية باب الشمس على أرض فلسطينية في محيط القدس، رفضاً منهم للاعتداءات الإسرائيلية الاستيطانية على أراضي دولة فلسطين المحتلة، وخاصة في  القدس الشريف، وتثبيتاً لحقنا في العيش على أية بقعة من أراضي القدس وما حولها،  فلا معنى لأن تستقل فلسطين دون أن تكون القدس الشريف عاصمةً لها.

إخوتي، إن القدس في خطر شديد والأقصى ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية كافة في خطر أشد، فما تقوم به حكومة الاحتلال يهدف الى تحويل أهل القدس الأصليين، مسيحيين ومسلمين، إلى أقلية في مدينتهم، من خلال التضييق عليهم بفرض الضرائب الباهظة، وعمليات السيطرة والاحتلال والهدم للبيوت وإغلاق المدينة في وجه أهلها، وعزلها عن محيطها العربي الفلسطيني، هذا ناهيكم عن جدار العزل والفصل العنصري، الذي يخنق المدينة وفقاً لمخططات تهويدها، ويقطع صلاتها بهويتها التاريخية العربية والإسلامية.
 
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

وإلى جانب ما نعانيه من الاحتلال والاستيطان، فإننا نعاني أزمة مالية خانقة ومدمرة، فحكومة الاحتلال الاسرائيلية تحتجز أموال الضرائب الفلسطينية دون وجه حق، وتفرض على اقتصادنا حصاراً لا مثيل له، وهي تحول دون تمكين شعبنا من استغلال أراضيه وموارده.
ونحن نعاني منذ أكثر عامين من عجز تمويلي كبير ومرهق نتيجة عدم ورود ما يكفي من المساعدات الخارجية. وتفاقمت حدة الأزمة المالية مؤخراً من جراء احتجاز حكومة الاحتلال لأموالنا، الأمر الذي رفع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني إلى مستويات غير مسبوقة، ما يسبب آثاراً مدمرة على الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعاني أصلاً من حالة اختناق مزمنة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التضييقية المتواصلة.

وأمام هذا الواقع الصعب والمرير فإننا نعبر عن فائق شكرنا للأصدقاء والأشقاء الذين قدموا دعماً مالياً خلال الفترة الماضية، ويتطلع شعبنا إلى الدول العربية الشقيقة للوفاء بالتزاماتها المالية لمن لم يلتزم، وفق قرارات القمم العربية المتعاقبة وفي نفس الوقت تنفيذ قرارهم بشأن شبكة الأمان العربية التي أقرت في القمة العربية في بغداد، حيث أن حكومة الاحتلال الاسرائيلية تحتجز أموالنا منذ شهرين، كما أن الكونغرس الأمريكي يمنع تحويل مساعداته منذ ستة شهور.

وإننا على يقين تام بأن الأشقاء العرب سوف يتحملون معنا كلفة قرار الجمعية العامة الأخير، والذي جسد الشخصية القانونية والكيانية الجغرافية لدولة فلسطين وبعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967.

وفي ظل ما يحدث من اعتداءات محمومة على القدس فمن الضرورة مواصلة دعم صمود أهلها، ودعم المشروعات التنموية المقامة فيها، وتنفيذ الخطة الإستراتيجية لدعم القدس،  والتي اتفق على تمويلها في  قمتي  سرت والكويت.
ومن المهم مواصلة الأمانة العامة جهودها لحث الدول العربية على تسديد الحصص المقررة عليها تجاه دعم موارد صندوقي الأقصى والقدس ليكونا قادرين على تمويل مشروعات الخطة الإستراتيجية وما يتفق عليه.

هذا الى جانب دعوة zzz*zصندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي zzz*z، المنشأ بمبادرة من سمو أمير دولة الكويت والموكلة إدارته إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، لإعطاء الأولوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة المقامة في فلسطين وخاصة في مدينة القدس.
 
أيها الإخوة القادة،

إننا نعمل بكل إخلاص وقناعة من أجل طي صفحة الانقسام، وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة راسخة وناجزة على أرض الواقع، ونحن إذ نثمن عاليا الجهد الذي تبذله مصر الشقيقة والاهتمام الذي يوليه الرئيس محمد مرسي، كذلك كل جُهد يبذل من الأشقاء والأصدقاء كافة، لنؤكد من جديد بأن الخطوة الحاسمة والفاعلة التي ستجعل من المصالحة أمراً ناجزاً، هي الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني، وعندئذ تكون الكلمة للشعب، الذي هو مصدر السلطات.

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن الانقسام البغيض لم يمنعنا من العمل  للقيام بواجباتنا تجاه أهلنا في قطاع غزة، فنحن من ناحية ننفق حوالي 130 مليون دولار شهرياً في قطاع غزة موزعة على الرواتب والأجور والخدمات الاجتماعية، كالتعليم والصحة، بالإضافة إلى المساعدات الاجتماعية في إطار شبكة الأمان الاجتماعي، وما أمكن تنفيذيه من مشاريع تطويرية، بالرغم من الحصار الإسرائيلي الجائر، والذي ندعو القوى الدولية الفاعلة لإنهائه.
وإننا نتمنى على الجميع أن لا يمسوا وحدانية التمثيل الفلسطيني وتقسيم وتجزئة شرعيتها.
 
الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أود التوقف عند قضية لاجئينا الفلسطينيين في مخيم اليرموك، فما يحصل في سوريا الشقيقة يؤلمنا، ويدمي قلوبنا، ونود في هذا المقام أن نجدد القول والتأكيد على موقفنا الثابت، بأننا لسنا طرفاً في أي صراع أو نزاع يقع في أي منطقة من أرضنا العربية والعالم، إننا نتطلع لرؤية الوئام والسلام والحرية والعدالة تسود أقطار أمتنا العربية.

 ومن على هذا المنبر، ومن رحاب هذه الديار الطاهرة المباركة، نهيب بالأشقاء كافة في سوريا تجنيب أبناء شعبنا الذين يعيشون بينكم، ضيوفاً عليكم كلاجئين في مخيم اليرموك وسواه، ويلات هذا الصراع، ونطمئن إخواننا اللبنانيين أن نزوح بعض العائلات الفلسطينية من مخيم اليرموك إلى لبنان، هو وضع مؤقت وإننا نؤكد مرة أخرى على عودتهم إلى مخيماتهم في سوريا في الوقت الذي يتحقق فيه الحد الأدنى من الأمن، لأننا في الأساس إنما نتطلع إلى عودتهم إلى فلسطين.

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إننا اليوم بحاجةٍ إلى جعل قرارات قممنا حقائق ناجزة على الأرض، من أجل تنمية وتطوير مجتمعاتنا، و النهوض باقتصاداتنا، ومكافحة الفقر والبطالة والتهميش, وإعلاء شأن حقوق الإنسان, والمزيد من التفعيل لدور المرأة، وتأكيد العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية في البرامج التنموية وإيلاء اهتمام خاص بمتطلبات قطاع الشباب واحتياجاته.

ختاماً أتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح والتوفيق والخروج بالقرارات والتوجيهات، التي تعود على أمتنا وشعوبها واقتصاداتنا ومجتمعاتنا بالنمو والرخاء والازدهار والعيش الحر الكريم.

ولا يفوتني، أن أجدد الشكر والتقدير، للدول العربية التي سارعت بنجدتنا، بعد صدور قرار الجمعية العامة برفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، الأمر الذي أدى إلى حجز أموالنا من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتعرضنا لحصار مالي، وأخص بالذكر، ما قدمته المملكة العربية السعودية منذ أيام، وكذلك كل من الشقيقة الجزائر وسلطنة عمان، ولدينا كل الثقة بإخواننا وأشقائنا، بأنهم سيستمرون في دعمنا، كما فعلوا في الماضي.

 مثمناً عالياً ما بذل من جهود لإنجاح هذه القمة من قبل المملكة,والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وطواقمها الفنية.

بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*z وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون zzz*z
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته