كلمة الرئيس إلى أهالي جنين 15 أيلول 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ"
صدق الله العظيم
أحبتي وأهلي المرابطين في جنينغراد في جنين القسام، يا رجالنا ونساءنا وأشبالنا وزهراتنا في مخيم جنين قلعة البطولة والصمود والتحدي ليس أحب إلى عقلي وقلبي من التحدث إليكم في هذا المعترك المصيري الذي يخوضه كل الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال ومن أجل حماية المقدسات المسيحية والإسلامية في أرض الرباط الأرض المباركة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام.
أنتم يا أحبتي ويا أهلي في جنين ومخيم جنينغراد وكل البلدات والقرى على امتداد خط الشمال جنين- طولكرم وقلقيلية وطوباس تقفون صفاً منيعاً في وجه الاحتلال والغطرسة.
أحبتي نقف جميعاً ضد هذا التصعيد العسكري والاستيطاني الغاشم وبطشهم وحصارهم الصارم وضد جدار العزل العنصري الاحتلالي أنتم يا رجالنا في مخيم جنين ومدينة جنينغراد مدينة القسام تصنعون المعجزة تلو المعجزة في الصمود البطولي من أجل الوطن فلسطين ومن أجل الاستقلال والحرية ومن أجل حماية المقدسات المسيحية والإسلامية.
إن حياتنا أيها الأحبة الأطفال ليست أعز علينا من حياة أي طفل أو شاب أو رجل أو امرأة وليست أحب ولا أعز من حياة فارس عودة، فارس عودة، فارس عودة الذي رفع علم فلسطين عالياً ثم سقط شهيد الوطن والحرية والاستقلال، قدرنا أن نضحي في سبيل فلسطين ومقدساتها وكرامتها وقدسها الشريف ومستقبل الأجيال ونضحي اليوم من أجل وطن حر عزيز مستقل.
أشكركم من كل قلبي على وقفتكم الأبية من أجل فلسطين واستقلالها، لا نريد إلا السلام العادل والدائم والشامل لنا ولهم ولكل إخوتنا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وإن السلام لا يمكن أن يتحقق في ظل الاحتلال والاستيطان؛ ولهذا أيها الأحبة، يواصلون اعتداءهم وحصارهم ويستهدفون الشرعية والقيادة؛ ولكنهم واهمون فكل فلسطيني يحمل الأمانة كما حملها أخوكم ياسر عرفات.
لا بد أن يعلموا أن السلام العادل والدائم والشامل إنما يتحقق حين يظفر شعبنا باستقلاله ودولته وحريته ونحن مع الأمن لنا ولهم ولكل المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، مع السلام سلام الشجعان.
كلمة الرئيس إلى مسيرة حاشدة في بيروت 27 أيلول 2003
يا إخوتي، يا أحبتي، يا رفاق الدرب والمسيرة،
أيها الأحبة، دولة الرئيس الحص أخي معن بشور، أخي المحامي عصام نعمان (وزير سابق)، أخي دريد ياغي (نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي)، أخي فوزي كلش، أخي سعد الله مزرعاني، الحزب الشيوعي اللبناني، سماحة الإخوة المشايخ الإجلاء، يا أحبائي، يا إخواني،
أحييكم تحية من القلب والوجدان، وأقول لكم: إن شاء الله معاً وسوياً وجنباً إلى جنب، حتى القدس حتى القدس.
وكيف ننسى ونحن لا نستطيع إطلاقًا ولا أحد يستطيع أن ينسى وقفاتنا المشتركة أمام هذا العدوان الإسرائيلي، وقفنا ثابتين مدافعين، ندفع الدم والثمن ليس دفاعاً عن لبنان، وليس دفاعاً عن فلسطين؛ ولكن دفاعاً عن امتنا العربية من المحيط إلى الخليج.
نعم يا إخوتي يا أحبتي أحيكم على هذه الوقفة الصلبة مع إخوانكم في فلسطين، وأقول لكم، أقول من أعماق قلبي ووجداني: إن هذه الأمة العربية لن تركع ولا تنحني إلا لله العلي القدير.
يا إخواني يا أحبائي،
امتنا العربية تمر الآن في مأزق خطير؛ ولكننا تاريخياً وحضارياً وديننا.. إننا جميعاً دفاعاً عن هذا التاريخ وهذه الحضارة وهذه الديانات المقدسة، وإخوانكم في فلسطين لا يدافعون عن أنفسهم؛ ولكننا ندافع عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية، وندافع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم، ومصر ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام وذلك فإن- إن شاء الله- طفل من أطفال امتنا العربية أو زهرة من زهراتها، سيرفعان علم فلسطين فوق أسوار القدس، وكنائس القدس، ومآذن القدس، يرونها بعيدة ونراها قريبة، و"ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة أن الله لا يخلف وعده".
تحية إليكم من القلب والوجدان أخواتنا في لبنان وفي مخيمات لبنان الذين يعيشون في رحاب إخوتنا الأحبة في لبنان، وموعدنا في القدس قريباً إن شاء الله، ومعاً وسوياً حتى القدس حتى القدس.
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" صدق الله العظيم، ومعاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس.
كلمة الرئيس لأهالي خانيونس 16 أيلول 2003
الأخوات والإخوة في القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية في محافظة خانيونس الصامدة المناضلة الشامخة،
أحييكم من كل قلبي ووجداني وأنتم تقفون اليوم كما وقفتم دائماً وقفة رجل واحد ووقفة مناضل واحد في محافظة خانيونس ومخيماتها وبلداتها الصامدة والتي تتحدى جريمة المحتلين؛ ولكنها تقف شامخة وشجاعة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة التي دمرت الأرض والمزارع ونسفت المنازل وقصفت أهلنا بالطائرات واغتالت أبناءنا؛ ولكن هذه الجماهير وهذه القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية ظلت وستظل صامدة؛ لأن الأرض أرضها وفلسطين وطنها، وطن الآباء والأجداد، الأرض التي باركنا حولها، نعم هذه القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية ظلت وستظل ولا سبيل للتخلي عن هذه الأرض أمام البطش وقمع الاحتلال الإسرائيلي فأرض فلسطين هي أرض الفلسطينيين، وفلسطين وطننا الفلسطيني ولن يتخلى فلسطيني واحد عن أرضه وعن وطنه مهما كانت المؤامرات ولأن هذا هو عهد القيادة وعهد الشعب وعهد فارس عودة وقسم القيادة؛ فالمؤامرات على الشعب والقيادة
الشرعية لم تتوقف يوماً، رغم أن خيارنا هو خيار السلام العادل والدائم والشامل وخيار الأمن الحقيقي وليس السلام الزائف وأمن المحتلين والمستوطنين.
إن شعبنا في صموده ودفاعه عن أرضه وعن استقلاله وعن مقدساته المسيحية والإسلامية يحظى بدعم وتأييد كل الشعوب وكل دول العالم المحبة للحرية وحقوق الإنسان، ونحن هنا لا نقاتل باسمنا الفلسطيني فقط؛ ولكننا نقاتل باسم وطننا الفلسطيني وباسم أمتنا الإسلامية وأمتنا العربية وباسم الأحرار والشرفاء في العالم أجمع، وأنتم ترون اليوم كيف يعبر العالم كله من أقصاه إلى أقصاه عن رفضه لقرارات حكومة إسرائيل ضدكم وضد قيادتكم الشرعية والمنتخبة منكم ان هذا الموقف العالمي يؤكد لكم جميعاً في كل أنحاء فلسطين أن شعبنا لابد وأن يستعيد أرضه وأن يقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أحييكم يا أهلنا وأحبتنا في محافظة خانيونس وبلداتها ومخيماتها وأقول لكم: مزيداً من الصلابة والصمود والثبات والوحدة وجنباً إلى جنب حتى القدس حتى القدس لكل الشعب الفلسطيني وفارس عودة وكل إخوانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس للحكومة الفلسطينية الجديدة 7 تشرين الأول 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
"انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
صدق الله العظيم
يا إخوتي يا أخي أبو علاء يا إخواني الوزراء،
في هذا الخضم الذي نمر به كشعب فلسطيني وكأمة عربية انما يستدعي منا، من شعبنا ومن هذه الأمة العربية ان تكون بمستوى التحديات التي تطرح عليها.
أما فيما يختص بالحكومة، (فالله يعينك يا أبو علاء)، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح والتقدم وخدمة هذا الوطن وخدمة هذا الشعب من كافة نواحيه وبكافة تطلعاته وبكافة توجهاته للتغلب على المتاعب التي يواجهها، بارك الله فيك يا أخي أبو علاء أنت وإخوانك الوزراء، ومعاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس، حتى القدس، حتى القدس
كلمة الرئيس ياسر عرفات التي وجهها عبر الهاتف إلى أعضاء المجلس الوطني المجتمعين في غزة
23 أيلول 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ...”
أيها الصامدون والقابضون على الجمر،
أيها الإخوة الأحبة في مدن ومخيمات وبلدات وقرى قطاع غزة،
يا أهلنا في رفح وخانيونس ودير البلح وغزة وبيت لاهيا وبيت حانون،
أخواتي إخواني أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المجتمعين في غزة الصمود والبطولة والتحدي،
إليكم جميعاً تحية الوفاء والتلاحم الأبدي بين جناحي الوطن فلسطين الجريح والصامد والمرابط إلى الأبد أهلكم في رام الله التي تتفجر كل يوم بكل الغضب ضد الاحتلال والمحتلين الإسرائيليين والمستوطنين وجرائمهم ضد شعبنا وأهلكم في قدسنا الشريف ومسجدنا الأقصى وكنيسة القيامة وكنيسة المهد في بيت لحم ومدينة خليل الرحمن والحرم الإبراهيمي ومحاولة تهويد البلدة القديمة فيها، ونابلس الشامخة وجنين "جينغراد" قلعة التحدي وأهلكم في الصمود والبطولة في طولكرم وقلقيلية وطوباس والمخيمات والبلدات والقرى المحاصرة والصادمة والثابتة في وجه المحتلين وجرائم الاحتلال وفي وجه محاولتهم بناء جدار برلين العنصري حول القدس الشريف وجدار الاستيطان حول مدن الشمال كلها ليقتطعوا 58 % من أرضنا الفلسطينية في الضفة.
ماذا أقول لكم يا أهلي وأحبتي في غزة؟؟ كل شعبكم في محافظات شمال الوطن ووسطه يحييكم ويقول لكم وما النصر إلا صبر ساعة.
وإن القضية اليوم ليست حياة ياسر عرفات المهددة من قبل حكومة إسرائيل المتطرفة ان القضية هي حياة الوطن واستقلال الوطن وكرامته وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى.
المحتلون الإسرائيليون والمستوطنون الإسرائيليون واهمون اليوم، كما كانوا بالأمس يوم أنكروا وجود شعبنا وبسبب هذه الغطرسة، غطرسة القوة العمياء، وبسبب التأييد الأعمى والانحياز لهم من بعض القوى أقدموا على ارتكاب كل الجرائم ضد شعبنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا ومصانعنا ومزارعنا وبنيتنا التحتية.
وكان لهم شعبنا بالمرصاد، وكانت لهم الأسرة الدولية بالمرصاد، حينما توهموا أن الفرصة سانحة للخلاص من القيادة الشرعية الفلسطينية ومن السلطة والمنظمة منظمة التحرير الفلسطينية والحقوق الوطنية لهذا الشعب شعب الجبارين والحقوق الوطنية والمقدسات المسيحية والإسلامية في أرض الرباط أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام؛ ولكن الله معنا لأننا على الحق، ولأننا شعب الجبارين صامدين في أرض الرباط وكفاحنا وتضحياتنا في هذا المكان المقدس وفي أرض الرباط المباركة على حق وانتصر شعبنا وانتصر العالم لشعبنا.
وهكذا أيها الصامدون في غزة ان الوحدة والتلاحم الوطني هما أقوى أسلحة شعبنا في مواجهة هذا الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وهذه الاعتداءات والاغتيالات الدنيئة لرجالاتنا القياديين وأسرنا وأطفالنا ونسائنا.
إني أدعوكم إلى المزيد والمزيد من الصمود ومن الوحدة الوطنية المتينة ومن التلاحم الوطني الجبار الذي هز الضمير العالمي ووقفت معنا ومع حقوقنا قبل يومين (133) دولة من الدول الصديقة والشقيقة ضد الغطرسة الإسرائيلية وكان معهم أربع دول فقط، نعم الصبر الصبر وما النصر إلا صبر ساعة ولابد لشعبنا أن ينال حريته واستقلاله ولابد للاحتلال الإسرائيلي أن ينتهي طال الزمن أم قصر وأن نعيد مرة أخرى سلام الشجعان الذي وقعته مع شريكي الراحل يتسحاق رابين الذي دفع حياته ثمنا لهذا السلام نعم نعيد سلام الشجعان مع كل قوى السلام في إسرائيل كما قلنا بالأمس: إنا على العهد والقسم ثابتون صامدون صامدون لن ننحني إلا لله تعالى نحن لا ننحني أمام الوعيد والتهديد وليست حياتي يا أيها الإخوة بأغلى من حياة أي طفل فلسطيني أمثال فارس عودة الذي ضحى في سبيل وطنه المقدس والغالي فكلنا فداء الوطن الغالي فلسطين الأرض المباركة، الرحمة وجنان الخلد لشهدائنا الأبرار والشفاء للجرحى البواسل والحرية لأسرانا الأبطال والصمود والوحدة والتلاحم لكل أبناء شعبنا من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات التي وجهها عبر الهاتف إلى أعضاء المجلس الوطني المجتمعين في بيروت 23 أيلول 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
أخي ممثل دولة الرئيس نبيه بري، الحاج علي خريس،
يا إخوتي وأحبتي في لبنان الشقيق،
يا كل الأحبة في القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية،
أيها الإخوة أعضاء البرلمان اللبناني الشقيق،
يا إخوتي أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني،
شرف كبير لي أن ألتقي بكم عبر الهاتف وأنتم تجتمعون اليوم، تقولون بقوة وصلابة وإيمان لا للعدوان ولا للغطرسة ولا للظلم؛ فلقد كنتم دائماً ضد العدوان والظلم وضد الاستعمار وضد الغطرسة، وشعبكم وأشقاؤكم في الوطن الفلسطيني من رفحجراد إلى جنينجراد يقف نفس موقفكم الأبي الوطني الإيماني الكبير في مخيمات الشتات يقولون نعم للثوابت الوطنية، نعم للصمود بالرغم من كل المعاناة والوجع، نقول للعالم أجمع ان هذا الشعب لن يرفع الراية البيضاء ولن يركع أبداً إلى لله تعالى، كما لم يرفعها من قبل بعد مجازر صبرا وشاتيلا وحصار بيروت وجنوب لبنان.
لن نرفع راياتنا الفلسطينية وراياتنا العربية إلا فوق القدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين المستقلة إن شاء الله، شاء من شاء وأبى من أبى، القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم، ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام.
أيها الأخوات، أيها الإخوة،
إن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية ضدي شخصياً، في الحقيقة هو ضد كل شعبنا؛ ولكن أقول لهم أنا لا يهمني، المهم هو الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية والمقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين، هذا ما يفهمه شعبكم هنا في الوطن الفلسطيني، وما يفهمه شعبنا العربي وكل الأحرار الشرفاء في العالم.
إنها الخطة الإسرائيلية التي تخطط هذه الحكومة اليمينية في إسرائيل لاقتلاع شعبنا كله من وطنه؛ ولكن عبثاً يفعلون فنحن مرابطون من أرض الرباط إلى يوم القيامة، إلى يوم الدين.
يا إخوتي، لقد وصفنا رئيس الأركان الإسرائيلي بأننا السرطان، ونسى ان الاحتلال هو السرطان، ليس فقط في الأرض الفلسطينية ان الاحتلال هو السرطان في أي جزء من أجزاء العالم.
إن العنجهية الإسرائيلية هي السرطان بذاته، هذه العقلية لا تفهم لغة السلام ولا تريدها، وخاصة سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل اسحق رابين الذي قتلته هذه العناصر المتطرفة في إسرائيل؛ ولذلك فإنها تريد تدمير عملية السلام برمتها.
؛ ولكن شعبنا كما امتنا العربية مصمم على نيل حقوقه، مدعوماً بكل قوى السلام والحرية في العالم، بما فيها قوى السلام الإسرائيلية التي رفضت القرار، ورفضت قرار الحكومة الإسرائيلية وحشدت آلاف في قلب تل أبيب.
133 دولة وقفت في الأمم المتحدة تقول لا للاحتلال ولا للظلم الإسرائيلي، نعم للحق الفلسطيني العادل والمشروع، والحق العربي العادل والشامل، كما تم إقراره في مؤتمر القمة العربية في بيروت التي أجمعت كل الدول العربية على المبادرة التي قدمها سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن سعود.
وإزاء هذا التأييد، إزاء هذه الوقفة المشرفة لكل شعبنا في الوطن ومخيمات الشتات، إزاء هذه الوقفة العربية الأصيلة ومن كل الأحرار في العالم، نؤكد لكم إننا إذا كنا مع سلام الشجعان؛ فإننا لن نقبل أبداً بالإذعان أو الاحتلال أو الاستيطان، ونحن نقول نعم للسلام العادل والدائم والشامل، ليس في المسار الفلسطيني فقط؛ ولكن في المسار اللبناني والسوري والفلسطيني، السلام المستند إلى قرارات الشرعية الدولية: 242 و338 و425 و1397 و194 الخاص باللاجئين؛ فأمتنا فيها من الأنفة والكبرياء والعزة والكرامة ما يشد من أزرنا ويقوي من عزائمنا، ونشد على أياديكم ونقول لكم، العهد هو العهد، والقسم هو القسم، وليس لنا والله إلا دولتنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم "إنهم يرونها بعيدة ونراها قريبة" بإذن الله تعالى.
فيا شعبنا، ويا أحبتنا في لبنان، أيها الشعب اللبناني، يا امتنا العربية، كونوا على ثقة إننا لن نحيد ولن نركع إلا لله تعالى، ليس لنا إلا الصبر، "وما النصر إلا صبر ساعة".
إخوتكم في القيادة الفلسطينية مجتمعون معي هنا يهدونكم أحر التحيات والقبلات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات ألقيت نيابة عنه أمام القمة الرابعة لحملة جائزة نوبل للسلام في روما 28 تشرين الثاني 2003
فخامة السيد الرئيس ميخائيل غورباتشوف،
رئيس مؤسسة الدراسات الاجتماعية الاقتصادية والعلوم السياسية
سعادة السيد والتر فيلترونهي، رئيس بلدية روما،
الزملاء حملة جائزة نوبل للسلام،
السيدات والسادة،
أتوجه بالتحية إلى كافة زملائي وأصدقائي حملة جائزة نوبل للسلام في قمتكم الرابعة في مدينة روما. وأوجه الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية الإيطالية وعبره إلى الشعب الإيطالي الصديق؛ وكذلك السيد رئيس الوزراء، باسم شعبنا الفلسطيني وقيادته على رعايته لهذا الاجتماع الهام. ويؤسفني مرة أخرى ألا أتمكن من مشاركتكم بسبب الحصار الظالم الذي يفرض علي وعلى شعبي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأحيي جهود الصديق الرئيس ميخائيل غورباتشوف في الحفاظ على هذه المؤسسة لحملة جائزة نوبل للسلام؛ كما أثمن اهتمام رئيس بلدية روما صديقي والتر فيلتروني، في استضافة هذه القمة سنوياً في مدينة روما الخالدة وفي مقرها "الكامبي دوليو".
السيدات والسادة،
لا شك أننا نمر ويمر العالم بأسره اليوم في مرحلة صعبة وخطيرة، حيث تحصل تحولات أمام أنظارنا لم يكن يتنبأ بحدوثها أحد. فمن جهة هناك تقدم علمي وتكنولوجي هائل، ومن جهة أخرى هناك فجوات تتزايد ما بين دول غنية وأخرى فقيرة؛ ولكن الأخطر من ذلك أن القانون الدولي الذي مثلته منظمة الأمم المتحدة كناظم للعلاقات ما بين الدول يتعرض الآن إلى تحديات كبيرة، أمام رغبة وتعميم من هو أقوى على فرض قانونه، بحيث أصبح هناك معياران ومقياسان للقانون الدولي والشرعية الدولية.
لا اعتقد أننا أمام صراع حضارات، ولا صراع أديان؛ فالحضارة عبر التاريخ كانت نتاجاً إنسانياً؛ كما إن الدين، وخاصة الديانات السماوية الثلاث، تؤمن بإله واحد، إذا يخطئ منظرو صراع الحضارات بالتبشير في حروب لا جدوى منها، ولعل الإمبراطورية الرومانية، كانت بطابعها الخاص نموذجاً لمجتمع متعدد الأجناس والثقافات، أسهم في إغناء الحضارة الإنسانية.
منذ سنوات سبقت الحادي عشر من سبتمبر، عانت دول عربية من الإرهاب، وعانى الشعب الفلسطيني من الإرهاب واستمرار الاحتلال، وصدرت دعوات من قادة المنطقة، وبشكل متكرر مطالبة بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب.
هناك محاولة مكشوفة لتصوير أي نضال عادي ضد الظلم أو الاحتلال بأنه إرهاب، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي ومع أبسط حق من حقوق الإنسان.
إنني قلت وأكرر اليوم أمامكم بأنني ضد الإرهاب، ولقد دانت القيادة الفلسطينية كل العمليات التي تستهدف المدنيين من الجانبين، وإنني ضد كل من يستهدف المدنيين الأبرياء سواء كانوا فلسطينيين أم إسرائيليين، إيطاليين أم أتراك أو غيرهم.
السيد الرئيس، أيها الزملاء، السيدات والسادة:
اسمحوا لي أن أوجه عبر هذا المنبر كلمة للشعب الإسرائيلي، والصديق بيريس الذي لم التقيه منذ زمن انني مع السلام العادل، سلام الشجعان، بين شعبينا الذي يضمن قيام دولتين متجاورتين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين، وأن يتضمن الحل بيننا كل القضايا من أجل سلام دائم وشامل وعادل.
؛ ولكن، أريدكم أيضاً أن تنظروا وأن تلمسوا، كيف يعيش الفلسطينيون جيرانكم وهم على بعد أمتار منكم، من جراء سياساتكم وإجراءاتكم، حيث تلد النساء على حواجز الجيش، وحيث يقوم المستوطنون بحرق مزروعاتنا، ويعربدون بدون أي رادع، وتواصل حكومتكم باسم الأمن توسيع المستوطنات، واقتلاع أشجار الزيتون وبناء جدار العزل العنصري، وإغلاق القدس الشريف ومنع شعبنا من الوصول إلى الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية؛ وكذلك في بيت لحم والخليل.
وأوجه من هذا المنبر أيضاً رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبقية أطراف اللجنة الرباعية، الاتحاد الأوروبي، وروسيا الاتحادية، والأمين العام للأمم المتحدة، لقد تقدمتم بخارطة الطريق ووافقنا عليها؛ ولكن حكومة إسرائيل قدمت أربعة عشر تحفظاً؛ فأصبحت هناك خارطة من الرباعية نقبل بها، وخارطة أخرى يريدها الجانب الإسرائيلي؛ مما أدى إلى شلل هذه الخارطة. إن الأطراف الأربعة معنيون بتطبيق الخارطة، وليسوا مجرد طرف قام بصياغتها، ونحن نطالب بالعمل على تنفيذها وبإرسال مراقبين دوليين للإشراف على تنفيذها، كما رحبنا بالقرار الصادر (رقم 1515) عن مجلس الأمن؛ وكذلك القيادة الفلسطينية في قراراتها الرسمية.
لقد أظهرت عدة استطلاعات أن أغلبية الشعب الإسرائيلي تؤيد التسوية السياسية، وأعلن عدد من الطيارين؛ وكذلك الجنود والضباط الإسرائيليين رفضهم لمواصلة العدوان ضد الشعب الفلسطيني. إلى جانب نشاط حركات السلام سواء بالمظاهرات أو من خلال رفض سياسة الاستيطان والجدار الفاصل؛ كما إن أربعة من رؤساء المخابرات الإسرائيليين السابقين أعلنوا أنه لا حل عسكرياً للصراع، وأن حكومة إسرائيل تمارس سياسة قمع دون رحمة ضد الشعب الفلسطيني؛ كما إن عدداً من السياسيين الحاليين والسابقين ومعهم ضباط ومثقفون ذوو سمعة عالمية صاغوا مبادرات من بينها مبادرة جنيف. وكل هذا لم يجد حتى الآن آذاناً صاغية من قبل حكومة إسرائيل الحالية التي تفعل كل ما بوسعها لسد الطريق أمام عوامل إنضاج العودة إلى مسار التسوية السياسية، مواصلة سياستها العدوانية تحت ذرائع مختلفة من بينها أنه لا يوجد شريك فلسطيني.
إن الهدف الحقيقي لحكومة شارون في التشكيك بالقيادة الفلسطينية، وأنها ليست شريكاً انما يهدف إلى عدم التفاوض، أو إلى إدراك الحكومة الإسرائيلية أن مقترحاتها بشأن قيام بانتوستانات وكانتونات فلسطينية على نصف الضفة الغربية مع سيطرة إسرائيلية على الحدود ومصادر المياه لن تجد فعلاً شريكاً فلسطينياً يقبل التفاوض على ذلك.
مرة أخرى، أؤكد على التزامنا بالمفاوضات طريقاً لحل الصراع، على أن ترتكز هذه المفاوضات على قرارات الأمم المتحدة، والاتفاقات التي سبق توقيعها، وعلى خارطة الطريق باعتبارها المشروع المطروح الآن، وخاصة بعد تبنيه من قبل مجلس الأمن الدولي وفق القرار1515.
أتمنى لكم أيها الأصدقاء والزملاء الصحة والتوفيق، وأملي أن تبذلوا جهودكم الخيرة، وأنتم من نلتم جائزة نوبل المرموقة للسلام، من أجل إخراجنا نحن والإسرائيليين من دائرة العنف، وأن نعيد الأمل لشعبينا بأن السلام ممكن وبأن الهدف الذي من أجله قتل شريكي الراحل يتسحاق رابين، حامل جائزة نوبل للسلام أيضاً، وهو التعايش ما بين الشعبين سيتحقق، وسترى نتائجه المثمرة والخيرة كل تلك الأمهات اللاتي يردن السعادة والأمن لأبنائهن، سواء كن أمهات إسرائيليات أم فلسطينيات من أجل سلام لنا ولهم وللمنطقة بأسرها.
لن أتعب ولن أيأس وسأواصل نضالي من أجل السلام "سلام الشجعان".
كلمة الرئيس ياسر عرفات ألقيت نيابة عنه أمام مهرجان تضامني حاشد معه في بوخارست 26 أيلول 2003
السيدات والسادة
أيها الأصدقاء والحضور الكرام
يسعدنا وأنتم تلتقون اليوم في مهرجان تضامني في بوخارست، عاصمة رومانيا الصديقة، وفي ضيافة حكومة رومانيا وشعبها الطيب والصديق، تعبيراً عن تضامنكم ووقوفكم الصادق والشجاع إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقيادته المنتخبة ديمقراطياً ان نتوجه باسم شعبنا الفلسطيني، وباسمي شخصياً، بتحية من القلب إلى القلب والوجدان إليكم جميعاً، فعاليات سياسية ونقابية شقيقة وصديقة، وبالشكر العميق لتنظيمكم وحضوركم هذا المهرجان التضامني مع شعبنا، وتجسيداً لقيم الحق والعدل والإنسانية التي تؤمنون بها، وتدافعون عنها، ودعماً لكفاح وصمود شعبنا الفلسطيني، الذي يمثل هذه القيم بكل معانيها وأبعادها، ضد الظلم والطغيان والقهر المتمثل في الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي المتواصل لأرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، مع ما يعنيه هذا الاحتلال البغيض من استمرار للعدوان والإرهاب بأبشع صوره على شعبنا وقيادته، وعلى أرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية.
كما تعلمون، أيتها السيدات والسادة، والأصدقاء الكرام؛ فإننا نواجه وشعبنا منذ ثلاث سنوات حرباً وإرهاباً واحتلالاً وعدواناً إسرائيلياً غير مسبوق، وبلا حدود، وبشكل مبرمج ومنظم، الأمر الذي جعل عملية السلام تدخل في مأزق دائم، وتمر في أزمة خانقة وخطيرة، جراء استمرار الضربات القوية والمنظمة التي توجهها إليها حكومة إسرائيل اليمينية وقواها المتطرفة باستمرار التصعيد العسكري على شعبنا وأرضه، والتي لم تتوانى عن وضع وخلق العقبات أمام تقدم هذه العملية السلمية والتي هي خيار شعبنا الاستراتيجي، وفي مقدمتها عدم التزامهم بتنفيذ اتفاقات السلام المبرمة، وضربهم لهذه الاتفاقات عرض الحائط، بل وإعلانهم مراراً أنها قد ماتت؛ وكذلك استمرارهم في بناء وتوسيع المستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس ومحيطها، وبناء جدار الفصل العنصري الذي يصادر آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية التي يمر فيها، وتجريف وتدمير المزروعات والأراضي الزراعية والممتلكات العامة والخاصة، وانتهاك حرمات الأماكن الدينية المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس الشريف وبيت لحم ومحاصرتها، ويصادر هذا السور حسب خرائطهم المعلنة 58% من الأرض الفلسطينية في الضفة بجانب فرض الحصار الشامل والخانق على كافة الأراضي الفلسطينية؛ مما جعل حياة شعبنا جحيماً لا يطاق، ويعيش في كانتونات ومعازل محاصرة من كل الجهات؛ ولم تكتفي حكومة إسرائيل بهذه السياسات العدوانية، بل تواصل وتصعد حربها وإرهابها المنظم ضد شعبنا وقيادته المحاصرة؛ فبالإضافة إلى تدمير كافة بنانا التحتية والاقتصادية والخدماتية، قام جيشها المحتل بتدمير معظم مرافقنا ومنشآتنا الحيوية والدينية والأمنية والرسمية، وقد طال هذا العدوان الإسرائيلي أماكننا المقدسة ومستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية كافة؛ كذلك لم تتوقف هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي تعشق سياسة غطرسة القوة والإرهاب والتدمير عن أعمال القتل المتعمد والاغتيال لكوادرنا وأبناء شعبنا، واعتقال الآلاف منهم، وإعادة احتلال مدننا وقرانا ومخيماتنا، حيث حولتها لميادين للقتل والتدمير لجيشها المحتل، وقد بلغت سياستها العدوانية والإرهابية ذروتها في قرارها السافر والخطير الذي اتخذته في 11/9/2003 والقاضي بإبعادنا عن أرض وطننا، بل والتهديد العلني بقتلنا، وذلك في تحد فاضح وانتهاك خطير للقوانين والمواثيق والأعراف والقرارات الدولية والإنسانية، وللاتفاقات المبرمة؛ ولقد جوبه هذا القرار العنصري الإرهابي بإدانة ورفضٍ دولي واسع، تجسَّد ذلك بالقرار الصادر بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة، حيث طالب حكومة إسرائيل المحتلة بإلغاء هذا القرار، لما له من عواقب مدمرة على عملية السلام المتداعية أصلاً، وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، ولكونه يعني فرض شروط المحتل على شعبنا، وإلغاء حقه الثابت بالانتخابات الديمقراطية في اختيار قيادته بشكل حر ودون تدخل خارجي. إن صدور هذا القرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعيداً عن الفيتو الأمريكي، إلى جانب هذا التضامن العارم والواسع مع شعبنا في كافة أنحاء العالم من جميع الإخوة والأصدقاء والشرفاء انما هو انتصار ليس لشعبنا فحسب، بل لكل الشعوب الشقيقة والصديقة المؤيدة للحرية والاستقلال انه انتصار للحق والعدل على العدوان والطغيان والظلم والإرهاب المتمثل في الاحتلال والاستيطان؛ كذلك فهو انتصار للإرادة الدولية وللسلام والأمن والاستقرار في منطقتنا وفي العالم، وللمصالحة التاريخية التي ننشدها بإخلاص وشجاعة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتساعد على ترسيخ سلام الشجعان الذي وقعته في واشنطن مع شريكي الراحل اسحق رابين الذي اغتالته هذه العناصر المتطرفة في إسرائيل.
السيدات والسادة،
أيها الحضور والأصدقاء،
إن إمعان حكومة إسرائيل في سياسة العدوان والاغتيال والإرهاب ضد شعبنا وقيادته، هو الذي أفشل عمل الحكومة الفلسطينية المستقيلة برئاسة أخي أبو مازن، ونسف الهدنة التي استمرت لأكثر من واحد وخمسين يوماً وبالتزام فلسطيني تام من جانب واحد، وعطَّل وقوَّض كذلك الجهود الدولية المبذولة لتنفيذ خارطة الطريق بجانب الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية التي قبلناها وشرعنا بتنفيذها على الأرض؛ ولكن حكومة إسرائيل وبنوايا مبيتة، عملت كل ما في وسعها على تعطيل هذه الخارطة، والتي اشترطت عليها أربعة عشر بنداً اعتراضياً، وها هي اليوم تهدِّد، وفي تحدٍ صارخٍ للإرادة والشرعية الدولية، بعدم التعامل مع الحكومة الفلسطينية المقبلة، وهذا يعني للعالم أجمع ولكل القوى المحبة للعدالة والسلام ان حكومة إسرائيل، لا تريد السلام العادل والمصالحة التاريخية، ولا تريد تطبيق خارطة الطريق التي ستقود في النهاية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، تعيش بسلام وحسن جوار إلى جانب إسرائيل؛ إنها تسعى وتعمل جاهدة على فرض شروطها ومفهومها للحل على شعبنا وقيادته المنتخبة، هذا الحل العسكري بقوة الدبابات والنيران الذي يكرس الاستيطان والاحتلال لأرضنا ومقدساتنا، وبالتالي يحرم شعبنا من استعادة وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة التي أقرتها الشرعية الدولية، وصولاً إلى تحقيق أطماعها ومصالحها العدوانية والاستعمارية على حساب حقوقنا في أرضنا ومقدساتنا.
وبرغم تواصل هذا العدوان والإرهاب الإسرائيلي المنظم ضد شعبنا وقيادته؛ فإننا ومن خلالكم نؤكد مجدداً تمسكنا بخيار السلام العادل على أرض السلام، سلام الشجعان، الذي وقعته مع شريكي الراحل إسحق رابين، وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، وإن التزامنا بهذا السلام ثابت ولا رجعة فيه، كما إننا مستعدون لهذا السلام ونطالب بسرعة إرسال المراقبين الدوليين للإشراف الدولي وخاصة من اللجنة الرباعية لمراقبة تنفيذ ذلك، مجددين إدانتنا لكافة أشكال الإرهاب الفردي وإرهاب الدولة المنظم، مطالبين المجتمع الدولي العمل بكل جهد وفعالية على وقف العدوان والإرهاب الإسرائيلي المنظم والمتواصل ضد شعبنا وقيادته ومطالبين بقوات دولية أيضاً مثلما حدث في مناطق كثيرة حولنا وفي العالم لحماية شعبنا. إن هذا الموقف والالتزام الفلسطيني يستمد قوته من الحق والعدل الذي يجسد نضال شعبنا وقضيتنا، ومن تضامن ودعم كل الإخوة الأصدقاء والشرفاء في العالم، وها أنتم اليوم بتضامنكم معنا تعززون نضالنا وصمودنا وشعبنا في أرضنا ودفاعنا عن حقوقنا غير القابلة للتصرف وتدعمون بصوت عالٍ وقوي طريق السلام الذي نسير فيه من أجل بلوغ وإقامة السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة وسلام الشجعان في أرض المحبة والسلام والتسامح، أرض الديانات السماوية الثلاث، أرض فلسطين المباركة؛ كي يعيش شعبنا والشعب الإسرائيلي وشعوب المنطقة كل في دولته بحرية وفي إطار من حسن الجوار والاحترام المتبادل والتعاون، وبأمن وسلام للجميع.
وفي الختام، نحييكم من فلسطين المباركة والمقدسة، بأطيب التحيات، ونثمن عالياً حضوركم ومشاركتكم في هذا المهرجان التضامني مع شعبنا، ونشكر من قلوبنا اللذين نظموا وساهموا في عقد هذا المهرجان؛ وجميعكم بهذا التضامن معنا، وفي هذا الوقت الصعب بالذات انما تؤكدون لكل الأحرار والشرفاء في العالم صدق مشاعركم ونبل أخلاقكم، ورفضكم القوي للظلم والعدوان والاحتلال، ونصرتكم الشجاعة للحرية والاستقلال لشعبنا الذي لا زال يعاني من الاحتلال حتى يمارس حريته وسيادته فوق أرض وطنه. لحماية مقدساتنا المسيحية والإسلامية.
كلمة الرئيس ياسر عرفات ألقيت نيابة عنه في الأمم المتحدة في 1 كانون الأول 2003
السيد الرئيس،
صاحب السعادة السيد جوليان هنت رئيس الجمعية العامة،
صاحب السعادة السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة،
صاحب السعادة السفير ستيفان تافروف رئيس مجلس الأمن،
صاحب السعادة السفير تشيثامباراناثان ماهيندران رئيس اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية،
أصحاب السعادة السفراء والمندوبين،
السيدات والسادة،
يطيب لنا أن نشكركم جميعاً باسم الشعب الفلسطيني وباسم السلطة الفلسطينية وحكومتها وباسمي شخصياً، على عقد هذا الاجتماع الرسمي في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر لعام 1977. إن عملكم هذا، باسم المجتمع الدولي، يبقى مصدراً للأمل وحافزاً للصمود لشعبنا الصابر تحت الاحتلال والاستعمار والبطش؛ فأنتم تمثلون ضمير العالم وشعوبه في إصراركم على ضرورة إنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، من أجل تحقيق استقلالنا الوطني في فلسطين وإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتحقيق السلام والأمن لكل شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط.
إننا نقدر لكم كل هذا ونخص بالذكر معالي الأمين العام، السيد كوفي عنان الذي نشكره على مساعيه من أجل السلام ونحثه على الاستمرار فيها، ونود أيضاً أن نشير بالتقدير لسعادة السفير بابا لويس؛ فال وزملائه الموقرين أعضاء اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ونقدر لهم جهودهم الخيّرة؛ وكذلك نشكر كل ملوك ورؤساء وقادة دول العالم الذين خاطبوا اجتماعكم الهام هذا للإعراب عن تضامنهم الصادق والثابت مع شعبنا الفلسطيني.
السيد الرئيس،
أصحاب المعالي والسعادة،
السادة الحضور،
لقد مرت علينا سنة صعبة في فلسطين خاصة، وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً منذ الاحتفال بيوم التضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني العام الماضي، تعززت خلالها قبضة الاحتلال ووحشية إجراءاته وممارساته القمعية، بما في ذلك ارتكاب جرائم الحرب ضد شعبنا، واستمرت فيها أعمال الاستعمار الاستيطاني لأرضنا، والأدهى من ذلك، هو استمرار إسرائيل، قوة الاحتلال، ببناء جدار الفصل العنصري التوسعي الذي يستولي على أرضنا ويدمر حياة الآلاف من شعبنا ويغذي بذور الحقد والكراهية، ويقضي على آفاق السلام بين الطرفين؛ ويأتي كل ذلك انعكاساً لرفض الحكومة الإسرائيلية الحالية للتسوية النهائية، وللعمل بخارطة الطريق، رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1515 وتأييده بالإجماع لخارطة الطريق والذي رحبنا به شخصياً ورسمياً في بيانات القيادة الفلسطينية، وضرورة تنفيذها والالتزام بها، وإصرارها على ضرب السلطة الفلسطينية ومحاصرة رئيسها المنتخب واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية لمقدساتنا المسيحية والإسلامية وخاصة في القدس وبيت لحم والخليل. ولقد استمرت كذلك، وللأسف الشديد، خلال نفس تلك الفترة التفجيرات والأعمال التي استهدفت المدنيين، وهو ما ندينه وما أدنّاه مراراً واعتبرناه ضاراً بالمصالح الوطنية الفلسطينية.
لقد قبلت القيادة الفلسطينية بخارطة الطريق، وبقرار مجلس الأمن 1515، وأعلنت استعدادها للبدء في تنفيذ الخارطة فوراً بداية من الإعلان المتبادل بوقف كافة أعمال العنف، وما زلنا نأمل أن يبدأ ذلك قريباً، وأبدينا دعمنا كذلك لتفاهمات جنيف والتي يمكن أن تكون رافعة لانطلاقة للتفاوض الرسمي حول شكل التسوية النهائية بين الجانبين، وهناك هذا الإجماع الدولي على تأييد خارطة الطريق وعلى حل الدولتين القائمتين على أساس حدود 1967 وعلى الشكل النهائي للحل، وعليه؛ فإنه يجب على المجتمع الدولي إذن أن لا يسمح لأي جانب بالتهرب من التسوية وبالاستمرار في فرض المعاناة وسفك الدماء على الشعبين.
ونكرر مناشدتكم ودعمكم بسرعة إرسال المراقبين الدوليين للإشراف على تنفيذ خارطة الطريق.
السيد الرئيس،
أصحاب المعالي والسعادة،
السادة الحضور،
لقد تعاملت الأمم المتحدة مع قضيتنا منذ نشأتها، ولأسباب عديدة؛ فإن للمنظمة الدولية مسؤولية دائمة تجاهها لحين حلها من كافة جوانبها، وقد قامت الأمم المتحدة بالفعل بدور الحاضنة لحقوق شعبنا لحين تحقيقها ونحن نقّدر لها دورها التاريخي وأيضاً دورها في المرحلة الأخيرة، بما في ذلك اعتماد مجلس الأمن للقرار 1515، واعتماد الدورة الاستثنائية الطارئة للقرار دأط10/13. واللذين أعلنت إسرائيل، وللأسف الشديد انها لن تلتزم بأيهما؛ ولكن على المجتمع الدولي أن يستمر بالضغط والدفع بالرغم من ذلك. وعلينا أن نتابع قرارات الجمعية العامة وأن نتخذ القرارات الإضافية اللازمة حتى يتحقق توقف بناء الجدار وإزالة الأجزاء القائمة منه، وألا ندخر وسعاً في هذا المجال بما في ذلك اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، حيث سيفتح هذا الطريق أمام التقدم باتجاه تحقيق السلام، ويؤسفنا أن يقوم البعض بحملة ضد الأمم المتحدة وقراراتها؛ في محاولة لتقويض الأساس القانوني والسياسي لحقوقنا. هذه مواقف ليست فقط غير عادلة؛ ولكنها أيضاً غير حكيمة. ونحن في المنطقة بحاجة إلى تأكيد هذه القرارات وتنفيذها؛ لأن السلام الدائم والعادل والشامل لن يقوم إلا على قاعدة صحيحة تستند إلى القانون الدولي وتلبي حقوق شعبنا وتحقق الأمن والسلم للجميع في المنطقة.
ختاماً نتوجه بالشكر الجزيل إلى معالي السيد كوفي عنان، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، لجهوده المتواصلة وسعيه الحثيث من أجل التوصل إلى حل دائم، وتحقيق حقوق شعبنا الوطنية غير القابلة للتصرف؛ وكذلك شكرنا لكم جميعاً على جهودكم وعملكم المخلص والصادق لحشد كل الدعم والتضامن الدولي لتمكين شعبنا من تجسيد حقوقه الوطنية على أرض وطنه فلسطين وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؛ كما ونتقدم بكل الامتنان والعرفان لكل الأحرار والأصدقاء المخلصين ومحبي السلام في العالم الذين يدعمون مسيرتنا من أجل تحقيق سلام الشجعان الذي نصبوا إليه جميعاً، السلام العادل والدائم والشامل في منطقتنا، ونيل شعبنا لحريته واستقلاله، وهو السلام سلام الشجعان الذي وقعته مع شريكنا الراحل اسحق رابين الذي دفع حياته ثمناً لهذا السلام من العناصر المتطرفة.
وأخيراً أوجه شكرنا وامتناننا لكم جميعاً؛ وكذلك إلى كل الإخوة والأصدقاء في العالم أجمع وحتى نحقق السلام والعدل في الأرض المقدسة والمنطقة بأسرها.
والسلام عليكم
كلمة الرئيس ياسر عرفات الهاتف إلى أعضاء المجلس الوطني في عمان 13 أيلول 2003
اخواتي إخواني أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني،
السيدات والسادة الحضور الكرام،
أحييكم من أعماق قلبي ووجداني ومن قلب وطنكم فلسطين الذي لا وطن لنا سواه، ومن أجل حريته وحرية أرضه وشعبه ومقدساته المسيحية والإسلامية، ومن أجل القدس الشريف عاصمة فلسطين الأبدية “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأقصى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. فإن الله العلي القدير، قد كرم شعبنا الفلسطيني رجالاً ونساءً وأشبالاً وزهرات، بأن يحمل أمانة الصمود في الأرض المقدسة فلسطين وفي الأرض المباركة للعالمين التي بارك الله حولها، “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إلى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”.
يا اخواتي ويا إخواني،
إن شعبكم الفلسطيني الصامد والجريح والمحاصر والسجين في المعتقلات وهنا وفي كل مكان، شعباً وقيادة نشكركم من الأعماق على وقفتكم الأبية الشريفة أنتم وأحباؤنا وإخواننا واخواتنا التوأم في الأردن وإخوتنا في الأمة العربية كلها، نعم نعم، أمتكم العربية التي هي مصدر قوتنا ومصدر اعتزازنا.
وإني أدعوكم إلى التحرك على كافة المستويات العربية والدولية لتنقلوا للعالم وللأهل في الوطن العربي ولكل الأصدقاء والشرفاء في العالم ان ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من حرب عنصرية مدمرة تعمل على تهويد الأرض والمقدسات وتقيم جدار برلين حول القدس وتفصل بيت لحم وتغلق طريق المؤمنين إلى بيت لحم من كنيسة المهد إلى كنيسة القيامة، وتمنع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف.
لا بد أيها الأحبة من الحركة على كافة المستويات؛ فالمؤامرة على وطنكم وشعبكم لا تقف عند تهديد حياتي انها تهدد حياة الوطن وطنكم فلسطين، وتهدد الأمة العربية كلها، وتهدد كل العالم بمقدساته الإسلامية والمسيحية.
شعبكم صامد أيها الأحبة في الأردن الشقيق، وأرجوكم أن تنقلوا تحياتي لجلالة الملك عبد الله الثاني وللشعب الأردني توأمنا الأبدي.
وتحياتي لكم يا كل أمتنا العربية وإلى كل القادة العرب وإلى كل القادة والأشقاء والأصدقاء في العالم أجمع، الذين يقفون معنا هذه الوقفة الشريفة والطيبة والقوية والمتينة، ومعاً وسوياً حتى القدس حتى القدس حتى القدس, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الرئيس ياسر عرفات أمام أعضاء المجلسين الوطني والتشريعي في نابلس 16 أيلول 2003
يا أحبائي، يا أهلي، يا ربعي، يا أخواتي، يا إخواني،
الأخوات والإخوة الكرام،
يا رفاق الدرب والمسيرة وإخواني،
أعضاء المجلسين الوطني والتشريعي والقوى الوطنية والإسلامية في نابلس الصامدة وجميع محافظات الشمال، جنين وطولكرم وقلقيلية وطوباس وغيرها ومخيماتها من جنينغراد البطلة.
إنكم تجتمعون اليوم، في نابلس الشامخة وأنتم ممثلو الشعب الفلسطيني في محافظات نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وطوباس في مجلسنا الوطني؛ وكذلك في مجلسنا التشريعي لتعلنوا للعالم كله كلمة الشعب الفلسطيني الواحدة والقوية، والمتينة بأن هذا الشعب البطل لن ينحني ولن يركع إلا لله العلي القدير ولن ينحني أو يركع أمام جبروت ووحشية الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذا الزمن هو زمن استقلالنا وزمن حريتنا وزمن دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى، أما زمن الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وزمن الاستيطان العنصري وزمن هذه الأسوار العنصرية قد ولى إلى غير رجعة؛ لأن هذا الشعب الذي قدم التضحيات الجسام على مدى عشرات السنين لن يرضى بغير الاستقلال والحرية والدولة المستقلة.
وأقول لكم أيها الأحبة: إن حياتي ليست هي القضية ان حياة الوطن فلسطين الوطن المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ومهد سيدنا المسيح، هي القضية الكبرى التي من أجلها قدم شعبنا التضحيات وسقط الأبطال وسجن الأبطال من أجل عودة الأرض والمقدسات والحرية للشعب وأجياله، هؤلاء الأشبال والزهرات الذين يتحدون بقبضاتهم وهذه الحجارة دبابات الاحتلال الإسرائيلي، من حقهم أن يعيشوا أحراراً وأن يتلقوا التعليم وأن يذهبوا إلى الجامعة إلا أنهم اليوم، يتعرضون للموت برصاص المحتلين، واليورانيوم المستنفذ وأنا أتساءل ماذا يسمي العالم الاغتيالات التي يرتكبها جيش الاحتلال بطائرات الـ ف 16 والأباتشي أليس أبشع أشكال الدولة؛ ولهذا أيها الأحبة يتآمرون على شعبنا وعلى قيادته الشرعية وعلى حياتي؛ ولكن حياتي لا تهمني؛ لكن شعبنا لن يتنازل عن حقوقه الوطنية ولن ينحني أمام جبروت الاحتلال ووحشيته، ونحن أيها الإخوة، مددنا يدنا من أجل الأمن والسلام، سلام الشجعان الذي وقعته مع شريكي الراحل رابين الذي اغتالته هذه العناصر المتطرفة في إسرائيل؛ ولكن السلام شيء والاستسلام شيء آخر، ونحن نريد سلام الشجعان على أرض السلام الأرض المقدسة وقدر شعبنا أن يصمد وأن يضحي من أجل السلام العادل والدائم والشامل الذي يحقق الأمن لنا ولهم، والسلام لنا ولهم، وأدعوكم إلى تعزيز الصمود والوحدة الوطنية؛ فالصمود والوحدة أقوى أسلحة شعبنا من أجل انتزاع حقوقنا الوطنية وفي المقدمة الاستقلال والعودة وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، أحييكم وأشد على أياديكم، الصمود الصمود، والوحدة الوحدة.
بسم الله الرحمن الرحيم “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
صدق الله العظيم.
كلمة الرئيس ياسر عرفات أمام التشريعي 17 آذار 2003
يا إخوتي يا أخواتي لقد اتسمت نقاشاتكم في القراءتين الأولى والثانية بروح عالية من المسؤولية والالتزام الوطني، واليوم وبعد الاطلاع على التعديلات التي أقرت من قبلكم في القراءتين الأولى والثانية؛ فإنني قمت كما ذكر أخي "أبو علاء" ما ارتأيناه من تعديلات من شأنها أن تعزز من اقتراحاتكم وتزيل أي غموض من شأنه أن يفتح الباب لتفسيرات هنا أو هناك وتأويلات تسمعونها في الإذاعات وفي الصحف، وتأويلات لا أساس لها؛ ولكنها تعمق ديمقراطيتنا ونحن سعداء بذلك، ديمقراطيتنا التي ارتضيناها وهذا العمل المؤسساتي الذي نفتخر به ونعتز وخطوات الإصلاح التي قمنا ونقوم بها. ونرجو أن يوفقنا الله في أدائها خاصة أمام هذا التخريب وهذا القتل وهذا الدمار في كل مكان في هذه الأرض المباركة.
الأخ الرئيس الإخوة الأعضاء
حضرات الضيوف الكرام
إننا عندما اتخذنا قرار استحداث منصب رئيس الوزراء في مجلسكم التشريعي؛ وكذلك في مجلسكم المركزي، كنا جادين في خطوتنا هذه من أجل تعزيز عملنا وأدائنا وتكامل مؤسساتنا بما يخدم مصالح شعبنا الوطنية العليا غير مكترثين بما يشاع هنا أو هناك، وكما ترون أنهم يضعون على "الإنترنت" عدة أركان ضدنا، يشرف عليها بعض الأخصائيين الإسرائيليين؛ ولكن شعبنا الذي نعتز به فقد قالت المؤسسة العلمية الإسرائيلية: إن بين كل ألف طالب إسرائيلي يوجد أربعة عشر خريجاً شهادات عليا؛ لكن كل ألف طالب فلسطيني فيه ثمانية عشر خريجاً شهادات عليا. وأنا قلت لهم تسعة عشر ونصف، وهذا نفتخر به، هذا شعب الجبارين.
وسنعمل مع أخي ورفيق دربي، رئيس الوزراء معاً بكل ثقة ومسؤولية من أجل دفع مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال. ومن البداية نحن مع بعضنا البعض مع أبو جهاد ومع أبو مازن ومع كل هؤلاء الأبطال، بدأنا مع بعضنا البعض من الخطوات الأولى.
إننا أيها الإخوة واثقون من أن مسيرتنا نحو هذا الهدف وبعد خطوة استحداث منصب رئيس الوزراء ستكون قوية وراسخة وثابتة، كل في مجاله وكل في مسؤولياته، نتكامل مع بعضنا البعض من أجل مصلحة شعبنا وتحقيق حقوقه الوطنية العادلة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف انطلاقاً من قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و425 و194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين.
كونوا واثقين من شعبكم شعب الجبارين- إن فيها قوماً جبارين، "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس وهم في رباط إلى يوم الدين "في هذه الأرض المباركة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي محمد صلوات الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح علية السلام وأنا قلت عندما تكلمت على نابلس على الأقل احترموا كيف هذا الدمار لنابلس هذه البلد الأثرية التاريخية الذي كان يعيش فيها سيدنا يوسف وأبوه وإخوانه ويقولون اثني عشر سبطاً من فين؟ منهم، قبل أن يذهبوا إلى مصر، يأتوا الآن ليدمروا في نابلس هذا الدمار الرهيب الذي لا يتصوره أحد بما في ذلك مسجد سيدنا يوسف.
أيها الإخوة نعم شعب الجبارين، كونوا واثقين من هذا الشعب شعب الجبارين ومن أنفسنا ومن قيادتنا، ولن تؤثر فينا الإشاعات ولا الأقاويل ولا الضغوط والتصعيد الممارس ضد مقدساتنا وأرضنا وشعبنا؛ وكذلك شعبنا في الأرض والشتات في كل مكان يعاني شعبنا؛ كما لم تؤثر فينا من قبل "واثق الخطى يمشي ملاكاً مش ملك"
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْض”،
“إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”
“وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ”
“إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ”
صدق الله العظيم
كلمة الرئيس ياسر عرفات أمام القمة الإسلامية الطارئة في الدوحة 5 آذار 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنر يه من آياتنا إنه هو السميع البصير"
صدق الله العظيم
السيد الرئيس/ سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة،
يطيب لنا باسم الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية الفلسطينية ان نتوجه إليكم بالشكر العميق على كل أشكال التضامن والدعم والمساندة التي تقدمونها لشعبنا في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها، وكم كنا نود أن نكون اليوم بينكم، لمشاركتكم في أعمال هذه القمة الإسلامية الطارئة، خاصة وأن فلسطين ومقدساتها المسيحية والإسلامية والقضية والأرض والشعب، كانت ولا زالت لها الأولوية في سياساتكم واتصالاتكم ولقاءاتكم، كيف لا وهي تشغل وجدانكم وتفكيركم؛ لأنها قضية الأمة بأسرها، وقضية الحق والعدل التي تـعطِّلها أوضاع وسياسات قوى خارجية تقف إلى جانب الظلم والعدوان والاحتلال الصهيوني، خدمة للمصالح والأطماع الأجنبية، ولا زالت هذه القوى الخارجية تحول دون أن يأخذ هذا الحق والعدل مجراه، وتجسيده على أرض فلسطين طبقاً للشرعية الدولية وقراراتها التي يجري إهمالها وتجاوزها في أرضنا المقدسة وفي المنطقة، بينما تواصل إسرائيل غطرستها وتحدّيها السافر والصارخ لقرارات الشرعية الدولية، وتضرب بها عرض الحائط منذ قيامها بجانب محاولاتها الخطيرة للمساس بالمقدسات المسيحية والإسلامية، ومحاولة تخريب سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل إسحق رابين الذي اغتالته هذه القوى المتطرفة في إسرائيل وحتى رفض حكومة إسرائيل لمبادرة السلام التي أعلنها سمو ولي العهد السعودي الأمير عبد الله، وتبنتها القمة العربية في بيروت لترسيخ هذا السلام في منطقتنا.
السيد الرئيس/ سمو الأمير الشيخ حمد
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة،
لا شك أن تلبيتكم لانعقاد هذه القمة الإسلامية الطارئة والاستثنائية انما يؤكد الإدراك والوعي الكامل للمخاطر والتحدّيات الراهنة والمستقبلية التي نواجهها كشعوب ودول عربية وإسلامية، والتي سيكون لها آثار وعواقب كبيرة على منطقتنا، وعلى أمننا وحقوقنا ومصالحنا وثرواتنا، وعلى حاضرنا ومستقبلنا؛ مما يستوجب منا جميعا تنشيط وتفعيل التضامن والتعاون، والعمل المشترك بين دولنا على قاعدة الدفاع عن حقوقنا وثرواتنا، ومواجهة هذه المخاطر والتحديات بحكمة وبصيرة نافذة وشجاعة، وموقف إسلامي موحد وقوي يوجه رسالة للعالم لا لبس فيها، بأننا مع السلام والعدل وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، وفي إطار الحوار والشرعية الدولية التي تمثلها الأمم المتحدة.
إن أجندة قمتكم الاستثنائية والطارئة لديها موضوعان وقضيتان في غاية الدقة والأهمية، وطريقة معالجتهما والتعامل معهما سيكون لها آثار كبيرة على السلام والأمن العالميين، وهما شعب العراق وأمنه، وقضية فلسطين والحرب المستمرة والمتواصلة ضد مقدساتنا وضد شعبنا وأرضنا وحريتنا من هذا الاحتلال الخطير والمتصاعد أمام أعين وسمع الأسرة الدولية بأسرها؛ أما بالنسبة للأزمة في العراق الشقيق، يجب أن يكون الموقف الإسلامي المطلوب، مستنداً إلى قرارات القمم الإسلامية السابقة، والقمم العربية، وقمم عدم الانحياز وقرارات الشرعية الدولية، وفي هذا السياق؛ فإننا ندعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لحل هذه الأزمة بالوسائل السلمية وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وفي إطار الأمم المتحدة التي تمثل المركز الدولي لحل النزاعات والأزمات بالطرق السلمية، وعليه فنحن مع استمرار عمليات التفتيش الدولية الجارية وفقاً للقرار 1441، ويجب إعطاء كل الوقت اللازم للمفتشين الدوليين لاستكمال مهامهم، ولإنهاء الأزمة التي يواجهها شعبنا الشقيق بالعراق وتواجهها المنطقة خاصة وأن إسرائيل وحكومتها المتطرفة الحالية مصرة على التصعيد على كافة المستويات أثناء ذلك لتحاول السيطرة على المنطقة وإكمال احتلالها لأراضينا وتنفيذ مؤامرتها الخطيرة ضد شعبنا ومقدساتنا وبما يتحدثون عنه علناً لعملية الترانسفير لشعبنا والحرب المدمرة الجارية ضد شعبنا وسلطتنا الوطنية وضد مقدساتنا المسيحية والإسلامية للمساس بها وتهويدها وخاصة في القدس الشريف والحرم الشريف.
فكما تعلمون وتشاهدون؛ فإن هذه الحرب المخططة والتصعيدية والاستيطانية، حسبما أعلن مراراً على لسان كبار المسؤولين في إسرائيل، والتي دمرت كافة مناحي الحياة عند شعبنا، والمرافق والمؤسسات المدنية والأمنية للسلطة الوطنية الفلسطينية وبناها الفوقية والتحتية، الاقتصادية والصناعية والتجارية وحجز أموالنا الضرائبية وغيرها، قد خلفت أيضاً عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمعاقين، وآلاف الشهداء من أبناء شعبنا من كافة الأعمار رجالاً ونساءً وأطفالاً، وخلقت كارثة إنسانية مروعة ومعاناة وآلاماً كبيرة جداً لشعبنا الصامد المرابط في أرض الرباط خلال أكثر من عامين من الحرب الإجرامية تحت مسميات السور الواقي والشتاء القارص والحرث العميق والأمواج العاصفة.
إن أهداف إسرائيل من وراء هذه الحرب الضروس، قد أصبحت واضحة للجميع؛ فإسرائيل ترمي إلى فرض حلها بالقوة العسكرية والتدمير والقتل والحصار على شعبنا، و؛ في محاولة لتكريس استعمارها الاستيطاني واحتلالها لأرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وتهويدها تماماً مثلما يجري الآن في القدس الشريف وبيت لحم والخليل وفي كافة المدن والمخيمات والقرى في الضفة وقطاع غزة بما فيها تدمير البلدة القديمة في نابلس وما يجري في جنين وطولكرم وقلقيلية وخان يونس ورفح وبيت حانون وبيت لاهيا والبريج وغيرها من نشاطات عسكرية استعمارية واستيطانية؛ في محاولة لتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادتها المنتخبة من الشعب، ولعل ما جرى من تدمير منظم ومتعمد لمرافقنا ومؤسساتنا الأمنية والمدنية، خير دليل على هذه السياسة الإسرائيلية ومحاولاتها المسعورة لسرقة أرضنا ومقدساتنا وثرواتنا، وتقويض وتخريب مسيرة السلام، وعدم وصولها إلى نهاياتها المنشودة، وهذا يتجلى في عدم تنفيذها للاتفاقات الموقعة، وإفشالها لكل المبادرات والجهود الدولية الخيرة، وخاصة ما تـم في شـرم الشيخ وطابا وباريس؛ وكذلك تقريـر ميتشــيل وتفاهمات تينت، ومـذكرة الجنرال زيني، وخريطة الطريق التي أصدرتها اللجنة الرباعية الدولية وأخيراً في القمة العربية في شرم الشيخ وقمة عدم الانحياز في ماليزيا ورفضتها حكومة إسرائيل.
السيد الرئيس/ سمو الأمير الشيخ حمد،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة،
إننا اليوم وكما تلاحظون جلياً أمام منعطف مصيري من مسيرة السلام والنضال العادل لشعبنا، وإحقاق حقوقه الوطنية الثابتة، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية؛ فالحكومة في إسرائيل تعمل وتسعى بشتى الطرق والوسائل من إرهاب وقتل واغتيال ودمار وحصار إلى فرض الحل الإسرائيلي الاحتلالي والاستيطاني على شعبنا بكل ما يعنيه، وبأبعاده الخطيرة على نضالنا وحقوقنا وأرضنا واستقلالنا، ولديها الأوهام الكثيرة أنه في استطاعتها وقدرتها بالدعم الذي تتلقاه والصمت الدولي تحقيق مطامعها العدوانية؛ وأما شعبنا الذي سيظل مرابطاً وصامداً في أرض وطنه أرض الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس في فلسطين؛ فهو وبرغم الجراح العميقة والآلام والمعاناة الكبيرة جداً والصعبة التي يعيشها، يتمسك بثبات وقوة بالسلام العادل والشامل، سلام الشجعان، الذي حددته قرارات الشرعية الدولية في مؤتمر مدريد للسلام؛ فقوة الحق والإيمان التي يتسلح شعبنا بها، تواجه بشجاعة العدوان والغطرسة والاحتلال الإسرائيلي؛ وإن حكومة إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والشرائع والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، والاتفاقات المبرمة، والجهود والمبادرات الإقليمية والدولية المبذولة، لإنقاذ وحماية عملية السلام، وإعادتها لمسارها الصحيح، وهي تصر على مواصلة العدوان والاحتلال والاستيطان والتنكر الكامل لحقوق شعبنا في وطنه ومقدساته.
وفي هذا الإطار ومن منطلق الإخوة والمصير والتضامن الإسلامي، ولما لفلسطين وشعبها من مكانة وتقدير في قلوبكم ووجدانكم وتفكيركم؛ فإننا وباسم أرض الإسراء والمعراج، وباسم شعبها المصر على الصمود والصبر والثبات، نناشدكم الإسراع في تقديم كل أشكال العون والمساعدة المادية والسياسية والمعنوية والإعلامية لنا، وزيادتها وتعزيزها رسمياً وشعبياً، من أجل تدعيم وتقوية صمودنا في أرضنا ودفاعنا عن حقوقنا ومقدساتنا؛ وكذلك التحرك العاجل على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية لتنشيط وتفعيل ودعم الجهود والمبادرات المبذولة، لحماية وإنقاذ مسيرة السلام من مأزقها وأزمتها الراهنة والخطيرة، ومطالبة الأسرة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، واللجنة الرباعية، ودول عدم الانحياز، لتحمل مسؤولياتهم إزاء الأمن والسلام في منطقتنا، وذلك بالعمل على وقف الحرب والعدوان المدمر ضد شعبنا وقيادته، وتوفير الحماية الدولية اللازمة له، وضرورة العودة لطاولة المفاوضات بإشراف دولي فاعل ومؤثر لمراقبة التنفيذ على الأرض للاتفاقات، وللوصول إلى تحقيق وإقامة وبناء وتوطيد السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط، طبقاً للمرجعية والقرارات الدولية التي استند إليها وخاصة 242، 338، 425، 194 الخاص باللاجئين، وبشكل يضمن تحقيق حقوق ومصالح وأمن كافة أطراف النزاع وعلى قدم المساواة، والعيش في إطار من حسن الجوار والاحترام المتبادل، ولشعبنا الفلسطيني الذي يتوق جداً ويضحي فعلاً من أجل هذا السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة كلها، استعادة وممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، وتجسيد حقه في تقرير المصير والحرية، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن العالم بأسره أصبح يدرك تماماً ان تحقيق وتوطيد الأمن والسلام في منطقتنا مرهون، بتمكين شعبنا الفلسطيني، الذي كفاه معاناة وجراحاً وآلاماً وتشريداً، من إحقاق حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والسيادة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقبل الختام، اسمحوا لنا أن نحييكم ثانية من فلسطين من قلب الحصار، ونشكركم جميعاً على كل ما تقدمونه لشعبنا، ونخص بالشكر سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وشعبنا الشقيق في قطر على عقد هذه القمة الإسلامية، وتوفير كل الوسائل والسبل لانعقادها وخروجها بالقرارات والتوصيات التي نأمل أنها ستكون عند ثقة شعوبنا بنا، كقادة ومسؤولين في هذا الظرف الصعب والمصيري، ولمصلحتنا وخيرنا جميعاً، شعوباً ودولاً وحكومات، ولمصلحة الأمن والسلام في منطقتنا وفي العالم.
نتمنى لكم جميعاً كل التوفيق والسعادة الشخصية، راجين الله تعالى أن يعيننا في جهودنا ومساعينا بما يرضيه، وأن يسدّد خطانا وعملنا على طريق الخير والفلاح، ونصرة الحق والعدل، ورفض الظلم والعدوان والحروب.
ومعاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات أمام المجلس التشريعي 10 آذار 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً”
صدق الله العظيم
الأخ أبو علاء رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني
الأخ الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الضيوف الكرام الذين يشاركوننا في هذا الاجتماع الهام
إنه ليسعدني أن ألتقي معكم اليوم، أخواتي وإخواني أعضاء المجلس التشريعي المنتخب لأعرض عليكم وأنتم ممثلو الشعب ونوابه المخاض العسير الذي تمر به قضية شعبنا الفلسطيني وكفاحه وصموده في وجه العدوان الإسرائيلي واحتلاله واستيطانه، من أجل أن يظفر شعبنا البطل بالحرية والاستقلال والسيادة الوطنية في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولقد مضى ثلاثون شهراً على هذه الحرب الوحشية التي تشنها حكومة إسرائيل وجيش احتلالها وقطعان مستوطنيها ضد شعبنا وأرضنا وسلطتنا الوطنية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وقد عطلت حكومة إسرائيل بإصرار اتفاقيات السلام؛ ولكن شعبنا صامد صابر ومرابط في أرض الرباط وطنه فلسطين الأرض المباركة أرض الرباط وطننا فلسطين، الذي لا وطن لنا سواه، وبرهن شعبنا الفلسطيني بدمائه وتضحياته الهائلة وصموده أنه لن يركع أمام الاحتلال الإسرائيلي وجبروت آلته العسكرية المدمرة، وأصبح شعبنا وأطفالنا ورجالنا ونساءنا وشبابنا وبناتنا مضرب الأمثال في الصمود والبطولة الخارقة أمام هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي الغاشم والاستيطان الاستعماري وجيش الاحتلال والذي يضرب ويقصف ويدمر ويحتل أرضنا ويمس بمقدساتنا، وأهلنا صامدون صابرون مثابرون بكل إيمان وقوة وصلابة. إن قضية الحرية والاستقلال الفلسطيني هي اليوم قضية عالمية، وقضية البشرية
جمعاء وقضية الحرية والكرامة الإنسانية في وجه حرب الإبادة العنصرية والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي في أرضنا، وقد تحقق لشعبنا كل هذا التضامن العالمي بفضل صمود شعبنا وتضحياته وانتفاضته الباسلة في مواجهة وحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل ويغتال أبنائنا وأطفالنا وأهلنا المدنيين المرابطين دفاعاً عن أرضهم ومقدساتهم ومنازلهم ومزروعاتهم ومصانعهم التي تنسفها وتدمرها جرافات وقذائف وصواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب جرائم حرب بشعة بحق شعبنا ووطننا ومقدساتنا. أقول لكم أكثر من 71 ألف شهيد وجريح 38% منهم أقل من 16 سنة كثير منهم من أخواتنا. والبيوت المدمرة تدميراً كاملاً فوق 3600 منزل والمدمرة تدمير جزئي 46000 منزل غير المنازل التي أبيدت إبادة كاملة بمخيماتها في جنينغراد ورفحغراد وأنا أصر أن أقول ليس ستلنغراد مثلما يقولون لنا ويتكلمون عليها عندنا أصبح جنينغراد ورفحغراد.
الأخ رئيس المجلس التشريعي
الأخوات والإخوة الأعضاء
لقد وافق شعبنا على سلام الشجعان مع شريكنا الراحل اسحق رابين الذي اغتالته هذه القوى المتطرفة في إسرائيل على أساس قرارات مجلسنا الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 والذي أعلنا فيه قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا الفلسطينية والعربية طبقاً للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة 242، 338، 425، 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين والاعتراف الإسرائيلي بحقوقنا الوطنية الثابتة المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية وفي الاتفاقات المبرمة بيننا وبين حكومة إسرائيل, وإنني هنا أؤكد للمجتمع الدولي وللدول الشقيقة والصديقة واللجنة الرباعية استعدادنا للعودة الفورية لطاولة المفاوضات وللتنسيق الأمني الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي واستئناف عمل مكاتب الارتباط الأمني في كافة المناطق دون تأخير بما يوفر الأمن لشعبنا وللإسرائيليين كذلك، ونشير في هذا المجال إلى المواقف والجهود الطيبة لقوى السلام في إسرائيل، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ” التي تواصل جهودها في سبيل وقف إراقة الدماء واستئناف عملية السلام والمفاوضات، والعيش جنباً إلى جنب في السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة، بسم الله الرحمن الرحيم: “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ”.
الأخ رئيس المجلس التشريعي
الأخوات والإخوة الأعضاء
لقد تقدمت الأسرة الدولية من خلال اللجنة الرباعية بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1397 الذي ينص على قيام دولة فلسطين المستقلة، وبعد إعلان الرئيس بوش عن رؤيته لحل الدولتين دولة فلسطين ودولة إسرائيل؛ كما جاء بمشروع خريطة الطريق باعتبارها الحل الذي يدعمه المجتمع الدولي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولقد رحبنا بهذه الجهود الدولية بكل إيجابية وتوجهنا إلى اللجنة الرباعية لوضع الآليات التنفيذية لخريطة الطريق؛ وكذلك الجداول الزمنية الملزمة وإرسال المراقبين الدوليين أو القوات الدولية إذا لا يريدون قوات دولية ابعثوا على الأقل مراقبين دوليين لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ونأمل سرعة التصديق والاعتماد الكامل لخريطة الطريق لوضع حدٍ للاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية والعربية، وفي مواجهة هذه الإيجابية الفلسطينية؛ فإن حكومة إسرائيل تعمل من خلال مناوراتها على تفريغ خريطة الطريق من مضمونها وقدمت 100 نقطة اعتراض لأنها لا تريد وقف الاستيطان ولا تريد جدولاً زمنياً ملزماً وترفض الإشراف الدولي والآلية الدولية لتحقيق الأمن والسلام للجانبين؛ وكذلك ترفض مبادرة السلام التي أعلنها سمو ولي العهد السعودي الأمير عبد الله وتبنتها القمة العربية في بيروت، وإن هذا الموقف الإسرائيلي الرافض لخريطة الطريق وللمبادرات والجهود الدولية والعربية والإسلامية ودول عدم الانحياز لا يمكن أن يخدم الأمن والسلام في المنطقة، بل يؤجج الصراع والعداء وحان الوقت لمجلس الأمن الدولي والأسرة الدولية واللجنة الرباعية أن تضع الآليات والقرارات الدولية الملزمة لحكومة إسرائيل للسير في عملية السلام.
الأخ رئيس المجلس التشريعي،
الأخوات والإخوة الأعضاء،
الإخوة الضيوف الكرام،
إننا نؤكد دائماً ونعود ونؤكد اليوم على رفضنا للإرهاب بكافة أشكاله، وندين الإرهاب الدولي الأعمى في 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، وإن شعبنا الفلسطيني إنما هو ضحية إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه حكومة إسرائيل ضد جماهيرنا ولتدمير بنيتنا التحتية الشعبية والرسمية والزراعية والصناعية وخسائرنا البشرية بالآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وآلاف الأسرى والمعتقلين. وإن موقفنا المبدئي من استهداف المدنيين سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين إنما يقوم على أسس مبدئية وأخلاقية وسياسية وقانونية ترفض مطلقاً التعرض للمدنيين.
الأخ رئيس المجلس
الأخوات والإخوة الأعضاء
إنكم تتابعون بحكم دوركم في المحاسبة والمراقبة والإشراف عملية الإصلاح وخطط الإصلاح التي اعتمدها مجلس الوزراء وأقرها مجلسكم الموقر وعلى أسس وثيقة الإصلاح التي أقرها المجلس التشريعي وإنه لمن دواعي سروري أن أبلغكم أن جملة الافتراءات الإسرائيلية ضد سلطتكم الوطنية قد باءت بالفشل الذريع وكانت هذه الحملة من الدسائس والافتراءات قد ترافقت مع الحملة العسكرية لمحاولة لتقويض السلطة الوطنية وعبثاً يعملون ومحاولة حرمانها من الدعم العربي والدولي وعبثاً يعملون فكيف أن آخر تصويت في الأمم المتحدة لصالح دولة فلسطين 161 صوتاً ضد 3 منهم ميكرونيزيا عارفين أين ميكرونيزيا تحت ذريعة الفساد، وقد نجحنا والحمد لله في اتخاذ الإجراءات والقرارات الهامة التي بددت الحملة الإسرائيلية من أساسها، وأقمنا نظاماً مالياً وها هو أخوكم وزير المالية اسألوه واسألوا العالم كله على الشهادات التي أعطيت له على الإدارة في هذا الموضوع. المال والشفافية، هي فلوسنا جاية من هنا أو من هناك! كان الله في عوننا خسائرنا عملياً كما قال البنك الدولي 5.4 مليار دولار؛ ولكن هذه الأشياء الرسمية لم يحسب كم عمالنا 140 ألف عامل كانوا يشتغلون في إسرائيل وطردوا ولم يحسب مصانعنا التي دمرت ولم يحسب انه في طولكرم وقلقيلية 83 ألف دونم قد جرفت ولم يحسب أموالنا المحجوزة عند إسرائيل ومع ذلك ما حسبوا 5.4 بليون دولار واقتصاديا على أساس الشفافية الكاملة والمساءَلة والمحاسبة، وليس لدينا ما نخفيه عن شعبنا في هذا المجال، ولا أقول لكم ولا ادعي أن كل شيء على ما يرام 100 % الإنسان له حسنات وسيئات والجميع يخطئ وأنا لها، بل أقول إننا نسير في الطريق الصحيح بكل جهد وإخلاص لخدمة شعبنا الصامد في كافة المجالات المالية والاقتصادية والإدارية والأمنية، ولا بد لي هنا من التقدم إلى مجلسنا التشريعي المنتخب بضرورة العمل الجاد والمكثف مع كل القوى الفلسطينية لإنجاح الحوار الوطني الشامل في الداخل والخارج والخروج بخطة عمل موحدة تعزز وحدتنا الوطنية وكفاحنا من أجل نيل استقلالنا الوطني في أقرب الأجيال إن شاء الله ونؤكد ترحيبنا بالمبادرة المصرية للحوار الوطني في القاهرة وندعو كافة القوى والفصائل للرد الإيجابي على هذه المبادرة التي تعكس حرص الرئيس المبارك محمد حسني مبارك ومصر الشقيقة على شعبنا وقضيتنا العادلة؛ وكذلك ما تم في القاهرة وشرم الشيخ وطابا لدعم مسيرة السلام.
إنني أدعو الأسرة الدولية إلى تكثيف جهودها لمنع نشوب الحرب الوشيكة ضد العراق الشقيق، وإعطاء الفرصة الكافية للمراقبين والمفتشين الدوليين أظن ما قالوه أمس يعطي دليلاً واضحاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1441 خاصة وأن العراق وبشهادة المراقبين وخاصة الأخيرة قد أبدى تعاوناً وتجاوباً واضحاً مع فرق التفتيش والمراقبين الدوليين وامتثالاً لقرارات القمم العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز؛ فهذه الحرب إن وقعت ونرجو من الله ان لا تقع ستضرب الأمن والنظام في الشرق الأوسط وتنشر الفوضى وفقدان الأمن في عموم المنطقة، أدعو مجلس الأمن للعمل الحثيث لتجنيب هذه المنطقة ويلات الحرب والدمار خاصة وأن إسرائيل وهذا الكلام ما أصبح سراً وان إسرائيل تعمل كل جهدها وتعلن عن خططها العسكرية بصفاقة وعن خططها السياسية والمالية في هذا الوقت بصفاقة على استغلال هذه الحرب لتنفيذ مخططاتها التوسعية والتهجيرية ضد شعبنا أنا لا أقول هذا الكلام هم يقولون وأنا أكرره عشان بس اللهم فاشهد انا قد بلغنا وأرجو من إخواني الضيوف الكرام الدوليين في الرباعية وممثلي الدول أن يضعوا هذا في اعتباراتهم.
أتوجه بالتحية لشعبنا الصامد المرابط في الوطن والشتات وأحيي جماهيرنا في مخيمات لبنان وما يعانوه وفي كل المناطق والأقطار حيث يتواجد الشتات، وأترحم على شهدائنا الأبرار شهداء الانتفاضة والاستقلال والحرية وعلى رأسهم أخي أبو علي مصطفى وأدعو للجرحى بالشفاء العاجل؛ كما أتوجه بالتحية إلى أسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى إخوتي أعضاء اللجنة التنفيذية عبد الرحيم ملوح وتيسير خالد وإلى عضوي المجلس المركزي مروان البرغوثي وراكاد سالم وإلى كل إخوتنا ضباطاً وقادةً ومناضلين وتجاراً وعمالاً، من الأسرى والمعتقلين وللأسف يعتقلون عن جنب وطرف ظلماً وعدواناً وأخطر شيء البارحة… قال: يقدم شارون للمحكمة لطرد عائلات منفذي العمليات!!! وهذا ضد القانون، وأدعو الأسرة الدولية إلى العمل على إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين كما أتوجه بالتحية والشكر والتقدير لأشقائنا الدول العربية والإسلامية وعدم الانحياز والدول الإفريقية واللاتينية وأتوجه بالتحية إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي واليابان والصين والهند وكندا وأصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأشكرهم جميعاً على تضامنهم ودعمهم لشعبنا وخاصة في هذه الظروف القاسية التي يسببها جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه لجماهيرنا أطفالاً ونساءً ورجالاً.
إنني أتوجه إلى مجلسكم الكريم للموافقة على الإضافة إلى هيكلية النظام السياسي الفلسطيني باستحداث منصب رئيس الوزراء وتذكرون أن هذا رفضنه الإسرائيليون آنا شيرمان ورئيس الوزراء عضو تنفيذي كبير ووضع التعديلات الدستورية في القانون الأساسي لهذا المنصب الهام؛ وكذلك الصلاحيات بما يعزز حياتنا الديمقراطية وسلطة القانون والنظام والفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية. وأتقدم من مجلسكم بالقرار الخاص بالأخ محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنصب رئيس الوزراء والذي وافق عليه إخوانكم أمس في المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بسم الله الرحمن الرحيم
“إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ” “إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدا وَنَرَاهُ قَرِيباً” “وَإِنَّا لَصَادِقُونَ”
صدق الله العظيم
“ومعاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس الشريف”
أتمنى لكم التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات أمام المجلس التشريعي 29 نيسان 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ…” صدق الله العظيم
الأخ أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس التشريعي
أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب المعتمدين لدى السلطة الوطنية
أحييكم جميعاً باسم شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في أرض الوطن ومخيمات اللجوء والشتات، وأشكركم من الأعماق على حضوركم هذه الجلسة الهامة لمجلسنا التشريعي الفلسطيني للاستماع إلى برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة أخي ورفيق دربنا محمود عباس والتي تشكلت بعد موافقة المجلس المركزي الفلسطيني على استحداث منصب رئيس وزراء في السلطة الوطنية، وبعد إقرار مجلسكم التشريعي الموقر للتعديلات الدستورية لهذا الغرض في القانون الأساسي.
ويأتي اليوم اجتماعنا هذا والحكومة الإسرائيلية تصعد عدوانها على شعبنا في مناطق عديدة لتتحدى بها هذا الاجتماع الفلسطيني الهام حيث سقط منا الشهداء والجرحى في كل المناطق وخاصة في بيت لحم وبالخضر وفي خانيونس وخزاعة وجنين وطولكرم وقلقيلية ونابلس وسلفيت ورام الله وأريحا والخليل وبيت لحم وبيت جالا والخضر وبيت ساحور والمخيمات هناك؛ وكذلك قطاع غزة من رفح إلى خانيونس إلى دير البلح إلى غزة إلى مدينة بيت حانون إلى بيت لاهيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ”
صدق الله العظيم
وبالرغم من ذلك فإننا معاً نجتمع هنا الآن أيها الأخوات والإخوة أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، ومعكم ضيوفكم الكرام، لمتابعة عملنا بكل قوة وعزيمة وإصرار وفي مقدمتها هنا الآن مناقشة برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة بكل الحرص والمسؤولية الوطنية العالية التي تتحلون بها جميعاً خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به نضالنا الوطني من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والصمود في وجه هذا التصعيد العسكري الإجرامي الإسرائيلي ضد جماهيرنا ومقدساتنا وأرضنا المباركة، ومن أجل تحقيق هدف شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى.
الأخ رئيس المجلس التشريعي
الأخوات والإخوة الأعضاء
إن شعبنا الفلسطيني يتطلع إليكم اليوم وكله ثقة وأمل بأن مجلسنا التشريعي المنتخب والحكومة الفلسطينية الجديدة سيؤكدان للعالم كله بأن السلام العادل والحقيقي هو خيار شعبنا وطريقه إلى الحرية والاستقلال الوطني، وإن شعبنا الفلسطيني إنما قدم ويقدم التضحيات الجسام من أجل السلام الحقيقي والأمن الحقيقي ولإقامة سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل يتسحاق رابين الذي اغتالته هذه العناصر المتطرفة في إسرائيل ولإقامة هذا السلام في المنطقة ولإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولا بد أن يعرف جيراننا الإسرائيليون أن شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى إقامة السلام الحقيقي والعادل مع دولة إسرائيل على أساس قيام دولة فلسطين والانسحاب لتعيش في أمن وسلام وجوار حسن بدون احتلال واستيطان وبدون تهديد دائم لأمن الشعبين ولأمن المنطقة، وبدون استمرار وحشي لهدم المنازل.
ولا بد أن يعرف العالم أن السلام مستحيل في ظل الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا؛ فكيف يمكن أن يكون هناك أمن وسلام وتعايش بين الشعبين في ظل القمع والاضطهاد والاحتلال والاستيطان؟
وفي المواجهة اليومية لعمليات التهويد المستمرة في القدس الشريف والخليل وبيت لحم ومدخلها لذا فإننا ندعو الشعب الإسرائيلي بكافة قواه وندعو حكومة إسرائيل وندعو الأسرة الدولية إلى التحرك الفوري من أجل العمل الجدي والفوري من أجل السلام والأمن لمستقبل أطفالنا وأطفالهم؛ لأن استمرار هذا الاحتلال الإسرائيلي وهذا الحصار والعقاب الجماعي لكل الشعب الفلسطيني ولقيادته الشرعية المنتخبة إنما يغلق الطريق أمام أية محاولة ومبادرة دولية لقيام السلام والأمن المشترك على أساس السلام الحقيقي والدائم والشامل، دولة إسرائيل ودولة فلسطين والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
الأخوات والإخوة الأعضاء
إن وحدتنا الوطنية هي مصدر قوة وصمود هذا الشعب العظيم، شعب الجبارين، في وجه هذه الآلة العسكرية الإسرائيلية المدمرة، في مواجهة الإعصار الذي تواجهه أمتنا العربية في هذا الوقت، ولا بد للحكومة الفلسطينية الجديدة من العمل الجاد والدؤوب لتعزيز وحدتنا الوطنية على الصعيدين الشعبي والرسمي وهنا أدعو الحكومة الجديدة إلى استئناف الحوار الوطني في الداخل والخارج مع كافة القوى السياسية دون استثناء والعمل الفوري على إحياء الحوار الوطني في القاهرة وداخل الوطن على أساس هذه المبادرة المصرية والإرادة الطيبة بين قوى شعبنا وإيمانهم بالحوار الوطني الفلسطيني، وهنا اسمحوا لي أن أحيي الرئيس المبارك حسني مبارك وشعب مصر أرض الكنانة وحكومة مصر العزيزة على الجهود الصادقة والمخلصة والتي بذلها الرئيس مبارك والإخوة القادة العرب والأصدقاء في العالم أجمع وفي الدول الإسلامية وعدم الانحياز والهند ودول اللجنة الرباعية (أمريكا وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة) بجانب اليابان والصين وأصدقائنا في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والعالم أجمع لدعم شعبنا وقضيتنا بما فيها إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وفي التغلب على الصعوبات التي كانت تعترض تشكيل حكومتنا الفلسطينية الجديدة، وأدعو الرئيس المبارك حسني مبارك وجميع القادة في العالم إلى مواصلة جهوده الخيرة والمشكورة لاستئناف عملية السلام والمفاوضات مع إسرائيل وعلى أساس مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله التي تبنتها القمة العربية في بيروت، وللأسف رفضتها إسرائيل، وبالأحرى حكومة إسرائيل.
وإنني هنا وأمام مجلسنا التشريعي المنتخب أدعو شعبنا بكافة قواه وفصائله المناضلة إلى التمسك الكامل والمطلق بالوحدة الوطنية وبالثوابت الوطنية وبأهداف شعبنا في إنهاء الاحتلال والاستيطان وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي 194؛ وكذلك الإفراج عن جميع أبطالنا أسرانا ومعتقلينا الأبطال. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف الوطنية التي جسدها وأقرها مجلسنا الوطني الفلسطيني في الجزائر الشقيقة وفي غزة، في دورة الاستقلال الوطني وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف؛ فلا بد من المحافظة على سلامة السفينة والمسيرة الفلسطينية وسط هذه الأجواء والأعاصير التي تعصف بالشرق الأوسط كله، وهذا يتطلب الالتزام ببرنامج العمل الوطني بأهدافه ووسائله، بجانب حماية كل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإني أدعو الجميع إلى إبداء المزيد من الحرص على قضية شعبنا وصورته وسمعته أمام الرأي العام الدولي والأسرة الدولية التي تعمل اليوم لمساعدة شعبنا للتخلص من الاحتلال والاستيطان وكل ما يرتكب ضد أطفالنا وشعبنا والأسرة الدولية.
ويجب أن يكون معلوماً للعالم أن الاحتلال والاستيطان وإرهاب الدولة والاغتيالات والقمع الوحشي والعقاب الجماعي هي مصدر كل الشرور في الشرق الأوسط ومصدر الخطر الذي يهدد أمن المنطقة.
وهنا فإنني أدعو باسم الشعب الفلسطيني كل الأحرار والشرفاء في العالم للعمل على إنهاء الاحتلال للعراق الشقيق ولتمكين الشعب العراقي الشقيق، أرض الرافدين، الذي واجه هذا العصف وهذه الحرب الرهيبة الذي تواجهه كل دول المنطقة وشعوبها كما أدعو إلى صيانة وحماية سيادة العراق وأمته ووحدة ترابه الوطني.
الأخ رئيس المجلس التشريعي
الأخوات والإخوة الأعضاء والضيوف الكرام
وفي الختام أتوجه إلى الأسرة الدولية وإلى مجلس الأمن الدولي وإلى اللجنة الرباعية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى الرئيس بوش شخصياً وقادة الاتحاد الأوروبي والروسي والصين والهند واليابان والدول العربية الشقيقة وكافة الأسرة الدولية وأقول: لقد حان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية والعربية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى خط الرابع من حزيران 67، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية 242، 338، 425، 194، 1397، وغيرها من القرارات الدولية، ولقد وافقت القيادة الفلسطينية على خريطة الطريق باعتبارها تمثل الحل الدولي، رغم وجود ملاحظات كبيرة عليها من جانبنا ولم نضع شروطاً كإسرائيل؛ لكننا نحرص على الشرعية الدولية ونقبل بقراراتها.
وفي هذا المجال؛ فإن شعبنا الفلسطيني يدعو إلى دور عملي وفعلي للأسرة الدولية ومجلس الأمن لرفع الحصار والإغلاق والحواجز ووقف السرطان الاستيطاني، وإرسال قوات دولية ومراقبين دوليين على وجه السرعة؛ فشعبنا يريد السلام الحقيقي وليس تجميل الاحتلال بسلام زائف، بإزالة هذا الحاجز أو هذه البؤرة الاستيطانية، وبعض هذه الحواجز هنا أو هناك، أو إزالة كرافان هنا أو هناك، وإن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط 28 أيلول 2000 فوراً، وتسلم قوات الأمن الفلسطينية لمهامها هو الخطوة الأولى لإنجاح خريطة الطريق ومفاوضات السلام بيننا وبين الإسرائيليين ان شعبنا وأجهزتنا الأمنية على أتم استعداد للقيام بمهامها الأمنية المنصوص عليها في الاتفاقات الأمنية بيننا وبين إسرائيل، في حال انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها السابقة، واستئناف عمل مكاتب الارتباط والتنسيق الأمني وفق ما نصت عليه الاتفاقات بين الجانبين وتفاهمات جورج تينت وتقرير ميتشيل وغيرها من الاتفاقات الدولية التي أعترف بها دولياً.
الأخ رئيس المجلس التشريعي
الأخوات والإخوة الأعضاء
إننا نمر في مرحلة دقيقة وحساسة وخطيرة تواجه المنطقة كلها وأمتنا العربية جميعها، وهذا يتطلب من مجلسكم التشريعي إقرار برنامج الحكومة الجديدة، والذي سيقدمه أخي أبو مازن، بعد مناقشته في ضوء ثوابتنا وأهدافنا الوطنية ومنح الحكومة ثقة مجلسكم وفق الأعراف والأصول الديمقراطية المتبعة لدينا ولدى برلمانات الدول الديمقراطية في العالم ان المرحلة صعبة والوضع دقيق وخطير كذلك، وإني أدعوكم لمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة أخي ورفيق دربي أبو مازن ومراقبتها ومحاسبتها كحكومة ووزراء كل في مجال اختصاصه كما تعودنا بما يعزز الديمقراطية الفلسطينية والتلاحم والشفافية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحفاظ على وحدتنا الوطنية وتحقيق هدف شعبنا في الاستقلال والحرية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونحن حماة هذه الأرض المباركة التي أرسل الله العلي القدير سيدنا إبراهيم إليها.
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إلى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”
صدق الله العظيم
هذه الأرض المباركة أرض الرباط، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام، ونحن في رباط في هذه الأرض إلى يوم الدين، وإن شاء الله مجلسكم القادم في الدولة المستقلة في القدس الشريف.
بسم الله الرحمن الرحيم
“إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسـر عـرفات أمام المجلس التشريعي الفلسطيني 12 تشرين الثاني 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ”
صدق الله العظيم
الأخ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس التشريعي
أخي رئيس وزراء السلطة الوطنية
السيدات والسادة، الضيوف الكرام
يواجه شعبنا الفلسطيني ومنذ ثمانية وثلاثين شهراً، حرباً إسرائيلية ضارية وشاملة، طالت كل مدينة وقرية ومخيم وألحقت الموت والدمار بكل بيت وأسرة، والإضرار والمس بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإن هدف حكومة إسرائيل من وراء هذه الحرب الضروس ليس خافياً على شعبنا ولا على أمتنا العربية، وليس خافياً على دول وشعوب العالم أجمع انه هدف خطير وهو حرمان شعبنا من أرضه وحقوقه ودولته المستقلة ومن قدسه الشريف التي يحاصرها طوفان الاستيطان السرطاني من جميع جهاتها الأربع، ويجري تطويقها بجدار برلين الجديد، ويجري المس بالحرم الشريف والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية فيها، بما فيها كنيسة ستنا بربارة في عابود، وكانت جريمتهم نسف الكنيسة وهي أول كنيسة في العالم وقبل كنيسة القيامة ولم يتوقفوا عند هذا، بل ما يواجهه إخوتنا في الخليل شيء لا يمكن أن يحتمل وما يواجهه إخواننا في بيت لحم مع مقدساتها شيء لا يحتمل وإغلاق الطريق الديني والتاريخي بين كنيسة المهد والقيامة وحاولنا أن نفتح ولو باباً في مدخل بيت لحم؛ لكنهم أبوا ذلك وأصروا عل أن يستمروا بمؤامرتهم بالمس بالمقدسات المسيحية والإسلامية ويجري اليوم المس بالحرم الشريف كما تعلمون والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس الشريف ولستم بحاجة إلى المزيد من التفاصيل والمعلومات حول الجنون الاستيطاني في مدنكم وقراكم وبلداتكم، وجدران الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني فأنتم نواب الشعب، تعيشون المأساة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في أي مكان في العالم ولا في أفريقيا وغيرها.
إنها الحرب الإجرامية الإسرائيلية لاقتلاع الشعب الفلسطيني وفرض المستوطنين على أرضنا وطننا ومنعنا من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحرمان شعبنا من حقه المشروع في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة في وطنه وأرضه وحماية مقدساته المسيحية والإسلامية. هذا بجانب الاغتيالات والاعتقالات والتدمير والحصار وحجز أموالنا الضرائبية، وهذا الحصار والعقاب الجماعي تفرضه حكومة إسرائيل وجيش احتلالها على القيادة الشرعية الفلسطينية المنتخبة وعلى شعبنا الفلسطيني صاحب هذه الأرض تاريخياً وحضارياً ودينياً من أيام الهكسوس “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إلى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” نقول هذا وها هو شعبنا يواجه مثل ( الدبلوكيوتيد) والذي كشفه معنا وفدان: وفد أمريكي وآخر أوروبي من هولندا استخدم (الدبلوكيوتيد) (يورانيوم) الممنوع دولياً ضد الشعب الفلسطيني هذا وغيره من القنابل الغازية الممنوعة في كل مدينة وقرية ومخيم، وتفرض الحصار والقهر والظلم والقصف بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها اليورانيوم المحرم دولياً، وإني أدعو كل جماعات حقوق الإنسان لتزور مدينة قلقيلية التي تحولت إلى سجن كبير، أقل من سجن عوفرة، وأدعوها لزيارة قرية "جبارة" المحاطة بالسور والأسلاك وبوابة حديدية ضخمة يغلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي على السكان هي وطولكرم على مدار الساعة وإغلاق الطريق الديني طريق المصلين بين بيت لحم والقدس الشريف، وما يجري يومياً في جنينغراد ورفحغراد من القتل والنسف والتدمير وتشريد اللاجئين، وهذا التصعيد ضد شعبنا وضد قيادته الشرعية، وإني أعلن أمامكم وللعالم كله أن حياتي مهددة يومياً وليلاً ونهاراً من قبل حكومة إسرائيل ليست أغلى من حياة أصغر طفل فلسطيني وحياة فارس عودة وإخوانه وزملائه الأبطال الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ فالتهديد والوعيد والقصف والاغتيالات لن يجبر شعبنا شعب الجبارين وقيادته على الرضوخ والاستسلام أو الركوع فنحن لا نركع إلا لله العلي القدير.
الأخ رئيس المجلس التشريعي
الأخوات والإخوة الأعضاء
تقول حكومة إسرائيل وتروج الدعايات والشائعات الكاذبة بأننا لا نريد السلام مع دولة إسرائيل، وأود هنا أن أخاطب الشعب الإسرائيلي وأقول علناً وبلغتنا العربية الرسمية: هذا ليس صحيحاً، وقوى السلام في إسرائيل تعرف ذلك نحن اعترفنا بدولة إسرائيل ولن نتراجع، اعترفنا فيها في مجلسنا الوطني وعندما وقعنا اتفاق أوسلو في البيت الأبيض ولن نتراجع عن هذا الاعتراف بحق الشعب الإسرائيلي في العيش في أمن وسلام واستقرار، جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني مستقلاً في دولة فلسطين المستقلة، وفي سلام دائم وشامل وعادل في منطقتنا كما أقر في ذلك مؤتمر القمة العربية في مبادرة السلام التي قدمت من ولي العهد السعودي.
وأن كل العمليات والعنف ضد المدنيين الإسرائيليين قد وقعت بعد قيام حكومة إسرائيل بضرب أجهزتنا الأمنية وإعادة احتلال المدن والمناطق الفلسطينية وفرض الحصار والطوق الأمني والعسكري الاقتصادي على شعبنا وعلى القيادة والسلطة الوطنية. وشعبنا وسلطتنا الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية لم يترددوا لحظة واحدة في استنكار وإدانة هذه العمليات التفجيرية وإدانة هذه الحرب المستمرة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وعبرت القيادة عن استعدادها الدائم لتسلم المسؤوليات الأمنية في اللحظة التي يبدأ فيها انسحاب القوات الإسرائيلية إلى موقعها في 28 أيلول 2000، وإعلان استعدادها الجدي للتفاوض وليس التهرب من التفاوض لحل كافة القضايا بالوسائل السلمية والحوار بدل الوسائل العسكرية والعنف والاغتيالات والنسف وضرب بنيتنا التحتية كلها الزراعية والاقتصادية والدمار الشامل لوطننا ولشعبنا.
لقد حان الوقت بيننا وبينكم أيها الإسرائيليون ولتسمعوني أيها الإسرائيليون للخروج من دوامة هذه الحرب المدمرة التي لن توفر الأمن لكم ولا لنا ولا توفر السلام والآمن والعادل لنا ولكم. ويكفي هذه السنوات الثلاث أو أكثر العجاف من هذه الحرب المدمرة ضد شعبنا لإقناع حكومة إسرائيل بأن الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري وجدار برلين الجديد والمساس بمقدساتنا لا يمكن أن توفر الأمن أو أن تقهر الشعب الفلسطيني ولا الشعب الإسرائيلي إنما تدفعنا كفلسطينيين أو تحاول أن تدفعنا كفلسطينيين للتخلي عن أرضنا ومقدساتنا ومطلبنا في الحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني
الأخوات والإخوة الأعضاء
لقد أصدرت الأسرة الدولية ممثلة باللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والأمم المتحدة خطة خارطة الطريق التي أعلنت القيادة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ترحيبها وقبولها بها؛ لأنها تلبي الكثير من أهدافنا الأساسية في ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من أرضنا الفلسطينية وإلى حدود عام 67، وضمان قيام دولة فلسطين المستقلة. إن هذه الخطة الدولية تمثل كذلك القرار وجميع القرارات والشرعية الدولية كلها، وقد رتبت هذه الخطة علينا استحقاقات والتزامات وأعلنا وقمنا بالوفاء بها دون تردد، في المجالين السياسي والأمني. نعم فهذا واجبنا كقيادة وسلطة ومجلس تشريعي غير اتخاذ الإجراءات القانونية والأمنية والسياسية في هذا النطاق، كما إنني أدعو الحكومة الجديدة برئاسة الأخ أبو علاء لمواصلة ولاستئناف الحوار الوطني مع كافة القوى والفصائل. ونحن نشكر جميع الإخوة العرب واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي والأصدقاء والشرفاء في العالم لجهودهم لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخططها؛ وكذلك الاتفاقيات التي وقعت بداية من اتفاق أوسلو والتي كان قبلها مؤتمر مدريد للسلام ثم نقول اتفاق أوسلو وسلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل يتسحاق رابين والذي دفع حياته من هذه القوى المتطرفة في إسرائيل ثمناً لهذا السلام سلام الشجعان.
وإن برنامج الحكومة الجديدة يؤكد باسم الشعب الفلسطيني على التمسك الكامل بخيار السلام وبخطة خارطة الطريق. كما وإن الحوار والتوافق الوطني هو المدخل الصحيح والسليم من أجل الاتفاق الوطني الشامل وحماية ودفع عملية السلام للأمام ومتابعة المفاوضات وتعزيز علاقاتنا الدولية ومع الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ يعلن مواقفه من السلام عالياً وهذه القوى الإسرائيلية؛ وكذلك مع اللجنة الرباعية الدولية والأشقاء العرب، ومع الإخوة والأحرار والشرفاء في العالم أجمع.
الأخ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني،
الأخ رئيس الوزراء،
الأخوات والإخوة الأعضاء،
إن شعبنا الصامد المرابط يدعم الحكومة الجديدة برئاسة الأخ أبو علاء لوضع البرامج والسياسات التي تعزز صموده وثباته في أرضه المهددة بالاستيطان السرطاني وجدار العزل العنصري وغيرها من الجرائم.
إن الانتخابات العامة البلدية والتشريعية والرئاسية هي مطلب عادل ومشروع لشعبنا الفلسطيني وعلى الحكومة الجديدة أن تعمل على توفير الظروف والمناخات الملائمة لإجراء هذه الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
وفي الختام أتوجه بالتحية الصادقة لشعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في أرض الرباط في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومهد سيدنا المسيح ورفعته؛ وكذلك للإخوة في الشتات وفي المخيمات وإلى أسرانا الأبطال في المعتقلات الإسرائيلية؛ كما أتوجه بالتحية والتقدير لأمتنا العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز، دولاً وشعوباً وقيادات شريفة وقفت معنا، وإلى جميع الأحرار والشرفاء في العالم. وإلى الدول والشعوب والقوى الصديقة في العالم، وتحية خاصة لقوى السلام في إسرائيل التي تكافح من أجل السلام بين الشعبين؛ كما وأحيي اللقاءات التي ستجري معها للوصول إلى دفع عملية السلام إلى الأمام.
وأتمنى للحكومة الجديدة برئاسة أخي أبو علاء النجاح والتوفيق في أداء هذه المهام الوطنية والسياسية والأمنية بما يحقق هدف شعبنا الكبير في الحرية والاستقلال وحق اللاجئين في العودة وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ “
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات أمام المجلس المركزي 8 آذار 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ”
صدق الله العظيم
الأخ الكريم سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس المركزي
السيدات والسادة، الضيوف الكرام بما فيهم الممثلون الرسميون لبلادهم
يجتمع مجلسنا المركزي الفلسطيني والأخطار والتحديات تحدق بوطننا فلسطين، بل وبوطننا العربي، ويقع علينا جميعاً عبء مواجهة هذه الأخطار والتحديات والنهوض بالمهام الجسام الملقاة على عاتقنا لتعزيز المسيرة ودرء الأخطار وتحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال الوطني وتجسيد حلم شعبنا التاريخي حلم أمتنا العربية، بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف فوق أرض وطننا فلسطين. وإننا نعتز أن يكون اجتماعنا هذا اليوم في الثامن من آذار- مارس اليوم العالمي للمرأة، وأتوجه إلى أختنا المرأة الفلسطينية حامية بقائنا وحياتنا وحارسة نارنا الدائمة كما أعلنا ذلك في الجزائر، بتحية التقدير والإكبار وهي تشارك على الدوام بفعالية وفي الصفوف الأولى لمسيرتنا الوطنية؛ فإليها صانعة الأجيال وشريكة الصمود والمعاناة والنضال والبناء الوطني كل التحية والتقدير والاعتزاز.
وقد اضطلع المجلس المركزي الفلسطيني باعتباره الهيئة التشريعية الأعلى في غياب المجلس الوطني الفلسطيني بدورة التشريعي المركزي في مسيرتنا الكفاحية لتعزيز وحدتنا الوطنية وبلورة وتجسيد برنامج العمل الوطني وتحديد أهدافنا الوطنية في الاستقلال والحرية والدولة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني.
واليوم يجتمع المجلس المركزي الفلسطيني في ظل هذه المتغيرات الدولية والإقليمية التي أصابت العالم والنظام الدولي بعد عمليات الإرهاب الدولي في 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك العمليات الإرهابية التي أدناها واستنكرناها على كافة المستويات القيادية والشعبية واعتبرناها إرهاباً أعمى ضد المدنيين الأبرياء وأعلنا وقوفنا ضد هذا الإرهاب الدولي الأعمى في إطار الجهود الدولية في الأمم المتحدة لحماية المدنيين والأمن والسلام على المستوى الدولي.
وقد عملت حكومة إسرائيل بشكل حثيث ومركز على توظيف هذه المتغيرات الدولية وهذا الإرهاب الدولي الأعمى لتصعيد حربها العدوانية الاحتلالية الاستيطانية التي كانت قد بدأتها قبل أكثر من عامين تقريباً بالزيارة المشؤومة لشارون في القدس للحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك والتي رافقتها مجزرة وحشية مدبرة بحق المصلين وهم في بيت الله يؤدون الصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام.
ويواجه الشرق الأوسط اليوم منعطفاً خطيراً تستهدف الأمن والاستقرار فيه وانعكاس ذلك على المنطقة كلها وشعوبها جميعاً، وخاصة شعبنا في العراق الشقيق وشعبنا الفلسطيني الذي عانى ويعاني من العدوان والاحتلال الإسرائيلي دون أن تتمكن الأسرة الدولية ومجلس الأمن من وضع حدٍ لهذا العدوان والاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية والفلسطينية وممارسة الضغط لتنفيذ وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ولإجبار حكومة إسرائيل على إنهاء احتلالها واستيطانها للأراضي الفلسطينية والعربية، ولا يخفى عليكم إن حكومة إسرائيل هي المحرض الأساسي لهذه الحرب ضد العراق الشقيق وشعبه الذي أظهر استعدادا واضحاً لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وامتثاله لقرارات القمة العربية والقمة الإسلامية وقمة عدم الانحياز– وذلك لاستغلال هذه الحرب من قبل إسرائيل لمزيد من السيطرة على المنطقة، واستغلال إسرائيل؛ لذلك ولابد أن أذكر أن إسرائيل تستغل تلك الحرب ولا بد لي هنا أن أذكر المجتمع الدولي بأن حكومة إسرائيل وجيش احتلالها قد استخدم ويستخدم آلته العسكرية المدمرة ضد شعبنا الصامد في وجه الاحتلال والاستيطان وتعرض شعبنا على مدى الثلاثين شهراً الماضية إلى حرب تدميرية شاملة بما لهذه الكلمة من معنى بما فيها الغازات السامة واليورانيوم المستنفذ وهناك لجان كشفت ذلك منها لجان أمريكية ولجان هولندية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً وضربت حكومة إسرائيل شعبنا ومدننا ومخيماتنا وقرانا بطائرات إف 16 ومروحيات الأباتشي وبالصواريخ والقنابل الثقيلة الحارقة ونوعية جديدة يجربوها فينا في غزة والتي تحتوي على مواد كيماوية وإشعاعية محرمة دولياً، وجعلت من أرضنا وشعبنا حقل تجارب لأسلحة الدمار والقتل التي يحرمها القانون الدولي وهذا ما شهدت به مراكز ولجان وهيئات حقوق الإنسان الدولية في الأمم المتحدة في جنيف وغيرها حيث سقط لنا آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى رجالاً ونساءً وأطفالاً بجانب التدمير العنيف والشامل لبنيتنا التحتية الفلسطينية كما يرى العالم ذلك والمؤسسات الرسمية والشعبية من المنازل والمساكن والمصانع وتجريف الأراضي الزراعية ومصادرتها تحت مسميات مختلقة للسور الواقي وشق الطرق لأغراض الاستيطان والمس بمقدساتنا المسيحية والإسلامية ومحاولات التهويد الجارية في الخليل والقدس الشريف ومدخل بيت لحم الذي عزلوها عن القدس واستيلائهم على مسجد بلال وتدمير البلدة القديمة في نابلس والبلدة القديمة عاش فيها سيدنا يوسف، حتى تاريخهم لا يحترمونه والجرائم في جنين جراد وخان يونس ورفح جراد وقلقيلية وطولكرم وبيت حانون ورام الله وغزة وغيرها في كل الضفة والقطاع وما صاحب ذلك من خسائر ضخمة اقتصادية ومالية وصلت حسب الإحصاء الأخير للبنك الدولي 5.4 مليار دولار خلال السنتين الماضيتين غير ما تم حجزه من أموالنا الضرائبية خلالها بجانب الخسائر الأخرى.
الأخ الكريم سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني والأخ أبو العلاء
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس المركزي
الضيوف الكرام والأصدقاء الأحبة الممثلين للدول الشقيقة في العالم
إن هذه المتغيرات والتطورات الخطيرة على المستويين الإقليمي والدولي والفلسطيني قد استدعت دعوة مجلسنا المركزي لهذا الاجتماع الطارئ لتدارس الوضع الراهن من كافة جوانبه والخروج بقرارات وبرامج عمل وطنية تحمي مسيرتنا الوطنية وتقربنا من هدفنا الوطني في الأمن والسلام وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفي هذا الإطار ومن موقع المسؤولية في هذا الظرف العصيب والأخطار المحدقة فإنني أضع أمام مجلسكم الكريم القضايا والموضوعات والمهام التي تحتاج منكم إلى المزيد من التعمق في البحث والتحليل لاستخلاص برنامج المهام الوطنية في المرحلة الراهنة وعلى المدى البعيد وتجنب كل ما شأنه إعاقة المسيرة وإبعاد شعبنا عن تحقيق هدفه في الحرية والاستقلال.
أخواتي إخواني
الضيوف الكرام
إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وهي الإطار العريض للعمل الوطني الفلسطيني وهي الرافعة التاريخية التي قادت وتقود نضالنا الوطني في مختلف المجالات على طريق الحرية والاستقلال الوطني، وفي إطارها العريض وفي المجلس الوطني الفلسطيني التقت وتوحدت القوى والفصائل والفعاليات الوطنية على برنامج الاستقلال الوطني وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقاً لقرارات الشرعية الدولية 242، 338، 425، وتنفيذ اتفاق السلام (سلام الشجعان) الذي وقعناه مع شريكنا الراحل يتسحاق رابين والذي اغتالته هذه القوى المتطرفة في إسرائيل وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194. وفي مواجهة الإخطار المحدقة؛ فلا بد من تعزيز منظمة التحرير الفلسطيني على المستوى الوطني والعربي والدولي؛ فلا بد من تفعيل هذه المنظمة والمزيد من تفعيل أطرها ودوائرها وخاصة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي هذا المجال فإنني أدعوكم إلى تفعيل القيادة الوطنية الموحدة والتي تضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقادة الفصائل والقوى والأحزاب لتتولى السير معاً وقيادة العمل الوطني ورسم السياسات ووضع البرامج والخطط التي تعزز وحدة شعبنا وصولاً إلى هدفه في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنجاز مهام الاستقلال الوطني.
أيتها الأخوات أيها الإخوة
الضيوف الكرام
إن خيار السلام بيننا وبين إسرائيل هو خيارنا الإستراتيجي الذي لا رجعة عنه، وإن هدفنا الوطني الذي نسعى إليه ونناضل في سبيله إنما يتحدد بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان الزاحف وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في الضفة والقطاع والقدس وضمن حدود الرابع من حزيران.
ونعلن تأكيد التزامنا بهذا الهدف وبالمفاوضات وبالوسائل السلمية لتحقيقه اننا نسعى إلى سلام شامل ودائم بيننا وبين إسرائيل على أساس حل الدولتين دولة فلسطين ودولة إسرائيل بما يحقق الأمن والاستقرار والسلام الشامل لكل شعوب المنطقة ولكلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني والمنطقة كلها وعلى أرضية مبادرة السلام العربية التي أعلنها سمو ولي العهد السعودي الأمير عبد الله وتبنتها القمة العربية في بيروت، وقبلها كان قرار مجلسنا الوطني في الجزائر.
الأخوات والإخوة
الضيوف الكرام
نؤكد ترحيبنا ومباركتنا لدعوة مصر الشقيقة للحوار الوطني الفلسطيني على أساس الالتزام بورقة المبادرة المصرية التي قبلناها بكل ترحيب لأننا على ثقة إن مصر الشقيقة بقيادة الرئيس المبارك حسني مبارك قد تقدمت بهذه المبادرة وبهذه الدعوة للحوار من منطلق التزام مصر القومي بقضية فلسطين وبحقوق شعبنا الوطنية في الحرية والاستقلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين المشردين إلى أرضهم ووطنهم وحل قضيتهم حلاً عادلاً وفق قرار الجمعية العامة الرقم 194.
وندعو اليوم كافة القوى والفصائل دون استثناء إلى التجاوب الصادق مع المبادرة المصرية بكل بنودها والخروج بموقف وطني موحد وخطة عمل واحدة تجنب شعبنا هذه الأخطار المحدقة والخطط الجهنمية لحكومة إسرائيل التي تستغل تفاوت الرؤى والممارسات في وضعنا الراهن؛ وكذلك تداعيات (11) أيلول وشبح الحرب القائم حالياً في المنطقة العربية وخاصة ضد شعب العراق الشقيق والتخطيط الإسرائيلي لاستغلالها لتدمير ما بناه شعبنا بدمائه وشهدائه على مدى السنين الماضية، وخطتهم الخطيرة بالتهديد بالترانسفير لشعبنا؛ كما يقول ذلك رؤساؤهم علناّ في إعلامهم. إن وحدتنا هي مصدر قوتنا فنحن في قارب واحد ومصيرنا واحد ويجب تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل اعتبار وكل مصلحة فئوية أو حزبية.
إننا نعلن للعالم كله وللقاصي والداني أننا ضد كافة أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين أو عرباً، وقد استغلت حكومة إسرائيل العمليات التفجيرية ضد المدنيين لتشويه صورة وسمعه شعبنا ومقاومته ونضاله المشروع ضد جرائم الاحتلال والتصعيد العسكري الآثم ضد جماهيرنا ومقدساتنا والاستيطان الإسرائيلي المتزايد في أرضنا المحتلة. إن حكومة إسرائيل وجيش احتلالها تقوم بارتكاب أفظع الجرائم وحرب الإبادة العنصرية ضد شعبنا وسط تجاهل دولي لجرائمها بحق شعبنا في كافة المدن والمناطق وضد أرضنا ومؤسساتنا وأجهزتنا الأمنية واقتصادنا الوطني ومقدساتنا المسيحية والإسلامية؛ وكذلك أهمية دعم شعبنا لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية التي أعلن إجراؤها في شهر يناير سنة 2003 وقامت إسرائيل بإعادة احتلالها لأراضينا المحررة ومنعنا من إجراء هذه الانتخابات، وأنا أسأل العالم أليس هذا انتهاكاً للديمقراطية.
ولقد تعاونا بكل صدق وإيجابية مع كافة المبادرات الدولية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإزالة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الأمن والسلام العادل بيننا وبين الإسرائيليين بما فيها تقرير ميتشيل وطابا وشرم الشيخ وباريس وتفاهمات جورج تينت وتقرير الجنرال زيني، وإننا اليوم نؤكد على ضرورة قيام اللجنة الرباعية الدولية بتنفيذ خريطة الطريق، وإننا نتساءل إلى متى يبقى كل حل ومبادرة دولية أو عربية أو قرار دولي أو تقرير رسمي من الأمم المتحدة تحت رحمة حكومة إسرائيل التي ترفض السلام وكافة القرارات الدولية التي أصدرها مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى على مدى عقود مضت.
وقد رحبنا وأشدنا برؤية الرئيس بوش لإنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية والقابلة للحياة وندعو اليوم إلى وضع هذه الرؤية الهامة موضع التطبيق وإرسال المراقبين الدوليين أو القوات الدولية ووضع الجدول الزمني الملزم لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ونحن نرى والعالم يرى معنا وحشية الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها حكومة إسرائيل في ظل عدم التزامها بالاتفاقات والقرارات الدولية؛ وكذلك عدم تنفيذها.
الأخوات والإخوة،
الضيوف الكرام،
إن شعبنا وقيادته يقفون إجلالاً واحتراماً لشهدائنا، شهداء معركة الاستقلال والحرية وفي المقدمة الشهيد البطل أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية وعضو المجلس المركزي والشهيد البطل اللواء أبو حميد (أحمد مفرج، أحد أبرز قادتنا العسكريين وعضو المجلس المركزي) وآلاف الشهداء من أبطال قياداتنا وكوادرنا وأبناء شعبنا، ومتمنين لجرحانا البواسل الشفاء العاجل؛ فإن القيادة تدعو المجلس المركزي الفلسطيني إلى وضع البرامج وتكثيف التحرك لدى الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية وقوى ومنظمات الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي وقوى السلام في إسرائيل للقيام بكافة النشاطات والتحركات لإطلاق سراح الآلاف من إبطالنا الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات إسرائيل لأنها قضية مبدأ وقضية حق وعدل ولا يمكن لعملية السلام أن تتقدم إلا بإطلاق سراح كافة أسرانا ومعتقلينا من السجون الإسرائيلية وبهذه المناسبة نرسل أطيب التحيات لأسرانا ومعتقلينا الأبطال في السجون الإسرائيلية وفي مقدمتهم عضوا اللجنة التنفيذية عبد الرحيم ملوح وتيسير خالد والأخ مروان البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وركاد سالم، وتعتبر القيادة استمرار اعتقالهم خرقاً سافراً للاتفاقات المبرمة وللمواثيق الدولية ولقد طلبنا رسمياً من خلال الرباعية الإفراج عنهم لحضور هذا الاجتماع ونقول لهم أن الفجر آتٍ آت.
كما وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين المشردين من وطنهم وأرضهم وبيوتهم على مدى أكثر من نصف قرن، هي قضية تهم الإنسانية جمعاء وعلى مدى عشرات السنين أصدرت الجمعية العامة قرارات سنوية تؤكد تمسك المجتمع الدولي بأسره بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي الخاص باللاجئين 194 ولا بد للأسرة الدولية من المساهمة الفاعلة والجادة لإنهاء هذه المأساة التي لم يسبق لها مثيل، ولا بد للمجلس المركزي وكافة الهيئات الفلسطينية من مواصلة وتفعيل نشاطها وبرامجها على المستوى الدولي لتوضيح عدالة قضية اللاجئين الفلسطينيين وضرورة حل هذه القضية وفق قرارات الشرعية الدولية.
أخواتي إخواني،
الضيوف الكرام،
إن شعبنا الفلسطيني وقيادته يعبرون عن عميق شكرهم وتقديرهم للدول العربية والإسلامية وشعوبها الشقيقة ودول عدم الانحياز وشعوبها الصديقة التي عقدت أربع قمم عربية بجانب القمة الإسلامية وقمة دول عدم الانحياز وجهود الدول الشقيقة والصديقة في أوروبا وروسيا والصين وكندا وأصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية لدعم شعبنا بكافة أشكال الدعم المادي والسياسي والدبلوماسي؛ كما نتوجه بالتحية إلى جماهير أمتنا العربية وكافة الأصدقاء وشعوب العالم على وقفتهم الصلبة لنصرة شعبنا في كفاحه العادل وإدانة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وتقديم كل أشكال الدعم والتضامن مع شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط دفاعاً عن الأرض والمقدسات المسيحية والإسلامية في أرض الرباط أرض فلسطين أرض السلام والأرض المباركة.
ولا بد لنا أن نخص بالذكر أصدقائنا الأعزاء في الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والصين واليابان ودول أمريكا اللاتينية وكندا وبقية الأصدقاء في العالم على وقوفهم إلى جانب شعبنا وما التصويت في الأمم المتحدة على الدولة الفلسطينية بـ 161 صوتاً إلا انعكاساً لهذه المواقف المشرقة والصادقة لهذا الدعم الدولي لشعبنا ومقدساتنا ولقضيتنا العادلة.
الأخوات والإخوة،
الضيوف الكرام،
إن الممارسة والحوار الديمقراطي كانت على الدوام وستبقى مصدر قوة للشعب الفلسطيني في معركة تحرره الوطني والديمقراطي، وقد رسخنا مبادئ وقيم حياتنا الديمقراطية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفي سلطتنا الوطنية ورفضنا على الدوام حل التعارضات والتناقضات بين فصائل العمل الوطني بالإكراه واعتمدنا الحوار الديمقراطي وسيلة ناجعة وأساسية لحفظ وصيانة وحدتنا الوطنية على أسس ديموقراطية وقد أطلق المراقبون على حياتنا الديمقراطية في الثورة بأنها "ديموقراطية غابة البنادق"، وكان الخيار الديمقراطي هو الخيار الوحيد الذي ارتضاه الشعب الفلسطيني لإقامة سلطته الوطنية فجرت الانتخابات الديمقراطية للرئاسة وللمجلس التشريعي تحت الإشراف الدولي برئاسة الرئيس سوارس رئيس البرتغال الصديق وعضوية الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر وكبار الشخصيات الدولية الهامة في العالم وأعضاء المجالس النيابية والبرلمانية والتي شهدت بنزاهة هذه الانتخابات في ظل ظروف بالغة الصعوبة، وخاصة في دائرة القدس الشريف ان خيارنا سيظل دائماً وأبداً هو الخيار الديمقراطي وإجراء الانتخابات العامة ومبدأ الفصل بين السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهنا لا بد من الإشارة للمبادرة الواضحة التي أعلنتها لتعيين رئيسٍ للوزراء للسلطة الوطنية؛ وكذلك خطة الإصلاح الشامل في جميع المرافق التي قامت بها اللجنة الوزارية برئاسة أخي ياسر للإصلاح، وقد وافقت اللجنة التنفيذية على هذه المبادرة وتسمية الأخ الحبيب محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية رئيساً للوزراء للسلطة الوطنية ونرجو موافقتكم على ذلك.
ولا بد للمجتمع الدولي أن يدرك أن الاحتلال الإسرائيلي وحده هو العائق الأكبر أمام ممارسة شعبنا لحياته الديمقراطية الكاملة، ولإصدار الدستور الدائم للدولة المستقلة لتعزيز حياتنا الديمقراطية ونحن على أبواب إقامة دولتنا طبقاً للقرار الذي اتخذه المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر والتي كان من المفروض أن يعلن قيامها سنة 1999 طبقاً لاتفاق أوسلو، وإني أدعوكم كما سأدعو المجلس التشريعي للموافقة على ذلك ضمن نظامنا السياسي ووضع النصوص القانونية والدستورية لها وبما يعزز وجود سلطتنا الوطنية الفلسطينية النواة الصلبة لدولتنا الفلسطينية المستقلة ويؤكد على الشفافية والمساءلة وسلطة القانون ويعطي للعالم صورة مشرقة عن ممارسة شعبنا لديمقراطيتنا التي نعتز بها.
وأخيراً فإننا نتوجه إلى اللجنة الرباعية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل القوى الدولية المعنية بعملية السلام للتحرك الفوري لرفع الحصار والمعاناة عن شعبنا وقيادته وهيئاته والعمل السريع لدفع عملية السلام إلى الأمام وإقامة السلام العادل والشامل والكامل في المنطقة كلها من أجل أطفالنا وأطفالهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
“إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ” (غافر: 51) “وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) صدق الله العظيم
أدعو لكم بالتوفيق والنجاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات بمناسبة الاول من أيار 2003 عيد العمال العالمي 1 أيار 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ...“ صدق الله العظيم
نعم هذا الشعب، شعب الجبارين، شعب فارس عودة، الشعب الصامد المرابط في أرض الرباط دفاعاً عن أرضه المبارك، دفاعاً عن مقدساته المسيحية والإسلامية، وإن شاء الله نحتفل جميعاً في هذا اليوم العالمي في القدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى.
نحتفل اليوم ويحتفل عمال فلسطين في الأول من أيار من كل عام بيوم العمال العالمي، ويأتي يوم الأول من أيار لهذا العام 2003 وشعبنا وعمالنا يخوضون ملحمة الاستقلال الوطني للعام الثالث على التوالي في مواجهة حكومة إسرائيلية متطرفة مصرة على تدمير عملية السلام "سلام الشجعان" الذي وقعناه مع شريكنا الراحل يتسحاق رابين، الذي اغتالته هذه العناصر المتطرفة ورفضت الجلوس على طاولة المفاوضات ودفعت جيش احتلالها بكل عدته العسكرية من طائرات ومروحيات ودبابات ومجنزرات وقطعان المستوطنين وفرق القتل والاغتيال الاعتقالات للآلاف من أخواتنا وإخوتنا الأبطال، بجانب الجرافات والبلدوزرات لنسف المنازل والمخيمات والمصانع والمنشآت والمزروعات ووراء جيش الاحتلال الإسرائيلي عصابات المستوطنين تسرق وتنهب أرضنا وخيراتنا، وتقيم فوقها مستوطنات الاستعمار الاستيطاني اللاشرعية بحماية جيش الاحتلال وبالدعم الكامل من حكومة إسرائيل التوسعية الاستيطانية، وقد أدت هذه الحرب الاستعمارية الاستيطانية ضد شعبا إلى قطع أرزاق شعبنا من أرضهم ومن مصانعهم ومعاملهم ومن كدهم وعرق جبينهم، وإن أكثر من 60% من أبناء شعبنا يعيشون اليوم تحت خط الفقر، وبلغت نسبة البطالة بين عمالنا في قطاع غزة أكثر من 70% من القوة العاملة، وبلغت في الضفة الغربية أكثر من 55% من القوة العاملة، أما خسائر الاقتصاد الوطني الفلسطيني؛ فقد بلغت وفق تقديرات البنك الدولي أكثر من ستة مليارات من الدولارات، وهذا الرقم لا يشمل خسائر المواطنين في منازلهم وأملاكهم الخاصة والنهب والسرقات من المنازل والمحلات التجارية والدكاكين وخسائر وكالة غوث اللاجئين "الأونروا"، وبالرغم من ذلك، عندما جاء شارون وقال: معركة المائة يوم، نحن وإياهم ألف يوم، مليون يوم، ويصمد شعبنا شعب الجبارين بعماله وطلابه ونسائه ورجاله وأطفاله في هذه الأرض التي باركنا فيها للعالمين.
ويصمد شعبنا وعمالنا في أرضه المباركة أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى الني محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام، ورغم كل هذه الوحشية التي يقترفها يومياً جيش الاحتلال الإسرائيلي وارتكابه جرائم الحرب ضد المدنيين وكم من جريمة ومجزرة ارتكبها جنود الاحتلال ضد العاملات والعمال وهم في طريقهم لكسب رزق عائلاتهم وأطفالهم؛ فيسقطون شهداء لقمة العيش على حواجز جيش الاحتلال الإسرائيلي انهم شهداء الوطن والاستقلال، شهداء امتنا العربية، شهداء الأحرار والشرفاء في العالم أجمع، ولن ينساهم شعبنا ولن ينسى أسرهم وأطفالهم؛ فهم أمانة الشهداء الأبرار والأسرى والمعتقلين الأبطال، الذين تقدموا الصفوف شهداء وجرحى وأسرى في سبيل خلاص الوطن واستعادة الأرض الطيبة لتبنيها السواعد والعقول الفلسطينية، ولتكون دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، منارة الحرية والديمقراطية في الشرق العربي كله وفي أنحاء العالم، وهؤلاء الشرفاء والمخلصين والحلفاء للشعب الفلسطيني من تشيلي إلى إندونيسيا وما بينهما،
إنني أشد على أياديكم يا أخواتي وإخواني في هذا الوقت الصعب الذي يشتد فيه التصعيد الشرس ضد شعبنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية واستقلالنا وأرضنا وحريتنا، سواء بالأسوار الواقية التي دمرت مزارعنا وسرقت أرضنا وآبار المياه وسور برلين حول القدس، ومنع المصلين المسلمين والمسيحيين من الصلاة في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى؛ ولكن ليعلموا ان طفلاً من أطفالنا وزهرة من زهراتنا سيرفعان علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس، "يرونه بعيداً ونراه قريباً".
؛ ولكننا لن نحيد عن طريق الحرية مهما بلغت الصعاب والتضحيات؛ فنحن في أرض الرباط مرابطون ندافع عن جماهيرنا ومقدساتنا ولأننا نريد وطننا أن يكون حراً لأبناه وأجياله بعيداً عن الاحتلال والاستيطان والقمع الإسرائيلي، أحييكم في يومكم الخالد يوم العمال العالمي، ومعاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس الشريف بعونه تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات حول إدانة العمليات الإرهابيه 11 حزيران 2003
في هذه اللحظة التي تشهد فيها المنطقة تصعيداً غير مسبوق ينذر بأوخم العواقب ويهدد بنسف فرص إنقاذ عملية السلام التي توفرها الآن خطة خارطة الطريق، وخاصة بعد مؤتمري شرم الشيخ والعقبة فإنني أدعو إلى وقف فوري لجميع اشكال العمليات وإطلاق النار.
إن الحلقة الجهنمية المفرغة للعمليات الإرهابية من جميع الاطراف يجب ان تتوقف الآن وفوراً.
انني أدين بشدة العملية الإرهابية التي استهدفت مدنيين إسرائيليين في القدس اليوم بنفس الشدة التي ادنت وندين بها العملية الإرهابية الإسرائيلية لمحاولة اغتيال الأخ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وما سبقها وتلاها خاصة يوم أمس واليوم من اعتداءات إرهابية إسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة وفي غيرها من المناطق الفلسطينية واوقعت العشرات من الشهداء والجرحى بينهم ثمانية سقطوا قبل ساعة من الان ومن ضمنهم امرأتان مجهولتا الهوية.
انني أدعو جميع الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية لتحمل مسؤولياتها وتغليب المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني ولامتنا العربية ولرفض الانجرار إلى الشرك الذي تحاول إسرائيل جرنا إليه لنسف فرص إنقاذ عملية السلام سلام الشجعان.
انني أدعو الرئيس الامريكي جورج بوش الذي أكد التزامه الشخصي مع اللجنة الرباعية والإخوة القادة العرب بالعمل لتنفيذ خارطة الطريق للتدخل الفوري والعاجل لوقف هذا التدهور ولإلزام إسرائيل بتنفيذ خطة خارطة الطريق وسرعة إرسال المراقبين الدوليين.
إن واجبنا جميعاً أن نسعى بكل جهد ممكن لوقف هذا التدهور وإنقاذ عملية السلام من أجل شعبنا الفلسطيني والشعب الإسرائيلي وشعوب المنطقة والعالم أجمع.
كلمة الرئيس ياسر عرفات عبر الفيديو أمام القمة العربية في شرم الشيخ 1 آذار 2003
صاحب العظمة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة
فخامة الأخ الرئيس المبارك محمد حسني مبارك
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة
أحييكم من فلسطين وطنكم وأرضكم المقدسة وأنتم تجتمعون في أرض الكنانة، مصر العزيزة، وأمتكم العربية - دولاً وشعوباً- تقف أمام مفترق حاسم ومنعطف خطير؛ فالحرب الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد شعبنا الفلسطيني الصامد قد بلغت ذروتها بإعادة احتلال أرضنا ومدننا المحررة وإطلاق العنان للاستيطان السرطاني في كل أرضنا الفلسطينية وفي المقدمة تهويد القدس الشريف وحائط برلين حولها ومدينة خليل الرحمن وبيت لحم والمساس بمقدساتنا المسيحية والإسلامية فيها جميعاً، وتدمير البلدة القديمة التاريخية بنابلس وما حدث في قطاع غزة والضفة ومدنها ومخيماتها وقراها؛ كما وإن حكومة إسرائيل المحرض الأول لهذه الحرب ضد العراق الشقيق وتعتبر هذه الحرب حربها ضد الشعب الفلسطيني وضد سلطته الوطنية وكيانه واستقلاله وضد الأمة العربية جمعاء من المحيط إلى الخليج، وهذه الحكومة الإسرائيلية تضع اليوم اللمسات الأخيرة على سيناريوهات دورها وأهدافها في إطار هذه الحرب على العراق وشعبه الشقيق ولا يخفى عليكم أن الأطماع التوسعية والاستيطانية لحكومة إسرائيل تجد اليوم في هذه الأوضاع فرصتها السانحة لمزيد من التصعيد العسكري الإجرامي والتخريبي والاستيطاني لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولة التهجير القسري (الترانسفير) لشعبنا بقوة السلاح والقتل والتدمير والحصار والعقاب الجماعي ولفرض وجودهم العسكري المتنفذ في المنطقة كلها؛ كما أعلنوا ذلك بوقاحة رسمياً في إعلامهم للسيطرة على المنطقة العربية ان هذه الحرب الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد شعبنا الفلسطيني هي حرب عنصرية وحرب استعمارية وحرب إبادة وتطهير عرقي في مواجهة انتفاضة شعبنا ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي الغاشم لجماهيرنا وأرضنا ولحماية مقدساتنا المسيحية والإسلامية.
صاحب العظمة الأخ حمد بن عيسى آل خليفة،
فخامة الأخ الرئيس المبارك محمد حسني مبارك،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة،
إن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وعن وجوده وعن مقدساته وعن مستقبله هو حق مقدس تكفله له كل المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان، وما تعرض ويتعرض له شعبنا الفلسطيني في تاريخ صموده بقوة وإيمان في الثلاثين شهر الماضية هو عدوان إسرائيلي سافر وشامل هدفه الأول والأخير القضاء على حقنا المشروع في قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتشريد وتهجير شعبنا من أرض وطنه، أرض آبائه وأجداده لإقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تريد أن تفرض هيمنتها من النيل إلى الفرات. ومستعجلة الأحداث القادمة على المنطقة كلها؛ فالحرب التي تشنها حكومة إسرائيل وجيش احتلالها ضد شعبنا الفلسطيني إنما هي حرب استعمارية ضد الأمة العربية وضد مستقبلها وضد أمنها القومي كما يعلن دعاة الحرب والتوسع والعدوان في إسرائيل؛ فأنتم تعلمون وأنتم خير من يعرف؛ وكذلك دول العالم، وفي المقدمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة أننا طرقنا كل الأبواب ووافقنا على سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل اسحق رابين الذي قتلته هذه القوى المتطرفة التي تحكم الآن في إسرائيل ولقد وافقنا على كل المبادرات والتقارير الدولية من أجل وضع حدٍ لهذا العدوان الإسرائيلي الشامل ضد شعبنا الفلسطيني وضد سلطته الوطنية؛ ولكن حكومة إسرائيل رفضت كل المبادرات ودمرت كل الاتفاقات حتى الاتفاقات الأمنية التي كانت تصر عليها في الماضي كوسيلة ناجعة لحماية أمن الإسرائيليين ليس فقط داخل إسرائيل، بل أولئك المستوطنون الذين يسرقون أرضنا بقوة جيش الاحتلال ويقيمون فوقها المستوطنات، وقد وافقنا على هذه الاتفاقات والترتيبات الأمنية المؤقتة والدائمة في إطار العملية السياسية والمفاوضات والتي كان مفروضاً فيها التزام حكومة إسرائيل بمواصلة تنفيذ الاتفاقات المبرمة للانسحاب من أرضنا الفلسطينية المحتلة،؛ إلا أن حكومة إسرائيل بدل السير في عملية السلام والانسحاب من أرضنا والاعتراف بحقوقنا الوطنية في الاستقلال والسيادة شرعت في حملة عسكرية تصعيدية غاشمة استخدمت فيها كل الأسلحة وحتى المحرمة دولياً لقتل شعبنا وتدمير بنيته التحتية والمساس بمقدساتنا ومنعنا من إجراء انتخاباتنا الرئاسية والتشريعية والبلدية بجانب حملة استيطانية توسعية شاملة لم يسبق لها مثيل ووظفت عملية السلام والمفاوضات والمبادرات الدولية والأموال التي تتدفق عليها من التبرعات الأجنبية لبناء المزيد من هذه المستوطنات رافضة بكل غطرسة وصلافة تنفيذ الاتفاقات المبرمة وقرارات الشرعية الدولية وقد بدأت حكومة إسرائيل هذه الحرب الظالمة والعنصرية ضد شعبنا الفلسطيني بالزيارة المشؤومة لشارون للمسجد الأقصى وما تم أثنائها من المجزرة الظالمة للمصلين في المسجد (19 شهيداً وأكثر من مائة جريح) في عمل استفزازي مدبر ومقصود لمشاعر شعبنا وأمتنا العربية والأمة الإسلامية وإن هذه المجزرة الوحشية ضد المصلين في المسجد الأقصى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي إنما كانت بداية الاتفاق السري بين باراك وشارون لتدمير عملية السلام ومؤامرتهم ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، والتي حاولت منعها عملياً بلقاءٍ رسمي مع باراك في منزلـه؛ ولكنه لم يوافق.
صاحب العظمة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة
فخامة الأخ الرئيس المبارك محمد حسني مبارك
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة
إن السلام وخيار السلام وقبول قرارات الشرعية الدولية 242، 338، 425، 194، والتقدم بمبادرات للسلام فلسطينية وعربية ودولية وتوقيع اتفاق أوسلو الانتقالي على أساس الاعتراف المتبادل بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والجهود المكثفة للرئيس المبارك حسني مبارك التي تمت في القاهرة وشرم الشيخ والإسكندرية وطابا ان هذا الموقف الفلسطيني والعربي إنما ينطلق من رؤية سياسية وإستراتيجية بأن السلام مع إسرائيل على أساس الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والإفراج الفوري عن أسرانا ومعتقلينا ان هذا السلام وعلى هذه الأسس مع إسرائيل إنما يخدم أمتنا العربية ويلبي الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة وغير القابلة للتصرف والمعترف بها دولياً بقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا السلام مع إسرائيل إنما يخدم كذلك إسرائيل وشعبها ويوفر الأمن والاستقرار لكل دول وشعوب المنطقة بما فيها دولة وشعب إسرائيل، وكان هذا الخيار الفلسطيني والعربي للسلام هو ما عبرت عنه مبادرة سمو ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والتي أقرتها القمة العربية في بيروت لتصبح مبادرة عربية شاملة للسلام والأمن بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين والدول العربية الشقيقة على أساس الانسحاب الكامل مقابل السلام الشامل،؛ إلا أن حكومة إسرائيل الحالية رفضت مبادرة السلام العربية لأنها لا تريد الانسحاب من أراضينا المحتلة الفلسطينية والعربية وتصر على نهجها الاستيطاني والتوسعي مدعومة بحماية قوى دولية في مجلس الأمن الدولي الذي يقف عاجزاً أمام هذه الحماية لإسرائيل؛ فلا يقوى على تنفيذ قراراته ولا يقوى على فرض عقوبات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية على إسرائيل كما يقضي ميثاق الأمم المتحدة. إن حكومة إسرائيل تتحدى الشرعية الدولية وتقف فوق القانون الدولي لأنها تلقى الحماية الكاملة من قوى دولية توفر لها كل أشكال الدعم المادي والسياسي والعسكري والدبلوماسي، وهذا وضع ليس خافياً عليكم أو على الأسرة الدولية كلها.
صاحب العظمة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة
فخامة الأخ الرئيس المبارك محمد حسني مبارك
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة
ورغم هذه الحرب العدوانية الاستيطانية التي تشنها حكومة إسرائيل وجيش احتلالها المزود بأحدث الأسلحة الأمريكية وحتى المحرمة دولياً، مثل الدبليتد يورانيوم والغازات السامة وغيرها؛ فإن شعبنا الفلسطيني لن يتخلى عن خيار السلام العادل بيننا وبين الإسرائيليين على أساس حل الدولتين، دولة إسرائيل ودولة فلسطين، ولن يتخلى كذلك عن أرضه ومقدساته وعن حقه المشروع في الدفاع عن هذه الأراضي وهذه المقدسات، ومهما بلغت التضحيات والاضطهاد والاغتيال والتدمير الشامل لكل مقومات الحياة في أرضنا؛ فإن الشعب الفلسطيني لا يملك غير خيار الصمود والمثابرة والإيمان والتمسك بأرضه لأن فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني الذي لا وطن له سوى هذا الوطن فلسطين، وما البطولات التاريخية النادرة التي يكتبها أبناء فلسطين بصمودهم وبدمائهم على أرض وطنهم فلسطين ضد الاحتلال والاستيطان إلا تأكيد يومي صارخ وشهادة للعالم كله بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن وطنه وأرضه ولن يركع ولن يتخلى عن حقوقه الوطنية الثابتة أمام جبروت ووحشية آلة الحرب والدمار الإسرائيلية فنحن في أرض الرباط المباركة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام. ونحن فيها برباط إلى يوم الدين نذود عنها وعن مقدساتها المسيحية والإسلامية طبقاً للعهدة العمرية مع البطريرك سفرنيوس والخليفة عمر بن الخطاب.
إن شعبنا الفلسطيني يتطلع إليكم اليوم من أجل مواصلة نصرته ومواصلة دعمه وإسناده مادياً وسياسياً ودبلوماسياً من أجل الظفر بحقوقه وبأرضه وبسيادته ودولته المستقلة، وشعبنا الفلسطيني لن ينسى أبداً كل ما قدمته أمتنا العربية بدمائها وأرواحها وقدراتها ومواقفها القومية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والمادية وغيرها، دولاً وشعوباً من أجل شد أزره ودعمه ومده بأسباب الصمود والمثابرة في وجه هذه الهجمة الاستعمارية الاسيتطانية التي تريد إعادة عجلة التاريخ وعقارب الساعة إلى الوراء، خمسين عاماً أخرى لتوقع على شعبنا نكبة ثانية لا تقل في فداحتها عن النكبة الكبرى في عام 48، والشعب الفلسطيني قال ويقول كلمته يومياً في وجه هذه الهجمة الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية انها كلمة الحق والعدل والصمود والتمسك بخيار السلام العادل والشرعية الدولية والعربية.
ومن هنا يصمد شعبنا بانتفاضته هذه رغم الحصار الخانق ورغم كل الجراح والآلام والعنف الغاشم والخسائر الفادحة بشرياً واقتصادياَ وزراعياً ومائياً وتدمير بنيتنا التحتية تدميراً شاملاً وأكثر من 71 ألف شهيد وجريح وحجز أموال ضرائبنا وتجريف مزارعنا وهدم كثير من مدننا ومخيماتنا وقرانا وتدمير مصانعنا حتى وصل من هم تحت خط الفقر في غزة 75% وفي الضفة 54%، وبالرغم من ذلك سيظل شعبنا يدافع عن أرضه ومقدساته كما وأن شعبنا يتعامل بكل جدية وصدق بالرغم من كل ذلك مع الجهود والمبادرات الدولية والعربية لوقف العدوان والاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا والجلوس على مائدة المفاوضات لتحقيق الأمن المشترك والسلام العادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي طبقاً للاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وإن القمة العربية مدعوة لاتخاذ القرارات الحاسمة والتاريخية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولدرء خطر الحرب الوشيكة على العراق من خلال الجهود العربية والدولية بمجلس الأمن والأمم المتحدة لتجنيب الشرق الأوسط، بل العالم برمته الاضطراب وفقدان الأمن وعدم الاستقرار ولقطع الطريق على المخططات الجهنمية لحكومة إسرائيل ضد شعبنا وضد الأمة العربية كلها ولحماية الأمن القومي العربي، بل والمصير العربي برمته والسلام العالمي. أحييكم من فلسطين من الأرض المقدسة ومن قلب الحصار المفروض علينا وعلى شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط.
ومعاً وسوياً حتى القدس الشريف بعونه تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
" وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةً "
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات عبر الهاتف إلى عشرات الآلاف من المحتشدين في مخيم الرشيدية
13 أيلول 2003
أشكركم على هذه الوقفة القوية المتينة لبنانيين وفلسطينيين
بسم الله الرحمن الرحيم
“إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ” صدق الله العظيم
يا إخوتي يا أحبتي في لبنان وشعب لبنان وإخوتي الأحبة الفلسطينيين في لبنان، أحييكم تحية من عند الله مباركة وأشد على أياديكم وأقول لكم وأقول للعالم أجمع من خلالكم: إن هذا الشعب اللبناني البطل والشعب الفلسطيني البطل من الذين تصدوا ولازالوا يتصدون لهذا العدو الذي يريد أن يسطر بدمائنا أحلامه الصهيونية؛ ولكننا نقول له وللعالم أجمع يا جبل ما يهزك ريح.
نعم يا إخوتي نعم يا أحبتي لن ينسى العالم هذه الوقفات الطيبة المباركة التي وقفناها معاً وسوياً، ولازلتم تقفونها حتى الآن، نعم والتي أعطيتم فيها هذه الانتصارات تلو الانتصارات لأمتنا العربية وكل الأحرار والشرفاء في العالم؛ ولذلك فإنني أقول واسمحوا لي أن أقول باسمكم لبنانيين وفلسطينيين إنّا لها انا لها، ومعاً وسوياً جنباً إلى جنب حتى القدس.
يا إخوتي يا أحبتي إنني أقول للعالم أجمع باسمكم ووقفاتكم الرائعة المكافحة التي وقفناها معاً وسوياً ولا زلنا نقفها نقول للعالم أجمع إننا أحرار مناضلون مجاهدون ليس دفاعاً عن أنفسنا؛ ولكن دفاعاً عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية في أرض الرباط.
نعم ندافع عن هذه المقدسات المسيحية والإسلامية في أرض الرباط ونحن سوياً معاً سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس، "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَنَرَاهُ قَرِيباً" "وَإِنَّا لَصَادِقُونَ".
نعم يا إخوتي يا أحبتي إنني من هذا الحصار لشعبنا ولي شخصياً وهذه المحاولات الإسرائيلية التي تحاول أن تركع شعبنا فإنني أقول باسمكم لبنانيين وفلسطينيين وعرب إننا لن نركع إلا لله تعالى.
نعم يا إخوتي نعم يا أحبتي وأقول لرفاق الدرب والمسيرة اللبنانيين والشعب اللبناني البطل الذي وقف ولازال يقف شعباً وقيادة وأحزاباً ومناضلين ومجاهدين نقول: إن شاء الله معاً وسوياً حتى القدس حتى القدس.
نعم يا إخوتي هذه هي إرادة الله العلي القدير، الذي أكد أننا سندخل القدس إن شاء الله. “... وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً”، “وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ...”
نعم يا إخوتي أذكركم وأنا أودعكم في السفينة عام 82 عندما خرجت من بيروت بعد هذه المعركة التي كانت أعظم معركة عربية في وجه هذا الاحتلال الصهيوني وانتصرنا فيها معاً وسوياً وسننتصر إن شاء الله في معركة القدس معاً وسوياً.
تحيتي يا إخواني وأقول لكم "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ، “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ".
أشكركم على هذه الوقفة القوية المتينة لبنانيين وفلسطينيين، ومعاً وسوياً حتى القدس حتى القدس.
كلمة الرئيس ياسر عرفات عبر الهاتف لأعضاء مهرجان الكونغرس الفلسطيني الأمريكي
19 أيلول 2003
الإخوة والأخوات في الكونغرس الفلسطيني - الأمريكي الإخوة والأخوات الحاضرون:
يسرني بمناسبة المهرجان الذي تشاركون فيه أن أبعث إليكم بتحياتي الحارة وتحيات شعبنا الفلسطيني في الأرض المقدسة وأتمنى لكم التوفيق في هذا الاحتفال مؤكداً لكم أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذا العدوان الإسرائيلي اليومي ضد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وضد مدننا وقرانا ومخيماتنا وبنيتنا التحتية واقتصادنا ومدارسنا ومستشفياتنا وهذا التصعيد الخطير صامد ومرابط على أرضه دفاعاً عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وبأننا بجانب هذا وبإيمان عميق متمسكون بسلام الشجعان الذي وقعته مع شريكي الراحل اسحق رابين الذي دفع حياته عندما اغتالته هذه العناصر المتطرفة التي تحكم الآن إسرائيل.
إننا أيها الإخوة والأخوات نتعرض لأخطر تصعيد عسكري من قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال استمرار الاحتلال، خاصة استمراره في بناء الجدار الذي يلتهم 58% من أراضي الضفة وما يجري من تهويد للقدس والخليل وإغلاق مدخل بيت لحم بسور برلين، الذي ابتلع أراضي كثيرة في مدخل بيت لحم وحول القدس بجانب رام الله، كجزء من الجدار العنصري حول مدننا وقرانا في الضفة الذي حول أجزاء منها إلى كنتونات وأجزاء أخرى إلى غيتوات مثل: رام الله أصبحت كنتون، والخليل وقلقيلية غيتو، وطولكرم غيتو، وأريحا غيتو؛ ويلتهم 20% من أراضي غزة التي تعرفون حجمها الصغير وكثافتها السكانية العالية.
وبهذه المناسبة فإنني أدعوكم للتحرك مع الإدارة الأمريكية والرئيس بوش لوقف هذا العدوان خاصة وأننا أعلنا التزامنا بخارطة الطريق وبالهدنة التي تمكننا من القيام بمساعدة عربية وأوروبية وخاصة الإخوة في مصر والرئيس مبارك والإخوة في السعودية؛ لكن الجانب الإسرائيلي مازال مستمر في خرق الاتفاقات ونسفها مثل تفاهمات تنت وتقرير ميتشيل واتفاقات أوسلو والقاهرة و"واي ريفر" التي قامت مع نتنياهو وشارون والآن نسفتها حكومة شارون؛ وكذلك بالنسبة لاتفاق الخليل وبيت لحم.
نكرر مرة أخرى التزامنا بالسلام العادل والشامل والكامل وفق قرارات الشرعية الدولية وفق رؤية الرئيس بوش في إقامة دولتين تعيشان جنب إلى جنب بسلام وأمان.
أشكركم مرة أخرى وأذكركم بأن القمة العربية في بيروت قد تبنت المبادرة السعودية التي أطلقها سمو ولي العهد، الأمير عبد الله وتبنتها كل الدول العربية لهذا السلام العادل والدائم والشامل وأتمنى لكم النجاح.
إنني أدعوكم لزيارة الأراضي المقدسة لنصلي معاً وسوياً في كنيسة المهد والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة أرض السلام والمحبة والأراضي المقدسة ومعاً وسوياً حتى القدس حتى القدس.
إنني أنتهز هذه الفرصة وقبل أن انهي كلمتي لأتوجه إلى المجلس الأمريكي العربي بالشكر الجزيل وأقول لهم: شكراً من أعماق قلوبنا على هذه الوقفات الطيبة لإقامة السلام، سلام الشجعان السلام العادل والشامل والدائم في الأرض المقدسة فلسطين لنعيش جنباً إلى جنب ومن أجل أطفالنا وأطفالهم، الأطفال الفلسطينيون والأطفال الإسرائيليون ومعاً وسوياً حتى القدس.
أكرر شكري للإخوة في المهرجان الأمريكي العربي الثامن، متمنياً لكم النجاح والتوفيق والسلام عليكم.
كلمة الرئيس ياسر عرفات عبر نظام الفيديو أمام المشاركين في القمة الثالثة عشرة لدول عدم الانحياز التي عقدت في كوالالامبور في ماليزيا 25 شباط 2003
السيد الرئيس الدكتور محاضير محمد، رئيس وزراء مملكة ماليزيا
رئيس قمة حركة عدم الانحياز
السيد الرئيس ثابو إمبيكي رئيس جمهورية جنوب أفريقيا
الرئيس السابق لقمة عدم الانحياز
السادة القادة المشاركون في قمة عدم الانحياز
السيدات والسادة والحضور الكريم
من فلسطين من الأرض المقدسة ومن قلب الحصار أخاطبكم، كم كان بودي ويسعدني ان أكون معكم وبينكم في القمة الثالثة عشرة لحركة دول عدم الانحياز والتي تعقد في هذه المدينة الجميلة كوالالامبور، وإنني أشكركم جميعاً نيابة عن شعبنا الفلسطيني الصامد والمصمم على تحقيق استقلاله الوطني وممارسة سيادته في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن العدوان والاحتلال والحصار الإسرائيلي المفروض بقوة السلاح على شعبنا الفلسطيني، هو الذي حال دون وجودي معكم وبينكم، يا سيادة الأخ الرئيس ان حركة عدم الانحياز هي الإطار الذي يجمعنا نحن شعوب ودول العالم الصغيرة والتي تشكل في الواقع الأغلبية التي تواجهها تحديات كبرى على طريق تحقيق أهدافنا في الحرية والمساواة من أجل بناء عالم أكثر ديمقراطية وعدالة.
وكم كان بودي أن أكون معكم وبينكم، لأؤكد لكم بأنني وشعبي الفلسطيني المرابط سنبقى صامدين حتى بزوغ فجر الحرية بدعمكم ومساندتكم التي دأبتم عليها.
لقد تعرض شعبنا لمأساة تاريخية فريدة لا تخفى على الجميع منكم، حيث أقتلع أكثر من نصفه من أرضه وممتلكاته في عام 1948، وشرّد في شتى أرجاء الأرض، ينتظر تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194، وكما أنكم تعلمون بأنه قد مضى أكثر من خمسين عاماً على قرار الأمم المتحدة رقم 181 والداعي لإقامة دولة فلسطينية، إلاّ أنها لم تر النور حتى يومنا هذا، والأدهى من ذلك بأنه قد تم احتلال ما تبقى من أرضنا عام 1967، بما في ذلك القدس الشريف الشرقية، ومنذ ذلك الحين ونحن نواجه أبشع حملات الظلم والاضطهاد، والقتل والاعتقال والحصار، والتدمير على يد آلة الحرب الإسرائيلية.
وهنا؛ فإنني أدعوكم يا قادة حركة عدم الانحياز، إلى إرسال لجنة تقصي حقائق إلى وطننا فلسطين حتى تطّلع عن كثب على حقيقة ما يجري، وفي هذا السياق أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أعضاء لجنة فلسطين، الذين تجسموا المشاق لزيارتنا والتضامن مع شعبنا، برئاسة وزيرة خارجية جمهورية جنوب أفريقيا.
سيدي الرئيس:
منذ 28 سبتمبر 2000 شنت إسرائيل، قوة الاحتلال، حملة إجرامية ضد الشعب الفلسطيني، طالت كل سبل الحياة من القتل المتعمد، والأسلحة المحرمة دولياً، دبلينتيد (اليورانيوم المستنفذ)، والغازات، والاستخدام المفرط للقوة، وأعمال الهدم والتدمير والاعتقالات والحصار الخانق؛ مما أدى إلى تدمير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وشل وتدمير مؤسسات الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، بما في ذلك القدس الشريف موئل الرسل، ومهبط الديانات وأرض الحضارات التي يجري اغتيالها، ومحاولات الطمس لمعالمها الدينية المسيحية والإسلامية والتاريخية والحضارية.
إن الكثير مما سبق يا سيدي الرئيس، يشكل دون أدنى شك جرائم حرب، وانتهاكاً لحقوق الإنسان الفلسطيني، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لها بتطبيق القانون الدولي في هذا المجال.
السيد الرئيس:
إنني أضع أمامكم قضية شعبنا الذي يدفع حياته ثمناً لحريته واستقلاله، وهو يواجه العقبة الكبرى المتمثلة في الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، بما في ذلك مصادرة الأراضي، ونقل مواطني قوة الاحتلال إليها وبناء المستعمرات؛ مما يشكل جريمة حرب، بل جريمة ضد الإنسانية ان إسرائيل قوة الاحتلال، مستمرة في انتهاك قرارات مجلس الأمن، وهيئات الأمم المتحدة الأخرى؛ مما يحتم علينا أعضاء حركة عدم الانحياز والمجتمع الدولي بأكمله ان تترجم قراراتنا إلى إجراءات عملية من أجل الوقف الفوري لهذا الاستعمار الإسرائيلي والاستيطاني، وإنهائه بشكل كامل.
إن السياسة الإجرامية الواضحة لحكومة إسرائيل، هي تقويض لكل مبادرات السلام، بدءاً باتفاقات أوسلو التي لم تجد طريقها إلى النور، مروراً بتوصيات لجنة ميتشل ومقترحات تينت، وصولاً إلى خريطة الطريق ان القيادة الفلسطينية بذلت الكثير من الجهد لإنقاذ عملية السلام، وحقن الدماء، واعتمدت موقفاً واضحاً دعت فيه مراراً لوقف كافة أشكال العنف التي تستهدف المدنيين سواءً أكانوا إسرائيليين أو فلسطينيين؛ ولكنكم ترون ليل نهار وحشية الاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين، وضد مقدساتنا المسيحية والإسلامية، وتدمير بنيتنا التحتية وسرقة وحجز أموالنا الضرائبية، وفرض الحصار الخانق علينا؛ في محاولة يائسة للنيل من إرادتنا وتصميمنا، وتمسكنا بسلام الشجعان، الذي وقعته مع شريكي الراحل يتسحاق رابين، الذي اغتالته العناصر المتطرفة المشاركة الآن في الحكم في إسرائيل.
ورغم كل ذلك، ما زلنا ملتزمين بالتسوية التفاوضية وملتزمين بحل الدولتين دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، إلى جانب دولة إسرائيل ضمن حدود عام 1967، وفي هذا الإطار فقد أقرت وتبنت القمة العربية في بيروت المبادرة السعودية للسلام الشامل بين العرب وإسرائيل؛ وكذلك المبادرة المصرية لوقف القتال والتصعيد الإسرائيلي مع جميع القوى الوطنية الفلسطينية.
؛ ولكن كل هذه المبادرات لم تلق من إسرائيل، إلاّ الإهمال والازدراء، وفي هذا المجال إنني أرى بأن دول حركة عدم الانحياز، يمكن أن تلعب دوراً أساسياً وهاماً إذا ما اتخذت إجراءات عملية وواقعية.
السيد الرئيس:
إن الشرق الأوسط يقف اليوم على مفترق حاسم ومنعطف خطير، ينذر به شبح الحرب الذي يخيم على المنطقة بأسرها، مستهدفاً العراق الشقيق، بل ودول المنطقة كافة؛ مما يهدد استقرارها وأمنها وثرواتها، وإنني هنا أدعوكم إلى التحرك السريع والفوري على كافة المستويات، لتجنيب شعب العراق والمنطقة والعالم بأسره ويلات هذه الحرب المدمرة والاستمرار بالمساعي الحميدة عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
إن شعبنا الفلسطيني الذي يعاني أشد المعاناة من وطأة العدوان والاحتلال الإسرائيلي على أرضه وممتلكاته، سيدفع ثمناً باهظاً إذا ما اندلعت تلك الحرب؛ لأن حكومة إسرائيل هي المحرضة الأولى على هذه الحرب، كي تستغل انشغال المجتمع الدولي بها من أجل تنفيذ مخططاتها وتصعيدها العسكري ضد شعبنا بما فيها محاولة التهجير القسري لشعبنا، وتدمير ما تبقى من مؤسساتنا ومقدساتنا.
أحييكم من فلسطين أرض الرسالات ومهد الديانات، مكرراً لكم بالغ الأسف لعدم وجودي معكم، ومتمنياً لكم التوفيق والنجاح في خدمة الأمن والسلام الدوليين، ورفعة وتقدم حركة وشعوب عدم الانحياز.
وتحياتي وتمنياتي القلبية لجلالة الملك ترانكو سيد سراج الدين وفخامة الرئيس الدكتور محاضير محمد وللشعب الماليزي الشقيق. ومعاً وسوياً حتى القدس حتى القدس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات في القمة العاشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في بوتراجايا ماليزيا ألقاها نيابة عن فاروق القدومي 17 تشرين الأول 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْض"
صدق الله العظيم
دولة الأخ الرئيس الدكتور محاضير بن محمد،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة،
يشرفني أن أتوجه بالشكر والتقدير لدولة الأخ الدكتور محاضير بن محمد رئيس وزراء ماليزيا وللحكومة والشعب الماليزي الشقيق، لاستضافتهم هذه القمة الإسلامية، في هذا البلد الشقيق، والذي قدّم خدمات جليلة لإخوانهم الفلسطينيين ولدول عدم الانحياز ولكل الأحرار والشرفاء والمؤمنين في العالم وللإسلام والمسلمين، وكان ولا يزال رائداً متميزاً من رواد العمل الدولي المشترك، ومدافعاً ومناصراً قوياً لقضية فلسطين.
تنعقد هذه القمة الهامة تحت شعار " المعرفة والأخلاق لتقدم الأمة " لتوضيح أهمية ودور المعرفة في تطور وتقدم الأمة. كما نودُّ أن نسجل تقديرنا وثناءنا الخاصين، لصاحب السمو الأخ الشيخ، حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، على الجهود الكبيرة التي بذلها خلال ترؤسه القمة الإسلامية التاسعة؛ وكذلك القمة الإسلامية الاستثنائية الطارئة، وما قام به من مبادرات موفقة وحكيمة في سبيل خدمة ونصرة القضايا العادلة لأمتنا، بما فيها مع إخوانه الفلسطينيين.
نخاطبكم اليوم من فلسطين، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ومهد ورفعة سيدنا المسيح (عليه السلام)، الأرض التي بارك الله فيها وحولها، الأرض المقدسة العزيزة على قلوبنا جميعاً، في ظروف استثنائية غير مسبوقة، وبالغة الدقة والخطورة، ظروف تشكل منعطفاً حاسماً في تاريخ النضال الفلسطيني وفي دول عدم الانحياز، وفي التاريخ الإسلامي كله ومع جميع الأحرار والشرفاء في العالم. وهذا رهن بمدى إدراكنا جميعاً لطبيعة المرحلة الصعبة التي نجتازها، والحصار ألا إنساني والجدار العنصري وجرائم الاحتلال الخطيرة، ومدى استعدادنا المشترك للتعامل معها ومواجهة هذه التحديات الخطيرة بكل مسئولية وأمانة وصلابة وإيمان.
إنكم ترون وتقرؤون وتسمعون، ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني المرابط فوق أرض الرباط في وطنه فلسطين من جرائم بشعة ضد الإنسانية وإذلال شعبنا وغيرها من الجرائم مما ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنين ضد الإنسان والأرض والحجر والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين؛ فعمليات القتل والاغتيالات اليومية لا تزال متواصلة إلى جانب استمرار فرض الحصار الخانق والعقوبات الجماعية، وحجز أموال ضرائبنا والممارسات والإجراءات القمعية اللاإنسانية، بل لإذلال شعبنا، علاوة على هدم البيوت، ومصادرة واقتلاع المزروعات والأشجار المثمرة، وتدمير البنية التحتية والاقتصادية، وانتهاك المقدسات المسيحية والإسلامية، وبناء وتوسيع المستوطنات، وإقامة جدار التوسع والاستيطان والفصل العنصري، وإحكام الحصار على المعابر والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. إن هذه السياسيات العدوانية المدمرة قد أصبحت جدول الأعمال اليومي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي حولت أراضينا المحتلة إلى ميادين للقتل والتدمير والتخريب.
وكما تعلمون؛ فمنذ اندلاع الانتفاضة في أيلول سبتمبر 2000، نتيجة الزيارة المشؤومة التي قام بها شارون لساحات المسجد الأقصى المبارك؛ فقد بلغ عدد الشهداء من أبناء شعبنا حتى الآن 3497 شهيداً، منهم 1174 دون سن الثامنة عشرة. وبلغ عدد الجرحى 61814 جريحا، منهم 21218 طفلاً و6524 يعانون من إعاقات دائمة؛ وكذلك تم اعتقال وتوقيف 58275 مواطناً فلسطينياً. هذا بالإضافة إلى أعمال التدمير والتخريب والإرهاب التي يرتكبها المستعمرون الإسرائيليون بحماية ودعم جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ كما إن العدوان الإسرائيلي المتواصل قد طال واستهدف المدارس والجامعات والمستشفيات والأطقم الطبية والدفاع المدني والحركة الشبابية الرياضية، والعاملين في الصحافة من فلسطينيين وأجانب، وحتى نشطاء حركات السلام والتضامن الدولي مع شعبنا الفلسطيني.
لقد أدت سياسة الحصار والإغلاق إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية التي أعيد احتلالها، إلى معازل وكانتونات مفصولة عن بعضها البعض، لزيادة آلام ومعاناة شعبنا الفلسطيني، وشل تنقله منها وإليها، وزادت من حدة البطالة والفقر التي وصلت إلى مستويات عالية جداً؛ فهناك أكثر من مليونين ونصف المليون فلسطيني يعيشون تحت خط الفقر وفق الإحصاءات الدولية. وتعطلت كافة الخدمات الطبية والصحية والتعليمية والتجارية والاقتصادية. وأدت الخسائر والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق العامة والخاصة لشعبنا وسلطته الوطنية إلى ازدياد العبء على كاهلها في تقديمها الخدمات بمختلف أشكالها لشعبنا. وأصبحت موازنتها تعاني من عجز دائم. هذا إلى جانب تقييد تحركات المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم العون والمساعدة اللازمة لأبناء شعبنا.
إن استمرار إسرائيل في سياستها التوسعية الاستيطانية، وبناء جدار القمع والتوسع والفصل العنصري، هو نموذج فاضح لاستيلائها على الأراضي الفلسطينية من جهة، وزرع بذور التمييز العنصري والكراهية وممارسة الإذلال ضد جماهيرنا من جهة أخرى. فهذا الجدار، الذي يخالف ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة، يصادر 58% من مساحة الضفة الغربية، ويعزل أكثر من 600 ألف فلسطيني من أبناء شعبنا في قراهم وبلداتهم. وهذه المساحة تعد من أخصب الأراضي الزراعية في فلسطين، وفيها الأحواض المائية؛ وكذلك يطوق هذا الجدار العنصري مدينة القدس الشريف ويغلق الطريق التاريخي والديني بين كنيسة المهد وكنيسة القيامة بالإضافة لإغلاق مدخل مدينة بيت لحم كاملاً ويعزل القدس الشريف عن محيطها العربي، وباقي المدن الفلسطينية، حيث أصبح الدخول إليها والوصول إلى أماكن العبادة فيها مستحيلاً هذا إلى جانب طرد أعداد كبيرة من مواطنينا في القدس. كما صعدت حكومة إسرائيل من اعتداءاتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وسمحت لليهود، وخاصة المتطرفين، بدخول ساحات الحرم الشريف والمسجد الأقصى والصلاة فيه، بينما تمنع المصلين المسلمين والمسيحيين من أبناء شعبنا من الوصول إلى أماكن عبادتهم في بيت المقدس وبيت لحم والخليل، وغيرها خاصة في قطاع غزة.
إن هذا الإجراء يشكل عدواناً إسرائيلياً صارخاً على حرية العبادة، ومساً بالمقدسات المسيحية والإسلامية التي حفظتها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية في كل الأوقات. وللأسف الشديد؛ فإن كل هذه الجرائم الإسرائيلية اليومية، تتم على مرأى ومسمع العالم أجمع، ولا تجد لحد الآن من يوقفها ويردعها. وحينما نلجأ، كشعب فلسطيني مظلوم طالبين الحماية الدولية من المجتمع الدولي أسوة بشعوب العالم، نواجه بالفيتو من الدولة التي هي أحد راعيي عملية السلام في منطقتنا، ورغم قبولنا لخطة خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، والتزمنا بتنفيذ ما يترتب علينا من استحقاقات فيها، بل والتزمنا من جانب واحد بهدنة دامت 51 يوماً؛ وبالمقابل، فإن حكومة إسرائيل التي لم تقبل بشكل صريح بخارطة الطريق، ووضعت عليها أربعة عشر تحفظاً، تلقى الدعم والتأييد لاستمرار عدوانها على شعبنا الفلسطيني والمقدسات. وتُعطى الحق بالتصعيد العسكري، ويُلقى بمسؤولية استمرار العنف الدموي على شعبنا وسلطته الوطنية.
فهذه الحكومة التي ما انفكت تضع العقبات والعراقيل أمام عملية السلام وضد تنفيذ الاتفاقات الموقعة، وتقوض الجهود الدولية لإعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي، هي التي أفشلت تطبيق خارطة الطريق حتى الآن، وأفشلت جهودنا ومبادراتنا الفلسطينية والدولية من أجل التهدئة من خلال إصرارها على مواصلة احتلالها لأرضنا والمساس بمقدساتنا، والاستمرار في أعمال القتل والاغتيال والحصار والتدمير والاستيطان.
وقد بلغ هذا التصعيد الإسرائيلي ذروته في القرار العنصري الذي اتخذته حكومة إسرائيل في 11/9/2003، والقاضي بإبعادنا من أرض وطننا، والتهديد العلني بقتلنا. وهذا القرار الإرهابي جوبه بإدانة ورفض دولي واسع، تمثل في القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الاستثنائية الطارئة العاشرة، الذي اتخذ بأغلبية ساحقة، باعتباره يشكل اعتداء صارخاً على القوانين والأعراف الدولية وشرعة حقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقات المبرمة وقرارات الشرعية الدولية 242، 338، 425 و194 لإرساء السلام العادل والدائم والشامل في منطقتنا بما فيها قبرص، وتنفيذ ما تبنته القمة العربية في بيروت. ورغم هذه المعارضة الدولية الواسعة لهذا القرار العنصري؛ فإن حكومة إسرائيل تبيت النوايا، وتضع الخطط لتنفيذه، وما حدث في سوريا بغاراتهم أبرز دليل على ذلك.
دولة الأخ الدكتور رئيس الوزراء،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب السيادة المعالي والسعادة،
لقد أصبح واضحاً للعالم أجمع ولكل الأحرار والشرفاء فيه بما فيهم قوى السلام الإسرائيلية، بأن حكومة إسرائيل المتطرفة، لا تؤمن بغير لغة القوة والغطرسة والاستهتار بالشرعية الدولية وقراراتها، وكأنها دولة فوق القانون الدولي. فهي بهذه السياسة العدوانية لا تريد حقاً وفعلاً السلام العادل، سلام الشجعان، الذي وقعته مع شريكي الراحل يتسحاق رابين الذي دفع حياته ثمناً لذلك من هذه العناصر المتطرفة، بل أنها تريد، وتعمل بكل السبل لفرض احتلالها وهيمنتها في عموم منطقة الشرق الأوسط؛ وبالتالي تكريس الاستيطان والاحتلال للأراضي العربية والفلسطينية ولمقدساتنا المسيحية والإسلامية، وتصر على توسيع العدوان الإسرائيلي ليشمل سوريا ولبنان والمنطقة، والذي ندينه بشدة؛ كما إن هذا يكشف أبعاد المخطط الإسرائيلي ويقدم البرهان الساطع على تحدي هذه الحكومة للأسرة الدولية ولكل محبي الحرية والسلام في العالم.
ورغم كل ذلك، وانطلاقاً من قيمنا الدينية المتسامحة فإننا نواصل التزامنا الثابت بالعمل بكل جهد مخلص من أجل إقامة السلام الدائم والعادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، الذي يؤيده الإخوة العرب والدول الإسلامية وكل الأحرار والشرفاء في العالم، وتدعمنا وتساندنا من أجل بلوغه بكل السبل.
وتجسد ذلك بالتحركات واللقاءات الثنائية والجماعية، والمبادرات التي صدرت عن كافة القمم وآخرها المبادرة الشجاعة لأخي صاحب السمو الملكي، وولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والجهود المصرية التي نشكر الرئيس مبارك عليها المستمرة والكثيرة بما فيها الوصول لإعلان الهدنة التي اعترضوا عليها إسرائيلياً، بل وأسقطوها.
إننا نتطلع ونتوق إلى موقف يكون فيه للعالم الإسلامي كلمة مسموعة، ودوراً فعالاً ودائماً ومستمراً في تتبع مجريات الأمور في فلسطين، الأرض المباركة، وحل مشكلتها حلاً عادلاً، حتى لا تخلو الساحة لأعداء أمتنا كي يصولوا ويجولوا ويخططوا ويفرضوا الحلول كأمر واقع. ونحن ننطلق في ذلك من أن فلسطين كانت وستظل على رأس جدول أعمال قممكم ولقاءاتكم، وفي ضمير ووجدان كل الأمة، قادة وحكومات وشعوب، بجانب القوى الدولية والأحرار والشرفاء في العالم. آملين من اجتماعكم الموقر النظر في هذا الأمر بكل تمعن وروية، باعتباره أمراً استراتيجياً ومصيرياً، يتوقف عليه الكثير مما سيحدث في الحاضر والمستقبل وفي المنطقة كلها، وإننا لعلى ثقة أكيدة بأن القيادة الماليزية التي ستتولى توجيه دفة العمل الإسلامي المشترك في السنوات الثلاث القادمة، والتي عودتنا دائماً على مواقفها الدولية والحضارية والدينية الشجاعة والمشرفة ستعمل على تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن.
وكما تعلمون فإن حكومة إسرائيل تستغل تماماً الوضع الدولي الراهن، وخاصة انشغال الإدارة الأمريكية والأسرة الدولية بالوضع في العراق، وبالانتخابات الأمريكية القادمة ليخلق وقائع جديدة على الأرض يصعب تغييرها في المستقبل؛ كما كانت خطط قديمة ضحايا للمماطلة وللكيد الإسرائيلي منذ مؤتمر مدريد للسلام واتفاق أوسلو والقاهرة وشرم الشيخ وباريس وطابا والبيت الأبيض وغيرها من الخطط والاتفاقات التي وضعت إسرائيل كل العوائق ضدها. وهذه كلها وقائع تتوالى باستمرار، وكم يؤلمنا ما جرى في العراق الشقيق، وما آل إليه الوضع هناك. وبهذا الخصوص؛ فإننا ندعو إلى إنهاء الاحتلال لهذا البلد الشقيق، وندعم وحدته أرضاً وشعباً وسيادةً، وحق شعبه في تقرير المصير، وفي خياره الديمقراطي.
ومن هنا كان حرصنا اليوم على أن نستصرخ فيكم حميتكم النضالية، ونستنهض هممكم وبواعث إيمانكم لنناشدكم أخذ زمام المبادرة بجدية وفعالية لدعم الشعب الفلسطيني، بعمل إسلامي دولي مشترك على أعلى المستويات، دعماً مادياً فعالاً، وسياسياً نشطاً في مواقع اتخاذ القرارات الدولية؛ وكذلك دعماً إعلامياً في أجهزة الإعلام الكبرى المؤثرة. إننا نتوجه إليكم اليوم، شعوباً وقيادات ومن أرض الرباط، آملين تضافر جهودكم الأخوية من أجل نصرة إخوانكم في فلسطين بالعمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية والقادة العرب وأحرار وشرفاء العالم، لوقف العدوان والإرهاب الإسرائيلي الغاشم والاحتلال والحصار على شعبنا الذي يعاني الأمرين منه، وتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وما نصت عليه خارطة الطريق. ومن أجل ذلك؛ فنحن مستعدون للعمل مجدداً لإعلان الهدنة مرة أخرى يلتزم بها الطرفان، وتشرف عليها الأمم المتحدة واللجنة الرباعية والإخوة العرب، وضرورة نشر قوات دولية تفصل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية التي أعيد احتلالها، وترفع الحصار عن الشعب والقيادة الفلسطينية ويحمي مقدساتنا المسيحية والإسلامية، وتزيل حواجز القهر العسكرية الإسرائيلية بين القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية وتراقب وتشرف على تنفيذ التزامات الجانبين كما جاء في خطة خارطة الطريق.
إن شعبنا مؤمن بالسلام، سلام الشجعان، والعمل من أجل استرداد حقوقه الوطنية الثابتة. وهو يأمل من قادة أمتنا الإسلامية والعربية وشعوبها ومن كل الأحرار والشرفاء في العالم مواصلة دعمه ونصرة حقه، حتى يتمكن من استرداد حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في العودة إلى وطنه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. أشهد الله أني قد بلغت، اللهم إني قد بلغت، اللهم إني قد بلغت، وأختم كلمتي بالآية القرآنية التي نتمثل بها في كفاحنا قال تعالى: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" صدق الله العظيم.
وإن إيماننا بالله ووعده، وإيماننا بكم جميعاً وبنصرتكم لإخوانكم في فلسطين وفي المنطقة هو إيمان لا يتزعزع، وهو معين لا ينضب لصبرنا وجلدنا. وإنا لمنتظرون، وأخيراً لا بد من تقوية لجنة القدس ونرحب بالتحاق الجمهورية التركية عضواً فيها.
“وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ “
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات في ذكرى رحيل الرئيس المناضل عبد الناصر 28 أيلول 2003
المناضل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائدًا وزعيماً ورائداً مصرياً وعربياً ودولياً،
ليس سهلاً عليَّ أن أكتب عن المناضل الرئيس جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله؛ لأنه ليس ذكرى، بل روح الأمة العربية التي لا ولن تموت، ولأنه روح المقاومة الفلسطينية التي قال عنها: "لقد وجدت المقاومة الفلسطينية لتبقى ولتنتصر"
إن المناضل الرئيس جمال عبد الناصر بروحه وشجاعته وبفكره الخلاق وبحلم الوطن العربي الأكبر ليس ذكرى وليس قضية الأمس انه الحاضر، قضية اليوم، قضية الغد العربي المشرق الذي أعطاه المناضل الرئيس عبد الناصر حياته كلها وسقط شهيداً قومياً عربياً ووطنياً مصرياً ومقاوماً فلسطينياً على أرض الصراع والمواجهة ضد الاستعمار قديمه وحديثه وضد اغتصاب فلسطين واستعمارها واستيطانها وضد التجزئة والتمزق انه العزة والكرامة.
إن قضية المناضل الرئيس جمال عبد الناصر ورسالته وكفاحه هي قضية كل عربي من المحيط إلى الخليج سواء كان حاكماً أو مواطناً؛ لأن مبادئ جمال عبد الناصر هي المبادئ التي على أسسها تنهض أمتنا العربية وتأخذ مكانها تحت الشمس.
لقد كرس المناضل الرئيس جمال عبد الناصر حياته من أجل عزة الأمة العربية ووحدتها وكرامتها ومن أجل طرد قوى الاستعمار من كافة أرجاء الوطن العربي، ومن أجل فلسطين الجريحة نهض هذا الضابط المصري الشاب من حصاره في الفالوجة في فلسطين ليحاصر ويطرد قوى الاستعمار من أرض الكنانة، قلب الوطن العربي النابض، "فعلى الاستعمار أن يحمل عصاه ويرحل"، "ولا مكان بعد اليوم للمستعمرين والمحتلين والغزاة"، "فهذه الأرض عربية ولن يرفرف فوقها إلا علم الأمة العربية الخفاق".
إن المناضل الرئيس جمال عبد الناصر حي في أمته وفي العقول والسواعد العربية التي تحمل رسالته في التحرر والوحدة والتقدم العربي ولن تتخلى عن مبادئه ولن تلقي الراية التي رفعها المناضل الرئيس جمال عبد الناصر منارة مضيئة للأمة كلها.
أما فلسطين فعبد الناصر المناضل والرئيس هو شهيدها الأكبر انه الجندي والفدائي والمقاوم في حصاره بالفالوجة، الذي رفض الاستسلام واختار الصمود والمقاومة وحمل فلسطين في قلبه ووجدانه وفي فكره طول حياته، ورفض غياب فلسطين وتغيبها، والفضل له في إحياء الكيان الوطني الفلسطيني بعد نكبة عام 1948، حين قرر إنشاء المجلس التشريعي الفلسطيني في قطاع غزة، ليكون نواة فلسطين المستقبل التي كان عبد الناصر يعد لها العدة في أرض الكنانة.
لم ولن ينسى الشعب الفلسطيني أن المناضل الرئيس جمال عبد الناصر شهيد فلسطين الذي رعى قيام منظمة التحرير الفلسطينية لقيادة الشعب الفلسطيني في معركة التحرير واستعادة الأرض الفلسطينية المحتلة، ومن أجل قيام دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ومن أجل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلي وطنهم وأرضهم.
والآن يقف الشعب الفلسطيني شامخاً في معركة تحرره الوطني من الاحتلال الإسرائيلي ومن الاستعمار الاستيطاني، وأقول لكم بكل أمانة: إن المناضل الرئيس جمال عبد الناصر معنا في الخندق، معنا في الحصار، ومعنا في التضحية والفداء، فكراً ورجولة وروحاً خلاقة، وقامة لا تعرف الانحناء، ولا التراجع مهما اشتد الخطب وعظمت التضحيات.
ان قدرنا أن نصمد وأن نضحي كما صمد وضحى المناضل الرئيس جمال عبد الناصر؛ فلا قيمة للحياة بلا وطن وبلا حرية وبلا كرامة وطنية، ومن قلب هذه الحرب الوحشية ضد شعبكم في فلسطين، أدعوكم جميعاً إلى استنهاض الهمم والنفوس تحت راية مبادئ وقيم وكفاح المناضل جمال عبد الناصر؛ فليس أمام الأمة العربية بتاريخها وحضارتها ومقدساتها الدينية إلا طريق الكرامة والتحرر والوحدة ودحر قوى الهيمنة والاستعمار والأمة العربية قوية عزيزة، وجديرة بالحياة الحرة الكريمة، ولا سبيل أمامنا غير الصمود والتضحية من أجل الوطن والأمة والمستقبل.
فتحية إلي المناضل الرئيس جمال عبد الناصر النبراس المضيء أمام الأمة وأجيالها، وان المناضل جمال عبد الناصر الرئيس والقائد والزعيم والرائد حي فينا وفي أجيالنا لم ولن يموت أبداً.
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الرئيس ياسر عرفات لجموع المواطنين المحتشدين في مطار غزة الدولي 16 أيلول 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ”
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
صدق الله العظيم.
يا إخواني يا أخواتي أحييكم تحية من عند الله مباركة وأقول لكم: رعى الله جهدكم وجهادكم وبارك فيكم وفي نضالكم وثباتكم ونقول معاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى يرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس، يرونها بعيدة ونراها قريبة وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، نعم يا إخواني يا شعب الجبارين يا أحبتي أيها المناضلون الأبطال الشجعان ان هذا الشعب لا يدافع فقط عن نفسه؛ ولكن عن الأمة العربية جمعاء ويدافع عن كل الأحرار والشرفاء في العالم، عن هذه المقدسات، عن أرض الرباط أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام.
هذا الشعب في هذا الرباط المقدس حتى يوم الدين وشهيدهم بأربعين شهيداً، هذا هو وعد الله الذي قاله نبينا صلى الله عليه وسلم وهم في رباط إلى يوم الدين وشهيدهم بأربعين شهيداً.
بالروح بالدم نفديك يا فلسطين. يا إخواني إن شاء الله نصلي سوياً في القدس الشريف.
كلمة الرئيس ياسر عرفات إلى مؤتمر قوى السلام في جنيف ألقاها نيابة عنه الدكتور مناويل حساسيان في 1 كانون الأول 2003
أتوجه بالتحية والاحترام والتقدير العميق لقوى السلام الإسرائيلية والفلسطينية والدولية التي تلتقي اليوم في جنيف، لتؤكد لشعوب ودول وحكومات الشرق الأوسط والعالم أجمع، ان التوصل إلى السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني هو أمر ملح وعاجل. وهو أيضاً أمر ممكن وفي متناول اليد، إننا نأمل أن يبارك المجتمع الدولي كله ومجلس الأمن الدولي ويشجع هذه المبادرة الشجاعة من قوى السلام الإسرائيلية والفلسطينية من أجل قيام السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما في ذلك قيام دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا معاً في أمن وسلام وجوار حسن، وأود في هذه المناسبة أن أؤكد قبولنا لقرار مجلس الأمن 1515، وتمسكنا بقرارات الشرعية الدولية بما فيها: 242، 338، 425، 194، 1397، ونحن على استعداد لتنفيذ ما علينا من التزامات بشكل متبادل. وندعو اللجنة الرباعية لوضع آليات وجداول زمنية لتنفيذ خارطة الطريق بشكل متبادل ومتكامل دون تجزئة.
إنني أتوجه إلى قوى السلام الإسرائيلية والفلسطينية لأعبر عن تقدير وترحيب القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية بهذه المبادرة الشجاعة التي فتحت باباً للأمل والتفاؤل، بأن السلام حتمي بين الشعبين، وأدعو هذه القوى لمضاعفة جهودها محلياً ودولياً، لتعزيز قضية السلام، خاصة وأن مجلس الأمن الدولي قد اعتمد القرار 1515، بالإجماع "خطة خارطة الطريق"، والتي تقدمت بها اللجنة الرباعية باعتبارها تمثل الشرعية الدولية والقرار الدولي، ونحن نتطلع بأمل أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية موقف التأييد والترحيب بمبادرة جنيف وبخطة خارطة الطريق حتى يمكننا الجلوس على طاولة المفاوضات وحل كافة القضايا والاستحقاقات، بعيداً عن الحلول العسكرية والاحتلال والعنف والحصار والقتل والتدمير والإرهاب الأعمى ضد المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء. إننا نمد أيدينا للشعب الإسرائيلي من أجل تحقيق السلام العادل والوطيد بين الشعبين كل في دولته المستقلة، بعيداً عن الهيمنة والاستيطان وجدران الفصل العنصري والاحتلال والعنف والإرهاب؛ فالسلام العادل والدائم هو خيارنا الذي لن نحيد عنه بل نتمسك به، وبدل هذا الاستيطان وجدار الفصل العنصري الذي يصادر58% من أراضي الضفة الغربية وجدار برلين حول القدس الشريف وعزلها عن جماهيرنا الفلسطينية، والمساس بمقدساتنا المسيحية والإسلامية.
وإننا ندعو حكومة إسرائيل، وكما قال قداسة البابا إلى بناء جسور الثقة والمحبة بين الشعبين.
إننا نعبر عن تقديرنا واحترامنا للحكومة السويسرية التي وفرت الأجواء المناسبة لقوى السلام الفلسطينية والإسرائيلية لإنجاز هذه المبادرة، ونعبر عن تقديرنا واحترامنا لكل القوى الدولية ولجميع الأشقاء العرب ولكل الشخصيات العالمية التي بادرت وعملت وحضرت لقاء جنيف، تعبيراً عن مساندتها ودعمها لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وفي المنطقة كلها.
ونود أن نؤكد هنا للشعب الإسرائيلي أننا متمسكون بالسلام، سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل إسحق رابين، الذي دفع حياته ثمناً لهذا السلام على أيدي العناصر المتطرفة في إسرائيل، ويدنا ستظل ممدودة لكم لنحقق السلام لنا ولكم ولأطفالنا وأطفالكم، وعلى أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
وفي الختام، اسمحوا لي أن أتوجه مرة أخرى بالتحية لقوى السلام الإسرائيلية والفلسطينية، وأدعوها لمواصلة جهودها ورسالتها من أجل السلام. ونحن نعاهدكم جميعاً على أن غصن الزيتون سيظل مرفوعاً رغم كل الصعاب والمآسي التي يتعرض لها شعبنا وقيادته الشرعية المنتخبة من حصار واحتلال واعتقالات واغتيالات وتدمير بنيتنا التحتية.
إن السلام هو خيارنا وطريق شعبنا، وندعو إلى تكاتف الجهود كلها من أجل حماية السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وسرعة إنجازه على الأرض المباركة وتثبيته في المنطقة كلها.
كلمة الرئيس ياسر عرقات ألقيت نيابة عنه أمام مؤتمر أحزاب اليسار الأوروبية في قبرص
6 كانون الأول 2003
أيها الأصدقاء والرفاق في أحزاب اليسار الأوروبية،
أيها الضيوف والحضور الكرام،
إنه لمن دواعي بهجتنا أن نكتب هذه الرسالة إليكم لنعبر لكم عن صادق تحياتنا وتمنياتنا لكم جميعاً وأنتم تعقدون مؤتمركم العتيد هذا، مؤتمر أحزاب اليسار الأوروبية، هذه الأحزاب التي دأبت على التمسك بمواقفها المبدئية في دعم ومساندة كفاح ونضال شعبنا الفلسطيني من أجل استعادة وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة في الحرية والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقاً لروح الحق والعدل، ووفقا لقرارات الشرعية الدولية، ولمبدأ حق تقرير المصير، الذي كفلته الشرعية الدولية لكافة شعوب العالم.
ونحن إذ نشكركم جزيل الشكر على مواقفكم النبيلة الداعمة والمؤيدة لشعبنا وقضيته العادلة، لنثمن عالياً جهودكم ونضالاتكم لإحقاق الحق والعدل في فلسطين، وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وصولاً إلى غايتنا الأسمى، وهي تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، سلام الشجعان، الذي وحده يضمن الأمن والاستقرار لكافة شعوب ودول المنطقة، في إطار من الأمن والاستقرار والتعايش البناء المثمر، وحسن الجوار ويكفل لشعبنا العيش بكرامة حراً سيداً مستقلاً في وطنه فلسطين مثله في ذلك مثل كافة شعوب ودول العالم.
وتعلمون أيها الأصدقاء أننا في الوقت الذي نتعامل فيه بمنتهى الإيجابية والتعاون مع كافة الجهود والمبادرات الدولية، وقبلنا فيه كذلك ما ارتأته الشرعية الدولية من حل عبر قراراتها المختلفة 181، 194، 242، 338، 425، وآخرها القرار1515،؛ إلا أن إسرائيل قوة الاحتلال لا زالت ماضية في عدوانها المتصاعد ضد شعبنا، وحربها الدموية عليه في كافة مدنه وقراه ومخيماته وممارسة أبشع السياسات والأساليب الإجرامية واللاإنسانية قتلاً واغتيالاً واعتقالاً؛ وكذلك تنكيلاً، وإذلالاً على الحواجز والطرقات، حارمة جماهير شعبنا من أبسط حقوقها الإنسانية والمدنية، في حرية الحركة والتنقل وكسب أقواتهم والوصول إلى أعمالهم، ومحولة مناطقنا إلى معازل وكنتونات مغلقة، هذا إلى جانب مضيها في إقامة جدار الفصل العنصري، والذي تصادر إسرائيل، قوة الاحتلال، من خلاله 58% من مساحة الضفة الغربية، وتسيطر على ثاني أكبر حوض مائي في فلسطين، وتقسم عشرات المدن والقرى الفلسطينية، وتحرم سكانها من مصادر رزقهم المتمثلة بمزارعهم وبيارتهم، وحقولهم، تمهيداً لطردهم وترحيلهم في إطار خطتهم للترنسفير؛ هذا بالإضافة إلى استمرار حكومة إسرائيل في بناء المستوطنات، وتوسيع القائم منها، ولم تقف عند هذا الحد من الممارسات والسياسات التعسفية الإجرامية اليومية، بل إنها تنتهك حرمات مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس الشريف، وبيت لحم والخليل، وفي كافة مدننا وقرانا، وتحول دون وصول المؤمنين إلى كنائسهم ومساجدهم لأداء صلواتهم وشعائرهم الدينية، وقد قامت بإغلاق طريق الحجاج التاريخية التي تربط مدينة القدس الشريف بمدينة بيت لحم، مهد المسيح عليه السلام، وها هي تقوم ببناء جدار برلين جديد حول مدينة القدس لتعزلها عن محيطها العربي الفلسطيني، بهدف تهويدها وطمس هويتها الدينية والتاريخية والروحية، رامية من وراء ذلك إلى حرمان شعبنا من تجسيد حقه المقدس في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية، وإحباط كل جهد دولي بناء يبذل للخروج من المأزق والأزمة الراهنة، ويرمي لاستئناف عملية السلام والمفاوضات من حيث انتهت إليه في طابا.
ولا يخفى عليكم، أيها الرفاق والأصدقاء أننا في الوقت الذي قبلنا فيه خارطة الطريق كرزمة كاملة فإن إسرائيل، قوة الاحتلال، وضعت عليها أربعة عشر تحفظاً وكل واحد من تلك الشروط والتحفظات كفيل بنسفها وتدميرها. ونحن إذ نتعامل كذلك بإيجابية مع كافة المبادرات والجهود الدولية؛ فإن إسرائيل ترفضها برمتها، ولا زالت ماضية في اجتياحاتها وحربها الدموية وعدوانها المتصاعد على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وعمليات القتل والتدمير، وبالأمس 1-12-2003، قامت باجتياح مدينتي رام الله والبيرة، وهي لازالت تضرب عرض الحائط بكافة المواثيق والأعراف والقوانين والقرارات الدولية وآخرها القرار 1515 الصادر عن مجلس الأمن لدعم تطبيق خارطة الطريق تطبيقاً دقيقاً وأميناً ووفق جداول زمنية واضحة ومحددة وتحت إشراف ومراقبة دولية.
وأمام هذا الواقع المأساوي المرير فإننا نهيب بكم، أيها الرفاق والأصدقاء ومن خلالكم بأحزابكم الموقرة العمل لدى حكومات بلادكم، ولدى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن وكافة المؤسسات والهيئات الإنسانية والحقوقية في أوطانكم وفي العالم، ولدى القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة لحمل إسرائيل، قوة الاحتلال، على وضع حد لاحتلالها وإيقاف بناء جدران الفصل والعزل، والتمييز العنصري، في الضفة الغربية والقدس الشريف، وسحب جيشها المحتل ومستوطنيها إلى خطوط 4-6-1967 وتفكيك مستوطناتها الاستعمارية الاستيطانية، وصولاً إلى تحقيق السلام المنشود للجميع، وللخروج من مربعات العنف والصراع والنزاع، ومن أجل مستقبل أفضل لأطفالنا واطفالهم، يعم فيه الأمن والاستقرار والسلام والرخاء والتعايش والتعاون بين كافة شعوب ودول المنطقة بما في ذلك إسرائيل.
مرة أخرى نحييكم ونشكر لكم جهودكم وتضامنكم ووقوفكم إلى جانب شعبنا في كفاحه ونضاله العادل والمشروع، مثمنين عالياً مواقفكم النبيلة، وراجين لكم جميعاً دوام الصحة والسعادة، ولمؤتمركم العتيد التوفيق والنجاح، وتحقيق جل ما تصبون إليه من أهداف وتطلعات سامية، تعود بالخير عليكم وعلى شعوبكم وبلدانكم، وتسهم في المزيد من توطيد عرى الصداقة المتينة التي تربطنا بكم وبأحزابكم، والتي نعتز بها أيما اعتزاز.
مع أطيب التحيات والامتنان لكم جميعًا