اسم الكتاب: عرفات.
المؤلف: داني روبنشتاين.
الناشر: زمورا بيتان.
الصفحات: 255 صفحة.
يحاول داني روبنشتاين (محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس") أن يقدم لقرائه الإسرائيليين بلغتهم صورة متوازنة لشخصية الرئيس ياسر عرفات، ضمن كتابه الجديد –القديم الذي يحمل العنوان "ياسر عرفات": صورة وشخصية في تقديمه للترجمة العبرية للكتاب (صدر في مطلع كانون الثاني 2001م)، ينوه المؤلف إلى "إشكالية هويته الإسرائيلية، ودورها في الإثقال على مهمته، ذلك أن عرفات ظل سنين طويلة بنظر الإسرائيليين عدواً لدوداً، كذلك فإن الإنغلاق اليهودي على مر الأجيال، والعزلة الإسرائيلية المتواصلة، أسهمت أحياناً في تجاهل الآخر، وضائقته وآلامه (...) والمخاوف-الحقيقية والوهمية- من خراب دولة إسرائيل، خلقت صورة سلبية في خلاصتها للعدو الخطير، وعززت من غياب التسامح تجاهه (..) كان نفى الصفة الإنسانية عن العدو وقائده أمر الساعة في إسرائيل، وبفضله تم بناء سور واق من القوالب والأساطيرعلى امتداد ستة عشر فصلاً، يستعرض المؤلف النشاط السياسي للرئيس ياسر عرفات، ويتتبع التغييرات في موقفه من إسرائيل، ويتساءل عن سر نجاحه وقدرته على قيادة شعبه، ودائماً في أحلك الظروف، ويبحث روبنشتاين عن موقف "متوازن" في بحثه - معتمداً- في سبيل تجاوز هذه الإشكالية - على خبرته كصحافي إسرائيلي يكتب عن قضايا عربية وفلسطينية منذ حرب 1967م واعتماداً على هذه التجربة، يمكنني أن أشهد بأن اسم ياسر عرفات تكرر في تقاريري وكتاباتي كل يوم تقريباً، التقينا عدة مرات، مرة في 1993م، أيام المحادثات السرية في أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير، حتى أننا التقينا في حديث خاص وطويل في تونس، أحياناً بدا لي أنني لا أجيد فهمه، ليس فقط لأنني قرأت عنه كتباً كثيرة، ومئات الأبحاث والوثائق، وما لا حصر له من قصاصات الصحف، بل لأنني كنت شاهداً على ما لا حصر له من الأحاديث عنه، "هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية مختصرة لياسر عرفات، بل محاولة لرسم خطوط عريضة لشخصية القائد الفلسطيني المتعدد الأوجه، كما ترتسم في الاتصالات الجماهيرية والرسمية على اختلافها، ومن خلال الأحاديث العابرة للفلسطينيين العاديين، يبدو لي أن قيمة عرفات كشخصية تاريخية ستتحدد مع الوقت بموجب ما اكتسبته صورته من قيمة وتأثيرعلى الأحداث الدراماتيكية التي شهدها الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. بقي أن نقول: أن روبنشتاين يعمل محاضراً في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون بالنقب. وقد أصدر كتاباً عن حركة "غوش أمونيم المتطرفة" عام 1982، وآخر عن حق العودة عام 1990، الأصل الإنجليزي لهذا الكتاب صادر في الولايات المتحدة.