خطاب سيادة الرئيس محمود عباس، في حفل العشاء
الذي أقامه رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما على شرف رؤساء الدول والملوك في بريتوريا
ألقاه وزير الخارجية "رياض المالكي" نيابة عنه بتاريخ: 7/1/2012
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب زوما،
أصحاب الجلالة والفخامة،
معالي رؤساء الوفود السياسية والحزبية،
الرفيقات والرفاق قيادة وأعضاء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي،
السيدات والسادة الحضور،
أحييكم جميعاً باسم شعبنا الفلسطيني، ويسعدني غاية السعادة، أن أشارك في هذا الحدث العظيم، بالاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، صاحب التجربة المميزة في مرحلتي النضال ضد نظام الفصل العنصري البائد، ومرحلة قيادة الدولة منذ التحول الذي حصل عام 1994.
إن علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالحركة الوطنية في جنوب إفريقيا، تعود إلى ما يقارب الخمسة عقود، بنينا وأقمنا خلالها أفضل أشكال التعاون والتنسيق على قاعدة الشراكة النضالية، والأهداف التحررية الإنسانية، ورفض العنصرية بكل أشكالها، وحق الشعوب المقدس في تقرير مصيرها.
لم تكن معركتكم سهلة، ولكن عدالة القضية، وحسن إدارة الصراع، أدت إلى النصر الذي تعتزون ونعتز به؛ فهنيئاً لشعب جنوب إفريقيا، وهنيئاً لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وهنيئاً لكم شخصياً، أيها الصديق العزيز جاكوب زوما، وللقائد الرمز نيلسون مانديلا؛ الذي قدم لشعوب العالم نموذجا للتضحية في سبيل الأهداف النبيلة، حيث تنعم جنوب إفريقيا اليوم، رغم كل المصاعب، بالحرية والمساواة، والدور القيادي على المستوى الإقليمي والدولي.
سيادة الرئيس، السيدات والسادة،
إن تجربة شعب جنوب إفريقيا المريرة تحت نظام الفصل العنصري البائد، والمعاناة من الظلم والتمييز والاضطهاد، تجعل هذا البلد وقيادته، الأكثر تفهماً لما يعانيه شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية والعنصرية، حيث يتواصل الاستيطان وتهويد القدس وإقامة جدار الفصل العنصري، والاعتقالات اليومية والحواجز، في تحدٍ سافر، وانتهاكٍ صارخ للشرعيةِ الدوليةِ وقراراتها ومبادئها.
لقد كان المناضل الراحل (أوليفر تامبو) صاحب رؤية تاريخية بشأن قضيتنا الفلسطينية؛ إذ قال حرفياً عام 1971 في اجتماع لمنظمة تضامن الشعوب الأفرو- أسيوية في طرابلس: "إن إصرار إسرائيل على استمرار احتلالها للأراضي العربية، ورفضها للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني جعل منطقة الشرق الأوسط، أرضية لصراع متفجر؛ مما يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين."
هذه الحقيقة التي تم التعبير عنها منذ أربعة عقود، لا زالت تتفاقم، بسبب عجز أو تخاذل أو انحياز أطراف دولية، لم تمارس مسؤولياتها في تطبيق القرارات الدولية بدون معايير مزدوجة، فلا يزال التعاطي مع إسرائيل وممارساتها وكأنها فوق القانون الدولي.
السيد الرئيس، حضرات السيدات والسادة،
العالم بأسره يجمع على إن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يستند إلى مبدأ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، وهو ما يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل؛
فالعالم أقر حدود دولتنا، والأمن بعد قيام الدولة يمكن أن تضمنه قوات دولية. ونحن على استعداد للوصول إلى هذا الهدف عبر المفاوضات، ولكن استمرار الاستيطان في أراضينا، الذي يرفضه ويدينه العالم كونه العقبة أمام السلام، يجعل عملية المفاوضات بلا جدوى، وهو الأمر الذي دعانا إلى الإصرار على إيقاف الاستيطان وتجميده كالتزام (وليس كشرط) من أجل العودة إلى المفاوضات، مطالبين إسرائيل بتنفيذ التزاماتها بوقف الاستيطان كما جاء في خارطة الطريق وقرارات الرباعية؛ من أجل العودة إلى مفاوضات ذات جدوى.
القادة الإسرائيليون يتحدثون عن قبولهم بحل الدولتين، ولكنهم يفعلون كل ما من شانه إفشال هذا الحل، معتبرين الأرض الفلسطينية المحتلة متنازعاً عليها في تناقض مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية التي تعتبرها أراضي محتلة، أو ما هو أخطر من ذلك، فهم يعملون على تهويد القدس الشرقية المحتلة وضمها إلى إسرائيل.
كان قرارانا بتقديم طلب نيل العضوية في الأمم المتحدة في أيلول الماضي، والذي نشكر حكومة جنوب إفريقيا على مواقفها، حقاً مشروعاً لنا استناداً إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 بشأن تقسيم فلسطين، أتاح ولادة دولة إسرائيل، في حين لم تقم الدولة الفلسطينية، ونحن نطالب بقيامها اليوم على جزء من أرض فلسطين التاريخية، أقل بكثير مما نص عليه قرار التقسيم، أي على 22 بالمائة فقط.
من حق شعبنا أن ينعم بالحرية والاستقلال، بعد أكثر من أربعة وستين عاما من المعاناة تحت الاحتلال وفي مخيمات اللجوء والشتات، ففلسطين وشعبها ومؤسساتها وإجماع العالم على التضامن معها، تستحق نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، متطلعين إلى استمرار دعمكم جميعاً لنكون بإذن الله وفي اقرب وقت الدولة 194 في الأمم المتحدة.
سيادة الرئيس، السيدات والسادة،
في الوقت الذي نواصل مساعينا على المستوى الدولي، فإننا نعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، معتمدين عليكم وعلى خبرتكم وعلى دوركم، مؤمنين كل الإيمان بدور بلادكم، وبدور أشقائنا في دول الاتحاد الإفريقي، فنحن من دفع الثمن غالياً لسنوات طويلة من الاستعمار والقهر والظلم والتهميش.
عاشت جنوب إفريقيا، وعاش حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. وعاشت الصداقة والإخوة العربية والفلسطينية الإفريقية. وعاش حلمنا في عالم لا تمييز فيه بين البشر على أساس الدين أو العرق.
أكرر لكم جميعاً أطيب التحيات والتمنيات بهذه المناسبة التاريخية، أيها الصديق العزيز جاكوب زوما، ولشعب جنوب إفريقيا الصديق، وموعدنا قريباً بإذن الله، لنتشرف باستضافتكم في دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب الرئيس محمود عباس خلال أعمال المجلس الاستشاري لحركة فتح
التاريخ: 12/1/2012
الأخوة الحضور أعضاء المجلس الاستشاري،
نتمنى أن تكون جلسات المجلس منتظمة، وأن يمارس دوره في رفع مستوى العمل في حركة فتح، وفي تقديم الآراء والمشورات والمواقف الضرورية؛ من أجل أن ننهض بفتح، والمشروع الوطني، وأن نصل إلى النهاية التي نتوخاها، وهي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
في الفترة الماضية والحالية؛ مررنا ونمر بأحداث كثيرة، لابد أن نتوقف عندها لتكونوا على بينة لما يجري.
في البداية وبخصوص الموقف السياسي والمفاوضات، تحت هذا العنوان، كما تعرفون، نحن في الماضي أجرينا مباحثات ومفاوضات جادة مع الجانب الإسرائيلي، وبسطنا على طاولة البحث القضايا الأساسية الست، وكانت هناك تفاهمات (ولا أقول اتفاقات) حول مجمل هذه القضايا التي هي: الحدود، والأمن، والقدس، واللاجئين، والمستوطنات، والمياه، ولكن الذي حدث بعد ذلك أن الحكومة الإسرائيلية سقطت، وتوقف كل شيء، وانتظرنا حتى تجري الانتخابات وحتى تأتي حكومة إسرائيلية جديدة، وبعد فترة جاءت حكومة السيد بنيامين نتنياهو، وبدأنا المحاولات من أجل العودة إلى المفاوضات وكان طلبنا الأساسي أن يتوقف الاستيطان بشكل كامل، لنستطيع أن نناقش القضايا الأساسية.
بالتأكيد، لم ننجح بإقناع الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان، إلا ما أطلقوا عليه اسم الموراتوريوم، ومع ذلك لم تكن هناك مفاوضات بيننا وبينهم، إلا من خلال ما أطلق عليه المفاوضات التقريبية. وهذا يعني أننا نقدم أفكارنا للجانب الأميركي ليقدمها للجانب الإسرائيلي والعكس؛ حتى نتمكن من جسر الهوة بين الأطراف، إلا أن المدة كلها مضت دون الوصول إلى اتفاق.
وقبل سبتمبر الماضي -ربما بتسعة أشهر- قلنا للعالم وقلنا لأميركا ولأوروبا وللدول العربية: إننا إذا لم نتمكن من العودة إلى المفاوضات، فسنذهب إلى الأمم المتحدة.
واستمر النقاش واستمرت المساعي من أجل الوصول إلى اتفاق حول المفاوضات، ولكن لم نتمكن من ذلك، ولذلك قررنا وقت الذهاب إلى الأمم المتحدة، وقبلها بعام، دعينا إلى واشنطن، بنفس شهر سبتمبر قبل الماضي مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير، من أجل البحث عن صيغة للعودة إلى المفاوضات، وجلسنا ثلاثة أيام في واشنطن وفشلنا؛ وذهبنا إلى شرم الشيخ وفشلنا؛ وذهبنا للحديث مع السيد نتنياهو في بيته في يوم 16/9/2010، وجلسنا حوالي أربع ساعات بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلبنتون، لكن الاجتماع أيضا فشل؛ لأنه كان يؤكد على نقطة واحدة فقط، وهي الأمن، نحن نعرف أن الأمن بالنسبة لإسرائيل مهم وحساس، ولكن أيضا ما يطرح علينا لا يمكن أن نقبل به.
وما كان يطرح علينا هو أن إسرائيل تريد البقاء في غور الأردن وفي التلال المقابلة للأرض الفلسطينية لمدة أربعين سنة وبعد ذلك سنرى. هذا المفهوم أو هذا المنطق الذي انتهت به جلسات سبتمبر قبل الماضي، ولذلك؛ لم نستطع أن نفعل شيئًا. ونحن رفضنا بطبيعة الحال كما رفض هو، إضافة إلى هذا وقف الاستيطان. يعني المسألة لم تكن فقط وقف الاستيطان، وإنما مفهوم الجانب الإسرائيلي حول موضوع الأمن، ورفضه المطلق الحديث في قضية الحدود، قبل أن نتفق على مسألة الأمن، هذا كان المنطق الذي قدمه الإسرائيليون؛ لذلك لم ننجح؛ فذهبنا إلى الأمم المتحدة.
وقبل الذهاب إلى الأمم المتحدة كان هناك انطباع لدى الأمريكان والأوروبيين الإسرائيليين والعرب أننا غير جادين في الذهاب إلى الأمم المتحدة، بنفس الوقت كنا نلتقي مع لجنة المتابعة العربية، وفي كل مرة نقول نحن نريد الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على عضوية كاملة، وهي لا تتأتى إلا من خلال مجلس الأمن، هذا يعرفونه تمامًا.
الأخوة والأخوات،
في كل مرة، وفي كل بيان، كان يقال فيه: أن المنظمة ستذهب إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية كاملة، وعندما وصلنا إلى نيويورك استقبلنا عدد هائل من الوفود الأجنبية والعربية تجاوز عددهم 54 وفدًا، وجميعهم تقريبا كانوا يتحدثون شيئا غير الذي نريد، بمعنى الذهاب إلى الجمعية العامة أفضل من مجلس الأمن. وعندما يقولون zzz*zالجمعية العامة وأن الأرض ستكون مفروشة بالورود؛ كنا نعرف تمامًا أن هذا الموضوع لن يمر في الجمعية العامة، والحصول هناك على دولة غير عضو، وليس هذا فقط، وإنما يجب أن يكون مفهوما لنا أنه يستثنى من هذه الحقوق التي سنحصل عليها محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، بمعنى، لا يحق لنا الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية إطلاقا، وباقي المنظمات الدولية يمكن أن نتناقش بها.
إذن بهذا المفهوم كانوا يريدون أن نذهب إلى الجمعية العامة. وكان قرارنا في ذلك الوقت أن نذهب إلى مجلس الأمن، والحقيقة، إن ضغوطا هائلة مورست علينا حتى الدقائق الأخيرة (يعني حتى ساعات من قبل أن نقدم الطلب للأمين العام للأمم المتحدة)، لكننا رفضنا وذهبنا إلى مجلس الأمن، ولا زال الطلب موجودًا عند مجلس الأمن.
بذلنا جهودا خارقة في أمرين: الأول زيادة عدد الدول المعترفة بنا وحتى وصل 130 دولة، ثم محاولة إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالتصويت لنا؛ لأن مجلس الأمن لديه نظام يقول: إذا كانت هناك تسع دول يمكن أن ينجح القرار، ما لم يكن هناك فيتو؛ ولذلك كنا حريصين جدا على أن نحصل على تسع دول، ثم إذا جاء الفيتو هذه قضية لا حول لنا بها ولا قوة.
في الحقيقة لم ننجح في الحصول على تسع دول، وخذلتنا دول شقيقة إسلامية، بعد أن تعرضت إلى ضغوط هائلة، وكل الدول التي ذهبنا إليها كانت تتعرض لضغوط هائلة بعد التصويت لنا، ونجحنا في الحصول على تأييد ثمان دول فقط من تسع، مع ذلك قلنا: سنضع القرار في مجلس الأمن، والقرار بقي في مجلس الأمن حتى هذه اللحظة، ولن ينتهي إلا إذا قدم للتصويت أو سحب. ولا اعتقد انه بالإمكان سحبه، ونحن لن نسحبه، ولكن إذا أردنا أن نصوت، فسنقدم أو سنطلب من إحدى الدول الأعضاء أن تقدم المشروع بالورقة الزرقاء عندما يقال zzz*z بلو برنتzzz*z سيدخل للتصويت، وهذا يمكن أن يحصل في أي وقت، ونحن الآن نقيس كل الأمور وندرسها؛ لنرى ماذا يمكن أن نعمل.
في تلك الأثناء تقدمنا بطلب لليونسكو، هذا الطلب قدم قبل سبتمبر، قبل أن نذهب إلى مجلس الأمن أو إلى الجمعية العامة، وبدأ يتفاعل، وبدأت أيضا الضغوط الهائلة علينا لنسحب الطلب أيضا، أبرزها التلويح بوقف المساعدات الأميركية عن هذه المنظمة، وكذلك ستمنع المساعدات عنا.
واستند الأميركان في رفضهم لطلب فلسطين في اليونسكو إلى سببين:
الأول: أننا ذاهبون إلى الأمم المتحدة ولدينا الآن نشاط لمدة شهر أو شهرين، ولا حاجة إلى أن تشغلوا أنفسكم بقضايا جانبية، وكانت إجابتنا لهم zzz*zانتم ضد ذهابنا إلى الأمم المتحدة، يعني لماذا في هذه اللحظة أصبح ذهابنا إلى الأمم المتحدة مهمًا وتنصحونا أن نلتفت إليه، رغم أنكم وقفتم في وجه حصولنا على تسعة أعضاء في مجلس الأمن، وهذا يعني ؛نه سبب غير وجيه.
السبب الثاني: قال الجانب الأميركي لدينا قانون أصدره الكونغرس سنة 1989، يحرم التعامل مع الإرهاب، وأجبناهم هل نحن إرهابيون؟ ربما لا يقصدون، ولكن القانون يتعامل معنا كإرهابيين؟ قالوا القانون قانون، فأجبنا الأمريكان: أننا استقبلنا ثلاثة رؤساء جمهورية أميركية، وقدموا لنا مساعدات هائلة، ولنا علم مرفوع في واشنطن، ولا زلنا نعتبر إرهابيين! أو التعامل معنا كالتعامل مع الإرهابيين! هذا السبب يجعلنا نصمم على الذهاب إلى اليونسكو، قالوا: على كل حال، هذا عمل غير صديق وسيحرجنا، قلنا ما دامت هذه هي أسبابكم نحن ذاهبون لا محالة إلى اليونسكو، وحصّلنا في اليونسكو رغم الضغوط 107 أصوات، وكان ضدنا 14 صوتًا.
وسجل نصر لفلسطين برفع علمنا في باريس، إلا أن الأمريكان عادوا وقالوا: أين تذهبون بعد اليونسكو؟ قلنا ما هو المطلوب؟ قالوا: لا حاجة لأن تطلبوا طلبات لمنظمات أخرى؛ لأننا قادرون أن نقدم طلبات لمنظمات أخرى، فقالوا: هل ممكن أن تذهبوا أيضا إلى منظمات، ولكن نحن فعلاً نقرر ما نريد أن نعمل، هناك 19 منظمة يمكن أن نقدم لها الواحدة تلو الأخرى، وحدث نقاش، فقلنا لهم: لن نذهب لهذه المنظمات في الوقت الحالي، قالوا ما معنى الوقت الحالي، قلنا الوقت الحالي.
كانت الوفود تتوالي لمعرفة معنى كلمة zzz*zالوقت الحاليzzz*z، فقلنا لهم، نحن لن نذهب إلى أي منظمة قبل 26-1 باستثناء اثنتين، سنستمر في جهودنا في مجلس الأمن، وسنستمر في الذهاب إلى جنيف من أجل معاهدة جنيف الرابعة، فقد أخدنا قرارا بـ164 صوتًا يؤيدنا في جنيف، ونريد أن نرفع هناك شكوى على المحتل هنا؛ الذي يخالف اتفاقية جنيف، الباقي يمكن أن نؤخرهم لما بعد 26/1،
لماذا 26-1؟ لأنه في أيلول الماضي في الأمم المتحدة، أصدرت الرباعية بيانا قالت فيه: أنه خلال ثلاثة أشهر من تاريخ بدء عملها، لابد أن ينتهي موضوع الحدود والأمن، بمعنى أن ينهى الاتفاق على أسس الحدود والأمن، لأن هناك خلاف بيننا وبينهم حول الأسس، هم يرون الأمن بالشكل الذي تحدثت عنه، ونحن نرى الأمن في حدودنا، ونقبل طرفا ثالثا لفترة من الزمن، أما إسرائيل بعد الاتفاق، يمنع عليها التواجد في أراضينا. هذا مفهومنا. مفهومهم مختلف لحدود 1967، ولازالوا يتكلمون عن حدود الدولة المؤقتة، طبعا تذكروا ما هي الدولة ذات الحدود المؤقتة.
من جانبها اللجنة الرباعية أصدرت بيانا قالت فيه: إنه يتوجب على الطرفين أن يمتنعا عن الأعمال الأحادية، جيد، الأمن والحدود والامتناع عن الأعمال الأحادية، قلنا لهم لا بأس، ليس لدينا مانع، متى ينتهي هذا الموعد ينتهي في 26 -1، نحن مستعدون أن نجتمع مع الرباعية على انفراد، وأن نقدم لها رؤيتنا التي قدمناها أولاً وثانيًا وثالثًا وعاشرًا ومئة مرة قبل هذا التاريخ، وهي باختصار zzz*zحدود 1967 والأمن، ولن يكون أي إسرائيلي على أرضنا، مع إمكانية أن يكون طرف ثالثzzz*z.
هذا باختصار كل ما تحدثنا به، واجتمعت الرباعية أكثر من مرة معنا ومع الإسرائيليين، ونحن نقترب من الموعد المحدد السادس والعشرين من الشهر الجاري.
في هذه الأثناء، جاءت المبادرة من أشقائنا في الأردن، قالوا: الآن العرب مشغولون في الربيع العربي، ونحن لدينا اقتراح بان نأتي بالرباعية، وانتم والإسرائيليين لعمان لنستكمل ما جاء في بيان الرباعية، بمعنى أن نتفق على أرضية لنتفاوض حولها.
وهنا أقول: أن ما يجري هو ليس مفاوضات، بل نفس الاجتماعات التي كانت تتم في السابق، هو نفس الكلام الذي كان يجري في السابق، والذي ذهبنا إليه في واشنطن وبيت نتنياهو وشرم الشيخ، إذا كان هناك أرضية متفق عليها للتفاوض سنذهب، وإذا لم يكن هناك أرضية على ماذا نتفاوض، حتى المبعوث الأميركي دينيس روس أحضر لنا بيانا يصلح كأرضية لمفاوضات ولكنه غير واضح، فيه الحديث عن الدولة اليهودية وغيرها، وقال لي: يا zzz*zأبا مازنzzz*z، أنت رافض كل هذه الاشتراطات، ونتنياهو لديه ملاحظات؛ اجلسوا وتفاوضوا حولها. قلت له: سنتفاوض مئة سنة حول الملاحظات، ورفضنا الجلوس دون أرضية للمفاوضات، فعندما نتفق على الأرضية، تبقى التفاصيل، وهذا أمر سهل.
لقد سبق أن اتفقنا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت وتفاهمنا معه، ولذلك قلنا ليس لدينا مانع، وذهبنا إلى الأردن وجرت الحوارات واللقاءات، ولهذه اللحظة لا يوجد أي اتفاق على الأرضية.
وتحدثت بالأمس مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وقلت لها إن الكلام الذي سمعناه أنا وأنت في بيت نتنياهو هو الكلام الذي يكررونه الآن، لا جديد، ومع ذلك لدينا من الوقت لغاية 26 من الشهر الجاري، وعدد من الاجتماعات، لا مانع إذا حصلنا على شيء مطمئن نوافق عليه، فنحن مستعدون، وإذا لم يحصل شيء في 26-1 ماذا نفعل؟ لدينا لجنة اسمها اللجنة السياسية من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، تناقش وتسبر الأغوار، وتفتح الآفاق لمعرفة ماذا علينا أن نعمل بعد 26-1.
هذا السؤال مطروح عليكم أيضًا، بمعنى أن الوضع أمامنا. بهذا الشكل المفاوضات قد تتوقف، أو لا يوجد مفاوضات. إذا ما العمل بعد 26-1؟ نحن أطلقنا كلمة واحدة في نيويورك لدى لقائي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وكنا أربعة أشخاص حينها. نحن الرئيسين، ووزيرة الخارجية الأميركية، وصائب عريقات، وقلت له أنا عائد إلى بلدي لأناقش عدة مواضيع، أهمها: الإجابة على سؤال من المواطنين وليس لدي جواب عليه، وهو: أن السلطة لم تعد سلطة؟، ولن أتحدث عن ممارسات الاحتلال أو المستوطنين أو غيرهم، أريد الحديث في أمر واحد فقط، zzz*zأي واحد منكم معه تصريح خروج ودخول يعطونه تصريحا لمدة شهرين، أنا يعطوني تصريحا لشهرين، مكتوب فيه أنه مسموح له برغم الحظر الأمني، هذه آخر طبعة على تصريحي، شيء ظريف!. إذا نقول أن السلطة لم تعد سلطة فما هو الجواب، فقال لي الرئيس أوباما هذا كلام خطير، قلت له أعلم، وأخبرته إنني أريد العودة، لدي اجتماعات، وأريد أن استمع من القيادة وأتناقش معها قبل أن أعطيك إجابة.
وكما قلت هذه قضية مطروحة على اللجنة السياسية، وعليكم أيضا مطروحة، السؤال ما سنفعل بعد 26-1؟ طبعا مثل ما قالت لي السيدة كلينتون: إن الأشياء ليست بمثل هذه الحدية، 26 ليس نحن من قلنا أنه في سنة 2012 لابد أن يتم الحل، طبعا كلمة "لابد" يعني أنها ستصبح في 2013 رقم واحد، أو 14، فالقضية إلى هنا بهذا الحال.
الحوار الذي يجري في عمان إلى الآن لم يسجل جديدا، ونحن غير مخولين بأن نتكلم عن ما يجري في عمان، ولكن مطالبنا معروفة، لم يأت الإسرائيليون بشيء يُقبل، هناك اجتماع يوم السبت المقبل، واجتماع يوم 25، وتنتهي الاجتماعات ويجري تقييمها.
نحن في هذه اللحظة، نذهب إلى لجنة المتابعة العربية؛ لأننا وعدنا العرب في آخر اجتماع عندما كنا معهم، وقلنا لهم: إن السلطة لم تعد سلطة، فأجابوا أن هذا الأمر يتطلب عقد قمة عربية، قلنا أي قمة؟ قالوا قمة، قلنا لهم نحن نتشاور وسنتشاور معكم، وسنجلس مع لجنة المتابعة العربية لتقول لنا ما هو رأيها في هذه المعضلة التي نعيشها.
إذاً السؤال أيضا موجه لكم لتناقشوا وربما تمكنتم من تقديم ورقة أفكار وأراء؟ والأخ أحمد قريع zzz*zأبو العلاءzzz*z كان ولا زال عضوًا في اللجنة السياسية، بإمكانه أن يزودكم بما قالوا، وللآن لا توجد أية قرارات.
المهم هذا هو موضوع المفاوضات، أنا أقول: لا توجد مفاوضات، المفاوضات تبدأ بشكل ثنائي بيننا وبين الإسرائيليين، عندما نتفق على هاتين النقطتين، ووقف الاستيطان. بمعنى، إذا لم يتوقف الاستيطان. واتفقنا أيضا لن نذهب، وأظن هذا واضح، أضفنا إلى هذه الصفقة الصغيرة، تحرير أسرى، قالوا: لماذا نعطيكم أسرى؟ وقلنا: نذكركم إن هناك اتفاقا بيننا وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أولمرت، وهو اتفاق رسمي، على أنه بمجرد انتهاء قضية شاليط سيقدم لنا عدداً أكثر، وبمواصفات أحسن مما قدمه لشاليط، وهذا مسجل بنص.
إلى ذلك أن الرئيس أوباما قدم لنا طلبات سماها إجراءات بناء الثقة، منذ سنة ونصف، وبينها: إطلاق سراح أسرى، ولم نر شيئًا. إذاً نحن لا نريد أن نلقي القبض أو نخطف إسرائيليين، نحن سلطة لديها اتفاقات تحترمها. يضاف إلى كل هذا، أنه في يوم من الأيام إخواننا في الجهاد الإسلامي خطفوا ضابطًا إسرائيليًا برتبة رائد سنة 2009، وجاءوا إلينا، ونحن قمنا بالبحث وأتينا به لكم سليمًا، هذه تصرفات أخلاقية، ألا تبادر بتصرفات مثلها! هذا هو موضوع المفاوضات.
في موضوع المصالحة؛ تعلمون إن المصالحة مرت بمراحل لن أمر عليها، ولكن سأتحدث عن المرحلة الأخيرة، وهي اللقاءات التي جرت بيننا وبين حماس، ثم اللقاءات التي التقت فيها كل المنظمات الفلسطينية، وكانت اللجنة التنفيذية بمعظم أعضائها، وكان أمناء عامون وغيرهم، حوالي 36 شخصًا وكانت لقاءات مسبقة من قبل، وأنا حضرت لقاء واحدًا، والتقيت بشكل منفرد مع رئيس المكتب السياسي لحماس "السيد خالد مشعل"، وخلاصة القول: أنهم قالوا: إن الهدنة تنطبق على الضفة كما تنطبق على غزة، قال: جيد جدا، لكن تهريب السلاح إلى الضفة أو المال أو المتفجرات سيكون ممنوعًا، وكل من يرتكبه يعتقل، ويذهب إلى القضاء، وهذا لا يعتبر سجينا سياسيا؟ هذه قضية السلاح على أي كان، من فتح أو ديمقراطية، وهذا ليس له دعوة بقضية التهدئة.
ثانيا: المقاومة السلمية الشعبية، وقد اتفقوا عليها، باعتبارها مقاومة مشروعة، ويمكن أن نقوم بها يوميًا، ويمكن أن نعمل ميدان تحرير وميدان التغيير ونحتج ونتكلم ونعترض بشكل سلمي، العمل السلمي في الدول العربية، أسقط أنظمة، لعله يؤخذ بأيدكم؛ فوافقوا عليها.
والأمر الثالث: وافقوا على أن الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
والأمر الرابع: اتفقنا على الانتخابات في الرابع من أيار المقبل.
لدينا كثيرون يقولون: إن حماس لا تريد المصالحة، أعادوا الوفد الذاهب إلى غزة، وشتموا صخر بسيسو والحاج إسماعيل وروحي فتوح والمدني، ولا نقبل أن يمس أحد بكرامتنا، لكن ما يؤثر على مجمل المصالحة، لا، سنقف عند هذا الموضوع، وصدرت بيانات شديدة اللهجة، وكان يجب أن تصدر، ولكن نحن نريد المصالحة، هناك أشخاص في أي مكان، لا أريد أن أحدد الأمكنة، لا يريدون المصالحة، ولكن هناك أشخاص أيضًا يريدون المصالحة، ونحن تكلمنا مع رأس الهرم، وهو يريد المصالحة، ونريد أن نسير بالمصالحة إلى النهاية؛ لأنها مصلحة لنا.
يوجد أشخاص يقولون أبو مازن لا يريد المصالحة من أجل المفاوضات هذا غير صحيح، وهذا لن يؤثر على ذلك إطلاقا، واعرف أن هناك أشخاصًا لا يريدون المصالحة، وبالذات إسرائيل ويمكن الأمريكان، ولكن هذا موضوع داخلي فلسطيني، لا علاقة لأحد به، نحن نريد أن نستمر في المصالحة حتى النهاية، وهذه هي الأسس، إذا وصلنا إلى الانتخابات، هذا أمر جيد. الذي ينجح في الانتخابات يأخذ كل شيء، ولدينا ديمقراطية أفضل من كل العالم، ليس فقط العربي، إذن موضوع المصالحة لا جدال ولا نقاش فيه، ولا نريد أن نتوقف عند قضية.
القصة مبينة من الأول، عندما أوقفوهم وقالوا للوفد: انزلوا، وقفوا وانتظروا، لماذا انتظر؟ لقد أخبرتك بقدومي. عيب عليك. نحن قادمون إلى بيتنا، وإحنا كنا متفقين على أنه لا يجوز أن يمنع الفلسطيني من دخول بلده، وهم مانعين مئة شخص في مصر من دخول غزة؛ بحجة التخابر مع رام الله، وهذا ممنوع يطلع من غزة، هذا أسلوب مرفوض.
في المقابل قالوا: جواز السفر. قلت لهم: جواز السفر حق لكل فلسطيني، وليس منة أو منحة، وأي أحد يريد جواز سفر سأعطيه إياه.
وبدأت اللجان، ثم أرسلنا الوفد، وقالوا للوفد: ارجع. ومع ذلك سنستمر ونسير إلى النهاية، الاجتماعات مستمرة الآن، المهم المصالحة، يجب أن تستمر. ولن نسمح لأي أحد أن يقف في وجهنا إذا وصلنا إلى أرضية جيدة، وللآن أقول أننا وصلنا لأرضية جيدة، قيادة حماس تريد المصالحة، يمكن أن يكون واحد أو اثنين أو أربعة من تحت لا يريدون، ولكن أنا لا أتعامل مع هؤلاء، أنا أتعامل مع القيادات، نحن علاقتنا بقيادة حماس التي وافقت والتي تجتمع والتي تلتقي وتقول نعم أو لا، وعلى الأرض هذا أول امتحان طبعا، ولكن ليس من أول امتحان نقول سقطتم؛ فهناك إكمال وإكمال وإكمال، ويجب أن نطول بالنا، وهذه هي القضية المتعلقة بالمصالحة.
هناك قضية أخرى سبق وأن تحدثنا فيها في المجلس الثوري واللجنة المركزية، وهو وضع فتح الداخلي، هذا الوضع يجب أن نتنبه له، ويجب أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا، ويجب أن لا نكرر تجربة 2006، نحن لم نخسر الانتخابات، نحن حصلنا على أكثر الأصوات واقل المقاعد؛ بفضل العبقريات zzz*zأنا أو بلاشzzz*z، zzz*zيا فيها أو بخفيهاzzz*z، كل ثلاثة أو أربعة ترشحوا لمقعد، وحماس نزلت مرشح واحد، ولكل واحد منهم 5 آلاف صوت وهداك أخد خمسة ألاف وواحد، وحصل على المقعد، 82 شخص، نزلوا بالانتخابات مستقلين خارج القوائم، بالإضافة إلى قائمة المستقبل، وهي لا تزال وصمة.
الآن، أي موعد نتفق عليه، يجب أن تكون الأمور مرتبة في الضفة وغزة والخارج، انتبهوا لحركتكم، والانتخابات ستتم حتمًا، فبمجرد أن تنهي لجنة الانتخابات عملها بعد ثلاثة شهور حكمًا، ستكون هناك انتخابات.
ومن جملة الجهود التي كنا نريد أن نفعلها، أن يذهب الإخوان إلى غزة ليطلعوا على الأوضاع وعلى حياة المواطنين، وأنصار حركة فتح وأعضائها، كيف يعيشون وماذا يحتاجون حتى zzz*zينشد حيلهمzzz*z، أنا وأنت وكلنا، يجب أن ننزل إلى الميدان، وهذه قضية مهمة.
وأخيرا نحن قلنا مقاومة سلمية، ما في غير بلعين ونعلين يأتي كم شاب فلسطيني وكم شاب إسرائيلي وكم شاب أوروبي وكم فتاة أميركية، ويطلعوا مظاهرات ويُضربوا بقنابل غاز، ويذهبوا إلى المستشفيات؟ هل هذه هي المقاومة السلمية! في الأول كنا نقول إن أبو مازن لا يريد مقاومة لو كان يريد كنا خربنا الدنيا، zzz*zتفضل إلا إذا بده يطخطخ هاي أنا مش قد الحمل هادzzz*z.
القدس لم تتعرض بحياتها لخطر التهويد بمقدار ما تتعرض له اليوم، وكل الناس تتغني بالقدس، وليس فيها عمل، والقمة العربية التي عقدت في سرت قررت 500 مليون دولار، بعد 6 شهور الذي وصل إلى الصندوق الإسلامي 37 مليون دولار فقط... وشكرا لكم.
خطاب الرئيس محمود عباس بمناسبة افتتاح مؤتمر القدس في الدوحة
26/2/2012
بسم الله الرحمن الرحيم،
zzz*zسُبْحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولَه لنُرِيَهُ من آياتنا إنه هو السميعُ البصيرzzz*z. صدق الله العظيم
صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،
دولة رئيس وزراء المملكة المغربية، السيد عبد الإله ابن كيران،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد نبيل العربي،
أودُ في البداية أن أتقدمَ بفائقِ الشكرِ والتقديرِ لأخي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على استضافة قطر لهذا المؤتمر الهام في الدوحة، التي وقعنا في رحابها قبل فترة قصيرة إعلاناً يُسَرِّعُ خطواتِ تنفيذِ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي سبق أن وقعناه في القاهرة، وينهي النقاط العالقة، كما أشكر أخي معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وأمانتها العامة وطاقمها، وجميع من أسهم في التحضير لعقد هذا المؤتمر.
السيدات والسادة،
ينعقد المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها اليوم في ظل مرحلة دقيقة جداً واستثنائية، تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض، وما تواجهه من تحدياتٍ وأخطار من غير المسموح بعد الآن تجاهلها وعدم التصدي لها.
إن تقديم إجاباتٍ شافيةً على التحديات الماثلة أمامنا، هي مسؤولية كبيرة، تفرض على كل الحريصين على القدس اعتماد السياسات، وتوفير الإمكانات لضمان النجاح في الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي؛ فهي مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، وهي مدينة المسجد الأقصى المبارك، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، ومدينةُ كنيسةِ القيامة ودربِ الآلام، والمدينةُ التي يجب أن تكون رمزاً للسلام.
وفي هذا الإطار، لا بد لنا من التركيز على قراءة ما هو عام ورئيس في ما تتعرض له القدسُ من مخططاتٍ إسرائيليةٍ، حيث يُمَكِّنُنَا ذلك من استخلاص استنتاجات محددة تُثْبِتُ ارتقاءَ أدائنا إلى مستوى هذه التحديات.
إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، تنفيذ خطط ما تعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية؛ سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال، خلافاً لقرارات مجلس الأمن، والتي يفوق عددها 15 قراراً، تدعو إسرائيل إلى التراجع عن إجراءاتها، وتعتبرها باطلة.
السيدات والسادة،
إن محاولات سلطة الاحتلال تحقيق هدفها النهائي من هذه الخطط في القدس، تتم على ثلاثة محاور مُتلازمة ومُتداخلة ومُتزامنة:
المحور الأول- تعمل سلطة الاحتلال من خلاله على تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، معتقدين أنهم بذلك يستطيعون أن يمسحوا من ذاكرة العالم ووعيه ما يستحضره ذِكرُ اسم القدس على الفور من صورةِ القبة الذهبية المتلألئة لمسجد قبة الصخرة المشرفة، وعمقِ ورسوخِ الصورةِ البصريةِ الباهرة لِتَجَاوُرِ وتآخي مآذن المساجد وقباب الكنائس، في ظلالِ أسوار المدينة الشاهدة على تاريخٍ وذكرياتٍ ووقائعَ، ومتوهمين أنهم قادرون على استبدالها، وإحلالِ مشهدٍ مُغايرٍ يخدم أوهامَ الخُرافاتِ وغَطرسةَ القوة. وأنهم بِحُكْم القوة الغاشمة تلك، قادرون على ابتداع تاريخ وتثبيت مزاعم، وإلغاء حقائق دينية وتاريخية.
وفي هذا السياق، تشهد القدس تسارعاً غيرَ مسبوقٍ في الهجمة الاستيطانية، حيث يجري العملُ ليلَ نهار، لاختلاق تفاصيل مصطنعة في المشهد المقدسي، تتناقض وخصائصَه المعمارية وجذورَه الحضارية والثقافية العربية المؤسِسة لهوية مدينة الأقصى وكنيسة القيامة.
فمنذ أن أقدمت سلطات الاحتلال على إزالة حي المغاربة بعد حرب عام 1967 داخل البلدة القديمة في القدس، لا تزال تواصل هدم البيوت التي تحمل رمزية تاريخية، مثل: كرم المفتي وغيرها، وتبني المستوطنات في أكثر من موقع على أراضٍ تمت مصادرتها من مواطني المدينة المقدسة.
وبالرغم من الإمكانات الهائلة التي وضعتها سلطات الاحتلال تحت تصرف المتطرفين ليقوموا بالحفريات المتواصلة التي تُهدد بتقويض المسجد الأقصى، بهدف استخراج شواهد تدعم الرواية الإسرائيلية اليهودية، فإنها فشلت فشلاً ذريعاً، لكن ذلك لم يمنعها من مسابقة الزمن بتنفيذ كل ما شأنه إضفاء الطابع اليهودي على المدينة، من بناء كُنُس لحجب مشهد الأقصى، وإعدادِ مُجَسَّماتٍ لما يسمونه الهيكل؛ بهدف بنائه على أنقاض الأقصى، إلى إقامة ما يسمى بالحدائق التوراتية على حساب أراضي وبيوت المقدسيين.
وفي نفس السياق، تتم إحاطةُ القدس بجدار الفصل العنصري، وبطوقٍ من المستوطنات؛ لِعزلِ المدينة عن محيطها في الضفة الغربية، ومَنْع التواصل ما بين شمال الضفة وجنوبها.
المحور الثاني: استكمال خطة التطهير العرقي.
لقد بدأ الاحتلال منذ يومه الأول عام 1967 في تنفيذ مخططٍ هدفهُ دفعُ المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية؛ لإجبار التجار وأصحاب الأعمال ومجمل المواطنين على إقفال مصالحهم ومغادرة المدينة، واتبعت سلطات الاحتلال سياسة رَفضِ مَنحِ رُخصٍ لبناء البيوت، والقيام بهدمِ البيوت، التي ترى أنها بُنيت دون موافقتها، ووصلت هذه المخططات ذروتها بإتباع سياسة مصادرةِ هويات المقدسيين وحرمانهم من الإقامة في مسقط رأسهم، بل إن الأمور أخذت منحىً تصعيدياً خطيراً خلال الشهور الماضية، عندما أقدمت السلطات الإسرائيلية على اعتقال نوابٍ مقدسيين، وإصدار وتنفيذ أوامرَ بإبعادهم عن مدينتهم وعائلاتهم، ومقابل ذلك يدفع الاحتلال بالمستوطنين للاستيلاء على البيوت العربية، وإجبار سكانها على مغادرتها.
إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي، بكل ما يعنيه ذلك، ضد المواطنين الفلسطينيين؛ لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفةُ المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات.
المحور الثالث: تعمل سلطات الاحتلال من خلاله على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام، وفي كل العصور، عنواناً للازدِهار ومركزاً رئيساً للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنةً للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين، ولتحقيق ذلك؛ أقفلت سلطات الاحتلال مقارَ العديد من المؤسسات الفلسطينية، كبيت الشرق، ومقار النقابات المهنية والعمالية والغرفة التجارية، التي تأسست في ثلاثينات القرن الماضي، أي قبل نكبة 48 وقيام إسرائيل، كما ترفض منح التراخيص لبناء المستشفيات والجامعات والمدارس والفنادق والبيوت والمراكز التجارية، وسَنَّتْ قوانين، واتخذت إجراءات للسيطرة على حركة السياح الأجانب لإبعادهم عن فنادق المدينة التي يمتلكها الفلسطينيون.
وكان الإجراءُ الأخطر إضافةً إلى تطويق القدس بسلسلة مستوطنات لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، هو نَصْبُ سلطات الاحتلال للحواجز الدائمة منذ التسعينات، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس، سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج؛ أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم، إلا بتصاريح يكون الحصول عليها شبه مستحيل.
نعم إن أبناء شعبنا من غزة والضفة الغربية ممنوعون من زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لأداء الصلاة والشعائر الدينية؛ فأين هي حرية العبادة، التي هي حق أساسٌ لكل إنسان طبقاً لكل المعاهدات الدولية؟
لقد ولد و كَبُرَ في فلسطين، أيتها السيدات والسادة، جيلٌ ليس بإمكانه التوجه لزيارة مدينته المقدسة، التي تبعد عن مدينته أو قريته أو مخيمه مسافة يمكن قطعها في بضع دقائق أو في نصف ساعة من أبعد الأماكن.
لقد أدى هذا الإجراءُ إلى ما يمكن أن نُشَبِّههُ بتوقف تدفق الدم من الشرايين إلى القلب، فالقدس على مدى تاريخها كانت تستقبل يومياً عشراتِ الآلاف من أبناء المدن الفلسطينية الأخرى الذين كانوا يتدفقون إلى أماكنها المقدسة، وأسواقها ومدارسها ومستشفياتها ومشاغلها وورشها. إن الاحتلال يهدف إلى حرمان القدس من أداء دورها التاريخي والديني، ويريد أن يلغي تَمَيُّزَها كمركزٍ حضاري طليعي وعالمي، لم يتوقف يوماً عن الإسهام في الحضارة الإنسانية وإغنائها، ساعياً لتحويلها إلى أحياء قديمة متداعية، ومساجد وكنائس مهجورة، وأسواق وشوارع خالية. يريد أن يعيد جوهرة فلسطين وزهرة مدائنها، قروناً إلى الوراء.
السيدات والسادة،
هذه هي شواهد الواقع في مدينة الأنبياء، وهذه هي التحديات المطروحة على الأمتين العربية والإسلامية والمسيحيين في جميع أنحاء العالم، وإذا اتفقنا على تحديد أهداف مخططات الاحتلال، يصبح من اليسير أن نحدد سبل المواجهة.
إن أحد أهم استنتاجاتنا، الذي يرقى إلى مستوى التحدي، هو بالتشديد على أن المطلوب هو دعم صُمودِ وثباتِ المقدسيين، حُماةِ المدينة المقدسة، الذين رغم الصورة المظلمة التي تُولِّدُها ضخامةُ ووحشية الهجمة الاحتلالية، فإنهم يَبْقون شُعاعاً للأمل، وضمانةً للنجاح والصمود؛ لأنهم أبناء القدس، القابضون على الجمر في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، وهم أهل أرض المحشر والمنشر، ومهما كانت المحاولاتُ والمخططاتُ، ستبقى القدسُ عربية القلبِ والوجدانِ والروحِ واللسان، وسيبقى المقدسيون ومعهم أبناءُ شعبهم جميعاً يتحدون الظروفَ المستحيلة، يعيشون في مدينتهم، يَعْمُرون ويَحْمُون الأقصى ومساجدَ وكنائسَ المدينة، فعندما لَوَّحَتْ إسرائيلُ بمصادرة هويات المقدسيين غير المقيمين في المدينة، سارع الآلافُ للعودة إليها، وسكنت بعض الأسر بأعداد كبيرة في غرف صغيرة لإفشال مخطط الاحتلال.
أيضا، أُشير هنا إلى أن هناك عديدَ الدراسات والمشاريع التفصيلية في مختلف القطاعات، والتي وُضِعَت خلال العقود الماضية، حول ما يتعين عمله لإنقاذ القدس، وأن هناك آلياتٍ فلسطينيةً معتمدة وكوادرَ مهنية شهدت على قدراتها وكفاءاتها وشفافية عملها كل المؤسسات المالية الدولية، قادرةٌ على تنفيذ أية مشاريع تطرح.
وأُذَكِّر أيضاً بأن هناك قراراتٍ اتخذت في القمم العربية، وآخرُها- قمة سرت الثانية، حول دعم القدس والتي لم تجد طريقها للتنفيذ. ولقد اتفقنا مع منظمة التعاون الإسلامي مؤخراً، التي تبنت الخطة التي أعددناها للقدس، بأن نعمل سوياً حتى تقوم كل الدول العربية والإسلامية القادرة بتبني قطاعاً من قطاعات تعزيز صمود شعبنا في القدس، كالصحة والتعليم، والسكن، والبنى التحتية، والثقافة، والأماكن الدينية، والتجارة والاقتصاد، وغيرها.
وبالأمس أثناء لقائي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور "إكمال الدين إحسان أوغلو" قمنا بالاتفاق على الخطة واليات تنفيذها. وسوف يقوم الدكتور أغلو شخصيا بمتابعة تنفيذ هذه الخطة، التي نأمل أن تكون بمثابة أفعال لتعزيز صمود أبناء شعبنا في القدس الشريف، وبهذه المناسبة اشكر البنك الإسلامي على ما يقدمه من مشاريع لدعم صمود أهلنا في المدينة.
وبهذه المناسبة أود أن أُعبر عن تقديرنا الكبير لـ zzz*z وثيقة القدسzzz*z التي أعلن عنها فضيلة شيخ الأزهر قبل أيام في اختتام المؤتمر الخاص بالقدس، الذي عقد في القاهرة؛ لما تضمنته من رؤية واضحة، وما اقترحته من خطط وفعاليات. وأشير في هذا السياق إلى تقرير قناصل الاتحاد الأوروبي حول القدس.
السيدات والسادة،
إن أساس أي عمل نقوم به، يستند إلى إدراك وتثبيت مركزية القدس بالنسبة للقضية الفلسطينية، وانطلاقاً من ذلك، يأتي تمسكنا بموقفنا المبدئي، بعدم استئناف المفاوضات، طالما لم تنفذ سلطات الاحتلال التزاماتها بوقف الاستيطان، وبخاصة في القدس.
وهنا تقتضي الضرورة منا العمل على عدة محاور منها:
المحور الأول- إن قضية القدس يجب أن تصبح العُنوانَ المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع دول العالم. ويتوجب علينا جميعا بلورة خطة عمل موحدة مع الكنائس المسيحية المختلفة المعنية بالحفاظ على الكنائس كأماكن للعبادة، وليس أماكن للسياحة، بخاصة أن هناك عشرات الآلاف من المؤمنين المسيحيين يقومون بالحج سنويا إلى الأرض المقدسة.
وعليه ومن هذا المنبر نؤكد أن ما يسمى بقانون ضم القدس الذي سنته إسرائيل في السابع والعشرين من حزيران عام 67، هو باطل، باطل، باطل؛ إن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لفلسطين.
المحور الثاني- السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات وغيرها من المشاريع في المدينة المقدسة. ويمكننا هنا توسيع مجال المشاركة لتشمل المؤسسات الأهلية إلى جانب الحكومات العربية والإسلامية؛ فهناك مجالات واسعة لبناء علاقات توأمة وشراكة بين مؤسسات متماثلة في مختلف القطاعات التربوية والتعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهناك مجالات واسعة لإحداث فارق نوعي عبر سلسلة مشاريع صغيرة تُشرِك أكبر عدد ممكن من المواطنين العرب المسلمين والمسيحيين في الجهد المطلوب، ويبرز هنا الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه رجال الأعمال والقطاع الخاص من الدول العربية.
المحور الثالث- يرتبط بإبداع حالة تواصل دائم مع أبناء القدس؛ لكسر الحصار المفروض عليها وعليهم، وأشير هنا إلى دورٍ طليعي يقوم به إخوتنا في مناطق 48؛ يقومون وبشكل متواصل بتنظيم زيارات تضم الآلاف منهم، حيث يتدفقون نحو المدينة المقدسة المحاصرة بالمستوطنات وجدار العزل العنصري وحواجز الاحتلال، فَتَعمُرُ مساجدُها بهم وتنتعش أسواقها، ويشعر أبناؤها الصامدون أنهم ليسوا وحدهم .
ومن هنا تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا- على التوجه لزيارة القدس. إن هذا التحرك سيكون له تداعياته السياسية والمعنوية والاقتصادية والإنسانية؛ فالقدس تخصنا وتمسنا جميعا،ً ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها. إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المُستَهدَفَيْن بالاستئصال، وسيُذَكِّر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي. وأؤكد هنا على أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعاً مع السجان.
وعلينا أن نتذكر دائما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
zzz*zلا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجدِ الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذاzzz*z.
ولم يكن المسجد الأقصى حينها تحت حكم المسلمين، بل كان تحت حكم الرومان، والحديث عام في كل الظروف والأحوال والأوقات.
وعندما سئل عليه الصلاة والسلام عن المسجد الأقصى أمر بزيارته والصلاة فيه، وقال فمن لم يستطع زيارته:
zzz*zفليهدي إليه زيتا يُسرج في قناديلهzzz*z، وهو الدعم المادي لتعزيز صمود القدس وأهلها.
لقد أُسرِىَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليلة الإسراء والمعراج، وصلى بالأنبياء في المسجد الأقصى، ولم يكن الأقصى يومها تحت حكم المسلمين بل تحت حكم الرومان.
وقبل ذلك مكث عليه الصلاة والسلام أعواما طويلة في مكة المكرمة يصلي بالكعبة وفيها عشرات الأصنام، ولم يكن ذلك اعترافا منه بشرعية الأصنام، بل تأكيدًا لحقه المشروع في المسجد الحرام.
وعندما أراد أن يزور المسجد الحرام بعد الهجرة اضطر إلى الحصول على موافقة مشركي قريش الذين كانوا يسيطرون على مكة المكرمة، ولا يجرؤ أحد أن يَدَّعي أنه عليه الصلاة والسلام قد طَبَّع علاقاته معهم، فزيارة السجين ليست كما قلنا تطبيعا مع السجان.
ثم هل حَرَّم أحدٌ من فقهاء المسلمين زيارة القدس والأقصى عندما كانا تحت حكم الصليبيين؟
وهل تَوَقَّفَ المسلمون عن زيارة القدس إبان الانتداب البريطاني والمندوب السامي يسكن القدس على قمة جبل المكبر المطل على المسجد الأقصى، ويشرف على المدينة المقدسة ويديرها؟
ومرة أخرى نعود لنؤكد لكم: إن زيارة السجين لا تعني تطبيعاً مع السجان.
حضرة صاحب السمو،
السيـد الأميـن العام،
السيـدات والسـادة،
إن رسالة أهلنا في القدس إليكم تتلخص بالتالي:
نحن أهل الأرض المقدسة، أهل الرباط، نُدرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ويُشرفنا حفظ الأمانة التي أودِعنا إياها. ولنا الفخر أننا نقف في قلب المعركة، وعلى خط الدفاع الأول عن القدس؛ فالقدس هي عنوان هويتنا، وهي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، هي واسطة عقد مدننا، والقلب النابض لوطننا، ودُرة تاجنا الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي، عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة.
عهدنا ثابت كما هو دائماً لله العلي القدير، ثم لأشقائنا العرب والمسلمين والمسيحيين، ونُؤكد لكم أننا صامدون هنا، راسخون هنا، كنا هنا، وسنبقى هنا نحمي قُدسُنا، وحتماً سيأتي يوم حريتنا واستقلالنا.
zzz*zكتب الله لأَغلبنَّ أنا ورُسُلي إن الله قوىّ عزيزzzz*z صدق الله العظيم
والسلام عليكم
خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الجامعة العربية بالقاهرة
2012/2/12
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر،
معالي الأخ الأمين العام،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية، أرجو أن أرحب معكم بالإخوة الوزراء: رفيق عبد السلام، وزير خارجية تونس؛ والأخ سعد الدين العثماني، وزير خارجية المغرب؛ والأخ عاشور بن خيال، وزير خارجية ليبيا؛ ونتمنى لهم التوفيق في مهماتهم.
أيها الأخوة،
نحن نشكركم شكراً جزيلاً على تخصيصكم هذه الدورة بالإضافة إلى مواضيع أخرى هامة في الوطن العربي من مشاغل كثيرة، أيضا القضية الفلسطينية لها حيز في أفكاركم وعقولكم، في جهودكم واجتهاداتكم؛ لذلك نقدر لكم هذا الجهد الذي تخصصونه لقضيتكم الكبرى، قضية فلسطين.
هناك أيها الأخوة موضوعان أساسيان أريد أن أطرحهما عليكم: الأول- هو المصالحة الداخلية الفلسطينية الداخلية، تلك المصالحة التي جاءت نتيجة انقلاب وقع قبل أكثر من أربع سنوات، وتوليتم أنتم بالجامعة العربية مسألة إعادة الأمور إلى نصابها، وكلفت في ذلك الوقت مصر الشقيقة مشكورة، التي بذلت جهدًا كبيرًا من أجل تقريب وجهات النظ،ر وإزالة كل العقبات التي تقف في طريق هذه المصالحة؛ لإعادة اللحمة إلى الشعب والوطن الفلسطيني.
وبالفعل، كما تعلمون، قامت مصر باستكمال وثيقة هامة تأخرنا حتى اتفقنا عليها، لكن حصلت اجتماعات في القاهرة تناولنا فيها مع الأخوة في حماس وكل التنظيمات مجموعة من القضايا أدت إلى بداية الاتفاق ثم كانت هناك قضية أخرى، كانت لا بد أن نستكملها وهي الحكومة، وكيف تشكل. واتفقنا على اللقاء برعاية حضرة صاحب السمو، الشيخ حمد بن خليفة بالدوحة؛ من أجل أن نستكمل هذا الموضوع، ونثبت باقي المواضيع، وهذه كانت فحوى الإعلان الذي أعلن في الدوحة قبل بضعة أيام.
وتوصلنا إلى نتيجة هي أننا نشكل حكومة، وتم الاتفاق، وربما يساعد أن أتولى أيضا رئاسة هذه الحكومة الانتقالية على أساس أنها ستكون مرحلة، ومن ثم تأتي الانتخابات، وتنتهي المرحلة الانتقالية. هذه الحكومة التي اتفقنا عليها هي حكومة انتقالية تشكل من أشخاص مستقلين وتكنوقراط فنيين.
ولهذه الحكومة مهمتان: الأولى- إجراء الانتخابات، والثانية إعادة إعمار غزة على أساس مؤتمر شرم الشيخ الذي انعقد عشية الهجوم الكاسح على قطاع غزة. واتفقت الدول المانحة في ذلك الوقت على رصد أكثر من أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار غزة، إلا أن هذا الأمر لم يحصل به شيء.
وأعتقد أنه عندما يتم الاتفاق على حكومة انتقالية من شخصيات كما شرحتها، ممكن أن نطلب بمساعدتكم وبرعايتكم انعقاد هذا المؤتمر مرة أخرى؛ لتفعيل ما تم الاتفاق عليه، وتقديم الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة؛ لأن البيوت التي دمرت هناك أكثر من 25 ألف منزل، وألوف العائلات في الشوارع لا زالت كما هي منذ العدوان على غزة.
إذًا مهمة هذه الحكومة هي -كما قلت- إجراء الانتخابات التشريعية، والرئاسية، وللمجلس الوطني، وفي نفس الوقت أن نعمل من أجل تفعيل ما جرى في شرم الشيخ.
هذه zzz*zالماكينةzzz*z بدأت العمل بجهود الاستعداد للانتخابات، إنما أحب أن أقول -ولا بد أن يكون واضحا- أن الانتخابات لا تتم إلا بعد إجراءات تقوم بها لجنة الانتخابات المستقلة الموجودة عندنا، هذه اللجنة ستذهب لقطاع غزة من أجل تسجيل المواليد الجديدة، التي أصبحت مؤهلة من أجل أن تقوم بدور الناخب، وهذا منذ خمس سنوات لم يحصل.
وهناك أهمية قصوى لتجديد سجلات الناخبين، لدينا ما لا يقل عن 250-300 ألف يحتاجون إلى إعادة التسجيل؛ وبالتالي مهمة هذه اللجنة القيام بهذا العمل، وإذا انتهت هذه المهمة نكون قطعنا نصف الطريق؛ أما النصف الآخر فهو يعتمد على الجانب الإسرائيلي، بمعنى لا بد أن توافق لنا إسرائيل على أن نجري الانتخابات في القدس الشرقية التي نطمع ونأمل أن تكون عاصمة لدولة فلسطين.
الحكومة الإسرائيلية سبق وأن وافقت في انتخابات 1996 وفي انتخابات 2005 و2006 على إجراء هذه الانتخابات في مدينة القدس، نحن سنتقدم بالطلب وسنطلب من أصدقائنا في العالم أن يتحدثوا مع الحكومة الإسرائيلية من أجل أن توافق، وإلا لا نستطيع أن نجري انتخابات بمعزل عن القدس؛ لأنها إشارة واضحة للعالم ولإسرائيل أننا أسقطنا القدس من حسابنا، وهذا لن نقبل به إطلاقا.
إذا بالنسبة للانتخابات، هناك الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، هناك سجلات سنبدأ بها، وهناك أيضا القدس التي لا بد أن يتم الموافقة عليها.
إذا تمت هذه الأمور كاملة، فطبقا للنظام الأساسي عندنا، تحتاج لجنة الانتخابات إلى ثلاثة أشهر من أجل البدء بعملية الانتخابات. ونرجو الله أن تسير هذه المسيرة ونصل إلى انتخابات حرة ونزيهة بعد هذا التاريخ. يعني نأمل أن تكون في الشهر السادس أو السابع لا أدري بالضبط، وهذا يتوقف حول هذه المسيرة، وإن شاء الله هي خطوة مباركة، ونشكر حكومة قطر أنها أكملت هذه النقطة وبرعايتها، ونستمر بهذا الجهد إلى النهاية.
أرجو ألا تكون هناك أية عقبات في طريقنا من أي جهة كانت؛ لأن الانتخابات وعودة المصالحة وعودة اللحمة والوحدة بين أبناء الشعب والأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، هي مصلحة ضرورية هامة جدًا لنا ولكم جميعا هذا بالنسبة للمصالحة.
أما بالنسبة لعملية السلام؛ فكما تعلمون أن اللجنة الرباعية في 23-9 أصدرت مبادرة تقول فيها: إننا لا بد أن نستكمل الاتفاق على قضيتن أساسيين: مسألة الحدود، ومسألة الأمن. وهاتين القضيتين يجب أن يتم الاتفاق على أرضيتهما خلال ثلاثة أشهر من بدء عمل اللجنة، وبعد ذلك قالت اللجنة أيضا: إنه لا بد أن يتم البحث في كل قضايا المرحلة النهائية، التي هي: القدس، واللاجئين، وإنهاء الصراع، والمياه، وغيرها خلال عام 2012، هذه هي مبادرة لجنة المتابعة العالمية، واللجنة بدأت في 26-10 أعمالها، وقالت لدينا ثلاثة أشهر، لا بد أن نستكمل هذه الأمور وفعلا، بعد شهرين، لم تستكمل شيء، ولم تستطع أن تعمل شيئا؛ فكانت المبادرة الكريمة برعاية صاحب الجلالة، الملك عبد الله الثاني، الذي بادر فورًا لبذل جهود خارقة من أجل تقربة وجهات النظر، على أن ينتهي إلى الوصول إلى شيء خلال شهر كانون الثاني؛ حيث اتفقنا أن يكون الموعد النهائي في 26-1.
الواقع أننا قدمنا نحن بالنسبة لنا كفلسطينيين للجانب الإسرائيلي -سواء بوجود اللجنة الرعاية أو بجهود أشقائنا- رؤيتنا فيما يتعلق بالحدود وفيما يتعلق بالأمن، ولا يوجد هناك سر؛ الحدود؛ قلنا أننا نقبل بحدود 67 مع تعديلات طفيفة بالقيمة والمثل، أما موضوع الأمن؛ فنحن نقبل بوجود أي طرف على أرضنا الفلسطينية، أيا كان هذا الطرف باستثناء الوجود الإسرائيلي، إذا أصبح لدينا استقلال، يمكن أن نقبل بوجود طرف ثالث للرعاية والتدريب والانتباه لأي شيء، لكن لن نقبل بوجود الطرف الإسرائيلي، هذه أفكارنا التي قدمناها، ولم يقدم الإسرائيليون شيئا يمكن أن يعتد به ويلتفت إليه، وبذلك وقفت الأمور عند هذا الحد.
هناك قضية لا بد أن أتوقف عندها وهي قضية هامة، أننا بعد أسابيع قليلة سنحتفل بالمبادرة العربية للسلام، بمرور عشر سنوات على إطلاق هذه المبادرة في قمة بيروت، ومع الأسف لم يحصل بها شيء وإسرائيل لا تلتفت إليها، ونحن في كل مناسبة نقول للإسرائيليين: إنها فرصة ثمينة لكم وللسلام في العالم، اعترفوا بدولة فلسطينية، وانسحبوا من الأراضي المحتلة، فإن العرب جميعا والمسلمون أيضا سيعترفون بكم ويطبعون علاقاتهم معكم حسب المبادرة العربية، لكن الإسرائيليين لم يحركوا ساكنا ولم يلتفتوا إلى هذه المبادرة الثمينة التي من وجهة نظرنا نعتبرها أثمن مبادرة جاءت من أجل القضية الفلسطينية منذ أكثر من 60 عامًا.
الإسرائيليون حتى الآن يرفضون وقف الاستيطان، يرفضون تقديم خرائط، ويرفضون الاعتراف بخطة خارطة الطريق، ويقولون: إنهم قدموا 14 تحفظاً، وهذا سواء كان صحيحاً أو غير صحيح، التحفظات لم يتلفت لها من قبل اللجنة الرباعية، إنما أخذت أن الجميع موافقون على خطة خارطة الطريق، وأن على الجميع الالتزام بها، طبعا في هذه الأثناء حاول الرئيس أوباما أن يقدم ما يسمى zzz*zإعادة بناء الثقةzzz*z؛ لتمهيد الأجواء للمفاوضات، ونحن رحبنا بهذه الخطوات؛ لأننا كنا نخشى أن هذا تدخل في المفاوضات، أو تصبح شرطًا أو تنازلاً داخلاً في إطار المفاوضات، وعندما أكد لنا الأميركيون أن هذه النقاط التي تتعلق ببناء الثقة لن تكون لها علاقة بالمفاوضات فعلاً، قبلنا. المبادرة هي: لا بد من إطلاق سراح عدد من الأسرى، ولا بد من إزالة كثير من الحواجز، ولا بد من تغيير معالم الأرض الفلسطينية؛ كما تعلمون أن الأرض الفلسطينية مقسمة إلى ثلاثة أقسام: (أ، ب، وج). "ج"؛ لا نقترب منها، وهي أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية ولا نقترب منها، وهي كلها بتصرف الإسرائيليين، أما المناطق "ب"؛ نحن موجودين وغير موجدين والسلطة ليس لها سلطة هناك، وتعتبر من ضمن الأراضي التي أصبحت فلسطينية.
وعندما قدمها الرئيس أوباما منذ أكثر من عام؛ لم نسمع جوابًا من الجانب الإسرائيلي، بمعنى أن إسرائيل لم تجب على هذه الأمور إطلاقا، وإنما بدأت مؤخرا تتحدث عن إطلاق عدد من الأسرى، وفي هذا العدد، نحن متفقون اتفاقات رسمية بيننا وبينهم في اجتماع شرم الشيخ على أن يطلق سراح جميع الأسرى ما قبل عام 1993، أي حوالي 135 أسيرا، الذين أصبح لهم أكثر من 30 سنة، لكن إسرائيل تجاهلت كل هذا، ثم قبلت أن تقدم عددًا قليلاً مع بعض الأشياء التي لا نقبل بها.
طبعا لا أريد أن أدخل بما قدموه من تفاصيل؛ مثلا كانوا يقولوا نحن مستعدون لوقف الاستيطان، كيف؟ أن لا نقدم عطاءات حكومية جديدة، ولكن لا نستطيع أن نعطل العطاءات الخاصة، علما بأن 90% من العطاءات المقدمة للاستيطان هي عطاءات خاصة، وكل ما تفعله الحكومة تسهل من حيث مصادرة الأراضي واقتلاع الأشجار تمهيدا للمستوطنين، ثم تأتي الشركات الخاصة الإسرائيلية للبناء، الحكومة الإسرائيلية لا تتدخل وهذا ما تعني به إسرائيل أنها توقف الاستيطان. وهذا كلام غير صحيح، الاستيطان في كل مكان في الضفة الغربية والقدس، ولم أعد أشعر أين الاستيطان غير موجود؛ لا يوجد مكان لا يوجد به استيطان. وقلت لإخواني: ربما نستيقظ في يوم من الأيام ونجد مستوطنة في قلب المقاطعة التي ندير عملنا فيها، ولذلك موضوع الاستيطان أصبح موضوعاً مستشرياً للغاية؛ ولا يمكن السكوت عليه، وإذا قلت لكم: أن القدس الشرقية لم تعد قدسًا، بمعظمها أصبحت مستوطنات، وبيوتا إسرائيلية، وبمعظمها أصبحت لهم، وليست لنا، وبالإضافة إلى أنهم في كل مدة ومناسبة، يطردون أهل القدس منها تحت أية أسباب كانت، للتخلص من السكان الموجودين القدس. كذلك مسألة الاعتراف بحدود 67، لا يعترفون، لا زالوا يصرون أن علينا أن نعترف بالدولة اليهودية، وإذا قبلنا بالدولة اليهودية ممكن أن يتفهموا قولنا، ونحن بصراحة لا نستطيع أن نتقبل الدولة اليهودية لأننا نعرف عواقب هذه الكلمة، علما أن إسرائيل لم تطرح علينا هذه المسألة إلا منذ سنتين، ونحن اعترفنا بإسرائيل في عام 1993، بالاعتراف المتبادل بين المرحوم ياسر عرفات والمرحوم رابين، ولكن هذا لا يعترفون به.
في كل مناسبة نقول: نحن نعترف بإسرائيل، حتى أميركا حتى ترومان في عام 1948 حين عرض عليه الاعتراف بالدولة اليهودية شطبها بيده وقال أعترف بدولة إسرائيل، لماذا الآن يريدون منا أن نعترف بالدولة اليهودية؟ نحن لا نقبل بأي حال من الأحوال، نحن نعرف غرضهم، وغرضهم واضح، مجرد أن نعترف لا قيمة لمليون و400 ألف فلسطيني عربي موجودين في إسرائيل، ولن يسمح لأي فلسطيني لاجئ العودة لإسرائيل. باختصار هذا هو الهدف.
أمام كل هذا، نحن قلنا: لا بد أن نفعل ما يلي: نحن سنرسل رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي مضمونها طويل؛ للتأكيد على أن استئناف المفاوضات يتطلب وقف الاستيطان وبما يشمل القدس الشرقية، وقبول مبدأ الدولتين على حدود 1967، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وخاصة هؤلاء الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1993.
الرسالة ستتضمن مجموعة من النقاط تلخص الاتفاقات والمرجعيات والوضع الحالي، وعدم إمكانية استمرار الأوضاع على ما هي عليه. سنشرح كل شيء.
وفي النهاية نقول: نحن لا نستطيع أن نستمر والوضع على ما هو عليه، أي أن السلطة بلا سلطة. ولن نقبل أن نبقى بلا سلطة، وبالمناسبة ليس لدينا أي سلطة كل ما أخذناه في أوسلو، وهي أشياء رمزية أخذت منا، بما في ذلك أنهم ألغوا الإدارة المدنية في 1993، وأعادوها الآن تتعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية كما كانت قبل الاحتلال، ولم يعطونا أي شيء تحت قرار 1650، إذن هذه الرسالة. سنقول فيها: أن السلطة لم تعد سلطة، ونحن لم نعد نتحمل الوضع كما هو عليه.
سنرسل رسائل إلى بعض دول المجتمع الدولي، وننتظر الرد. إن قبل بالمبادئ القانونية الدولية التي نشير إليها ونتحدث عنها ونطمح للوصول إليها، أهلا وسهلا، وإذا رفض، سنذهب للمؤسسات الدولية مرة أخرى، سنذهب إلى مجلس الأمن، وسنذهب إلى الجمعية العامة، سنذهب إلى تفعيل معاهدة جنيف الرابعة، وغير ذلك من المؤسسات؛ لأن العالم لم يرحمنا، الرباعية لم تستطع أن تفعل شيء؛ فلعل المنظمات والمؤسسات القانونية يمكن أن تفعل شيء، هذا ما سنعمله خلال أيام.
نحن نعرف أيها الأخوة الأعزاء، أننا حينما ذهبنا لليونسكو عاقبونا مرتين: مرة من قبل الكونغرس، وأوقفوا المساعدات التي يقدموها لنا، وهي مساعدات مجزية؛ وإسرائيل منعت عنا الأموال التي تجمعها باسمنا عقابا لنا. إذًا عقوباتان: واحدة من هنا، وواحدة من هناك. وسنواجه مثل هذه العقوبات. وسنواجه مثل هذه العقبات، لكن ما باليد حيلة، ربما يحجزوا عنا مثل الذي قلت سواء الأميركان أو الإسرائيليين، وفهمكم كفاية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب الرئيس محمود عباس أمام القمة العربية في بغداد
29/3/2012
فخامة الرئيس جلال الطالباني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود بداية أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى العراق الشقيق رئيساً وحكومة وشعباً للجهد الاستثنائي المميز الذي تم بذله لاستضافة القمة العربية في بغداد ولحسن الاستقبال والضيافة.
إن استضافة العراق للقمة يشكل دلالة إضافية على تعافيه وعلى إصرار شعبه على السير قدماً ورغم كل الصعوبات والتحديات في طريق البناء والتنمية وتعزيز قدراته لمواصلة القيام بدوره مع أشقائه العرب.
كما أن انعقاد هذه القمة في بغداد هو رسالة أقوى من الأمة العربية ودولها وقادتها لتأكيد وقوفهم الحاسم والداعم للشعب العراقي وللعراق السيد والمزدهر فوق ترابه الوطني.
ويجيء انعقاد هذه القمة في لحظة تاريخية فارقة في وطننا العربي، وأحسب أن ما شهدناه ونشهده من أحداث كبرى ينبغي أن يدفعنا للتركيز على استخلاص الدروس المستفادة والسعي نحو بلورة رؤى وتصورات وبرامج عمل موحدة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
إن شعوبنا تتطلع إلينا وتتوقع منا الكثير، الأمر الذي يتطلب منا وقفة صريحة نقرأ فيها بروح المسؤولية الوطنية والقومية المعطيات الماثلة أمامنا لننطلق منها معا ومن قاعدة المصير المشترك لشعوبنا نحو تدشين مرحلة جديدة نقدم فيها إجابات موحدة على الأسئلة التي تطرحها الأحداث المتلاحقة منطبقين من قاعدتين أساسيتين تتمثل أولاهما في بناء مصالح وتطلعات شعوبنا، وثانيهما في بناء موقف عربي موحد إزاء مختلف القضايا يؤشر للمسار ويحدد اتجاه البوصلة ويقود التحرك ليحمي المصالح الوطنية العليا لشعوبنا وليصبح موقفنا الموحد هو القاعدة والمعيار وأداة القياس في علاقات دول العالم وتكتلاته وهيئاته وتعاطيها مع القضايا العربية وليجعل الصوت العربي مسموعاً ومؤثراً وحاسماً في مرحلة مرشحة لكثير من المنعطفات والتحديات الخطيرة.
لقد أكدت أحداث العام الماضي في العديد من دولنا العربية على حاجتنا للإصغاء جيدا لشعوبنا وتطلعاتها، ففي عالم متغير تتداعى فيه الحواجز وتعبر فيه الأزمات السياسة والاقتصادية عبر الحدود ومن منطقة لأخرى، وبمنطقة كمنطقتنا تمتلك العديد من المميزات الاستراتيجية وفي مجتمعات كمجتمعاتنا تمثل فيها، فالأجيال الشابة ما يقارب الثلثين من عدد السكان تصبح الحاجة للفهم والتفهم، والتحرك السريع والحاسم لتبني وتنفيذ برامج الإصلاح في مختلف المجالات وبشكل يرسخ نقلة نوعية في المشاركة الشعبية والأداء الديمقراطي ويقدم حلولاً عملية لمشاكل البطالة بتبنيه خطط تنموية فاعلة تحقق العدالة الاجتماعية وتقود لمستويات متقدمة من النمو والازدهار.
إن كل ما تقدم يطرح حتمية تطوير منظمة العمل العربي المشترك وأداته الرئيسة المتمثلة في جامعة الدول العربية، وخلال الشهور الماضية، لاحظنا كيف أن ضغط الأحداث دفع العمل العربي المشترك والجامعة لبدايات مرحلة جديدة وغير مسبوقة، إن هذه البدايات ينبغي أن تعزز وتسند بالإسهام والمشاركة الايجابية وبدعم جميع الدول للجهود التي يبذلها معالي الأمين العام لتطوير عمل الجامعة وهيئاتها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي،
السيدات والسادة،
إن الشعب الفلسطيني الذي يواصل بشجاعة نضاله ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي وسعيه للحرية والاستقلال الوطني، يدرك تماما أن موقع قضيته ثابت في مكانه في أفئدة قادة وشعوب دولنا العربية، ونحن نثق تماما أن القضية الفلسطينية تمثل كما كانت على مدى العقود الماضية نقطة ارتكاز وتلاق للعمل العربي وهي قادرة في هذه المرحلة الحساسة أن توفر قاعدة للاتفاق ونقطة قوة في علاقة الوطن العربي بالعالم، وبخاصة بمنظمة التعاون الإسلامي التي تشكل القضية الفلسطينية أيضا نقطة ارتكاز وتلاق لدولها.
وهنا أريد وأود أن أشير بامتنان إلى صندوق مال القدس الذي ترعاه المملكة المغربية الذي يسهم إسهاماَ جيداَ في حماية القدس، وكذلك أريد أن أشيد وبكل اعتزاز بدور الأردن الذي يحمي المقدسات الإسلامية والأوقاف الإسلامية في الأراضي الفلسطينية.
وقد التزمنا على الدوام بتنسيق خطواتنا وتحركاتنا السياسية والدبلوماسية مع الأشقاء العرب من خلال اللقاءات الثنائية أو من لجنة المتابعة العربية للسلام، ومن المؤكد أن استحقاق أيلول في العام الماضي وعندما توجهنا لطلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ونيل عضوية كاملة في اليونسكو، والاعترافات الدولية المتلاحقة بدولة فلسطين والتي بلغت حتى الآن 132 دولة أي أن هناك في العالم 132 دولة تعترف رسميا بدولة فلسطين، ولدينا فيها سفارات إضافة لدول العالم التي لدينا فيها تمثيل من أشكال مختلفة، سواء من نوع بعثة أو وفد أو غير ذلك. هذه الأمور تشكل نماذج لما يمكن أن يحققه عملنا المشترك ومن حراك إيجابي يراكم المكاسب السياسية ويعظم تأثير ووزن المجموعة العربية وسط التكتلات الإقليمية والدولية.
وجاء تحركنا العام الماضي على خلفية استعصاء متواصل في مفاوضات عملية السلام، وهو استعصاء جاء نتيجة رفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بالمرجعيات المعتمدة لعملية السلام، وإصرارها على مواصلة سياسات الاستيطاني وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وعدم الإفراج عن الأسرى، حيث أن لدينا الآن أكثر من 5 ألاف أسير، كثير منهم أمضى 30 عاماً، ولدينا نموذج في هناء شلبي التي تعتصم وتمتنع عن الطعام ومثلها خضر عدنان وغيرهم ممن يمثلون حالات إنسانية وسياسية، يجب لفت النظر إليها ولفت انتباه العالم كله لما يجري في الأراضي الفلسطينية. ومواصلة الاعتداءات وبخاصة على مواطنينا في قطاع غزة وهي سياسات اكتسبت طابعا مكثفا خلال السنوات الماضية في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض يرسم الحدود بحيث يحقق أطماع إسرائيل في ضم الأرض الفلسطينية ويقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويؤدي لإقامة كنتونات معزولة منفصلة عن بعضها البعض، تحت الهيمنة الإسرائيلية، هذا بالضبط ما تريده إسرائيل من خلال أعمالها التي تقوم بها في الأراضي الفلسطينية وهي لا تؤمن قطعا برؤية الدولتين، هذه الرؤية التي اعتمدها العالم أجمع، ولكن إسرائيل لا تعطي بالا لهذا المجتمع.
إننا الآن بصدد تقديم رسالة رسمية إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نستعرض فيها الانتهاكات الإسرائيلية وبخاصة استمرار النشاط الاستيطاني، والتأكيد على أن هذه الانتهاكات جعلت السلطة الفلسطينية تفقد مبرر وجودها المتمثل بالانتقال بالشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وطبعا جاء هذا الأمر بعد الجهود التي بذلت من قبل الرباعية أولاً، ثم الجهود العظيمة التي قام بها الشقيق الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، حيث استمرت هناك مفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين على مدى شهر لم تحقق شيئا يذكر يمكننا من الذهاب لمفاوضات حول قضية الحدود والأمن، لأن إسرائيل إلى الآن لا تعترف بحدود العام 1967، ونطالب في هذه الرسالة بتحديد الموقف الإسرائيلي وبشكل رسمي من قضيتين رئيسيتين هما: مرجعية السلام واستمرار النشاط الاستيطاني، وكما جرت العادة فإننا سنتشاور معاً في المرحلة المقبلة حول خطواتنا اللاحقة والمحددة للتحرك.
من ناحية أخرى فإنني أود التأكيد بأننا نواصل جهودنا الحثيثة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن والأرض والمقدسات وهي مهمة مقدسة وتكتسب طابعاً ملحاً يوماً بعد يوم، وقد حققنا خطوات لافتة على هذا الطريق وسنواصلها رغم أي عقبات قد تنشأ، وبالتأكيد نحن نوجه الشكر لجمهورية مصر العربية ولدولة قطر الشقيقة اللتين بذلتا جهوداً خارقة من أجل تقريب وجهات النظر في عملية المصالحة، ومن جهتنا نؤكد أن كل ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه، مستعدون للالتزام به، لأن المصالحة هي عودة الوحدة، وحدة الشعب ووحدة الوطن، وهي هدف ثمين وغال على قلوبنا جميعا.
إن مرتكزنا الأساسي في هذا الجهد هو العودة للشعب والاحتكام لصناديق الاقتراع ولإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، يقول فيها الشعب كلمته، وأشير هنا إلى أن شعبنا الذي يواصل مقاومته ضد الاحتلال والاستيطان، والمقاومة السلمية والشعبية، وتهويد القدس وجدار الفصل العنصري، يواصل في الوقت نفسه عملية بناء المؤسسات رغم كل القيود التي تقيد حريته. وإذ قطعنا في هذه المجال خطوات واسعة أشادت بها دول العالم والهيئات الدولية واعتبرتها قصة نجاح، فإنني أدعو أشقاءنا العرب لتفعيل قرارات القمم السابقة حول دعم الشعب الفلسطيني ودعم القدس وبخاصة قرارات القمة السابقة التي لم تفعل، إن هذا الدعم مطلوب في هذه المرحلة وبشكل ملح لمواجهة الأزمة المالية الحادة التي تواجه السلطة الفلسطينية نتيجة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وهذا أيضا يتطلب الوفاء بالتزامات الدول التي وردت في قرارات القمم السابقة، لمن لم يف بالتزاماته.
وأود هنا أيضاً التذكير أن أمتنا العربية وفي مثل هذه الأيام منذ عشر سنوات في 28/3/2002 اعتمدت المبادرة العربية للسلام، وأقول هنا إن هذه المبادرة منذ عام 48 إلى الآن هي أثمن ما قدم العرب من مبادرات تستطيع أن تواجه كل المطالب للوصول إلى سلام، إن تأكيد تمسك قمتنا بهذه المبادرة كمشروع عربي للسلام يشكل مصدر قوة كبيرة في العالم على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وداعماً لأية خطوات وتحركات أخرى نقوم بها لتعزيز الحقوق الفلسطينية والعربية، لذلك لا بد من تفعيل هذه المبادرة على المستوى الإعلامي والسياسي في أرجاء العالم كافة، وتشكيل لجنة لهذا الغرض، لا يكفي أن نطلق المبادرة وننتظر جواباً من الأطراف الأخرى، الطرف الإسرائيلي لن يجيب، لكن علينا أن نحث العالم وأن ننبه العالم إلى أهمية هذه المبادرة التي تصلح لإقامة الحل العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط برمته.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،
معالي الأمين العام،
في صدارة المشهد تقف قضية القدس، كأكثر القضايا قداسة وحساسية في نضالنا للخلاص من الاحتلال، هي مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنبع رسالة المسيح عليه السلام، وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وهي الأكثر تعرضا لعدوان الاحتلال ولممارساته العنصرية، فسلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل وبسعار غير مسبوق وباستخدام أبشع الوسائل وأخطرها على تنفيذ ما تعتبره الفصل الأخير في حربها العدوانية الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي والإسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة سعيا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال عبر دفع المواطنين الفلسطينيين لمغادرة المدينة من خلال ارهاقهم بالضرائب العقابية وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وسحب الهويات وضرب الاقتصاد المقدسي بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني بطوق من المستوطنات والحواجز.
إن ما ترتكبه إسرائيل في القدس هو تطهير عرقي ضد الفلسطينيين ما يعني أننا كأمة عربية أمام استحقاق تاريخي تجاه مدينتنا المقدسة، استحقاق يفرض علينا بذل كل جهد مستطاع لتعزيز صمود وثبات المقدسيين حماة المدينة المقدسة القابضين على جمر الصمود في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ومن هنا جاء التزامنا بعدم استئناف المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وبخاصة في مدينة القدس.
إنني أتوجه إليكم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لكي نعيد القدس لصدارة العمل العربي في كل المجالات عبر محاور عدة، منها: أن تكون القدس عنوان مركزي وأساس في علاقاتنا كعرب مع جميع دول العالم.
ثانياً، العمل على تعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع اللازمة لدعم المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلها، وهنا لا بد لي من التذكير بالالتزام الذي قطعه القادة العرب على أنفسهم في القمة الماضية برصد 500 مليون دولار للمدينة المقدسة والتي لا تزال في انتظار أن تصل إليها.
وأخيراً جاء مؤتمر الدوحة حول القدس وطلب سمو أمير قطر تحضير خطة استراتيجية للقدس وقد أنجزنا الآن هذه الخطة لتقديمها لكم جميعا عربا ومسلمين.
ثالثاً، العمل على إيجاد حالة تواصل دائمة مع القدس وأهلها لكسر الحصار المفروض عليها وإخراجها من عزلتها التي طال أمدها، التواصل مع القدس وليس تحريم زيارة القدس وليس هناك نصوص لا في القرآن ولا في السنة ولم يحصل في التاريخ أن أحداً أو مفتياً من المفتين أو قاضياً من القضاة أو رجل دين حرم زيارة القدس، وقعت تحت احتلالات كثيرة ولم يأت شخص يقول حرام عليكم زيارة القدس، منذ أن قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسراء للقدس وبالصلاة بكل الأنبياء في القدس إلى الاحتلال البريطاني لم يأت شخص ليقول هذا حرام وهذا حلال، الآن هو الحلال الآن هو وقت دعم القدس بصرف النظر عن وجود احتلال أو عدم وجود الاحتلال.
وأعيد التأكيد على الدعوة التي وجهناها لجميع إخواننا من الدول العربية والإسلامية وكذلك إخواننا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا من أجل التوجه للقدس وزيارتها، وهو الأمر الذي ستكون له تداعياته وآثاره السياسية والاقتصادية والمعنوية على شعبنا بما يعزز صموده في القدس، مؤكداً أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان.
مرة أخرى أشكر شعب العراق وقيادته، وأتمنى لقمتنا النجاح ولأمتنا وشعوبنا تحقيق آمالها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب الرئيس محمود عباس بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني 17/4/2012
الإخوة القادة الأسرى في سجون الاحتلال،
أبنائي الأسرى وبناتي الأسيرات،
أطفالنا الأسرى الأحبة،
إخوتي وأخواتي أمهات وزوجات وآباء الأسرى،
أبناء وبنات أسرانا أطفالاً وشباناً يافعين،
أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان،
أحييكم أطيب تحية، وأنتم في كل يوم تجترحون معجزة تضحية ونضال وفداء وصمود، تلقنون السجان درسا في العزة والإباء والشمم، وتقدمون من حياتكم وأعماركم أغلى وأثمن ما يمكن أن يعطيه إنسان من أجل وطنه وشعبه، إنكم اخترتم أن تكونوا حملة مشاعل الحرية والتحرر لوطنكم وشعبكم الفلسطيني، فبوركتم وبوركت همتكم وإرادتكم الصلبة التي لا تنحني ولا تلين إلا لخالقها، ولتراب فلسطين المجبول بعرق آبائكم وأمهاتكم وأجدادكم، ودماء شهداء فلسطين الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن منذ ثلاثي شهداء الثلاثاء الحمراء عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي، في مطلع القرن الماضي، إلى ثلاثي الشهداء كمال ناصر، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار، وما قبلها وما بينهما وما بعدهما، ولا ننسى في هذا اليوم الأخ القائد الشهيد المؤسس أبو جهاد، أحد أبرز رموزنا الوطنية خلال ثورة شعبنا الفلسطيني المعاصرة، zzz*zأول الرصاص أول الحجارةzzz*z الذي تصادف ذكرى استشهاده هذا اليوم، رحمه الله رحمة واسعة، فمن كل هؤلاء نستلهم العمل والهمة والمزيد من العطاء، إلى أن تتحقق أماني شعبنا في الحرية والسيادة والاستقلال الناجز، على ترابنا الوطني الفلسطيني، بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إخوتي وأخواتي،
أتحدث إليكم من صميم قلبي، لأؤكد لكم أن قضيتكم في قلبي وعقلي وأعماق وجداني وضميري، وإنني لأحملها والقيادة الفلسطينية، حيثما حللت وارتحلت، وهي على رأس سلم الأولويات الفلسطينية، ولن يهدأ لنا بال إلا بنيلكم جميعاً حريتكم، بحيث لا يبقى في السجون الإسرائيلية أسير من أسرى الحرية، وسنتوجه بهذا الشأن للدولة الراعية لاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، لنطالب بتطبيق بنود الاتفاقية على الأرض الفلسطينية المحتلة من كافة جوانبها، ولا سيما فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، ليعاملوا كأسرى حرب، ولكي ينالوا كافة الحقوق الإنسانية لأسرى الحرب طبقا لروح ونص الاتفاقية، وللقانون الدولي الإنساني، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكافة المواثيق والشرائع التي تقضي بعودتكم لأهلكم وأسركم وذويكم سالمين.
أحبتنا جميعاً، إننا نتابع قضيتكم عن كثب، ونعمل بكل ما أوتينا من إمكانيات لتخفيف معاناتكم وعذاباتكم، ونعلم يقينا أن ما نقدمه لا يساوي شيئا في مقابل حجم تضحياتكم الجسيمة التي تقدمونها من أجل وطنكم، وإيصال صوت قضيتكم العادلة التي هي قضية حق وعدل وحرية وتحرر وكرامة إنسانية من الطراز الأول، وإن صمودكم وثباتكم على الحق يفضح سياسة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لأرضنا، والتي تمارس كل أساليب القهر والقمع والتعذيب بحقكم، يا أسرانا البواسل، وتطبق حينما تعجز عن تلفيق التهم والأكاذيب لأبطالنا الأسرى، قانون الاعتقال الإداري الجائر والموروث من العهد البريطاني، وقد تمت تعرية وجه الاحتلال الإسرائيلي القبيح بفضل إضراباتكم عن الطعام، ولا سيما ما قام به الأخ خضر عدنان، الذي نسأل الله أن يعود لأهله سالما معافى، وكل أسرانا وأسيراتنا، الذين عاهدوا الله وأنفسهم ووطنهم على المضي قدما في نضالاتهم من أجل الحرية والانعتاق من قبضة السجن والسجان، وزنازينه؛ كما ولا يفوتنا أن نعبر عن الإشادة بكافة أسرانا الأعزاء وخاصة عميد الحركة الأسيرة كريم يونس، وابن عمه ماهر عبد اللطيف يونس، وكلنا أمل ودعاء إلى الله تعالى أن يفك أسر إخوتنا وأخواتنا الأسرى جميعا قريبا.
إخوتي وأخواتي،
تعلمون جميعا ما تمر به عملية السلام من جمود ووصولها إلى طريق مسدود بفعل سياسة إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، التي دأبت على التهرب من استحقاقات عملية السلام، وما زالت مستمرة في التوسع الاستيطاني، بإقامة آلاف الوحدات السكنية الاستعمارية على أراضينا المحتلة، وسياسة تهويد القدس والمقدسات والتطهير العرقي المبرمج، هذا إلى جانب إقامة جدار العزل والفصل العنصري، الذي يصادر مئات آلاف الدونمات من أرضنا، بل ومن أخصب أراضينا، ويسيطر على أحواض مياهنا الجوفية، ويحرم شعبنا من كل مقومات البقاء والنمو الاقتصادي والعيش الكريم، إضافة إلى الاجتياحات اليومية لمدننا وقرانا ومخيماتنا، والاعتقالات المستمرة لمواطنينا، وإقامة الحواجز العسكرية الثابتة والطيارة، التي تحيل حياة شعبنا إلى جحيم لا يطاق، وتمزق أوصال وحدة أراضينا الجغرافية، إن إسرائيل تعلن للعالم بأنها مع حل الدولتين، ولكنها في الحقيقة والواقع لا تعمل إلا على تقويضه ونسفه، ولكننا لن نعدم الوسائل والآليات لمواجهة هذه السياسة الإسرائيلية المتغطرسة، وسنعود لندق باب الأمم المتحدة من جديد للاعتراف بدولة فلسطين على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، فأرضنا ليست متنازعا عليها بل هي حقنا، التي لا بد أن نبني عليها دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
إن حكومة إسرائيل تريد الأرض والأمن لها وحدها، وتضرب عرض الحائط بكل المبادرات الهادفة لإحلال السلام، بدءاً من مبادرة السلام العربية، وانتهاء بخطة خارطة الطريق، فمنذ ثمانية عشر عاما على أوسلو، وإسرائيل تراوغ وتحاور وتناور، وتتهرب من كافة الاتفاقيات الموقعة وتضرب بها عرض الحائط.
الإخوة والأخوات،
أمام هذا الواقع المرير، ليس لنا إلا لمزيد من الصمود والثبات والتمسك بحقوقنا ووحدة الصف والكلمة، ومن هنا فإنني أناشدكم، أيها الأحبة الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بأن تحافظوا على وحدة الحركة الأسيرة داخل السجون، لأن الانقسام والفرقة تعلمون ماذا جلبا لنا وللوطن ولقضيتنا العادلة، والمستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني هو إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، وهو سجانكم في سجونكم الصغيرة، مثلما هو سجان شعبكم، الذي أحال أرض وطننا إلى سجن كبير، فالوحدة الوحدة أوصيكم، واعلموا بأنكم تسكنون في وجداننا وأرواحنا، وكلمات آبائكم وأمهاتكم لا تفارقنا حينما قالت إحدى أمهاتكم لنا zzz*zالعمر بروح والأرض محلهاzzz*z نعم نريد لكم الحرية، ونعمل من أجل أن تنالوا حريتكم لتشاركوا في بناء أسركم ووطنكم، فأنتم سر بقاء الوطن والقضية zzz*zوما ضاع حق وراءه مطالبzzz*z.
أجدد لكم التحية وأشدّ على أياديكم، أيها الرجال الرجال، يا من صح فيكم قول الله جل وعلا:zzz*zمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاzzz*z صدق الله العظيم.
عاشت الحركة الأسيرة حرة أبية، عشتم وعاشت تضحياتكم الجليلة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا البواسل، وعاشت فلسطين مهداً للحضارة والعطاء الإنساني، والتعايش والتسامح، والحرية والكرامة الإنسانية، والديمقراطية وحرية الرأي والفكر والتعبير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب الرئيس محمود عباس للشعب بالوطن والشتات بمناسبة الذكرى الـ64 للنكبة في 14/5/2012
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات،
أُخاطبكم اليوم بمناسبة ذكرى كانت البداية لمأساتنا المتواصلة منذ أربعة وستين عاماً، واليوم يتوحد شعبنا بكل أطيافه لإحياء ذكرى النكبة التي شردت شعبنا ولا زال يعاني من آثارها كل مواطن ومواطنة فلسطينية، سواء تحت الاحتلال أو في مخيمات اللجوء والشتات.
إن نكبة شعبنا عام 1948 لا مثيل لها في التاريخ الحديث للشعوب والأمم، فتحت مقولة zzz*zأرض بلا شعب لشعب بلا أرضzzz*z اقتُلِعنا من مدننا وقرانا، وشُطِب اسم فلسطين عن الخارطة، وأضحى اسم الفلسطيني مرادفاً لكلمة لاجئ، وتم التعامل مع قرارات الأمم المتحدة بانتقائية، فما كان في صالحنا نسبياً تم تجاهُلُه، وما كان في صالح إسرائيل تم تثبيته، فقرار التقسيم تم نسيانه من قبل الأمم المتحدة، وشروط قبول إسرائيل عضواً في الجمعية العامة، والتي نصت على الالتزام بالتقسيم، وعلى عودة اللاجئين، لم يلتفت إليها أحد.
لقد أدى الدعم غير المحدود لإسرائيل من قبل قوى دولية عظمى إلى قناعة قادتها بأن إسرائيل فوق القانون، وبأن مصير الفلسطينيين: كبار السن سيموتون والصغار سينسون، بل وصل الأمر إلى حد التصريح بأنه لا وجود لشعب فلسطيني.
يتذكر جيلُنا، جيلُ النكبة، السنوات الأولى التي أعقبت عام 1948، ومعاناة من بقوا على أرض وطنهم أو أصبحوا لاجئين في وطنهم، أو لاجئين خارج وطنهم، فكلهم في المعاناة سواء؛ الأخ يبحث عن أخيه، والأم عن اِبنها، ويكافحون من أجل البقاء ولقمة العيش، ولكنهم لم ينسوا فلسطين ولا حقهم في فلسطين، فالوطن في قلوبهم ووجدانهم، وكان لا بد للمعاناة أن تفجر ثورة انطلق بها شباب مستعدون للتضحية بالغالي والرخيص من أجل الوطن، فكانت فتح والانطلاقة عام 1965، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية بدايةً لصفحة جديدة في تاريخ شعبنا وتاريخ المنطقة، بدأنا نضالاً لا زال متواصلاً، وإن بأشكال مختلفة لتحقيق ثوابتنا الوطنية في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران العام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحق لاجئينا في العودة إلى وطنهم حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194، وبموجب المبادرة العربية للسلام.
إننا نناضل في سبيل تحقيق هذه الأهداف على جبهات متعددة وبوسائل مختلفة، واضعين نصب أعيننا وفي وجداننا بأن الفضل الأول في تزايد الاعتراف الدولي بحقوقنا، والتضامن معنا، يعود إلى عدالة قضيتنا، وتضحيات شهدائنا الأبرار، ومعاناة وصمود أسرانا.
انطلقت هذه الثورة بقيادة شهيدنا وقائدنا الرئيس الخالد الأخ أبو عمار الذي نسترجع باستمرار مآثره بكل إكبار وافتخار، حيث عاش واستشهد مسكوناً بحلم الهوية والحرية والاستقلال، فكان محارباً لا تلين له قناة، كما كان أيضاً مفاوضاً صلباً ومدافعاً عنيداً عن الحق الفلسطيني، فلروحه ولأرواح كل شهدائنا الطاهرة وعدنا وعهدنا بمواصلة المسيرة.
اليوم لا توجد أمامنا قضية ملحة ولا هم أكبر من موضوع أسرانا الذين خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، بدأه بعضهم منذ شهرين ونصف، وأعلن الآلاف منهم الإضراب عن الطعام منذ يوم السابع عشر من نيسان، مطالبين بحقوق مشروعة لهم حسب القانون الدولي الذي تنتهكه السلطات الإسرائيلية بممارستها العزل الانفرادي، ومنع الزيارات، والاعتقال الإداري، وسلسلة طويلة من التصرفات المشينة وغير الإنسانية. إن هذه السياسة المخالفة للقانون الدولي الإنساني مورست وتمارس طيلة سنوات الاحتلال بحق عشرات الآلاف ممن دخلوا السجون وبعضهم بقي اثني عشر عاماً في العزل الانفرادي.
آن الأوان لأن تدرك الحكومة الإسرائيلية بأن هؤلاء الأخوات والإخوة هم مناضلون من أجل الحرية، ومعركة أسرانا اليوم هي معركتنا جميعاً، وكنا ولا زلنا نضع قضية أسرانا في سلم أولوياتنا، وهدفنا الأساس هو الإفراج عنهم جميعا، وإنهاء معاناتهم ومعاناة أهلهم.
أما على المستوى الدولي فقد بدأنا مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في حركة عدم الانحياز بالإعداد لنقل موضوع الأسرى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن طرح هذا الموضوع على اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، وفي حال عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية للمطالب العادلة لأسرانا، فإننا سنبحث في الآليات التي تمكننا من تقديم هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأحذر من تعرض حياة أي أسير للخطر.
فتحيةً إلى أسرانا البواسل، والعهد هو العهد بأن تبقى قضيتهم على رأس جدول اهتمامنا، حتى ينعموا بالحرية بين أهلهم وشعبهم، لنبني معاً إن شاء الله دولتنا المستقلة الحرة التي من أجلها سقط الشهداء وعانى الأسرى.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
نعلم وتعلمون المصاعب والمشاق التي نواجهها من قبل طامع في أرضنا، منكر لحقوقنا، متغطرس بقوته، يحظى بكل أشكال الدعم والرعاية، لا يحترم القانون الدولي ويتنكر للاتفاقات الثنائية، ولكننا نحن أبناء الشعب الذي لا يعرف اليأس، ولا تلين له قناة، الشعب الذي هزم الهزيمة، الشعب الذي تعترف اليوم بحقوقه الوطنية وبدولته، الأغلبية الساحقة من دول العالم الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إن الواجب يقتضي بهذه المناسبة التي تمس مصيرنا الوطني الجماعي، ومصيرَ كل مواطن فلسطيني بشكل شخصي أيضاً، أن نتصارح ونتكاشف حول وضعنا والرؤية نحو المستقبل.
فعلى الصعيد الداخلي لا بد من طي صفحة الانقسام السوداء بكل آلامها وإلى الأبد، وإعادة اللُحمة لوحدة الوطن والشعب، وذلك تأسيساً على ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة بشأن تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة، قَبلتُ أن أكون رئيساً لها لفترة انتقالية، تبدأ أولاً بتمكين لجنة الانتخابات المركزية من العمل وتسجيل أسماء الناخبين وتجديد سجلهم في قطاع غزة، على أن تشرف الحكومة على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعيد البناء في قطاع غزة.
وللأسف، فإن ما اتفق عليه في الدوحة عارضته وأعاقت تنفيذه قيادات من حركة zzz*zحماسzzz*z في قطاع غزة تحت ذرائع وحجج واهية، مغلبة المصالح الفئوية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا، مستخدمة كلمة المقاومة، وكأنها نقطة الخلاف فلسطينياً، وهنا أود التذكير بأن مقاومة الاحتلال مفهوم شامل وواسع، أداوته ووسائله مختلفة، تحددها في كل مرحلة المصلحة الوطنية العليا، فنحن كنا المبادرين إلى المقاومة المسلحة طيلة سنوات طويلة، وبفضلها أنجزنا الاعتراف بحقوقنا، وبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بعد أن كانت المنظمة لسنوات طويلة تعتبر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرها منظمة إرهابية.
وبموجب هذا الاعتراف تم التوصل إلى اتفاق أوسلو، والمعروف باسم إعلان المبادئ عام 1993، والذي أرسى وأقام لأول مرة في تاريخ شعبنا سلطة وطنية على الأرض، حققت إنجازات يجب ألا يُستهان بها رغم كل الممارسات الإسرائيلية المعروفة، إذ عاد إلى أرض فلسطين أكثر من أربعمائة ألف مواطن فلسطيني، وتوقفت سياسة الإبعاد والتهجير الجماعي التي كانت تمارسها إسرائيل، بطرد مواطنينا إلى دول الجوار، وبالرغم من حالات معينة أعلنا ونعلن رفضنا لها معارضتنا، كما استطعنا بناء مؤسسات وطنية عديدة من جامعات ومستشفيات ووسائل إعلام، بل ومدن جديدة، وهذا كله لا يغير حقيقة أن إسرائيل تواصل حصارها الظالم لقطاع غزة، وتواصل الاستيطان في القدس والضفة الغربية، وهو ما يقتضي منا مواصلة مقاومتنا، أما الأساليب فهي متعددة، كالمقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال والاستيطان والجدار، التي يشارك فيها متضامنون أجانب ودعاة سلام إسرائيليون يتعرضون معنا للاعتداء من قبل قوات جيش الاحتلال، إضافة إلى مقاطعة منتجات المستوطنات داخل الوطن وفي الخارج، ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المقامة في المستوطنات، فهذه مقاومة يشارك فيها الآلاف من الأكاديميين والمثقفين والمواطنين العاديين الأوروبيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى الفلسطينيين.
ومن أشكال المقاومة أيضاً، تمسكنا بالشرعية الدولية ومصداقية خطابنا الذي كسبنا عبره تأييد العالم، والذي أدى إلى اتهامي شخصياً من قبل مسؤولين إسرائيليين بشن حرب إرهابية دبلوماسية قانونية، وبأنني أريد عزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها.
أما جبهة المقاومة الأهم، فهي ثبات وصمود وتمترس الإنسان الفلسطيني على أرضه، بتوفير الأمن والعيش الكريم له.
إن التعديل الذي نجريه على الحكومة الحالية يهدف إلى تمكينها من تأدية مهامها بكفاءة، وهذا لا يتعارض مع ما اتُفِق عليه، ولا يُعيق المصالحة، فهذه الحكومة ستستمر إلى حين تشكيل الحكومة التي اتفق عليها في القاهرة والدوحة، فعلينا إنجاز ما هو ممكن اليوم للوصول إلى ما هو مطلوب غداً، فهذه الحكومة ليست عقبة في وجه المصالحة، كما أن إجراء الانتخابات التي جرت مؤخراً لمجالس الطلبة في جامعاتنا ولعدد كبير من النقابات، ليست نقيضاً للمصالحة، وإنما هي جزء من نهجنا الديمقراطي الذي يجب أن نحافظ عليه، وقد آن الأوان لإجراء الانتخابات البلدية أيضاً، وهذه ستجري قريباً جداً، والتي نأمل أن تجري في شطري الوطن.
إن ما يعيق إنجاز المصالحة ليس الحرص على المقاومة، وإنما اعتبارات أخرى، آمل تجاوزها بأسرع وقت ممكن، وسأواصل بذل كل الجهود من أجل هذا الهدف السامي، فإنجاز المصالحة أمنية لكل الشعب وفي الطليعة منهم أمنية أسرانا .. فهل من مستجيب؟؟.
أيتها الأخوات والإخوة،
يا أبناء شعبنا العظيم،
إن إدراكنا لمسؤولياتنا وواجباتنا وحرصنا على الأمانة التي حملتمونا إياها، في قيادة شعبنا ومعالجة قضاياه المتشعبة والمتعددة، يحتم علينا أن نحدد أولوياتنا، وأن نحسن إدارة هذا الصراع بدون مزايدات أو شعارات جوفاء، مع تمسك، لا يلين، بثوابتنا، وبعزيمة لا تنكسر مهما كانت الصعاب.
كيف نحمي القدس من مخاطر التهويد؟ فالاستيطان داخل المدينة وحولها يسير بوتائر لم تحدث منذ عقود، وهدم البيوت وتشريد أصحابها ممارسة يومية، والمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين هو هدف ثابت لأطماع الاحتلال والمتطرفين، ومنع المؤمنين مسلمين ومسيحيين من دخول المدينة للصلاة، وفرض الضرائب الباهظة على المواطنين لإجبارهم على الهجرة، كل هذا سياسة لا تسمية لها سوى التطهير العرقي.
أمام هذا الخطر لا تكفي الأقوال، بل نريد أفعالاً، تدعم صمود أهلنا المقدسيين الأبطال المرابطين دفاعاً عن الأقصى وكنيسة القيامة، بتنفيذ أشقائنا لتعهداتهم المالية التي أقرت على مستوى القمة، والاستثمار في مشاريع تحقق تنمية اقتصادية مستدامة، وزيارة’ أكبرَ عددٍ ممكن من الأشقاء للمدينة تضامناً مع أهلها وليس تطبيعاً مع العدو، كما يزعم البعض.
فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية تمنع المتضامنين الأجانب من المجيء إلى الأرض الفلسطينية وإلى القدس، وتطردهم بالقوة أو تحتجزهم في المطارات، فهل يتوافق معها أصحاب الأصوات الذين يحرمون المجيء إلى القدس وزيارتها والصلاة في المسجد الأقصى؟.
إنني أناشد القادة والمواطنين العرب والمسلمين والمسيحيين، وكل أصحاب الضمائر الحية، وكل الحريصين على بقاء بوابة السلام مفتوحة، بأن يحموا القدس من التهويد، وأن يثبّتوا صمود أهلها بالزيت أو بغير الزيت، بالزيت كما طالب الرسول عليه الصلاة والسلام، أما نحن، فإننا رغم الأزمة المالية، وتعبيراً عن التضامن ودعم صمود القدس والمقدسيين، فإننا قررنا التبرع لهم بيوم عمل من قبل كل العاملين والموظفين في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وحتى في القطاع الخاص، وثقتي تامة بأن الأخوات والإخوة كافة يوافقون بطيب خاطر على تأدية هذا الواجب الوطني.
إن القدس هي بوابة ومفتاح السلام، والعبث بالمدينة المقدسة من قبل الاحتلال هو إذكاء لنيران التوتر والحروب في المنطقة والعالم، فنحن متمسكون بكل ذرة تراب، وبكل حجر في القدس، ولن يكون هناك أي اتفاق سلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس عاصمة دولتنا الفلسطينية.
إننا نقدر المواقف الإيجابية التي عبرت عنها دول الاتحاد الأوروبي بشأن الممارسات الإسرائيلية في القدس، كما نقدر رفض دول العالم للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا التفهم الدولي هو جزء من قناعة المجتمع الدولي بأن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية انسداد أفق عملية السلام، برفضها الوقف الشامل للنشاطات الاستيطانية والتفاوض على أساس حدود 1967، لأن المفاوضات لا جدوى منها في ظل استمرار الاستيطان، ومن العبث التفاوض على الحدود في حين يعمل الاحتلال على رسم وفرض الحدود التي تلبي أهدافه التوسعية، وعبر طرح فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة التي رفضناها ونؤكد مجدداً على رفضها.
إننا من حيث المبدأ مع المفاوضات المستندة إلى مرجعيات وأهداف واضحة، وكل ما نجريه من اتصالات ومن رسائل متبادلة الغاية الأساسية منها هي الوصول إلى نقطة سنعرف عندها ويعرف العالم أيضاً، إن كانت إسرائيل تقبل بإنهاء احتلالها وإقامة دولتنا، علماً بأن البديل الذي يتسع الحديث عنه هذه الأيام هو دولة ثنائية القومية، وهذا ما نرفضه أيضا.
الأخوات والإخوة الأعزاء،
لا يوجد في العالم بأسره من ينكر وجود شعبنا، ولا حقه في دولته المستقلة على أرضه، وهذا إنجاز تاريخي عظيم بحد ذاته، مكننا من الحصول على العضوية الكاملة في عدة مؤسسات دولية، بينها منظمة دولية هامة مثل zzz*zاليونسكوzzz*z، وكان بالإمكان الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لولا الضغوط التي مورست على عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ولكن مساعينا ستتواصل للحصول على حقنا المشروع، سواء كدولة كاملة العضوية أو كدولة غير عضو في الأمم المتحدة.
ويهمني هنا، أن أقولها بصراحة، إننا لا نريد صداما مع الولايات المتحدة، إذ رغم علاقاتها المميزة والخاصة والمنحازة لإسرائيل، فقد قامت بتقديم دعم هام ومقدر للشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية الفلسطينية، وندرك جيداً أهمية ومحورية الدور الأميركي في أية عملية سلام جادة، وما نسعى إليه ونعمل من أجله هو أن يكون الدور الأمريكي أكثر توازناً لتكون الوساطة نزيهة، وحتى لا تبقى الولايات المتحدة متهمة بالانحياز وباعتماد المعايير المزدوجة في تطبيق القرارات الدولية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
يا أبناء شعبنا،
إن فلسطين جزء من الوطن العربي، ونحن باعتزاز ننتمي إلى هذه الأمة العربية العظيمة التي انطلق منها الإيمان والتوحيد، فهي أرض الأنبياء والرسل، وهي مهد الحضارات، وهي صلة الوصل ما بين الشرق والغرب، إنها أمة حية تشهد اليوم ربيعاً متجددا.
نتابع بأمل كبير أن تحقق الشعوب العربية ما تتوخاه من ديمقراطية وعدالة، وأن يجلب هذا الربيع العربي معه المزيد من التضامن والتكافل والتكامل دون إراقة الدماء وتدمير البلاد.
إننا شديدو الحرص أمام ما جرى ويجري في عدد من الدول العربية على التمسك بشعار رفعناه منذ ما قبل الانطلاقة عام 1965، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
إننا لن نكرر أخطاءً حدثت عن قصد أو غير قصد في الماضي، فنحن مع الشعوب العربية فيما تقرره، ولا نتنكر لمن ساعدنا ووقف إلى جانبنا، واتبعنا هذا النهج تجاه الأحداث في مصر، وتونس، وليبيا، واليمن، وهو نهجنا تجاه ما يجري اليوم في سوريا.
لم نتردد سابقاً، ولن نتردد اليوم، في إبداء النصيحة الأخوية بضرورة إنقاذ البلاد والحفاظ على أرواح المواطنين وتشجيع الحوار، دون الاصطفاف إلى جانب أي طرف، ونقول لأبناء شعبنا الفلسطيني في الدول العربية الشقيقة، احذروا من الانزلاق إلى الصراعات الداخلية، واعزلوا وأبعدوا من يريد توريطكم، ولتكن المخيمات واحات أمن ومصدر عون ومساعدة حيثما استطعتم ذلك.
لقد أثبتت السياسة الحكيمة التي اتبعناها صوابيتها، فلم تتأثر علاقاتنا مع الدول العربية التي شهدت ربيعاً، وأثبتت الشعوب العربية أن قضية فلسطين، قولاً وفعلاً، هي القضية المركزية للأمة العربية مهما تغيرت الأنظمة.
هذا هو الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ونحن نقدر للأشقاء العرب كل ما قدموه ويقدمونه من دعم لنا، لا نتدخل في شؤونهم الداخلية ولكننا نحرص على التشاور والتنسيق معهم.
أيتها الأخوات والإخوة،
تولي مؤسسات منظمة التحرير اهتماما بالغا، بقضايا إخواننا اللاجئين والمهجرين والمغتربين الفلسطينيين في مختلف الساحات، ونبذل أقصى الجهود للمساعدة وتخفيف آلام الغربة عن الوطن، ففي لبنان حيث يعيش نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني، يمنعون من العمل في عشرات المهن، تحت ذريعة رفض التوطين، وسبق أن دفعوا أثماناً غالية أثناء تواجد القيادة الفلسطينية في لبنان، وبعد الخروج عام 1982، وما تعرضوا له من مجازر في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا، قمنا بإطلاق عدد من المشاريع لمساعدتهم، فأنشأنا صندوق الطالب الفلسطيني، وقد بلغ عدد المستفيدين من طلبة السنتين الأولى والثانية نحو ألف وخمسمائة طالب وطالبة، ومشروعا آخر، هو مشروع صندوق التكافل الأسري، كما أطلقنا خلال الفترة الماضية مشروعا جديدا يوفر فرص العمل بتقديم قروض ميسرة.
وعلى الصعيد الصحي، يدير الهلال الأحمر الفلسطيني عدداً من المستشفيات والعيادات لأبناء شعبنا في لبنان، كما يدير الهلال الأحمر أيضاً عدداً من المستشفيات والعيادات لأبناء شعبنا اللاجئين في سوريا، وفي القاهرة هناك مستشفى فلسطيني يقدم الخدمات لأبناء شعبنا.
وأما بشأن إخواننا اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وما تعرضوا له في السنوات الماضية، فإننا نتابع باهتمام قضايا من توزعوا منهم على عدد من دول العالم، من خلال سفاراتنا، أو عبر اتصالات مباشرة مع هذه الدول، وقد بحثنا مع الأخوة القادة العراقيين مباشرة أوضاع إخواننا الذين لا زالوا يعيشون في العراق.
وفي مصر الشقيقة، حيث يوجد عدد من إخواننا لاجئي عام 1948، يعيشون في وضع خاص جداً، ولا تشملهم حتى خدمات ورعاية وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، ويمارسون أعمالاً بسيطة، والتحصيل العلمي لأبنائهم محدود جداً، لذلك قررنا أن يشمل صندوق مساعدة الطلبة في لبنان طلبتنا من أبناء اللاجئين في مصر، كما أننا بصدد البدء في تنفيذ برنامج إقراض للمشاريع الصغيرة لهم.
إن منظمة التحرير الفلسطينية مع تمسكها بحق عودة اللاجئين كحق مقدس، فإنها تقوم أيضاً برعاية ومتابعة ومساعدة إخواننا اللاجئين في أماكن تواجدهم كافة، كما تولي مؤسسات المنظمة اهتمامها ورعايتها لإخواننا وأخواتنا المغتربين والمهاجرين الفلسطينيين، وبعضهم من أبناء الجيل الثالث أو الرابع أو الخامس في الأمريكيتين، وللجاليات الفلسطينية الحديثة العهد في أوروبا ودول غربية أخرى، والجاليات الفلسطينية في الدول العربية الشقيقة وخاصة في دول الخليج.
إننا نعمل كل ما بوسعنا لتنظيم هذه الجاليات وتوحيدها حول الهدف الوطني، فدورها الأساسي هو التعريف بقضيتنا وكسب الأصدقاء والمتضامنين في بلاد اغترابهم، وقيامهم بزيارة الوطن والاستثمار فيه، فهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، ولهم ممثلون في مجالسنا الوطنية، وسيشاركون في الانتخابات القادمة لاختيار ممثليهم في المجلس الوطني الفلسطيني.
فتحيةً لكم أيها الإخوة اللاجئون والمغتربون من أرض وطنكم ووطن آبائكم وأجدادكم.
أيتها الأخوات والإخوة .. أيها الفلسطينيون في كل مكان،،
علينا في الذكرى الرابعة والستين للنكبة أن نستخلص دروساً وعِبراً من النكبة التي لحقت بشعبنا، وأول هذه الدروس أهمية الوحدة، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة والفئوية، وثاني هذه الدروس أن تكون أفعالنا أكثر من أقوالنا، وثالث هذه الدروس أن نحسن الدفاع عن قضيتنا وحقوقنا، ورابع الدروس أن القوة بحاجة إلى مثابرة وعمل متواصل.
إننا على ثقة تامة بأن التاريخ لن يعود أبداً إلى الوراء، والاحتلال الإسرائيلي مهما بالغ في عدوانه وجبروته فهو إلى زوال، ومصلحة شعوب المنطقة، بما فيها شعب إسرائيل هي تحقيق السلام، ولا سلام دون الاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أما الاستيطان فلن يجلب السلام للإسرائيليين، وبدون السلام ستبقى إسرائيل جزيرة معزولة وسط محيط مُعادٍ لها.
إنني أتوجه في هذا اليوم بالتحية لأبناء شعبنا الصامد في قطاع غزه الحبيب، وأتطلع إلى غد قريب جدا ينهي الانقسام ويعيد الوحدة، ويتصافح ويتعانق الأخ مع أخيه.
في ذكرى النكبة يؤكد شعبنا تمسكه بحقوقه الوطنية مختزناً في ذاكرته أسماء مدنه وقراه مهما تغيرت، وفي ذكرى النكبة، نرسل للعالم أجمع رسالة مؤداها أننا بعد أربعة وستين عاماً، ورغم كل ما ارتكب بحقنا من جرائم، ومن مشاريع تهجير وتوطين، فإننا على هذه الأرض باقون، كالسنديان باقون، كأشجار زيتوننا باقون...
تحية إلى الذين صنعوا تاريخا جديدا لشعبنا، إلى من قادونا من النكبة إلى الثورة إلى الدولة، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، وفي الطليعة مفجر وقائد ثورتنا الأخ القائد التاريخي أبو عمار، وكل رفاقه وإخوانه قادة وكوادر، وإلى أسرانا البواسل في معركتهم ضد السجن والسجان.
عشتم وعاشت فلسطين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس أثناء افتتاح الملتقى الإعلامي الرياضي في رام الله
16/5/2012
إنها فرصة ثمينة وغالية على قلوبنا جميعاً أن نرى هذه الكوكبة من إعلاميين من العالم، من عرب وأصدقاء من مختلف العالم، جاؤوا ليساهموا في هذا المؤتمر، مؤتمر الرياضة والإعلاميين الرياضيين؛ لكن معنى هذه الزيارة إضافة لما تعنيه من دعم الرياضة من إعلاميين ورياضيين؛ إلا أنه في الأساس دعم لصمود الشعب الفلسطيني، دعم لهذا الشعب المحاصر الذي يعيش الحصار منذ عقود طويلة، ولكن جئتم لتفكوا عنه الحصار ولتقولوا له: "نحن معكم، ونؤيدكم؛ لأن قضيتكم هي قضيتنا".
أعرف أنكم تتصورون ما قيمة هذه الزيارة وهذا اللقاء الذي يتم على أرض فلسطين، رغم ما أحيطت الزيارة بمقولات مختلفة ومتناقضة ما بين التحريم والتحليل، والقبول والرفض، ولكن القوة في عقولكم وقلوبكم، دعتكم لتأتوا إلى هنا؛ فأهلا وسهلا بكم. هناك وفود من 15 دولة عربية وهذا رد بليغ لمن يقول: "لا تأتوا إلى هنا".
أنا لا أفتي، ولكن رجال الإفتاء قالوا وأكدوا أن القرآن والسنة النبوية لم يحرما زيارة الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف، وخير مثال هو تنظيم زيارة إلى فلسطين من قبل مفتي القدس (أمين الحسيني) لكل رجال الدين العرب والمسلمين والذي لبوا الدعوة، وعلى رأسهم شيخ الأزهر عام 1931 وكانت حينها زمن الانتداب البريطاني، فكيف كان ذلك حلالاً والآن أصبح حراماً.
هناك وفود من أندونيسيا وغينيا وكينيا وبريطانيا والسويد وأميركا وغيرها، كلها جاءت لتساهم في حق شعبنا على أرضه ليبني عليها دولته التي يجب أن تكون عاصمتها القدس الشريف.
الرياضة رسالة، ورسالة هامة لكل الناس وهي فوق الجغرافيا والسياسية، وفوق التشعبات والفروقات ما بين الرجل والمرأة.
نحن نعتبر، كما كثير من الدول، المرأة هي نصفنا الأحلى، وصاحبة الحق في كل شيء، وعلى رأس كل شيء.
يجب أن تكون المرأة شريكة في كل أنواع الرياضة، ونعرف أن الرياضة رسالة إضافة إلى أنها رسالة سياسية؛ لأنها تقرب بين الشعوب وتعرفها على بعضها، وتشيع الحب والأخوة والتآلف بين الشعوب.
المرأة شريك أساسي في الرياضة، والرياضة فوق السياسة تتعامل مع كل شعبنا في الضفة وغزة والقدس والشتات، لا فرق ولا حدود ولا سدود، والجميع سواسية؛ لهم الحق في المشاركة ومتابعة النشاطات الرياضية التي تخلق الشعوب وتدعم حياة الشعوب، وهي ليست ممتعة فقط، بل من مكونات الحياة المختلفة (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية).
الرياضة تسهم في تقريب وجهات النظر، وفي حل الكثير من المشاكل التي استعصت عليها السياسة، واللواء الرجوب استطاع أن يوحد بين الضفة وغزة، رغم أن السياسيين مختلفون.
لكم رسالة هامة جدا: ندعمكم ونؤيدكم، ندعم هذا الجانب من حياتنا؛ لأنه مهم، وقد يكون الأهم.. لم تكن الرياضة على رأس أولوياتنا؛ لأسباب الاحتلال والشتات، كنا بعيدين عنها، وإن كان شبابنا يشاركون ويلعبون مع كل شباب العالم، لأنهم يشعرون بأن الرياضة مهمة في حياة الشعوب.
في عام 1934؛ لم يكن أحد منكم مولود، كنا نتبارى مع أشقائنا في مصر لندخل كأس العالم؛ أي أننا وصلنا الدرجات النهائية، هذا يعني أنه كان لنا رياضة عربية، لكن ظروف الاحتلال غيرت الكثير من حياتنا، وقبل سنتين قررنا أن نقوم بنهضة رياضية، وهذا ما ترونه الآن من نشاطات على كل المستويات، عمرها سنتان فقط، والرجوب قام بكل الجهود.
كانت هناك نزاعات بين الصين وأميركا لم يستطع أحد حل المشكلة، إلا أن فريق كرة الطاولة الأميركي جاء إلى الصين وحل المشكلة.
نرحب بكم ونقول لكم أنتم في بلادكم ووطنكم، وأنتم لستم ضيوفًا علينا، لكنكم أهل البلد، وسفراء لنا في كل مكان في العالم، نحن نحترم كل المواثيق الدولية في الرياضة وغير الرياضة، ومصممون، وهذه هي سياستنا على احترام مواثيق الأمم المتحدة والاتفاقات الثنائية والدولية، ونحن تحت القانون، وتحت الأنظمة الدولية، في كل يوم نردد أننا ملتزمون بالشرعية الدولية، وأنتم الحكام؛ إذا أخطأنا فأخرجونا من الملعب.
نريد من إسرائيل أن توقف النشاطات الاستيطانية؛ لأن الأرض أرضنا، ولا يجوز أن يستمروا في البناء... تعالوا نجلس على الطاولة والعالم كله يقول حدود 67، ولكن إلى الآن يرفضون، وبالتالي تتعطل المفاوضات... نريد استغلال كل دقيقة وساعة للوصول إلى دولة فلسطين، فقط نقول حدود 67، ويوقف الاستيطان.
قبل أيام مرت بسلام قضية إضراب الأسرى، وتم حلها، وهي ليست المشكلة، المشكلة وجود أسرى بالسجون. هناك اتفاقات مكتوبة وشهود عليها من الأميركان ورؤساء حكومات سابقين في إسرائيل ووزراء، نريد إطلاق سراح جميع الأسرى، وهم أكثر من 5000، والحادثة مرت بسلام أي بعد مرور 78 يوما.
أصر على أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تطلق سراح الأسرى، هناك أسرى إداريين من دون محاكمة. أي شريعة في العالم تقبل أن يعتقل إنسان لمدة طويلة من دون محاكمة؟ قضايا نحن بصدد حلها، ونتمنى أن يقبلها الطرف الإسرائيلي، لا يوجد حل إلا من خلال مفاوضات، وهذا ما لم نصل له.
الرأي العالمي ودول العالم تؤيد وتقبل وجود دولة فلسطينية مستقلة، ولا تقبل وجود أسرى في السجون. 133 دولة تعترف بفلسطين التي عاصمتها القدس ودول كثيرة في أوروبا تعترف بها.
قضية أخرى (المصالحة)، حدث الانقلاب عام 2007 لم نتعامل نحن معها بالقوة، ولجأنا إلى جامعة الدول العربية، لتقول رأيها. والجامعة حولت الأمر إلى مصر التي بذلت جهودا خارقة حتى وضعت الأمور في نصابها، واستمرت الجهود، واختتمت باتفاق الدوحة ... حماس والطرف القطري قالوا إنه لا بد من تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين برئاستي، ووافقت على ذلك على مضض.
هذه الحكومة وحتى تشكل لا بد أن تحضر لانتخابات، وهناك معضلة في غزة، ولا أحد يعرف من ينتخب ومن لا ينتخب، ولدينا شفافية في الانتخابات، والذي يشرف على الانتخابات لجنة مستقلة، وعندما نجحت حماس في الانتخابات في المجلس الشريعي، أنا أعلنت النتائج فورا وهنأت حماس، نحن لا نلعب بموضوع الانتخابات نؤمن بالديمقراطية وبالحرية والتعددية، التحركات في دول الربيع العربي قامت من أجل الحرية والتعددية.
نؤكد ضرورة السماح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في قطاع غزة لتسجيل الناخبين؛ لأنه منذ العام 2007 لم يتم تسجيل الناخبين، وهناك الآن حوالي 250 إلى 300 ألف مواطن غير مسجلين في قوائم الانتخابات.
ونجن جاهزون للانتخابات، ننتظر إخواننا أن يوافقوا، وللآن لم يحدث شيء. وهناك حجج عند "حماس" بعدم إجراء الانتخابات، اليوم سنعلن، عند الساعة 6 مساء، الحكومة الفلسطينية؛ لا نستطيع أن نبقى للأبد من دون حكومة؛ لأن هناك وزراء استقالوا.
الآن، عندنا مسارات مختلفة، المسار السياسي ننتظر وأرسلنا رسائل: إذا لم يحصل أي شيء سنذهب إلى الأمم المتحدة للحصول على شيء، عندما نذهب إلى الأمم المتحدة لن تحل المشكلة؛ لأن المشكلة تحل بالمفاوضات الثنائية. هناك ثلاثة أمور مهمة: المصالحة، والوضع السياسي، والحكومة.
المصالحة: يقولون إنه عندما نذهب إلى المصالحة نترك السلام، ولكن هذا غير صحيح، نحن نقول: إن المسار السياسي والمصالحة مساران متوازيان، يكملان بعضهما البعض.
وحماس جزء من الشعب الفلسطيني، لا يمكن إنكاره أو سلخه، ونتنياهو شريكنا في السلام.
مرت العلاقة الفلسطينية اللبنانية بظروف صعبة، وبالذات في فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات، إلى أن وصلت إلى حد القطيعة، في العام 2005 في حكومة ميقاتي الأولى، بدأ الحديث عن الحقوق المدينة للفلسطينيين في لبنان، وكان وزير العمل آنذاك "طراد حمادة" وضع هذه الحقوق على الطاولة؛ وهذا أدى إلى تقليص عدد المهن التي لا يجوز للفلسطينيين أن يعملوا بها، والآن يوجد عدة قوانين في البرلمان، ورئيس البرلمان متحمس من أجل إنهاء الحظر على الفلسطينيين في لبنان، بحيث يستطيعون أن يعملوا في كل شيء.
نحن نعتبر أنفسنا ضيوفًا في لبنان، هذا البلد الكريم الذي استضافنا في أصعب الظروف، ونحن نقول: إننا بحماية الجيش اللبناني، ومسألة السلاح، لا نريدها.
وهذا كله لا يعني التوطين في لبنان (الذي نحن ضده)، ولو سألت طفلاً فلسطينيًا عمره عدة سنوات: ما هو خيارك؟ لقال لك: العودة إلى فلسطين، فلقد زرت تشيلي وقابلت أطفالاً وطلاب مدارس أهلهم مهاجرون منذ العام 1850، والكل يقول: فلسطين، فلسطين.
مصر هي الشقيقة الكبرى، ولديها أسبوع صعب يترشح فيه 13 من أبنائها، لتختار الأصلح من بينهم، وموريتانيا بلد المليون شاعر، نتمنى له دائما النصر والثبات، وأهم دعم عربي لنا هو مجيئكم هنا؛ لأن البعض يحاول منعكم من المجيء.
خطاب الرئيس محمود عباس أثناء مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في اسطنبول
5/6/2012
دولة الأخ رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا،
دولة الأخ حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية،
دولة الأخ فايز الطراونة رئيس وزراء الأردن،
سعادة السيد كلاوس شواب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي،
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
يسعدني اليوم أن أتحدث أمام مؤتمركم هذا، الذي يضم شخصيات عالمية مرموقة في مجالي الاقتصاد والسياسة، لمناقشة قضايا عدة، على رأسها التحول الديمقراطي، وأثره على الاقتصاد والتنمية المستدامة والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وبهذه المناسبة أود أن أعبر عن عميق تقديرنا للمنتدى الاقتصادي العالمي على دوره في تعزيز التواصل، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتهيئة فرص الحوار البناء بين الشخصيات المشاركة فيه من القيادات السياسية، ورجال الأعمال. فقد أسهم المنتدى وعلى مدى السبعة عشر عاما الماضية، في مد جسور الحوار بين جميع الأطراف المنخرطة في عملية السلام في الشرق الأوسط.
كما تمت مناقشة العديد من مبادرات التنمية الاقتصادية والاستثمارية في المنطقة، بهدف توفير الرخاء والاستقرار مما يساعد في خلق بيئة مناسبة للمفاوضات والعملية السياسية بيننا وبين الإسرائيليين؛ إلا أنه وبرغم كل الجهود المبذولة فما زالت عملية السلام تراوح مكانها دون التوصل إلى حل عادل ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، ويضع حدا لمعاناة شعبنا وعذاباته الممتدة منذ ما يزيد على أربعة وستين عاما على النكبة؛ ومع ذلك فإن شعبنا لن يفقد الأمل في غد أفضل لنا ولجيراننا، وسنستمر في سعينا من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
يسرني أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر لدولة الأخ رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، عن خالص الشكر والتقدير، على دعوته لنا واستضافته لهذا المؤتمر الهام في ربوع هذا البلد الجميل، والذي يعكس مدى الاهتمام الذي تولونه، يا دولة الرئيس، لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وبما يضمن إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي- الإسرائيلي، والذي ترجمتموه بمواقفكم المشرفة في هذا الشأن، بما يؤكد أهمية الدور القيم الذي تلعبه تركيا في المنطقة، سواء كان ذلك على مستوى مساعدة الأطراف المعنية بعملية سلام الشرق الأوسط، أو على مستوى المصالحة بين الأطراف الفلسطينية، من أجل إنهاء الانقسام الداخلي.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تعترضنا بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، الذي يحول دون تكامل الدورة الاقتصادية في بلادنا، إلا أن الاستثمار في فلسطين واعد وآفاقه رحبة وكبيرة، في مجالات السياحة، والاستثمارات العقارية، والزراعة والصناعة والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وإنتاج وتوزيع الكهرباء والماء، وغيرها.
ففلسطين من حيث موقعها ومكانتها الروحية والدينية، تعتبر من أهم الأماكن السياحية في العالم لأتباع الديانات السماوية وغيرهم. وخدمة لهذا القطاع الذي يحتاج لأكثر من عشرة مليارات دولار من الاستثمار لتطويره وتنميته، فقد قام المستثمرون الفلسطينيون، ومع شركاء آخرين من أشقاء وأصدقاء باستثمار أكثر من ملياري دولار، في مجال إنشاء وإدارة الفنادق، والمنشآت السياحية، في بيت لحم، والقدس، ورام الله، وأريحا وغيرها، ولولا وجود الاحتلال لكانت هذه المشاريع تتضاعف في أرجاء الأرض الفلسطينية ولكن مع الأسف لا زلنا مكبلين بالاحتلال حيث يسيطر على أكثر من 60% من أراضي الضفة يمنعنا من القيام بأي مشروع أو عمل أو بناء.
وعلى صعيد الاستثمارات العقارية، التي تقدر قيمتها للعشر سنوات القادمة بحوالي عشرة مليارات دولار، فقد بدأ المستثمرون الفلسطينيون، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، ومستثمرون عرب من قطر والسعودية بالذات وغيرها، بإنشاء عدد من الأحياء والمدن السكنية، ومراكز الأعمال، منها أحياء الريحان برام الله، وحي الجنان في مدينة جنين، ومدينة روابي بالقرب من رام الله، ومدينة القمر في أريحا، وغيرها من المدن الفلسطينية.
هذا إلى جانب الشروع في إقامة عدة مشاريع صناعية كبرى، ومنها مؤخرا المنطقة الصناعية في جنين، وبشراكة تركية– فلسطينية، والمنطقة الصناعية في بيت لحم بدعم فرنسي، والمشروعات الصناعية التكنولوجية، وحاضنات نظم المعلومات.
وعلى صعيد الاستثمار في مجال الاتصالات، فقد قامت استثمارات فلسطينية وعربية، بإنشاء شركات اتصالات أرضية ومحمولة.
وفي مجال الطاقة، فقد تمت إقامة شركات لإنتاج وتوزيع الكهرباء، بإنشاء محطات وشبكات توزيع، وما زال المجال مفتوحا في هذا القطاع للعديد من الاستثمارات الواعدة.
وفي مجال الاستثمار الزراعي فقد عقدنا شراكات ناجحة يعول عليها مع الكثير من الدول الصديقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قمنا بعمل شراكة مع الحكومة اليابانية لتطوير قطاع الزراعة والصناعات الزراعية وغيرها، بما يعرف بمشروع ممر السلام في الأغوار، هذا المشروع رباعي يضم اليابان والأردن وإسرائيل وفلسطين، ومع ذلك إسرائيل تضع العقبات في طريقه.
ولخدمة هذه الأنشطة الاستثمارية في فلسطين، فقد تم تدعيمها بقوانين ونظم، وبنى تحتية، ومرافق صحية وتعليمية وتدريبية، وغيرها، كما تم إنشاء الهيئات الرقابية، منها سلطة النقد الفلسطينية، التي تشرف على نظام مصرفي متطور، وهيئة سوق رأس المال التي تشرف على السوق المالية للشركات المالية.
وهناك مركز الإحصاء الفلسطيني الذي يوفر المعلومات الإحصائية كافة، ويقدم خدمات متطورة وفق المعايير الدولية، وكذلك هيئة لتشجيع الاستثمار، وهيئة لتطوير المدن الصناعية.
كما تم إنشاء عدد من الصناديق الاستثمارية في مجالات الاستثمار العقاري والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وللاستثمار بالذات في مدينة القدس.
وبهذه المناسبة فإننا ندعوكم لزيارة فلسطين والقدس الشريف، للتعرف على الأوضاع على الأرض، مما يتيح الفرصة لاكتشاف فرص الاستثمار بأنفسكم، ويمكنكم كذلك عقد شراكات ناجحة ومربحة في العديد من المجالات التي ذكرناها آنفاً وغيرها. إن من شأن هذه الشراكات والاستثمار أن تعزز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني وتدعم تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ونتمنى عليكم أن لا تستمعوا إلى دعوات تحريم زيارة القدس، فهذه الدعوات لا تستند إلى أساس ديني ولا إلى سياسي، إن زيارة السجين لا تعني زيارة السجان فأهلا وسهلا بكم في فلسطين.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
اليوم 5 حزيران يكون قد مضى 45 عاما على احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وسيناء والجولان وسميت نكسة ولم تسمى نكبة ولعلكم تعرفون آخر مستجدات عملية السلام، التي آلت إلى أفق مسدود، حيث ما زال مشروع حلّ الدولتين يلاقي عقبات كبيرة، بسبب الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي، الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، ويقطِّع أوصالها، ويعزل مدينة القدس الشرقية عن محيطها العربي الفلسطيني، هذا بالضبط ما تريده إسرائيل أن تعزل أهل القدس حتى يرحلوا، ولذلك دعوات التحريم تصب بهذه الخانة أرجوكم زورونا ويغير معالمها التاريخية والحضارية، إضافة إلى هجمات المستوطنين اليومية في القدس الشرقية، وأرجاء الضفة الغربية كافة، واعتداءاتهم على الفلسطينيين العزل، وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية، وحلّ الدولتين على أساس حدود العام 1967، استنادا لخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.
أما على الصعيد الفلسطيني فقد قمنا بالوفاء بالالتزامات كافة المترتبة علينا في الاتفاقات المبرمة، ومبادرات اللجنة الرباعية الدولية، وأوضحنا موقفنا ونوايانا، وقدمنا كل ما هو مطلوب منا بهذا الخصوص، وبما يلبي تطلعات شعبنا الوطنية في العيش في دولة مستقلة ذات سيادة ملتزمة بالقانون الدولي، وفي حدود العام 1967، تعيش بأمن وسلام واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل، وتؤمن بميثاق الأمم المتحدة.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
وفي إطار تعاون بناء مع المجتمع الدولي انتهينا من بناء مؤسسات الدولة، التي يعترف بها أكثر من 133 دولة في العالم كلها يعترف بالدولة الفلسطينية ولدينا فيها سفارات، وهناك عدد آخر من الدول لنا لديها تمثيل دبلوماسي وإن كان لم يرقى لتمثيل السفارة، والعالم كله تقريبا يعترف بنا إلا من رحم ربك ولديها تمثيل دبلوماسي في معظم دول العالم. إلا أن تجسيد استقلالها وسيادتها على الأرض لا زال مرهوناً بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي على أرضنا، بما في ذلك القدس الشرقية، عاصمة دولتنا الفلسطينية، نحن نصر أن القدس الشرقية عاصمة دولتنا، إذا لم تكن القدس لا نريد دولة الأمر الذي يتطلب ترسيم الحدود بين الدولتين على أساس خطوط العام 1967، كل العالم يعترف بحدود 67، وكل العالم يريد هذه الدولة في هذه الحدود، وبالمناسبة حدود 67 تعطينا 22% فقط من فلسطين التاريخية، ومع ذلك قبلنا ورضينا وقبلنا بالبين والبين ما رضي فينا وأن يضمن الأمن طرف ثالث؛ وحل قضايا الوضع النهائي كافة، بما في ذلك إيجاد حلٍ عادلٍ ومتفق عليه وفق مبادرة السلام العربية لقضية اللاجئين الفلسطينيين، مبادرة السلام قالت لا بد من إيجاد حل عادل ومتفق عليه مع إسرائيل، ما يتفق عليه نطبقه، وما لا يتفق عليه نؤجله أو نؤخره ، هذا منطوق المبادرة العربية وهو منطوق فعلي وصحيح وحقيقي، لكن إسرائيل لم تلتفت إلى هذا وتضرب به عرض الحائط، الذين شردوا من ديارهم وسُلبوا حقوقهم، ولازالوا ينتظرون إنصاف المجتمع الدولي لهم، كما يشمل ذلك إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
نود هنا، وأمامكم جميعا أن نؤكد أن توجهنا للأمم المتحدة، للحصول على عضوية فلسطين، هو حق مشروع لشعبنا أسوة بأمم وشعوب الأرض، وإن هذا المسعى ليس موجهاً ضد أحد، وليس بديلا عن المفاوضات، المفاوضات هذه قضية مهمة جداً، لأن ذهابنا للأمم المتحدة أو حصولنا على عضوية أو دولة غير عضو لا مانع، هذا لا يمنع أن نعود مرة أخرى لنتفاوض على القضايا السبع في الحل النهائي، ونتفق مع الإسرائيليين إذا لا يوجد أي تناقض على الإطلاق بين ذهابنا للأمم المتحدة وبين المفاوضات التي يمكن أن تستمر حتى نصل إلى حلول وإنما هو تعزيز لها. لقد تجاوبنا مع المبادرات الإقليمية والدولية، وقمنا بإجراء جولات من الاتصالات المباشرة، وغير المباشرة، واللقاءات الاستكشافية تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني وعلى كافة المستويات مع الجانب الإسرائيلي في إطار رعاية أمريكية، ومع لجنة مبادرة السلام العربية، ومؤخراً تبادلنا الرسائل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وذلك بهدف إيجاد أرضية ملائمة للعودة للمفاوضات، ولحل القضايا النهائية المعروفة، والتوصل إلى سلام مبني على أساس قرارات الشرعية الدولية؛ فمبادرة السلام العربية، توفر فرصة ثمينة لصنع السلام في منطقتنا حيث تكفل علاقات طبيعية لإسرائيل مع أكثر من 57 دولة عربية وإسلامية، هذا هو منطوق مبادرة السلام العربية، كانت مبادرة عربية ثم أصبحت إسلامية اعتمدت في أكثر من مؤتمر إسلامي على مدى العشر سنوات الماضية، والكل موافق، فلن نتصور الفائدة التي تعود على إسرائيل لكن إسرائيل لا نأخذ منها أذنا صاغية في حال إنهائها للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وحل جميع قضايا الحل النهائي، وفق قرارات الشرعية الدولية.
ولكي تؤتي هذه الجهود ثمارها، فإن المجتمع الدولي اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وباقي الأعضاء الكبار في مجلس الأمن للأمم المتحدة، بإقناع حكومة إسرائيل، بل وحملها على وقف الاستيطان، للخروج من حالة الجمود، وانسداد الأفق السياسي، حيث لا هي الحرب ولا هو السلام؛ فمنطقتنا بحاجة إلى مد جسور التعاون والسلام والحوار، وليس لإقامة الجدران والتوسع في الاستيطان، وإنما الشروع في مفاوضات جادة تفضي إلى السلام المنشود.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
من على هذا المنبر، نتوجه لجيراننا الإسرائيليين بالقول، بأننا طلاب سلام وعدل وحرية، وقد قدم شعبنا تضحية كبيرة حينما قبل بإقامة دولته على أقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية، فلا تديروا ظهوركم لهذه الفرصة المتاحة اليوم، والتي قد لا تبقى متوفرة لزمن طويل، فالمنطقة تشهد تطورات متلاحقة ومتسارعة، وإذا أردنا انتصار الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن علينا أن نصنع السلام العادل والشامل، يلتقيان السلام مع الديمقراطية ونحن في مخاض الديمقراطية فرصة لصنع السلام الذي يضمن مستقبلاً أفضل لمنطقتنا وأجيالنا القادمة، ويجنب أطفالنا وأطفالكم مغبة العودة إلى مربعات العنف ودوامة الصراع.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
لقد عملنا على مدى السنوات الماضية، ولا زلنا نعمل بخطى حثيثة، لتهيئة الأرضية الملائمة لإقامة أسس الدولة الفلسطينية المستقلة، فقد قامت السلطة الفلسطينية بتجهيز وبناء مؤسسات الدولة السياسية، والقضائية، والاقتصادية، والأمنية، وغيرها، وأرست قواعد الخدمات الأساسية للبنية التحتية، من أجل بناء دولة عصرية تعتمد على الذات، وتنمي القدرات الاقتصادية، في ظل احترام سيادة القانون، وتوفرِ الأمن والأمان للمواطنين تحمي حقوق الإنسان والمرأة حقوقها محمية بالقانون لدينا، ونظامٍ قائمٍ على تداول السلطة؛ ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى أننا نعمل بعزم وإخلاص لتطبيق ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة، لتحقيق المصالحة الوطنية، وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت ممكن؛ والأمور تسير، بإذن الله، في الاتجاه الصحيح، فالإرادة السياسية متوفرة لدينا للمضي في طريق المصالحة حتى نهايتها، المصالحة بحاجة لتصفيق أكثر.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أشكركم على حسن الاستماع، وأثمن عالياً جهودكم التنظيمية، واستضافتكم لنا، متمنياً لهذا المؤتمر العتيد تحقيق غاياته المنشودة في مد جسور الحوار والتبادل، وتعزيز التواصل والتعاون السياسي والاقتصادي، وتحسين فرص التنمية والتطوير والاستثمار بين دولنا وشعوبنا ومجتمعاتنا كافة، وبما يسهم في رخائها وازدهارها، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ونشكر مرة أخرى أشقاءنا في تركيا، فخامة الرئيس عبد الله غول ودولة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحكومتكم الرشيدة على استضافتهم لنا وجهودهم لإنجاح هذا المنتدى الاقتصادي الهام.
والسلام عليكم،
كلمة السيد الرئيس عقب مراسم توقيع امتياز تطوير مدينة أريحا الصناعية الزراعية
12-6-2012
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
صدق الله العظيم
يسعدني اليوم أن أكون بينكم هنا؛ لنتحدث في أمور هامة مفصلية، تعود على بلدنا بالخير، وهي: الاقتصاد، والصناعة. وقبل أن ابدأ الحديث عن هذا المشروع المبارك، أقول: نحن بحاجة ماسة إلى الصناعة والتنمية والتصدير، لا يجوز أن يبقى بلدنا يتلقى الدعم والمساعدات، لا بد لنا أن نشغل عقولنا، وليس لدينا ما نملك غير هذه العقول؛ ليست لدينا ثروات طبيعية، ليس لدينا بترول أو غاز أو ذهب أو يورانيوم، ولكن لدينا الماس، هذا الماس هو العقول. وهناك شعوب كثيرة يمكن أن نقتدي بها، وأولها الشعب أو الذي يجلس إلى جانبنا؛ شعب ليست لديه أية مصادر طبيعية، ليست لديه أية ثروات طبيعية؛ وإنما لديه عقول طبيعية، استطاع أن يكون أولا بين أمم العالم، هل نستطيع أن نكون كذلك؟ ولماذا لا نكون؟ كذلك لا يوجد ما يبرر من أن لا نبدأ حياة جديدة تستطيع أن تحمي الشعب الفلسطيني تستطيع أن تنهض بهذا الشعب. كفى أن نبقى متلقين المساعدات؛ جاءت أكلنا، لم تأتي متنا من الجوع. هذا كلام لا نريده وهذا المشروع الذي نحن بصدده هو علامة فارقه ظاهرة تؤكد على أننا نسير اليوم في الطريق الصحيح، نحن نعرف أن أولى العقبات هي الاحتلال، ولكن لا نريد أن نجعل الاحتلال حجة كي لا نفعل شيء موجود. الاحتلال قضاء وقدر جاثم على صدورنا، نعمل من أجل أن نتخلص منه، من أجل أن ينتهي، وسينتهي، وسينتهي، وسنبني الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. هذا بالضبط ما نسعى إليه؛ لكن إلى أن يتحقق ذلك نحن نعتمد على الله أولاً، ثم عليكم أصحاب العقول الصناعية، أصحاب عقول الإبداع، لكي نرى نهضةً حقيقية في هذا البلد.
يسعدني اليوم أن أكون بينكم هنا؛ لنتحدث في أمور هامة مفصلية، تعود على بلدنا بالخير، وهي: الاقتصاد، والصناعة. وقبل أن ابدأ الحديث عن هذا المشروع المبارك، أقول: نحن بحاجة ماسة إلى الصناعة والتنمية والتصدير، لا يجوز أن يبقى بلدنا يتلقى الدعم والمساعدات، لا بد لنا أن نشغل عقولنا، وليس لدينا ما نملك غير هذه العقول؛ ليست لدينا ثروات طبيعية، ليس لدينا بترول أو غاز أو ذهب أو يورانيوم، ولكن لدينا الماس، هذا الماس هو العقول. وهناك شعوب كثيرة يمكن أن نقتدي بها، وأولها الشعب أو الذي يجلس إلى جانبنا؛ شعب ليست لديه أية مصادر طبيعية، ليست لديه أية ثروات طبيعية؛ وإنما لديه عقول طبيعية، استطاع أن يكون أولا بين أمم العالم، هل نستطيع أن نكون كذلك؟ ولماذا لا نكون؟ كذلك لا يوجد ما يبرر من أن لا نبدأ حياة جديدة تستطيع أن تحمي الشعب الفلسطيني تستطيع أن تنهض بهذا الشعب. كفى أن نبقى متلقين المساعدات؛ جاءت أكلنا، لم تأتي متنا من الجوع. هذا كلام لا نريده وهذا المشروع الذي نحن بصدده هو علامة فارقه ظاهرة تؤكد على أننا نسير اليوم في الطريق الصحيح، نحن نعرف أن أولى العقبات هي الاحتلال، ولكن لا نريد أن نجعل الاحتلال حجة كي لا نفعل شيء موجود. الاحتلال قضاء وقدر جاثم على صدورنا، نعمل من أجل أن نتخلص منه، من أجل أن ينتهي، وسينتهي، وسينتهي، وسنبني الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. هذا بالضبط ما نسعى إليه؛ لكن إلى أن يتحقق ذلك نحن نعتمد على الله أولاً، ثم عليكم أصحاب العقول الصناعية، أصحاب عقول الإبداع، لكي نرى نهضةً حقيقية في هذا البلد.
الأخوات والإخوة،
أوجه فائق الشكر لكل المساهمين في هذا المشروع الحيوي، وأخص بالذكر اليابان شعبًا وحكومة؛ على تبرعهم السخي، والذي يضاف إلى مساهمة هذا البلد الصديق في العديد من المشاريع على أرضنا.
لا نريد أن نتحدث أمام ممثل اليابان؛ ولكن نقول: ما تلتزم به اليابان يصلنا بالدقيقة والثانية، وهم يبحثون دائما معنا عن مشاريع مفيدة ليدعموا الشعب الفلسطيني؛ ولذلك نرى بصمات اليابان الصديق العزيز في كل مناحي حياتنا، وفي كل الأرض الفلسطينية. هذا المشروع رسالة واضحة وقوية تؤكده إرادة شعبنا وتصميمه على البقاء والبناء على أرضه، وبأن الاحتلال والاستيطان إلى زوال؛ فالشكر لمؤسساتنا الوطنية، وللوزارات المعنية، وللقطاع الخاص.
انتم تعرفون أن اهتمامنا بالقطاع الخاص، من حيث تشجيعه من حيث سن القوانين لتسهيل أموره؛ بحيث يستطيع أن ينهض وأن يسير قدمًا إلى الأمام. ونحن مستعدون دائمًا، لإزالة أية عقبات في طريقه؛ مهما كانت، ومما كانت قد تكون بعض الجهات في وضع العراقيل أو (ما يشبه العراقيل). نحن كفيلون بأن نزيل كل هذا، إن "مشروع منطقة أريحا الصناعية الزراعية" هو جزء من توجهنا في القيادة الفلسطينية؛ في التركيز على قطاعات الصناعة والزراعة في فلسطين بشكل عام، وعلى استراتيجية في الوطن بشكل خاص، ومنها منطقة الأغوار.
منطقة الأغوار أيها الإخوة مليئة بالمشاريع الإسرائيلية الصناعية والزراعية، ونقولها أمام وسائل الإعلام: معلش أن كثير من الضباط الذين يذهبون إلى التقاعد يذهبون مدراء عامين لهذه الشركات بعشرات ألوف الدولارات لكي يعملوا فيها، ولذلك عندما نتحدث عن الأمن أو يتحدثون عن الأمن يقولون: نهر الأردن خط أحمر. خط أحمر لماذا؟ الحقيقة ليس لأن القضية قضية أمنية؛ وإنما؛ بصراحة، قضية استغلالية، ولن نقبل ذلك. نهر الأردن هو حدود دولتنا ويجب أن يبقى كذلك.
وستقوم السلطة الوطنية الفلسطينية بتسهيل الإجراءات كافة اللازمة مع الأطراف المعنية؛ لضمان نجاح هذا المشروع، تنبع أهمية هذا المشروع من كونه يقوم على التنفيذ والاستثمار الكامل من القطاع الخاص الفلسطيني، وهذا الشيء عظيم؛ فهو سيتم تطويره بالشراكة ما بين صندوق الاستثمار الفلسطيني، وشركة بريكو؛ الأمر الذي يؤكد على قدرة القطاع الخاص على المساهمة الفعلية في التنمية الاقتصادية.
وتحقيق انجازات متميزة على مستوى الاقتصاد الوطني أصلاً، هو الذي يستطيع هو الذي يستطيع؛ يعني لا يجوز أن نعتمد على القطاع العام، وشغل القطاع العام. لا نريد قطاعًا عامًا لا نريد قطاعًا عامًا نريد قطاعًا خاصًا.
حقيقة نحن نريد القطاع الخاص أن ينمو وأن يسهم إسهامًا في تنمية الوطن. انتم نعتمد على الله أولا ثم عليكم، وما تحتاجونه من دعم أو مساعدة أو تسهيلات أو إزالة عقبات، فإن الدولة المساندة التي ستقوم بها هيئة المناطق الصناعية، وبدعم من اليابان الصديق، سيمكن الشركة المطورة من القيام بالتزاماتها ويسهم في إنجاح المشروع بشكل كامل.
تحظى منطقة الأغوار بمكانة خاصة لدينا كفلسطينيين، zzz*zفبموقعها الاستراتيجي وأهميتها السياسية والجغرافية والسياحية، هناك سياحة عظيمة بالغور و بالبحر الميت، ونحن لدينا 37 كم طول على البحر الميت، لن نقبلهم 37 ناقص نصف مترzzz*z.
حدودنا بدنا إياها وبدنا نبني منتجعات وسياحة، وننزل نلعب الطين محرومين! مش فاهم إلنا أرض، إلنا بحر، إلنا، وإحنا محرومين منو ليش؟ امنيا مش أمنيًا؟ مش أمنيًا. القضية قضية منافع واقتصاد. وبهذه الطريقة يمنعوننا من كل هذا الشريط بحجة الأمن، طب ليش ما في 500 كيلو بينهم وبين الأردن من تحت ومن فوق؟ ماشية الأمور كويس بينهم وبين سوريا؟ 76 كيلو؟ ماشي. صحيح في بوليس ياخي إحنا بنحط بوليس، بنحط zzz*zالنيتوzzz*z. مستعدين. بس هم؟ لا. هم يكونوا موجودين. لا. بلبنان نفس الشي. صحيح محتلين مزارع شبعا؛ ولكن يعني تنتهي. إنما نحن بالذات يخافون بالذات من عنا يتسرب الإيرانيون؟ طيب يا أخي ممكن يجيوا من أي مكان آخر، ليش من عنا بس؟ طبعا حجة سخيفة: من أجل ألا يوافقوا، من أجل أن يبقوا، ليس الجيش فقط؛ وإنما الاستثمارات التي يعرفها الجميع الموجودة في هذا الشريط من أريحا حتى بيسان، هي بصراحة عم بحكي بزعلوا منا يزعلوا، تحظى منطقة الأغوار بمكانة خاصة لدينا كفلسطينيين فموقعها الاستراتيجي وأهميتها السياسية و الجغرافية والسياحية، وتميزها بمجموعة واسعة من المنتجات الزراعية، جعلتها بالفعل سلة غذاء فلسطين. وأيضا بنصدر ولا لأ؟ نباتات وبنصدر تمر. طيب إحنا كمان بني آدمين، بنقدر نصدر هذا المدخول، التصدير يغنينا عن مد إيدنا. بدنا نبطل نمد إيدنا. بدنا نقطعها، بدناش نظل نمد إيدنا. جعلتها بالفعل سلة غذاء فلسطين.
وأنا أدعو كافة المؤسسات في القطاعين العام والخاص، وبالذات الخاص، إلى التوجه والاستثمار في هذه المنطقة.
إخواننا،
قبل أن انهي كلمتي أريد أن أتحدث معكم في بعض الأمور الأخرى، نحنا المفاوضات التي تجري بيننا وبين الجانب الإسرائيلي هدفها أن نحصل على دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وأن نجد حلا عادلا حسب المبادرة العربية لقضية اللاجئين، وأن نوقع معهم سلام لنعيش جنبًا إلى جنب بأمن واستقرار، ولنأتي بعد ذلك 57 دولة عربية وإسلامية تعترف بإسرائيل حسب المبادرة العربية للسلام، وهي قبل عشر سنوات اعتمدت في قمة بيروت، وتنص على أنه إذا حصل سلام فإن كل الدول العربية والإسلامية مستعدة للاعتراف بإسرائيل، ولا أعتقد أن هناك أفضل من هذه الهدية تقدم للإسرائيليين، بدلا أن تعيش في جزيرة من الأمن، نجعلها تعيش في محيط من الأمن، من موريتانيا حتى ماليزيا وأندونيسيا، لكن نتمنى أن يفهموا ما معنى السلام، ونحن مفتاحه، ونحن طلاب سلام، ولا نريد الحرب، ولا نريد شيئا اسمه إرهاب أو عنف؛ لكن من حقنا القانوني المقاومة السلمية الشعبيةzzz*z. هذا من حقنا، وهذه المقاومة عند الجدار والقرى المحاصرة بالجدار والتي يشارك بها إسرائيليون وأوروبيون وأميركان معنا، ويتعرضون للضرب والاختناق، هذا ما نريده فقط.zzz*z
لكن لن نعود إلى الماضي، نحن انتهينا، ونحن رفعنا شعار "الأمن والأمان لشعبنا" واعتقد أنه يعيش هذا الأمن والأمان، وهناك ثغرة حصلت قبل أسابيع عندما اعتدي على المرحوم قدورة موسى وبعد ذلك توفي، وبعد ذلك استشهد، وشعرنا أن هناك من لا يريد لنا الأمن والاستقرار؛ فحاولنا اجتثاث هؤلاء، دون النظر إلى انتمائهم أو تنظيمهم. هؤلاء الناس لن يبقوا يعيثون في الأرض فسادا؛ ولذلك بدأنا؛ وبالمقابل نحن لدينا الاتفاق العام والقرارات. السلطة الفلسطينية بتقول: سلاح واحد، سلطة واحدة، قانون واحد. ما دام سلطة واحدة وسلاح واحد، إذن السلاح فقط بيد الأمن البوليس؛ الأمن الوطني وغيرهم، أما واحد يقول: أنا أحمل سلاحا لكي أحمي نفسي من الاحتلال! فهذا يسحب منه ويذهب إلى القضاء، أو إنه بده يحرر البلاد! طبعا، كذاب، أو إنه بده يدافع عن العائلة! طبعا كذاب، لأن هناك أمن واستقرار. وبالتالي ليس من حق أحد أن يحتفظ بطلقة في بيته، طلقة... واللي عنده هلا في جيبتو يعطينى إياها. لأن يا الأمن يا مش أمن. نحن نرى كثيرا من الدول الآن -مع الأسف الشديد- لا أمن فيها ولا أمان، انظروا ماذا يحصل فيها، إحنا عنا أمن وعنا أمان بدنا نحافظ عليه لأولادنا: أمن عائلاتنا، أمن بناتنا؛ يروحوا وييجوا ويسهروا ويطلعوا بأمن وباستقرار. واللي وبدو يلعب من هون، ولا من هون، أيا كان انتماؤه -وتحتيها عشر خطوط، منشان تفهموا إنه إحنا بنمسكش واحد من تنظيم ما أنا، لا يهمني شكله أو تنظيمه، بهمني عم بغلط ولا ما عم بغلط، ماشي صح ولا مش ماشي صح. فبالتالي، ربما شعرتم ببعض الشيء بجنين، ويمكن أن تسمعوا ببعض الشيء هون أو هون، لكن هذا الشيء أجل اجتثاثه، هؤلاء الناس ومن ورائهمzzz*z.
في نقطة أخرى أحيانا بتثير بلبلة بين الناس: قصة المصالحة الفلسطينية؛ كوننا نحن نريد المصالحة الفلسطينية بلا أدنى شك، لا نريد أن يبقى شعبنا منقسما بين غزة والضفة، نريد للشعب الوحدة، ونريد أن نسحب ذرائع كل من يقول: مع من نتفاوض؟ علما بأنهم عندما قررنا أن نبدأ بالمصالحة، قالوا: نحن ضد المصالحة، لك ياخي طيب حيرتني، بالأول بتقول: مع من أتفاوض؟ عندما بدأنا نصالح بتقول: أنا المصالحة. وليس إسرائيل فقط، لكن نحنا مصلحتنا الوطنية أن يكون هناك مصالحة، نعم أن يكون هناك مصالحة. المصالحة يا إخواننا مرتبطة بالانتخابات؛ لأن في الأساس، كيف بدنا نسوي مصالحة؟ بدنا سلطة واحدة. كيف تأتي هذه السلطة؟ بصندوق الاقتراع، و مشهود لنا والعالم بشهدلنا كله، وعلى الخصوص الشعب العربي: انه نحن في عنا نزاهة وفي شفافية في موضوع الانتخابات، منذ عام 96 إلى آخر انتخابات جرت في الجامعات وفي الاتحادات وغيرها، إذن، نحن نقول: المصالحة يجب أن تتم من خلال صندوق الاقتراع؛ بمعنى ما تقولوش المصالحة، بس بدنا نشكل حكومة وبعدين بنشوف، بعدين ما بنشوف، نتفق على حكومة ونتفق بعد كذا يوم وساعة في انتخابات، ولذلك لا أحد يعيش في وهم ولا أحد يعيش بضبابية، ولا احد يعيش بشي. بقولك: طيب صارت مصالحة، طيب شو بدو يصير في الحكومة؟ يا أخي أنت مالك ومالها؟ في ناس بسألوني: يعني امبارح شكلت حكومة لسا ولا الجماعة ما حمل كرسي تعطيهم؟ قلتلهم ما الو علاقة، هذا ماله علاقة، في حديث للرسول (ص) بيقول: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا".
فانا في عندي يمكن بكرة شيء، بظل اشتغل لبكرة؛ مهو الواحد، هاي الأعمار بيد الله، وكل شيء بيد الله، الأقدار كلها بيد الله؛ فما نقعد نقول: والله طب ما عملنا هيك، ليش نعمل هيك؟ طب مش وقته. في ناس كتير اليوم، الآن اجتماع عندي فوق، إنه مش وقته. طب ليش في وهم عند الناس إنه في مصالحة؟ وماله تصير مصالحة؟ طب إحنا عملنا الحكومة وإحنا في ذروة الحديث عن المصالحة، وأخرناها 5 أشهر أو 6 أشهر، ليش؟ قلنا: على أمل عندما شاهدنا أن الأمور طويلة، قلنا بنسوي حكومة، لكن هذا لا يمنع أنه بعد فترة اتفقنا على حكومة أخرى. بنعمل حكومة؟ وماله، ولكن في انتخابات، ولا ما في؟ إذا ما في انتخابات فصعب ، المصالحة مرتبطة بالانتخاباتzzz*z.
العملية السياسية صعبة شوي، ولا نقدر أن نحركها إلى الأمام، ولكن لن نيأس، وسنستمر في مساعينا مع الجانب الإسرائيلي ومع أمريكا، وأوروبا، والرباعية، وروسيا، ومع الدول العربيةzzz*z.
و نحن بالمناسبة، لا نفعل شيئا إلا من خلال قرارات لجنة المتابعة العربية التي حضرتها قبل 10 أيام، ونعرض عليهم كل شيء ليقرروا معنا، قضية فلسطين هي قضية عربية إسلامية مسيحية دولية، قضية كل الناس بتشارك فيها، لكن بالأخير إحنا اللي في الخط الأمامي، بنوخذ رأي الجميع، لكن نحن في الخط الأمامي؛ لا يعني هذا شاورهم وخالفهم! ما بنسوي هالشغلة (بتعرفوها "شاوروهم وخالفوهم") لليش؟ ما تفسروها. خلص إحنا ما بنشاورهم وبنمشي معهم، وبنعرض رأينا بمنتهى الوضوح والصراحة، حتى ندعم أنفسنا بهذا الصدر اللي اسمه العرب جميعا؛ لكن بنفس الوقت، أنا جاي من فرنسا قبل يومين، كان هناك أيضا حديث على المكشوف مع الرئيس الجديد (هولاند) ووزير خارجيته، ورئيس وزرائه؛ وكذلك في تركيا، ونحن نتشاور مع الكل، نأمل أن تفتح ثغرة في هذا الحائط المسدود ضد العملية السياسية. ومادام لدينا الأمل، وما دامت لدينا الإرادة، بدنا نستمر؛ لكن أيضا بعود إلى إنه العمل على الأرض، الاقتصاد، الزراعة، الصناعة. ما تتأخر تقول: والله مافيش حل! والله في مصالحة! والله... ما تسألش على أحد. أنت عليك تشتغل. و"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
والسلام عليكم،
الرئيس في مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي: المقدسات تستغيث مؤتمر بيامي: المقدسات تستغيث المقدس الإسلامي الدولي: المقدسات تستغيث 2012-6-17
بسم الله الرحمن الرحيم
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير" صدق الله العظيم.
السيدات والسادة الضيوف الكرام،
قبل أن أبدأ كلمتي، أريد أن أقول كلمة وهي أننا اليوم في حالة حزن نتيجة وفاة صاحب السمو، الأمير نايف بن عبد العزيز، رحمه الله؛ لذا من هنا باسمنا وباسمكم جميعا نبعث بعزائنا لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وللأسرة السعودية جميعا، ونرجو الله تعالى، أن يسكن الفقيد فسيح جنانه.
يسرني اليوم مشاركتكم في أعمال مؤتمركم الهام، الذي يناقش قضية غاية في الأهمية، وهي علاقة الدين بالسياسة؛ فالعلاقة ما بين الدين والسياسة تتطلب منا جميعاً أقصى درجات الوعي، والوضوح، فمن خلال فهمنا لهذه العلاقة، وإدراكنا لحل إشكاليتها، يمكننا أن نبني مجتمعاً واعياً، يملك تصوراً دقيقاً للعلاقة ما بين المواطنة والتعددية الدينية، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى حالة من التوافق والانسجام في نسيج هذا المجتمع، ويخلق القاعدة الثابتة للسلام الأهلي، الذي يصعب تحقيقه دون حل هذه الإشكالية.
إننا حريصون على تكريس الحرية بمضمونها الشامل الذي أقرته الشرائع والمواثيق الدولية؛ لكي نجنب بلادنا ما اكتوت بناره مجتمعات ودول أخرى، فالتصورات المتضاربة تعصف باللحمة الوطنية، وتهدد النسيج الوطني، وتضعف مناعته أمام أية تدخلات خارجية.
ومن هنا لابد لي أن أقدر، كل التقدير، الرسالة التي بعثها صاحب السمو الأمير حسن بن طلال لما عبر عنه من وعي وثقافة عميقة في هذا الموضوع، وطبعًا، نحن نعرف أنه رجل مثقف في كل المواضيع، ويشهد له في كل المحافل الدولية.
قبل أن أبدأ كلمتي، أريد أن أقول كلمة وهي أننا اليوم في حالة حزن نتيجة وفاة صاحب السمو، الأمير نايف بن عبد العزيز، رحمه الله؛ لذا من هنا باسمنا وباسمكم جميعا نبعث بعزائنا لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وللأسرة السعودية جميعا، ونرجو الله تعالى، أن يسكن الفقيد فسيح جنانه.
يسرني اليوم مشاركتكم في أعمال مؤتمركم الهام، الذي يناقش قضية غاية في الأهمية، وهي علاقة الدين بالسياسة؛ فالعلاقة ما بين الدين والسياسة تتطلب منا جميعاً أقصى درجات الوعي، والوضوح، فمن خلال فهمنا لهذه العلاقة، وإدراكنا لحل إشكاليتها، يمكننا أن نبني مجتمعاً واعياً، يملك تصوراً دقيقاً للعلاقة ما بين المواطنة والتعددية الدينية، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى حالة من التوافق والانسجام في نسيج هذا المجتمع، ويخلق القاعدة الثابتة للسلام الأهلي، الذي يصعب تحقيقه دون حل هذه الإشكالية.
إننا حريصون على تكريس الحرية بمضمونها الشامل الذي أقرته الشرائع والمواثيق الدولية؛ لكي نجنب بلادنا ما اكتوت بناره مجتمعات ودول أخرى، فالتصورات المتضاربة تعصف باللحمة الوطنية، وتهدد النسيج الوطني، وتضعف مناعته أمام أية تدخلات خارجية.
ومن هنا لابد لي أن أقدر، كل التقدير، الرسالة التي بعثها صاحب السمو الأمير حسن بن طلال لما عبر عنه من وعي وثقافة عميقة في هذا الموضوع، وطبعًا، نحن نعرف أنه رجل مثقف في كل المواضيع، ويشهد له في كل المحافل الدولية.
أيها السيدات والسادة،
تأتي أهمية هذا المؤتمر من بعدين تربطهما علاقة جدلية: أولهما الجانب المعرفي الذي يبحث الأمور الفكرية والنظرية، ويؤسس لنقاش، ونحن واثقون بأنه سيكون عقلانياً وإيجابياً؛ وثانيهما الجانب السياسي التطبيقي العملي، الذي يتم من خلال الممارسات التي تنتج عن المستويات المعرفية. وبالتالي أؤكد هنا على ضرورة أن لا تقتصر التوصيات الصادرة عن مؤتمركم هذا على الجانب المعرفي والنظري، وأن تتجاوز هذا الجانب، على أهميته، باتجاه المناحي العملية التطبيقية أيضًا، والتي سيكون لها أكبر الأثر، بخاصة في وجود هذه الكوكبة من المفكرين والباحثين من العديد من الدول العربية والإسلامية، والذين سيكون لهم دور فاعل في إلمامنا بالعديد من التجارب الفعلية في حل هذه الإشكالية، من خلال الممارسات العديدة والهامة في بلدانهم.
أيها السيدات والسادة،
نحتفل اليوم بذكرى الإسراء والمعراج؛ هذه الذكرى التي سطرت في كتاب الله سبحانه وتعالى وأصبحت قرآناً يتلى أبد الدهر، يؤكد على أهمية هذه البقاع المقدسة، وكرس الله بركاته على هذا البلد بما فيه؛ وأوله المسجد الأقصى، ويوجب على المسلمين في أنحاء المعمورة أن يهبوا لحمايتها، وأن يسعوا جهدهم؛ لحفظ هويتها التي تتعرض في كل لحظة إلى محاولة الاستيلاء عليها.
في مدينة القدس؛ التي يمتزج التاريخ، والدين، والسياسة، في لوحة رائعة من ناحية؛ وفي وضع صعب وقاس وعدواني من ناحية أخرى، الأمر الذي يحتم علينا الإصرار على ضرورة زيارتها دينياً وسياسياً؛ فالتهويد يطال تضاريسها كافة، بما فيها أسماء شوارعها ومبانيها.
وأصبحت معركتنا الحالية في القدس تدور على الهوية والحضارة والتراث، فالمقدسات تستغيث الله كل يوم، أن يبعد عنها الاحتلال الذي يدنسها كل لحظة ويحمي مستوطنيه الذين يعبثون بكل ركن فيها. ولولا صمود أهلها الأبطال وما يقومون به، من دفاع عن هويتها العربية، لصرنا إلى واقع صعب ومؤلم، ومن هنا يأتي سعينا الدائم، وتأكيدنا في كل مرة على ضرورة مؤازرة أهلنا الصابرين في مدينة القدس، من خلال زيارتهم، أو دعمهم ليكونوا أكثر قدرة على المواجهة، والحفاظ على الأرض، والصمود وبذل التضحيات.
أيها السيدات والسادة،
قبل أيام قليلة مرت علينا ذكرى هزيمة حزيران؛ هذه الذكرى الأليمة التي أدت فيما أدت إليه، إلى احتلال الجزء الشرقي من القدس وباقي أراضينا الفلسطينية وأراضي دول عربية أخرى، وأمام إصرار شعبنا على الصمود على أرضه؛ يؤلمنا كثيراً ما تتعرض له دعوتنا لزيارة هذه المدينة وشد الرحال إلى المسجد الأقصى من هجمات تفتقد إلى الدليل الشرعي والوعي السياسي، وتغفل كثيراً طبيعة التغيرات التي تحدث بشكل يومي في مدينتنا المقدسة، من استيطان مادي، وبناء أصبح يحاصرها، بل ويحاصر أبنيتها وبيوتها كافة؛ ومن تهويد طال حتى أسماء الأماكن التي ستنسى أسماؤها الحقيقية بعد حين، إن لم تجد من يحفظها؛ ومن إفراغ سكاني يحاول قتل الذاكرة من خلال إبعاد حامليها، ليصل عدد سكان المدينة الفلسطينيين إلى أقل من نصف عدد الإسرائيليين في آخر الإحصائيات أصبح أهل القدس أقل من المستوطنين الإسرائيليين.
إخواننا،
خرجت دعوات -كما أشار د.الهباش- بتحريم زيارة القدس، هكذا كان النص، وسألنا شيوخنا وقضاتنا وعلماءنا: من أين جاء التحريم؟ هل ذكر في القرآن أم ذكر في السنة؟ وقيل: لا، لم يذكر في القرآن، بل العكس تماما؛ ذكر في السنة الشريفة؛ حيث أن الرسولzzz*z عليه الصلاة والسلامzzz*z قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"؛ وعندما سئل عن القدس قال: "زوروها، زوروها، زوروها، ومن لم يستطيع فليرسل لها زيتا تسرج به قناديلها". والمقصود هنا ليس زيت الزيتون (كما قلت مرة في الدوحة)، بل يقصد الدعم به، الدعم المالي والاقتصادي والإنساني، "ومن لا يستطيع"، فليرسل، ولكنه لم يقل: "من لم يرغب".
ولو عدنا إلى تاريخ الرسول -عليه السلام- عندما كان يطوف حول الكعبة في عهد المشركين، لم يطبع علاقاته مع المشركين، بل كان يؤدي واجبًا؛ وهو يعرف أن في الكعبة أصنام وهو يطوف حولها؛ وعندما ذهب إلى المدينة المنورة وعاد في صلح الحديبية، قال: لهم أريد أن أزور الكعبة واعتمر، قالوا له: تعال السنة القادمة واعتمر، فعاد واعتمر بوجود المشركين، ولكنه لم يطبع علاقاته معهم؛ عندما صلى بالأنبياء جميعا في الإسراء لم يأخذوا إذنا من الرومان، وكانت القدس محتلة من الرومان؛ وكثيرا من التاريخ يتحدث عن أيام صلاح الدين، وكانت القدس محتلة من قبل الصليبيين، ولم ينقطع المسلمون عن تقديس أو زيارة القدس؛ لأن كثيرًا من المسلمين يرون أنه إذا زارو الكعبة والمدينة، فعليهم أن يقدسوا في القدس؛ ثم جاء الاحتلال البريطاني وعقد مؤتمر إسلامي برئاسة المفتي وحضور شيخ الأزهر وأكثر من 150 من العلماء من مختلف الدول الإسلامية، جاءوا لنصرة القدس، كما تأتون انتم لنصرة القدس، رغم الدعوات التي تقول بالتحريم، سألنا: هل هناك تحريم؟ وقالوا: أن التحريم لا يأتي إلا بنص، فقيل: لا يوجد تحريم لا في القرآن ولا في السنة، فقلنا لمن يحرمون: إذا كان الدين لا يقول تحريمًا، وإن كان الأمر سياسيًا، فاتركوا السياسة لنا، نحن أفهم منكم في السياسة، وغير ذلك لا تسيسوا دعواتكم، لا تحرفوا الكلمات عن مواضعها، لتحرفوا الدين عن أهدافه، نحن نرحب بكم وبمجيئكم هنا، أهلا وسهلا بكم لتروا وتزوروا وتطلعوا بأنفسكم؛ وزيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان.
إننا نأمل من رافضي الزيارة ومنتقدي الداعين لها، أن يضعوا هذه البديهيات نصب أعينهم وهم يدبلجون الكلام المعسول دون انتباه إلى مدى الخطورة التي يحملها على واقع المدينة، وننبههم إلى المقولة الهامة zzz*zإن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجانzzz*z؛ وأنا من هنا أعيد الدعوة إلى إخوتنا في جميع أنحاء العالم إلى زيارة المسجد الأقصى والقدس الشريف، اللذين يشكوان إلى الله صعوبة الهجر وألم البعد عن الأحبة، وندعو جميع إخوتنا إلى شراء وقت لهم في مدينتنا، من خلال زيارتها، وقضاء أيام فيها، أو حتى ساعات، في رحاب البقاع الشريفة، وحبذا أن يقوم المقتدرون بشراء العقارات والأرض التي تتسرب من خلال السماسرة؛ أغنياء اليهود يشترون المتر بمئات الألوف من الدنانير في القدس، ليحرموا أهلها من هذه الأرض، فأين أغنياء العرب والمسلمين! أين هم؟ أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
أيها السيدات والسادة،
إن ما ذكرناه سابقاً بشأن القدس يتعلق بما آلت إليه أوضاعنا السياسية؛ حيث أن العملية السلمية تعاني من حالة موت سريري؛ الجانب الإسرائيلي هو المسؤول حتما، والكرة في ملعبهم، بعد أن نفذنا ما ترتب علينا من التزامات، باعتراف مختلف دول العالم.
أيها الأخوة،
نحن نشعر أن من واجبنا الالتزام بالشرعية الدولية؛ لأننا جزء من المجتمع الدولي؛ وبالتالي كل ما فرض علينا في القرارات الدولية أو في قرارات اللجنة الرباعية أو في خطة خارطة الطريق، نفذناه بالحرف؛ طمعا في أن يقول العالم: نعم، نحن ملتزمون؛ وقال العالم: نعم، أنتم ملتزمون، أنتم الفلسطينيون قمتم بكل ما عليكم، فماذا عن الجانب الإسرائيلي؟ نطالبه بأن يوقف الاستيطان لنستطيع أن نتكلم، لا يريد! نريد منه أن يعترف بالدولة على حدود 1967، لا يريد! إذا من هو المخطئ؟ ومن هو غير الملتزم؟ نحن مصممون على موقفنا والله معنا.
إن إحجام الجانب الإسرائيلي عن القيام بالتزاماته سيؤدي إلى جعل حل الدولتين حلاً وهمياً، هم الآن بتصرفاتهم وبنائهم واستيطانهم، يحاولون أن يقضوا على حل الدولتين.
إن الاحتلال الإسرائيلي زرع مستوطناته، ومستوطنيه بطريقة مدروسة، حولت أراضي دولتنا المستقبلية إلى معازل منفصلة، يستحيل معها إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة.
إننا أعلنا ومنذ اللحظة الأولى، وبكل حزم، أننا مع خيار الدولتين، وأن خيارنا للتوصل إلى حلول سياسية، هو عبر المفاوضات، وهنا، نعني المفاوضات التي تقوم على أسس سليمة ومرجعيات معترف بها من المجتمع الدولي بأسره، واتفاقات تم الالتزام بها، بحيث تؤدي إلى الاعتراف بحقنا في دولة كاملة السيادة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
أيها السيدات والسادة،
لقد قطعنا الآن شوطاً طويلاً فيما يتعلق بالمصالحة الداخلية، ونحن الآن بصدد إغلاق ملف حكومة التوافق الوطني من المستقلين، خلال الأيام المقبلة، أي بعد فترة، كما أننا أنجزنا الكثير من الأمور على صعيد العملية الانتخابية، حيث بدأت لجنة الانتخابات المركزية عملها، في تحديث السجل الانتخابي، كما تم الاتفاق عليه منذ أيام في قطاع غزة.
إن ما تم إنجازه، والذي نسأل الله سبحانه أن يعيننا على تطبيقه على الوجه الأكمل، هو إنجاز كبير سيعيد ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، في أكثر مراحل قضيتنا حلكة؛ فنحن نحتاج إلى أن نكون موحدين في ظل ما تتعرض له قضيتنا الفلسطينية من محاولات لتصفيتها، وإبعادها عن الاهتمام العربي والإسلامي والعالمي، وجعلها على هامش اهتمام المجتمع الدولي.
نحن مصممون على المصالحة؛ لأنها مصلحة وطنية فلسطينية، لأنها تعيد لحمة الشعب والأرض والوطن. نحن حريصون عليها؛ لذلك سرنا في هذا المسار خطوات، ولكن نحن نقول: أن الأساس في المصالحة الوطنية هو الانتخابات؛ ألسنا جميعا نؤمن بالديمقراطية وبصندوق الاقتراع؟ ألم نأتي ويأتون إلى السلطة والمجلس التشريعي والرئاسة من خلال صندوق الاقتراع؟ نحن نريد صندوق الاقتراع ومعروف عن انتخاباتنا على مدى 15 عاما أو يزيد، بأنها انتخابات نزيهة حرة وديمقراطية، فإذا رفضت الانتخابات فمع الأسف، فإن هناك من يضع الدواليب في عجلة المصالحة.
الانتخابات هي الأساس، وإذا أقرت وأقر موعدها، ستكون هناك حكومة انتقالية من المستقلين والكفاءات الوطنية لفترة زمنية لا تزيد عن أشهر قليلة تجرى فيها الانتخابات، ومن ثم من جاء ليقول له الصندوق: أنت الذي نجحت، فهو الذي ينجح، ويكون صاحب القرار الأول والأخير، كما يجري الآن في مصر؛ فهناك صراع لأول مرة يجري في تاريخ مصر (الصراع على الانتخابات)، لا أحد يعرف نتيجتها سوى صندوق الاقتراع الذي سيقرر، ومن يقرر له الصندوق، فعلى الآخرين أن يلتزموا، ونحن لا نتدخل في شؤون أحد.
مع الأسف الشديد وصلني خبر، أن مستوطنا قتل فلسطينيين في الخليل، هؤلاء يعيثون في الأرض فسادا برعاية الحكومة الإسرائيلية، وبرعاية بنادق الجيش الإسرائيلي، يقتلون ويقتلعون الأشجار ويحرقون المساجد. تصوروا لو أحد منا فعل ذلك مرة واحدة ماذا ستكون النتيجة، أما هم فيحرقون 5 مساجد فالأمر عادي. هذا غير مقبول، ولن نسمح به، وسنبقى مغروسين في أرضنا، مهما فعلوا، سنبقى مغروسين في أرضنا.
أيها السيدات والسادة،
إن ما أنجزه أسرانا البواسل في معركة الأمعاء الخاوية، ضد صلف السجان الإسرائيلي، من تحصيلهم لحقوقهم الإنسانية المشروعة، لا نقول أنهم حققوا كل ما يريدون، ولكنهم أضربوا عن الطعام وحصلوا على معظم مطالبهم، من إخراج للمعزولين الذين أمضوا سنوات طوال في عزلة عن العالم، في محاولات بشعة استهدفت روحهم المعنوية وصمودهم، ومن السماح لأهلنا من قطاع غزة بزيارة أبنائهم بعد امتناع لسنوات طويلة، إضافة إلى إنجازات أخرى، لم تكن لتتحقق، لولا الوحدة التي عاشتها الحركة الأسيرة، وحركتها النضالية ومطالبها المتفق عليها.
إننا مدعوون للاقتداء بأسرانا البواسل في نضالهم السلمي، ومقاومتهم اللاعنفية، فما تم تحقيقه لم يكن ليتم لولا وحدتهم وتوافقهم على برامج العمل، والأهداف.
بالمناسبة، الأسرى أفضل من الذين يعيشون خارج السجن، لماذا؟ لأنهم موحدون ونحن لا نعرف أن نتوحد، أتذكرون وثيقة الأسرى؟ هي التي قادتنا إلى طريق الوحدة، فدائما وأبدا الحركة الأسيرة في شفافيتها متقدمة تماما على من يعيشون خارج السجون، ولا أقول أحرارًا، لأننا كلنا نعيش في سجن كبير.
إن تحرير الأسرى وإفراغ السجون من المعتقلين سيظل هدفًا واضحًا لنا، ولا يقبل أية تنازلات، فلن يكون هناك سلام حقيقي دون الإفراج عن أسرانا البواسل؛ هؤلاء الذين ضحوا بسني عمرهم في خدمة مشروعنا الوطني.
يعني إذا كانت هناك قضايا: الحدود، والأمن، والقدس، واللاجئين، وغيرها؛ فهناك قضية مهمة جدًا، وهي الأسرى، وإذا لم يطلق سراح الأسرى، فلن يكون هناك سلام.
أيها السيدات والسادة،
إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف فيما يهدف، إلى رفض الوجود الفلسطيني على أرضه؛ ولذا فهو يحارب هذا الوجود؛ لذلك نرجو من إخواننا وأبنائنا وضيوفنا القادمين، أن يشدوا من أزرنا، هم لا يريدوننا هنا؛ هم يريدوننا أن نخرج، ومجيئكم يشد من أزرنا، ويحمي صفوفنا؛ فأكثروا من هذا المجيء، وقولوا لمن خلفكم: تعالوا إلى المسجد الأقصى، وإلا فهو يحارب هذا الوجود بكل ما أوتي من قوة وصلف: يحاربه في هويته، وتراثه، وأماكنه الثقافية؛ كما يحاربه في إنسانه من خلال قتله واعتقاله؛ بل وحتى احتجاز جثامين الشهداء في أسلوب بشع قد يمتد إلى عشرات السنين؛ إمعاناً في التعذيب والإساءة، عمركم سمعتم واحد بحجز جثمان شهيد أكثر من 40 سنة في مقابر الأرقام؟ فلماذا؟ ولكن إمعانا في الإذلال، لا أكثر ولا أقل. مؤخرا أفرجوا عن بعض الجثامين، ولكن مازالت هناك المئات محتجزة، نفسي أتلقى جواب واحد وهو: لماذا يحجزوا هذه الجثامين بدون أسماء في مقبرة الأرقام؟، وبعد محاولات حثيثة وإلحاح مستمر تمكنا من الإفراج عن عشرات الجثث التي تم احتجازها، في خطوة أعادت الأمل إلى كثير من العائلات التي حرمت من أن تدفن أبناءها على الوجه الذي يليق بهم؛ فقد حرم الاحتلال الإسرائيلي مئات العائلات الفلسطينية والعربية، ولا يزال، من أن يكون لديها قبر لأبنائها.
إن احتلالاً بهذه الطبيعة يقتضي منا أن نكون على أعلى درجات المسؤولية في التعامل معه، وذلك من خلال تمتين وحدتنا الوطنية، واتفاقنا على برامج عمل واحدة، وأهداف مرحلية واحدة، وأسلوب عمل موحد، لنصل إلى دولتنا الفلسطينية المستقلة المرتقبة، وعاصمتها القدس الشريف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
26-6-2012
في مؤتمر صحفي مع بوتين، الرئيس يؤكد ضرورة عقد مؤتمر للسلام في موسكو
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، الصديق العزيز على قلوب جميع أبناء شعبنا الفلسطيني،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بفخامتكم يا سيادة الرئيس، وأنتم تحلون ضيفًا كبيرًا، وصديقًا عزيزًا على فلسطين، هنا في مدينة بيت لحم الجميلة والعريقة؛ مهد السيد المسيح عليه السلام، وإحدى أهم الحواضر الروحية والتاريخية في العالم، إلى جانب قدسنا الحبيبة والعريقة؛ مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ معربين لفخامتكم عن جزيل الشكر وعميق التقدير؛ على دعم ومساندة جمهورية روسيا الاتحادية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
لقد دأبت روسيا على وقوفها الى جانب شعبنا الفلسطيني في جميع محطات نضاله من أجل تطلعاته الوطنية وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأكثر ما يعتز به شعبنا متانة الروابط الثقافية والدينية مع الشعب الروسي الشقيق، وما يشهد على ذلك إحياؤنا هذا الشهر للذكرى السنوية 130 لتأسيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وافتتاحنا العام الماضي مبنى المتحف الروسي في أريحا؛ أقدم المدن. وسنقوم هذا اليوم بمرافقة فخامتكم لافتتاح المركز الثقافي العلمي هنا في مدينة بيت لحم.
كلمة السيد الرئيس أمام فعاليات محافظة الخليل
1-8-2012
قال الله سبحانه و تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
بداية، أقول لكم: كل عام وانتم بخير؛ بمناسبة الشهر المبارك (شهر رمضان الكريم)، الذي نصومه هذه الأيام، ويصومه كل عربي ومسلم، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا ونحن في أحسن حال مما نحن عليه اليوم، أن يعيده علينا وقد تحررت بلادنا، أن يعيده علينا وقد قامت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أن يعيده علينا ونحن ثابتون على أرضنا، راسخون في أرضنا، متجذرون في أرضنا. لن نعيد تجارب الماضي لن نعيد تجربة (1948)، عندما قيل لنا: اخرجوا، فخرجنا ولم نعد، وكانت النكبة الأولى، لن نكرر هذه النكبة، ولن نكرر هذه التجربة، وكذلك في عام (1967)، عندما قامت حرب حزيران، كذلك خرج أناس كثيرون، ولم يعودوا، نحن الآن نتعرض لكل الضغوط، وللقهر وللقمع وللقتل، وللتجويع وللعطش، وللحصار؛ ولكن يجب أن يكون شعارنا واحد.
مهما فعلتم نحن ها هنا باقون، لن نخرج من هنا، من يخرج لن يعود، ومن يخرج يحل محله شخص آخر غريب على هذه الأرض. لا نريد أن نخرج، فإذًا مهما فعلوا، وسمعت كثيرًا، والتمس كثيرًا، وأعيش كثيرًا. من الشكاوى أعيشها يوميًا المضايقات اليومية في كل مكان، ومع ذلك نحن صامدون، عندما أتعرض شخصيًا لتصريح حتى أخرج وآتي، وهذا لي ولكل المواطنين منتهى الإهانة، لكن إذا أردنا أن نسكت، فمعنى ذلك أننا أضعنا البلد. سنصبر، سنتحمل، ولن نتيح الفرصة لهم لكي يفرحوا ويخرجونا من بلدنا. سمعت كما قلت كثيرا من الشكاوى فيما يتعلق بالمياه، أعرف أننا نعاني العطش نحن ومزارعنا وماشيتنا، ولكن علينا أن نصبر، وفي نفس الوقت علينا أن نفكر كيف يمكن أن نخترع، كيف يمكن أن نبتدع، كيف يمكن أن نحصل على ما يحاولون حرماننا منه. ونحن قادرون، قادرون فعلا أن نبتدع الأعاجيب. وشاهدت هنا في هذه المدينة عقولا جبارة قادرة على أن تصنع المعجزات في غير عصر المعجزات، لتلبي حاجات شعبها وأهلها في كل ما تحتاجه من مناحي الحياة.
اذًا نحن أيها الإخوة جالسون في بلدنا، باقون ولن نتغير، ولن نتغير ولن نتبدل ولن نخرج من هذا الوطن.
قلت لكم: إن شاء الله في العام القادم قد نحصل على الدولة، إذا لم نحصل باقون، اذا لم نحصل باقون جالسون؛ لأننا في النهاية سنحصل على حقنا، والبقاء للأصلح، و نحن نصلح، نحن أهل هذه البلاد، نحن نريد سلاما معهم، نريد سلامًا قائمًا على العدل، نريد سلامًا يمنحنا ما منحتنا إياه الشرعية الدولية، نريد دولة على حدود 67، لا نخجل من ذلك، لكن على حدود 67 كاملة؛ خالية من كل المنغصات. وهذا ما يؤيدنا به العالم؛ ولكن هناك من يقف في الطريق بالبلطجة، لا يعرف قانونًا ولا شرعًا ولا عدالة، بالبلطجة كيف نواجه هذا! كيف نواجهه! سنصبر، سنتحمل، ولدينا أساليب كثيرة لكي نصبر ونتحمل ونقاوم.
وأقول: نقاوم. نحن اتفقنا جميعنا؛ التنظيمات الفلسطينية جميعها على المقاومة الشعبية السلمية، لنرفع صوتنا أمام العالم لنقول لهم نحن موجودون، نحن نريد حقنا، ولربما كانت هذه المقاومة أكثر تأثيرًا وأبلغ إيجابًا للأطراف الدولية من غيرها من المقاومات، المقاومة الشعبية السلمية، علينا أن تستثمر هذا، وأن نستعمله وأن لا نترك فرصة إلا ونحاول أن نرفع صوتنا من خلال هذا الشعب.
اسعدني جدا في الخليل، والخليل بالمناسبة هي أول بلد زرته كفلسطيني مشرد، عندما زرت الضفة الغربية زرت الخليل أول بلد. وتستغربون أنني عندما دخلت في مدخل البلد، شعرت كأنني أعرف كل فرد فيها، حتى بالأسماء، وتستغربون هذا؛ بالأسماء لأنني كنت أعيش في الخليل مع إخوة من الخليل، وكنا دائما نتحدث عما عندنا، وهم يتحدثون لي عن الخليل وأقاربهم وأهلهم وذويهم، وباللهجة الخليلية (الإدرة) وغير ذلك، فعلا عندما دخلت المدينة أسأل (انت من بيت فلان آه من وين بتعرفني بسمع ماشي). الخليل لها معزة خاصة؛ لأنها كانت أول مدينة أراها في فلسطين، وأشعر وأنا هنا بالفخر والاعتزاز لعزيمتي أهل هذا البلد، لإصرار أهل هذا البلد؛ حيث انهم يعملون المعجزات، وشاهدت الكثير الكثير، ولكن من جملة ما اسعدني غير ما شاهدته اليوم في القاعة المغلقة، وهي قاعة غير موجودة في أي مكان في فلسطين، وهي قاعة جميلة جدًا، وهي بإصرار وتصميم أهل البلد. نريد أن يكون عندنا قاعة رياضية. وأسعدني أكثر أن المشتركات أكثر من المشتركين في هذه القاعة.
واللي بقولوا إنه أهل الخليل مش متقدمين، ييجوا يتفرجوا، لكن عندما أسمع أن الأخوات السيدات الفتيات مشتركات أكثر من الرجال، شو بدي أقول أنا؟
أما بالنسبة للجامعات، طبعا الذين أخذوا الدرجات الأولى (70%) منهم في كل فلسطين وليس بالخليل فقط من البنات. وهذا شيء جميل هذا نفتخر فيه، اننا نحن نهتم بالنصف الآخر منا، النصف ليس الآخر، النصف الذي يلدنا ويرعانا، بالإضافة إلى إنه نص، لكن هو الذي يلد، وهو الذي يربي النصف الثاني.
(شو بظللكم يا الرجال إلا تتمسخروا عليهم بس؟)
فما شاهدته فعلا شيء يرفع الرأس، سمعت أن هناك (3000) مصنع، وهذه هي النقطة الأساسية في حياة الشعوب. ياسيدي و(250) رح نسويهم (250) والآن بقولك ليش هذا شيء هو الحجر الأساس في الصناعة في حياة الشعوب في التنمية؟ لأننا نحن ممكن أن نبني، نبني بيت ندفع عليه أبصر قديش، وانتو الخلايلة شاطرين بصرف الفلوس على البيوت وتنميقها وكذا، وطبعا نربي الأولاد وغيره، لكن المصنع الصغير اللي بتعمله اللي بشغل (4-5) عمال ويستورد ويصدر، هذا اللي بعمل التنمية في البلد. إذًا التنمية تأتي من هنا، ممكن أن تأتي من الزراعة، لكن أرضنا كلها تحت تصرف الإسرائيلين. حتى الآن لا نملك أن نسيطر على مناطق (c) ممكن السياحة تأتينا؛ ونحن أقدم بلاد العالم، ولدينا مسرى النبي (ص)، ولدينا المسجد (المسجد الابراهيمي الخليل)، ولدينا كنيسة القيامة، ولكن -يا حسرة- لا يوجد لدينا سياح؛ لأنه لا يسمح للسياح أن يأتوا إلينا فإذا السياحة معطلة، إلا من رحمه ربه، والزراعة معطلة، لكن الصناعة مهمة، وهذا ما أسعدني أن أراه في الخليل، هنا أكثر من أي مكان آخر؛ لذلك أنا أتمنى أن نشجع هذه الصناعة، ومن هنا فإن صندوق الاستثمار لاشوف رح يصيرو (3200)، وشوي صندوق الاستثمار خصص (60.000.000) $ لقروض صناعية. تفضلوا خذوها في أي وقت شئتم؛ حتى نصير (3250) أو (3300) فعلاً أنا بكون سعيد جدًا أن أرى هنا مصنعًا، وهنا مصنعًا، وهنا مصنعًا، وهنا اختراعًا وهنا اختراعًا.
المرة الماضية أنا شفت واحد صانع سيارات، بدل "مرسيدس"، "مريم سيدس" موجودة قلتلو: إذا بتبيعني إياها بنحطها بالمقاطعة بنفرجيها للناس، بس مش عارف ليش ما بدو يبيعني إياها، قد ما بدو، والله بعدين جاءتني فتاتان في سن ال 17 عاملين اختراع مسجل في التقطير من مياه الزراعة بالري 17 سنة ومن الخليل كمان، يعني ما حدا يزاود على حدا، فلذلك هذه الأشياء هي التي تعيننا، وهي التي تساعدنا.
أنا أعرف أن مشكلة المياه مشكلة صعبة جدًا وفي أغلب الأيام نتشاور نحن والأخ العتيلي (شداد العتيلي) كيف يمكن أن نواجه أزمة المياه. وبالمناسبة، أزمة المياه ليست اليوم، وليست غدًا، وليست بعد سنة، وليست بعد 10 سنين، وليست بعد 20 سنة؛ الأزمة قائمة وفي كل العالم ستبقى قائمة؛ ولذلك لا بد ؛ن نفكر كيف، مثلا فكرنا بتحلية تبدأ بغزة ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، ساعدونا أن نأتي بمحطة تحلية تكفي غزة كاملة بالكامل. وإن شاء الله قريبًا ستبدأ العمل، أو ستأتي لتبدأ العمل، وهاي بتفيد في الماء تغطية كل الاحتياجات، وفي الكهرباء. طيب الضفة الغربية (البحر الميت ما بتحلى ياعمي)، الآن في مشروع البحر الميت والبحر الأحمر، هاد بدو قناة البحرين، بدو 10 سنين دراسات، طيب أنا ما عندي مانع، هي قدامكم جميعًا إنه أتعاون أنا وإسرائيل والأردن على تحلية المياه من البحر، ما عندي مانع، أنا بهمني أشرب بالأخير مش بقول بدنا نتعايش معهم. طيب مستعدين نجيب 100 منهم ونتعاون، بس يفيدنا إحنا والأردن وغيرنا؛ لذلك أنا بقول الحرب القادمة أو الحروب القادمة هي حروب المياه؛ ولذلك من الآن يجب أن نفكر. فمثل ما فكرنا لغزة، مهي غزة بلدنا برضو، وأهلنا، ديروا بالكم مش إنه في انقلاب ولا مش عارف انشقاق، لأ، بظلوا هدول أهلنا، وبظل البلد بلدنا، ولذلك يجب أن نفكر لهم.
ومع الأسف الحكومة بدناش نسمي، ولا عمرهم فكروا بهالشغلة، يشربون مياه ملوثة بنسبة 90% أو أكثر من 90% ونايمين على حالهم الفشل الكلوي مش بقودنا إلى المصالحة؟
ما دام حكينا عن غزة إخواننا؛ بالنسبة للمصالحة أنا بقولكم: كلام وشَيْكو عليه: إحنا عملنا اتفاق بالدوحة، وكملنا الاتفاق في القاهرة، وقلنا: لا بد أن نبدأ بالانتخابات. شو معنى الانتخابات؟ انتخابات؛ حتى نعرف من الذي يريد أن يبقى حاكمًا لهذه البلد. مش بنقول ديموقراطية؟ الآن في حد بقبل الدكتاتوريات بعد الذي حصل في هذه البلاد العربية؟ الديمقراطية هي التعددية وغيرها. ونحن بنطالب بالانتخابات، ومن يأتي يحكم فليحكم، بخاصة وأن إخواننا في حماس، عندما جاءوا جاءوا بانتخابات ولّا لأ؟ وأخدوا وزارة بانتخابات، وألف مبروك عليهم، أنا يوم ما طلعت النتائج، بعد 5 دقائق اتصلت فيهم: تعالوا شكلوا حكومة. طب الآن نحن نقول: انتخابات. الانتخابات تحتاج إلى إعداد ليش؟ لأن غزة لم تسجل المواليد منذ الانقلاب، يعني اللي كان عمرو (12) سنة يوم الانقلاب هلا بطلعلوا ينتخب، اللي كان عمرو 15 سنة بطلعله إنه يرشح حاله، بس هدول مش مسجلين. قديش العدد؟ 300.000، فقلنا: لابد أن يتم تسجيل هؤلاء، ثم نذهب للانتخابات حتى بسألني أحد القادة العرب، بقولي: بلكي طلعوا هال 300.000 حماس، قلتلوا يطلعو حماس، ولا يطلعو إيش ما كان، أنا مش قائد فتح، أنا مسؤول عن كل الشعب الفلسطينيـ، بطلعوا حماس، بطلعوا جهاد، بطلعوا من وين ما طلعوا يطلعوا، أنا مالي دعوة، ما بهمني، أنا بهمني المواطن الفلسطيني يأخذ حقه وينتخب، فذهبت اللجنة إلى غزة، وبدأت تستعد، واستأجرت مكاتب، وحضرت ماكينات وكمبيوترات، وكل شيء، وانتهى عملها يوم 2 الشهر الماضي، 2 جولاي، بآخر النهار طلع واحد ناطق باسمهم بقول: إحنا وقفنا عمل الانتخابات، أو على اللجنة أن تقفل مكاتبها، ليش؟ بقولكم: والله إلى الآن لا أعرف ليش إلى الآن. معلش كل واحد يفكر بطريقته، بس لا اعرف ليش لماذا تقفل هذا، ونحن أصبحنا قابة قوسين أو أدنى من موضوع الوحدة الوطنية، من موضوع المصالحة أيا كان، اعتقالات وكذا، مش هاد المهم، لكن هذه النقطة بالذات. وفعلا للآن لا أعرف السبب الحقيقي الذي جعله يطلع واحد ولد اسمه (أبو زهري أو اسمه ما بعرف مين) ويقول: أوقفنا اللجنة عن العمل. أنا بقول: يا إخوان المصالحة تعني انتخابات، والانتخابات هي بوابة المصالحة، بس تغيروا رأيكم، وتسمحوا للجنة تروح وتسجل خلال أسبوعين أو ثلاث أسابيع، ساعتها تبدأ العجلة تمشي، ونمشي من أجل الانتخابات.
أنا حبيت أشرحلكم هذا؛ لأنه هذا ليس سرا، وليس مغاطسة من فوق وتحت، إحنا هيك، وإذا أحد بقولكم غير هيك، غير هذا راجعوني.
وشو الأسباب يقولولي، حد يجي يقولي، والله الأسباب واحد اثنين ثلاثة، لكن ما في أي مبرر في الدنيا يمنع اللجنة أن تعمل.
يفترض جدلاً، إلك علي مليون ملاحظة، شو دخل هذا في اللجنة، طيب أنا إلي عليك مليون ملاحظة، شو دخل هذا في عمل اللجنة؟ هذا عمل وطني، إنت بدك تسجل واحد مفقود ملوش سجل! ملوش سجل بدك تسجله، شو ذنبه! هذا إذا اختلفت حماس وفتح شو ذنبه؟ إذا افتأتت فتح على حماس؟ شو إلها علاقة إذا هذه هي القضية؟
الآن في قضية أخرى: نحن في 23 سبتمبر رحنا ناخذ عضوية كاملة من مجلس الدول، ويعلم الله واجهنا صعوبات لا حدود لها، ونحن بنقدرش، يعني مش قد الكبار حتى نواجهم، فالصغار سمعوا كلام الكبار، وما أعطونا تصويت، فما نجحنا في مجلس الأمن أن نحصل على 9 أصوات، وهدول التسعة لو أخدناهم ممكن أمريكا تستعمل فيتو، ولا نأخذ العضوية.
الآن نحن بنفكر، طيب عضوية كاملة مش قادرين نحصل عليها، إحنا بدنا نحصل على عضوية ناقصة، يعني بدنا نحصل على دولة مش عضو، مش عضو في الأمم المتحدة، بس اسم دولة؛ بتصير أرضنا دولة، بصير عمل أي شي، أي تغيرات بدولة محتلة بتكون خاضعة لاتفاقية جينيف، هاذا إللي بدنا إياه؛ ولذلك إحنا حنروح مرة تانية. طبعًا إحنا حيواجهنا اعتراضات لا أول لها ولا آخر، لكن بالنتيجة لازم نروح، ولازم نحصل على هذا الحق؛ وبنصير مثل باقي العالم دولة؛ دولة خاصة وإنه إحنا معترف بنا (133) دولة معترفة اعتراف رسمي، بمعنى في إلنا سفارات، وإلهم سفارات عنّا، يعني مفش أي دولة من الـ 133 بتقول: نعترف بفلسطين دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس، وفي عنّا تمثيل مقيم وتمثيل غير مقيم، والتمثيل غير المقيم في كذا سفير في الأردن بمثل بلده في الأردن وعنا، وفي كذا سفير في القاهرة بمثل بلده في القاهرة، وعنا بقدموا أوراق اعتماد وغيره.
133 دولة وغيرها من الدول تعترف بنا بشيء ناقص أو زائد. كل دول أوروبا الغربية، وكثير من دول أمريكا اللاتينية، وكثير من إفريقيا. ما ألاقيش، ما ألاقيش حدا إلا معترف فينا، إلا هدول اللي قاعدين بالطريق هون وهون. طيب يا أخي إلى متى بدنا نصبر، وهذه القضية قضية مهمة، ولا اعتقد إنا إحنا سنتراجع عنها بأي حال من الأحوال، لكن في شغلة مهمة: إنه إحنا لو رحنا وأخدنا العضوية، لا يعني هذا إنه بدناش نتفاوض مع الاسرائيلين، لا، لا يعني أبدًا، يعني مش إنه بنوخد الدولة غير العضو، وبعدين خلص ندير ظهرنا للمفاوضات، بنقدرش لإنه القضايا الأخرى المعلقة لازم تبحث، وهي القضايا إللي بتذكروها في أوسلوا، لازم تبحث بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وهي 6 قضايا + الأسرى، فهم شو بقولوا: انتو بدكم تروحو على المتحدة مشان ما ترجعوا للتفاوض، هذه مغالطة وشيء منافي للواقع والحقيقة تماما. لكن غرضه بصراحة أن تبقى هذه الأرض مشاع، واللي بِهبشْ منها يِهبشْ، وأنا مش قادر أهبش، هو اللي بهبشها فهو ماخدها، لا، مش رح أسمحله؛ هذه أرضنا، ويبني! ما يبني، يحط! ما يحط، هذا كلوا أمر واقع غير مقبول ولا نعترف به إطلاقا.
في خلال هالسنة؛ منذ سبتمر إلى اليوم، حاولنا نحكي معهم طالع نازل، ما في فايدة، طيب تعال لاشوفك، بس تعال لاشوفك، إنت كل شي تمام، بس عندي تعال، قلتله: طيب باجي لعندك بتعطيني الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم الذين اعتقلوا قبل 93. بتعرفوا قديش عددهم؟ 123 واحد. بس هدول أقل واحد في عنده من 25-35 سنة، أعطيني إياهم، أنا باجي لعندك، أنا باجي لعندك. غاب شهر، وقال: طيب بنعطيك 50، وبدأت المساومة، شو 50 على 4 دفعات، آخر الشهر، 15 الشهر اللي بعده، 10 الشهر اللي بعد اللي بعده، 10 الشهر اللي بعد بعده، 15 إش هادا؟ هذا شيء متفق عليه في اتفاقات بينا وبينهم، ومع ذلك ما أعطونا، فاحنا كرمال عين الأسرى، وهم أولادنا وأحبابنا، قلنا: مستعدين نعمل أي شيء، أروح لعندك؟ بجيك، أروح على بيتكم؟ بجيك، ولك بروح أي مكان، بس نطالعهم. وحتى الآن لم يعطينى جواب، وبرضوا نحنا صامدين وصابرين، ومش طالعين من البلد حتى تقوم الدولة وعاصمتها القدس.
بداية، أقول لكم: كل عام وانتم بخير؛ بمناسبة الشهر المبارك (شهر رمضان الكريم)، الذي نصومه هذه الأيام، ويصومه كل عربي ومسلم، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا ونحن في أحسن حال مما نحن عليه اليوم، أن يعيده علينا وقد تحررت بلادنا، أن يعيده علينا وقد قامت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أن يعيده علينا ونحن ثابتون على أرضنا، راسخون في أرضنا، متجذرون في أرضنا. لن نعيد تجارب الماضي لن نعيد تجربة (1948)، عندما قيل لنا: اخرجوا، فخرجنا ولم نعد، وكانت النكبة الأولى، لن نكرر هذه النكبة، ولن نكرر هذه التجربة، وكذلك في عام (1967)، عندما قامت حرب حزيران، كذلك خرج أناس كثيرون، ولم يعودوا، نحن الآن نتعرض لكل الضغوط، وللقهر وللقمع وللقتل، وللتجويع وللعطش، وللحصار؛ ولكن يجب أن يكون شعارنا واحد.
مهما فعلتم نحن ها هنا باقون، لن نخرج من هنا، من يخرج لن يعود، ومن يخرج يحل محله شخص آخر غريب على هذه الأرض. لا نريد أن نخرج، فإذًا مهما فعلوا، وسمعت كثيرًا، والتمس كثيرًا، وأعيش كثيرًا. من الشكاوى أعيشها يوميًا المضايقات اليومية في كل مكان، ومع ذلك نحن صامدون، عندما أتعرض شخصيًا لتصريح حتى أخرج وآتي، وهذا لي ولكل المواطنين منتهى الإهانة، لكن إذا أردنا أن نسكت، فمعنى ذلك أننا أضعنا البلد. سنصبر، سنتحمل، ولن نتيح الفرصة لهم لكي يفرحوا ويخرجونا من بلدنا. سمعت كما قلت كثيرا من الشكاوى فيما يتعلق بالمياه، أعرف أننا نعاني العطش نحن ومزارعنا وماشيتنا، ولكن علينا أن نصبر، وفي نفس الوقت علينا أن نفكر كيف يمكن أن نخترع، كيف يمكن أن نبتدع، كيف يمكن أن نحصل على ما يحاولون حرماننا منه. ونحن قادرون، قادرون فعلا أن نبتدع الأعاجيب. وشاهدت هنا في هذه المدينة عقولا جبارة قادرة على أن تصنع المعجزات في غير عصر المعجزات، لتلبي حاجات شعبها وأهلها في كل ما تحتاجه من مناحي الحياة.
اذًا نحن أيها الإخوة جالسون في بلدنا، باقون ولن نتغير، ولن نتغير ولن نتبدل ولن نخرج من هذا الوطن.
قلت لكم: إن شاء الله في العام القادم قد نحصل على الدولة، إذا لم نحصل باقون، اذا لم نحصل باقون جالسون؛ لأننا في النهاية سنحصل على حقنا، والبقاء للأصلح، و نحن نصلح، نحن أهل هذه البلاد، نحن نريد سلاما معهم، نريد سلامًا قائمًا على العدل، نريد سلامًا يمنحنا ما منحتنا إياه الشرعية الدولية، نريد دولة على حدود 67، لا نخجل من ذلك، لكن على حدود 67 كاملة؛ خالية من كل المنغصات. وهذا ما يؤيدنا به العالم؛ ولكن هناك من يقف في الطريق بالبلطجة، لا يعرف قانونًا ولا شرعًا ولا عدالة، بالبلطجة كيف نواجه هذا! كيف نواجهه! سنصبر، سنتحمل، ولدينا أساليب كثيرة لكي نصبر ونتحمل ونقاوم.
وأقول: نقاوم. نحن اتفقنا جميعنا؛ التنظيمات الفلسطينية جميعها على المقاومة الشعبية السلمية، لنرفع صوتنا أمام العالم لنقول لهم نحن موجودون، نحن نريد حقنا، ولربما كانت هذه المقاومة أكثر تأثيرًا وأبلغ إيجابًا للأطراف الدولية من غيرها من المقاومات، المقاومة الشعبية السلمية، علينا أن تستثمر هذا، وأن نستعمله وأن لا نترك فرصة إلا ونحاول أن نرفع صوتنا من خلال هذا الشعب.
اسعدني جدا في الخليل، والخليل بالمناسبة هي أول بلد زرته كفلسطيني مشرد، عندما زرت الضفة الغربية زرت الخليل أول بلد. وتستغربون أنني عندما دخلت في مدخل البلد، شعرت كأنني أعرف كل فرد فيها، حتى بالأسماء، وتستغربون هذا؛ بالأسماء لأنني كنت أعيش في الخليل مع إخوة من الخليل، وكنا دائما نتحدث عما عندنا، وهم يتحدثون لي عن الخليل وأقاربهم وأهلهم وذويهم، وباللهجة الخليلية (الإدرة) وغير ذلك، فعلا عندما دخلت المدينة أسأل (انت من بيت فلان آه من وين بتعرفني بسمع ماشي). الخليل لها معزة خاصة؛ لأنها كانت أول مدينة أراها في فلسطين، وأشعر وأنا هنا بالفخر والاعتزاز لعزيمتي أهل هذا البلد، لإصرار أهل هذا البلد؛ حيث انهم يعملون المعجزات، وشاهدت الكثير الكثير، ولكن من جملة ما اسعدني غير ما شاهدته اليوم في القاعة المغلقة، وهي قاعة غير موجودة في أي مكان في فلسطين، وهي قاعة جميلة جدًا، وهي بإصرار وتصميم أهل البلد. نريد أن يكون عندنا قاعة رياضية. وأسعدني أكثر أن المشتركات أكثر من المشتركين في هذه القاعة.
واللي بقولوا إنه أهل الخليل مش متقدمين، ييجوا يتفرجوا، لكن عندما أسمع أن الأخوات السيدات الفتيات مشتركات أكثر من الرجال، شو بدي أقول أنا؟
أما بالنسبة للجامعات، طبعا الذين أخذوا الدرجات الأولى (70%) منهم في كل فلسطين وليس بالخليل فقط من البنات. وهذا شيء جميل هذا نفتخر فيه، اننا نحن نهتم بالنصف الآخر منا، النصف ليس الآخر، النصف الذي يلدنا ويرعانا، بالإضافة إلى إنه نص، لكن هو الذي يلد، وهو الذي يربي النصف الثاني.
(شو بظللكم يا الرجال إلا تتمسخروا عليهم بس؟)
فما شاهدته فعلا شيء يرفع الرأس، سمعت أن هناك (3000) مصنع، وهذه هي النقطة الأساسية في حياة الشعوب. ياسيدي و(250) رح نسويهم (250) والآن بقولك ليش هذا شيء هو الحجر الأساس في الصناعة في حياة الشعوب في التنمية؟ لأننا نحن ممكن أن نبني، نبني بيت ندفع عليه أبصر قديش، وانتو الخلايلة شاطرين بصرف الفلوس على البيوت وتنميقها وكذا، وطبعا نربي الأولاد وغيره، لكن المصنع الصغير اللي بتعمله اللي بشغل (4-5) عمال ويستورد ويصدر، هذا اللي بعمل التنمية في البلد. إذًا التنمية تأتي من هنا، ممكن أن تأتي من الزراعة، لكن أرضنا كلها تحت تصرف الإسرائيلين. حتى الآن لا نملك أن نسيطر على مناطق (c) ممكن السياحة تأتينا؛ ونحن أقدم بلاد العالم، ولدينا مسرى النبي (ص)، ولدينا المسجد (المسجد الابراهيمي الخليل)، ولدينا كنيسة القيامة، ولكن -يا حسرة- لا يوجد لدينا سياح؛ لأنه لا يسمح للسياح أن يأتوا إلينا فإذا السياحة معطلة، إلا من رحمه ربه، والزراعة معطلة، لكن الصناعة مهمة، وهذا ما أسعدني أن أراه في الخليل، هنا أكثر من أي مكان آخر؛ لذلك أنا أتمنى أن نشجع هذه الصناعة، ومن هنا فإن صندوق الاستثمار لاشوف رح يصيرو (3200)، وشوي صندوق الاستثمار خصص (60.000.000) $ لقروض صناعية. تفضلوا خذوها في أي وقت شئتم؛ حتى نصير (3250) أو (3300) فعلاً أنا بكون سعيد جدًا أن أرى هنا مصنعًا، وهنا مصنعًا، وهنا مصنعًا، وهنا اختراعًا وهنا اختراعًا.
المرة الماضية أنا شفت واحد صانع سيارات، بدل "مرسيدس"، "مريم سيدس" موجودة قلتلو: إذا بتبيعني إياها بنحطها بالمقاطعة بنفرجيها للناس، بس مش عارف ليش ما بدو يبيعني إياها، قد ما بدو، والله بعدين جاءتني فتاتان في سن ال 17 عاملين اختراع مسجل في التقطير من مياه الزراعة بالري 17 سنة ومن الخليل كمان، يعني ما حدا يزاود على حدا، فلذلك هذه الأشياء هي التي تعيننا، وهي التي تساعدنا.
أنا أعرف أن مشكلة المياه مشكلة صعبة جدًا وفي أغلب الأيام نتشاور نحن والأخ العتيلي (شداد العتيلي) كيف يمكن أن نواجه أزمة المياه. وبالمناسبة، أزمة المياه ليست اليوم، وليست غدًا، وليست بعد سنة، وليست بعد 10 سنين، وليست بعد 20 سنة؛ الأزمة قائمة وفي كل العالم ستبقى قائمة؛ ولذلك لا بد ؛ن نفكر كيف، مثلا فكرنا بتحلية تبدأ بغزة ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، ساعدونا أن نأتي بمحطة تحلية تكفي غزة كاملة بالكامل. وإن شاء الله قريبًا ستبدأ العمل، أو ستأتي لتبدأ العمل، وهاي بتفيد في الماء تغطية كل الاحتياجات، وفي الكهرباء. طيب الضفة الغربية (البحر الميت ما بتحلى ياعمي)، الآن في مشروع البحر الميت والبحر الأحمر، هاد بدو قناة البحرين، بدو 10 سنين دراسات، طيب أنا ما عندي مانع، هي قدامكم جميعًا إنه أتعاون أنا وإسرائيل والأردن على تحلية المياه من البحر، ما عندي مانع، أنا بهمني أشرب بالأخير مش بقول بدنا نتعايش معهم. طيب مستعدين نجيب 100 منهم ونتعاون، بس يفيدنا إحنا والأردن وغيرنا؛ لذلك أنا بقول الحرب القادمة أو الحروب القادمة هي حروب المياه؛ ولذلك من الآن يجب أن نفكر. فمثل ما فكرنا لغزة، مهي غزة بلدنا برضو، وأهلنا، ديروا بالكم مش إنه في انقلاب ولا مش عارف انشقاق، لأ، بظلوا هدول أهلنا، وبظل البلد بلدنا، ولذلك يجب أن نفكر لهم.
ومع الأسف الحكومة بدناش نسمي، ولا عمرهم فكروا بهالشغلة، يشربون مياه ملوثة بنسبة 90% أو أكثر من 90% ونايمين على حالهم الفشل الكلوي مش بقودنا إلى المصالحة؟
ما دام حكينا عن غزة إخواننا؛ بالنسبة للمصالحة أنا بقولكم: كلام وشَيْكو عليه: إحنا عملنا اتفاق بالدوحة، وكملنا الاتفاق في القاهرة، وقلنا: لا بد أن نبدأ بالانتخابات. شو معنى الانتخابات؟ انتخابات؛ حتى نعرف من الذي يريد أن يبقى حاكمًا لهذه البلد. مش بنقول ديموقراطية؟ الآن في حد بقبل الدكتاتوريات بعد الذي حصل في هذه البلاد العربية؟ الديمقراطية هي التعددية وغيرها. ونحن بنطالب بالانتخابات، ومن يأتي يحكم فليحكم، بخاصة وأن إخواننا في حماس، عندما جاءوا جاءوا بانتخابات ولّا لأ؟ وأخدوا وزارة بانتخابات، وألف مبروك عليهم، أنا يوم ما طلعت النتائج، بعد 5 دقائق اتصلت فيهم: تعالوا شكلوا حكومة. طب الآن نحن نقول: انتخابات. الانتخابات تحتاج إلى إعداد ليش؟ لأن غزة لم تسجل المواليد منذ الانقلاب، يعني اللي كان عمرو (12) سنة يوم الانقلاب هلا بطلعلوا ينتخب، اللي كان عمرو 15 سنة بطلعله إنه يرشح حاله، بس هدول مش مسجلين. قديش العدد؟ 300.000، فقلنا: لابد أن يتم تسجيل هؤلاء، ثم نذهب للانتخابات حتى بسألني أحد القادة العرب، بقولي: بلكي طلعوا هال 300.000 حماس، قلتلوا يطلعو حماس، ولا يطلعو إيش ما كان، أنا مش قائد فتح، أنا مسؤول عن كل الشعب الفلسطينيـ، بطلعوا حماس، بطلعوا جهاد، بطلعوا من وين ما طلعوا يطلعوا، أنا مالي دعوة، ما بهمني، أنا بهمني المواطن الفلسطيني يأخذ حقه وينتخب، فذهبت اللجنة إلى غزة، وبدأت تستعد، واستأجرت مكاتب، وحضرت ماكينات وكمبيوترات، وكل شيء، وانتهى عملها يوم 2 الشهر الماضي، 2 جولاي، بآخر النهار طلع واحد ناطق باسمهم بقول: إحنا وقفنا عمل الانتخابات، أو على اللجنة أن تقفل مكاتبها، ليش؟ بقولكم: والله إلى الآن لا أعرف ليش إلى الآن. معلش كل واحد يفكر بطريقته، بس لا اعرف ليش لماذا تقفل هذا، ونحن أصبحنا قابة قوسين أو أدنى من موضوع الوحدة الوطنية، من موضوع المصالحة أيا كان، اعتقالات وكذا، مش هاد المهم، لكن هذه النقطة بالذات. وفعلا للآن لا أعرف السبب الحقيقي الذي جعله يطلع واحد ولد اسمه (أبو زهري أو اسمه ما بعرف مين) ويقول: أوقفنا اللجنة عن العمل. أنا بقول: يا إخوان المصالحة تعني انتخابات، والانتخابات هي بوابة المصالحة، بس تغيروا رأيكم، وتسمحوا للجنة تروح وتسجل خلال أسبوعين أو ثلاث أسابيع، ساعتها تبدأ العجلة تمشي، ونمشي من أجل الانتخابات.
أنا حبيت أشرحلكم هذا؛ لأنه هذا ليس سرا، وليس مغاطسة من فوق وتحت، إحنا هيك، وإذا أحد بقولكم غير هيك، غير هذا راجعوني.
وشو الأسباب يقولولي، حد يجي يقولي، والله الأسباب واحد اثنين ثلاثة، لكن ما في أي مبرر في الدنيا يمنع اللجنة أن تعمل.
يفترض جدلاً، إلك علي مليون ملاحظة، شو دخل هذا في اللجنة، طيب أنا إلي عليك مليون ملاحظة، شو دخل هذا في عمل اللجنة؟ هذا عمل وطني، إنت بدك تسجل واحد مفقود ملوش سجل! ملوش سجل بدك تسجله، شو ذنبه! هذا إذا اختلفت حماس وفتح شو ذنبه؟ إذا افتأتت فتح على حماس؟ شو إلها علاقة إذا هذه هي القضية؟
الآن في قضية أخرى: نحن في 23 سبتمبر رحنا ناخذ عضوية كاملة من مجلس الدول، ويعلم الله واجهنا صعوبات لا حدود لها، ونحن بنقدرش، يعني مش قد الكبار حتى نواجهم، فالصغار سمعوا كلام الكبار، وما أعطونا تصويت، فما نجحنا في مجلس الأمن أن نحصل على 9 أصوات، وهدول التسعة لو أخدناهم ممكن أمريكا تستعمل فيتو، ولا نأخذ العضوية.
الآن نحن بنفكر، طيب عضوية كاملة مش قادرين نحصل عليها، إحنا بدنا نحصل على عضوية ناقصة، يعني بدنا نحصل على دولة مش عضو، مش عضو في الأمم المتحدة، بس اسم دولة؛ بتصير أرضنا دولة، بصير عمل أي شي، أي تغيرات بدولة محتلة بتكون خاضعة لاتفاقية جينيف، هاذا إللي بدنا إياه؛ ولذلك إحنا حنروح مرة تانية. طبعًا إحنا حيواجهنا اعتراضات لا أول لها ولا آخر، لكن بالنتيجة لازم نروح، ولازم نحصل على هذا الحق؛ وبنصير مثل باقي العالم دولة؛ دولة خاصة وإنه إحنا معترف بنا (133) دولة معترفة اعتراف رسمي، بمعنى في إلنا سفارات، وإلهم سفارات عنّا، يعني مفش أي دولة من الـ 133 بتقول: نعترف بفلسطين دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس، وفي عنّا تمثيل مقيم وتمثيل غير مقيم، والتمثيل غير المقيم في كذا سفير في الأردن بمثل بلده في الأردن وعنا، وفي كذا سفير في القاهرة بمثل بلده في القاهرة، وعنا بقدموا أوراق اعتماد وغيره.
133 دولة وغيرها من الدول تعترف بنا بشيء ناقص أو زائد. كل دول أوروبا الغربية، وكثير من دول أمريكا اللاتينية، وكثير من إفريقيا. ما ألاقيش، ما ألاقيش حدا إلا معترف فينا، إلا هدول اللي قاعدين بالطريق هون وهون. طيب يا أخي إلى متى بدنا نصبر، وهذه القضية قضية مهمة، ولا اعتقد إنا إحنا سنتراجع عنها بأي حال من الأحوال، لكن في شغلة مهمة: إنه إحنا لو رحنا وأخدنا العضوية، لا يعني هذا إنه بدناش نتفاوض مع الاسرائيلين، لا، لا يعني أبدًا، يعني مش إنه بنوخد الدولة غير العضو، وبعدين خلص ندير ظهرنا للمفاوضات، بنقدرش لإنه القضايا الأخرى المعلقة لازم تبحث، وهي القضايا إللي بتذكروها في أوسلوا، لازم تبحث بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وهي 6 قضايا + الأسرى، فهم شو بقولوا: انتو بدكم تروحو على المتحدة مشان ما ترجعوا للتفاوض، هذه مغالطة وشيء منافي للواقع والحقيقة تماما. لكن غرضه بصراحة أن تبقى هذه الأرض مشاع، واللي بِهبشْ منها يِهبشْ، وأنا مش قادر أهبش، هو اللي بهبشها فهو ماخدها، لا، مش رح أسمحله؛ هذه أرضنا، ويبني! ما يبني، يحط! ما يحط، هذا كلوا أمر واقع غير مقبول ولا نعترف به إطلاقا.
في خلال هالسنة؛ منذ سبتمر إلى اليوم، حاولنا نحكي معهم طالع نازل، ما في فايدة، طيب تعال لاشوفك، بس تعال لاشوفك، إنت كل شي تمام، بس عندي تعال، قلتله: طيب باجي لعندك بتعطيني الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم الذين اعتقلوا قبل 93. بتعرفوا قديش عددهم؟ 123 واحد. بس هدول أقل واحد في عنده من 25-35 سنة، أعطيني إياهم، أنا باجي لعندك، أنا باجي لعندك. غاب شهر، وقال: طيب بنعطيك 50، وبدأت المساومة، شو 50 على 4 دفعات، آخر الشهر، 15 الشهر اللي بعده، 10 الشهر اللي بعد اللي بعده، 10 الشهر اللي بعد بعده، 15 إش هادا؟ هذا شيء متفق عليه في اتفاقات بينا وبينهم، ومع ذلك ما أعطونا، فاحنا كرمال عين الأسرى، وهم أولادنا وأحبابنا، قلنا: مستعدين نعمل أي شيء، أروح لعندك؟ بجيك، أروح على بيتكم؟ بجيك، ولك بروح أي مكان، بس نطالعهم. وحتى الآن لم يعطينى جواب، وبرضوا نحنا صامدين وصابرين، ومش طالعين من البلد حتى تقوم الدولة وعاصمتها القدس.
شكرا لكم.
اجتماع مجلس الدول العربية
5-9-2012
أصحاب المعالي والسعادة،
السيد الأمين العام،
السيدات والسادة،
بداية، أود أن أشكر المجلس على انعقاد هذه الجلسة الخاصة بمناقشة آخر تطورات الأوضاع الفلسطينية، في ظل انسداد عملية السلام وتعثر المفاوضات؛ نتيجةً للسياسة الإسرائيلية في تجاهل التزامات عملية السلام من خلال استمرار سياسية استيطان وتهويد القدس، واستمرار حصار قطاع غزة.
طبعاً، نحن نحاول بكل الوسائل أن نحول دون فرض إسرائيل لسياساتها على الأرض الفلسطينية؛ ولذلك نحن نطالب دائما وأبدا بالمفاوضات. والمفاوضات ليست هدفا بحد ذاتها، وإنما المفاوضات من أجل الوصول إلى نتيجة، المفاوضات المبنية على أسس واضحة، تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.
ولذلك نحن اليوم جئنا لنقول لإخواننا في بداية حديثنا: إننا ذاهبون إلى الجمعية العامة في هذا الشهر، وذلك على ضوء القرار الأخير الذي اتخذ في لجنة المتابعة العربية في الدوحة، وكذلك على ضوء قرارات أخرى أخذت في القمة الإسلامية، و في قمة عدم الانحياز، وكذلك في اجتماع الاشتراكيات الدولية في جنوب أفريقيا.
نحن كما قلنا نريد فعلا أن نذهب إلى الجمعية العامة ونجري المناقشات والمشاورات مع الجميع؛ حتى نحصل على قرار مناسب مقبول؛ ليقبل فلسطين في الأمم المتحدة "دولة غير عضو"، خاصة بعد أن قدمنا الطلب في مجلس الأمن. وكما تعلمون، ما زال الطلب موجودا لدى مجلس الأمن.
أهمية حصول فلسطين على صفة الدولة لها أهميات كثيرة، ولكن أريد أن أذكر أهمية واحدة فقط، وهي أننا عندما نحصل على هذه الصفة، فإننا بذلك نحافظ على جميع الأرض الفلسطينية التي احتلت عام (1967)؛ لأنها ستصبح جميعها، حسب القانون الدولي وحسب القرارات الأممية، أرضا تحت الاحتلال أو دولة تحت الاحتلال؛ بينما الآن تتعامل معنا إسرائيل على أن أراضينا أراض مختلف عليها؛ بمعنى أن إسرائيل تدعي الحق كما يدعي غيرها الحق؛ ولذلك تسارع في بناء الاستيطان بوتيرة عالية جدًا في كل مكان، وبالذات في القدس الشرقية؛ حتى يأتي وقت لتقول: هذا هو الأمر الواقع، هذه هي الأرض التي لنا، وما تبقى يبقى للفلسطينيين، هذا إن بقيت للفلسطينيين أرض!
إذا أهمية ذهابنا إلى الجمعية العامة تبدو واضحة وجلية من هذا المنطلق على الأقل؛ حتى نتمكن أن نحافظ على أرضنا من وجهة نظر القانون الدولي، ومن وجهة نظر الشرعية الدولية.
الآن نحن سنذهب إلى الجمعية العامة، واتفقنا أن نذهب إلى الجمعية العامة. وهناك من يقول: لا حاجة الآن لا حاجة لغد، لا حاجة لبعد غد؛ والبعض الآخر يقول: نعم لابد أن نذهب إلى هناك، وأن نقدم هذا المشروع للتصويت، متى؟ هذا ما يمكن أن نتفق عليه سويًا. نحن لا نريد أن نخرج عن الإجماع العربي وإنما نريد أن نسمع منكم، ما هو الوقت المناسب الذي يمكن أن نصل به إلى التصويت على هذا القرار؟
بهذه المناسبة طبعًا، نتمنى على المجموعة العربية أن تطلب جلسة خاصة للمعتقلين الفلسطينيين؛ لأن المسألة مع الإسرائيليين أصبحت مسالة مستعصية، بمعنى أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح الأسرى؛ حيث إننا متفقون معهم، يعني مثلا: من الاتفاقيات التي وقعناها وإياهم، هي إطلاق سراح جميع الأسرى الذين اعتقلوا قبل عام (1993)، ومع ذلك للآن، إسرائيل تراوغ وتتردد، ولا تريد أن تطلق سراحهم، مع العلم أن عددهم لا يزيد عن (123) معتقلاً؛ من هنا نحن نريد أن نناشد أشقاءنا ليناشدوا المجتمع الدولي؛ لعل وعسا أن نطلق سراح هؤلاء؛ لأن نصفهم على الأقل أصبحوا من العجزة والمرضى وكبار السن من أمضى أكثر من 20 عامًا إلى 30 إلى 35 عامًا موجودون ما زالوا في هذا المعتقل.
هناك قضية أخرى وهي المصالحة الفلسطينية، ربما تسمعون من الأخبار عن هذه المصالحة: إلى أين وصلت؟ ماذا جرى؟ ماذا يمكن أن يعمل؟ أحب أن أقول لكم: نحن اتفقنا تماما على المصالحة الفلسطينية، وكان من جملة ونهاية الخطوات التي يجب أن يتم تنفيذها، هي إجراء الانتخابات. وإجراء الانتخابات كما اتفقنا يحتاج من لجنة الانتخابات المركزية المستقلة أن تذهب إلى قطاع غزة لتسجيل من لم يسجل منهم منذ يوم الانقلاب الحمساوي إلى يومنا هذا. وهؤلاء عددهم لا يقل عن (300.000) إنسان فلسطيني من حقه أن يسجل ليكون ناخبًا أو منتخبًا، تم الاتفاق على هذا. وبعد أخذ الرد وبعد تردد ولئْي ومماطلة، ذهبت لجنة الانتخابات إلى قطاع غزة، وبدأت تحضر نفسها: من استئجار مكاتب، إلى موظفين، إلى غير ذلك ... أخذت حوالي ثلاثة أسابيع؛ من أجل التحضير للبدء بالتسجيل. وكانت مفترضًا أن يتم التسجيل يوم 3 جولاي، يوم 3 جولاي صباحًا أبلغت اللجنة بضرورة مغادرتها لقطاع غزة، وأوقف العمل بالانتخابات. نحن نقول اذا كانت هناك نية للمصالحة فهذه هي الطريق، وليست لدينا مشكلة أخرى، يعني عندما يتم التسجيل سنذهب إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية، والمجلس الوطني بعد ذلك بـ(3) أشهر من انتهاء مدة التسجيل، اذًا المسالة تتوقف عند هذا الحد.
هنا أحب أن أذكر حادثة عرضت لنا، وهي مؤتمر عدم الانحياز؛ حيث أن الحكومة الإيرانية وجهت لنا دعوة لحضور قمة عدم الانحياز بصفتنا نمثل السلطة الوطنية الفلسطينية، ونحن كما تعلمون أعضاء في هذه المنظمة منذ عام (1975)، وفعلا رحبنا بالذهاب إلى هناك وكانت لديهم شكوك أننا سنذهب أو لا نذهب، واستغربنا من هذه الشكوك؛ لأننا فعلا نريد أن نذهب، نريد أن نحضر في أي مكان كان، بصرف النظر عن مستوى العلاقة بيننا وبين هذه الدولة أي كان، لكن هم إخواننا وهم دولة مهمة جدًا لعدم الانحياز؛ وبالتالي نذهب، وفعلاً قررنا الذهاب. وفي قبل أن نذهب بأسبوع أو عشرة أيام تبلغنا أن هناك دعوة أخرى وجهت لغزة، لقيادة غزة، لتحضر المؤتمر، طبعًا، نحن قررنا أن لا نذهب، وأبلغناهم، واتصلنا بالعديد من الدول العربية، واتصلنا بسيادة الأمين العام، وقلنا: إذا كان هذا هو التعامل، فنحن لن نذهب الى القمة.
وتواترت الأخبار من إيران: بأن هناك دعوة، وأن الجماعة سيذهبون ليحضروا قمة عدم الانحياز، ولا مانع لديهم أن يتشاركوا في التمثيل. طبعًا هذا كلام هراء ولا يمكن أن نقبل به، ولا يمكن أن نستمع له، وفي النتيجة ذهبا على أساس أننا إن وجدنا من هو مدعو فعلا إلى طهران، أو مدعو إلى مؤتمر عدم الانحياز، سنعلن في المؤتمر: أننا نقاطع المؤتمر، ثم تبين أنه لم يأت أحد. وحضرنا، وتمت القمة، ثم جرى لقاء هام بيننا وبين الرئيس محمود أحمدي نجاد. والرئيس محمود أحمدي نجاد قال لنا، بالحرف الواحد: نحن لم نوجه دعوة لأحد غيركم، لم نوجه دعوة لأحد غيركم انتم تمثلون الشعب الفلسطيني. في الحقيقة، نحن ارتحنا لهذا الجواب، و تحاورنا بعد ذلك حوارات كثير، وسأل: لماذا لا يكون الحوار في طهران؟ فقلنا له، بالحرف الواحد: نحن ملتزمون باسم قرار جامعة الدول العربية، أن يكون الحوار في القاهرة، وسيبقى الحوار في القاهرة. إذًا على ماذا انتم مختلفون؟ أكدنا له أن لا خلافات سياسية بيننا على الإطلاق، والدليل على ذلك أننا بعد اجتماعات كثيرة هنا جرت في القاهرة، اتفقنا على ثلاثة أمور:
الأمر الأول:
أننا نطالب بحدود (1967) نطالب بحدود (1967) وهذا اجماع فلسطيني.
والطلب الثاني:
اننا نلتزم بالمقاومة الشعبية السلمية، نلتزم بالمقاومة الشعبية السلمية، وأنا أؤكد هنا أن حركة حماس ملتزمة بالمقاومة الشعبية السلمية، بصرف النظر عن الخروقات التي تتم بين فينة وأخرى من أناس لا ينتمون إلى حماس.
والنقطة الثالثة:
إن المفاوضات هي الطريق من أجل الوصول إلى الحل، إذًا أين الخلاف بيننا وبينهم؟ فسأل: إذًا ما هو الخلاف؟ قلنا: الخلاف أنهم المسألة مسألة الانتخابات، الذهاب للانتخابات. لماذا لا يريدون الذهاب إلى للانتخابات؟ أمسكنا عن الحديث، لا نريد ان نتكلم، لماذا؟ لأننا لا نريد أن ندخل في مهاترات وفي اتهامات وغير ذلك، ولكن نقول اسألوا أصحاب الشأن: لماذا لا يريدون الذهاب إلى الانتخابات.
ثم تحدثنا أيضا عن التعامل مع الشعب الفلسطيني، وقال الرئيس بكل براءة: نحن نحب الشعب الفلسطيني، فقلنا له نتمنى أن تحب كل الشعب الفلسطيني، وليس جزءا منه، نحن علاقاتنا معكم تاريخية، وربما لا تذكر. نحن علاقاتنا مع ثورتكم قبل عام (1979)، ونحن دعمناكم وأيدناكم، ولكن بالنتيجة، لم يحصل منكم أي شيء، وبالتالي، إن كنتم تحبون الشعب الفلسطيني فأحبوه كله، وليس جزءًا هنا أو جزءًا هناك. واتفقنا في النتيجة على أن نتابع الحوار في طهران؛ وهذا إشارة جيدة، ونحن سعداء جدًا؛ ربما أن تكون "رب ضارة نافعة"، أن تكون هذه الحادثة مقصودة أو غير مقصودة أدت إلى أن نفتح الملف بيننا وبين الإيرانيين. وهذه أول مرة نحن بصراحة نلتقي معهم منذ اكثر من (12) سنة، إن شاء الله يكون هناك، ونحن ليس لدينا أي مانع أن تكون علاقاتنا طبيعية مع إيران ومع كل دول العالم، لكن نبهنا إخواننا أن مثل هذا الأمر إن تكرر، فانه يسهم في تقسيم الشعب الفلسطيني، يسهم في تقسيم تمثيل الشعب الفلسطيني. الشعب الفلسطيني له ممثل واحد، له حكومة واحدة، وله رئيس واحد، مختلفين أو غير مختلفين. هذا لا يعني أننا أصبحنا شعبين، وأصبحنا فئتين، وأصبحنا دولتين. من يريد أن يشجع مثل هذا الانقسام، فهو يشجع أولاً إسرائيل على الوصول إلى مراميها؛ لأن إسرائيل هي التي تريد هذا التقسيم، وأنا أؤكد لكم هذا، وأنا سمعت من الإسرائيليين هذا، إنهم يريدون أن تفصل غزة عن الضفة الغربية، وأن تلقى بوجه مصر، وهذا يعني أن التمثيل الفلسطيني أصبح جزأين، السلطة الفلسطينية أصبحت جزأين، ولن يكون هناك مجال لمشروع وطني فلسطيني موحد.
وبالتالي نحن نناشد أشقاءنا أيضا أن يساعدونا على هذا، وأن يعملوا أو يدعموا توحيد التمثيل الفلسطيني، وأن لا يساعدوا على تمزيقه؛ لأن النتيجة ستكون علينا جميعا وخيمة، ولا أعتقد أن أحدا من الإخوة يريد ذلك، خاصة وأننا دائما نقول ونفعل كعرب: إن القضية الفلسطينية هي أم القضايا، وإن القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا، وإننا نريد جميعا أن نرى الشعب الفلسطيني وقد تحرر وحصل على دولته المستقلة.
بالنسبة لملف الرئيس الشهيد ياسر عرفات؛ نحن عندما أثيرت هذه القضية، بادرنا إلى تبني إعادة التحقيق، واتصلت وتكلمت مباشرة مع الرئيس أولند، وطلبت منه أن يبدؤوا التحقيق، وفعلاً وافق على ذلك. كذلك هناك لجنة سويسرية تريد أـن تسهم في هذا التحقيق. نحن من جهتنا، كسلطة فلسطينية، سنقدم كل ما يلزم، ليس معروفًا وليس من قبيل الرفاهية؛ هذا حق وواجب علينا؛ لنصل إلى الحقيقة؛ لنعرف كيف استشهد الرئيس ياسر عرفات، ومن الذي تسبب في ذلك، فإذا كانت هذه اللجان جادة، فنحن سنرحب بها في اي وقت.
ومن هنا نشكر الجامعة العربية على جهدها وعلى مبادرتها وعملها، فقد أرسلنا لهم رئيس اللجنة الطبية (الدكتور عبد الله البشير) قبل عدة أيام، وقدم لهم كل الوثائق اللازمة. ونحن -كما قلت- بانتظار اللجنة، أو اللجان التي ستأتي من أجل التحقيق، سواء في البحث عن آثار، أو حتى في حالة فتح القبر، نحن نعتقد أن فتح القبر لا يتعارض أبدا مع الشريعة الإسلامية، إذا لزم الأمر، إذا كان هناك ضرورة، وهناك ضرورة، ونحن مع أن يفتح القبر؛ لكي نصل إلى الحقيقة، ونشكركم، ونشكر الجامعة العربية على جهودها التي تقوم بها.
كما قلت في بداية حديثي: نحن حاولنا، وحاول معنا الأردن الشقيق بجدية أن نصل للمفاوضات من خلال بندين أساسيين مع الحكومة الإسرائيلية، وهما: وقف النشاطات الاستيطانية، والقبول بحدود (1967)؛ ولكن الجهود الأردنية التي بذلت بشكل حثيث وبشكل مخلص، لم تستطع أن تقنع الإسرائيليين بذلك، حتى إننا طلبنا منهم، طلبنا منهم أن يطلقوا سراح هؤلاء الأسرى؛ لأنه تعرفون أن الأسير بالنسبة لنا إنسان عزيز، ويجب أن نبذل الغالي والرخيص من أجل إطلاق سراحه. طلبت منهم أن يطلقوا سراحهم، ولا مانع لدي من لقاء رئيس الوزراء، ولكن حتى هذا الطلب رفضوه بشكل أو بآخر. لا أقول رفضوه بشكل مطلق، ولكن رفضوه بشكل أو بآخر لأنهم لا يريدون أن يوافقوا عليه وأقول بصراحة: هم يريدون هذا الطلب من أجل أن لا نذهب إلى الأمم المتحدة. طبعا، نحن أكدنا أن هذه مسألة، وتلك مسالة أخرى، مسألة الذهاب إلى الأمم المتحدة لن نساوم عليها، ولن نقبل من الإسرائيليين أن يضعوا شروطًا علينا، وأن يمنعونا من الذهاب إلى الأمم المتحدة، طبعا لا بد أنكم سمعتم أو ستقرؤون الرسائل التي يوجهها السيد أفجدور ليبرمان إلى دول أوروبية، وغير الدول الأوربية، لكن وصلت آخر رسالة ليقول فيها: لابد من اغتيال فلان الفلاني أو محاصرته، طبعا، هو يستطيع بكل بساطة أن يغتال؛ لأننا نحن تحت الاحتلال، يعني نحن لسنا دولة مستقلة، نحن لسنا دولة محصنة، نحن لسنا قادرين على ان نحمي أنفسنا، يستطيع أن يفعل ما يريد، لكن هذا عمل غوغائي، هذا عمل جنجستر، هذا عمل ليست دولة؛ وإنما عصابات، وإذا أراد أن يعمل شيئًا فأهلا وسهلا به، هناك من سيتأتي مكاني، هناك في الشعب الفلسطيني (8000.000) يستطيعون ،ن يحلوا محل أي واحد، لا يوجد شخص في هذا الكون لا يمكن الاستغناء عنه.
النقطة الأخيرة التي أريد أن أتحدث عنها هي: إننا بدا لدينا حراك شعبي بدا، وهذا الحراك الشعبي تمثل بمظاهرات سلمية بطبيعة الحال، وشديدة بأحوال أخرى، ولكن هذا الحراك يطالب بأمرين اثنين، وكلا الأمرين حق:
يطالبون بتخفيض الأسعار لأن الأسعار ترتفع، ونحن ليس لدينا إمكانية لعمل تغطية، أو حماية للأسعار. وفي نفس الوقت يطالبون باستلام الرواتب كاملة في كل شهر، لأنهم هذا الشهر لم يستلموا الرواتب.
أنا اعتقد أن مثل هذه المطالب حق وأي شعب يستطيع، إذا ووجه بمثل هذه الظروف الصعبة، أن يطالب وأن يتظاهر، وأن يعلن عن موقفه؛ لأن الجوع كافر، الجوع كافر، ومن حق الناس أن تطالب بلقمة العيش، المظاهرات بدأت، والحراك بدأ، والربيع الفلسطيني بدأ، ونحن مع ما يقوله الشعب وما يريده الشعب.
وشكرا لكم.
خطاب محمود عباس أمام الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك 27 أيلول2012
السيد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة،
السادة رؤساء الوفود،
السيدات والسادة،
أود في البداية أن أعبر عن التقدير لرؤساء وفود الدول الأعضاء الذين شددوا في كلماتهم على ضرورة التقدم نحو تحقيق السلام العادل في منطقتنا بما يؤمن للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية الثابتة.
السيدات والسادة،
لقد أكدت أحداث العام الماضي صحة ما لم نتوقف لحظة عن الإشارة إليه والتحذير من خطورته الكارثية ألا وهو الاستيطان العنصري الإسرائيلي لبلادنا.
وخلال الشهور الماضية أصبحت اعتداءات الميليشيات الإرهابية للمستوطنين واقعا يوميا إذ بلغ عددها منذ مطلع العام الحالي 535 اعتداء، وبتنا أمام موجات لا تتوقف من الاعتداءات التي تستهدف مواطنينا ومساجدنا وكنائسنا وأديرتنا وبيوتنا ومدارسنا، وتصب حقدها ضد الأشجار والحقول والمزروعات والممتلكات، وأصبح مواطنونا أهدافا ثابتة لأعمال القتل والتنكيل وسط تواطؤ تام من قبل جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية.
ولم يكن تصعيد المستوطنين لاعتداءاتهم ولا يجب أن يكون أمرا مفاجئا لأحد، فهو نتاج طبيعي لاستمرار الاحتلال ولسياسة حكومية تعتبر تشجيع الاستيطان والمستوطنين وإرضاءهم أولويتها المطلقة، وهو وليد شرعي لمناخ عنصري تغذيه ثقافة التحريض في المناهج الدراسية الإسرائيلية، وفتاوى المتطرفين المشبعة بالكراهية، وترسخه سلسلة من القوانين التمييزية ضد الفلسطينيين تم سنها واقتراحها خلال السنوات الماضية، وأجهزة أمن ومحاكم تجد الأعذار لجرائم المستوطنين وتسارع لإطلاق سراحهم إن صدف واعتقل أحد منهم، ولجان تحقيق رسمية وعسكرية تخترع المبررات لجنود أقدموا على ما يعتبر جرائم حرب واضحة ومارسوا القتل والتعذيب والتنكيل بمواطنين مسالمين.
وخلال عام مضى منذ انعقاد الدورة السابقة للجمعية العامة واصلت سلطات الاحتلال حملتها الاستيطانية مركزة على القدس ومحيطها، حملة تستهدف تغيير الطابع التاريخي والمشهد البهي والمحفور في أذهان البشرية للمدينة المقدسة، وتمارس تطهيرا عرقيا بحق المواطنين الفلسطينيين بهدم البيوت ومنع البناء ومصادرة الهويات والحرمان من الخدمات الأساسية خاصة في مجال الأبنية المدرسية، وإغلاق المؤسسات وإفقار المجتمع المقدسي عبر حصار الحواجز والجدران الذي يخنق المدينة ويمنع ملايين الفلسطينيين من الوصول الحر إلى مساجدها وكنائسها وإلى مدارسها ومستشفياتها وأسواقها.
كما واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعمال البناء الاستيطاني في مناطق مختلفة في الضفة، وواصلت فرض حصارها الخانق وغاراتها واعتداءاتها على أبناء شعبنا في قطاع غزة الذي ما زال يعاني إلى الآن من الآثار الكارثية للحرب العدوانية المدمرة التي شنت عليه منذ سنوات، وتواصل أيضا اعتقال نحو خمسة آلاف من أسرى الحرية الفلسطينيين في سجونها.
ونحن في هذا المجال ندعو المجتمع الدولي لإلزام الحكومة الإسرائيلية باحترام اتفاقيات جنيف، والتحقيق في ظروف اعتقال الأسرى الذين نشدد على ضرورة الإفراج عنهم وهم جنود شعبهم في نضاله من أجل الحرية والاستقلال والسلام.
ومن جانب آخر، واصلت سلطات الاحتلال تشديد الحصار وفرض القيود الصارمة على التنقل، ومنع السلطة الفلسطينية من تنفيذ مشاريع البنية التحتية وتقديم الخدمات للمواطنين الذين يمنعون من زراعة أراضيهم ويحرمون من مياه الري، كما تقوم بمنع إقامة المشاريع الزراعية والصناعية والسياحية والإسكانية من قبل القطاع الخاص في مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية المصنفة كمناطق خاضعة للسيطرة المطلقة للاحتلال والتي تبلغ مساحتها نحو 60% من أراضي الضفة، بل إن الاحتلال يعمد إلى هدم ما تبنيه السلطة من مشاريع ممولة من الأشقاء والأصدقاء، ويخرب ما تشقه السلطة الفلسطينية من طرق ويهدم البيوت البسيطة للمواطنين والمنشآت الزراعية، حيث أقدمت سلطات الاحتلال خلال الشهور الاثني عشر الماضية على هدم 510 منشآت فلسطينية في هذه المناطق وتشريد 770 مواطنا من أماكن إقامتهم. وهي إجراءات تلحق أكبر الضرر باقتصادنا وتعرقل البرامج التنموية للسلطة ونشاط القطاع الخاص، وتزيد من المصاعب المعيشية لمواطنينا كما أكدت المؤسسات المالية الدولية.
إن مجمل السياسة الإسرائيلية يصب في المحصلة في إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وإفشالها في القيام بمهامها ووظائفها وتنفيذ التزاماتها وهو ما يهدد بتقويض وجودها أو إنهائها.
ويجرى ذلك كله في إطار خطاب سياسي إسرائيلي لا يتردد في إبراز المواقف العدوانية المتطرفة، خطاب يقود في كثير من جوانبه وفي تطبيقاته العملية إلى مهاوي الصراع الديني، وهو ما نرفضه بحزم انطلاقا من مبادئنا وقناعاتنا، ولإدراكنا لما يعنيه من إذكاء للنار في منطقة بالغة الحساسية ومليئة بنقاط التفجر الساخنة، ولما يقدمه من وقود للمتطرفين من مختلف الجهات خاصة أولئك الذين يحاولون استخدام الأديان السماوية السمحة كمبرر أيديولوجي لإرهابهم.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد قمنا من جانبنا وكدلالة على الجدية وإثباتا للنية الصادقة في فتح كوة في الطريق المسدود بإجراء محادثات استكشافية مع الحكومة الإسرائيلية في مطلع هذا العام بمبادرة من المملكة الأردنية الشقيقة، كما أننا شجعنا دولا عدة أبدت رغبة في الإسهام بجهودها لكسر حلقة الاستعصاء، وبادرنا من جهتنا بطرح عدة مبادرات لخلق ظروف مواتية لاستئناف المفاوضات، غير أن النتيجة لكل هذه المبادرات كانت وللأسف سلبية جدا.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لا توجد إلا قراءة واحدة لما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من ممارسات على أرضنا ولما تقدمه لنا من مواقف حول مضمون اتفاق الوضع الدائم لإنهاء الصراع وتحقيق السلام، قراءة واحدة تقود إلى نتيجة واحدة هي أن الحكومة الإسرائيلية ترفض حل الدولتين.
لقد مثل حل الدولتين، أي إقامة دولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل روح وجوهر المصالحة التاريخية التي إقترحها اتفاق أوسلو لإعلان المبادئ الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل قبل 19 عاما تحت رعاية الولايات المتحدة في حديقة البيت الأبيض، مصالحة قبل فيها الشعب الفلسطيني أن يقيم دولته على 22 % من أراضي فلسطين التاريخية من أجل صنع السلام.
وقد شهدت السنوات الأخيرة تسارعا وتكثيفا ممنهجا للخطوات الإسرائيلية الهادفة لتفريغ هذا الاتفاق (اوسلو) من محتواه، ولبناء وقائع على الأرض الفلسطينية المحتلة تجعل من تنفيذه أمراً بالغ الصعوبة أن لم يكن مستحيلا.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن الحكومة الإسرائيلية تريد مواصلة احتلالها للقدس الشرقية، وضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية إليها، ومواصلة احتلال نسبة كبيرة أخرى تحت مسميات مختلفة، وترفض البحث الجدي في قضية اللاجئين الفلسطينيين وتريد مواصلة احتلال أحواض المياه الفلسطينية، وتريد مواصلة سيطرتها على أخصب أراضينا الزراعية وعلى أجوائنا وهوائنا وحدودنا ومياهنا وكل حياتنا.
إن الخارطة والحدود النهائية التي يمكن رسمها وفقاً لهذه المواقف الرسمية الإسرائيلية ستظهر لنا الآتي:
معازل فلسطينية صغيرة محاصرة بالكتل الاستيطانية الضخمة وبالجدران والحواجز والمناطق الأمنية الواسعة والطرق المخصصة للمستوطنين، وستكون بالتالي خاضعة للهيمنة الكاملة لاحتلال عسكري استيطاني يعاد إنتاجه بمسميات جديدة، كالخطة أحادية الجانب لإقامة ما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة، وهذا المشروع نرفضه رفضا قاطعا من الألف إلى الياء لأنه لن يأتي بالسلام.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن إسرائيل ترفض إنهاء الاحتلال، وترفض أن يحصل الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله، وترفض قيام دولة فلسطين.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن إسرائيل تعد الشعب الفلسطيني بنكبة جديدة، تعد الشعب الفلسطيني بنكبة جديدة.
السيدات والسادة،
إنني أتحدث باسم شعب غاضب، شعب يشعر أنه في حين يطالب بحقه في الحرية ويتبنى ثقافة السلام ويتمسك بمواثيق وقوانين وقرارات الشرعية الدولية، تستمر سياسة إغداق المكافآت على إسرائيل التي تتبنى حكومتها سياسة الحرب والاحتلال والاستيطان، ويجري السماح لها بالإفلات من المحاسبة والعقاب، ويعرقل البعض، ويعرقل البعض اتخاذ موقف حاسم تجاه انتهاكاتها للمواثيق والقانون الدولي، إن هذا يمثل في واقع الأمر رخصة للاحتلال ليواصل سياسة الاستئصال والتطهير العرقي وتشجيعا له ليعزز نظام الأبرتهايد ضد الشعب الفلسطيني.
السيدات والسادة،
رغم كل ما نشعر به من غضب نؤكد باسم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، الذي لا يقبل القسمة على اثنين ولن نقبل تقسيمه على إثنين، منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبدون تردد، أننا متمسكون بهدف السلام وبالشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها قدر تمسكنا بحقوقنا الوطنية الثابتة، ومتمسكون بنبذ العنف ورفض الإرهاب بجميع أشكاله وخاصة إرهاب الدولة.
ورغم ما نشعر به من خيبة أمل نواصل مد أيادينا صادقين إلى الشعب الإسرائيلي من أجل صنع السلام، فنحن ندرك أنه وفي نهاية المطاف لا بد أن يعيش ويتعايش الشعبان كل في دولته فوق الأرض المقدسة، وندرك أن التقدم نحو صنع السلام يتم عبر المفاوضات بين منظمة التحرير وإسرائيل.
ورغم كل تعقيدات الواقع وإحباطاته نقول إنه ما زالت أمام العالم فرصة ربما ستكون الأخيرة وهي الأخيرة فعلا لإنقاذ حل الدولتين، ولإنقاذ السلام.
غير أن هذه المهمة الملحة يجب أن تتم عبر مقاربة جديدة. إن من سيسارع لنصحنا بتكرار تجربة ثبت عقمها بالتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية عليه أن يدرك أن مفاوضات بلا مرجعية واضحة تعني استنساخا للفشل وغطاء لتعزيز الاحتلال، وإجهازا على عملية سلام تحتضر. وكل من سينصحنا أيضا بالانتظار والتأخير عليه أن يدرك أن الواقع الملتهب في بلادنا ومنطقتنا له توقيته الخاص ولا يحتمل مزيدا من التسويف والتأجيل، ولا موقعا متأخرا في جدول أعمال العالم.
إن المقاربة المطلوبة لإنقاذ فرصة السلام تفترض بادئ ذي بدء أن الاحتلال الإسرائيلي العنصري يجب أن يدان وأن يعاقب وأن يقاطع من أجل أن ينتهي وأن يرحل، وهذه المقاربة تتطلب أيضا أن يتم تكريس واعتماد مرجعيات وأسس الحل للصراع، المقرة جميعها من قبلكم.
إن مكونات الحل العادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا تحتاج جهدا لاكتشافها بل تحتاج إرادة لتبنيها، ولا تتطلب مفاوضات ماراثونية لتحديدها بل تتطلب نية صادقة مخلصة للتوصل إلى السلام، وهي ليست لغزا خفيا ولا أحجية مستعصية بل هي أكثر الأسرار وضوحا وشيوعا في العالم.
إنها تشمل باختصار إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية فوق كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لقضيةِ اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية.
إن المكونات الجوهرية لحل الصراع موجودة في وثائق وقرارات الأمم المتحدة كلها موجودة لديكم، وفي قرارات المنظمات الإقليمية ابتداء من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز والاتحاد الإفريقي وموجودة في بيانات الاتحاد الأوروبي وصولا إلى الرباعية الدولية، لكن ما الفائدة من كل هذه المرجعيات إذا كانت إسرائيل ترفض وتشجع على الرفض من قبل الآخرين.
إن المجتمع الدولي مجسدا في الأمم المتحدة مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته، إن مجلس الأمن الدولي مطالب بسرعة بإصدار قرار يتضمن ركائز وأسس حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ليكون مرجعية أخرى ملزمة ومرشدا للجميع إذا أردنا لرؤية حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، أن تصمد، وللسلام أن يسود في أرض السلام، مهد المسيح عليه السلام ومسرى النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ومثوى سيدنا إبراهيم عليه السلام، أرض الديانات السماوية الثلاث.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة هو قبل كل شيء وبعد كل شيء حق مقدس للشعب الفلسطيني، واستحقاق واجب الأداء منذ عقود طويلة، وهو ليس منه من أحد ولا منحة من أحد فهو حق، والشعب الفلسطيني من حقه أن يحصل على هذا الحق.
وفي الوقت نفسه فإن السلطة الفلسطينية أكدت من خلال تنفيذ برنامج بناء مؤسسات الدولة القدرة على صياغة نموذج متقدم لدولة عصرية فعالة، عبر تطوير أداء مؤسساتها ودوائرها، وإدارة المال العام باعتماد معايير متقدمة، واعتماد الشفافية والمساءلة الحازمة، وقواعد الحكم الرشيد.
إن هذه الإنجازات اعتبرتها لجنة تنسيق المساعدات الدولية للشعب الفلسطيني (AHLC) والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تجربة مبهرة وقصة نجاح أشادت مجددا بها في أحدث تقاريرها خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدة الجاهزية التامة للسلطة الفلسطينية للتحول إلى دولة مستقلة، أن الاحتلال الإسرائيلي يبقى العائق الوحيد أمام قيام دولة فلسطين.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
عندما تقدمنا قبل عام خلال الدورة السابقة للجمعية العامة بطلب إلى مجلس الأمن الدولي كي تتبوأ دولة فلسطين مكانها المستحق بين أمم العالم كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة أثيرت ضجة عدائية كبرى من قبل البعض ضد خطوة سياسية ودبلوماسية سلمية بامتياز هدفت إلى إنقاذ عملية السلام بتكريس قواعدها وأسسها، ولكن تم إحباط مسعانا رغم أن الغالبية الساحقة من دول العالم أيدت وتؤيد مطلبنا، وبصراحة لا أجد سببا واحدا لرفض ذلك الطلب.
وعندما أتيح لدول العالم أن تعلن موقفها بعيدا عن أي قيود أو zzz*zفيتوzzz*z في الخريف الماضي فقد صوتت وبقوة ورغم الضغوط الهائلة لصالح قبول فلسطين، عضوا في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
وها قد مر عام وفلسطين، وطن محمود درويش ووطن إدوارد سعيد، تمارس دورها في اليونسكو بمسؤولية ومهنية عالية، وتلتزم بالمواثيق الدولية، وتتعاون مع جميع الدول الأعضاء من أجل تحقيق أهداف المنظمة، وتقدم نموذجا لما سيكون عليه إسهامها الإيجابي البناء في المنظمات الأممية.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
من أجل تعزيز فرص السلام سنواصل مساعينا للحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وللهدف نفسه فقد بدأنا مشاورات مكثفة مع مختلف المنظمات الإقليمية والدول الأعضاء كي تعتمد الجمعية العامة قرارا يعتبر دولة فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة خلال هذه الدورة، ونحن على ثقة أن الغالبية الساحقة من دول العالم تؤيد مسعانا حرصا على تعزيز فرص السلام العادل.
ونحن في مسعانا هذا لا نهدف إلى نزع الشرعية عن دولة قائمة هي إسرائيل بل إلى تكريس دولة يجب أن تقام، هي فلسطين، وبصراحة لسنا نحن الذين نسعى لنزع الشرعية عنهم بل هم الذين يريدون أن يمنعوا الشرعية عنا.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
لقد مر 64 عاما على النكبة، وتوفيت نسبة كبيرة من الذين كانوا ضحايا مباشرين لها وشهدوا وقائعها الرهيبة، ماتوا وهم يصونون في ذاكرتهم وفي قلوبهم الذكريات الحميمة عن عالمهم الجميل الذي دمر، وبيوتهم الدافئة التي هدمت، وقراهم الوادعة التي محيت عن الوجود، وعن نهضة حواضرهم التي قوضت، وعن الأحباء والأعزاء من الرجال والنساء والأطفال الذين قتلوا في الحروب والمجازر والاعتداءات والغارات والاجتياحات، وعن بلاد جميلة كانت منارة للتعايش والتسامح والتقدم وتلاحق الحضارات، ماتوا في مخيمات التشريد واللجوء التي طردوا إليها بعد اقتلاعهم من أرضهم وهم ينتظرون لحظة يستأنفون فيها حياة توقفت، ويكملون فيها رحلة تقطعت، ويرممون أحلاما تكسرت، ماتوا وهم يتمسكون بحقهم الإنساني المشروع في العدل والحرية وبتصحيح الظلم التاريخي غير المسبوق الذي ارتكب بحقهم. ألم يحن الوقت لرفع الظلم أيها السادة؟.
والآن فان 77 % من أبناء الشعب الفلسطيني تقل أعمارهم عن 35 عاما، هم لم يخبروا فظائع النكبة، ولكنهم يعرفون تفاصيل وقائعها الرهيبة جيدا من روايات الآباء والأجداد، وهم يعانون آثارها المستمرة حتى الآن وكل يوم من خلال ممارسات الاحتلال والمستوطنين فوق أرض تضيق بهم، وقبالة أفق ينسد أمام أحلامهم العادية البسيطة، وإذ يرون وطنهم وحاضرهم ومستقبلهم عرضة للاستلاب، فإنهم يقولون بحزم وبحسم: لن نسمح بوقوع نكبة جديدة.
السيدات والسادة،
أقول لكم إن الشعب الفلسطيني الشجاع لن يسمح بأن يكون ضحية نكبة جديدة، لن نسمح سنبقى في أرضنا. إن شعبي سيواصل ملحمة صموده وبقائه الأبدي فوق أرضه الطيبة التي يحمل كل شبر فيها شواهد ومعالم تنطق بعلاقاته المتفردة والمتجذرة بها عبر التاريخ القديم، فلا وطن لنا إلا فلسطين، ولا أرض لنا إلا فلسطين، ولن نقبل بغيرها بديلا، إن شعبنا سيواصل بناء مؤسسات دولته، وسيواصل الجهد لتحقيق المصالحة الوطنية لاستعادة وحدة الوطن والشعب والمؤسسات، عبر الاحتكام إلى صناديق الاقتراع لتكريس الخيار الديمقراطي التعددي كما أن شعبنا مصمم على مواصلة المقاومة الشعبية السلمية، المقاومة الشعبية السلمية المتوافقة مع القانون الإنساني الدولي ضد الاحتلال وضد والاستيطان ومن أجل الحرية والاستقلال والسلام.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
امنعوا وقوع نكبة جديدة في الأرض المقدسة
ادعموا إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة الآن
ولينتصر السلام قبل فوات الأوان.
كلمة السيد الرئيس محمود عباس في الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في 11/11/2012 في رام الله
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}
صدق الله العظيم
يا أبناء شعبنا الفلسطيني يا أبناء أمتنا العربية،،،
ويا أحرار العالم،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ثماني سنوات مرت على رحيل الأخ أبو عمار، ولا زال حيا بيننا لم يغيبه الموت، فهو قضية شعب بأسره، نذر حياته من أجل رفع الظلم والمعاناة عنه، وقاد ثورة في ظل أصعب الظروف الإقليمية والدولية أعادت عقارب الساعة إلى الوراء، فلم تعد فلسطين بعد انطلاق الثورة التي فجرتها حركة فتح عام 1965، مجرد قضية لاجئين، بل فرضها وكرسها ياسر عرفات وإخوانه وأخواته عبر الكفاح والقتال على الأرض مترافقا مع الحركة السياسية على مستوى العالم، كقضية شعب حي يناضل من أجل إنهاء الاحتلال لأرضه، وممارسة حقه كبقية شعوب الأرض في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
منذ عام 1965 جلدنا وانتقدنا ووصفنا بالخونة، وقال الأمين العام المساعد العسكري لجامعة الدول العربية وقتها zzz*zاقتلوهم، هؤلاء خونة وخارجون عن إجماع الأمة، هؤلاء عملاء الاستعمار يخربون مخططاتناzzz*z ومنذ يومها إلى اليوم تصيبنا هذه الانتقادات اللاذعة.
تملَّك حلم الهوية والحرية والاستقلال شهيدنا ياسر عرفات منذ شبابه المبكر، مدركا أهمية استقلال القرار الفلسطيني، وتوحيدَ الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، وتحصينَ الوحدة ببناء المؤسسات الديمقراطية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت البيت المعنوي لكل فلسطيني، وممثله الشرعي والوحيد. ونؤكد أنه لا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير الفلسطينية ووحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني. ما قضى من أجله عرفات ، نحن قدمنا آلاف الشهداء باسم القرار الوطني المستقل وباسم وحدة المنظمة لن نسمح بتقسيم التمثيل الفلسطيني وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء السلطة هي ممثلة شعبنا وعلى الجميع أن يفهم أن هذا لعب بالنار لن نسمح به.
نستذكر اليوم ياسر عرفات، مفجر ثورتنا، وقائد مسيرتنا، ونجدد له ولكل شهدائنا العهد، بأن نواصل المسيرة بدون كلل أو ملل، ورغم كل المصاعب والضغوط، حتى نصل إلى تحقيق حلمه وحلمهم في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الضغوط لم تتوقف وهي لا تحملها إلا الجبال لكننا جبال سنحملها.
أيتها الأخوات.. أيها الإخوة،،،
منذ رحيل الأخ أبو عمار المفاجئ والغامض قبل ثماني سنوات، لم نألُ جهداً للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة، فشكّلنا لجاناً لم يتوقف عملها طيلة هذه السنوات، تتعاطى بكل الجدية والمسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والهامة جداً لنا، ولذلك فقد أولينا اهتمامنا لما صدر عن المعهد السويسري، وأجرينا اتصالات مع الجانب الفرنسي، ويجري التنسيق التام في هذه الأيام ما بيننا وبين محققين فرنسيين والخبراء السويسريين والروس لفتح الضريح على أمل أن تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة، سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية. كما فعلت قناة الجزيرة.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،،،
على نهج ياسر عرفات وتمسكه بالثوابت الوطنية، نواصل في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وحركة zzz*zفتحzzz*z مسيرتنا، فنحن متمسكون بالوحدة الوطنية وبإنهاء الانقسام وبالعودة إلى الشعب ليمارس حقه الديمقراطي في انتخابات حرة ونزيهة للرئاسة وللمجلس التشريعي وللمجلس الوطني، وما الانتخابات البلدية الناجحة التي جرت مؤخراً، سوى مقدمة لإنجاز هذا الاستحقاق بإذن الله، لم تحصل في مكان ما انتخابات تتمتع بالنزاهة والشفافية كما حصل عندنا وستتواصل جهودنا للحفاظ على أمن المواطن، وبذل كل ما نستطيع لتوفير سُبل العيش الكريم له، داخل الوطن وفي أماكن اللجوء، إضافة إلى حرصنا الشديد على تجنيب أبناء شعبنا في الدول العربية التي شهدت وتشهد حراكاً، من الإنجرار إلى الصراعات الداخلية، مع احترامنا لخيارات الشعوب العربية. وهذه السياسة انتهجناها منذ ما سمي بالربيع العربي نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية نقول للشعوب أنتم أحرار نحن معكم للوصول إلى الديمقراطية والتعددية وغير ذلك لكن لا نتدخل بشؤونكم الداخلية.
لقد رسخت حكومتنا على أرض الواقع توجهاتنا في الإعداد الجيد لبناء مؤسسات الدولة، ووسعنا دائرة علاقاتنا الدولية، وأحرج نهجنا وخطابنا السياسي القادة الإسرائيليين ودفعهم لاتهامنا بشن ما أسموه إرهابا دبلوماسيا، أو بأننا العقبة الأساس أمام مخططاتهم، وسيظل ردنا على ذلك بأننا مستمرون في الدفاع عن حقوقنا المشروعة متمسكون بثوابتنا الوطنية وبكل ذرة تراب من أرضنا، وعلى الأخص قدسنا الشريف عاصمتنا الأبدية رغم ما يقومون به من استيطان غير مسبوق لتهويدها، الاستيطان غير شرعي من البداية للنهاية وهو باطل وما يعانيه أقصانا من مخاطر جدية، وما يتعرض له أهلها مسيحيين ومسلمين من ضغوط، لإجبارهم بشتى الوسائل والأساليب العنصرية على الهجرة.
كما أن قضية أسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية هي شغلنا الشاغل، وأعدهم وأكرر الوعد بمواصلة بذل أقصى الجهود وعلى المستويات كافة من أجل التسريع في إطلاق سراحهم، وبخاصة الأسرى قبل عام 1993.
إن المقاومة الشعبية السلمية هي حق لنا وهي واجب تمليه ظروف شعبنا ونضاله الراهن.. وهي تأكيد على حيوية شعبنا وإصراره على حقوقه، ولذا فإن عيد الاستقلال لا بد أن يكون يوماً نجسد فيه سيادتنا الفعلية على أرضنا وبأسلوب سلمي وحضاري، وبما يشمل كل فئات شعبنا وقواه وأرجاء وطننا بأسره. وبهذه المناسبة نبعث التحية للوفود القادمة من أقصى الدنيا عربا وغير عرب من أميركا واليابان سيحضرون هنا ونحييهم ونشكرهم على هذه اللفتة.
وحتى لا نخضع للمزاودات نحن اتفقنا في يناير (كانون الثاني) الماضي في اتفاق الدوحة والقاهرة بحضور 36 قائدا وأمين عام وأعضاء اللجنة التنفيذية واتخذت القرارات التالية مع خالد مشعل: دولة على حدود 1967 وهي الطريق للمفاوضات والوسيلة هي المقاومة الشعبية، إضافة إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، ولم تنفذ والسبب أن لجنة الانتخابات ذهبت إلى غزة واستمرت شهرا ونيف ثم جاءت حماس وأبلغت اللجنة أن عليكم الرحيل دون إبداء الأسباب.
المصالحة تبدأ بالانتخابات ومن لديه نوايا حسنة للمصالحة يبدأ بالانتخابات لكنهم يقولون إن الانتخابات ستزور، إذا حصلت الانتخابات أهلا وسهلا وإذاا لم يريدوا فالشعب سوف يحاسبهم.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،،،
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات،،،
نستذكر القائد الخالد فينا ياسر عرفات، ونستذكر شجاعته السياسية، فمنذ برنامج النقاط العشر عام 1974، إلى إعلان الاستقلال وهجوم السلام في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، والذي يتضمن القبول بالقرار 242 و338 بناء الدولة على الأراضي المحتلة التي ستنسحب منها اسرائيل وهذه القرارات كانت بالإجماع وأخشى أن يكون القادة تناسوا ذلك حسب معطيات الظروف التي يعيشون فاتفاق أوسلو عام 1993، اعتمدنا إستراتيجية تسوية الصراع مع إسرائيل لتحقيق العدالة الممكنة والمتوافقة مع الشرعية الدولية، عبر المفاوضات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967 وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقعنا في سبيل الوصول إلى هذا الحل على اتفاقيات واضحة مع الجانب الإسرائيلي، ولكن سرعان ما اصطدمت كل المحاولات الجادة من قبل الأخ أبو عمار ومن قبلنا فيما بعد بالتعنت الإسرائيلي، عبر مواصلة الاستيطان وعدم الالتزام بمرجعيات عملية السلام كافة، حيث وضع الإسرائيليون العقبات، معتمدين على القوة، وعلى ازدواجية المعايير لدى بعض القوى العظمى، مما جعل المفاوضات بيننا وبينهم تدور في حلقة مفرغة، ففشلت كل الجهود الدولية، كما فشلت كل أشكال التفاوض، ذلك لأنهم استمروا في الاستيطان، وبدأوا يجاهرون باعتبار الضفة الغربية أرضاً متنازعاً عليها وليست أرضاً محتلة. هنا المشكلة الأساسية إسرائيل تريد اعتبار أراضي الضفة متنازع عليها ونحن نقول إنها أراض محتلة.
لم يعد أمامنا لمواجهة الهجمة الاستيطانية وإنقاذ حل الدولتين، سوى التوجه إلى المؤسسة الدولية التي قامت من أجل حفظ الأمن والسلام الدوليين ومنع الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، فتقدمنا بطلبنا لمجلس الأمن في العام الماضي لنيل الاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، كحقٍ مشروعٍ لنا، تكفله القوانين الدولية، وهذه المنظمة هي نفسها التي قررت عام 1947 إقامة دولتين، غير أن ضغوطاً دولية حالت دون الحصول على هذا الحق، منذ العام 1965 ونحن نعاني وننتظر فأبقينا طلبنا قائماً لدى الأمين العام للأمم المتحدة، وقررنا السعي للحصول على اعتراف تتيحه آليات وأنظمة الأمم المتحدة، وهو رفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو في الجمعية العامة، لها حدود معترف بها وهي حدود عام 1967، ولكنها تخضع لاحتلال دولة أخرى. ويجب أن يبقى في الذهن قضايا المرحلة النهائية وهي اللاجئين والحدود والقدس والأمن والمياه وغيرها التي لا بد أن تحل بشكل كامل عبر المفاوضات. نحن ذاهبون للحصول على صفة دولة غير عضو ولا يوجد مثلنا إلا الفاتيكان وهو برغبته طلب ذلك، لكننا نحن رغم أنفنا قلنا نحصل على دولة غير عضو وبذلك نصبح أرض دولة محتلة تنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة، لكن هذا القرار لن يعطينا الدولة المستقلة.نحن نعرف أننا لا بد أن نتفاوض لكن الحصول على صفة الدولة يرعب الآخرين.
إن ردود الفعلِ الهستيرية الإسرائيلية على توجهنا هذا سببه تمسكهم باستمرار الاحتلال، والضغوط التي تمارس علينا هذه الأيام من أطراف عديدة تهدف إلى التراجع عن هذا المطلب الحق، ولكننا لن نتراجع، نحن ذاهبون في نوفمبر 2012 نقولها ونسأل كل من يتبنى الموقف الإسرائيلي: ألستم ضدَ الاستيطان؟ ألم تصوتوا في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار إسرائيل الأحادي بضم القدس؟ ألم تصوت الأمم المتحدة على القرار 194 الذي يضمن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم؟ ألستم من أيَّد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967؟ بماذا يضيركم انضمام فلسطين إلى مجتمع الأمم التي تحتكم إلى القانون الدولي؟ أسئلة أحيانا نجد لها أجوبة وكثيرا لا، لأن القرارات العليا تفرض أن لا تكون أجوبة.
نقول ذلك أيتها الأخوات والإخوة، لأننا لا نريد حقاً الصدام مع الولايات المتحدة الأميركية، فنحن نقدر ما قدمته من مساعدات هامة للسلطة الفلسطينية، ونعي تماماً أهمية الدور الأمريكي في أية عملية سلام ولذلك فإننا نريد أن يُفهم توجهنا للأمم المتحدة بأنه إنجاز للتقدم في عملية سلام تفاوضية على أسس ومرجعيات واضحة، وليس كما يرددون بأن هدفنا عزل دولة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، إسرائيل تقول إننا ذاهبون لنزع الشرعية عنها أو عزلها دوليا نحن لا نريد ذلك لكن نريد أن ننزع الشرعية عن الاستيطان وسياستها في أرضنا وإنما من حقنا أن ننزع الشرعية عن ممارساتها في أرضنا وأن نعزل سياسة الاحتلال دوليا.
نعلم أن المهمة صعبة، وأن التحديات كبيرة، ولكنها الكيلو متر الأخير في مسيرة الألف ميل التي بدأناها مع ياسر عرفات قبل خمسين عاماً. لا تتصورا حجم الضغوط التي نتعرض لها من كل فج يقولون إياكم والذهاب للأمم المتحدة أمريكا مستعدة لتقديم مشاريع للحل وعليكم بالصبر وإعطاء فرصة ولو قلنا نعم قالوا لبعد الانتخابات الإسرائيلية والخلاصة zzz*z بدنا نروحzzz*z.
أيتها الأخوات.. أيها الفلسطينيون في كل مكان،،،
أيها الأشقاء العرب.. أيها الأحرار والأصدقاء،،،
من حق شعبنا بعد عذاباته الطويلة والمريرة من الظلم الذي وقع عليه أن ينعم بالحرية، نحن آخر شعب تحت الاحتلال لماذا وهل هناك مبرر من حقه عليكم مؤازرته لإنهاء آخر وأطول احتلال في التاريخ الحديث، ومن حقه عليكم أن تنتهي معاناته وعذاباته جيلا بعد جيل في مخيمات اللجوء، وفي أرضه المحتلة وفي أماكن تواجده كافة.
وللإسرائيليين نقول: zzz*zأمنكم في السلام العادل معناzzz*z لأننا جادون إذا حصلنا على حقوقنا سنعيش معكم بأمان وسلام ولا تنسوا المبادرة العربية للسلام فنحن على أرضنا باقون، لا هجرة ولا نكبة جديدة. إن حل الدولتين بالكاد لا يزال متاحاً، فأوقفوا الاستيطان مقتل هذا الحل.
الشعب الإسرائيلي بمجمله يريد السلام وليس بالضرورة أن تتفوق الأغلبية على الأقلية، وهنا الدكتاتوريات.
الأخوات والإخوة،،،
أمام الاستحقاق المقدمون على الحصول عليه، إن شاء الله، علينا بالصبر وعدم الخوف والنتائج ستكون وخيمة إذا ترجمت الضغوط لكن الوطن أهم وبمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل الأخ والقائد الرمز أبو عمار، فإننا نجدد العهد ونكرر القسم، بأن نواصل المسيرة حتى النصر، لترتفع أعلام دولتنا المستقلة على أسوار القدس وكنائس ومساجد القدس، فالحب كل الحب، والوفاء كل الوفاء لك يا أبو عمار ولكل شهدائنا الأبرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري
القاهرة 12 . 11 . 2012
في أكثر من مناسبة كنا نتحدث أننا سنقدم الطلب للتصويت في هذه دورة الأمم المتحدة التي بدأت في أيلول سبتمبر وتستمر حتى تشرين الثاني نوفمبر، وكان الحديث في شهر نوفمبر ليكون الشهر الذي نتقدم به، لأن في 29 الشهر هو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وكان هناك توافقا كاملاً إلا نقدم الطلب قبل الانتخابات الأميركية ونحن ليس لدينا مانع، وقلنا الكلام هذا للأمريكان وقلناه في مناسبات مختلفة.
الآن بعد لقائي مع سيادة الأمين العام قبل حوالي أسبوع تحاورنا وتشاورنا متى نقدم الطلب، وبعد نقاش دام فترة من الزمن تم الاتفاق على أن يكون في يوم 29 تشرين ثاني/ نوفمبر، لذلك سنذهب لنقدم الطلب وسنطلب التصويت عليه في يوم 29 من نوفمبر الجاري.
جلنا كل العالم القارات الخمس، من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من تصويت دول العالم ونستطيع أن نطمأن أننا سنحصل على التصويت المناسب، في مختلف هذه الدول، قد تكون بعض الدول لا تريد أن تصوت لنا والبعض تقف على الحياد ولكن إن شاء الله هناك الأغلبية المطلوبة للتصويت ستكون لجانبنا، ونتمنى من مجلسكم أن يبارك هذه الخطوة وأن نذهب يوم 29 إلى الأمم المتحدة.
لا نريد أن نتصادم مع أحد لا مع أميركا أو إسرائيل، نحن نقول ذاهبون لنحصل على دولة مراقب، فإذا كان بالإمكان أن نبدأ حوارا في اليوم التالي للتوجه نحن مستعدون، ونحن مستعدون لبدء مفاوضات في اليوم التالي، لأن هناك لبسا في المسألة، البعض يقول إنكم تريدون الحصول على دولة مستقلة، الدولة المستقلة لا تأتي في الأمم المتحدة، نحن نحصل على دولة مراقب ونعرف أنفسنا أننا تحت احتلال، ولكن نريد أن نثبت أراضينا الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس لان إسرائيل لديها مفهوم آخر، وتقول إن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 أراض مختلف عليها أو متنازع عليها بمعنى أنها خاضعة للمفاوضات كم لنا وكم لكم، وإسرائيل مع الأسف تسارع لبناء المستوطنات وبالذات في القدس الشرقية، وأقول إنها غطت القدس الشرقية بالمستوطنات.
نريد أن يفهم العالم أن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 هي أراضي دولة محتلة، أو دولة تحت الاحتلال وان أي استيطان مهما كان من بدايته لنهايته محرم وتنطبق عليه المادة 49 من ميثاق جنيف.
نحن حاولنا منذ 4 سنوات أن نذهب لمفاوضات، ولكننا لم نتمكن ولم نحصل على أي إجابة من الجانب الإسرائيلي، وحاولنا أن نقرب أو نبعد، ولكن مع الأسف الشديد لم نصل إلى طريق.
الآن بدأوا يتحدثون لدينا انتخابات إسرائيلية، ما الذي يمنع، أو لدينا مشاريع نقدمها، قدموها بعد 29 نوفمبر، أما الحديث غدا في انتخابات في إسرائيل، هذه حجج نحن لا نقبل بها، وهناك من يقول ذهابنا للأمم المتحدة يقوي نتنياهو وهذا لا أساس له من الصحة.
ولذلك أتمنى مباركتكم في ذهابنا للأمم المتحدة بدعمكم ونريد مساعدتكم لدى دول كثيرة من دول العالم لكم علاقات معها بالتأكيد ستساعدوننا لنحصل على أكبر عدد ممكن من الأصوات، ولتكون خطوة للأمام وكما قلت نحن مستعدون للذهاب إلى مفاوضات في اليوم التالي إذا كانت حكومة إسرائيل مستعدة.
كلمة الرئيس محمود عباس أمام الاجتماع الطارئ للقيادة الفلسطينية رام الله
16/11/2012
في البداية؛ نترحم على أرواح شهدائنا في غزة، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، ومن هنا نبعث بتحية إلى أهلنا في غزة لصمودهم وثباتهم ووقوفهم أمام التصعيد الإسرائيلي المستنكر من قبل كل دول العالم، إسرائيل تصعد الآن بشكل ملفت للنظر وبشكل غير مسبوق، ولا ندري إلى أين تريد أن تتجه، منذ أن بدأت الاغتيالات شعرنا أن لديها مخططا وهذا المخطط هو ضرب أهلنا وضرب صمودهم في قطاع غزة وبطبيعة الحال ضرب كل المشروع الوطني الفلسطيني لأنها تريد أن تقضي عليه.
أجرينا منذ بدء العدوان اتصالات مع كل الجهات العربية والإقليمية والدولية وحذرنا من إقدام إسرائيل على ارتكاب مجازر جديدة ضد الشعب الفلسطيني، وبدأت المجازر ورأينا الأطفال (6 شهور) و (10 شهور) قتلوا بسبب العدوان والقصف الإسرائيلي.
وأمس طلبنا من الأمين العام للجامعة العربية لعقد اجتماع وغدا سيكون الاجتماع، وطلبنا منه أن يتوجه وفد من وزراء الخارجية إلى غزة ومعهم وزير خارجية فلسطين لمتابعة الأحداث على أرض الواقع، كما كنا في اتصال مباشر مع سيادة الرئيس محمد مرسي وتم الاتفاق على إرسال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لمتابعة الأحداث والعمل من أجل التهدئة بقدر ما يستطيع، إلى الآن لا نعرف ما الذي حصل بعد عودة الوفد ولكن ما نراه أن التصعيد وصل إلى أوجه سواء في غزة أو خارج غزة.
كذلك اتصلنا بالإدارة الأميركية والدول الأوروبية لحثها على العمل لوقف العدوان على غزة، اتصلنا بالأمين العام للأمم المتحدة، وسيأتي خلال 3 أيام ليرى على أرض الواقع ماذا يمكن أن يعمل، إذن الاتصالات مع الجميع على قدم وساق، وبطبيعة الحال عندما كنا في زيارة لأوروبا قطعناها لنكون لجانب شعبنا لمتابعة الأحداث.
يجب علينا أن نتصرف أن هذا العدوان علينا، على شعبنا الفلسطيني، لا أحد من حقه أن يقول على حماس أو الجهاد أو غيرها، العدوان على كل الشعب الفلسطيني، وعلينا نحن جميعا أن نقف يدا واحدة، وربما هذه الأيام تدفعنا بالضرورة لمزيد من الجهد من أجل الوحدة ومن أجل المصالحة، الآن أظن الوقت المناسب، الآن هي الفرصة لنجري المصالحة وبإذن الله سنجريها.
أنا حاولت الاتصال بالأخ خالد مشعل ولم يكن موجودا، ومنذ الصباح حاولت الاتصال مع الأخ إسماعيل هنية حتى أطمأن على الأوضاع ولم يكن متواجدا، حصل اتصال مع غازي حمد، وقال أي جهد يبذل في هذا الموضوع نحن سنكون معه ولجانبه، وبالتالي كل الجهود يجب أن تبذل لوقف هذا العدوان.
لا شك أن هذا العدوان إضافة للاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس كلها عناوين واحدة أن إسرائيل ترفض حقوقنا، ترفض سعينا من أجل الدولة الفلسطينية المستقلة، أعتقد أن إسرائيل ربما تفهم، وإن شاء الله تفهم، أن الأمن لا يأتي إلا بالسلام، إذا جاء السلام يكون هناك أمن واستقرار، لكن بدون السلام لا يمكن أحد أن يتمتع بالأمن في أي منطقة بالعالم، وكذلك إسرائيل وغيرها، إذن عليها أن تفهم هذه الأيام انه من الضروري جدا أن تعمل لوقف شلالات الدم وأن تقتنع بان السلام ضروري وأن السلام يعني أن يصل الشعب الفلسطيني لحقه بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
أحب أن أقول، كل ما يجري يأتي لعرقلة مساعينا للوصول إلى الأمم المتحدة، نحن ذاهبون للأمم المتحدة، لنصوت على قرار الدولة المراقب في 29 من هذا الشهر ولن يثنينا عن ذلك شيء، هناك اتصالات كثيرة عالمية وإقليمية من أجل تمديد أو تأجيل، ولكن نحن ملتزمون بقرار التوجه، وسيكون ذهابنا للأمم المتحدة، أيا كانت الظروف، للتصويت وليس لنقدم الطلب، نحن قدمنا الطلب وقدمنا مشروع وانتهى، ولا توجد دولة قدمت ملاحظة جوهرية واحدة على المشروع الذي قدمناه، إنما الكل يقول إنه مشروع بناء وممتاز ومشروع يستحق الاحترام، إذن نحن قدمناه لدول العالم وسنذهب لهذا الغرض.
نتمنى من العالم كله أن يتنبه مرة أخرى، منذ 64 عاما نطالب العالم أن يتنبه، أن هناك شعبا اسمه الشعب الفلسطيني وأنه يعيش تحت أطول احتلال في التاريخ، وأن الإذلال والقهر لا يمكن أن يستمر، أرجو أن يتنبهوا لهذا، ونرجو إسرائيل أن تفهم هذا وأن تعي أن السلام هو الأساس للوصول إلى علاقات طيبة طبيعية مع كل دول العالم.
هذا الاجتماع لن يكون الأخير، فلدينا اقتراح أن تشكل لجنة تستمر في متابعة ومراقبة كل الأحداث، لترى ماذا يمكن أن نعمل، نحن لا نقول شيء، نحن نعرف سياستنا التي رأيتموها أمس وأول أمس، وهذا السياسة التي نتبعها، إنما أي جديد الآن سيطرأ ستقرره هذه القيادة.
إذا هذه اللجنة التي نقترحها الآن، أو بعد ذهابكم ستكون هي التي تتابع كل هذه الأحداث، والتي ستقترح على القيادة ما تراه مناسبا.
نص كلمة الرئيس محمود عباس أمام مسيرة دعم وتأييد لتوجه سيادته للأمم المتحدة 25/11/2012
أيتها الأخوات،
أيها الأخوة،
بعد أخذٍ ورد وعراقيل هنا ومعوقات هناك، بعد نقاشات طويلةٍ مريرة استمرت سنتين كان القرار النهائي أن نذهب غداً إلى الأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة وهي الخطوة الأولى على طريق تحقيق كل حقوقنا الفلسطينية التي ثبتناها في قرارات المجالس الوطنية منذ عام (94) إلى يومنا هذا، وأقول لكم أيها الأخوة ما رأيكم أن تذهبوا معي جميعا إلى الأمم المتحدة.
صحيح أن العالم يسمعكم ويراكم لكن الصحيح أكثر أن تكونوا معنا تشدونا من أزرنا في الأمم المتحدة لكن أنفاسكم معنا آمالكم معنا طموحاتكم معنا سنحصل على الحق، أيها الأخوة والأخوات،،، نحن طالبنا بالسلام العادل السلام المبني على الحق السلام المبني على الشرعية الدولية السلام الذي يعطينا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وبدون هذا لا يوجد دولة ولا يوجد أمل على الإطلاق.
كما تعلمون أيها الإخوة إن ثوابتنا معروفة إنهاء الاحتلال وتقرير المصير والاستقلال الكامل الناجز تلك القضايا التي سنطرحها بعد ذلك لنبحثها بعد ذلك لنتمسك بها بعد ذلك ولكن قبل هذا وذلك لدينا قضية هامة قضية مصيرية قضية أساسية هي قضية الأسرى الذين نتمسك بالإفراج عنهم جميعا.
هذه الثوابت التي قضى من اجلها الآلاف قادة وكوادر وقيادات ومناضلين منذ عام (65) إلى يومنا هذا وعلى رأسهم (الشهيد ياسر عرفات)، ولذلك نحن ذاهبون إلى الأمم المتحدة بخطىً واثقة إنشاء الله يدعمنا كل محبين السلام كل الدول التي تتعاطف مع الشرعية الدولية كل الدول التي تؤمن بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وأطمئنكم هي دول كثيرة بإذن الله.
طبعاً تعلمون أن كل الأطياف السياسية الفلسطينية وأقول كلها دون استثناء، كلها دون استثناء تقف معكم و أمامكم وورائكم من اجل الذهاب إلى الأمم المتحدة من اجل تحقيق هذا الهدف الآن أيها الإخوة هذا الهدف سننجزه إنشاء الله خلال الأيام القليلة القادمة فأدعو لنا أن يوفقنا الله وأدعو للآخرين أن يهديهم الله ليصوتوا معنا وادعوا لمن يعادونا أن يهديهم الله ليقفوا إلى جانبنا ويصوتوا مع الحق لا نقول معنا وإنما مع الحق حتى يصل هذا الشعب بعد طول احتلال إلى حقه في تقرير المصير.
أيتها الأخوات،
أيها الإخوة،
اليوم الأمم المتحدة وغداً لدينا استحقاق آخر استحقاق هام وهو المصالحة الوطنية الفلسطينية ويجب علينا أن ننجزها انتم تعلمون أن الأشقاء في قطاع غزة في الأيام الماضية قد عانوا ما عانوا من القتل والتدمير والذبح والقهر على مدى ثمانية أيام وكنا نبذل كل الجهود مع كل الأطراف من اجل أن تهدأ هذه الحرب الظالمة ضد أهلنا والحمد لله أنهم وصلوا إلى تهدئة مشرفة والحمد لله أن الأمور الآن تسير من حسن إلى أحسن وسيتم انجاز كل القضايا العالقة هناك حتى يتمتع أخيراً قطاع غزة إخواننا في قطاع غزة بالأمن والأمان والاستقرار، لقد تعبوا كثيرا في عام (2008) حصل عليهم ما حصل في عام (2012) حصل عليهم ما حصل من يرى الدمار في غزة من يرى القتل في غزة يقول كفى ونحن إنشاء الله قلنا كفى وإخواننا جميعاً قالوا كفى وإنشاء الله ستنتهي هذه الغمة لنبدأ صفحة جديدة تبدأ بالأمم المتحدة ثم بالمصالحة الوطنية ثم بانجاز الاستقلال الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
والسلام عليكم،
خطاب الرئيس محمود عباس في ذكرى الانطلاقة، والعام الميلادي الجديد 31 كانون الأول 2012
أيتها الأخوات،
أيها الإخوة،
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،
أحييكم أطيب تحية، وأهنئكم لمناسبة عيد الميلاد المجيد الذي احتفلنا به في مدينة بيت لحم الفلسطينية، مهد سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، والمدينة التوأم لقدسنا الشريف، كما أهنئكم بالسنة الميلادية الجديدة التي تترافق مع ذكرى انطلاقة ثورتنا المباركة بقيادة حركة فتح عام 1965، متمنيا أن يكون العام المقبل عام الحرية والاستقلال، عام تحرير أسيراتنا وأسرانا البواسل، وعام عودة لاجئينا إلى وطنهم، فالقيد لا بد أن ينكسر، وظلام الاحتلال لا بد أن يزول.
نودع عاما شهد أحداثا هامة إقليميا ودوليا، حاولت الحكومة الإسرائيلية استغلالها لتهميش القضية الفلسطينية، واعتبارها قضية ثانوية على جدول الأعمال الدولي المتعلق بالشرق الأوسط، معتمدة على حالة الانقسام الفلسطيني، وضعف الإرادة لدى المجتمع الدولي، وعجزها عن إجبار هذه الحكومة الإسرائيلية على وقف الاستيطان والالتزام بمرجعيات عملية السلام، ما أوحى للبعض بأنه ليس للفلسطينيين أية خيارات أخرى سوى التسليم بالأمر الواقع، خاصة بعد أن حالت الضغوط الدولية دون حصولنا في العام الماضي على اعتراف مجلس الأمن الدولي بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، كما أن اللقاءات التي جرت مع الجانب الإسرائيلي في الأردن أثبتت أن الإسرائيليين لا يريدون سوى استمرار الأمر الواقع، وكان علينا أخذ المبادرة بعد تقييم أوضاعنا الداخلية والإقليمية والدولية، وفق ما نعتمده من سياسة واقعية تستند إلى ثوابتنا الوطنية، لإفشال مناورة التهميش بحجة الأحداث التي تشهدها منطقتنا، أو إجبارنا على الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الأميركية والإسرائيلية.
ولكننا عقدنا العزم على التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على قرار يعترف بفلسطين دولة مراقبة غير عضو، وبذل أقصى الجهود لتأمين الإجماع الفلسطيني والدعم العربي لهذا التوجه، وكذلك دعم وتأييد مختلف دول العالم التي أجرينا اتصالات معها.
تعرضنا لضغوط هائلة حتى اللحظة الأخيرة، لكي نتراجع عن طلب العضوية، أو أن نلتزم مسبقا ببعض الشروط، كعدم الانضمام إلى المنظمات الدولية، أو أن نعلن موافقتنا على العودة للمفاوضات من دون شروط مسبقة، وكان جوابنا أن الأمر يعتمد على الممارسات الإسرائيلية، أما بالنسبة للمفاوضات فإن المشكلة هي في الحكومة الإسرائيلية التي لا تعنى بالتزاماتها ولا تقبل بمرجعية عملية السلام وتُواصل الاستيطان، وكنا حريصين على الحوار حتى مع الدول التي كنا نعرف بأنها ستصوت ضدنا، أو تلك التي ستمتنع عن التصويت، فنهجنا هو أن نحاور ونتفاوض ولكننا نتمسك في نفس الوقت بقرارنا وثوابتنا.
أخواتي وإخواني الأعزاء،
من دواعي اعتزازنا وفخرنا أننا شعب هزم المستحيل، ولم يرضخ لجبروت القوة، وأبدعَ فمنذ أن حلت به النكبة عام 1948 ظل يبدع أشكالا من المقاومة حافظت على وجوده، وأفشلت مخططات إنهاء وإذابة كينونته الوطنية، فواجه جيل النكبة الأول قساوة الحياة بالعمل وتعليم الأبناء، إناثا وذكورا، ثم انطلق بثورته قبل سبعة وأربعين عاما، فأدهش العدو والصديق برؤية شباب تركوا كل متع الدنيا، وخاضوا معترك النضال، ليعود اسم فلسطين الذي نسيه العالم سنين طويلة، حقيقة ساطعة، يطالب شعبها بحقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
توحد شعبنا ضمن إطار ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، وخضنا طيلة هذه السنوات وعلى مختلف الساحات، وبمختلف وسائل النضال، صراعا من أجل حق مشروع لنا تكفله كل الشرائع والقوانين الدولية، وقدمنا عشرات آلاف الشهداء وعشرات آلاف الأسرى في سبيل هدف وحيد لا بديل عنه، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وإقامة دولتنا الحرة المستقلة والقدس عاصمتها الأبدية.
فالبوصلة التي نسترشد بها لتحقيق هذا الهدف هي التي تحكم سياستنا داخليا وخارجيا، وقد تعلمنا عبر هذه المسيرة الطويلة من المعاناة، بأن تراكم الإنجازات هو ما يقود إلى النصر، وبأن منطق المزاودات والتطرف ومنطق كل شيء أو لا شيء، إنما يبعدنا عن تحقيق أهدافنا.
بفضل هذا النهج أفشلنا الركن الأساس للمؤامرة ضد شعبنا، التي هدفت بعد نكبة عام 1948 إلى طمس هويته الوطنية، وتحويل القضية برمتها إلى قضية إنسانية ومساعدات دولية لمجموعات من اللاجئين هنا وهناك تذوب مع الزمن، فيموت كبار السن منهم وتنسى الأجيال الجديدة فلسطينيتها.
أيها الفلسطينيون،
أيها الصامدون، المكافحون في كل موقع وفي كل ركن،
كنت وأنا أتابع التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على عضوية فلسطين، أستعيد ذكريات طفل خرج مع عائلته لاجئا من بلده عام 1948 كغيره من الأطفال، والناس يومها تقول لقد ضاعت فلسطين، واليوم نقول للشهداء وللآباء والأجداد الذين ماتوا خارج وطن بقي حيا في داخلهم، فلسطين لم تَضِعْ، فها هي عادت دولة صوتت للاعتراف بها 138 دولة، إنه الإنجاز التاريخي لشعبنا، ونقطة تحول جوهرية في صراعنا ضد الاحتلال، فعضوية فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة أعادت الأرض الفلسطينية من أراض متنازع عليها، كما يزعم الإسرائيليون إلى أراضي دولة تحت الاحتلال، تنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع المحتل من إحداث أي تغيير جغرافي أو ديمغرافي في الدولة التي يحتلها.
سنواصل العمل وسنبني ذاتنا ومؤسساتنا مرتكزين إلى هذا الاعتراف، حتى ننجز الاستقلال والسيادة على الأرض، موحدين مؤمنين بأنه لن يضيع حق وراءه مطالب، ولن تزيدنا الأعمال الاستفزازية الإسرائيلية الأخيرة، كالإعلان عن مشاريع استيطانية واسعة وغير مسبوقة في القدس، وما حولها، وفي بقية أنحاء الضفة الغربية، ومصادرة أموالنا من عائدات الضرائب وغير ذلك من أعمال وتصريحات؛ سوى الإصرار على مواصلة نهجنا، وتكرار الإعلان عن الأهداف التي نسعى إليها، وهي تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال، والالتزام بالشرعية الدولية وبالاتفاقات التي وقعناها، وهو ما سيزيد من عزلة سياسة إسرائيل الاحتلالية، ويضع من يحمي ويدافع عن هذه السياسة على الصعيد الدولي في موقف صعب، ولن يكون أمامه من خيار سوى مواكبة الإجماع الدولي.
وهنا أود أن أكون في غاية الصراحة والوضوح، إننا نريد أن نكون أصدقاء للولايات المتحدة الأميركية، ونحن ندرك أهمية ومركزية دورها، كما أننا نقدر المساعدات التي قدمتها وتقدمها لنا، وقد عبرنا عن ترحيبنا بالتصريحات والمواقف التي أعلنها الرئيس باراك أوباما وطاقم إدارته ضد مشاريع إسرائيل الاستيطانية، ومطالبتها بتجميد الأنشطة الاستيطانية كافة، بما فيها ذلك المسمى zzz*zالنمو الطبيعي للمستوطناتzzz*z، وكذلك تحذير الولايات المتحدة لإسرائيل بعبارات قوية بشأن خطة التوسع في المنطقة المعروفة باسم E1 والتي ستحول دون قيام الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا، ونرجو أن يصبح هذا التحذير الأميركي موقفا حاسما لوقف الاستيطان.
إن العالم بأسره، بما فيه أحزاب ومنظمات إسرائيلية ويهودية، يعبر عن القلق من النتائج المدمرة لسياسات الحكومة الإسرائيلية، التي ستحول دون الوصول إلى حل الدولتين، وترتفع أصوات تحظى بكامل تأييدنا تطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام، تجري خلاله مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي بمشاركة دولية فعالة كوسيط وحكم، وضمن إطار برنامج زمني لتحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967.
أيتها الأخوات والإخوة الأعزاء،
أمامنا استحقاق وطني يُجمع عليه شعبنا ويتمناه كل من يريد الخير لنا، وهو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، حتى نتمكن من البناء على ما أنجز من اعتراف بدولتنا، وما تحقق من صمود في وجه العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، والوحدة تعني الانتخابات والعودة إلى الشعب، وهو ما اتفق عليه في الدوحة، وما أقرته كل الفصائل والتنظيمات والشخصيات الوطنية في القاهرة، وعلى الذين أعاقوا سابقا عمل لجنة الانتخابات المركزية لتحديث سجلات الناخبين في قطاع غزة، أن يتراجعوا لتبدأ اللجنة عملها فورا، بحيث نتمكن من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني في مدة أقصاها ستة أشهر بدءا من تاريخ انتهاء اللجنة من عملها.
لم يعد مسموحا لأحد أن يتلاعب بمصير الشعب والقضية بإبقاء الانقسام تحت أي ذريعة، والأجواء الإيجابية التي سادت مؤخرا، وسمحنا خلالها لحركة zzz*zحماسzzz*z بتنظيم المهرجانات والاحتفالات بذكرى انطلاقتها في مختلف أرجاء الضفة بكل حرية، كما غطى إعلامنا الرسمي، المرئي والمسموع كل هذه النشاطات، شعبنا لن يغفر لكل من يريد أن يعمق الانقسام وأن يُعلي المصلحة الفئوية والفردية على مصلحة الوطن.
أيتها الأخوات والإخوة،
يا أبناء فلسطين في الوطن والشتات،
نحتفل بذكرى الانطلاقة وبالعام الميلادي الجديد، مستذكرين شهداءنا الأبرار من قادة وكوادر، ونعاهدهم على أن نواصل هذه المسيرة حتى نحقق الأهداف التي ضحوا بحياتهم في سبيلها، الحرية والاستقلال وعودة لاجئينا وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف، ولجرحانا ولأبناء وبنات وزوجات الشهداء، العهد بأن نرعى شؤونكم ونوفر لكم كل ما يمكن أن يحفظ لكم حياة كريمة، فكل التقدير والإكبار وكل المساندة لمطالب أسرانا المرضى والمضربين عن الطعام، فنحن نتابع بكل الاهتمام هذا الموضوع، وقد تقدمنا للمؤسسات الدولية بمذكرات طالبنا فيها بالتدخل العاجل لوضع حد للسياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال من تنكر لمطالب المضربين الذين دخلوا مرحلة الخطر على حياتهم، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
إننا سنبذل كل ما نستطيع ومع كل الأطراف لتخفيف حجم المعاناة عن أسرانا، مع التأكيد على إطلاق سراحهم وتحريرهم الذي هو شغلنا الشاغل في كل لقاء وعلى كل مستوى، ونحن مصرون على ضرورة تنفيذ الجانب الإسرائيلي للالتزامات والتفاهمات التي تم الاتفاق عليها للبدء بإطلاق سراح كل أسرانا الذين اعتقلوا قبل عام 1993، وإطلاق سراح ألف أسير حسب التفاهمات مع الحكومات السابقة، وكذلك الأسيرات والمرضى، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، فلا سلام مع إسرائيل إلا بتبييض السجون وتحرير الأسرى.
اليوم، وبعد مرور سبعة وأربعين عاما على الانطلاقة التي فجرتها كوكبة من الشباب بقيادة الأخ الشهيد المرحوم أبو عمار، حقق شعبنا إنجازات هامة في نضاله لتحقيق أهدافه الوطنية عبر وسائل مختلفة وفي ساحات مختلفة، كما أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني التي لا تقبل القسمة، تابعت وباهتمام شؤون الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، فأوضاع الفلسطينيين نتيجة للنكبة تفاوتت ما بين منطقة وأخرى سواء كان ذلك داخل الوطن، أو في الدول التي استضافت اللاجئين الفلسطينيين والمغتربين.
ففي داخل الوطن تتعرض القدس، عاصمة فلسطين الأبدية، إلى حصار لا مثيل لضراوته من استيطان داخلها وحولها ومن مصادرة لأرضها وبيوت مواطنيها وضرائب باهظة تحت مسميات مختلفة لإجبار أهالي القدس على مغادرة مدينتهم، وهم يواجهون كل ذلك بصمود أسطوري وبتمسك وثبات، فأهل القدس مسلمون ومسيحيون يحمون المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومن حقهم طلب العون والمساعدة من قبل أشقائهم، وهم ونحن بانتظار الوفاء بالتعهدات التي سبق وأعلن عنها في عدة قمم عربية.
إن القدس في خطر، ونوايا الحكومة الإسرائيلية ومخططاتها، واعتداءات غلاة اليهود على الأقصى المبارك وعلى الكنائس تتوالى، وسياسة التطهير العرقي للوجود العربي في المدينة لا تتوقف، فلننقذ القدس قبل فوات الأوان.
إن إنقاذ القدس مسؤولية وواجب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين وعلى العالم الحر لإفشال مخططات التهويد، وفي هذه المناسبة أناشد الأشقاء العرب والمسلمين قادة ومواطنين المساعدة لحمايتها، وتعزيز صمود أهلها بتوفير المستلزمات المالية الضرورية والاستثمار في قطاعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين الصامدين فيها وشد الرحال إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وزهرة المدائن.
أيتها الأخوات والإخوة،
نتابع جميعا والألم يعتصر قلوبنا الأحداث المأساوية التي تجري في بلد عربي عزيز علينا هو سوريا التي احتضن شعبُها شعبنا وفتح بيوته لمن لجأوا إليها عام 1948، فمنذ بداية الأحداث أعلنا بأن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ضيوف إلى حين عودتهم إلى وطنهم فلسطين، وأنهم ليسوا طرفا في الصراع الداخلي، ونرفض زجهم فيه، وهي سياسة انتهجناها وأكدنا عليها بالنسبة لكل الدول العربية التي شهدت حراكا شعبيا مع إدراكنا بأن الموضوع أكثر أهمية وخطورة في سوريا، حيث يوجد نحو ستمائة ألف فلسطيني، وقد بدأ قسم منهم ينزح إلى أماكن مختلفة وبالذات نحو لبنان.
إننا نشكر الأشقاء في لبنان العزيز رئيسا وحكومة وشعبا ومن مختلف الاتجاهات لاحتضانهم إخوانهم القادمين من سوريا ومساعيهم لتخفيف آلام هذه المحنة التي نأمل ألا تدوم وأن يتمكن كل نازح من العودة إلى بيته وأن يستتب الوضع في سوريا.
منذ بدء الأحداث بادرنا إلى إجراء الاتصالات مع مختلف الأطراف لعدم زج الفلسطينيين في الصراع، وكان تجاوب أهلنا في كل المخيمات في سوريا مرحبا ومؤيدا لهذا الموقف.
حذرنا من أن هناك بعض المجموعات الصغيرة من أمثال مجموعة أحمد جبريل، التي انعدمت لديها أدنى درجات قيم الضمير الوطني منذ زمن طويل، تسعى إلى زج مخيماتنا بهذا الصراع، ويؤلمنا أن أبناء شعبنا خاصة في مخيم اليرموك، قد فقدوا عشرات الشهداء، وكاد أهالي المخيم أن يهجروه، ولكننا عبر اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف، استطعنا أن نصل إلى اتفاق نرجو أن يضمن الأمن، وأن يعود للمخيم سكانه.
شعورنا بالألم نحو الضحايا لا يقتصر على الفلسطينيين بل على كل سورية وسوري فقد حياته.. فليحمِ الله سوريا وشعبها.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
يا أبناء شعبنا الفلسطيني،
في ذكرى الانطلاقة نبدأ عامنا الجديد، تحت راية دولة اعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وأولوياتنا كما قلت سابقا إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، والتصدي للأعمال العدوانية الإسرائيلية من استيطان وحجز لأموالنا من عائدات الضرائب، وسنلجأ في سبيل ذلك، وعبر كل الوسائل السياسية والدبلوماسية، إلى كل المؤسسات الدولية.
إنني باسمكم جميعا أيها الفلسطينيون، أعبر عن فائق شكرنا وتقديرنا لكل الدول التي صوتت لصالح قرار قبول فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، وهذا يعني أننا سنحافظ على علاقات طيبة مع كل دول العالم دون استثناء، كما أشكر كل الدول الشقيقة والصديقة على مساعداتها، وأملنا كبير لمواجهة الأزمة المالية الخانقة التي نمر بها، بأن تنفذ الدول العربية الشقيقة قرار شبكة الأمان المالي لتغطية احتياجاتنا، حسب ما أُقِرَ في مؤتمر قمة بغداد وفي الاجتماعات المتتالية للجنة المتابعة العربية.
وفي ذكرى الانطلاقة، التحية كل التحية لشهدائنا الأبرار، ولأسيراتنا وأسرانا وجرحانا، ومعا وسويا أيها الفلسطينيون نحو تجسيد دولتنا ذات السيادة على أرضنا وعاصمتها القدس الشريف.
كلمة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين لمئات الآلاف من المشاركين في مهرجان انطلاقة الثورة الفلسطينية في غزة
4/1/2012
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل،
يا أبناء فتح الميامين،
يا أهل غزة الشجعان،
سلامٌ عليكِ يا غزة الحبيبة، سلامٌ عليكِ يا غزةَ هاشم، يا حاضنة النضال، على مر تاريخه وبمختلف أشكاله، سلام عليكِ يا غزة، يا من وُلدتْ من رحمها النواة الأولى لحركتكم الرائدة في العام 1957 قبل نحو ثماني سنوات من انطلاقتها في الفاتح من العام 1965، سلامٌ عليكِ يا غزة، يا مفجرة الانتفاضة الأولى.
سلامٌ على أرواح شهدائك يا غزة، وسلام عليكم أيها الصابرون المحتشدون في ساحة السرايا، ساحة الشهيد ياسر عرفات لإحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، سلامٌ على الشجعان الذي تحملوا العبء والألم، حفاظاً على الشخصية الوطنية الفلسطينية، سلامٌ على الصامدين في وجه الحصار. سلامٌ على كل أخت وأخ منكم، كل ابن وابنة. فلكم مني جميعاً كل المحبة من أعماق القلب.
إخوتي أخواتي،
يلتقي جمعكم الحاشد هذا، في ذكرى ثورتكم التي انطلقت في أصعب الظروف، فقد كان حالنا يوم انطلاقتنا أصعب مما هو عليه اليوم، فلم يكن العالم يعترف بوجود شعبنا خارج وضعية اللجوء والبؤس ولم تكن لنا كيانية ولا دولة على خارطة العالم السياسية الذي صَنَّفَنَا كقضية لاجئين بحاجة إلى الإحسان فقط، ولكن طليعة من هذا الشعب الأبي قررت تغيير مجرى التاريخ، فكانت ثورتكم المعاصرة التي نقلت قضية شعبكم، بالتضحيات والعزيمة والإيمان، إلى وضعية دولة لها علمها الذي يرتفع جنباً إلى جنب، مع أعلام بقية دول العالم في الأمم المتحدة.
إن zzz*zفتحzzz*z الأمس، هيzzz*zفتحzzz*z اليوم، انطلقت من أجل فلسطين، وظلت فلسطين هي بوصلتها، ملتزمة طيلة مسيرتها بمبدأ لم تحد عنه، وهو أن الولاء هو للقضية، وأن الوحدة الوطنية هي الأساس الذي يقوم عليه العمل الوطني الفلسطيني، وأن الحفاظ على الشخصية الوطنية له الأولوية. فلولا الوحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلنا الشرعي الوحيد الذي لا يقبل القسمة ولا الاستبدال، لما استطعنا أن ننقل حال القضية، من وضعية البؤس، ومن حجم خيمة لاجئين، إلى وضعية القضية الأهم على المسرح الدولي. وفي هذا السياق النضالي البطولي، أضحت القضية الفلسطينية، رمزاً للتحرر وللتحدي والتمرد على الظلم والطغيان، في العالم أجمع!
أُحييكم يا أبناء شعبنا المحتشدين في ميدان الشهيد ياسر عرفات، في يومكم الأغر هذا، في ذكرى الانطلاقة التي أصبحت تشكل لحظة فارقة في مسيرتنا النضالية، تزدهي باستعادة الوحدة الوطنية التي لا بديل عنها لتحقيق أهدافنا الوطنية.
أحييكم وأشدُّ على أيديكم، فرداً فرداً، فأنتم الذين سجلتم أروع ملاحم البطولة والصبر والصمود، وظللتم في سؤدد القلب، فقد تعاظم رصيدكم من المآثر والتضحيات عبر هذه المسيرة، مثلما تعاظمت أسماء الشهداء وأضرحة قبورهم الطاهرة، قادةً ومناضلين ومقاومين، أطفالاً أبرياء، أمهات وأخوات، سقطوا وسقطن، على درب الحرية وفي كل عدوان إسرائيلي غاشم، تعرض له قطاعنا الحبيب!
الإخوة والأخوات،
إن شعبنا الفلسطيني بأسره، يعيش تحت الاحتلال وفي الحصار، فيما عيوننا شاخصة وقلوبنا تتجه إلى القدس التي تتعرض لأعتى عملية استيطان، يسابق فيها المحتلون الزمن، ويظنونها سانحة، وواجبنا جميعاً في هذه المناسبة، فلسطينيين وعرب ومسلمين ومعنا أحرار العالم، أن نوحد جهودنا وقلوبنا وعزائمنا لإنقاذ القدس، عاصمتنا الخالدة، وذلك من خلال توفير سُبل الصمود ومقوماته، ومساندة أبناء المدينة الأبرار، مسلمين ومسيحيين.
وعلى صعيد غزة، الأرض الفلسطينية الأولى التي خرج منها الجيش والمستوطنون، فإننا نولي جُل اهتمامنا لإنهاء الحصار عليها لكي تكون غزة حرة طليقة موصولة بباقي أجزاء وطننا.
في ذكرى الانطلاقة، نُجدد العهد لشهدائنا الميامين، مُهج القلوب، على المُضي على درب الشهيد الأخ أبو عمار ورفاقه وإخوانه القادة من كل القُوى المناضلة:
- أبو جهاد
- أبو إياد
- عبد الفتاح حمود
- أبو علي إياد
- أبو صبري صيدم
- أبو يوسف النجار
- كمال عدوان
- كمال ناصر
- أبو الوليد سعد صايل
- فيصل الحسيني
- أبو الهول
- أبو المنذر
- أبو السعيد
- أحمد ياسين
- عبد العزيز الرنتيسي
- إسماعيل أبو شنب
- فتحي الشقاقي
- جورج حبش
- عمر القاسم
- ماجد أبو شرار
- صخر حبش
- سليمان النجاب
- بشير البرغوثي
- هاني الحسن
- أبو علي مصطفى
- أبو العباس
- سمير غوشة
- أبو العبد خطاب
وعشرات ألوف الشهداء الأبطال، وهنا لا بد أن نتذكر الرواد الأوائل:
- مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني
- أحمد الشقيري
- يحيى حمودة
- عز الدين القسام
فهؤلاء تركوا في أعناقنا وفي ضمائرنا وصيتهم بأن نستمر على الطريق، وأن نعمل موحدين، فلا بديل عن الوحدة من أجل بلوغ الأهداف الوطنية وتحقيق النصر.
تحية إلى أسيراتنا وأسرانا البواسل، وتحية إلى أبناء شعبنا في الوطن وفي الشتات وحيثما يكون الفلسطينيون الذين اجتمعوا على الأمنيات والأهداف الواحدة، وتحقيق الحلم بالعودة، وإلى غدٍ قريبٍ إن شاء الله، نحقق فيه وحدتنا، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال، ليرتفع علم دولة فلسطين، على كنائس القدس ومآذنها، مثلما كان يردد زعيمنا الشهيد الخالد ياسر عرفات، في كل مناسبة، وإننا بعون الله، وبتصميم شعبنا وبدعم الأصدقاء والأشقاء والعالم الحر، سنُحقق أهدافنا، وسنحتفل بذكرى قادمة، لثورة انطلقت حتى تحقيق النصر. فالنصر قادم قادم قادم.
وان شاء الله نلتقي بكم في غزة الأبية في القريب العاجل
وكلُ عامٍ وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته