خطاب الرئيس محمود عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح في دورته الخامسة رام الله
16/1/2010
بداية أهنئكم جميعا بعيد الميلاد، عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام حسب التقويم الغربي والشرقي وإن شاء الله حسب التقويم الأرمني، كما نهنئكم بالسنة الهجرية وبالسنة الميلادية، ونهنئكم أيضا بعيد انطلاقة الثورة الفلسطينية الخامس والأربعين ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يأتي العيد السادس والأربعين ونحن نحقق أهدافنا بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وبهذه المناسبة نجزي التقدير الكامل للنشاطات التي قمتم بها جميعا بداية باللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري والاتحادات الشعبية، تلك النشاطات التي أحييتم بها عيد انطلاقة الثورة وكانت هذه النشاطات متميزة، عن السنوات السابقة، علينا أن نقر بذلك، وأن نقول نعم كانت هناك نشاطات واضحة ومميزة في كل أرجاء الوطن، ربما لم يتمكن إخوتنا في غزة من أن يمارسوا هذه النشاطات، ولكن على الأقل في كل مدن وقرى الضفة، وكل أماكن الشتات، وشاهدت على التلفاز، نشاطاتكم في لبنان ومصر وليبيا، وربما كانت هناك نشاطات أخرى لم اطلع عليها ولكن كانت ملموسة.
أتمنى أن تكون هذه النشاطات انطلاقة لعمل تنظيمي مميز، من الآن فصاعدا الآن لدينا كثيرا من الأعباء والواجبات التي يجب أن نواجهها في الأيام والأشهر القادمة.
أتمنى أن يستمر هذا الزخم من أجل الوصول إلى ما نبغي، ومن أجل أن تعود لفتح مكانتها التي نعرفها والتي نستحقها، وهذا يعني أن لا نكتفي بما قمنا به، بل أن نبني على ما قمنا به، وأن نسير إلى الأمام، وأيضا احيي الإخوة الذين ذهبوا إلى بلعين ونعلين وغيرها من القرى لتأكيد رفضنا المطلق للجدار، وللاستيطان، وتأكيد رفضنا المطلق لما يجري في القدس من تهديم للبيوت وطرد للسكان، وتأكيدا لموقفنا ضد أعمال قطعان المستوطنين في مختلف أماكن الوطن، ورفضنا الكامل للاجتياحات التي أدت من جملة ما أدت أليه إلى استشهاد عدد من أشقاءنا في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
إذا هذه النشاطات نرجو أن تبقى مبرمجة من خلال المفوضيات ومن خلال الأجهزة وتكامل العمل ما بين اللجنة المركزية والمجلس الثوري، نريد أن نرى كل الإخوة بدون استثناء، أنا رأيت بعضهم ولم أرى البعض الآخر، رأيت عددا لا يستهان به لم أكن أراه فيما مضى، والآن نرى هؤلاء الإخوة، ولكن نريد أن نرى الجميع في الميدان لتأكيد نشاطنا وحقوقنا بين الجماهير، وان تشعر الجماهير بوجودكم، وأن يشعروا بأن فتح قوية، خاصة أن أمامنا امتحانات كثيرة تبدأ بالانتخابات المحلية والبلدية، وتصل إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية، نرجو أن نضع بعين الاعتبار المخططات اللازمة التي يجب أن تنفذ، وليس فقط في الضفة الغربية، ولكن أيضا في قطاع غزة، وسأتحدث قليلاً في نهاية حديثي عن قطاع غزة.
المسيرة السياسية أيها الإخوة، تتشعب إلى عدة فروع، تبدأ بالنشاطات التي قمنا بها أو الزيارات سواء إلى السعودية أو إلى مصر في أكثر من زيارة، وإلى قطر والكويت ولبنان، وتركيا وقبلها إلى دول أمريكا اللاتينية، هناك زيارات كثيرة قمنا بها في الفترة الماضية وكلها تحمل طابعا سياسيا وإحياء للعلاقات وتأكيدا على مواقفنا السياسية التي أعلناها فيما يتعلق بالمسيرة السياسية، هناك أمامنا أيضا في الأيام القادمة زيارة إلى موسكو وإلى برلين وإلى لندن وإلى مدن أو دول أخرى، بعدها لليابان والهند وكوريا وغيرها وكلها تقع في إطار هذا الجهد السياسي، كذلك لا بد أن نشير في شيء من الوضوح إلى زيارة وزيري خارجية مصر والأردن إلى أمريكا ومعهما طبعا وزير الأمن المصري الذين ذهبوا إلى هناك يحملون الموقف الفلسطيني ويتحدثون عنه وبالتالي نحن نحرص كل الحرص على أن يكون هناك انسجام كامل بين موقفنا وموقف الدول العربية من أجل أن يدعم موقفنا بهذه الدول، لذلك عندما ذهب الإخوة إلى هناك حملوا معهم مواقفنا التي يمكن أن نحددها بخيارين إما أن إسرائيل تلتزم بوقف الاستيطان والمرجعية، وإما أن أمريكا تأتي وتقول هذه هي نهاية اللعبة، فيما يتعلق بتحديد الحدود وقضية اللاجئين وغيرها من القضايا النهائية حتى نتمكن من الوصول إلى حل سياسي.
طبعا الموقف الأمريكي يتراوح ولازلنا نعيش غموضا في هذا الموقف لأن أمريكا كما تعرفون للآن لم تصل إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي حول وقف الاستيطان بشكل كامل، وإن كانت كما تقول وصلت إلى اتفاق نعتبره جزئيا، بمعنى أن إسرائيل كما أعلنت توقف الاستيطان لمدة معينة باستثناء القدس وباستثناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية، هذا الموقف بصراحة مرفوض من قبلنا رفضا قاطعا، ولا نستطيع أن نعود إلى المفاوضات إذا بقيت إسرائيل على هذا الموقف وإذا لم تستطع أمريكا إقناع إسرائيل بهذا الموقف، ومن هنا تأتي أيضا الزيارات الأمريكية زيارة جيمس جونز التي تمت بالأمس، والزيارة المقرر أن يأتي بها ميتشل الأسبوع القادم، تحت أي ظرف هذا هو موقفنا.
وأقول بصراحة هناك من يزعم أو يدعي أن بعض الدول العربية وبالذات مصر تمارس ضغطا علينا لتغيير موقفنا، هذا الكلام لا أساس له من الصحة، أو يحاولون أن يضغطوا علينا بلقاءات ثلاثية، وأيضا هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وبالتالي يجب أن نكون حذرين من نقل المعلومات أو إطلاق التصريحات بهذا الشأن، موقفنا مع هذه الدول وبالذات الدول العربية موقف ملتزم تماما فيما يتعلق بالموقف السياسي ولا جديد عندهم وإنما يحملون موقفنا.
هذا يدعوني مرة أخرى لأن أعود إلى الحديث عن كلام أحيانا يطلق بالهواء دون تمييز كما يقول البعض zzz*zكفوا عن مسلسل التنازلاتzzz*z هذه كلمة ظريفة ومحبوبة وشعبية، ولكن لا مضمون لها إطلاقا، نحن لم نقدم أية تنازلات منذ عام 88 إلى يومنا هذا، وتذكرون النقاط الثمان التي سأعود إليها مرة أخرى والتي ذكرتها في الانطلاقة ومناسبات أخرى، هذه النقاط التي أطلقت في عام 88 لازالت كما هي إلى يومنا هذا، فعندما يأتي أحد السفهاء ليقول فلتكف فتح أو السلطة عن مسلسل التنازلات، يجب أن يكون الرد عليهم، نحن لم نقدم تنازلات على الإطلاق، بل بالعكس الطرف الآخر هو الذي في خلال سنة أو سنتين أو ثلاث تحدث كثيرا عن الـ 67 عن الدولة ذات الحدود المؤقتة والتي نستطيع أن نقول هنا مسلسل التنازلات عندما يتحدثون عن الدولة ذات الحدود المؤقتة، إذا هذه التعابير الخاصة بمسلسل التنازلات يجب أن لا ننجر وراء من يطلقونها ووراء من يتحدثون عنها، علينا أن نمحص قليلا لنقول أين هو مسلسل التنازلات، كذلك هناك حديث عن المفاوضات العبثية، لو نظرنا إلى المفاوضات لوجدنا أنها منذ تسع سنوات إلى الآن لم تزد عن أشهر معدودة، منذ عام 2000 إلى يومنا هذا لم تزد عن أشهر معدودة ومع ذلك لم يكن هناك مفاوضات، منذ عام 2000 إلى عام 2005 لا يوجد مفاوضات، 2006 لا يوجد مفاوضات، ذهبنا إلى أنابوليس وتفاوضنا ستة أو سبعة أو ثمانية أشهر ثم توقفت هذه المفاوضات، الآن لا يوجد بيننا مفاوضات سياسية، لا يوجد بيننا وبين الإسرائيليين مفاوضات سياسية، ربما يقول قائل ولكن هناك اتصالات، نعم هناك اتصالات يومية بيننا وبين الجانب الإسرائيلي يومية، وعندما أقول يومية، يعني بين أكثر من واحد من عندنا وأكثر من جهة عندنا وبين أكثر من جهة عند الجانب الإسرائيلي، هناك اتصالات، فإذا هناك فرق شاسع ما بين المفاوضات السياسية وما بين هذه الاتصالات، فعلينا أن نميز بين ما نتحدث عنه وما نسميه المفاوضات السياسية، وبين ما نسميه الاتصالات اليومية.
طبعا هذا الموقف جر علينا كثيرا من التحريضات، كل يوم نسمع تحريضات، واحد أسمه zzz*zهاليفيzzz*z قال هذا الرجل لا حاجة له ويجب التخلص منه، السيد نتنياهو قال كلاما في غرف مغلقة ثم نقل على لسانه أن zzz*zأبو مازنzzz*z أكثر تطرفا من ياسر عرفات، طيب، وأبو عمار لم يكن متطرفا وأنا مش متطرف بالمناسبة، يعني حتى اتهام ياسر عرفات بالتطرف هذا غير صحيح إطلاقا، ياسر عرفات بحياته ما كان متطرفا، كان واقعيا، كان عقلانيا، كان يريد أن يحقق شيئا لشعبه، كثير من الناس يسألوني بقول عمرنا ما اختلفنا في الأفق في القضايا السياسية، قد نختلف في اليوميات، ودائما ياسر عرفات له وجهة نظره أن نجد الحل السياسي، أن نجد الحل السلمي كونه وضع في موضع يجعله متطرفا أو يظهر على أنه متطرفا هذا غير صحيح، ومع ذلك لا أنا متطرف ولا هو متطرف، لكن الهجوم علينا في هذه الأيام من أجل أن يقال إننا سلطة عدمية، لا نريد شيئا، يقولون طلبنا منه أكثر من مرة أن نلتقي ولم نلتقي، طلبنا منه أن يتحدث ولم يتحدث، دائما يأتينا بشروط مسبقة، ما هي الشروط المسبقة، الشروط المسبقة التي يتحدثون عنها هي موضوع وقف الاستيطان، طيب وقف الاستيطان موجود في خطة خارطة الطريق، يعني ليس شرطا، المرجعية موجودة في خطة خارطة الطريق وليست شرطا، لا نطلب شروطا، نحن فقط نطالب بما هو لنا، لكن يظهرونا بهذا الشكل من أجل يقولوا السلطة الفلسطينية عدمية، وتكرار هذا الكلام في الصحافة الإسرائيلية يؤدي إلى إنه نحن نصدق ويبدأ بعض الأشقاء وبعض الإخوة من هنا وهناك يا أخي وقفولنا هذه الشروط المسبقة، ونحن نقول لهم، ليس لدينا شروط مسبقة، ولم نقدم شروط مسبقة، نحن نطلب طلبات موجودة في خطة خارطة الطريق، لكن من أجل أن يكملوا ويقولوا نعم هذا الرجل لا نريده، هذا الرجل يجب أن نتخلص منه، يا أخي هذا الرجل هو يريد أن يذهب، أنتم لماذا تتعبوا أنفسكم وتتخلصوا منه وتعملوا خطط، من غير خطط، إذا بهذا الوضع لا نعمل، ولازم ولازم ويقومون بتهيئة الأجواء أفيغدور ليبرمان وهاليفي (أفرايم هاليفي) والسيد رئيس الوزراء وغيره، طبعا ماشي الحال لكن لا أريد الآن أن أتكلم عن ربط هذا بالتحريض الذي جرى من قبل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي، بس كلها تصب في خانه واحده، هذا بحرض وهذا بحرض، على ماذا؟
الإسرائيليين يخرجون خبرا، أن أبو مازن حض الحكومة الإسرائيلية على الهجوم على غزة، وأظن وضحت لكم هذا الكلام أكثر من مرة وهناك من صدق، ويقول لا بد من رجمه في الكعبة، طبعا باختصار كل ما بجري هو عبارة عن عملية لدفعنا لا أدري إلى أين، وأنا وصلتني رسالة تقول ألا يتذكر مصير ياسر عرفات؟، والله بتذكر، أنا والله بتذكر وبعرف شو صار بس على الأقل ليفهمنا العالم أننا لا نطالب بغير الشرعية الدولية وبغير ما أقر باللوائح والاتفاقات، طبعا هذا لا بد أن نضيف إليه ما يجري في القدس، وعلى فكرة يقولون عني إنه أنا أقوم بعمليات تخريب، ما هذه عمليات تخريب، أنني ابحث عن أولئك الذين يبيعون الأراضي في القدس وملاحقتهم، طبعا إنا ألاحقهم وراح أظل ألاحقهم، هذه جريمة؟، هو لا يعرف دلال المغربي عملوا لها دوار وذهب بنفسه، طبعا أنا لم أذهب بنفسي، لكن أنا لا أنكر هذا طبعا بدنا نعمل لها دوار، طيب ما هو زائيفي عملوا له شارع عند الأخ صائب وغيره، ما هذا، نحن ننكر تاريخنا؟ كيف يعني؟، نحن ماذا كنا نعمل، كنا نضرب بعضنا البعض بالبندورة والبيض، كنا نشتغل ضد بعض، كنا نعمل عملا عسكريا، بعدين أنا أقدر أتنكر من كل الذي عملنا؟ لا لا أتنكر، الآن لا أعطي نفسي بطولات لكن أنا واحد من المؤسسة ونحن خرجنا في الخمسة وستين من أجل إطلاق الرصاصة الأولى، وأنا قلت هذا لنتنياهو في واي ريفر، تتذكروا، وقلت له أنت يجب أن تخرج الأسرى، قال على أيديهم دم، قلت له وأنا وأنت ماذا على أيدينا؟ نحن على أيدينا نحن، يا سيدي هؤلاء الناس وحلفت له أنني أنا بعثتهم، ليس أنا بالمعنى الصحيح، ولكن نحن صحيح، وأخذوا مؤبدات نريدهم أن يخرجوا، فصار هذا تحريض، في سجلي الآن دلال المغربي، والقدس ما هذا الكلام الفاضي، طيب ما نحن كنا نعمل ضد بعض، والآن قلنا سلام، نريد سلاما، الذي يقول نريد سلاما كان داخلا في حرب نحن لم نبدأ من الأول نقول سلام، بدأنا من الأول نقول حرب حرب حرب حرب وثورة ثورة حتى النصر، طيب ماذا تعني ثورة؟
صحيح غيرنا الوسائل وصرنا نذهب إلى نعلين وبلعين ونحتج، لكن هذه مقاومة، نحن مع هذه المقاومة، نعم، هذه من حقنا، هذه المقاومة من حقنا، أنا ضد العمل العسكري، أنا الآن ضد العمل العسكري، ضد الانتفاضة المسلحة نحن لا نخجل من هذا، لكن أيضا نرى استيطان وجدار وذبح، لا نتكلم؟ لا نرفع صوتنا؟ لا يذهب السيد نبيل ليتكلم كلمة؟.
وقال سيادته مخاطبا الحضور،
ذهبتم اليوم، فأجاب الحضور نعم، فقال سيادته نحيي اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ورد سيادته على أحد الحضور بالقول ، ليس لدينا أي شيء قنابل ولا قنابل ولا بطيخ، لا تحملنا هذا الكلام، نحن منعنا zzz*zالفتيشzzz*z يا ابني، zzz*zالفتيشzzz*z منعناهن وبالمناسبة نحن الوحيدون الذين نجحنا في منع zzz*zالفتيشzzz*z، تصوروا إلى أي حد كم نحن متساهلون وغير راضيين أن يقبلونا، من يعمل zzz*zفتيش نحاسبه، نبعث شرطة لسؤاله لماذا يستخدم zzz*zالفتيشzzz*z، فلذلك نحن نعمل بنظام وبأخلاق، إنما أيضا لا يقول لي أنت قبل أربعين عاما جدك عكر على جدي الماء، ما هذا الكلام الفارغ، لكن هذا كله يدخل في إطار التحريض الذي يريدون بالآخر أن يظهرونا أمام العالم لا أحد قابضنا وقابلنا إنه نحن طلاب سلام، وصدقوني العالم كله أينما ذهبنا يرحب بنا بأننا فعلا طلاب سلام، لكن أيضا السلام ليس بأي ثمن يا أخي، يعني مش على كيفك، يتكلمون عن التحريض قلنا طيب، نحن منذ زمن طلبنا لجنة ثلاثية منذ أيام المفاوضات لجنة ثلاثية أمريكية إسرائيلية فلسطينية تجلس على الطاولة وترى التحريض الذي عندنا وعندهم، والله واحد كتب أسمه عكيفا الدار وقال zzz*zلو نشوف التحريض الذي يقوم به أناس يدفع لهم من المؤسسات الحكومية zzz*zأذبحوا العرب اسلخوا العنوا أبو العربzzz*z من هنا ومن هنا، هذا ليس تحريضا؟ طيب، مادمتم تريدون الحديث عن التحريض، يعني الطريق مش رايح، الطريق رايح جاي، ولذلك نحن مستعدون، إذا كان هناك شيء من عندنا ما نقوم به ليعكر مسيرة السلام بنحكي، ولكن كمان عندكم بصراحة كل هذه الاتهامات التي تأتينا من هنا وهناك هي اتهامات ظالمة ويريدون أن يضعونا في الزاوية، ونحن نتكلم عن المقاومة الشعبية التي نعني بها نعلين وبعلين والنبي صالح والقدس.
في الجانب الأخر، نتهم نحن بأننا المستسلمون، والإخوان في الطرف الآخر (المقاومة والممانعة)، اليوم، يدعون التنظيمات الفلسطينية لوقف الصواريخ غير الوطنية، والتي كنا نقول عنها صواريخ عبثية، الآن يقولن إنها غير وطنية، واليوم يدعون التنظيمات إلى ضرورة وقف كل أنواع الإثارة والاستفزاز، حتى لا تأتي إسرائيل لتهاجمنا، الأخ إسماعيل هنية، يقول: أنا ضد الصواريخ، ولكن ليكون عادلا، يقول إن إخواننا هناك أيضا يمنعون ذلك، ومعهم حق، ونحن ندعو إلى هذا ونحن معه، عندما نكون مثل بعض، والآن نحن مثل بعض، لا نحن نقوم بمقاومة عسكرية، ولا هم، نحن نطالب بحدود 1967، وبعضهم يطالب بذلك، إذا ما هو الفرق بيننا وبينهم، يوجد فرق واحد، أيها العالم، يا أمريكا احكوا معنا، طيب يوجد هناك سلطة شرعية منتخبة، فهذا هو الفرق.
كمان لا يزاودوا علينا إخواننا، فاليوم هو ينادي (هنية) انه على جميع الفصائل الفلسطينية وقف إطلاق النار، وشدد على أن ذلك يؤدي إلى حماية غزة من الهجمات الإسرائيلية، صح النوم، ألم نقل لهم قبل الهجوم على غزة، إن الإسرائيليين يريدون أن يهاجموكم، بعد ما هاجموهم قالوا إننا نحن الذين حرضنا على ذلك، فنحن نقول لكم ديروا بالكم، مددوا التهدئة، وبالمناسبة أقول وبشكل معلن أن الذي يقرأ الصحافة الإسرائيلية، يعلم أن هناك شيء يحضر ضد غزة، ونحذر إخواننا كفاية مذابح، 1500 شهيد، و5000 آلاف جريح، و20 ألف منزل مدمر، كفاية كفاية، اعتداء وضرب، هو قال لليهود، مثلما تكلم سيدنا الشيخ القرضاوي، ونسي ما قاله الله.
على كل حال، وهو يكمل (هنية) أن حماس تحقق في مقتل الجندي المصري، لكن أبو زهري قال انه قتل بأيدي المصريين، فكيف قتل المصريين جنديهم، وذهب التحقيق، أريد أن أذكركم، بحادث الشاطئ، قالوا سنحقق، في البداية قالوا فتح فتح، وبعد ما قتلوا الذي قتلوه وذبحوا كل الذي ذبحوه، واخذوا كل المؤسسات، ثم قالوا أنهم سيحققون به، فأين التحقيق، واعتقد أن الجندي أيضا يريدون أن يميتوه، ولكن أنا سمعت أن مصر عرفت اثنين من الذين قتلوا وطالبوا بتسليمهم، أبو الغيط.
هذا هو الوضع السياسي بكل صراحة، ونحن ننتظر ميشتل لنرى الوضع، ولكن نحن هذا هو موقفنا.
نحن نذكر المشروع السويدي والتعديل الذي تم عليه، وفي ذلك الوقت قلنا إن التعديل بما جاء، هو جيد، وهذا هو موقفنا ونحن نطالب بتعزيز هذا الموقف، حماس بعثوا برسالة غالى الأميركان بأن ثوابتنا هي حدود عام 1967 والتهدئة والالتزام بالاتفاقيات، لا اعلم ما هي الاتفاقيات، ولكن يمكن أنهم يحاولون تحسين صورتهم لدى الخارج، من اجل أن يقولوا لهم تعالوا لنتكلم معكم.
أريد أن أذكركم بالنقاط الثمانية، لان ذاكرتنا ضعيفة، وهي قرارات الأمم المتحدة، ونقول حدود 1967، والقدس عاصمة لدولة لفلسطين، ونقول حل عادل لقضية اللاجئين، بهذه صاروا أربعة، ونقول لا شرعية لبقاء المستوطنات، نحن موقفنا أن المستوطنات بنيت بغير شرعية، وهي غير شرعية، وبالمناسبة اذا نرجع للموقف الأمريكي نجده يقول ولا يزال يقول إن الاستيطان غير شرعي، نحن لم نأتي بشيء جديد، يعني نحن متوافقين مع أصدقاءنا الأمريكان والأوروبيين والصين والعالم كله، إذا لماذا يفرض علينا موقف آخر.
أيضا قلنا إذا حدث حل فهناك ترتيبات أمنية، لا يوجد لدينا مانع، نعمل ترتيبات أمنية، والمياه الواردة في أوسلو العتيدة حسب القانون الدولي، إغلاق ملف الأسرى، في شيء جديد، لا أظن أننا جئنا بشئ جديد، لا قدمنا شيء جديد ولم نقم بتنازلات، ولا في مسلسل التنازلات، لأن هناك بعض إخوتنا يخرج ويتفلسف، ويقول أوقفوا مسلسل التنازلات، ويذهب، كما المثل قل كلمتك وامشي، إذن هناك كلمتين، مسلسل التنازلات خطأ، والمفاوضات العبثية خطأ، لأنه لا توجد مفاوضات، لأن الذي يسمعكم يقول إننا ليل نهار نقوم بمفاوضات.
الآن المصالحة، نحن متى آخر مرة تقابلنا فيها هنا، وقلنا لكم إننا في 15-10 أرسلنا عزام الأحمد، وذهب وكان الكثير ضد ذهابه، وأنا تلقيت تحفظات وملاحظات، من كثيرين، حتى عزام عندا قرأ الموضوع، قال لي إنه لدينا ملاحظات ولكن نريد أن نوقع، ولكن قلنا اذهب ووقع، ولكن الكثيرين يقولون حلوا مشكلة الانقسام، فكيف نحلها؟، نحن ذهبنا ووقعنا بالرغم من تلقينا الكثير من التحذيرات والتهديدات الشديدة بعدم التوقيع من جانب آخر.
خالد مشعل يقول بأننا قريبين من بعض، ولكن لنجلس مع بعضنا أربع أو خمس ساعات، ونناقش بعض الكلمات، وأن يأتي ناس مع مصر، وليس هناك بديلا لمصر، فلماذا نأتي بناس مع مصر، ولا يوجد بديل لمصر، وثلاث أربع ساعات، طبعا إذا فتحنا الوثيقة لن تقفل، لان الكل لديه تحفظات سيفتحها.
أيضا مشعل دعاني بالأخ أبو مازن، ولم اعد الرئيس المنتهية ولايته، وانتهت مدته، أخونا وقرة أعيننا، دعه يأتي ونحن مستعدين بعشر دقائق أن ننهي، ولكن أيضا هناك كمن كلمة واحضر دول معنا.
كان من المفروض والمتفق عليه، والذي تكلم به عمر سليمان، انه في يوم 15 نوقع على الوثيقة، يوم 17 نعمل كذا، وعدد من وزراء الخارجية يأتي، وأظن انه ذكر أكثر من 10 وزراء خارجية عرب، بالإضافة إلى الأمين العام، الختام يكون يوم 25 بوسة لحى، ونبدأ التطبيق، فلماذا الآن تغير، لابد من أشقاء ولا بد من كذا، لكن له تصريحات أخرى، أبو مرزوق وينكر هذا في الوطن السعودية، يوم 29 -12-2009 قال، إن مصر لم تعد صالحة كمظلة، وثاني يوم بطل، ماشي، ولكنه قال، أنا سمعت وقالوا لي لا نريد مصر، ولا نريد كذا وكذا، إذا كنت تريد اتفاق فتفضل، إنما أنا متأكد وبشكل مؤكد أن حماس لا تريد انتخابات، وهنا مربط الفرس، يعني أن كل هذا العمل والتعب من أجل أن نعمل انتخابات رئاسية وتشريعية، وبعد ذلك يقول لي .. لماذا، هل لنكرس الانقسام، هل هذا اتفاق من أجل تكريس الانقسام، نحن لا نقبل هذا بالمطلق، لذلك نحن الآن ننتظر أي وقت يحبوا أن يوقعوا، وبعد ساعة أو نصف ساعة أو ربع ساعة يكون هناك لقاء، ولكن قبل ذلك لا، والتوقيع أين، في مصر.
أنا لا أريد أن أقول كما يقولون هم الشرفاء في فتح، أو فتح التي ليست في رام الله ، فتح رام الله وفتح غير رام الله، في الحقيقة لو ندقق نعرف أن كثيرين في غزة، يريدون اتفاق، ويريدون مصالحة، ويريدون فكاكا، أن يخلصوا، صحيح، ويمكن لا أريد أن أقول متأكد، لكن أنا اعرف أن هنالك أناس في غزة، فعلا يوجد قيادات وأغلب الأخوان من غزة يعرفون أن هنالك أناس يريدون مصالحة، لماذا، في الآخر هذا ابن وطني يريد أن يحقن دم شعبه، يريد شعبه أن يأكل، لأنه يا إخوان، يوجد الآن قضية كبيرة، تتعلق بإقفال الأنفاق، وقامت ضجة على مصر ولم تقعد، لأن هذا سيزيد الطين بلة، بمعنى – ربما يقلل مدخول التهريب- لكن هذا موجود، مصر تريد أن تمنع دخول الممنوعات إلى غزة، ومن حقها هذا، أنا قلت هذا رأيي ولا أظن أن الكثير يخالفوني أن نحن فعلا مع موقف مصر، لأنه من حقها أن تفعل ذلك، بعدين دعونا نقول، في حصار على غزة ولا لا؟ في حصار على غزة. طب شو سبب الحصار، نحن نأتي ونعمل كما عملت حماس أيام الهجوم، ننسى إسرائيل وننسى كل شيء ونقول على مصر أن تفتح معبر رفح، صارت كل المعركة ضد مصر، والآن يقولون نفس الشيء، سبب هذه المشكلة، هل نريد أن نبرئ إسرائيل، لا نبرئ إسرائيل، لكن دعونا نتذكر انه في 2005 هناك اتفاق رباعي، نحن وإسرائيل وأوروبا وأمريكا من أجل معبر رفح، انتبهوا مصر ليست طرفا، فمصر في الطرف الآخر، وهذا يتكلم عن الطرف الفلسطيني، قالوا من اجل أن تخرج إسرائيل، هذا هو الترتيب، يجب أن يكون هنالك مراقبة دولية، وأنا رأيت المعبر مفتوح والمواطن لا يتأخر أكثر من عشر دقائق، والأمور تسير، ويدخل إسماعيل هنية ويطلع فلان، كله يا محلاه، طيب بعد ذلك حدث الانقلاب، خرج الحرس وخرج الأوروبيون، وأقفل المعبر، هذا واحد، إذن يجب أن نعود إلى الصيغة التي افتتح بموجبها المعبر، صحيح إسرائيل فارضة حصار، طب وإسرائيل وفارضة حصار وبعدين؟!، شو بناكل بهذا الكلام؟، تريد أن نقول السبب، أن يكون عندنا الجراءة نقول السبب، نعم هذا هو السبب.
الآن نرجع مرة ثانية خلال العدوان على غزة. اعتدي على غزة، اتهمنا لم نتهم ماشي الحال، وصاروا يقولوا من أجل الله نريد التهدئة، والآن يقومون بالتهدئة، ورجعوا للكلام الأول، ولو قبلوا كانوا أعفوا أنفسهم وأعفونا من آلاف الضحايا التي حصلت، راح اللي راح، في أربعة مليار ونصف دولار، موجودين جاهزين نتيجة لمؤتمر شرم الشيخ من اجل إعادة أعمار غزة، تعالوا يا إخوان .. لا، عن طريقنا، قلنا لهم عن طريق المنظمات الدولية والأمم المتحدة وغيرها وغيرها تذهب لتبني، تدخل اسمنت وتبني ...قالوا أبدا إلا عن طريقنا، إذا لم تكن عن طريقنا لا يوجد كذا، لا يدخل اسمنت ولا حديد zzz*zاتنيلواzzz*z على عينهم ولم نستفد شيء، ماذا استفدنا؟.
إذا علينا أن نعود عندما نتكلم عما تفعله مصر، إلى الأصول إلى الجذور إلى الأسباب، التي أدت إلى هذا الموقف. وان يكون عندنا قليل من الجراءة نحكي فيها، ويقولوا أن هذا اللي حصل. ولا نعفي إسرائيل من مسؤوليتها، لم نعفي، لأنها تحاصر شعبنا، النقطة المهمة التي بدنا نحكيها أيضا أن لا احد يعرف أن عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والصحية والسيارات – الإسعاف – (وليس المرسيدس، سيارات المرسيدس تهرب بالأنفاق. كم ثمن السيارة؟ عشرة آلاف يا بلاش، كنا نجيبهم من غزة)، فكل أنواع المواد الإنسانية المطلوبة لحياة الناس، تصل من مصر، عبر أكثر من معبر، غير معبر رفح، في أناس يقولون لك ما في غير معبر رفح!، ما في غيره، في كرم شالوم، وفي صوفا وكيسوفيم، وكل واحد يصل منه شيء ومن zzz*zأيريزzzz*z كل شي يصل غير اللي نرسله نحن، يصل للداخل، إذا أيضا لا نقول أن مصر تحرم قطاع غزة من المواد وتمنع الممنوع – الممنوع هو الممنوع.
الآن لو صار هذا الإقفال للأنفاق هو منع الممنوعات!!؟ طيب، إذا هذا هو موضوع المصالحة، وهذا هو موضوع الجدار أو ما يسمى بالجدار، ولكن كلمتين أريد أن أقولهما من جديد، الكلمة الأولى نفسي من زمان أقولها، زمانه خالد مشعل قال الخليج العربي، تتذكروها؟ قامت القيامة عليه، وقالوا له، إياك أن تعيديها مرة أخرى، لأنه ممنوع أن يقول الخليج العربي، فعلا، وقالوا له علنا، إياك أن تعيدها مرة أخرى، ولم يعيدها، نحن نقول، نحن عرب وننتمي إلى الأمة العربية، ونحن مع الدول العربية وكرامتها وسيادتها ونحن مع اليمن ضد التدخلات وضد الحوثيين، ونحن مع الخليج العربي، ومع جزر الإمارات العربية أن تعود إليها، وهذا واجبنا، أن ندافع عنها، ولكن لأجل شيء لا اسكت عن أشياء أو أرفض أتكلم عن أشياء، نفسي أتكلم فيها منذ زمن.
القضية الثانية، التي يستعملها صائب عريقات، يا أخوانا يا أشقائنا، يقول، إن على الفلسطينيين أن يتفقوا، يا أخي وقعنا ورحنا، لكن نحن وقعنا، وأنتم قلتم أننا سنعاقب من يخل بالاتفاق، نفسي أن تقولوا من الذي لم يوقع، ولا تبقوا تقولون إن على الفلسطينيين أن يتفقوا، وبصريح العبارة كما يقولها لهم صائب عريقات، يجب لان تعملوا كصليب احمر.
بشكل عام يخرجون للإعلام، ويقولوا يجب على الفلسطينيين أن يتفقوا، وعليهم أن يتقوا الله في وطنهم وشعبهم ووحدتهم، يا أخي اتقينا الله وقبلنا، أقول لكم، أنا موافق على بند الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولا أريد شيئا آخر، إذا ماذا نعمل، إذا كان لم يكن هكذا فإذن هناك تكريس للانقسام، إذن الجدار والكلام عن المصريين فهمناه.
نحن لدينا الجرأة والشجاعة لندافع عن الحق، وكان موقف مصر على حق وقلنا نعم إنها تستطيع على أرضها وعلى حدودها ومن اجل سيادتها أن تفعل ما تريد، ونحن متأكدون أن مصر بعمرها لا تشارك في حصار الشعب الفلسطيني، والكثير وإنا منهم يعلمون ما هو دور مصر التاريخي، وان أمنها القومي يصل إلى جبال طوروس.
شاليط، صفقة شاليط بدأ المصريون بها، منذ أن اختطف هذا الجندي، ونحن كنا في غزة، ولم نسمع ولم يتح لنا أن نعرف مجرى المحادثات والمفاوضات التي تجريها حماس مع المصريين، ثم بطلوا عن المصريين وجاءوا بآخر ألماني، بتوقع الألمان شاطرين ولديهم خبرة، فعندما فشلت قالوا إن أبو مازن هو الذي أفشلها، لماذا برأيكم؟، قالوا لأننا نريد إخراج مروان البرغوثي، ولكن أبو مازن لا يريد خروجه ففشلت الصفقة، أولا نحن لم نكن في أولها ولا آخرها، وخرج احمد جبريل، يقول إن أبو مازن خرب الصفقة، طيب نحن قلنا مئة مرة أننا مع الصفقة، وأن أي أسير فلسطيني يخرج من السجن وتفرح عائلته نحن معه، مروان البرغوثي أنا أطالب به مئة مرة، بمعنى أنا أريده، يخرج عن طريق حماس عن طريق آخر لا يهم، المهم أنا أريد خروجه، لكن أن يلفقوا هذه القصة...لأنكم انتم لم تقدروا على إتمام الصفقة لأنه يوجد فيها شيء، ربما حواراتهم الداخلية، هي التي عطلتها، وهي أن هناك عدد من الذين سيطلق سراحهم سيبعدون، من هم أنا رأيي المتواضع، أنا ضد إخراج واحد من وطنه، القانون الدولي يحرم إخراج أحد من وطنه، صارت معنا وهي غلط، وأقول خطأ، وأبدينا رأينا منذ فترة طويلة، وقلنا خطأ، لكن نحن ليس لنا علاقة في من يخرج أو يدخل، لكن قلنا رأينا، قد لا يكون هناك أناس يبعدون، قد يكون هناك حديث عمن يبعد ومن لا يبعد، لكن نحن مع عقد الصفقة كاملة لأنه فيها إخراج أسرى وهذا مكسب لنا جميعا.
الآن كما ذكرت في البداية، يوجد لدينا قضايا كثيرة تتعلق بفتح والوطن، في عندنا اتحاد المرأة، نريد أن نرى وبسرعة أيضا الاتحادات كلها وخلال أشهر تنتهي انتخاباتها، يعني أن اتحادات لم تجري انتخابات منذ 40 عاما، وهذا غير صحي، ولكن لابد من عمل كل ما يلزم لتفعيل هذه الاتحادات، اتحادات شعبية ونقابية وجامعات ومكاتب حركية، يجب أن نعمل فيها وبأقصى سرعة ممكنة تجسيدا للنشاط الذي نقوم به الآن، واستكمالا له بان يكون هناك عمل داخل الحركة، لكي نقول بصراحة، نحن عملنا المؤتمر، وعملنا المجلس الوطني وعملنا انتخابات، ولكن يوجد أناس لم يحسوا، يقال مع أنني اشهد بان ما عملتموه آخر ثلاث أسابيع نشاط عظيم جدا، يريد الناس أن يشعروا بعد خمس أو ستة شهور من المؤتمر بشيء جديد على الأرض، بدؤوا يروا، عندما يرونكم الآن هنا وهناك وعند الجدار وغيره، وهذا جيد، ولكن يجب على الجميع، المواطن الفلسطيني في الداخل والخارج يجب أن يشعر بشيء جديد يحصل على الأرض، ونشاط يرونه بعد هذه الوجوه الشابة جميعا، zzz*zما شاء الله المجلس الثوري كله شبابzzz*z، فنحن نريد هذا الشباب أن يثبت وجوده في الوطن، كمان ليس هنا فقط، وعلاقات دولية مع الأحزاب، نريد لنرى، كم دولة جاءت إلى المؤتمر،؟ نريد أن نرى انعكاس لهذا الحضور والحماسة التي أبدتها كثير من الأحزاب في العالم لمؤتمر فتح، نريد أن نرى انعكاسها على العلاقات الثنائية بيننا وبين هذه الأحزاب، من تعاون ومساعدات وعلاقات وتبادل معرفة وغيره، يجب أن يشعر العالم أن هناك شيء على الأرض قد تجدد.
قبل أن أتكلم قليلا على غزة، هناك بعض المنظمات الغير حكومية، فلسطينية هنا تركوا كل خروقات حقوق الإنسان في العالم وانشغلوا بتونس، إن عملكم هنا في بلدك، لكن أن تنشغل بتونس، الآن انتهت كل المشاكل هنا؟، يعني حللت النقود التي تأخذها من اجل مراقبة الوضع هنا، وذهبت إلى تونس، بصراحة نحن لا نقبل ذلك، وهذه التنظيمات التي هي مؤسسات مجتمع مدني قد نعيد النظر فيها جميعا، أنا ضد أن تمس من عندنا أي دولة عربية، ولا دولة، من اليمن إلى نواكشوط، غير مسموح، ليس من قبل تنظيم مجتمع مدني أو غيره، أن ننشغل بالآخرين، فهو يأخذ النقود ليعمل هنا، ليسب علينا هنا، وليهاجمنا هنا، وبالآخر لم يجد غير مهاجمة تونس.
أنا ضد مهاجمة أي بلد عربي، وإسلامي، يا أخي نحن لسنا ناقصين، ونحن نريد العلاقة الطيبة مع الجميع، قال ماذا حقوق الإنسان والمرأة وغيرها، أي كلام هذا، لن نسمح لهم أبدا، وهم لا يجوز لهم استغلال اسم فلسطين ليبدؤوا مهاجمة هذه الدولة العربية أو تلك، ولو تهجموا غدا على الجزائر سأقول نفس الكلام، وأيضا على ليبيا أو المغرب أو موريتانيا أو عمان، نحن علاقتنا مع الجميع جيدة، وأريد أن أحافظ على هذه العلاقة.
نحن عملنا بشكل جدي من اجل أن تكون جميع علاقاتنا مع الجميع جيدة، وليس بالضرورة أن يكون الجميع معنا أو يساعدنا، ولكن يجب أن تكون العلاقات طيبة، سواء قدموا لن أو لم يقدموا، إنما أقول أننا لن نسمح بان تهاجم تونس الشقيقة التي احتضنت كما احتضنت غيرها، ولها خصوصية أننا جئنا من تونس إلى الوطن، فسنتحدث بشكل جدي مع هذه التنظيمات، وسنتخذ ما يلزم من إجراءات، ولا أحد يقول لنا غدا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وغيرها.
سمعت كلاما عن غزة، ونريد إستراتيجية وكذا، وهذا صحيح، ونريد أن نتعامل مع غزة بشكل أكبر، وهذا صحيح، ونريد أن يكون ثقلنا في غزة وهذا صحيح، أنا مع أي إجراء يتخذ في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري من أجل تفعيل وضعنا في غزة، لذلك نريد أن نعيش مع أهلنا وشعبنا في مأساتهم وأن نشعر بهم، أنا اعلم أن حماس قد تفعل ما تفعل، إذن اتركونا نحن نقدر، فالجميع يجب أن يذهب إلى غزة، فحماس موجودون لدينا، ويشتموننا في التلفاز، في تلفازنا، عندما يخرجون على شاشة تلفزيون فلسطين ويشتموننا، فعندهم الحرية الكاملة ليفعلوا ما يريدون هنا، أن يرفعوا صوتهم ويقولوا ما يريدون، ولا يوجد مانع، وان نضع أصابعنا في أعينهم، هذا بلدنا ونريد أن نجلس فيه، وعند ذلك نتحدث عن ما هي الإستراتيجية في غزة، وكيف نتعامل مع غزة، وكيف وكيف، أي إجراء أو موقف من اجل غزة نحن لابد أن نعمله، انتم تعرفون أن الحكومة تدفع 120 مليون دولار، 58% من الميزانية لغزة، وهذا ليس منة ولكن هذا واجب لأهل غزة وواجب علينا أن نعمله، ولكن يجب نحن أيضا أن يكون لنا تواجد بين أهلنا، ولا نهرب من المسؤولية والواجب.
كلمة الرئيس محمود عباس في محاضرة بالجامعة الإسلامية الروسية في جمهورية تتارستان كازان- روسيا
28/1/2010
يسرني أكون هنا في العاصمة كازان، وان التقى هنا مع طلبة الجامعة الإسلامية الروسية، وأن نتحدث إليكم وان ننقل هموم الشعب الفلسطيني وآماله، وان نتحاور معكم حول مجمل القضايا الراهنة.
إن الإسلام بدأ في كلمة اقرأ، وهو يحثنا على التعلم لأن فيه النمو والازدهار، ولأنه فيه نبذ للجهل والتعصب، وهنا أخاطب أبناءنا الطلاب العلماء الذين سينشرون ديننا السمح إلى كل العالم.
نحن سعداء بوجودنا في العاصمة كازان، مهد الحضارة الإسلامية في روسيا، لقد كنتم وعبر تاريخكم منارة للعلم والتجارة ومركز سياسي واقتصادي وتجاري هام، وهي تمثل مزيج للحضارات التي تحكمها علاقات المودة، وتتمازج فيها المساجد والكنائس والكنس بأبهى صورة.
نتمنى لكازان النجاح بصفتها عاصمة للألعاب الجامعية الصيف المقبل، وبهذه المناسبة نبارك لفريق روبن كازان فوزه بالدوري الروسي لسنتين متتاليتين، وندعوه إلى فلسطين ليلعب مع منتخب فلسطين مثلما لعب فريق من الشيشان وروسيا معنا، لان الرياضة هي طريقة من طرق التواصل الحضاري بين الشعوب، والمسالة تبدأ بالرياضة وتنتهي بكافة المجالات.
وكما تعرفون فان الصين وأميركا بدأت علاقاتهما من خلال الرياضة، ونحن لا نريد أن نبدأ علاقات معكم لأنكم إخوة لنا في الإسلام منذ قرون طويلة، ولكن نريد أن نعيد التواصل معكم.
مهما تحدثت عن كازان فلن أوفيها حقها، فهذه الجامعة التي أتشرف بالتحدث من على منصتها، تحدث منها ودرس فيها الآلاف من العلماء، وأتمنى أن تكون هناك تؤامة بين الجامعة الإسلامية الروسية وبين جامعة القدس، ونحن نريد هذه التؤامة لتبادل الطلاب والخبرات والمعلومات والتكنولوجيا، وأدعو جامعتكم لإنشاء تؤامة مع جامعة القدس الشريف، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وانتم تعلمون أن القدس هي أسيرة ومحتلة، أو إن شاء الله ستحرر وان تقدروا أن تقدسوا حجتكم فيها كما تنص تعاليم ديننا، إذن جامعتكم ستسبق الآخرين، ستسبق الحجاج لعمل تؤامة بينها وبين جامعة القدس، أملا في أن تحرر القدس قريبا وأن يحصل تؤامة بين القدس ومدينة كازان.
أيها الإخوة الأعزاء،
أمس الأول طلب مني فخامة الرئيس ميدفيدف أن أؤسس لعلاقات بين فلسطين وتتارستان في كافة المجالات، حيث أنه قال إنكم تتمتعون بخبرات عميقة وواسعة في كافة المجالات.
بالأمس اجتمعنا مع فخامة الرئيس، واليوم سنجلس أيضا لنتحدث حول هذه المواضيع وندرسها جيدا.
نحن اليوم نسعى لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة، وبالتأكيد نثمن عاليا ما تقدمه جمهورية روسيا الاتحادية للشعب الفلسطيني في كافة المجالات.
وأتطلع من خلال زيارتي لكم أن ابني جسور التواصل مابين القدس وكازان.
نحن مازلنا نعيش تحت نير الاحتلال، من استيطان وجدار واعتقالات، مازلنا تحت الاحتلال نناضل من اجل إنهاءه، وبالتأكيد بدعمكم ومساعدتكم، ولكن قبل كل شيء بعون الله سنتمكن من تحرير بلادنا ونيل الاستقلال.
مع كل ذلك وبالتعاون مع الأصدقاء في روسيا والاتحاد الأوروبي وأميركا والأمم المتحدة وهؤلاء يسمون اللجنة الرباعية، وبمساعدة الأشقاء العرب وبقية دول العالم التأسيس للسلام، سلام يقوم على أساس الدولتين، دولة فلسطين وعاصمتها القدس، ودولة إسرائيل، ولا يكمن أن تقوم دولة فلسطين بدون أن تكون عاصمتها القدس وان يكون الأقصى جزء من هذه العاصمة.
ولكن للأسف، وعلى الرغم من مساعي أعضاء اللجنة الرباعية، إلا أن إسرائيل تصر على عدم تنفيذ أي من الالتزامات التي ترتبت عليها من الاتفاقيات الموقعة وخطة خارطة الطريق، بما في ذلك ما هو مطلوب منها كوقف الأنشطة الاستيطانية وعدم هدم البيوت وتهجير السكان خاصة في القدس، وعدم استخدام الأدوية والأغذية في الحصار المفروض على قطاع غزة، إذن هناك استيطان وحصار وهدم للبيوت في القدس، هناك تهجير للسكان، هناك حصار ظالم مفروض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، هذه الأمور يجب أن تزول من أجل أن نبني الدولة وان نعيش مع بعض بأمن واستقرار.
رغم كل هذه الإجراءات الإسرائيلية إلا إننا متمسكون بالسلام كخيار لنا، نريد أن نصل إلى الدولة الفلسطينية من خلال السلام والمفاوضات، نحن حاربنا كثيرا،60 عاما من الحروب منذ 1948، ولكن قبل ذلك هناك ثورات فلسطينية، كثورة عام 1936 وثورة عام 1929، عشنا حروب طويلة، نريد ألان أن نستقر، وان نصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
أساس المفاوضات هو خطة خارطة الطريق، وضمنها لابد إنكم سمعتم عن مبادرة السلام العربية، والتي تقول، إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية والفلسطينية، لان هناك أراضي عربية أخرى تحتلها إسرائيل كالجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، فان جميع الدول العربية بل جميع الدول الإسلامية لا مانع لديها من أن تبني علاقات مع دولة إسرائيل.
إذا هناك عرض عربي وإسلامي مهم يقدمه العرب والمسلمون لدولة إسرائيل لكي تنسحب من أراضيهم مقابل أن يكون هناك علاقات طبيعية بين الدول العربية والإسلامية وعددها(57 دولة) وبين إسرائيل، إذا نحن طلاب سلام، وديننا الحنيف يحث على السلام، ونحن عندما نبدأ أي لقاء نقول السلام عليكم، اذا نحن نؤمن بالسلام.
ديننا الحنيف هو دين التسامح والمقدرة، الدين الذي جعل من تواصل الناس أساس للحياة، وهو يرفض التطرف، ولا يفرق بين الناس.
هذا هو الدين الإسلامي، لا يميز بين البشر، ولا يفرق بين اسود وابيض، ولا طويل ولا قصير، وإنما الفرق هو من اقرب للتقوى عند الله، وبالتالي نحن ننظر إلى كل العالم نظرة واحدة، ونخاطب العالم بلغة واحدة، نحن كمسلمين علينا إتباع تعاليم الدين الإسلامي في التعامل مع الآخرين، وان نتبع الحسنى في حوارنا مع الديانات الأخرى.
أيها الإخوة،
انتم في تتارستان تمثلون لقاء القارات والحضارات والأديان، وتمثلون الانفتاح وعدم التعصب، إن ديننا الحنيف لا يمت للتطرف بصلة، ولا يقبل الاستخفاف بأرواح البشر بالمطلق.
إن قتل النفس البشرية بدون سبب هي قتل لكل البشرية، ورسولنا الكريم(عليه الصلاة والسلام) يشدد على إن هدم الكعبة اخف عند الله سبحانه وتعالي من قتل النفس بدون وجه حق.
لذلك فان انتصارنا على الإرهاب والتطرف لن يتم بدون تحقيق العدالة والرقي، والعدالة تبدأ بفلسطين، هناك قضايا كثيرة كأفغانستان وباكستان واليمن والعراق والصومال، كلها بؤر متفجرة، نحن نعتقد إذا حلت القضية الفلسطينية فان كل القضايا ستحل، وإذا بدأت العدالة بفلسطين فستنتشر إلى كل العالم.
لقد بدأت امتنا رسالتها بالبحث عن المعرفة والعلم، وما أحوجنا اليوم للعلوم التي ينتفع فيها البشر، وكم أنا فخور بوجودي في الجامعة الإسلامية، وفي هذا البلد الذي نعتز بنسيجه الاجتماعي والحضاري والثقافي.
نحن نعاني من انقسام فلسطيني داخلي، وهو حصل عندما قامت حماس بانقلاب عسكري في القطاع، ونحن منذ ذلك الوقت نتحاور، ووصلنا إلى اتفاق عن طرق مصر الشقيقة، ووقعناه في 15 أكتوبر الماضي، ونتمنى أن يوقع هذا الاتفاق، ونحتكم إلى الشعب وصندوق الاقتراع.
نحن آمنا بالديمقراطية، كما أمنتم انتم بها، وهي السبيل السياسي في كل دول العالم، إذاً نقول أن عليهم أن يأتوا ويوقعوا لنصل إلى صندوق الاقتراع بكل نزاهة وشفافية ومحاسبة لنصل إلى النتيجة التي يريدها الشعب، وسنقبل برأي الشعب.
فلسطين تمد يدها إليكم لتكون لكم جسرا إلى العالم العربي، ونرجو أن نتواصل معكم دائما، وندعو إخوتنا إلى زيارتنا، ونريد أن نبدأ بفريق روبن ليزورنا ويلعب معنا، ونحن متأكدون بأنه سيغلبنا لأنه فريق قوي.
خطاب الرئيس محمود عباس أمام البرلمان البلجيكي بروكسل
23/2/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس مجلس الشيوخ،
السيدات والسادة النواب،
الحضور الكريم،
أشكركم على دعوتكم الكريمة لي للحديث من على هذا المنبر، وأمام ممثلي شعب مملكة بلجيكا الصديق.
واسمحوا لي أن أُعبر باسم شعبنا الفلسطيني ومن خلالكم عن فائق تقديرنا لما تقدمه بلادكم من مساعدات مالية واقتصادية، سواء على المستوى الثنائي أم من خلال مؤسسات الاتحاد الأوروبي، لتلبية احتياجات مواطنينا، ولتمكيننا من إقامة قاعدة اقتصادية لبناء دولتنا المستقلة، وقد تعزز جهد بلادكم هذا من خلال اتفاقية التعاون التي وقعت في رام الله بتاريخ الرابع من آذار عام 2008 ما بين وزارة التعاون والتطوير البلجيكية ووزارة التخطيط والتنمية الإدارية الفلسطينية، وقدمتم من خلالها مبلغ خمسين مليون يورو لثلاث سنوات، استثمرت في العديد من المشاريع في مجالات مختلفة شملت البُنى التحتية والتعليم والصحة، وعندما تتجولون في مدننا وقرانا ستجدون الآلاف من أطفالنا يتوجهون وسيتوجه غيرهم إلى ثمانية عشر مدرسة بنيت وتبنى بالتمويل السخي من بلادكم الصديقة.
إن كل ذلك يتم في ظل منظومة متقدمة من الرقابة والشفافية والمحاسبة التي حققتها حكومتنا ووزاراتنا وتشهد لها المؤسسات المالية الدولية والجهات المختصة في الاتحاد الأوروبي. ولا انسى أن أول اتفاقية وقعت بيننا عام 2005 من قبل السيد دوديكير رئيس المجلس الحالي والذي كان في حينه وزيرا للتعاون والتنمية، حيث التقينا مع سيادته في رام الله.
الأصدقاء الكرام،
إننا رغم كل الصعوبات، سائرون على طريق بناء اقتصادنا الوطني وتوفير فرص العمل لأبناء شعبنا، وتوفير الأمن وتحقيق سيادة القانون وإنهاء كل مظاهر الفوضى، ومكافحة التطرف، وإحلال ونشر ثقافة السلام والتسامح بدلاً من ثقافة العنف، والأمل مكان اليأس، متطلعين إلى تحقيق السلام العادل والدائم، القائم على أسس ثابتة، مقوماتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
إن هذا الحل سوف يحقق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة برمتها وسيُؤدي إلى اعتراف سبعة وخمسين دولة إسلامية بدولة إسرائيل، وهذا تحديداً ما ورد في مبادرة السلام العربية التي أطلقتها القمم العربية وأقرتها القمم الإسلامية.
إن ما يعيق تحقيق هذا الهدف النبيل الذي يجمع عليه العالم بأسره، هو استمرار إسرائيل في استيطانها، فهذا الاستيطان هو الذي حال دون إحراز تقدم في المسيرة السلمية منذ أن وقعنا على اتفاقية أوسلو عام 1993، بل وهدد بتقويضها، وكان ولا يزال أخطر أشكال الاستيطان ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة من هدم لمنازل المواطنين الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين، ومصادرة أراضيهم، وإخلائهم من بيوتهم وسحب هوياتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم، لإجبارهم عبر مختلف الأساليب غير المشروعة على مغادرة مدينتهم، وهذا شكل من اشكال التطهير العرقي.
لقد قبلنا والتزمنا منذ البداية بحل الصراع عبر المفاوضات، وعلى أسس ومرجعيات أجمع عليها المجتمع الدولي، لذلك المشكلة لا تكمن في العودة إلى المفاوضات، لكن في عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالأسس والمرجعيات التي أجمع عليها المجتمع الدولي، وكان ذلك واضحا في نص البيان الذي صدر عن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الثامن من ديسمبر من العام الماضي، حيث عبروا فيه عن القلق والاستنكار لما تقوم به إسرائيل من إجراءات تشمل البناء في المستوطنات وإقامة جدار الفصل العنصري والحصار اللاإنساني لقطاع غزة، مع تأكيد واضح وصريح على انه حان الوقت لتسوية سلمية تقود إلى قيام الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967، مع إمكانية تبادل للأراضي بالقيمة والمثل، بنسبة معينة تكون نتيجة اتفاق بين الطرفين.
الأصدقاء الأعزاء،
إننا لا نتكلم بلغتين، بل موقفنا واحد ونعبر عنه بكل اللغات. نريد إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 عبر المفاوضات، فهل لنا أن نسمع من الحكومة الإسرائيلية وبلغة واضحة إن كانت تعتبر الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أرضاً فلسطينية يجب الانسحاب منها، بدلاً من الاستمرار في المراوغة وكسب الوقت والابتزاز، من أجل خلق واقع يستحيل معه إقامة الدولة الفلسطينية المترابطة جغرافيا والقابلة للحياة؟
من جانبنا نقول نعم وموافقون على كل مرجعيات عملية السلام التي تحظى بإجماع دولي بدءاً من قرارات مجلس الأمن الدولي إلى خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، وبيان ديسمبر الأوروبي، وكذلك استعدادنا لتنفيذ الاتفاقيات التي وقعناها أو التفاهمات التي توصلنا إليها مع حكومات إسرائيلية سابقة.
على هذه الأسس يجب أن ننطلق، خاصة وأننا وصلنا إلى مرحلة حرجة جدا تستدعي عملاً دولياً منسقاً ومكثفاً، فالاستيطان يجب أن يتوقف لأنه مقتل لعملية السلام ومناقض لالتزامات إسرائيل بموجب المرحلة الأولى من خارطة الطريق والاتفاقات الموقعة.
إنني من على هذا المنبر أدعو جميع الأصدقاء وكل الحريصين على فرص تحقيق السلام في الاتحاد الأوروبي إلى عدم القيام بأية مشاريع في المستوطنات أو الاستثمار فيها، فكل مبادرة تدعو إلى مقاطعة إنتاج المستوطنات، هي عملٌ يصبُ في مصلحةِ السلام.
سيادة الرئيس،
حضرات النواب المحترمين،
لقد توقفت المفاوضات بيننا وبين الجانب الإسرائيلي بسبب مواقف وقرارات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية الحالية، تخالف المرجعيات الدولية، وتتنكر لما كنا قد توصلنا إليه مع الحكومة الإسرائيلية السابقة أي حكومة أولمرت- ليفني.
فبعد مؤتمر أنابوليس الذي شاركت بلادكم فيه دخلنا بمفاوضات جادة تحت رعاية أمريكية، استطعنا خلالها الخوض في كل التفاصيل، وكان من أهمها الاتفاق على مبدأ أن حدود الدولة الفلسطينية ومساحتها هي حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967، وقد أكدت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، على هذا الموقف في لقاء مع الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي يوم 30 تموز 2008.
كان هناك تفاؤل بأن الأمور يمكن أن تسير إلى الأمام وبسرعة كبيرة خاصة بعد المواقف التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما قبل انتخابه، وبعد انتخابه مباشرة من أنه سيعطي الأولوية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لما لقضية فلسطين من تأثير واهتمام في العالمين العربي والإسلامي ولأن معاناة الشعب الفلسطيني آن لها أن تنتهي، وطالب بضرورة الوقف التام للاستيطان من أجل العودة إلى المفاوضات.
تغيرت الصورة مع التغيير الذي حصل في إسرائيل، فقد تبنت الحكومة الجديدة بأحزابها المختلفة سياسة مغايرة تماماً للحكومة السابقة، وكان رد رئيس وزرائها على خطاب الرئيس أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة، الإعلان عن ثلاثة أمور تقضي على عملية السلام وهي:
اعتبار كل ما تقوم به إسرائيل في القدس الشرقية المحتلة من استيطان وقيود وتهجير، هو حقها السيادي لأن القدس موحدة وعاصمة أبدية لدولة إسرائيل.
تنفيذ مشاريع استيطانية تشمل بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية بالإضافة إلى منشآت عامة في معظم المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.
مطالبتنا بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وهو ما لم تطلبه إسرائيل من أية دولة من دول العالم تقيم معها علاقات دبلوماسية.
إن توقف المفاوضات لم يكن نتيجة رفضنا لها بشكل مطلق، وإنما بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية لما كان قد اتفق عليه سابقاً، وهي تطالب بالعودة إلى المفاوضات مع استمرارها في الاستيطان وتفسير ذلك هو أننا نستطيع كفلسطينيين أن نقول ما نريد على طاولة المفاوضات، أما إسرائيل فتفعل ما تريد على أرض الواقع.
لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية التي لا نشك بحسن نوايا رئيسها باراك أوباما وإدارته، من خيار بعد الزيارات المتعددة التي قام بها السيناتور ميتشل، وبعد اللقاء الثلاثي الذي جرى أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وضمني إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأمريكي، سوى مواصلة الجهود من أجل تحريك العملية السياسية، فطلب الرئيس أوباما من نتنياهو أن يقوم ببعض الإجراءات تحت مسمى حسن النوايا تجاه الجانب الفلسطيني وهي:
إزالة بعض الحواجز في الضفة الغربية، وإيقاف الاجتياحات غير المبررة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في مُدننا، وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم حوالي الثمانية آلاف أسير ومعتقل سياسي كثير منهم معتقلون بدون صدور أحكام عليهم، والمطلب الرابع تحويل مناطق من سـي إلى ب، ومن ب إلى أ، لإعطاء السلطة الوطنية الفلسطينية المزيد من الصلاحيات عليها. والمطلب الخامس إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة. وكان الرد الإسرائيلي إعلان لنتانياهو بالأمس أن الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثاً يهودياً إسرائيلياً وهذا استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية.
لم تلق هذه المطالب استجابة من الجانب الإسرائيلي، ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية ومبعوثها إلى عملية السلام استمرت في السعي لإبقاء باب الفرص مفتوحاً، وكانت آخر المقترحات التي قدمت هي إجراء ما سمي بالمحادثات عن قرب Proximity Talks، فكان ردنا على ذلك توجيه ثلاثة أسئلة للولايات المتحدة حول:
1. الأرضية السياسية، أو مرجعية المفاوضات.
2. المدة الزمنية أو الإطار الزمني للمفاوضات.
3. الموقف الأمريكي بعد نهاية المدة، في حال لم يحصل اتفاق.
كما طالبنا المبعوث الأمريكي بأن تجدد الإدارة الحالية موقف الإدارة السابقة فيما يتعلق بتحديد حدود عام 1967، وان تتبنى ومعها بقية أطراف الرباعية الدولية البيان الذي صدر عن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في 8 ديسمبر2009.
إننا ننتظر أن تتضح الأمور وحتى يحين ذلك، فإننا حريصون على التشاور وعلى التنسيق في مواقفنا مع الدول العربية، وكذلك مع دول الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم المعنية بإحلال السلام في منطقتنا.
لقد طالبنا ونطالب بدور سياسي فاعل للاتحاد الأوروبي يكمل الدور الأمريكي الذي نقدر جميعا أهميته ومركزيته، ونعتبر أن كل تأخير وتسويف سيقوض فرص السلام ويدخل المنطقة في دوامات جديدة من العنف.
سيادة الرئيس، حضرات النواب،
قبل أن أنهي كلمتي أريد التعرض إلى وضعنا الداخلي الفلسطيني، فالحياة في قطاع غزة مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة نتيجة الحصار الإسرائيلي والدمار الذي أحدثه العدوان العام الماضي، كما أن الانقلاب الذي قامت به حركة حماس أضعف الموقف السياسي الفلسطيني، وهو يعطي ذريعة لكل من يريد أن يشكك بشرعية التمثيل الفلسطيني، لقد بذلنا أقصى ما يمكننا من جهد لإنهاء حالة الانقسام، فوقعنا على وثيقة المصالحة التي أعدتها مشكورة جمهورية مصر العربية، بعد أشهر من الحوار بين المنظمات الفلسطينية، غير أن حركة حماس وبسبب ضغوط ومصالح مع جهات إقليمية لم توقع بعد على هذه الوثيقة.
إن إنهاء الانقسام والمصالحة هو الخطوة الأولى من اجل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، فنحن نؤمن بأن صناديق الاقتراع هي الحكم، وكان يفترض أن تجري الانتخابات يوم الرابع والعشرين من كانون الثاني الماضي، الأمر الذي عطلته حماس. وقد تضمنت وثيقة المصالحة المصرية اقتراحا بإجراء الانتخابات يوم الثامن والعشرين من شهر حزيران القادم وقد قبلنا بذلك.
ستبقى استعادة وحدتنا هذه أحد أهدافنا الرئيسية، وسنبقى حريصين على الممارسة الديمقراطية ولذلك فنحن نقوم الآن بالإعداد من أجل إجراء الانتخابات المحلية يوم السابع عشر من شهر تموز القادم.
السيد الرئيس،
حضرات السادة النواب،
أيها الحضور الكريم،
يتطلع شعبنا إليكم، كما يتطلع إلى كل الأحرار في هذا العالم متسائلاً:
إلى متى تستمر معاناته؟ ألا تكفي معاناته نتيجة النكبة منذ عام 1948؟ ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال الاستيطاني المستمر منذ عام 1967؟
إن إيمان شعبنا بالسلام لا يتزعزع، ويحلم بالعيش كبقية شعوب العالم، صبر ويصبر منتظراً أن تتحقق العدالة، وأن ينتصر منطق الحق على منطق القوة. إننا نريد سلاماً لأولادنا ولأولاد جيراننا الإسرائيليين، وإننا نحلم بمستقبل تحل فيه المحبة مكان الكراهية، والتعاون والتعايش مكان الخصومة، والجسور مكان الجدران.
إننا شعب يستحق الحياة والعيش بحرية وكرامة في دولة فلسطين المستقلة. وإن شعبنا يعول كثيرا على دعمكم الدائم لتحقيق هذا الهدف.
أشكركم على حسن إصغائكم.
والسـلام عليـكم
خطاب الرئيس محمود عباس أمام القادة العرب المشاركين بالقمة العربية (قمة دعم صمود القدس) في مدينة سرت الليبية
27/3/2010
سيــادة الأخ القـائد معمر القذافي
قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة
رئـيس القمـة العـربية
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسيادة
الإخوة القادة العرب
معالي الأمين العام
السادة أعضاء الوفود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يُسعدني أن أتقدم بالتهنئة إلى سيادة الأخ القائد، معمر القذافي لتسلمه رئاسة القمة متمنياً له التوفيق، واثقاً من نجاحه الأكيد في هذه المهمة، كما أُحيي صاحب السمو الأخ، سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، على رئاسته الناجحة للقمة السابقة، وأيضاً أتقدم بالشكر والتقدير لمعالي الأخ، عمرو موسى وللأمانة العامة للجامعة العربية على عملهم الدؤوب والمتواصل لإنجاح أعمال هذه القمة.
وأود هنا، أن أتقدم بالشكر والتقدير للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، قائداً وشعباً على كرم الضيافة وحسن الإعداد، وتوفير كل الدعم والتسهيلات والأجواء اللازمة لها. فانعقاد هذه القمة على أرض الجماهيرية التي لها في قلوبنا وأفئدتنا جميعاً مكانة خاصة ومتميزة، يزيدنا تصميماً على الخروج بأفضل النتائج والقرارات التي تتوخاها وتنتظرها شعوبنا العربية.
سيادة الأخ القائد معمر القذافي، رئيس القمة،
الأخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو
القادة العرب.
اليوم ونحن نلتقي مجدداً تحت سقف هذا البيت، بيت العرب، جامعة الدول العربية، فإننا نُدرك أننا نمر في مرحلة بالغة الأهمية، وأمام تحدٍ خطير. إنه الامتحان المصيري الذي يستدعي نهضة الأمة القادرة على مجابهة متطلبات هذه المرحلة بكافة استحقاقاتها بالتوافق على صياغة موقف عربي موحد، وإجابات محددة على كل ما يواجهنا من معضلات، واعتماد وسائل وهياكل ومنظومات، تكفل تطوير الأداء وتفعيل جهودنا المشتركة، فأمتنا بتاريخها وبإمكانياتها وبقدرات وطموحات دولها وشعوبها، قادرة على حماية مصالحها وتثبيت موقعها المستحق وإسهامها الحضاري المتصل في عالم علينا أن نحسن قراءة ما يجري فيه من متغيرات متواصلة ومتلاحقة.
أخاطبكم اليوم أيها الأخوة الأعزاء، باسم شعبنا الفلسطيني، انطلاقاً من إيماننا جميعاً بأن قضية الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه الثابتة هي القضية المركزية لدولنا العربية، فإنها بالتالي تُشكل وبكل تأكيد نقطة توافق حول واحد من أهم المرتكزات الإستراتيجية للعمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة، خاصة ونحن نعيش في ظروفٍ استثنائية غير مسبوقة وبالغة الخطورة، ظروفٍ ستشكل منعطفاً حاسماً في تاريخنا كله، وسوف يتوقف توجه هذا المنعطفً على إدراكنا المشترك لطبيعة المرحلة الصعبة التي نجتازها ومدى استعدادنا المشترك للتعامل معها، ومواجهة تحدياتها.
فلا شك أنكم تتابعون معنا كل التطورات الخطيرة، وتشاهدون وتسمعون ما تقوم به إسرائيل ضد القدس ومواطنيها، حيث تتصاعد منذ مدة الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية ضد هذه المدينة المقدسة، بوتيرة وتكثيف لم يحدث منذ عقود.
وأصبح هدم واحتلال البيوت وتشريد أصحابها، ومصادرة الأراضي وبناء الوحدات الاستيطانية، ممارسةً يوميةً تُنفِذ برنامج التطهير العرقي. وأصبح المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هدفاً ثابتاً لحملة الاحتلال وللمتطرفين الإسرائيليين.
هذه الحملة التي تستهدف المقدسات المسيحية والإسلامية من أجل تهويد القدس العاصمة الخالدة لدولة فلسطين، وإلغاء وجهها وهويتها العربية والإسلامية الأصيلة، وإلى عزل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية، وهو قرار يهدف إلى استباق مفاوضات الوضع الدائمّ وخلق أمر واقع لتدمير عملية السلام برمتها وذلك بانتهاك صارخ للاتفاقات الموقعة، والالتزامات والضمانات المقدمة بما في ذلك خطاب الضمانات الأميركي الذي قُدم لنا في مؤتمر مدريد للسلام، وكذلك بقية قرارات الشرعية الدولية في تحيز واستخفاف بمشاعر المؤمنين المسلمين والمسيحيين، وبإرادة المجتمع الدولي.
لقد قلنا أيها الأخوة دوماً، ونجدد القول أمامكم اليوم، بأن القدس هي درة التاج، وهي بوابة ومفتاح السلام، وأكدنا باستمرار أن العبث بالمدينة المقدسة من قبل الاحتلال هو إذكاء لنار التوتر، وتأزيمٌ للوضع وإشعال الحروب في المنطقة والعالم.
ونحن إذ نُحيي معكم اليوم، صمود أبناء شعبنا في المدينة المقدسة وهم يتصدون مع بقية أبناء شعبنا في كل مكان لهذه الهجمة الجديدة ضد الأقصى وضد القدس، فإننا نؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب، وكل حجر من القدس، ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين، وعن المسجد الأقصى، وعن كنيسة القيامة وعن كل مقدساتنا، ومصممون على دعم صمود أبناء شعبنا الشجعان، ونؤكد مجدداً بأنه لن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس الشريف، إذ لا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس الشريف عاصمة لها.
الأخوة والأخوات
إننا في الوقت الذي نخوض فيه معركة الدفاع عن القدس وعن شعبنا، فإننا نخوض مواجهة ساخنة على صعيد عملية السلام. فقد رحبنا بكل الجهود الصادقة الرامية لتحقيق السلام، ونرحب بالتوجهات التي أعلنها الرئيس أوباما، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين، وانخرطنا مع الإدارة الأميركية في جهد متصل لترجمة هذه التوجهات إلى واقع مع الحفاظ على منطلقات موقفنا الذي حددته القمم العربية ومبادرة السلام العربية.
وأكدنا على هذه المواقف في كل مكان، ولم نتأثر بالضغوط، ولم نتخل عن دورنا، ولم نسمح بأن يكون صوت فلسطين غائباً أو مغيباً عن أي محفل، بل أردناه حاضراً وشجاعاً يعبر ويدافع عن حقوقنا.
وأكدنا من هذا المنطلق في كل اللقاءات الدولية ونؤكد اليوم، تمسكنا بخيار السلام الذي نؤمن بأنه يتطلب توفير المتطلبات التي حددها المجتمع الدولي والرئيس أوباما لإعادة إطلاق عملية السلام العادل والمفاوضات، وفي مقدمتها، الوقف الشامل للنشاطات الاستيطانية في القدس وفي بقية أرجاء الأراضي الفلسطينية، والتحديد الواضح لمرجعية عملية السلام.
وقد لمسنا تفهماً ودعماً لموقفنا لدى دول العالم التي تدرك عدم جدوى إطلاق المفاوضات، في ظل استمرار الاستيطان، وتدرك عبثية التفاوض حول الحدود في حين يعمل الاحتلال على رسم وفرض الحدود، التي تلبي أهدافه التوسعية، وعبر طرح مخطط الدولة ذات الحدود المؤقتة الذي رفضناه، ونؤكد رفضنا له اليوم.
وأصبحت هذه الدول تدرك أن أي عملية سلام محكومة بالفشل ما دامت تفتقر لاتفاق حول مرجعياتها وأهدافها وفق ما حدد المجتمع الدولي والشرعية الدولية، وظهر ذلك جلياً فيما طرحه المبعوث الأميركي جورج ميتشل لما سماه بمباحثات التقريب، أو ما يسمى بالمحادثات غير المباشرة والتي تم إطلاعكم على مضمونها من خلال لجنة المتابعة العربية، حيث طرح السيد ميتشل أن المدة الزمنية لحل قضايا الوضع النهائي كافة هي 24 شهراً وأنه سيبدأ بقضية الحدود والتي سيتم انجازها خلال الأشهر الأربعة الأولى .
إن سعينا للسلام وإعادة العملية السلمية إلى مسارها الطبيعي مستمر ومتواصل وبالتوافق والالتزام بكل القرارات العربية والتنسيق المشترك مع الأشقاء والأصدقاء كافة في كل التحركات، لكن استمرارها وتقدمها بحاجة إلى شراكة حقيقية وصادقة، وهذه الشراكة تتوقف على صدق نوايا الطرف الآخر في إسرائيل والتزامه بالاتفاقات المبرمة نصاً وروحاً، إذ لا يمكن مواصلة الجهود واستئناف المفاوضات غير المباشرة التي تم الاتفاق على الشروع فيها بتوصية من لجنة المتابعة العربية وبقرار من القيادة الفلسطينية وبرعاية أمريكية والعمل من أجل السلام، مع استمرار الاستيطان وسياسة الإملاء ومصادرة الأراضي، وفرض الأمر الواقع التي تنتهجهما الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تسببت بإلحاق أفدح الأضرار بشعبنا الفلسطيني.
إنني من على هذا المنبر، أقول لقادة أمتنا العربية ولشعوبها، إن القدس وما حولها أمانة وضعها الله سبحانه وتعالى في أعناقنا، وإن إنقاذها من غول الاستيطان وخطر التهويد والمصادرة، هو فرض عين علينا جميعاً، لذلك أدعوكم جميعاً للعمل الجاد والعاجل لإنقاذها وتوفير كافة الإمكانيات لتعزيز صمودها والحفاظ على طابعها التاريخي والحضاري والديني، أود أن أؤكد على أهمية أن نعمل جميعا على مجموعة من المقترحات وهي :
1-دعوة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وكذلك المنظمات الدولية وخاصة اليونسكو إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس وتحمل مسؤولياتها لوقف هذه الإجراءات في المسجد الأقصى والمواقع الأثرية ومواقع التراث في القدس وبيت لحم والخليل وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة وحمايتها من التهديدات الإسرائيلية والتي يزيد عددها عن مئة وخمسين مَعلَماً اثريا يعملون على وضعها وضمها كمواقع أثرية يهودية على حد زعمهم وادعاءاتهم، وإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا .
2-أهمية أن تتقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف، وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني بصفتها قوة احتلال يتوجب عليها عدم المساس بالوضع في القدس.
3-حشد الدعم العربي والإسلامي والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي وخاصة لجنة القدس للعمل على وقف إجراءات إسرائيل في القدس ولتعبئة الرأي العام العالمي لوقف الاعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية وحمايتها، والتأكيد على أن القدس الشرقية أرض محتلة وبأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيها باطلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين.
4-تقديم دعمٍ ماليٍ إضافي وبشكل عاجل من خلال صندوقي الأقصى والقدس، وذلك بزيادة الدعم المقرر في قمة بيروت 2002 والموجه للصندوقين المذكورين إلى خمسمائة مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس وتثبيته على ارض وطنه، ودعوة الصناديق والمؤسسات المالية العربية لتنفيذ مشاريعَ تنموية في القطاعات كافة التي تدعم الوجود العربي في المدينة المقدسة مع أهمية استمرار وتعزيز الدعم لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية التي يخصص 58% منها لدعم شعبنا في قطاع غزة الحبيب.
5-وضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس، وتكليف الأمانة العامة لدعوة مجلس الجامعة على مستوى الوزراء خلال ثلاثة شهور لتقييم الموقف على ضوء تطور الأحداث في القدس .
سيادة الأخ رئيس القمة،
الأخوة أصحاب الفخامة والجلالة والسيادة والسمو،
إن إنقاذ حل الدولتين وما يتعرض له من خطر ومستقبلَ الأمن والسلام في المنطقة، يتطلبان التحرك الفوري لإلزام حكومة إسرائيل بإعلان موقف واضح غير قابل للتأويل بقبول حل الدولتين على حدود سنة 1967، أقول حل الدولتين لأن إسرائيل حتى الآن لا تؤمن بهذا ولا تعمل بهذا ولا ندري باي اتجاه يريدون أن يأخذوننا، وإلزامها كذلك بوقف أنشطتها الاستيطانية وفق ما نصت عليه خطة خارطة الطريق، وإن تنفيذ هذين الأمرين، يشكل المدخل الضروري لإمكانية نجاح أية جهود نحو إحياء العملية السياسية وبما يفضي إلى إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن شعبنا وخاصة في قطاع غزة وفتح المعابر وتشغيل الممر الآمن لضمان حماية وحدة الأراضي الفلسطينية، والحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة مترابطة ناجزةِ السيادة ونحن في هذا الإطار نجدد ترحيبنا بالبيان الأخير الذي أصدرته اللجنة الرباعية في اجتماعها في موسكو، في 19/3/2010 م كما رحبنا سابقاً بالبيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي في ديسمبر،2009 وهو أمر هام، ولكن الأهم الآن لكافة أطراف المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية التحرك بسرعة وبشكل عملي وملموس لإيجاد آليات لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما جاء في تلك البيانات، ووضع حد لاستهتار الحكومة الإسرائيلية إزاء مستقبل الأمن والسلام في المنطقة، ليس فقط بإلزامها بالاتفاقات الموقعة وبمرجعية عملية السلام، وحل الدولتين بل وباتخاذ خطوات عملية وملموسة تفرض على إسرائيل وقف الأنشطة الاستيطانية.
الأخوة الأعزاء،
إننا في الوقت الذي نخوض فيه التحديات، على جبهتي القدس والعملية السياسية، فإننا كنا ولا زلنا نعمل بمثابرة وبكل جهد صادق لأداء استحقاق المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام الذي فرضه علينا انقلاب حماس في قطاع غزة في حزيران 2007، ومن أجل استعادة وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات ونظاماً سياسياً، ولإنهاء الحصار الجائر الذي يتعرض له شعبنا في غزة، فقد تجاوبنا مع الجهد المخلص الذي قامت به مصر الشقيقة وبدعم عربي مقدّر، وتوج بورقةٍ المصالحة المصرية، والتي جاءت حصيلة حواراتٍ عدة ولأشهر طويلة، ووقّعت عليها حركة فتح، وقدمنا كل المواقف المزيلة للعوائق والمسهلة لتقدم المصالحة الوطنية، وقلنا ونقول اليوم، إن على حماس التوقيع على هذه الورقة، ونحن من جانبنا نؤمن بحل الأزمة القائمة وأي إشكال آخر عبر الاحتكام إلى الشعب والعودة إلى صناديق الاقتراع.
وهذا الموقف نابع من حرصنا على حماية قانوننا الأساسي ومن إيماننا العميق برفض الاحتكام للسلاح، وبرفض الممارسات الانقلابية في العمل الوطني، مما يعزز صمودنا بالوقوف موحدين في مواجهة سياسات الاحتلال وممارساته العدوانية، لأن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من الانقسام، ولأن تلك المصالحة تعزز التدخل الايجابي للقوى الدولية.
أشكركم مجدداً على حسن استماعكم، وأنا واثق بأننا قادرون على الخروج من هذه القمة الهامة التي هي قمة القدس والأقصى بامتياز بما هو مطلوب وضروري وداعم لصمود شعبنا في القدس الشريف وفي تصديه ودفاعه المستميت عن مقدساتها المسيحية والإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب الرئيس محمود عباس في افتتاح مؤتمر فلسطين الثاني للاستثماربيت لحم
2/6/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة من الدول الصديقة والشقيقة،
أصحاب السعادة رؤساء وممثلي الصناديق والهيئات المالية العربية والإسلامية والدولية،
أصحاب السماحة والنيافة رجال الدين الأفاضل،
السيدات والسادة رجال الأعمال،
ضيوفنا الكرام..
ليست هذه المرة الأولى التي امتزج بها الدم العربي الإسلامي العالمي مع الدم الفلسطيني في مسيرة النضال الطويلة للشعب الفلسطيني التي استغرقت القرن العشرين ومطلع القرن والواحد والعشرين، وقافلة الحرية ليست هي أول المحاولات الجادة لدعم الشعب الفلسطيني ولكسر الحصار عنه ولن تكون الأخيرة، ولذلك لن تذهب هذه الدماء الزكية التي سالت قبل يومين من الشهداء والجرحى هدرا فهولاء هم شهداؤنا ونعزي أنفسنا بشهادتهم.
وسيحمل كل من ساهم في zzz*zأسطول الحريةzzz*z من اليوم الجنسية الفلسطينية، لان هذه عملية شرف شارك فيها العالم اجمع.
نوافق على تسمية هذا المؤتمر بـzzz*zمؤتمر الحريةzzz*z لان وصولكم إلى هنا نضال، ونعرف العقبات التي وقفت في طريقكم والتي وضعوها من أجل أن يمنعونا من عقد المؤتمر، وإذا كانت قافلة الحرية تأتي من الغرب من اجل كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني فان قافلة الحرية هنا تأتي لكسر الحصار عن اقتصاد الشعب الفلسطيني.
تعرض شعبنا خلال الأيام الماضية إلى إرهاب دولة عندما هاجمت إسرائيل قافلة الحرية. إن شعبنا والعالم بأسره اليوم يواجه هذا الإرهاب ويرفض استمراره.
وإذا كان العالم قد شاهد الإرهاب ضد متطوعين أبرياء، فنحن كشعب فلسطيني نشاهد أمثلة يومية على الإرهاب من خلال القتل والحواجز والجدار وطرد المواطنين من بيوتهم ومصادرة الأراضي والحصار حول غزة وحول مدننا وقرانا وبالأساس حول القدس الشريف المطوقة بجدران العزل.
القدس محاصرة وغزة محاصرة والخليل ممزقة، وبيت لحم معزولة وأراضينا منهوبة.. ونسأل العالم إلى متى يستمر ذلك؟ يحق لنا اليوم أن نسأل السؤال الكبير:-
متى سينتهي هذا الطغيان والاحتلال؟ ومتى تحترم إسرائيل قواعد الشرعية الدولية؟ حتى يتوقف سفك الدماء ويحل السلام الحقيقي.
إننا نطالب بحماية دولية حقيقية، وهذه مسئولية مجلس الأمن الدولي وجميع المؤسسات الدولية بما فيها اللجنة الرباعية الدولية.
ويجب أن يكون هنالك موقف عربي ودولي موحد، لرفع الحصار عن غزة، ولجنة تحقيق دولية يشكلها الأمين العام للأمم المتحدة تُرفع نتائجها إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار ملزم وواضح يحمي شعبنا وحقوقه، ويرفع الحصار عنه.
إن الشعب الفلسطيني يطمح لأن يتحول بيان مجلس الأمن الأخير إلى حقيقة واقعة، وأن لا يكون طفرة من اجل امتصاص الغضب.
نحن لن نرضى أن تكون عملية السلام وسيلة للتهرب من السلام واستحقاقاته. وأول الخطوات على طريق السلام هي الوقف التام والشامل للاستيطان بدون شروط ورفع الحصار عن غزة والقدس، وعن جميع مدننا وقرانا، والالتزام بمرجعية السلام.
يقولون عادة لا نريد شروط مسبقة، وخاصة فيما يتعلق بوقف الاستيطان، مطالبنا ليست شروط مسبقة كونها وردت في قرارات الشرعية الدولية وفي خطة خارطة الطريق، خاصة مواضيع إلزام إسرائيل بشكل لا لبس فيه بوقف كل النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، وعندما كرر أوباما هذا لم يكرره من فراغ بل قرأه من خطة خارطة الطريق التي اعتمدها مجلس الأمن والتي قبلت بها إسرائيل وكذلك هناك اتفاقات بيننا وبينهم منذ أكثر من 15 عاما تقول بأنه لا يجوز لأي طرف بأعمال أحادية من شانها أن تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية والاستيطان، وهذا عمل أحادي يجحف بنتائج المفاوضات وعندما نطالب بوقف الاستيطان لا نضع شروط مسبقة لأننا تعودنا من أجهزة الإعلام الإسرائيلية أن تكرر هذه المقولة ويصدقها البعض .
أعبر عن التقدير الكبير لمصر الشقيقة لقرارها بفتح معبر رفح، وكذلك التقدير لتركيا الصديقة على مواقفها ولجميع الدول التي وقفت ضد الإرهاب الذي تعرضت له قافلة الحرية.
لأول مرة تنتقد معظم دول العالم وكذلك الصحافة الإسرائيلية هذا الموقف الوحشي الذي قامت به حكومة إسرائيل، حيث لا تخلو صحيفة من مقال أو حديث لصحفي مشهور ينتقد فيه هذه العملية البشعة، أرجو أن تكون إسرائيل قد اتعظت وان تعود إلى رشدها وان تقبل بمسيرة السلام ومسيرة الدولتين دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.
أتمنى أن يكون الرد الفلسطيني المباشر على المجزرة هو إعادة الوحدة والمصالحة الوطنية، وهذا الرد أفعل من كل أشكال الشجب والاستنكار والإدانة.
ولا اعتقد أن هناك فرصة أهم واكبر من هذه الفرصة نحن مفرقون وهناك انقسام فلسطيني، لماذا لا نوحد أنفسنا؟ وهذه فرصة علينا أن نستغلها وبالأمس اتخذنا قرار في القيادة الفلسطينية أن نرسل وفدا على أعلى المستويات إلى غزة، وطلبنا من منيب المصري باعتباره ذهب أكثر من مرة وحاول ولن يكل من اجل أن يقود وفدا فلسطينيا إلى غزة، وأرجو ألا تكون الأخبار التي سمعتها حول رفضهم استقبال الوفد صحيحة، وان كان ذلك قد حصل فعلا فهذا عيب لان الوفد أساسا سيذهب إلى بلده وليس بحاجة إلى تصريح ولا موافقة، تعالوا إلى كلمة سواء إلى الوقوف بجانب بعضنا البعض والسير في مسيرتنا إلى النهاية حتى بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، سنستمر بالدعوة من اجل المصالحة الوطنية الفلسطينية، والوقت ليس وقت التحفظات أو التساؤلات، الوطن اكبر بكثير من هذا التحفظات.
سأتوجه إلى واشنطن والتقي الرئيس أوباما وأنا أحمل رسالة شعب يعاني ويتألم كل يوم وكل ساعة..
إن رسالتي هي أن كل الأطراف تحتاج اليوم إلى قرارات شجاعة تغير وجه المنطقة وليس إلى قرارات فرعية وجزئية لا تنهي المعاناة والآلام. إن قرار إنهاء الاحتلال ورفع ظلمه عن شعبنا هو السبيل الأوحد لتحويل المنطقة من منطقة إرهاب ومجازر وحشية وحصار لشعبنا وأحقاد وكراهية، إلى منطقة سلام.
تعالوا نحول هذه المنطقة إلى بناء من خلال مؤتمرات كهذه، وذلك من خلال السلام الذي يتيح الفرصة لكل العالم أن يشارك بعملية السلام، هناك كثير من الوفود ترددت أن تأتي إلى هنا لأنها لا تريد أن تقف عند الحدود وتتعامل مع جندي إسرائيلي، نريد أن تأتي هذه الوفود وكل العالم بمنتهى الحرية لنبني معا هذه الوطن الذي نريده أن ينتقل من الأحقاد إلى السلام.
ونتيجة للجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق قافلة الحرية الدولية التي جاءت لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد تسعة عشرة متضامنا وإصابة العشرات فإنني قررت وأوعزت بإلغاء احتفاليات، نحن في حالة حداد وأعلنا الحداد 3 أيام وحالة الم ولا نريد احتفاليات مؤتمرنا هذا كافة وتستمر أعمال المؤتمر كما هي.
الأخوات والإخوة،
نجتمع اليوم في مدينة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وتوأم عاصمتنا الأبدية القدس الشريف مسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بمناسبة انطلاق مؤتمر فلسطين الثاني للاستثمار، وكلنا أملٌ أن يجلب معه الخير لوطننا وشعبنا، وأن يسهم في إعطاء دفعة قوية للاقتصاد الفلسطيني تضاف إلى النمو الملحوظ الذي شهده خلال السنوات الثلاث الماضية في الضفة الغربية، والذي وصلت نسبته إلى 8% خلال العام 2009.
لقد جاء هذا النمو نتيجة لسياسات حكيمة انتهجتها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تعمل على فرض مبدأ سيادة القانون، وتحافظ على الأمن العام، إذا لم يكن هناك امن لن يكون هناك اقتصاد ولا تنمية ولذلك بدأنا فورا، بتطبيق خطة الإصلاح المؤسساتي والقانوني والاقتصادي لنؤسس لنهج تشاركي ندعم فيه القطاع الخاص الفلسطيني، ونحفّز مبادراته في مختلف المجالات والقطاعات.
إن نجاحنا في تحقيق إنجازات متواصلة على مختلف الأصعدة، وتحديداً على الصعيدين الأمني والاقتصادي، على الرغم من الوضع الاستثنائي، الذي يفرضه الاحتلال علينا، وتعمل من خلاله مؤسساتنا العامة، ومؤسساتنا الاقتصادية، لهو دليلٌ على عمق تجذرنا في هذه الأرض، وعلى أننا شعبٌ يصر على البقاء والحياة، وعلى تذليل الصعاب من أجل الصمود.
مهما فعلو ومهما قتلوا وذبحوا وطردا نحن هنا متجذرون في بلدنا لن نخرج منها ونقول للآخرين تعالوا معنا.
الأخوات والإخوة،
إن الإنجاز الرئيس الذي تمكنت السلطة الوطنية الفلسطينية من تحقيقه، هو تخطي جميع الصعوبات لتسهيل الطريق أمام الجهود الدولية، وفي مقدمتها المساعي الأمريكية للسير في عملية السلام التي تشرف عليها اللجنة الرباعية، وإدارة الرئيس أوباما، وبدعم ومساندة من مختلف المجموعات الدولية دون استثناء، وبمشاركه فعالة من قبل الأشقاء العرب عبر قرارات القمم العربية، وآخرها قمة سرت، ولجنة المتابعة العربية.
منذ سنه أو أكثر هناك مشاركة عربية فعالة والبعض كان يتساءل أين القرار الفلسطيني المستقل قرارنا مستقل فعلا ولكن ليس على الأشقاء لان القضية الفلسطينية متشابكة إلى درجة أن الجميع له مصلحة وله رأي وله موقف ومستقبله مرتبط بالحل ان تحدثنا عن اللاجئين فكثير من الدول العربية لها مصلحة في حل هذه المشكلة والحدود والأمن والقدس وجميع العرب والمسلمين والمسحيين في العالم لهم مصلحة في الحل.
وهنا أتوجه بالشكر إلى الأشقاء العرب الذين يشاركوننا تحمل المصاعب والمعاناة، وكذلك في تحملِ المسؤولية عن توفير شروط نجاح عملية السلام، كما أتوجه بالشكر والتقدير لجميع الأطراف الدولية، وللرئيس باراك أوباما شخصياً، الذي عملت إدارته وبدعم دولي شامل منذ الأيام الأولى للدفع قدماً إلى الأمام بالعملية السياسة.
إن العقبة التي تعترض تحقيق تقدم جوهري لا تزال موجودة، وتتمثل في الخطط الإسرائيلية في القدس الشرقية، يعتبرون أن القدس الموحدة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل ونحن نقول ان القدس الشرقية هي ارض محتلة وهي جزء من الدولة الفلسطينية العتيدة بل هي عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة وهذه المقول بدا العالم كله يفهمها وينظرون إليها بجدية ونذكر بيان الاتحاد الأوروبي في 8 ديسمبر الماضي عندما تكلم عن أن القدس الشرقية ارض محتلة، ونحن نطالب أن القدس هي عاصمة لدولة فلسطين وهي ارض محتلة، إما أن تكون عاصمة أبدية لإسرائيل فهذا لا نقبل به والعالم لن يقبل به والأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى، وفي مواصلة حصار قطاع غزة، وهو حصار ظالم يلحق أفدح الأضرار المادية والمعنوية بشعبنا، إضافة إلى الانتهاكات التي يعاني منها المواطن الفلسطيني يومياً، كل يوم هناك اجتياحات بدون أي سبب حتى يذكونا أنهم يحتلونا وأنهم موجودون بسبب جدار الفصل العنصري، الذي يلف حول الأراضي الفلسطينية وبني على أراضي فلسطينية، ويبنوه في أرضنا ويقولوا من أجل الأمن هذا غير مقبول من قبلنا وسبق أن قال بوش إن هذا الحائط الذي يسمى الأفعى في الأرض الفلسطينية يلغي إقامة الدولة الفلسطينية والحواجز، والقيود الإسرائيلية التي تُفرض على حركة التنقل وتؤثر سلباً على جميع مناحي الحياة.
لقد سعينا وبقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، إلى وضع الخطط اللازمة لتوفير الشروط الذاتية، التي تؤهل شعبنا ومؤسساتنا الحكومية والمجتمعية لقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الوقت الذي نبذل فيه كل الجهد لإقامة دولتنا المستقلة، فإننا نعمل بشكل حثيث على مواصلة واستكمال عملية البناء الداخلي، وإرساء البنى التحتية لدولتنا العتيدة، ويتم هذا بالتكامل بين دور سلطتنا وحكومتنا، وبين دور القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، وفي هذا الإطار، لابد من التنويه بأن خطتنا لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة تحقق تقدماً وإنجازاتٍ هامةً على الأرض، بفضل مساندة المجتمع الفلسطيني بكل قطاعاته لهذه الخطة، وبفعل الدور الهام الذي تقوم به الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك المؤسسات المختصة ذات الصلة، هذه الخطة التي تمتد إلى توفير الشروط الأمنية الملائمة والضرورية لبناء المؤسسات، ولتشجيع التنمية الاقتصادية، عبر ضمان الأمن والأمان لمواطنينا، وفرض النظام وسيادة القانون، وتحقيق أقصى درجات الشفافية والمسؤولية في ممارسات مؤسساتنا جميعها دون استثناء، بما فيها المؤسسة الأمنية.
وكذلك نعمل في إطار خطتنا لبناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة القادمة، على تأمين الاحتياجات العاجلة لجميع المناطق الفلسطينية وبخاصة المناطق التي كانت محرومة ومهمَّشة في الماضي.
هناك من المناطق الفلسطينية كانت تسمى المهمشة، الآن نحن اقتحمنا مختلف هذه المناطق والحكومة تبني في كل مكان تجد انه من الضروري البناء فيه من اجل رفع مستوى هذه المناطق
إننا في خضم عملية بناء كبيرة، ندمج فيها جهودنا السياسية بالعمل الاقتصادي، والتخطيط التنموي، والتنظيم الإداري، وتوسيع دور المؤسسة الأمنية، ليشمل جميع المناطق الفلسطينية، كل ذلك في إطار حماية القانون والنظام العام، وتعزيز سلطة القضاء كسلطة مستقلة وذات دور هام في عملية التنمية.
وإدراكاً منا لأهمية وحدتنا الوطنية، فإننا نتابع بشكل حثيث ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي ترعاه الشقيقة جمهورية مصر العربية بتأييد عربي واسع، يعني مصر لم تتبنى هذا الأمر وحدها وصدر في أيام العدوان على غزة قرار من مجلس الأمن يتعلق بالعدوان ويشير بدور مصر من اجل المصالحة ونحن لا نختار، لكن نعرف أن مصر لها دور هام جدا، وتقود عملية مصالحة وهي والتي أنجزت الخطة ولكن مع الأسف لم يوقعوا ونحن وقعنا عليها وعندما يبررون أن الضغط الأميركي على أبو مازن هو الذي يمنع المصالحة ونحن وقعنا في ضغط أميركي، فلماذا لا توقع أنت.
ومن على منصة هذا المؤتمر أكرر الدعوة لجميع الأطراف الفلسطينية، من أجل وضع التحفظات والاعتراضات جانباً وكذلك المخاوف غير المبررة، للسير معاً نحو تطبيق بنود وثيقة المصالحة المصرية، مؤكدين مجدداً هنا أمامكم، وكما كررنا ذلك من قبل مراراً استعدادنا للجلوس معاً بقلب مفتوح بعد توقيع الوثيقة المصرية، لبحث كل تحفظ أو اعتراض أو تخوف.
إن وحدة الوطن الفلسطيني، ووحدة شعبنا يجب أن تسمو على جميع المصالح الضيقة أو الاعتبارات الفئوية، وألا تخضع مصالح شعبنا لأي تدخلات إقليمية من أي جهة كانت.
الأخوات والإخوة،
لقد كان القطاع الخاص الفلسطيني ولا يزال، عنصراً أساسياً من عناصر نجاحنا الاقتصادي، كما أنه أحد أهم مقومات صمودنا، فهو يمتاز بالقدرة على التكيف والتأقلم مع مختلف التحولات وفي أصعب الظروف، وهو قادر على النهوض كلما تعرض لظروف صعبة، وهو صاحب الدور الريادي في عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
لذا، فإننا لم ولن نألُ جهداً في بذل كل ما هو مستطاع من أجل أن نقدم له كل الدعم الذي يحتاجه، وذلك استنادا إلى مبادئ الاقتصاد الحر، ووفقاً لما ينص عليه قانوننا الأساسي، بحيث يقوم القطاع الخاص بالدور الرئيس في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، في حين يقوم القطاع العام بدور المنظم والمحفز له، بما يضمن نموه وتطوره وازدهاره.
وقد عملنا والتزمنا بتقديم التسهيلات، واتخاذ الإجراءات الإصلاحية الهادفة إلى تهيئة بيئة مناسبة ومشجعة وجاذبة وحامية للاستثمار، بما في ذلك القوانين المنظمة له، من أجل تشجيع المستثمرين عرباً وأجانب، للقدوم إلى فلسطين والاستثمار فيها، منطلقين من قناعتنا بأن الاقتصاد الفلسطيني يتمتع بميزاتٍ، ونقاط قوة تؤهله لأن يكون اقتصاداً واعداً وقادراً على النمو والتطور، فسوقنا الفلسطينية تتوفر فيها فرص استثمارية واقتصادية متنوعة، وغير مستغلة بالكامل، فلنكتشفها سوياً ولنساهم معاً في بناء دولة فلسطينية عصرية قادرة على الحياة، وتحافظ في الوقت ذاته على موروثها التاريخي والحضاري.
السيدات والسادة الحضور،
أقول وبكل ثقة واعتزاز، نعم، لدينا وضع أمني واقتصادي جيد ومستقر، وقد بذلنا من أجل تحقيقه جهوداً حثيثة ومخلصة، مما فتح آفاقاً اقتصادية واستثمارية واعدة، ومستقبلاً أفضل، فالطموح الفلسطيني كبير، لا تقف الحواجز دونه، ولا تَفُتُّ في عضده ممارسات الاحتلال وقسوته، ونحن ماضون في طريقنا إلى الأمام، للوصول إلى اقتصاد مستقل قوي ومنفتح على العالم، وقائم على أسس مستدامة، ومعتمد على مواردنا الذاتية، يحقق العيش الكريم لكل فردٍ من أبناء شعبنا، ويؤسس لدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
لو تمكنا الوصول إلى الاستقلال لدينا السياحة الدينية فجميع المسلمين والمسيحيين في العالم يأتون إلى هنا يقدسون ويصلون هنا ويتباركون هنا، وبالتالي لو حصل هذا سيكون قطاع السياحة حجر الزاوية في اقتصادنا الفلسطيني، لكنهم لا يردون ذلك ويمنعون حصوله ، ونحن مصرون على فعل ذلك.
ولثقتنا في قدرة سلطتنا الوطنية على تحقيق الأمن والحماية للاستثمارات في فلسطين، فقد واصل صندوق الاستثمار الفلسطيني تركيز استثماراته في الداخل، ودعونا العديد من المستثمرين الفلسطينيين للاستثمار في فلسطين، وهذا ما حدث، فيمكنكم متابعة الفائدة الاقتصادية الكبيرة التي تحققت بسبب هذه السياسة الجديدة، حيث يجري حالياً إنشاء عدة مشاريع عقارية كبرى في جميع أرجاء الوطن، منها ضاحية الريحان وضاحية الجنان والحي الدبلوماسي ومدينة روابي ومدينة القمر في أريحا، إضافة إلى الانجازات والمشاريع التي تحققها الحكومة وإلى الاستثمارات في مجال الخدمات والاتصالات والصناعة والزراعة والكهرباء والأدوية ناهيك عن برامج الإقراض والاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي تمثل عماد اقتصادنا الوطني.
السيدات والسادة الحضور، ضيوفنا الكرام
ونحن نتحدث عن تلك المشاريع، وعن الآفاق الاقتصادية والتنموية الواعدة في الضفة الغربية، أود أن أؤكد على مدى أهمية أن تعم الفائدة على أهلنا في قطاع غزة الحبيب، بحيث يشاركوننا نجاحاتنا الاقتصادية والاستثمارية، وان تتاح لهم فرصة إعادة التعمير والبناء، حتى يستطيعوا تلمس فوائدها على حياتهم اليومية، فهم جزء منا ونحن جزء منهم، ولن نتخلى عنهم يوماً.
ورغم الانقسام ورغم الفرقة نحن كسلطة وطنية نعتبر أنفسنا مسؤولين مسؤولية كاملة عن 1.5 مليون فلسطيني في غزة ولذلك نخصص 58% من الميزانية العامة لقطاع غزة من اجل رواتب الموظفين والمياه والكهرباء وغيرها ولن نتوقف ولن نتخلى عن واجبنا ودورنا، وتعرفون ان مؤتمر شرم الشيخ خصص أكثر 4 مليار دولار لإعادة بناء غزة لماذا لا تجري المصالحة ونتوحد ونطالب بهذه المليارات لنجعل غزة هاشم جنة عدن على ارض الوطن.
إن أهلنا في غزة يعيشون اليوم أوضاعاً مأساوية، إن لم نقل كارثية، حيث ارتفعت مستويات الفقر بينهم إلى معدلات مخيفة لتصل نسبتها إلى 39% عام 2009، وإذا ما استثنينا المنح والمساعدات والإعانات، وأخذنا بعين الاعتبار دخل الفرد فإن معدلات الفقر هذه ستصل إلى 67%.
وهنا أود التأكيد، أنه لا يمكن أن تتكامل البنية التحتية لاقتصاد فلسطيني قوي يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، دون أن يستعيد جناحا الوطن اللحمة فيما بينهما، ودون أن تتكامل مساعينا وجهودنا المتواصلة لاستعادة وحدتنا الوطنية. وهذا لا يتم إلا بإعادة القطاع إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، وبرفع الحصار الإسرائيلي الجائر عنه، لتنعم غزة وأهلها بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
من هنا، فإني أدعوكم، أيها الضيوف الأعزاء، لأن تكونوا جزءاً من صمودنا، وجزءاً من إنعتاقنا من هذا الاحتلال الجاثم على أرضنا، وعنصراً هاماً في تطوير اقتصادنا الوطني، ولنعمل معاً وسوياً من أجل أن نبني على هذه الأرض وقائع وحقائق، تسهم في ترسيخ وجود شعبنا عليها، وذلك من خلال استثمارات متنوعة وبرامج ومشاريع مجدية تحقق فوائد اقتصادية لنا ولكم. وهذا بالتأكيد يعكس نفسه على المنطقة والعالم أيضا ليسود السلام والازدهار والرفاه للجميع.
فلسطين تفتح ذراعيها لكم، وترحب دوماً بكم، على أمل مشاركتكم في بناء اقتصاد فلسطيني قوي، تشكلون أحد عناوينه.
بسم الله الرحمن الرحيم
zzz*zوقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنونzzz*z، صدق الله العظيم .
وفقنا الله جميعاً وسدد خطانا، ونأمل أن نلتقي في المؤتمر الاقتصادي الثالث، وقد قامت الدولة الفلسطينية المستقلة لينعم الجميع بالأمن والسلام والاستقرار. عند ذلك ستصلون إلى الحدود لتجدوا العلم الفلسطيني والجندي الفلسطيني في استقبالكم وليس أي شخص آخر على الإطلاق لأنهم سيختفون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس محمود عباس في الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية،لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج رام الله
10/7/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على صاحب هذه الذكرى الخالدة سيدنا محمد، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ..
أما بعد،
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء،
نحتفي اليوم بذكرى الإسراء والمعراج، هذه الذكرى الإيمانية الخالدة، التي لها شجون وشجون عند المسلمين عامة، وعند شعبنا الفلسطيني على وجه الخصوص، لأنها ربطت بين السماء والأرض، وأكدت على وحدة الرسالات السماوية التي جاء بها أنبياء الله ورسله، ولأنها قررت الهوية الإيمانية والرباط الوثيق بين رموز العقيدة الإسلامية في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد الأقصى في أرض الإسراء والمعراج؛ أرض فلسطين المباركة.
قال الله تبارك وتعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} صدق الله العظيم
هذه الذكرى، ولا شك، تلهمنا من الدروس والعبر ما يعيننا على إصلاح أوضاعنا، وترشيد مسيرتنا، ونحن نحث الخطى نحو استعادة الأمل والثقة، بأن شعبنا سوف يتمكن بإذن الله من استعادة أرضه وبناء دولته الحرة المستقلة في أرضه المباركة؛ أرض الإسراء والمعراج، وعاصمتها القدس الشرقية القدس الشريف بأقصاها وقيامتها، كيف لا، وهذه المعجزة الخالدة التي سجلها القرآن الكريم، قد أكسبت أرضنا وقدسنا خلوداً لا يمحوه عدل عادل ولا جور جائر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أيها الأخوة والأخوات،
لقد ظلت القدس منذ الإسراء والمعراج، وما بعد العهدة العمرية الخالدة، وإلى يومنا هذا رمزاً للتكاتف والتعاون بين المؤمنين من أهلها؛ مسيحيين ومسلمين، في الوقوف معاً، ويداً بيد، لحماية المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحماية الأرض المقدسة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، لتبقى موئلاً لجميع المؤمنين، وواحة للسلام والتسامح والتعايش الإنساني الذي بشر به ودعا إليه جميع الأنبياء منذ آدم عليه السلام، إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
لكن هذه القدس المباركة تتعرض هذه الأيام لأخطر الانتهاكات وأشد العدوان؛ من مصادرة لأراضها، وهدم لمنازل أهلها، وسحب لهويات مواطنيها، وهو الأمر الذي نرفضه وسوف نواجهه بكل ما أوتينا من طاقة، ولن نقبل به أبداً ولن نقبل بإبعاد أي مواطن مقدسي عن أرضه، ولذلك وقفنا بحزم في وجه القرار الإسرائيلي القاضي بإبعاد نواب المجلس التشريعي المقدسيين عن مدينتهم، فهذه جريمة خطيرة لا يمكن السكوت عليها أو التهاون في مواجهتها، لأننا نرى فيها مقدمة لتهجير قسري لمواطني القدس، هدفه تغيير الواقع الجغرافي الديموغرافي للمدينة المقدسة، واستباق نتائج المفاوضات السياسية بإجراءات أحادية تجحف بتلك النتائج، وتتناقض تناقضًا صارخًا مع القانون الدولي، ومع الشرعية الدولية، ومع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
تعلمون إن إسرائيل قررت إبعاد خمسة من النواب المقدسيين بدون أي سبب يذكر، حتى لو كانت هناك أسباب تذكر فهذا محرم بالقانون الدولي، لا يجوز لأي دولة من كانت أو تكون هذه الدولة لا تستطيع أن تبعد مواطن عن وطنه، يمكن أن تحاكمه يمكن أن تسجنه أن تعتقله، لكن الإبعاد محرم دوليا، ولقد وقفنا وقفة رجل واحد مع هؤلاء الأخوة الخمسة لأننا لن نسمح بإبعادهم وبسحب هوياتهم مهما كلف ذلك من ثمن، إن مثل هذه الأعمال أحادية الطرف ممنوعة ومحرمة، هناك اتفاقات مكتوبة بيننا وبينهم (الإسرائيليين)، يخرقون هذه الاتفاقات ويقومون بإبعاد هؤلاء الإخوة، ونحن نعرف أن هذا الإبعاد إنما هو مقدمة لإبعاد آخرين، هذه لن نسمح بها إطلاقا.
إننا مع السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وبهذا نضع حداً لسنوات الصراع والضياع، لكننا نحذر في الوقت نفسه من ضياع فرصة لتحقيق هذا السلام، إذا استمرت سياسات الاستيطان والاحتلال والإذلال التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا.
وأيضا مسألة الاستيطان ممنوعة غير مقبولة، ومنصوص عليها بالاتفاقيات، منصوص عليها أنه لا يجوز القيام بأي عمل من شأنه أن يجحف في مفاوضات المرحلة النهائية، وهذا الاستيطان يجحف بمفاوضات المرحلة النهائية، يجحف في قيام كيان شرعي في الأرض الفلسطينية المحتلة لذلك نحن نرفضه، إضافة إلى ذلك فقد ورد في خطة خارطة الطريق أنه على إسرائيل أن توقف كل النشاطات الاستيطانية التي تقوم بها. إضافة إلى ذلك هنالك أكثر من 15 قرارا صدر في مجلس الأمن تحرم الاستيطان، ونقول أن الاستيطان غير شرعي وعلى إسرائيل عند الحل النهائي أن تزيل كل هذه المستوطنات.
لقد أعطينا الجهود الأمريكية والدولية، الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بيننا وبين الإسرائيليين، الفرصة تلو الأخرى، ووافقنا على الذهاب إلى مفاوضات التقريب من أجل أن نصل إلى وضع ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقلنا إننا على استعداد لذلك إذا وجدنا تجاوباً من الحكومة الإسرائيلية، وبالذات في قضيتي الحدود والأمن؛ حدود الدولة الفلسطينية التي نريدها، وترتيبات الأمن التي ستلي إقامة وإعلان هذه الدولة، ولا زلنا نأمل في تحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود إلى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، قبل أن تضيع الفرصة على الجميع.
نحن منذ أن بدأنا المفاوضات مع الحكومة السابقة تحدثنا عن النقاط الست المعرفة بقضايا المرحلة النهائية، واتفقنا على أن نبدأ بقضيتين خلال الفترة القصير التي تبدأ مع المفاوضات غير المباشرة؛ قضية الحدود وقضية الأمن، وقدمنا رؤيتنا وقدمنا أفكارنا، وقلنا إذا حصل تقدم نذهب للمفاوضات المباشرة، إنما إذا لم يحصل أي تقدم فما هي الفائدة من المفاوضات، ستكون عبثا لا فائدة منها ولا طائل منها، ولذلك أبلغنا كل الأطراف الدولية أننا نريد هذا (التقدم) فهذه أفكارنا وهذه آراؤنا وننتظر الجانب الإسرائيلي أن نسمع منه رأيا أن نسمع منه موقفا، إنما تعالوا ألينا ونتفاوض ونبدأ من الصفر فهذا عبث لا يمكن أن نقبل به.
أيها الإخوة، والأخوات،
لقد علمتنا تجاربنا وتجارب غيرنا من الأمم والشعوب، كما تعلمنا من ديننا الحنيف وسيرة نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم، أن الوحدة الوطنية هي أساس النصر والنجاح، وأن الفرقة والاختلاف لا يفضيان إلا إلى الضعف والهزيمة، ولأجل ذلك فإننا لا يمكن أن نرى في الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة، وما خلّفه من فرقة وانقسام، إلا إثماً كبيراً يجب الرجوع عنه وجوباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً، فالوحدة الفلسطينية فرض علينا جميعاً، وفلسطين وقدسها أكبر من الجميع، أكبر من الأحزاب وأكبر من المنظمات أكبر من الأفراد، أكبر منا جميعا، إن التاريخ سيلعننا إذا لم نعد للوحدة الوطنية، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فإلهنا واحد، ووطننا واحد، وقبلتنا واحدة، وقدسنا واحدة، وهمنا واحد، وليس هناك من سبب لهذه الفرقة المحرمة.
لماذا نحن متفرقون ما هي الأسباب من أجل السلطة...!، كل السلطات!، فعلا عندما ننظر إلى الأمور فيما بعد نرى كم تلك الأسباب تافهه تلك التي تفرقنا، تلك التي لا تجمعنا وسنبكي على هذه الأيام ضيعناها أضعناها ونحن متفرقون...، لكن فعلا إذا كانت المسألة شهوة السلطة فلعن الله السلطة.
ولأجل ذلك فقد وقعنا على ورقة المصالحة التي أعدتها الشقيقة مصر بعد التشاور مع جميع القوى والفصائل، لأننا نريد لهذه الحالة المؤسفة من الفرقة والانقسام أن تزول وإلى الأبد، ولأننا نريد لشعبنا أن يكون قوياً متماسكاً في مواجهة الأزمات والمصاعب، ونحن نأمل أن تحتكم حركة حماس إلى صوت الدين والعقل والمصلحة الوطنية، وأن توقع على الورقة المصرية، لنذهب بعدها سوياً إلى تطبيق بنودها، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولنطوي معاً هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا ووطننا.
نحن شعب يؤمن بالديمقراطية وعملنا من أجل الديمقراطية ولنا تجارب كثيرة في هذا المجال، ولدينا من النزاهة والشفافية ما شهد لنا به كل العالم، ونحن نقر ونعترف أن حماس في عام 2006 نجحت بالانتخابات وبالتالي سلمناهم الحكومة، والآن نقول تعالوا إلى كلمة سواء لنحتكم للشعب، للشعب الذي انتخبكم فيقل الشعب كلمته، لماذا لا نقبل، لماذا قبل في العام 2005 والعام 2006 الانتخابات واليوم لا نقبلها، هل الانتخابات لمرة واحدة؟ هل الديمقراطية مرة وتنتهي؟ لا، مادمنا قبلنا بالديمقراطية فالديمقراطية متتالية، بعد سنتين بعد ثلاث بعد أربع لا بد أن تجري انتخابات ولا بد أن يأتي أناس ويذهب ناس وتلك الأيام نداولها بين الناس، فلماذا لا نقبل الاحتكام للشعب إلا إذا كنا نخاف من الشعب، ونحن لا نخاف من الشعب، لأننا منه، فإذا قرر الشعب أي قرار نحترمه ونقبل به ولن نحيد عنه أبدا، ولكن ما هو الحل، كيف نتصور المستقبل، هناك حجج عند إسرائيل تقول الفلسطينيون منقسمون-حجة جاهزة يخرجونها من الطاولة في أي وقت ويقولون مع من نتفاوض، لماذا لا نقفل هذا الباب أمامهم وأمام غيرهم، لماذا لا نسد عليهم الذرائع، هناك في الفقه الإسلامي سد الذرائع، لماذا لا نسد عليهم هذه الذرائع ونقول نحن موحدون، جهة واحد وقلب واحد وعقل واحد، إنما لا تبحثوا عن الحجج من أجل أن لا تصلوا للسلام من أجل أن تضعوا العراقيل أمام السلام.
إن هذا الانقسام الآثم لا يرضي ربنا، تأكيد لا يرضي ربنا رحيم يغضب علينا جميعا ولا يحقق مصلحتنا، ولا يخدم إلا مصالح أعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر، فكيف بالله عليكم يمكن لفلسطيني أن يقتل أخاه؟ وكيف بالله عليكم يمكن لفلسطيني أن يخذل شعبه لأجل من لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة من غير توضيح! وكيف يمكننا أن نتقدم باتجاه النصر ونحن نرزح في أغلال الانقسام والفرقة؟ لا يمكن، إذن علينا أن نرفع صوتنا جميعا ونقول للجميع الوحدة هي الأساس ولا يوجد ما تختلفون عليه.
إخواني، أخواتي،
إن من أوجب واجباتنا الدينية والوطنية اليوم أن نعمل على تثبيت شعبنا على أرضه ووطنه، فالأرض لا يصونها إلا أبناؤها، ولا يعمرها إلا أهلها، ولأجل تحقيق هذا الهدف العظيم، فقد وضعنا نصب أعيننا أن نوفر لشعبنا كل مقومات الصمود والبقاء والنماء، عبر تعزيز الأمن والاستقرار، وبناء الاقتصاد الوطني القادر على مواكبة متطلبات المرحلة، منطلقين في ذلك من قول الله تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، لا يمكن للإنسان أن يعمل إن لم يكن آمنا في وطنه، اللهم آمنا في أوطاننا، فإذا لم يكن الإنسان آمنا في وطنه لن يفعل ولن يقضي ولن يذهب إلى مدرسة ولن يذهب إلى جامعة ولن يذهب إلى متجر ولن يفعل شيئا، ولذلك فإن الأمن ثم الأمن ثم الأمن أساسا، ثم بعد ذلك أن نطعم الأفواه، والحمد لله أن هذه هي السياسة الآن أن نبني أمنا وأن نبني وطننا، ونحن نبني الأمن ونبني الوطن استعدادا لإعلان الدولة وإن شاء الله أن نتمكن من إعلان الدولة قريبا.
ولعل ما يبعث على التفاؤل والثقة بالمستقبل أننا نجحنا في توفير الأمن لمواطنينا بشكل أذهل الجميع، حقيقة بشكل أذهل الجميع، لم يخطر ببال الكثير أننا قادرون على أن نحمي أنفسنا، ولماذا لا نستطيع؟ بل استطعنا أن نبني أمنا من أبنائنا من أهلنا من إخواننا، وبالتالي نبني الوطن.
كما نجحنا في إطلاق مسيرة التنمية الاقتصادية والعمرانية التي تبشر بمستقبل واعد لشعبنا على طريق التحرر والاستقلال، فمشاريع البناء والصناعة والزراعة الواعدة أصبحت علامة بارزة في وطننا، ورؤوس الأموال الفلسطينية والعربية والأجنبية أصبحت أكثر إقبالاً على الاستثمار في فلسطين، مطمئنة إلى أجواء الأمن والاستقرار الداخلي التي يمكن لها، بعد زوال الاحتلال، أن تكون الأكثر سطوعاً وإشراقاً وأملاً في المنطقة بأسرها، تحت سيادة القانون والنظام.
تعلمون أيها الأخوة أننا قبل أشهر عقدنا المؤتمر الاقتصادي الثاني رغم كل العقبات والعراقيل، حضره 1700 مستثمر من الفلسطينيين هنا ومن الفلسطينيين بالخارج وكثير من العرب وكثير من الأجانب، اطمأنوا وجاءوا ليشاركوا معنا في بناء هذا الوطن، هذه الظاهرة بحد ذاتها هي التي تشجع أكثر وأكثر على أن نقول إن الأمل قادم لا محالة.
أيها الأخوة، والأخوات،
رغم الألم لابد أن يشرق الأمل، فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج تسرية وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم بعد عام الحزن الذي فقد فيه زوجه خديجة رضي الله عنها، وعمه أبا طالب، ولذلك لابد أن نتحلى بالصبر، وألا نفقد الأمل في غدٍ أفضل لشعبنا ووطننا، فبيت المقدس لا يعمّر فيه ظالم، الظلم لن يبقى، والنصر قادم بإذن الله، فهذه الأرض هي خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده كما جاء في كلام المصطفى عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون} صدق الله العظيم.
أيها الأخوة نحييكم في هذه الذكرى، ونسأل الله أن يرحم شهداءنا وأن يفك قيد سرانا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب الرئيس محمود عباس بافتتاح مجمع فلسطين الطبي في رام الله
8/ 8/ 2010
كنا نسمع المقولة التي تقول الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يفتقدها إلا المرضى، والعقل السليم في الجسم السليم، إذن الصحة أمر في غاية الأهمية للإنسان، وبدون الصحة لا يستطيع أن يفعل شيئا، ولا يمكن أن يكون عاملاً فاعلاً في المجتمع، لذلك الاهتمام بالصحة أمر في منتهى الأهمية والحيوية.
ومن هنا يأتي أهمية هذا المجمع الصحي العظيم الذي أهنئ إخوتي الذين عملوا على إنشائه، كما أشكر الدول العربية الشقيقة التي ساهمت في بنائه وإعداده وتجهيزه، ليكون صرحاً طبياً عظيماً، يستقبل المرضى من كل أنحاء العالم.
ومن هنا أيضاً لا بد لي أن أشكر الأصدقاء المانحين الذين قدموا ويقدمون لنا الدعم في كل المجالات: الطبية والصحية والمالية والاستثمارية وغيرها، وبالتالي لهم كل التقدير والاحترام.
أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه أهلنا وإخوتنا وأشقاءنا العرب والمسلمين يأتون إلينا وإلى بلدنا ليروا معاناتنا، وماذا نفعل في هذا البلد لكي نعيش، لذلك دائماً وأبداً أرفع صوتي لأنادي أخوتنا الذين دعمونا والذين لم يدعمونا، الذي دعمونا يروا نتيجة دعمهم هنا على أرض الواقع.
الصحة أو الطب أيها الأخوة مستشفيات وأبنية وأطباء ومعدات، وهذا كله مهم، أن يكون هناك المبنى القادر على أن يستوعب الناس، الأطباء القادرون على أن يعالجوا الناس، الأدوات التي يستعملها الأطباء، ولكن هذا غير كافي. لا بد من توفر أمرين هامين، الإدارة التي تجمع كل هذه الأمور، ويستتبع الإدارة النظافة، ويستتبع الخدمات والتمريض، قد يكون التمريض أهم من الطب، فإذا لم يكن هناك ممرضون أكفاء قادرون على أداء واجباتهم على الوجه الأكمل من جميع النواحي، وإلا فإننا سنرى الطبيب الماهر النطاس البارع الذي يجري عمليةً جراحيةً ناجحة، ثم يموت المريض بعد ذلك لماذا؟ لأن التمريض كان سيئاً ولأن الخدمات كانت أسوء.
إذن لا بد أن نعطي هذا الأمر الأهمية القصوى، ندخل المستشفى فنرى من البداية هل هو مستشفى ناجح أم غير ناجح، فيه ورق وأتربة وغبار وأوساخ وفيه ممرض نظيف وفيه ممرض غير نظيف، وهذا هو الامتحان المهم إنتهاء العمليات إذا كان سيء لا فائدة.
يجب علينا أن نعطي هذا الموضوع منتهى الأهمية، وإلا سيكون عملنا فاشلاً، لذلك نريد مستشفيات نظيفة، ونريد ممرضين وممرضات أكفاء قادرين على أداء واجباتهم على أحسن وجه.
من هنا نهنئكم أيضاً على صرحكم العظيم، ونتمنى أن نرى مثله في كل بلد، في كل مدينة من مدن فلسطين في الضفة والقطاع، وبهذه المناسبة نقدم الشكر لمن ساعدنا ويساعدنا وخاصة من قدموا لنا مستشفيات ميدانية، لا زالت موجودة تعمل في غزة وهنا.
فهذه كلها نريد أن نترجمها على أرض الواقع لنقوم نحن بواجباتنا، لنمنع بعد ذلك التحويلات الطبية "أنهكتنا التحويلات الطبية" لدينا أطباء في كل أنحاء العالم متخصصون، لماذا لا يأتون إلى هنا؟ نأتي بهم إلى هنا ونجري العمليات هنا ولا نرسل أحداً إلى الخارج.
يجب أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي، لا يوجد مستشفى في العالم لا يوجد فيه طبيب فلسطيني، لماذا لا يكونوا في وطنهم، يخدمون شعبهم، أنا كلي أمل بعد اليوم ألا نوقّع تحويلات طبية إلى الخارج. هذه قضية مهمة لا نستسهل قول أذهب إلى الخارج للعلاج، القضية قضية ثقة عندما يكون هناك ثقة المواطن بطبه لماذا يذهب؟ شخص من رام الله يتلقى العلاج في رام الله، شخص من الخليل يتلقى العلاج في الخليل، وشخص من القدس يتلقى العلاج في القدس.
وبمناسبة القدس نريد أن ندعم مستشفياتنا هناك ليس مستشفياتنا فحسب وإنما أهلنا مقدساتنا، وأريد أن أذكر حادثة عابرة وهي أن مستشفى المقاصد يريد أن يتوسع ليكون لديه 250 سريراً بدل من 150، يحتاج إلى 10 ملايين دولار، قمة سرت العربية قررت أن تخصص للقدس لدعم القدس لدعم صمود القدس 500 مليون دولار، فقلنا خلص سهلة اسألوا الجامعة العربية أين هي لنأتي بالعشرة مليون، تبين ما في عشرة شواكل، لم يأتي شي. على كل حال هذا محبط لكن يجب علينا أن نعمل، المستشفى يجيب أن يتوسع، مستشفى المقاصد يجب أن يتوسع وسنوسعه بكل الوسائل، سنطالب الفلسطينيين الأغنياء أن يأتوا بالأموال ليساعدوا أهلهم وهم كثر يجب أن يقدموا لمستشفياتهم ولأهلهم.
نحن بالواقع سعداء أن نكون هنا، سمعت بأنكم بدأتم في زراعة الكلى، إن شاء الله أن نبدأ بزراعة القلب ومعالجة أمراض السرطان والأمراض المستعصية، لما لا، سنوقع قانون التأمين الصحي لإدامة هذه الأمور يجب الاهتمام بها، لأنه إذا ركزنا على الصحة والتعليم نبني بلدنا، لا يكفي أن نبنى فنادق وأن نبني طرق ونبني مساكن، وهذا كله مهم، ولكن التعليم والصحة، العقل والصحة العقل السليم في الجسم السليم يستطيع هذا، لأن هذه هي ثروتنا، ما هي ثروتنا نحنا؟ لا يوجد عندنا بترول ولا غاز ولا زراعة عندنا شيء واحد هو العقل إذا عملنا على تنميته وتثقيفه يعمل الأعاجيب، واليابان دليل على ذلك، اليابان لا يوجد عندهم شيء لا يوجد عندهم أي مواد أولية، عندهم عقل ودول كثيرة عندها العقل ولكنها أصبحت أهم الدول الصناعية في العالم أهم دول التكنولوجيا في العالم، لماذا لأنها استعمل عقلها والذين نيموا عقولهم مهما كانت ثرواتهم لا فائدة.
أيها الأخوة نحن نمر الآن في مرحلة دقيقة، لا أريد أن أقول صعبة لأنها دائما صعبة، كل وضعنا صعب، فيما يتعلق استئناف العملية السلمية أو استئناف المفاوضات أو غير ذلك، تعلمون أننا أجرينا مفاوضات سياسية مهمة وناجحة، وإن كانت لم تستكمل في عهد الحكومة الإسرائيلية السابقة، ولكننا توقفنا لأسباب لا نريد أن نشرحها هنا، وبعد ذلك توقفت هذه المفاوضات، نحن نقول مستعدون للذهاب إلى المفاوضات إذا توفرت المرجعية، يعني إذا توفر ما يسمى بخارطة الطريق، نعرف أين نحن ذاهبون، على أي أساس نحن منطلقون، مفاوضات مباشرة غير مباشرة هذا كله كلام فاضي، المهم أن نعرف الأرضية التي نسير عليها، أن يتوقف الاستيطان، وأن نعرف القرار حدود الدولة لنعرف ما هي لنبني عليها دولتنا المستقلة.
غصة في قلوبنا وفي نفوسنا هي المصالحة، نحن لا زلنا مصممون على المصالحة، نريد المصالحة، نريد أن يذهبوا ليوقعوا لكن سمعنا مؤخراً أنهم قالوا: يريدون أن يذهبوا بنا إلى الانتخابات ليقصونا، نحن لا نريد أن نقصي أحداً، ولا نستطيع أن نقصي أحداً، ولا نقبل أن نقصي أحداً. الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وبكل أفكاره وبكل سياساته عليه أن يتعايش مع بعضه البعض، أياً كانت أفكارنا أو عقائدنا، نحن نريد أن نعيش مع بعضنا البعض.
ولكن الحكم بيننا هو صندوق الاقتراع، ولكن لا يعني هذا أننا نريد أن نقصي أحداً، فلقد ذهبنا إلى صندوق الاقتراع عام 2006 بإرادتنا وبقرارنا، مع إننا كنا نعلم أننا سنخسر، ورغم ذلك ذهبنا لأنها الشرعية ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الشرعية.
وقعوا على الوثيقة واذهبوا إلى الانتخابات، واتركوا للشعب الفلسطيني أن يحكم. بدون الوحدة الوطنية وبدون وحدة الأرض والشعب لا يوجد حل سياسي، وبالتالي لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة. الدولة المستقلة تأتي من خلال الوحدة الوطنية، لذلك للوحدة الوطنية الأولوية، وعلينا جميعا العمل على تحقيقها لنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وشكرا لكم والسلام عليكم.
خطاب الرئيس محمود عباس بافتتاح مجمع فلسطين الطبي في رام الله
8/ 8/ 2010
كنا نسمع المقولة التي تقول الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يفتقدها إلا المرضى، والعقل السليم في الجسم السليم، إذن الصحة أمر في غاية الأهمية للإنسان، وبدون الصحة لا يستطيع أن يفعل شيئا، ولا يمكن أن يكون عاملاً فاعلاً في المجتمع، لذلك الاهتمام بالصحة أمر في منتهى الأهمية والحيوية.
ومن هنا يأتي أهمية هذا المجمع الصحي العظيم الذي أهنئ إخوتي الذين عملوا على إنشائه، كما أشكر الدول العربية الشقيقة التي ساهمت في بنائه وإعداده وتجهيزه، ليكون صرحاً طبياً عظيماً، يستقبل المرضى من كل أنحاء العالم.
ومن هنا أيضاً لا بد لي أن أشكر الأصدقاء المانحين الذين قدموا ويقدمون لنا الدعم في كل المجالات: الطبية والصحية والمالية والاستثمارية وغيرها، وبالتالي لهم كل التقدير والاحترام.
أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه أهلنا وإخوتنا وأشقاءنا العرب والمسلمين يأتون إلينا وإلى بلدنا ليروا معاناتنا، وماذا نفعل في هذا البلد لكي نعيش، لذلك دائماً وأبداً أرفع صوتي لأنادي أخوتنا الذين دعمونا والذين لم يدعمونا، الذي دعمونا يروا نتيجة دعمهم هنا على أرض الواقع.
الصحة أو الطب أيها الأخوة مستشفيات وأبنية وأطباء ومعدات، وهذا كله مهم، أن يكون هناك المبنى القادر على أن يستوعب الناس، الأطباء القادرون على أن يعالجوا الناس، الأدوات التي يستعملها الأطباء، ولكن هذا غير كافي. لا بد من توفر أمرين هامين، الإدارة التي تجمع كل هذه الأمور، ويستتبع الإدارة النظافة، ويستتبع الخدمات والتمريض، قد يكون التمريض أهم من الطب، فإذا لم يكن هناك ممرضون أكفاء قادرون على أداء واجباتهم على الوجه الأكمل من جميع النواحي، وإلا فإننا سنرى الطبيب الماهر النطاس البارع الذي يجري عمليةً جراحيةً ناجحة، ثم يموت المريض بعد ذلك لماذا؟ لأن التمريض كان سيئاً ولأن الخدمات كانت أسوء.
إذن لا بد أن نعطي هذا الأمر الأهمية القصوى، ندخل المستشفى فنرى من البداية هل هو مستشفى ناجح أم غير ناجح، فيه ورق وأتربة وغبار وأوساخ وفيه ممرض نظيف وفيه ممرض غير نظيف، وهذا هو الامتحان المهم إنتهاء العمليات إذا كان سيء لا فائدة.
يجب علينا أن نعطي هذا الموضوع منتهى الأهمية، وإلا سيكون عملنا فاشلاً، لذلك نريد مستشفيات نظيفة، ونريد ممرضين وممرضات أكفاء قادرين على أداء واجباتهم على أحسن وجه.
من هنا نهنئكم أيضاً على صرحكم العظيم، ونتمنى أن نرى مثله في كل بلد، في كل مدينة من مدن فلسطين في الضفة والقطاع، وبهذه المناسبة نقدم الشكر لمن ساعدنا ويساعدنا وخاصة من قدموا لنا مستشفيات ميدانية، لا زالت موجودة تعمل في غزة وهنا.
هذه كلها نريد أن نترجمها على أرض الواقع لنقوم نحن بواجباتنا، لنمنع بعد ذلك التحويلات الطبية "أنهكتنا التحويلات الطبية" لدينا أطباء في كل أنحاء العالم متخصصون، لماذا لا يأتون إلى هنا؟ نأتي بهم إلى هنا ونجري العمليات هنا ولا نرسل أحداً إلى الخارج. يجب أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي، لا يوجد مستشفى في العالم لا يوجد فيه طبيب فلسطيني، لماذا لا يكونوا في وطنهم، يخدمون شعبهم، أنا كلي أمل بعد اليوم ألا نوقّع تحويلات طبية إلى الخارج.
هذه قضية مهمة لا نستسهل قول أذهب إلى الخارج للعلاج، القضية قضية ثقة عندما يكون هناك ثقة المواطن بطبه لماذا يذهب؟ شخص من رام الله يتلقى العلاج في رام الله، شخص من الخليل يتلقى العلاج في الخليل، وشخص من القدس يتلقى العلاج في القدس. وبمناسبة القدس نريد أن ندعم مستشفياتنا هناك ليس مستشفياتنا فحسب وإنما أهلنا مقدساتنا، وأريد أن أذكر حادثة عابرة وهي أن مستشفى المقاصد يريد أن يتوسع ليكون لديه 250 سريراً بدل من 150، يحتاج إلى 10 ملايين دولار، قمة سرت العربية قررت أن تخصص للقدس لدعم القدس لدعم صمود القدس 500 مليون دولار، فقلنا خلص سهلة اسألوا الجامعة العربية أين هي لنأتي بالعشرة مليون، تبين ما في عشرة شواكل، لم يأتي شي. على كل حال هذا محبط لكن يجب علينا أن نعمل، المستشفى يجيب أن يتوسع، مستشفى المقاصد يجب أن يتوسع وسنوسعه بكل الوسائل، سنطالب الفلسطينيين الأغنياء أن يأتوا بالأموال ليساعدوا أهلهم وهم كثر يجب أن يقدموا لمستشفياتهم ولأهلهم.
نحن بالواقع سعداء أن نكون هنا، سمعت بأنكم بدأتم في زراعة الكلى، إن شاء الله أن نبدأ بزراعة القلب ومعالجة أمراض السرطان والأمراض المستعصية، لما لا، سنوقع قانون التأمين الصحي لإدامة هذه الأمور يجب الاهتمام بها، لأنه إذا ركزنا على الصحة والتعليم نبني بلدنا، لا يكفي أن نبنى فنادق وأن نبني طرق ونبني مساكن، وهذا كله مهم، ولكن التعليم والصحة، العقل والصحة العقل السليم في الجسم السليم يستطيع هذا، لأن هذه هي ثروتنا، ما هي ثروتنا نحنا؟ لا يوجد عندنا بترول ولا غاز ولا زراعة عندنا شيء واحد هو العقل إذا عملنا على تنميته وتثقيفه يعمل الأعاجيب، واليابان دليل على ذلك، اليابان لا يوجد عندهم شيء لا يوجد عندهم أي مواد أولية، عندهم عقل ودول كثيرة عندها العقل ولكنها أصبحت أهم الدول الصناعية في العالم أهم دول التكنولوجيا في العالم، لماذا لأنها استعمل عقلها والذين نيموا عقولهم مهما كانت ثرواتهم لا فائدة.
أيها الأخوة نحن نمر الآن في مرحلة دقيقة، لا أريد أن أقول صعبة لأنها دائما صعبة، كل وضعنا صعب، فيما يتعلق استئناف العملية السلمية أو استئناف المفاوضات أو غير ذلك، تعلمون أننا أجرينا مفاوضات سياسية مهمة وناجحة، وإن كانت لم تستكمل في عهد الحكومة الإسرائيلية السابقة، ولكننا توقفنا لأسباب لا نريد أن نشرحها هنا، وبعد ذلك توقفت هذه المفاوضات، نحن نقول مستعدون للذهاب إلى المفاوضات إذا توفرت المرجعية، يعني إذا توفر ما يسمى بخارطة الطريق، نعرف أين نحن ذاهبون، على أي أساس نحن منطلقون، مفاوضات مباشرة غير مباشرة هذا كله كلام فاضي، المهم أن نعرف الأرضية التي نسير عليها، أن يتوقف الاستيطان، وأن نعرف القرار حدود الدولة لنعرف ما هي لنبني عليها دولتنا المستقلة.
غصة في قلوبنا وفي نفوسنا هي المصالحة، نحن لا زلنا مصممون على المصالحة، نريد المصالحة، نريد أن يذهبوا ليوقعوا لكن سمعنا مؤخراً أنهم قالوا: يريدون أن يذهبوا بنا إلى الانتخابات ليقصونا، نحن لا نريد أن نقصي أحداً، ولا نستطيع أن نقصي أحداً، ولا نقبل أن نقصي أحداً. الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وبكل أفكاره وبكل سياساته عليه أن يتعايش مع بعضه البعض، أياً كانت أفكارنا أو عقائدنا، نحن نريد أن نعيش مع بعضنا البعض. ولكن الحكم بيننا هو صندوق الاقتراع، ولكن لا يعني هذا أننا نريد أن نقصي أحداً، فلقد ذهبنا إلى صندوق الاقتراع عام 2006 بإرادتنا وبقرارنا، مع إننا كنا نعلم أننا سنخسر، ورغم ذلك ذهبنا لأنها الشرعية ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الشرعية.
وقعوا على الوثيقة واذهبوا إلى الانتخابات، واتركوا للشعب الفلسطيني أن يحكم. بدون الوحدة الوطنية وبدون وحدة الأرض والشعب لا يوجد حل سياسي، وبالتالي لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة.
الدولة المستقلة تأتي من خلال الوحدة الوطنية، لذلك للوحدة الوطنية الأولوية، وعلينا جميعا العمل على تحقيقها لنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وشكرا لكم والسلام عليكم.
السيد الرئيس محمود عباس مخاطبا الشعب الفلسطيني عبر تلفزيون فلسطين رام الله
29/8/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المواطنون
يا أبناء شعبنا العظيم في جميع أماكن تواجده
أتقدم إليكم مجدداً في شهر رمضان الفضيل بأحر التهاني والتبريكات، آملا أن يكون هذا الشهر مناسبة عظيمة لتأكيد وحدة شعبنا بأسره، وللتعبير مجدداً عن تصميمنا على السير قدماً على طريق انتزاع حرية شعبنا وعودة لاجئيه ومشرديه، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية المزدهرة فوق ترابنا الوطني بعد رحيل الاحتلال وتحرير سجنائنا وأسرانا البواسل.
إننا نتوجه بعد أيام قليلة إلى واشنطن لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات مع إسرائيل وقيادتها، تحت رعاية الولايات المتحدة وسيادة الرئيس مبارك وجلالة الملك عبد الله الثاني، واللجنة الرباعية الدولية التي أيدت إطلاق هذه المفاوضات، وحددت الأسس التي ينبغي أن تقوم عليها ورسمت الطريق ووضعت الأهداف التي يجب الوصول إليها.
لقد قطعنا طريقاً طويلاً للوصول إلى هذه المفاوضات، وأسهمت معنا أمتنا العربية عبر دور لجنة المتابعة العربية في صياغة الأسس التي تضمن الحد الأدنى لإطلاق مفاوضات جادة، سواء كانت غير مباشرة أو مباشرة، منطلقين في هذا المسعى من الأسس التي قامت عليها مبادرة السلام العربية باعتبارها القاعدة المشتركة التي تقود إلى إحلال سلام عادل ومتوازن في منطقتنا، يضمن حقوق شعبنا الوطنية، ويزيل الاحتلال عن جميع الأراضي العربية المحتلة، ويوفر الأمن والحرية والسلم الفعلي لجميع دول المنطقة وشعوبها بما فيها شعبنا الفلسطيني.
ولا بد لي في هذا المجال من تقديم الشكر والعرفان لجميع أشقائنا العرب وللمجموعة الدولية بأسرها التي ساندتنا، ودعمت مواقفنا العادلة، تلك المواقف التي تستند إلى الشرعية الدولية وقراراتها والى الاتفاقات الموقعة والالتزامات التي حددتها خارطة الطريق وقرارات مجلس الأمن وسواها من المرجعيات التي ستظل المرشد الأساس لجميع المفاوضات، وللاتفاقات التي يمكن أن تسفر عنها تلك المفاوضات.
أيتها الأخوات والإخوة
إذا كنا وافقنا على تلبية الدعوة الأمريكية لحضور اجتماع واشنطن من أجل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، فإن موافقتنا هذه التي وصلنا إليها بعد مشاورات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، إنما استندت إلى بيان اللجنة الرباعية الدولية بكل ما احتواه من عناصر وقواعد وضمانات.
فقد أكد البيان وكل البيانات السابقة للجنة الرباعية الدولية التي عبرت أطرافها الأربعة – أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة عن الالتزام بها، أكد البيان على ضرورة إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967، وبما يشمل القدس الشرقية، وعلى عدم الاعتراف بالضم الإسرائيلي لها وأية إجراءات تستهدف تغيير طابعها ومعالمها، كما أكد على ضرورة قيام دولة فلسطين المستقلة والقابلة للحياة، وعلى رفض الاستيطان وضرورة وقفه التام في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي المزعوم.
وعبر البيان وجميع البيانات السابقة له عن الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
إننا نذهب إلى المفاوضات مسلحين بهذه المواقف والالتزامات، ولن نحيد عنها، وسنضع جميع الأطراف دون استثناء أمام مسؤولية الالتزام بها وتطبيقها، إذا كانت تلك الأطراف تسعى وتستهدف فعلاً الوصول إلى سلام حقيقي وقابل للحياة والرسوخ.
ومن الواضح للجميع أن المواضيع التي ستتناولها المفاوضات هي قضايا الوضع النهائي والتي تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والأمن والمياه والإفراج عن الأسرى، ولن ندخل في متاهات أو نقبل باستدراجنا إلى أمور هامشية لحرف المفاوضات عن بحث هذه القضايا الجوهرية والوصول إلى حلول لها وفق قواعد الشرعية الدولية وقراراتها.
لقد نظرنا دائما إلى المفاوضات باعتبارها ميداناً هاماً من ميادين كفاحنا السياسي والشعبي المشروع للوصول إلى أهدافنا، ولرفع الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا العظيم الذي لا يزال يعاني كآخر شعب من شعوب العالم من سطوة احتلال استيطاني وعسكري يدمر مقومات حياته ويحرمه من ابسط الحقوق الوطنية والإنسانية التي تتمتع بها اليوم جميع الأمم بدون استثناء.
إننا نسير إلى هذه المفاوضات وسلاحنا الأقوى هو الإيمان الراسخ بحقوقنا وشرعيتها، والثقة بأنفسنا لأننا أبناء شعب قدم مئات الألوف من الشهداء والأسرى والجرحى، وواصل جيلا بعد جيل نضاله لانجاز حريته واستقلاله، وتحمل كل ألوان العذاب والاضطهاد والعنصرية دون أن يلين تصميمه على ضرورة أن يرى يوماً جديداً يحقق فيه للأجيال القادمة مستقبلاً واعداً ومشرقاً ومليئاً بالأمل.
لقد توصلنا في إطار القيادة الفلسطينية إلى موقف يؤكد على ضرورة أن لا نحول قضية صراعنا من أجل إنهاء الاحتلال إلى مجرد خلاف مع إسرائيل أو غيرها حول شكل المفاوضات، بل أن نحول المفاوضات إلى عمل جاد لإبراز المضمون والقضايا الجوهرية التي لا نجد في العالم اليوم من يختلف معنا حول أسس وسبل حلها كلها، وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يكفل لنا التحرر من الاحتلال والوصول إلى الاستقلال.
وإذا كان هنالك من يختلف معنا في التقدير وفي الحسابات السياسية الدقيقة، فإن المساحة الواسعة من الديمقراطية الفلسطينية بما فيها حق التعبير والاختلاف في الرأي، تلك المساحة تكفل للجميع دون استثناء أن يشاركونا أعباء هذه المسيرة بالرغم من جميع إشكال التباين والاختلاف، إن ديمقراطيتنا شاملة وراسخة، وسوف تظل مزدهرة ومتطورة وفق المعايير التي يجمع عليها عالمنا اليوم، ولن يكون هنالك أي مساس لها آو تراجع عنها.
وفي هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة، فإننا نأمل أن نجد لنا في إسرائيل شريكاً قادراً على اتخاذ قرارات ومواقف جوهرية ومسؤولة نحو إنهاء الاحتلال وضمان الأمن الحقيقي لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ونحن من جانبنا نؤكد أننا لم نتعامل في الماضي إلا مع حكومات ومؤسسات اختارها الشعب الإسرائيلي، ولذا نقبل بالشراكة معا على هذا الأساس مهما كان تركيبها أو طابعها.
إننا نؤكد على حاجة إسرائيل وحاجتنا إلى الأمن، غير أن الأمن لا ينبغي أن يظل مجرد ذريعة لتبرير التوسع والاستيطان والاستيلاء على أراضي وحقوق الغير بالقوة.
وأود أن أشير هنا إلى أن مواقفنا تجاه الاستيطان وعدم شرعيته، وتجاه التوسع الاستيطاني لم يتغير، ولا بد أن أقول اليوم بصراحة وبكل وضوح ما كنا قد أبلغنا به جميع الأطراف بمن فيها الراعي الأمريكي لهذه المفاوضات قبل موافقتنا على المشاركة فيها، إن حكومة إسرائيل سوف تتحمل وحدها المسؤولية عن تهديد هذه المفاوضات بالانهيار والفشل، في حال استمرار التوسع الاستيطاني بجميع مظاهره وأشكاله في سائر أنحاء الأرض الفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967.
أيتها الأخوات أيها الإخوة
لقد تعودنا على الصراحة والوضوح والمكاشفة الأمينة معكم يا أبناء شعبنا أينما كنتم وسنظل معا نعمل وفق هذه القواعد، فالطريق صعب ومليء بالأشواك والعثرات، ولكننا قادرون جميعاً على اجتيازه وعبوره بتصميمنا ووحدتنا وتمسكنا بقيمنا الوطنية والديمقراطية، وبمساندة أشقائنا والعالم بأسره لنا.
تحية لكم جميعا أينما كنتم، تحية محبة ووفاء إلى أسرانا البواسل وعائلاتهم وإلى شهدائنا العظام الذين مهدوا لنا درب الحرية.
وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب السيد الرئيس قبيل افتتاح جلسة المفاوضات المباشرة في مقر وزارة الخارجية الأميركية، واشنطن
2/9/2010
السيدة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون
السيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو
السيدات والسادة
بداية أود أن اكرر الشكر للرئيس باراك أوباما والسيدة كلينتون والسيناتور جورج ميتشيل وطاقمه على الجهد المتصل الذي بذلوه طوال الشهور الماضية من اجل إعادة إطلاق مفاوضات الوضع الدائم بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل.
السيدات والسادة
احسب أننا سندرك ونحن نطلق هذه المفاوضات اليوم، حجم وطبيعة العقبات والصعوبات التي تواجهنا وستواجهنا خلال هذه المفاوضات التي يجب أن تقود خلال عام إلى اتفاق يصنع السلام العادل، سلام القانون الدولي والشرعية الدولية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما أن ما يشجعنا ويبني فينا الثقة هو أن الطريق أمامنا واضحة وجلية للتوصل إلى صنع السلام، طريق الشرعية الدولية متمثلة في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية ومواقف الاتحاد الأوروبي ولجنة المتابعة العربية وهي مواقف تجسد بمجملها بالنسبة لنا الإجماع الدولي على مرجعيات وأسس وأهداف المفاوضات.
كما أننا أيها السيدات والسادة لا نبدأ من الصفر لان تراث جولات التفاوض بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية استكشفت جميع الآفاق وشخصت جميع القضايا.
سوف نعالج جميع قضايا الوضع الدائم (القدس، والمستوطنات، الحدود، الأمن، المياه، واللاجئين، والإفراج عن المعتقلين) لكي ننهي الاحتلال الذي تم عام 1967 للأراضي الفلسطينية ولكي تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، ولكي نضع نهاية للصراع في الشرق الأوسط وليتحقق الأمن والأمان للشعبين وكافة شعوب المنطقة.
نعود ونؤكد التزامنا بكل ما ترتب علينا من التزامات بما يشمل الأمن ووقف التحريض، وإننا ندعو الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ التزاماتها بوقف كافة النشاطات الاستيطانية ورفع الحصار وبشكل كامل عن قطاع غزة ووقف كافة أشكال التحريض.
وهنا أقول بالنسبة للأمن تعرفون أيها السادة أننا لدينا أجهزة أمنية في بداياتها ومع ذلك تقوم بكل ما هو مطلوب منها، أمس أدنا العمليات التي حصلت ولم ندنها فقط وإنما تابعنا الفاعلين ووضعنا أيدينا على السيارة التي استعملت وعلى من باعها ومن اشتراها ونحن بصدد استكمال كافة الإجراءات الأمنية من اجل الوصول إلى الفاعلين، إننا نعتبر أن المسألة حيوية وأساسية لنا ولكم ولا نقبل من احد أن يقوم بأي أعمال من شأنها الإساءة لأمنكم ولأمننا وبالتالي لا نكتفي بالإدانة فقط وإنما نتابع عملنا بصدق واجتهاد فالأمن كما قلت هام وأساسي وحساس.
السيدات والسادة
أعيد اليوم تأكيد ما شددت عليه في لقاء البيت الأبيض بالأمس، أمام الرئيس أوباما والرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني الذين أيضا اعتبر أن مشاركتهم كانت هامة وقوية وتعبر عن إيمان الدولتين مصر والأردن بالسلام وفي الوصول على هذا السلام لان هاتين الدولتين إضافة إلى باقي الدول العربية تعتبر أن السلام مصلحة حيوية ليس فقط للفلسطيني والإسرائيليين بل لكل شعوب المنطقة وأيضا لأميركا كما عبر عن ذلك الرئيس أوباما عندما قال إن إقامة دولة فلسطينية أو الدولتين هو مصلحة حيوية وطنية أميركية.
إن منظمة التحرير الفلسطينية تشارك في هذه المفاوضات بنوايا صادقة وجدية مطلقة وبإصرار على إنجاز السلام العادل الذي يضمن الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه وحقوقه، الحل العادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية التي نتمسك بها، نتمسك بالشرعية الدولية لا أكثر ولا اقل لا نريد شيئا فوق الشرعية ولا نريد شيئا دون الشرعية، دعونا ندشن عصرا جديدا في منطقتنا، عصراً يحقق السلام والعدالة والأمن والرفاه للجميع.
في عام 1993 وفي التاسع من سبتمبر منذ ذلك العام وقعنا ما يسمى بالاعتراف المتبادل وثيقة الاعتراف المتبادل بيننا وبين إسرائيل أي بين المرحوم ياسر عرفات والمرحوم إسحاق رابيين ووقعت هذه الوثيقة واعتقد أن فيها ما يكفي من أجل أن تعرفوا نوايانا الطيبة فيما يتعلق بالاعتراف بدولة إسرائيل كذلك تعرف سيدي الرئيس أننا في كامب ديفيد كانت هناك التزامات مطلوبة منا وعندما عدنا بمعية الرئيس كلنتون نفذنا كل تلك الالتزامات، نحن نحترم التزاماتنا ونحترم اتفاقاتنا، ومن هنا ننطلق معكم من اجل الوصول إلى سلام لإنهاء الصراع وللبدء في مرحلة جديدة بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
كلمة الرئيس محمود عباس بعد القمة الخماسية مع أوباما ومبارك والملك عبد الله ونتنياهو واشنطن
2/9/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس باراك اوباما
فخامة الرئيس حسني مبارك
جلالة الملك عبد الله الثاني
السيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
السيد توني بلير
السيدة هيلاري كلينتون
السادة الكرام
أود في البداية أن أشكر الرئيس أوباما على دعوتنا واستضافتنا هنا اليوم، تمهيداً لإطلاق مفاوضات الوضع الدائم للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي حول كافة قضايا الوضع النهائي خلال عام، واستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والقانون الدولي.
نتقدم نحو إطلاق هذه المفاوضات غداً ونحن مدركون للمصاعب والمحاذير والعقبات التي تقف أمامنا ومستوعبين لدروس التجارب السابقة.
ونؤكد هنا باسم منظمة التحرير الفلسطينية أننا سنعمل بكل تصميم وجدية ونية صادقة من أجل إنجاح هذه المفاوضات. ونجدد التزامنا بتنفيذ كل ما ترتب علينا من التزامات وندعو جيراننا الجانب الإسرائيلي لتنفيذ التزاماته وخاصة وقف كافة الأنشطة الاستيطانية كافة، مؤكدين بأن الدعوة لتنفيذ الالتزامات وكذلك رفع الحصار المفروض على غزة وإنهاء الإغلاق والحواجز التي تخالف حق الفلسطينيين في الحياة والتحرك لا تشكل شروطا مسبقة وإنما هي تنفيذ لتعهدات والتزامات سابقة، وأننا سنبذل كل جهد ممكن وبلا كلل أو ملل، كي تصل إلى غايتها وأهدافها في معالجة جميع القضايا، قضايا المرحلة النهائية: القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والأمن، والمياه، ومن ثم الإفراج عن جميع المعتقلين، بغية تحقيق السلام الذي تتوق إليه شعوب منطقتنا، السلام الذي يحقق الحرية والاستقلال والعدالة للشعب الفلسطيني في وطنه وفي الشتات والذي يعاني أشد المعاناة منذ عقود، السلام الذي يصحح الظلم التاريخي الذي ألحق بشعبنا، والسلام الذي يحقق الأمن والأمان له وللشعب الإسرائيلي ويفتح أمامهما وأمام شعوب المنطقة حقبة من السلام العادل على المسارات كافة، وحقبة من الاستقرار والتقدم والرخاء.
إن تصميمنا هذا يستمد تشجيعا كبيرا من عزيمتكم، فخامة الرئيس أوباما، وجهدكم المتواصل منذ توليتم الرئاسة، والروح الوثابة التي أطلقتموها في العالم، ومن رعايتكم لهذه المفاوضات مباشرة وعبر الدور المتميز للسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية والسناتور ميتشل وطاقمه.
إن مشاركة فخامة الرئيس مبارك وجلالة الملك عبد الله دلالة على الدور الجوهري والفاعل والمتصل لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية في دعم فرص تحقيق السلام، وهو دور متصل بالموقف الذي عبرت عنه مبادرة السلام العربية التي جسدت إجماع الدول العربية وبالتالي الدول الإسلامية أيضا، على تحقيق السلام الشامل والعادل على المسارات كافة في منطقتنا بما في ذلك المسار السوري الإسرائيلي والمسار اللبناني الإسرائيلي، وقدمت فرصة مخلصة وثمينة لصنعه.
كما أن حضور السيد توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية معنا اليوم مؤشر بالغ الدلالة وهو الذي يتابع بجهود مشكورة منذ سنوات ما تقوم به السلطة الفلسطينية من عمل استثنائي لبناء مؤسسات الدولة.
أصحاب الفخامة
صاحب الجلالة
لقد آن أوان صنع السلام، وآن أوان إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، ونيل الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال والعدالة، آن الأوان أن تقوم دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة إلى جانب دولة إسرائيل، آن الأوان لوضع حد نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط.
إن الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه في الحرية والاستقلال، هو الأكثر احتياجاً للأمن والعدل والسلام، لأنه الضحية والأكثر تضررا من استمرار دوامة الحروب والعنف، وهو يرسل رسالة إلى جيراننا الإسرائيليين وإلى العالم بأنه الأحرص أيضاً على تدعيم فرص نجاح المفاوضات وإنجاز اتفاق السلام العادل في أسرع وقت ممكن، بهذه الروح سنعمل لإنجاح هذه المفاوضات، وبهذه الروح نثق بأننا قادرون على تحقيق مهمتنا التاريخية الصعبة، صنع السلام في أرض السلام.
السيد نتنياهو، ما حصل بالأمس أدناه إدانة شديدة، وما حصل اليوم ندينه أيضا، ولا نريد إطلاقا أن تراق قطرة دم لا من الإسرائيليين ولا من الفلسطينيين ، نريد سلاما بينهم وعيشا طبيعيا بينهم، نريد أن نعيش شركاء وجيران إلى الأبد، دعنا نوقع اتفاقا نهائيا للسلام وننهي حقبة طويلة من الصراع وإلى الأبد.
وشكرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب السيد الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك
25-9-2010
السيد جوزيف دايس رئيس الجمعية العمومية
أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة،
السيدات والسادة،
يسرنا سيادة الرئيس أن نتقدم إليكم بالتهنئة على انتخابكم لرئاسة هذه الدورة، متمنين لكم التوفيق والنجاح في مهامكم الأممية السامية، وأن ننقل من خلالكم التحية لمعالي الأخ الدكتور علي عبد السلام التريكي، لجهوده القيمّة التي بذلها خلال فترة رئاسته للدورة 64 للجمعية العامة، والشكر كذلك لمعالي الأمين العام السيد بان كي مون، على عمله الدؤوب من أجل تعزيز دور الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في المجالات كافة.
وفي هذا الصدد، نثمن عالياً دوره ودور هذه الوكالات، وأخُص بالذكر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونوروا)، التي عملت وما زالت تعمل لتوفير الخدمات الأساسية لأبناء شعبنا اللاجئين، الذين لا زالوا منذ أكثر من ستين عاماً ينتظرون إنصافهم وإحقاق حقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.
أعلم أن جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة زاخر بالموضوعات والقضايا الملحة التي تهم الجنس البشري بأسره وكوكبنا الأرض، ولا سيما تلك المتعلقة بالنزاعات والحروب، ونضال الشعوب الرازحة تحت الاحتلال الأجنبي من أجل إعمال حقها في تقرير المصير، وتغير المناخ والاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية، والأزمات الاقتصادية والمالية.
كل هذا في الوقت الذي نرى فيه مطالب عادلة تدعو إلى تطوير الأمم المتحدة، وخاصة إصلاح مجلس الأمن ليصبح أكثر وأوسع تمثيلاً وتجسيداً لصورة الوضع الدولي، ولا سيما في ضوء انبثاق قوى جديدة تستحق أن تكون ممثلة في مجلس الأمن ليكون أكثر فاعلية في أداء دوره في حفظ الأمن والسِلم الدوليين.
كما أن هناك تذمراً ملموساً جراء عدم امتثال بعض الدول لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات والتدابير الحازمة والفعالة لإلزام هذه الدول باحترام وتنفيذ هذه القرارات، ولإنهاء الاحتلال والاستعمار والاستغلال في عالمنا لدعم قيم الحرية والعدالة والتسامح والتعايش ومحاربة التطرف والإرهاب.
نعم إن للأمم المتحدة دوراً أساسياً في تعزيز علاقات التعاون بين الشعوب وتوجيهها للاستثمار في تطوير المجتمعات وبُناها التحتية، ومحاربة الفقر والبطالة والتصحر، والأمراض والأوبئة ومخاطرها الفتاكة على الجنس البشري، ومستقبل كوكبنا ككل، إنسانياً وبيئياً.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة
إن شعبنا ووطننا فلسطين ومنطقتنا، منطقة الشرق الأوسط، تواجه مشاكل خطيرة، لا زالت تَدفع بها إلى مربعات العنف والنزاع، وذلك بسبب إضاعة الفرصة تلو الفرصة، لمعالجة قضايا شعوب المنطقة بشكل جدي، والتوصل لحلول جذرية شاملة، وبسبب عقلية التوسع والهيمنة التي لا زالت تحكم فكر وتوجهات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والتي جعلت من عدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، نهجها السائد، مما يُفقد تلك القرارات تأثيرها واحترامها، ويؤثر على مصداقية الأمم المتحدة، ويعزز وجهة النظر القائلة بأن هناك سياسةً للكيل بمكيالين، وخاصة فيما يتعلق بقضية شعبنا الفلسطيني، وأن إسرائيل دولة فوق القانون تضرب عرض الحائط بكل تلك القرارات، وتمارس القمع، والاعتقال، والقتل، والتدمير، وهدم البيوت، والحصار، والتوسع الاستيطاني، وإقامة جدار الضم والعزل العنصري، بحق شعبنا ووجوده على أرض وطنه، دون رادع.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن مدينة القدس الشرقية العريقة، عاصمة دولة فلسطين المستقلة، والمصنفة بقرار من منظمة اليونسكو على أنها أحد معالم التراث العالمي الإنساني الواجبة حمايته، تتعرض من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لعمليات تزويرٍ للحقائق، وتدميرٍ للمعالم والمقابر، وللهوية الدينية والروحية والتاريخية في أرجاء المدينة المقدسة كافة، بوتيرة متسارعة، بهدف طمس معالمها الحضارية، واستباق مفاوضات الوضع النهائي، فضلاً عن أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى، وعمليات تدمير البيوت، وترحيل وسحب هويات سكانها، ومحاصرتها بهدف عزلها عن محيطها الفلسطيني العربي، والسيطرة على المدينة المقدسة جغرافياً وديموغرافياً.
إن ذلك أمر يستثير أبناء شعبنا ويثير الغضب في العالم العربي والإسلامي ويخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقتنا ويشكل عقبة كأداء أمام تحقيق الأمن والسلام. هذه التدابير والممارسات الإسرائيلية غير القانونية لابد من وضع حد لها ووقفها.
ذلك أيضاً يا سيادة الرئيس شأن قطاع غزة الذي يتعرض لحصار جائر وغير قانوني مخالف للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وغير مسبوق براً وبحراً وجواً، وقد ترتب عليه إلى جانب العدوان العسكري أثار فادحة إذ أدى إلى تدمير البنية التحتية والطاقة الإنتاجية لقطاع غزة وتدمير 25% من المساكن والمباني، وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير إذ أن حوالي 75% من القوة العاملة أصبحوا عاطلين عن العمل يعيشون على المساعدات الدولية.
ولقد منع الحصار الإسرائيلي أهلنا في غزة من إعادة البناء رغم اعتماد المانحين الدوليين لما يقارب الخمسة مليارات من الدولارات لتمويل إعادة البناء. يجب رفع الحصار عن قطاع غزة فوراً وبشكل كامل ووضع حد لمأساة شعبنا ومعاناته فيه.
وإذ نرحب بجهود اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان، وبالإستخلاصات التي توصلت إليها لجنة تقييم نتائج التحقيقات حول الاعتداء على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية لأهلنا في قطاع غزة، فإننا نتوقع أن تقدم لجنة التحقيق التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة تقريرها إلى مجلس الأمن الدولي.
ولابد لي يا سيادة الرئيس أن أضيف إلى كل ما سبق، وضع الآلاف من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
هؤلاء مناضلون من أجل الحرية، لا بد من إطلاق سراحهم وإنهاء معاناتهم لتوفير المناخ الإيجابي لتحقيق السلام ونحن لا يمكننا الوصول إلى اتفاق سلام لا يحررهم جميعاً من قيودهم وزنازينهم.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
ومع ذلك كله، ورُغمَ الظُلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، إلا أن رغبته في تحقيق السلام العادل الذي يضمن له إنجاز حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال لم ولن تتراجع، وما زالت أيدينا الجريحة قادرة على حمل غُصن الزيتون من بين أنقاض الأشجار التي يقتلعها الاحتلال يومياً، فشَعُبنا يتطلع إلى العيش بأمن وسلام واستقرار على ترابه الوطني الفلسطيني، ليبني حياته ومستقبل أجياله، ونحن تواقون لصنع السلام الشامل والعادل والدائم، القائم على أساس الحق والعدل وقرارات الشرعية الدولية، وعلى نحو يفضي إلى انسحاب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من كافة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، حتى تنعمَ دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، باستقلالها وسيادتها، الأمر الذي سيؤدي إلى إحلال الأمن و السلام في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
ومن منطلق الحرص الأكيد على مستقبل السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة، فقد استجبنا للذهاب إلى مفاوضات الوضع النهائي، وسَنبذل كل جُهد مُخلص للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني- إسرائيلي خلال عام، وِفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ولمبادرة السلام العربية ولخطة خارطة الطريق، ولرؤية حل الدولتين.
وأكدنا مجددا باسم منظمة التحرير الفلسطينية على تمسكنا بخيار السلام العادل وعلى تصميمنا وجديتنا ونيتنا الصادقة لإنجاح هذه المفاوضات رغم كل الصعاب والعقبات التي تعترضُها. على المجتمع الدولي أن يستخلص العبر من الأسباب التي أدت إلى تعثر العملية السياسية وعدم تمكُنها من الوصول إلى الأهداف المرجوة منها، فإعادة المصداقية لعملية السلام يتطلب أساساً إلزام حكومة إسرائيل بتنفيذ التزاماتها، وخاصة وقف الأنشطة الاستيطانية كافة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس الشرقية، وحولها، وتفكيك جدار الضم والعزل العنصري، وإنهاء سياسة الحصار والاغلاقات، وإزالة الحواجز التي تُعطل حياة شعبنا، وتَحرمه من أبسط حقوقه الإنسانية الأساسية.
إن مطالبتنا بتجميد الاستيطان ورفع الحصار ووقف السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية لا تشكل شروطاً مسبقة غريبة عن مسيرة العملية السلمية، بل هي تنفيذ لالتزامات وتعهدات سابقة تم التأكيد على تنفيذها في الاتفاقات والقرارات جميعاً التي صدرت منذ انطلاق العملية السياسية، والتزام إسرائيل بتحقيقها يوفر المناخ الضروري لإنجاح المفاوضات والمصداقية للوعد بتنفيذ نتائجها. وعلى إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار الاستيطان.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إنني من على مِنبَركم هذا أجدد التأكيد بأننا سنواصل كما كنا دوماً بذل كل جهد ممكن لكي تؤدي هذه المفاوضات إلى غاياتها وأهدافها المنشودة في تحقيق السلام عبر معالجة جميع قضايا الوضع النهائي ألا وهي قضايا القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والمياه، والأمن، والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، وعلى نحو يحقق الحرية والاستقلال والعدالة للشعب الفلسطيني في وطنه، ويُصحح، بل ويرفع الظلم التاريخي الذي لحقَ به، ويحقق الأمن والأمان له ولجيرانه والسلام العادل على كافة المسارات في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما المسارين السوري واللبناني، ويكون فاتحة عهد جديد من الاستقرار والتقدم والرخاء والتعايش والجوار الحسن.
إن تصويب مسار العملية السياسية لا يمكن أن يتم إلا بتحمل المجتمع الدولي للمسؤولية الرئيسية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وهو أطول احتلال شهده التاريخ الحديث، وضمان حق شعبنا في تقرير مصيره في دولته المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه، وذلك من خلال تطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، وفتوى محكمة العدل الدولية، وأحكام القانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وهي كلها تمثل المرجعية السياسية الشرعية لأية مفاوضات ناجحة حول الحل النهائي.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن شعبنا، رغم حجم المعاناة، متمسك بحقوقه وأرضه وترابه الوطني، وهو في ذات الوقت يحرص كل الحرص على استعادة وحدته الوطنية، واللحمة بين شقي الوطن، ونحن نقوم بكل جهد لاستعادة الوحدة بالحوار عبر الجهود الخيرة والمشرّفة التي يقوم بها الأشقاء والأصدقاء، وخاصة جمهورية مصر العربية. ولن ندخر جهداً من طرفنا في سبيل إنجاحها لإنهاء حالة الانقسام الناتجة عن الانقلاب على الشرعية الفلسطينية، ولتكريس الديمقراطية كنهج ثابت وسبيل لا بد منه في حياتنا السياسية.
كما أننا نقوم بتحمل مسؤولياتنا في بناء المؤسسات الوطنية لدولتنا المستقلة، وفي بناء الاقتصاد الوطني وفي توفير الأمن والأمان لمواطنينا في ظل سلطة ترتكز على القانون والمحاسبة والشفافية والعدالة، كما أننا نقوم بتنفيذ التزاماتنا كافة التي نصت عليها خارطة الطريق والاتفاقات الموقعة بين الجانبين.
وفي الختام، فإنه من الضروري في هذا المقام أن نشكر كل الأطراف التي ساهمت في رعاية ودعم عملية السلام، وهنا أود أن اشكر فخامة الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي أكد في كلمته أمام الجمعية العمومية منذ يومين، على حل الدولتين وضرورة تجميد الاستيطان وأمله الكبير في إقامة دولة فلسطين المستقلة لتكون عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وبهذه المناسبة فإننا نؤكد على استعدادنا التام للتعاون مع الجهود الأمريكية في سبيل إنجاح العملية السياسية للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم في المنطقة.
لكننا نجد من الواجب أن نخص بالشكر الأمم المتحدة، فهي التي صانت قضيتنا ومدت يد العون لشعبنا وشرَّعت من الأحكام والقرارات ما شكل أساساً لا يمكن تجاوزه في البحث عن الحل الشامل والعادل والدائم، ومن هذا المنبر ندعوها إلى مواصلة دورها المحوري حتى يتم إحقاق الحق، وينال شعبنا ما استلب من حقوقه، ويسود السلام منطقتنا بأسرها.
نجدد لكم تحياتنا وتقديرنا لجهودكم الدؤوبة ومواقفكم التضامنية مع قضية شعبنا، العادلة مثلما نجدد العهد بالثبات على إيماننا بالسلام الذي تصبو إليه شعوب منطقتنا كافة، سائلين الله عز وجل أن ينعم علينا بمستقبل نتمتع فيه جميعاً بالسلام والأمن والاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطاب الرئيس محمود عباس أمام ملتقى السلام والأمن العالمي أبو ظبي
7/11/2010
الشكر والتقدير والاحترام لسمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة ولسمو ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ولي العهد، والشكر موصول لصاحب السمو الشيخ عبد الله بن زايد على ترتيب هذا اللقاء على حسن الوفادة وكرم الضيافة وكل الترتيبات التي عملت من اجل إنجاح هذه الفعالية.
في البداية نريد أن نتحدث قليلا عما جرى لدينا، حيث مررنا بسنوات صعاب خمس سنوات عجاف التي بدأت في عام 2000 وانتهت تقريباً في عام 2005، كان الثمن الذي دفعناه باهظا وغاليا، وكان لا بد أن نعيد التفكير إلى أين نحن نسير.
ومن هنا بعد هذه السنوات قررنا أن نلجأ مرة أخرى كما بدأنا إلى أسلوب السلام من خلال المفاوضات، ورفعنا شعارا لا للعنف لا لاستعمال القوة لا لاستعمال الصواريخ نريد السلام مع جيراننا الإسرائيليين، إضافة إلى هذا أيضا رفعنا شعارا آخر مقتبسا من القران الكريم zzz*zفليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوفzzz*z، وفعلا بدأنا مسيرة صعبة كادت أن تكون ضد التيار، ولكن في النتيجة نجحنا بصعوبة بالغة على أن يستتب الأمن لدينا وعلى أن تبدأ الحياة تعود إلى طبيعتها ويعيش الناس حياة عادية طبيعية كباقي البشر. إضافة إلى ذلك فقد عملنا من أجل بناء المؤسسات الفلسطينية التي نريد من خلالها أن نعلن الدولة الفلسطينية المستقلة.
كلفنا ذلك كثيرا ولكن في النهاية وصلنا إلى ما نريد فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والتنمية التي يحتاجها المواطن الفلسطيني على الرغم من الانقلاب الأسود الذي قادته حماس في قطاع غزة.
في نهاية عهد الرئيس بوش وعندما شعر وعرف توجهاتنا دعا إلى مؤتمر انابوليس، دعا أكثر من خمسين دولة ومؤسسة عالمية إلى انابوليس لكي يطلق عملية السلام بيننا وبين الإسرائيليين وفعلا أطلقت هذه العملية وفي اليوم التالي من انتهاء مؤتمر انابوليس ذهبنا مباشرة لنبدأ مسيرة طويلة من المفاوضات مع السيد اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق.
وفي هذه المفاوضات تناولنا جميع قضايا المرحلة النهائية بالتفصيل، وهي المرة الأولى ربما بهذا الشكل أن المفاوضات تتناول بشكل مفصل، كنا قد تناولناها في كامب ديفيد بشكل سريع لم تتح لنا الظروف أن نستكمل الحوار حولها، ولكن على مدى ثمانية أشهر ناقشنا جميع قضايا المرحلة النهائية، أي ناقشنا الأمن، والحدود، والمستوطنات، واللاجئين، والقدس، والمياه ووضعنا هذه القضايا جميعها على الطاولة، ولكن أريد أن أركز على نقطتين اثنتين من تلك القضايا.
اتفقنا بالنسبة للحدود أن الحدود هي حدود 1967، إذن الأساس لعملية السلام هو العودة لحدود 67 ويمكن أن نجري بينا وبينهم تبادلا تعديلا ما للحدود، إلا أن الاتفاق كان على أن مساحة الضفة الغربية تعود كما كانت، ربما هذه المعلومات نقولها لأول مرة، واستمر الحوار حول هذا الأمر ثم انتقلنا إلى موضوع الأمن واتفقنا بشكل كامل هنا على أن الأمن يتولاه طرف ثالث، ولم يكن لدينا اعتراض من هو الطرف الثالث، ثم استقر الرأي على أن تكون قوات الناتو، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى موافقة أميركا، وكان لدينا جنرال أميركي اسمه (الجنرال جيم جونس) الذي أصبح فيما بعد مستشار الأمن القومي، ثم استقال قبل أسبوعين، هذا الرجل هو الذي اخذ على عاتقه هذا الملف، وتحدثنا مع الرئيس بوش ووافق الرئيس بوش على أن يكون الطرف الثالث هو الناتو، ليس لدينا مانع أن يكون متمو ضعا في الأراضي الفلسطينية من اجل حماية حدود إسرائيل ومن اجل استكمال تدريب القوات الفلسطينية التي بدأت على يد خبراء أمريكان وأوروبيين وفي عدد من الدول العربية ليستكمل هذا، هذا الملف كان لا بد من اخذ رأي دولتين أخريين جارتين وهما الأردن ومصر، والأردن ومصر وافقتا على هذه الفكرة لان الأمن يؤثر إيجابا وسلبا على هاتين الدولتين الجارتين فوافقتا بشرطين، الشرط الأول أن لا تكون قوات أردنية أو مصرية في الأراضي الفلسطينية وهذا حق، وان لا تكون هناك قوات من الطرف الثالث في الأراضي الأردنية والمصرية وهذا حق، واقفل الملف وانتهى ووضع على الطاولة من اجل استكمال بقية الملفات، حتى أقول لكم القدس تناولناها، اللاجئين تناولناها، لكن لم نصل إلى حل لها لان الظروف التي مر بها السيد اولمرت أدت إلى توقف المفاوضات، أدت إلى تعثر هذه المفاوضات وذهاب السيد اولمرت واستبداله بالسيدة تسفي ليفني، ثم جاء السيد نتنياهو إلى الحكم.
إذن هذه الأرضية التي توصلنا أليها والتي ناقشناها بتفصيل ممل على مدى ثمانية أشهر قد يقول قائل وهناك ما قالته ورددته الصحافة الإسرائيلية أن اولمرت قد عرض علينا عروضا رفضناها، هذا الكلام لا أساس له من الصحة، هذه هي الحقيقة توصلنا إلى ما توصلنا أليه، وكان بالإمكان أن نستكمل الحوار لكن مع الأسف حصلت ظروف داخلية إسرائيلية أدت إلى سقوط حكومة اولمرت.
وهنا أريد أن أقرر قضية مهمة أننا في 19 ديسمبر أي قبل ذهاب الرئيس بوش بثلاثة أو أربعة أسابيع قمنا بزيارته لنتحدث في خلاصة المرحلة، فقال لماذا لا نجتمع مرة أخرى، فاقترح الرئيس بوش أن نجتمع وفعلا وافقنا، لكن في 27/12 بدأ الهجوم على غزة ومع ذلك قبلنا أن نذهب ولكن الطرف الإسرائيلي لم يقبل وضاعت هذه الفرصة، أذن نحن بذلك في هذا الوقت لم نضيع أي فرصة على الإطلاق بل على العكس كنا حريصين كل الحرص أن نصل إلى السلام، أن نصل إلى التسوية الشاملة النهائية بيننا وبين الجانب الإسرائيلي، وفي هذا الوقت وفي هذا الأوان كنا نريد أن نوسع عملية السلام بمعنى أن يكون هناك سلام إقليمي أي أن يكون هناك انسحاب ليس فقط من الأراضي الفلسطينية بل من الأراضي الفلسطينية والأراضي السورية والأراضي اللبنانية، وأطلقنا عليه سلام المنطقة وليس فقط السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفعلا حصلت مفاوضات سورية إسرائيلية برعاية تركية، وكان بالإمكان أيضا أن يصلوا إلى حل، وكنا نفكر بطريقة ما من اجل حل قضية مزارع شبعه وغيرها حتى تكون هناك تسوية كاملة بين إسرائيل وبين جيرانها، لماذا لان المبادرة العربية للسلام التي أطلقت في قمة بيروت عام2002 تقول إذا انسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة فان جميع الدول العربية ثم بعد ذلك جميع الدول الإسلامية يمكن أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل، إذن كانت رؤيتنا أوسع من الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، أوسع من السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وإنما كنا نرى أن تحل القضية من جذورها وان يستتب الأمن والاستقرار.
هناك من يقول لا يوجد موافقة إسلامية، هناك 6 مؤتمرات إسلامية اعتمدت فيها المبادرة العربية للسلام، وبعض هذه المؤتمرات في أنقرة، وفي السودان، وفي طهران، ولكن انتهت تلك المرحلة وجاءت مرحلة السيد نتنياهو.
في بداية المرحلة أعلن الرئيس أوباما في القاهرة أن على إسرائيل أن توقف كل النشاطات الاستيطانية، ماذا يمكن أن نطالب نحن، نحن قلنا إذا لا بد لإسرائيل أن توقف جميع النشاطات الاستيطانية وبخاصة أن هذا ورد في مكانين مهمين، المكان الأول هو اتفاق ثنائي بيننا وبين الإسرائيليين، ربما لم يطلع عليه الكثيرون في عام 1995، هذا الاتفاق ينص على ما يلي:
لا يحق لأي طرف أن يقوم بأية أعمال أحادية من شأنها أن تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية، هذا يعني بالضبط أن الاستيطان يجب أن يتوقف في عام 1995، ثم جاءت خطة خارطة الطريق لتقول لا بد لإسرائيل أن توقف كل النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، وإن كنا نذكر أن خطة خارطة الطريق تلزم الفلسطينيين بأحد عشر التزاما وتلزم الإسرائيليين بمثلها.
إذا الذي حصل أننا عندما نطالب بوقف الاستيطان فهذا لا يعني أننا نطالب بشروط مسبقة، وإنما هي التزامات ثنائية ودولية بيننا وبين الإسرائيليين عليهم أن ينفذوها، وكل من يقول أننا نطالب بشروط مسبقة فهذا أمر لا صحة له على الإطلاق، بدأنا في هذه المسيرة، الإدارة الأميركية لم تتمكن من إقناع الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان فطلبوا منا أن نذهب إلى ما أسموه proximity talks (مفاوضات تقريبية) قلنا لا بأس وذهبنا إلى proximity talks، وقالوا عندما تحقق هذه المفاوضات الجانبية أو غير المباشرة نتائج نذهب إلى المفاوضات المباشرة، طيب، لم تحقق على مدى ثمانية أشهر هذه المفاوضات أية نتائج، وجاء الأمريكان وقالوا لا مانع نريدكم أن تذهبوا إلى واشنطن للقاء خماسي هناك ونحن نتكفل بإقناع السيد نتنياهو بوقف الاستيطان، قلنا لا بأس وذهبنا إلى واشنطن وجلسنا جلسات ثنائية وثلاثية مع السيد نتنياهو وكانت الخلاصة أرفض وقف الاستيطان، ثم ذهبنا بعد ذلك إلى شرم الشيخ وكررنا نفس المشهد، ثم ذهبنا أخيرا إلى بيته في القدس الغربية وناقشنا لمدة ساعات طويلة الأمر بالذات ولكن لم نصل إلى نتيجة، كان مصمما على أنه لا يستطيع أن يوقف الاستيطان، هنا أريد أن أقول كان يركز على قضايا لا نستطيع أن نقبلها، القضية الأولى التي كان يركز عليها أن الأمن هو يرفض رفضا قاطعا الطرف الثالث، يريد أن يكون هو هنا في الأرض الفلسطينية لعشرات السنين، أي أنه يريد أن يستمر على نهر الأردن وعلى التلال الغربية من الضفة الغربية لعشرات السنين ليحمي أمنه فقلنا هذا يعني تكريسه للاحتلال لا يمكن أن نقبل به بأي حال من الأحوال، نحن اتفقنا مع حكومتك السابقة على طرف ثالث قال أنا لا أعترف بالذي مضى ولا أثق بأحد يحمي حدودي غير جيش الدفاع، إذا هذه القضية أقفلت ولم يتكلم كلمة واحدة عن حدود 67، كان منطقه يقول في البداية ننهي مسألة الأمن ثم نبني على ذلك موضوع الحدود طبعا هذا غير صحيح، المفروض أن نحدد الحدود ثم نناقش الأمن ولكن هذه القضية لم نتمكن من الوصول إلى حل حولها.
النقطة الثانية التي أريد أن أشير إليها هي الدولة اليهودية، هذه إشارة لا أدري من أين اخترعوها، قالوا عليكم أنتم الفلسطينيون أن تعترفوا بالدولة اليهودية، نحن نعرف الغاية التي يسعون لتحقيقها من وراء هذه، ولذلك نحن نرفض، وسألناهم لماذا لم تطلبوا من الأردن عندما وقعتم عملية سلام أو من مصر مثل هذا الطلب، لماذا تطلبوه منا، طبعا الجواب معروف ممكن أن نتحدث السبب من وراء هذا الطلب، هناك مليون ونصف فلسطيني عرب، وهناك نصف مليون روسي مسيحي، قول هدول ما إلنا دعوة فيهم نحن نتكلم عن العرب، العرب مليون ونصف إذا قلنا دولة يهودية فهذا مبرر كاف من أجل طرد هؤلاء، وبدأ ليبرمان يتحدث عن سلخ أو إعادة المثلث بما فيه من سكان إلى العرب ولكن نحن الحقيقة انتبهنا إلى هذا.
النقطة الثانية أنهم يريدون إقفال الباب بشكل نهائي أمام مسألة اللاجئين، وهم أيضا يحاولوا أن يضللوا الرأي العام بقولهم إن الفلسطينيين يريدون أن يغرقوا إسرائيل بخمسة ملايين لاجئ، هذا الكلام نحن لم نقله، نحن ملتزمون بالمبادرة العربية التي تقول لا بد من حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، إذن أن نضع قضية اللاجئين على الطاولة ونناقشها، إذن مسألة الدولة اليهودية أيضا مرفوضة، هذا الرجل أثار هذه القضايا هذا كان ردنا، الآن الوضع على النحو التالي، الأمريكان قالوا بعد أن انتهت مدة moratorium، قالوا لابد أن نأخذ من الوقت الشيء الكافي من أجل أن نقنع الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان، قلنا لا بأس لكن نحن نشعر أن الوقت يمضي وأمريكا لا تتمكن من إقناع الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان، نحن نريد وقفا للاستيطان، لكن الوقف الكامل لا نريد أن نخدع بـ moratorium ونص moratorium وربع moratorium لا، إذا أرادوا أن نعود إلى المفاوضات المباشرة فيجب أن يتوقف الاستيطان بشكل كامل نذهب بعده مباشرة لمناقشة قضيتي الحدود والأمن، إذا وصلنا إلى حل كان به إذا لم نصل يمكن أن نمدد هذه المدة، لكن أن يستمروا في الاستيطان فهذا أمر لا نقبل به، هنا أيضا وضعنا خيارات، قلنا إذا رفضت إسرائيل تجميد الاستيطان فنحن نطالب الولايات المتحدة بأن تضع مشروعا، نحن نقدم لها مشروع، تضع مشروعا وتقدمه للطرفين إذا فشلنا في هذا نريد أن نذهب لمجلس الأمن من اجل أن نقول للعالم اعترفوا بالدولة الفلسطينية، أصلا الرئيس أوباما قال خلال سنة ستكون هناك دولة فلسطينية وعضوا في الأمم المتحدة، إذا لم يحصل هذا هناك خيارات أخرى، يعني هناك ست سبع خيارات نحن نضعها وسيتم التعامل مع هذه الخيارات بالتسلسل، يعني لا نقدم كل هذه الخيارات مرة واحدة وإنما نقدمها بالتسلسل، فشل خيار نذهب إلى الخيار الآخر فشل خيار نذهب إلى الذي بعده، وفي النهاية إذا فشلت كل هذه الخيارات نحن سنقول للجانب الإسرائيلي منذ أن وقعنا اتفاق أوسلو إلى يومنا هذا هناك مجموعة من الاتفاقات، وهناك مجموعة من العهود والمواثيق، وهناك مجموعة من القرارات الأممية نحن طبقناها بالحرف وأنتم لم تطبقوا واحدا منها، وأعطي نموذجا أن الالتزامات التي وردت في خطة خارطة الطريق والتي أولها تطالب إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل إلى آخر 11 بند لن تطبق بندا واحدا، بينما نحن طبقنا كل ما علينا، إذا سنقول للجانب الإسرائيلي أنتم احتلال يعني أنتم محتلين أرضنا ولكم الهيمنة ولكم السيطرة ونحن علينا التكاليف وكل شيء والأمن وهو شيء مهم وفي غاية الأهمية وهم يعترفون بذلك، إذا إسرائيل لم ترفض سنقول لهم نحن كل التزاماتنا نطبقها أنتم لا تطبقون التزاماتكم نحن في حل من تنفيذ الالتزامات، نأمل أن لا نصل إلى هذا نأمل أن لا نضطر إلى مثل هذه الإجراءات، نأمل أن لا نصل حتى إلى مجلس الأمن، لكن الخيار الأول المنطقي الذي يطالب به العالم أجمع هو وقف الاستيطان والعودة إلى المفاوضات، عندما كنا في أنابولس خمسين دولة، الكل خطب والكل تحدث والكل قال لا بد من وقف الاستيطان، لا أجد دولة في العالم تقول مع الاستيطان، إذا لماذا إسرائيل فقط هي التي تخالف كل المواثيق والعهود والاتفاقات وتقول أريد أن أستوطن، لماذا الأرض ليست أرضها، الأرض ليست متنازع عليها، الأرض محتلة، إذا على إسرائيل أن توقف هذه النشاطات الاستيطانية ونتمنى أن يكون الحل هو هذا، نحن مؤمنون بالسلام لا نؤمن بالفوضى وليس فقط إيمان وإنما فعل على الأرض وأثبتنا أننا نريد ذلك من خلال المفاوضات فإذا لم ننجح فنحن مضطرون في النهاية لأن نقول الكلمة الأخيرة.
قبل سنتين أيها الإخوة زرت هيروشيما، أو قبل أقل من سنتين، واطلعت على هذه البلد المنكوبة التي نكبت بالقنبلة الذرية كشقيقتها نكزاكي، والحقيقة من يزور هذه المدينة ومن يطلع على مبحثها يرتعب مما حصل لهذه المدينة في الحرب العالمية الثانية، ذهبنا إلى هناك وأخذنا شجرتي زيتون من أرض السلام لنزرعها في هيروشيما رمزا للسلام، وقلنا في ذلك الوقت نحن نطالب العالم أن يكون خاليا من السلاح النووي وأن يحل مشاكله من خلال المفاوضات لأن أي حل عسكري سيؤدي إلى هذا الدمار، والحقيقة نحن نقول على قدرنا نريد الشرق الأوسط أن يكون خاليا من السلاح النووي، بمعنى نريد إسرائيل وإيران أن تكونا خاليتين من السلاح النووي، هذا إلي بنقدر عليه، إذا أصبح لدينا دولتين نوويتين نحن نضيع بين الأقدام، هذا ما قلناه في ذلك الوقت، لكن أريد أن أعود بذاكراتي إلى سنة 1970 عندما قامت الثورة الإيرانية زرنا القيادة الإيرانية وزرنا الخميني وجميع القيادات التي قامت بهذه الثورة، وبذلك الوقت اذكر أننا نصحناه نصيحة إياكم وتصدير الثورة، إياكم وتصدير الثورة لان الدول العربية لا شك تنظر بكثير من الريبة إلى ما يمكن أن يحصل من تصدير للثورة وبخاصة وان بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية انكوت بنار الإمبراطور محمد رضا بهلوي عندما احتل الجزر، فإذا كانت نواياكم طيبة وتريدون علاقات طيبة مع العالم العربي والإسلامي فأعيدوا الجزر وإياكم وتصدير الثورة وعملوا العكس، التصدير على قدم وساق والتدخل على قدم وساق، الطوائف على بعضها البعض على قدم وساق، نرجو الله أن يحمينا من القادم ونرجو الله أن يعود هؤلاء إلى رشدهم، نحن نريد علاقات طبيعية جيدة مع إيران، لكن لا نريد علاقات هيمنة مع دولة تريد أن تهيمن بكل الوسائل من أقصى المغرب إلى المشرق بأساليب غير مقبولة ولا يقبلها الإنسان ولا تقبلها الحضارة.
وشكرا جزيلا لاستماعكم
خطاب الرئيس محمود عباس في مهرجان إحياء الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات رام الله
11-11-2010
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم تنزيله: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)
صدق الله العظيم
الإخوة والأخوات،
قبل أن أبدا كلمتي نظرت إلى الشعار المرفوع خلفي الذي يلخص ويصور كل الحقيقة zzz*zالموقف ثابت والدولة بلا استيطان القدس عاصمة والعودة إلى الوطن، اختصر المسافات بكلمات قليلة معبرة لا نريد استيطان فهو غير شرعي من البداية القدس لنا والعودة إلى الوطن للاجئين.
نحيي جماهير شعبنا، اليوم مناسبة ستظل محفورة في ذاكرتها وقلبها، ذكرى رحيل واستشهاد رجل ورمز، مقاتل وقائد، فارس تحول اسمه إلى واحد من أسماء فلسطين إنه الرئيس الخالد فينا الأخ أبو عمار.
نحيي ذكراه لنؤكد أنه سيظل حياً فينا لأنه كان دوماً مناراً وملهماً لا يكل ولا يمل، وشعلة وقّادةً لا تخبو أو تنطفئ، دافعاً للأمل في أحلك الظروف ومفجراً للطاقات في أصعب الأوقات.
كان رفيق البداية والصاحب في كل المنعطفات هجر الحياة والمصالح الشخصية، وسكنت فلسطين قلبه وعقله حاملاً كل طموحات وأهداف شعبه النبيلة والعادلة.
نحيي هذه الذكرى الماثلة فينا في هذا اليوم لنقول له كلمته التي كان يرددها دائماً( العهد هو العهد والقسم هو القسم، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون). نعم نراها قريبة نعم يا أبو عمار سيظل عهد الشهداء والأسرى والمعتقلين في قلوبنا مقدساً والقسم الذي أقسمناه منذ البداية وحتى الرحيل، مدوياً ومجلجلاً بأن لا تلين لنا قناة ولن تنكسر عزيمتنا مهما كانت الصعاب، حتى يكون لهذا الشعب المكان الذي يليق به تحت الشمس، حراً سيد نفسه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة لاجئيه إلى وطنهم وتحرير كل أسرانا البواسل.
في كل حديث لنا وكل مفاوضاتنا وعندما نتحدث عن الحدود والأمن واللاجئين نعتبر أن تحرير الأسرى أول أولوياتنا ولن نكل ونمل حتى يخرج آخر سجين لأرض الحرية.
لقد كنت يا أبا عمار مهما ظلموك أو تطاولوا عليك لينالوا منك ... مفجر الثورة الرشيدة وباعث الكيانية الوطنية، وكنت أيضاً صانع سلام الشجعان. وكان محارب شجاع شرس فجر الثورة عام 65 وكان صانع سلام الشجعان هذه العقلية علينا أن نعرف مزاياها وهو من حمل غصن الزيتون والبندقية وقال لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي لكنهم لم يفهموا وحاربوا السلام.
كنت تحلم بالسلام الشامل والعادل في هذه الأرض المقدسة مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا المسيح عليه السلام، وقدمت لأجل هذه الغاية النبيلة أعز وأغلى ما تملك، حياتك وروحك الطاهرة.
فيا أخي أبو عمار لك من رفاق البدايات كل الحب ولك من كل الأجيال التي تربت على يديك وحافظت على عهدك وقسمك من أشبال شعبنا وزهراته وأسراه ومعتقليه كل الوفاء لسيرتك ومسيرتك، لعطائك ودمك، لك منا جميعاً كل التقدير والاحترام لتراثك النضالي ومواقفك الثابتة.
هناك كثير من يتحدث عن الثوابت والتمسك بها وكثيرا يكون كلامهم مجرد شعرات لا يعرفون ما يقولون أنا أريد أن أقول انه بالعام 88 قدمنا موقفا سياسيا واضحا وثابتا وأقول لمن يتحدثون عن مسلسل التنازلات أتحداهم أن يجيدوا تنازلا واحدا لأي ثابت من الثوابت منذ العام 1988.
ومن هنا من قلعة صمودك نبعث لروحك من جانب ضريحك التحية سائلين المولى عز وجل أن يجمعك وكل رفاق شهداء المسيرة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
ومن قلعة صمودك ومن جانب ضريحك الطاهر أيضاً أتوجه إلى أكثر من أحببت وأحببنا وهم أسرانا البواسل، أبطالنا من إخوتنا وأخواتنا على اختلاف انتماءاتهم التنظيمية لنقول لهم اصبروا، فجر الحرية قريب، ولن نوقع أي اتفاق نهائي دون ضمان حريتكم جميعاً وبدون استثناءات. وسوف نستمر في بذل كل جهدٍ ممكن لإطلاق سراحكم، وهذه رسالتي لكم.
أيتها الأخوات .. أيها الأخوة
ونحن نستعرض تاريخ ياسر عرفات ونستذكره بكل العرفان والوفاء لا بد أن نؤكد أننا نواصل دربه في تعميق جذورنا في هذه الأرض المقدسة بإقامة مؤسسات دولتنا المستقلة وإرسائها على الصعد كافة، وفي كل المناحي، على أسس قوية وبشفافية شهد لها الجميع، وبالأخص المؤسسات الدولية ذات الاختصاص، العالم كله البنك الدولي صندوق النقد الدولي، أوروبا وأميركيا تتحدث عن الشفافية ويؤكدون أننا الأفضل والتي تؤكد أننا جادون وجديرون بهذا المسار وإنجازاته، إضافة إلى أنني أتابع مع الحكومة بكل الاهتمام وبالتفصيل التراكمات الإيجابية والنتائج الملموسة التي نحققها في هذا المجال للوصول إلى هذا الهدف، وهنا لا بد أن أشيد أيضاً بأداء أجهزتنا الأمنية التي تطبق وتُنفِذُ سيادة القانون وتواجه العبث والفساد وتهيئ المناخ المناسب لاستكمال بناء لبنات دولتنا العتيدة والذي يلاقي تأييد شعبنا ويشارك في صنعه بكل الثقة والأمل، لنكون على استعداد لتجسيد هذا الحلم وهو إقامة الدولة المستقلة واقعاً عملياً وحقيقةً راسخةً فوق أرضنا.
لقد أقر العالم كله بأننا نفذنا التزاماتنا ونرسي قواعد مشروعنا الوطني بالرغم من قسوة الاحتلال وحصاره وعربدة مستوطنيه ضد وجودنا، وضد مقدساتنا ومؤسساتنا بخاصة في القدس وضد مساجدنا وكنائسنا .. ضد شجرة زيتوننا .. ضد امن مواطنينا، ويواصلون بناء الجدار نفذنا ما علينا من التزامات ولم ينفذ الجانب الإسرائيلي التزاما واحداً.
بالأمس قالوا إنه عندما نريد أن نذهب إلى مجلس الأمن هذا تصرف أحادي الجانب وهكذا تفعل إسرائيل ونحن نفكر بالذهاب إلى مجلس الأمن اعتبروا أن هذا عملا أحاديا هم كل يوم يقومون بعمل أحادي من قتل وهدم وتشريد واقتلاع أشجارنا ولا يقال عمل أحادي الجانب.. لا يزال بالعالم ظلم ويجب أن نرفع صوتنا.. رئيس الوزراء الإسرائيلي قال zzz*zعلى الفلسطينيين الوقوف عن الأعمال الأحادية وتنفيذ التزاماتهم ونحن نتحدى الجميع بأننا لم نلتزم بالتزاماتنا من 93 ونؤكد نحن أقوياء بحقنا وقضيتناzzz*z.
نفذنا التزاماتنا برغم الإمكانات المحدودة، وألم الانقسام الذي يفرضه علينا أدوات الأجندات الإقليمية وأصحاب المشاريع المشبوهة والمجتزأة، الذين يهددون وحدة الشعب ووحدة تمثيله وتطلعاته وتقاليده، ينتهكون كل الحرمات ويمارسون كل المحرمات للإبقاء على انقلابهم في غزة الحبيبة.
لم تفت في عضدنا كل المثبطات للنيل من معنوياتنا ولن تنال من عزائمنا كل الوسائل التي يتبعها الآخرون لتدمير تمثيلنا وثوابتنا ونهجنا في التعددية وإرساء دعائم الديمقراطية.
نحن لن نتوانى ولن نيأس في إعادة اللحمة مهما اصطدمت محاولاتنا بالصد والتشكيك بما يسمونه زوراً وبهتاناً بالفيتو المفروض علينا. (الفيتو الأمريكي) كلنا نعرف أن حماس ارتكبت انقلابا آثما في غزة ولم نرد عليه عسكريا توجهنا للحوار ثم للجامعة العربية مصر أعدت وثيقة وقبلنا بها ووقعنا عليها ومع ذلك يقولون السلطة تخضع لفيتو أميركي نحن وقعنا بغض النظر توافق أميركيا أو لا.
نائب الرئيس الأمريكي قال لا تذهبوا لقمة دمشق ونحن قلنا القمة إخواننا ومصيرنا وقالوا قد تتحملون ثمنا غاليا ونحن قبلنا وحماس ترفض التوقيع ويقولون نخضع للفيتو.
ذهبنا إلى دمشق للحوار ونحن جاهزون ومستعدون وساعون للحوار لان الوحدة الوطنية أثمن من الأجندات الشخصية والإقليمية وأثمن من الفيتو الإيراني أيضا.
علينا أن نفكر ونتحاور فلسطينيا وتكون أهدافنا وبواعثنا فلسطينية أما إذا خضعنا للأجندات لنكون ورقة في جيب هذا وذاك فنحن لا نقبل إلا أن نكون أحرارا في قرارنا وموقفنا، نقول ذهبنا ومستعدون وننتظر المساعي التي يبذلها إخواننا للوصول للوحدة ..الانقلاب وصمة عار في جبيننا.
نحن مع المقاومة والممانعة وهؤلاء مستسلمون.. هذا شعار ينفع للاستهلاك والفضائيات كثيرون يصدقون دول الممانعة والمقاومة وأين هي هذه الدول ومن هي؟.
قلنا الصواريخ عبثية قالوا استسلام، أين الخلاف السياسي أين نحن مختلفون سياسيا على الأرض لا يوجد خلاف والوضع السياسي متفقين عليه نحن لسنا مختلفين، هناك من يريدنا مختلفين لأغراض إقليمية وعلينا أن نقول لإخوتنا أن يعودوا لرشدهم ويغلبوا المصلحة الوطنية ففلسطين أغلى من الشعارات والأموال ومن يريد أن يساعدنا.. ونحن بحاجة لمساعدة.. بدون شروط نقبل وعندما يكون الارتهان للسياسة بالأموال فهذا مرفوض.
وقعنا على الورقة المصرية، وهم يعرفون قبل غيرهم أن كلامهم مكابرة وافتراء لأن قرارهم هم أنفسهم ليس بيدهم وأنهم هم المرتهنون لمن يريد استخدامنا ورقة في يده للمساومة أو الضغط خدمة لمصالح إقليمية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية.
وأؤكد لكم أننا سنظل نبادر من أجل صالح القضية ووحدة الشعب لإنهاء هذا الانقلاب، فيدنا ممدودة ونسأل الله العلي القدير أن ينير البصائر فيتخلوا عن مصالحهم الضيقة .. ويضعوا نصب أعينهم فقط المصالح العليا لهذا الشعب المكافح وليس غير ذلك .. ونسأل الله أن يهديهم سواء السبيل الذي يدعوهم إليه الجميع، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من مبررات المماطلة والمناكفة والهروب من التوقيع على الورقة المصرية، والشعب كل الشعب بدأ يجهر بالصوت كفى فلقد بلغ السيل الزبى.
أما شعبنا الحبيب في غزة فلم يعد يطيق القهر والقمع وفتاوى التكفير ولن يقبل بهذا العبث وهذه المغامرة الحمقاء غير المسبوقة بمصيره وبمستقبل قضيته الوطنية المقدسة تحت ذرائع واهية تتساقط الواحدة تلو الأخرى كالخلاف السياسي حول الدولة على حدود عام 1967، وحجج سخيفة وممجوجة كحماية نهج المقاومة والممانعة التي يتشدقون بها والتي لم تعد قائمة بل لم تكن أصلاً.
أيتها الأخوات ... أيها الأخوة:
تفرض قضيتنا نفسها على العالم هذه الأيام كقضية لها أولوية يتوقف على حلها بشكل عادل حل العديد من قضايا المنطقة العالم بدا يتغير أوروبا وأمريكا بدأت تتغير وهي لا تزال في مرحلة الشعارات ويعترفون أنه إذا حلت المشكلة هنا تحل باقي المشاكل وهذا ما توصلوا إليه بعد طول انتظار، مواقفنا أدت بالعالم للاعتراف بقضيتنا وعليهم التعامل معها.. بل لقد وصلت القناعة لدى الجميع بأن حلها يشكل مصلحة وطنية وقومية للولايات المتحدة والدول الأوروبية وغيرها وذلك بالرغم من المشاكل العديدة التي تعم العالم والتي لا يقلل أحد من مخاطرها.
ومن هنا تبذل الولايات المتحدة والرئيس أوباما شخصياً جهوداً مشكورة وتتحرك دول الرباعية في كل المجالات ويتم الاتصال بنا من قبل العديد من الدول ذات الثقل والتأثير السياسي على المستوى الدولي وذلك في محاولة لدفع عملية السلام.. ربما تستغربون لا نريد أن نقول لماذا يقف كله معنا ويقف موقفنا والكل يتحدث عن وقف الاستيطان الموقف أصبح شبه موحد وقيل لي أن نتنياهو وجه بمعارضه في اجتماع اللوبي الصهيوني والايباك، اليهود يريدون السلام وبدؤوا يصحون أن سياسة إسرائيل العوجاء لا تنفع لها والسلام هو الأساس ويأتي بكل ما نريد لمستقبل أبناءنا.
لقد تعاونا صادقين مع كل هذه الجهود وقدمنا تصوراتنا لكل قضايا الحل النهائي من الحدود والقدس واللاجئين والأمن والمياه والمستوطنات والأسرى والمعتقلين وبما يتفق وقرارات الشرعية الدولية وأحيانا zzz*zينغاظواzzz*z لأننا نؤمن بالشرعية وهم لا يردوننا أن نؤمن بها ومبادرة السلام العربية ولا افهم لماذا لم توافق إسرائيل على مبادرة السلام العربية ولماذا يرفضونها ولا نجد عندهم جواب شافي ومنطقي ونحن لم نسحب المبادرة عن الطاولة ونقول إذا أردتم الحرب حاربوا معنا لكن لا تكون الحرب علينا والعرب مؤمنون بالمبادرة ويدعمونها نحن نؤمن بالمقاومة ونمارسها وهي حقنا ولا بد أن تستمر مادام هناك استيطان.
تعاونا مع هذه الجهود عبر المفاوضات غير المباشرة وتجاوبنا مع الدعوة لانتقالها إلى مفاوضات مباشرة، لكن الحكومة الإسرائيلية تضع العقبة تلو الأخرى في وجه انطلاق العملية السياسة وتوصد الأبواب أمام الوصول إلى ما أجمع عليه العالم بضرورة حل الدولتين أي بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67 إلى جانب دولة إسرائيل .
مرة يصرون على استمرار الاستيطان.. وأخرى يطالبون بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية..فجأة صرنا نسمع دوله يهودية ذات طابع ديمقراطي كيف يكون ذلك نحن نرفض هذه التسمية جملة وتفصيلا وهذه موقفنا الثابت، ونحن نعرف ماذا يسعون لتحقيقه ولن نترك لهم الفرصة لتحقيقي ما يسعون له من وراء هذا الشعار.
أتوجه لفلسطيني الداخل بالقول.. انتم إخواننا وهمنا همكم لكم خصوصيتكم ونحترمها أنتم رفعتم شعار مهم السلام والمساواة هناك تفرقه عنصرية ضد العرب والفلسطينيين في إسرائيل.
مرة يصرون على استمرار الاستيطان.. وأخرى يطالبون بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية/ وثالثة بأن القدس عاصمة موحدة لدولتهم، ورابعاً باحتلال الأغوار والتلال المطلة عليه كمتطلب أمني، وخامسة بإنكار حق اللاجئين والأغرب من ذلك أن يخرج علينا رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ أيام ويحذرنا من قيامنا باتخاذ أي خطوة أسماها أحادية الجانب كالذهاب للأمم المتحدة وغيرها.
أيتها الأخوات أيها الأخوة:
لقد أوضحنا موقفنا بشكل لا يقبل التأويل، فلا مفاوضات مع الاستيطان، كما أن إعلان المبادئ في عام 93 كان بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل، وأن القدس العربية بما فيها الأماكن المقدسة جزء من الأراضي المحتلة عام 67 الكل يعرف أن القدس احتلت في 67 وأي حل لا يشمل القدس ليس حلا وأنها عاصمة دولتنا، وأن حل قضية اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية،قدمت حل عادل ومتفقا عليه وأين الخطأ بذلك هم لا يريدون قضية اللاجئين على الطاولة ونحن لن نقبل وأثبتنا للجميع حرصنا وصدقنا في الوصول إلى حل شامل، ولم يستطع أحد أن يلومنا على مواقفنا أو يحملنا مسؤولية التعطيل.
وهنا أتوجه للشعب الإسرائيلي ولرعاة السلام وقادته في إسرائيل لأقول لهم بكل صراحة إن صنع السلام أهم من الاستيطان وإن السلام الشامل والعادل أغلى من كل شيء، أغلى من الائتلاف الحكومي ولبيرمان وأغلى من الرؤى والمصالح الضيقة، فأولادنا وأولادكم لا بد أن يذوقوا طعم التعايش والاستقرار والأمن على قدم المساواة وباحترام متبادل قبل أن تضيع الفرصة.. لن أقول قبل أن نغير رأينا ولن نغيره ولكن قبل أن تضيع الفرصة.
هذا ما نطالب به والعالم كله ينشده وهو ما عبر عنه الرئيس أوباما في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما قال إنه يأمل بأن تحتل دولة جديدة مكانها في الأمم المتحدة السنة القادمة. لم يبقى غيرنا بالعالم كله ونأمل أن لا يبقى هذا شعارا وهذا تعهد ودين في رقبتك لتكون فلسطين دوله وعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
أيتها الأخوات.....أيها الإخوة:
لقد حرصنا أن نضع الأشقاء العرب في صورة جميع التطورات على مسارنا انطلاقاً من قناعاتنا بأن القضية الفلسطينية هي محور الصراع في المنطقة، وترجمة لما نؤمن به وهو البعد القومي لهذه القضية المركزية، إضافة إلى أن هناك الكثير من قضايا الوضع النهائي تهم العديد من الدول الشقيقة، كقضية والحدود واللاجئين والمياه وغيرها.
أما القدس هي قضية كل العرب والمسلمين والمسيحيين وواجبنا أن نتصل بالعرب وذهبنا للجنة المتابعة العربية لنتشارك الرأي والهم.. القرار الوطني الفلسطيني سيبقى في المنظمة صاحبة القرار الأخير ولكن عندما يقال نحن لسنا أصحاب اختصاص هذا كلام مؤلم جدا نحن بدأنا حوارا ويجب أن ينجح.
اتصلنا بالأشقاء العرب منفردين ومجتمعين من خلال القمة العربية والاجتماعات المستمرة للجنة المتابعة العربية.
لم نذهب لنأخذ غطاءً كما يزعم البعض، فلنا قرارنا وأشقاؤنا متفقون على الأسس والمبادئ التي لا بد أن تقوم عليها عملية السلام من خلال مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.
وإذا كانت هناك مواقف غير مفهومة من البعض إلا أن الجميع يشدون أزرنا ويحترمون خياراتنا، ويقفون إلى جانبنا في حال تعثر المفاوضات، وينقلون لكل الأطراف المعنية بعملية السلام الموقف الذي يؤكد حرصنا وحرص الدول العربية على إحلال سلام شامل وعادل في المنطقة.
لا نقف كثيراً أمام تلك المواقف الغامضة من البعض، ولسنا على استعداد للدخول في معارك وهمية أو مناكفات مقيتة، يريد بعض الكتبة الكذبة والأقلام المأجورة أن ننجر لها، لا نعرف أهدافها وبواطنها ولكنها في كل الأحوال أهداف غير بريئة وبواطن عبثية.
أيتها الأخوات..........أيها الإخوة
اسمحوا لي أن أتوجه أخيراً لشعبنا الفلسطيني في الشتات وبخاصة شعبنا في لبنان.
أطمئنكم بأننا ملتزمون بالحقوق ولماذا لا نتمسك.. متمسكون بقضية اللاجئين.. لم ننسى ولن ننسى، هذا هو عهدنا لكم كما كان دائماً، وكما كان عهدكم بنا وبمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. رابين اعترف بالمنظمة الممثل الشرعي والوحيد ويتفاوضوا معها على هذا الأساس والسلطة لا علاقة لها بقضايا الحل النهائي .
وأتوجه إليكم يا شعبنا في الشتات خاصة في لبنان وأذكركم بالمبادئ التي تربينا عليها ونؤمن بها بأننا ضيوف لا نتدخل بالشؤون الداخلية ولن نسمح بأن نستغل من أية جهة كانت لتحقيق مآرب لا علاقة لها بالقضية الوطنية، خاصة المساس بسيادة الدول التي نتواجد فيها.
ونؤكد أننا ومن خلال الاتصالات مع الأشقاء نطالب بتحسين أوضاع اللاجئين ورفع المعاناة عنهم إلى حين عودتهم لوطنهم، وحققنا بعض التقدم. الفلسطينيون في لبنان محرومون من عدد من المهن ونقول للبنان نحن ضيوف لن نتدخل وليس لنا علاقة لكن إلى حين أن تنتهي ضيافتنا يجب أن نحصل على لقمة العيش الكريمة وشكر الحكومة اللبنانية للموافقة في البدء برفع بعض الحواجز ونشكرهم على الموقف.
الخريجون من الطلاب لا يجدون جامعات تقبل بهم وفكرنا وقررنا ونفذنا مشروع تعليم أبناء شعبنا بلبنان في الجامعات وأخذنا قرارا وبعد أسبوعين وصلت الأموال التي غطت مصاريف سنه كاملة لـ 1800 طالب وهي منحة ليست دين وتصرف لكل فلسطيني بصرف النظر عن انتمائه.
أيتها الأخوات ..... أيها الإخوة
ونحن في هذا اليوم الذي نحيي فيه ذكرى رحيل أخي الرئيس أبو عمار، نقول له ثانيةً ودائماً التحية لروحك يا أبو عمار، فقد كانت فلسطين هي قبلتك السياسية، والقدس هي البوصلة التي تهدينا مهما كانت عتمة الطريق.
لك مني يا أبو عمار كل الحب والوفاء ولكل شهداء وإخواننا من كل الفصائل في مسيرتنا على مدى العقود الماضية، ولجرحانا كل المحبة والدعاء بالشفاء العاجل، ولأسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية الحرية والحياة الكريمة.
ومعاً وسوياً حتى نكمل مسيرتنا ونحقق حلمنا بإقامة دولتنا المستقلة
قال تعالى في كتابه العزيز ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) صدق الله العظيم
عشتم وعاش شعبنا العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس محمود عباس في حفل الأمم المتحدة مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نيويورك
29-11-2010
معالي السيد بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة
سعادة السيد جوزيف دايس
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة
سعادة السير مارك لايل غرانت
رئيس مجلس الأمن
سعادة السفير عبدو سلام ديالو
رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف
أصحاب السعادة، السيدات والسادة:
zzz*zيسرني وأنتم تحيون اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن ابعث لاجتماعكم هذا في مقر الأمم المتحدة، ومن خلالكم للمجتمع الدولي بأسره، بأحر تحيات الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، وبشكرنا العميق على تضامنكم مع شعبنا، وعلى دعمكم لنضاله من أجل انجاز حقوقه غير القابلة للتصرف وإقامة السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.
وأود هنا أن أشير بالتقدير العالي لجهود معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وأيضاً لجهود اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ورئيسها السيد السفير عبدو سلام ديالو الهادفة لإعمال حقوق شعبنا الفلسطيني وإنهاء معاناته وإقامة السلام في المنطقة، فدوركم الهام يسهم بُشكل واضح وفعًال في تعزيز التضامن العالمي مع قضيتنا، وتوسيع دائرة الدعم العالمي لتطلعات شعبنا المشروعة لتقرير مصيره وحريته واستقلاله.
فقد تعاطت الأمم المتحدة منذ نشأتها مع قضية فلسطين، وهي تتحمل مسؤولياتها تجاه هذه القضية لحين حلها فعلاً من كافة جوانبها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا وتقرير مصير شعبنا وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وإجماع العالم بأسره، وأصدرت عدداً من القرارات المستندة إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وهي قرارات وإن كانت لم تنفذ حتى الآن نظراً لرفض إسرائيل وتعنتها، فهي ما زالت تشكل شبكة الحماية الأساسية لحقوق شعبنا، والأساس لتحقيق العدل الذي هو شرط تحقيق السلام، ونستذكر هنا أن قراري مجلس الأمن الدولي لعام (1967) رقم 242 وعام (1973) رقم 338 يشكلان أساساً لعملية السلام في الشرق الأوسط.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة:
هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، وهي الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الفلسطيني ولا زال، وهناك حقيقة أخرى، وهي أننا تعاطينا كمنظمة تحرير فلسطينية، ومنذ سنوات طويلة في نضالنا لتثبيت حقوقنا الوطنية بالكثير من الواقعية، حيث أقرت مجالسنا الوطنية منذ سنة 1974 مبدأ حل الصراع على أساس الدولتين وعبر المفاوضات، وأعلن شعبنا استقلال دولة فلسطين كمبادرة سلام عام 1988 حيث قدمنا من خلالها تنازلاً تاريخياً ومؤلماً في سبيل تحقيق السلام الذي يضمن حقوقه، وهو قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
ولكن أساس التقدم في عملية التسوية السلمية يقوم على مبدأ الشراكة والاتفاق على المرجعيات القانونية والالتزام بالاتفاقيات من أجل حل المشكلات الناجمة عن الصراع الدموي الطويل والمرير، شراكة تتفهم الهموم المشروعة للآخر وتؤسس لمستقبل جديد ومختلف بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأؤكد هنا أن الشريك الفلسطيني سيظل شريكاً حقيقياً، لا لتحسين الوجه القبيح للاحتلال وإنما لإنهاء الاحتلال، ويجب أن تكون تلك المفاوضات نزيهة وتؤدي لاتفاق واضح وملزم، ولا تعني أن يسمح للطرف القوي، إسرائيل، باستمرار فرض إرادته علينا. إن التزامنا ثابت وقوي بالتوصل إلى اتفاق شامل يؤدي إلى دولتين قابلتين للحياة، أحدهما قائم، وهو إسرائيل، والآخر يجب أن يحظى باستقلاله وهو دولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران سنة 1967.
وفي هذا الإطار، وانطلاقاً من حرصنا على تحقيق السلام فقد استجبنا للمبادرات والجهود الأميركية والدولية الرامية لاستئناف عملية السلام والمفاوضات بيننا وبين إسرائيل بعد فترة من الجمود، واستطعنا بمساعدة العديد من الأطراف العربية والدولية كسر الجمود الذي ألم بهذه العملية، ونأمل أن يشكل استئناف هذه المفاوضات على صعيد قضايا الوضع النهائي والتسوية الدائمة بعد إزالة العقبات التي تواجهها، بداية جادة وصادقة لتحقيق سلام وأمن حقيقيين ودائمين بيننا وبين إسرائيل، ولابد من أجل ذلك، من معالجة التدهور في عملية السلام وخلق الأجواء الملائمة وبناء جسور الثقة بين الجانبين..
وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التقيد بمرجعية عملية السلام كما حددتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين والتنفيذ الدقيق والأمين للاتفاقات الموقعة، ويتطلب وضع حد حاسم ونهائي للحملة الاستيطانية الإسرائيلية الشرسة في كافة مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتي تشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تدمر كل ما أنجزناه على طريق السلام في أية لحظة.
لا بد من وقف مصادرة الأراضي وطرد المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم، وبناء جدار الضم العنصري المدان دولياً، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ورفع الحصار الجائر واللا إنساني عن أهلنا في قطاع غزة، ووقف النقل غير الشرعي للمدنيين الإسرائيليين إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، لأنه لا تعايش بين الاستيطان والسلام، فالاستيطان تعبير عدواني صارخ عن الاحتلال وعقلية التوسع، والسلام يعني الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والالتزام بتطبيق قرارات الشرعية الدولية نصّاً وروحاً، وبمبدأ الأرض مقابل السلام، وبرؤية حل الدولتين وبخطة خارطة الطريق.
ليس من سبيل لسلام حقيقي ودائم وشامل، بمعزل عن قرارات الشرعية الدولية التي تطالب حكومة إسرائيل بالانسحاب التام من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وهو البديل عن المزيد من الانزلاق نحو المجهول وهو الطريق لتصويب مسار العملية السياسية ووقف التآكل في الموقف التفاوضي وتأكيد الالتزام باستحقاقات عملية السلام العادل والدائم وفق ما تقتضيه متطلبات العدالة والقانون الدولي. وليس وفق ما يسمى بالسلام الاقتصادي أو وفق اعتبارات عملية قائمة على التسليم بما يمكن أن تقبله القوة القائمة بالاحتلال، وما أدى إليه هذا التسليم المسبق تقويض لعملية السلام وأمن المنطقة واستقرارها.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة:
إن الذي يطفئ نار العنف ويحاصر نزعات التطرف هو التقدم الشجاع نحو المفاوضات حول الوضع الدائم من أجل التوصل إلى اتفاقاتٍ عمليةٍ متوازنة، تنهي الاحتلال لأرضنا ومقدساتنا، وتنزع فتيل الانفجار وتوفر استقراراً راسخاً للمنطقة المليئة بتوترات تشكل مكامن انفجار ظاهرة ومستترة، ومن هنا يأتي رفضنا بكل قوة لكل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ونطالب بوقفها فوراً لأنها تمس بقضايا الوضع النهائي، باعتبارها محاولة مكشوفة لرسم وتحديد خريطة الحل النهائي من جانب واحد، وعليه فإنني أتوجه من خلالكم إلى المجتمع الدولي برمته بضرورة استخلاص العبر من النتائج التي وصلنا إليها بسبب فشل الجهود الدولية في إلزام إسرائيل بوضع حد لسياساتها الاستيطانية وممارساتها العدوانية، وما ألحقه ذلك من تقويض لمصداقية عملية السلام لدى شعبنا، فجوهر الصراع يتمثل أساساً بالاحتلال والاستيطان وآن الأوان للعالم لكي يعالج جذور هذا الصراع بإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين التي نأمل أن تكون كما قال الرئيس أوباما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي عضواً جديداً فاعلاً ومعترفاً به في الأمم المتحدة في العام القادم، مؤكدين لكم جميعاً بأن الأمم المتحدة والشرعية الدولية ستظلان المرجع والملاذ لنا لاتخاذ أية قرارات في حال لم تنجح المفاوضات التي نؤكد لكم بأننا سنبذل قصار جهدنا لإنجاحها.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة:
إن شعبنا الفلسطيني يستمد إيمانه الذي لا يتزعزع من عدالة قضيته، ومن دعمكم ودعم وتضامن كل الأشقاء والأصدقاء والحريصين على نجاح عملية السلام، وبالتالي فإننا بحاجة لاستمرار جهودكم وجهود راعيي عملية السلام بما في ذلك جهود الرئيس باراك أوباما، والاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي واليابان والصين وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأشقاء العرب والعديد من الأصدقاء في كل مكان، وبشكل خاص عندكم في الأمم المتحدة، وأثق تماماً ونحن على عتبة الاحتفال بعام جديد، بأن معاناة شعبنا قد اقتربت من النهاية، وأثق كذلك بأن تجديد وتأكيد تضامنكم ودعمكم لشعبنا في هذا الوقت بالذات يعزز من صمودنا ويدعم موقفنا العادل وجهودنا الصادقة لإقامة السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، سلام يدوم ويتوطد ويترسخ، سلام يستند إلى الحق والعدل والمساواة والاحترام المتبادل والتعاون الخلاّق، سلام يضمن لشعوب المنطقة كافة الأمن والاستقرار والازدهار ولشعبنا الفلسطيني الحرية والاستقلال، سلام يطوي صفحة الماضي بكل عذاباته وآلامه وقهره ومعاناته، سلام يفتح عهداً جديداً من التعاون والتعايش في المنطقة يسود فيه الأمل والأمان والتطلع نحو مستقبل أفضل لأطفالنا جميعا.
نجدد لكم جميعاً امتناننا وتقديرنا لجهودكم الخيرة ولمواقفكم التضامنية الثابتة مع قضية شعبنا، وأجدد رسالتي للشعب الإسرائيلي بأن يدنا ما زالت قادرة على حمل غصن الزيتون اليابس من بين الركام وستظل ممدودة للسلام العادل من أجل تأمين مستقبل آمن لأطفالنا وأطفالهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب الرئيس في الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الثورة رام الله
31/12/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات .. أيها الإخوة أيها الفلسطينيون الأحباء في كل مكان وفي كل موقع ..
نلتقي اليوم لنحيي ذكرى انطلاقة ثورتنا المجيدة في الأول من كانون الثاني عام 1965، وعيوننا ترنو إلى القدس، وقلوبنا عامرة بالأمل وإيماننا بتحقيق أهدافنا الوطنية ثابت لا يتزعزع رغم المصاعب والعقبات. فقبل ستة وأربعين عاماً، كان الإعلان عن يقظة شعب قرر الانعتاق من نير الاحتلال، والبؤس، والتشرد، واللجوء، وأحيا قضية أصبحت على رأس الأولويات العالمية كقضية وطنية بعد أن كادت تضيع في أروقة المزاودات والألاعيب السياسية، والتعاطي معها كقضية لاجئين.
نستذكر اليوم مسيرة بدأت بقرار شجاع لمجموعة من الرجال البواسل، بقيادة الرئيس الراحل أبو عمار، وسرعان ما باتت الثورة الوليدة قبلة لأبناء شعبنا فالتحقوا بالآلاف في صفوفها وغدت منظمة التحرير الفلسطينية التعبير عن كيانية وهوية هذا الشعب.
لم تكن البندقية التي رفعناها بندقية عمياء، بل كانت أداة من جملة أدوات أخرى وظفناها في سبيل هدفنا الأسمى، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة لاجئينا وإقامة دولتنا المستقلة.
وعبر مسيرتنا بلورنا وطورنا هدفنا الوطني، فمن الميثاق الأول للمنظمة إلى برنامج النقاط العشر بعد حرب تشرين الأول عام 1973 إلى قرارات مجلسنا الوطني عام 1988، فاتفاق إعلان المبادئ عام 1993. واتفقنا بأن الهدف الذي نسعى إليه ويتلاءم ويتوافق مع الشرعية الدولية، هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967 وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الهدف يؤيده العالم بأسره اليوم بما في ذلك القوى الأكثر انحيازاًً لإسرائيل، فلا حل للنزاع في الشرق الأوسط إلا بحل القضية الفلسطينية واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية، وما تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام قليلة، وبأغلبية وصلت إلى مئة وسبعة وسبعين دولة لصالح قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته إلا البرهان الساطع على إجماع العالم بأن الاحتلال يجب أن يزول.
لقد وصلنا اليوم إلى وضع مختلف تماماً عما كنا عليه من تشتت وضياع، والفضل كل الفضل أولاً وأخيراً لشهدائنا الأبرار من قادة وكوادر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات والأفراد الفلسطينيين، ولأسرانا البواسل الذين أفنوا سني عمرهم في سجون الاحتلال، ولجرحانا، ولكل من أسهم ويسهم في رفع راية فلسطين، فلهم منا جميعاً في هذا اليوم التحية والإكبار، ولهم منا العهد لمواصلة الدرب حتى تحقيق أهدافنا الوطنية.
أخواتي .. إخوتي،
نحتفل اليوم بذكرى الانطلاقة وأمامنا واقع أريد الحديث عنه بكل الصراحة والوضوح، فالقضية قضيتنا جميعاً والمصير مشترك.
القضية الأولى هي وحدتنا الوطنية، وحدة شعبنا في كل أماكن تواجده، الوحدة بين القوى السياسية، والوحدة بين الفلسطينيين المحرومين من الاستقلال في وطنهم نتيجة وطأة الاحتلال، وأولئك المحرومين من مجرد العودة إلى ديارهم.
طريقنا الذي اخترناه منذ البداية لتحقيق هدف الوحدة بين كل مكونات شعبنا هو اعتماد الديمقراطية التي تتيح للجميع حرية التعبير عن مواقفهم، شرط التزام الأقلية بقرار الأغلبية، لترتفع بذلك المصلحة الوطنية فوق مصلحة التنظيم أو الشخص، وبدون ذلك تسود الفوضى، وتضعف قضيتنا، وهو ما نعاني منه اليوم للأسف، نتيجة الانقلاب الدموي الذي قامت به حركة حماس في غزة ضد الشرعية الفلسطينية.
إن إيماننا بأهمية وحدتنا الوطنية لمواجهة الاحتلال هو ما يدفعنا رغم هول ما جرى، لأن نعض على الجرح، فسلكنا طريق الحوار، صادقي العزم ومخلصي النية، مستجيبين للمبادرات الحريصة من الأشقاء والأصدقاء، فوقعنا على الورقة المصرية دون أي تحفظ، إلا أن قيادة حركة حماس رفضت التوقيع تحت ذرائع واهية، مع أن استعادة الوحدة أهم بكثير من ملاحظة هنا أو هناك، أو أية ارتباطات إقليمية، فالانقسام يهدد مشروعنا الوطني بأسره، وهو يُستغَل من قبل الحكومة الإسرائيلية بمناسبة وبدون مناسبة للقول بأنه لا يوجد شريك فلسطيني، وبأن الفلسطينيين منقسمون.
وأود أن أُطَمْئِن الجميع بأننا لن نيأس، فالحوار لا بديل عنه من أجل استعادة وحدة الوطن، ولن نترك شعبنا في قطاع غزة الحبيب يعاني من الحصار الإسرائيلي الظالم، ومن قمع المليشيات الظلامية، فمعاناتهم هي معاناتنا جميعاً، وسنستمر في تقديم مختلف أشكال الدعم المتاحة لهم، كما سنتابع تنفيذ ما ورد في تقرير جولدستون الذي نسيه المزاودون حتى يتم تقديم مرتكبي جرائم الحرب للعدالة الدولية.
أيتها الأخوات والإخوة،
إن أحد أهم أسباب ما حصل في قطاع غزة هو فوضى السلاح والميليشيات العسكرية للتنظيمات والخروج على قرارات الإجماع الوطني، حيث أودى بوحدتنا، ونحن لن نسمح به هنا، فالسلاح سلاح واحد، سلاح الشرعية، ولن يكون هناك تقاسم أو محاصصة في هذا الركن الحيوي من أركان وحدتنا ونظامنا الدستوري.
لقد استطعنا رغم كل المصاعب التي يضعها الاحتلال في طريقنا من استيطان وجدار الفصل العنصري والحواجز والاعتقالات والاجتياحات وغيرها، أن تنجز حكومتنا هنا تطوراً ونقلة نوعية في مجالات عدة، فهناك تحسن جذري في الأمن وازدهار اقتصادي ملموس، وأداء مالي شفاف ومحكم، وتطور في البنى التحتية، وتوسع في العمران، ونظام ضريبي عادل وكفؤ، وإصلاح في نظام القضاء والمحاكم وتطور في الحياة الثقافية والاجتماعية.
لقد استعدنا ثقة العالم وتقديره لنا، واكتسبنا جدارة بناء دولة مستقلة تنافس دولاً كثيرة في كفاءة الأداء والقدرة على تلبية احتياجات مواطنيها بالقليل من الموارد، وشهدت لنا مؤسسات دولية محترمة بما أنجزناه في هذه الحقول كافة، كما أن حركة المقاومة الشعبية للاستيطان والجدار تتسع، وتستقطب المظاهرات والمسيرات والاعتصامات السلمية في القدس ونعلين وبلعين والمعصرة وغيرها بمشاركة متضامنين أجانب ونشطاء سلام إسرائيليين، فلهم منا كل التحية والتقدير.
أخواتي إخوتي،
إن اهتمامنا بشعبنا واحتياجاته لم يقتصر على الوطن، ففي مواجهة المأساة التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق من قبل ميليشيات إجرامية ومذهبية، بذلنا أقصى جهودنا لتأمين المساعدات لهم في المخيمات التي أقيمت على الحدود العراقية الأردنية، والعراقية السورية، وبحثنا موضوعهم مع القيادات العراقية وطلبنا من دول عربية شقيقة ودول أجنبية صديقة أن تستضيفهم، ولا زلنا نتابع هذا الموضوع مع كل الجهات المعنية حتى نجد حلاً لهذه المأساة التي تدمي قلوبنا، بانتظار أن يأتي اليوم الذي يعود فيه هؤلاء الإخوة إلى وطنهم، فلهم منا التحية والمحبة وكل التضامن والمساندة.
وأولينا اهتمامنا لوضع أبناء شعبنا في لبنان، الذين عاشوا أصعب الظروف طيلة سنوات النكبة، فسعينا مع أشقائنا المسؤولين في لبنان لتخفيف القيود والقوانين التي تحرم اللاجئ الفلسطيني من العمل في عشرات المهن، ولا تسمح له بشراء منزل يعيش فيه، وأكدنا للقيادات اللبنانية بأن أهلنا في لبنان ضيوف مؤقتون حتى يتحقق لهم حلم العودة إلى وطنهم، وأننا نرفض التوطين، كما نرفض الاصطفاف إلى جانب طرف دون آخر في لبنان، ونُؤيد كل ما من شأنه فرض سلطة الدولة اللبنانية وقوانينها، إذ لا مصلحة لنا سوى أن يكون لبنان موحداً ومستقراً ومزدهراً.
وأود توجيه الشكر لفخامة رئيس الجمهورية، ولرئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ولأعضاء الحكومة والبرلمان على القرارات التي اتخذت للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا، ولن ننسى ما قدمه هذا البلد العزيز وشعبه من تضحيات تستحق كل الشكر وكل التقدير.
ومن منطلق مسؤوليتنا قررنا إنشاء صندوق الطالب الذي وفر الأقساط الجامعية هذا العام لنحو ألفي طالب وطالبة في لبنان ونعمل على تأمين الموارد لاستمرار هذا الصندوق وأن يتوسع في المستقبل، لمساعدة طلبتنا المحتاجين في أماكن أخرى، كما أننا أنشأنا صندوقاً للتكافل الأسري نهدف من خلاله إلى توثيق عرى التآخي بين أبناء شعبنا ليساعد المقتدرون المحتاجين عبر علاقة مباشرة فيما بينهم.
إن وحدة الشعب وشرعية تمثيله قضية مقدسة لا يجوز المساس بها، ولنتذكر ونحن نحتفل بذكرى انطلاقة الثورة، أن أحد أهم إنجازاتها كانت إعادة وحدة الشعب ووحدة الهدف وتحرير الإرادة، على أنقاض الانقسام والتشرذم، فهذه الوحدة سنحافظ عليها ونتمسك بها، وسنُفشل كل مخططات المتآمرين عليها.
يا أبناء شعبنا.. أيها الفلسطينيون في الوطن والشتات..
ستة وأربعون عاماً من عمر هذه الثورة، أبرزت للعالم بأسره أن منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة حركة فتح، هي حركة تحرر وطني، ديمقراطية وعصرية، لا تُميز بين المواطنين على أساس الدين أو الجنس أو الانتماء، تُولي اهتمامها لأمن المواطن وللقمة عيشه، وللعلم وللثقافة والفنون، وكلها قيم ثبتناها في قانوننا الأساسي.
وكانت فتح وستبقى رمزاً وأملاً ورائدةً لنضال الشعب الفلسطيني رغم حملات النيل منها وتشويه صورتها وإثارة الفتن في داخلها.
إن التاريخ لن يعود أبداً إلى الوراء، فحياتي كرستُها من أجل تحقيق مشروعنا الوطني بإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة، وسنواصل بكل الإيمان والعزم هذه المسيرة المنتصرة بإذن الله.
أخواتي .. إخوتي ..
تتساءلون بلا شك، أين نحن اليوم من عملية السلام والتسوية؟ وما هي خياراتنا؟
لقد كان مقدراً لعملية السلام التي ابتدأت عام 1993 أن تنتهي خلال سنوات قليلة بانسحاب إسرائيلي كامل من أراضينا التي احتلت عام 1967، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، إلا أن عملية السلام هذه تعثرت لأسباب متعددة منها اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يتسحاق رابين، والعدوان الإسرائيلي على لبنان ومجزرة قانا وزيارة شارون للأقصى مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية وما رافقها من عنف وإراقة دماء، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحت غطاء هذه الأحداث وغيرها، استغلت الحكومات الإسرائيلية الوضع لتواصل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وبناء جدار الفصل العنصري، كما تعرضت مدينة القدس المحتلة لعملية تهويد واسعة بهدف تصفية الوجود الفلسطيني الإسلامي والمسيحي، استناداً إلى جملة من القرارات الحكومية والبلدية، والممارسات العنصرية لغلاة المتطرفين الإسرائيليين.
شهدنا سنوات صعبة، ما بين عام ألفين إلى ألفين وخمسة، استشهد خلالها الأخ أبو عمار، وتوقفت المفاوضات، وشنت علينا حملة إعلامية تتهمنا بالإرهاب وفرض علينا حصار مالي واقتصادي. في تلك الظروف تحملت المسؤولية كرئيس للجنة التنفيذية وللسلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت المهمات صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فكيف يمكن إعادة الزخم لعملية السلام؟ كيف يمكن التعاطي مع حكومة إسرائيلية انتخبت وهي ترفع شعار التنكر لكل الاتفاقيات والالتزامات؟ كيف يمكن أن تعود الولايات المتحدة الأميركية بكل ما لها من ثقل للاهتمام بعملية السلام؟ كيف نُظهر أن الأخ أبا عمار لم يكن سبب فشل كامب ديفيد عام 2000؟
أيتها الأخوات .... أيها الإخوة
كانت العودة الحقيقية للمفاوضات مع إسرائيل بعد مؤتمر أنابوليس، نتيجة مساعٍ وجهودٍ أميركية ودولية ودعم عربي، وخلال ثمانية أشهر من العمل مع حكومة أولمرت، ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية، توصلنا إلى تفاهمات هامة، فكانت المرة الأولى التي تعلن فيها أميركا على لسان وزيرة خارجيتها السابقة كوندوليزا رايس، أمام الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، أن الأرض الفلسطينية المحتلة من وجهة النظر الأميركية هي قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والبحر الميت وغور الأردن والمنطقة الحرام التي كانت بين إسرائيل والأردن.
كما تم إنجاز الملف الخاص بموضوع الأمن بعد قيام دولتنا الفلسطينية وحظي بموافقتنا وموافقة مصر والأردن وإسرائيل والولايات المتحدة، وهو محفوظ لدى الإدارة الأميركية، وكان من جملة ما تضمنه أن قوات دولية ستتواجد على حدود الدولة الفلسطينية بشكل مؤقت، ولن نقبل ببقاء أحد من جنود الاحتلال أو من رعاياه على أرضنا.
ومع ذلك فإننا لم نتقدم نحن والإسرائيليون كثيراً في موضوع حدود الدولة حيث اختلفنا على التبادلية، لكن المفاوضات كانت جادة ومعمقة، ووضعت على طاولة النقاش كل قضايا الحل النهائي بما فيها قضية اللاجئين وقضية القدس. ثم جاءت إدارة أميركية جديدة، وحكومة إسرائيلية جديدة.
لم تعترف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بكل التفاهمات مع الحكومة السابقة، ولم نسمع كلمة واحدة تُشير إلى موافقتها على خطة خارطة الطريق، وما تضمنته من التزامات على إسرائيل الوفاء بها، وأولها تجميد الاستيطان بكافة أشكاله، بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي، بل أُعلن عن عشرات المشاريع الاستيطانية، وبدأوا يطالبوننا بأن نعترف بإسرائيل دولة يهودية.
أما الإدارة الأميركية الجديدة ورئيسها باراك أوباما فبدأت بداية مشجعة جداً بمطالبتها تجميد الاستيطان لضمان نجاح المفاوضات، وتعيين السناتور ميتشل مباشرة وسيطاً لعملية السلام، وتجاوبنا ومعنا الأشقاء العرب مع المساعي الأميركية، فوافقنا على المفاوضات المباشرة شريطة وقف الاستيطان ثم على صيغة المحادثات التقريبية للوصول إلى اتفاق بشأن قضيتين سبق، أن حدث تقدم بشأنهما كما قلت وهما قضيتا الحدود والأمن.
لم تحقق تلك المحادثات تقدماً، فطلبت منا الإدارة الأميركية عقد لقاءات ذات طابع تشاوري، فوافقنا عليها أيضاً، لكنها كانت مرة أخرى بدون نتيجة لأن الحكومة الإسرائيلية ترفض تجميد الاستيطان، وترفض البحث في موضوع الحدود.
نحن إذاً لسنا المسوؤلين عن الفشل، ويُؤسفنا أن بعض المسؤولين الأميركيين يتحدثون عن مسؤولية الجانبين، ولعل من المفارقات المثيرة للحيرة أن مسؤوليين أميركيين يقولون إنهم لا يعترفون بشرعية الاستيطان، ولا بضم إسرائيل للقدس، ثم لا نلمس أي فعل أو إجراء لمواجهة تمادي إسرائيل في الاستيطان الذي تعلن عنه بشكل سافر.
إننا وبرغم معرفتنا بالعلاقات الأميركية–الإسرائيلية الخاصة والمميزة، إلا أن هناك احتلالاً إسرائيلياً غير شرعي، وقرارات دولية صوتت عليها أو صاغتها الولايات المتحدة الأميركية، وتقوم إسرائيل بكل تحد واستفزاز بانتهاكها، بل تستغل -في أحيان كثيرة- الدعم غير المحدود لها فتزداد تصلباً وتشدداً وتطرفاً، وهو ما يعطي الانطباع لدى أطراف إقليمية ودولية عديدة، بأن هناك ازدواجية معايير في تطبيق القانون الدولي.
إن المرحلة التي نمر بها الآن والتي يتواصل فيها الاستيطان في غاية الدقة والحساسية، فاستمرار الاستيطان سيحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمترابطة جغرافياً، وسيفرض علينا جميعاً خيارات أخرى لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه، ولذلك فإننا نصر على وقف الاستيطان فوراً، وأن لا يترك لعدد من المهووسين والمتطرفين والأصوليين من رواد الاستيطان، والأحزاب الإسرائيلية التي تدعمهم، أن يقرروا مصير هذه المنطقة وجرها نحو حروب كارثية ذات طابع ديني.
إن مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة شعوب المنطقة أيضاً بما فيها شعب إسرائيل، هي في إنقاذ عملية السلام، ونُطالب اللجنة الرباعية الدولية والمؤسسات الدولية المختلفة، وفي طليعتها مجلس الأمن، صياغة خطة سلام، تتفق وقرارات الشرعية الدولية بدل الاستمرار في عملية أصبحت في الحقيقة، إدارة للنزاع لا حله.
على الحكومة الإسرائيلية أن تتقدم بمشروعها بشأن حدود الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، وتصورها لموضوع الأمن من خلال الطرف الثالث، فالاتفاق على هاتين القضيتين هو المطلوب اليوم، وهو الذي سيسهل حل بقية القضايا الأساسية، وننتظر أن تتركز الجهود الأمريكية على ذلك.
إن الأغلبية الساحقة من دول العالم تؤيد وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام مع إسرائيل، وما الاعترافات الدولية التي تتوالى إلا البرهان على ذلك، ويؤسفنا أن بعض الأطراف الدولية التي تعلن تأييدها لحل الدولتين، وتطالب بإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967، تنتقد وتعترض على الدول التي أعلنت اعترافها بدولتنا، وهنا نود أن نقدم الشكر للبرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور والباراغواي، كما نشكر حكومة النرويج على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني، وكل الدول التي سبق واعترفت اعترافاً كاملاً بدولة فلسطين.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
باسمكم جميعاً، أشكر الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي، والأصدقاء في العالم بأسره على دعمهم وتضامنهم ومساعداتهم، كما أود بهذه المناسبة أن أتوجه لشعب إسرائيل لأقول كما قلت في مناسبات سابقة، إن الاستيطان لن يجلب الأمن، وإن الاحتلال لا يمكن أن يستمر إلى الأبد.
إن يدنا ممدودة للسلام، وهو سلام حددت مبادرة السلام العربية كل العناصر التي من شأنها أن تنهي هذا الصراع المزمن، وهي مبادرة تعطي الأمل لشعوب المنطقة ولأجيالها القادمة.
أيها الإخوة الفلسطينيون على أرض الوطن وفي الشتات.
في ذكرى الانطلاقة، أتوجه بالتحية لكل مواطنة ولكل مواطن فلسطيني أينما كان، وأقول لكم أن الاحتلال إلى زوال، وإن الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية آتية لا محالة بإذن الله.
وأخص بالتحية باسمكم جميعاً أسرانا وأسيراتنا البواسل وجرحانا وأبناء وبنات وزوجات وأمهات الشهداء، ونجدد العهد لهم جميعاً بأن راية الحرية والاستقلال ستبقى خفاقة حتى قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها قدسنا الحبيبة وعودة لاجئينا.
ويُسعدني بهذه المناسبة، أن أوجه التهنئة لأشقائنا المسيحيين وللعالم المسيحي أجمع، بعيد ميلاد سيدنا المسيح، وأُهنئكم فرداً فرداً بالعام الميلادي الجديد، فكل عامٍ وأنتم جميعاً بخير، وعامنا المقبل إن شاء الله في القدس عاصمة دولتنا المستقلة.