مصطفى البرغوثي

• ولد في مدينة القدس.
• حاصل على شهادة دكتور في الطب، وشهادة عليا في الفلسفة، وماجستير في الإدارة وبناء الأنظمة الإدارية.
• أسس مع زملائه الإغاثة الطبية، وانتخب رئيساً لها 1979م.
• أصيب برصاص الاحتلال عام 1996م.
• تعرض للاعتقال عام 2002م وأصدر الاحتلال أمراً بمنعه من دخول القدس.
• أسس مع د. حيدر عبد الشافي وإبراهيم الدقاق والراحل إدوارد سعيد حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ويتولى مهمة أمينها العام.
• قاد حملة مقاومة جدار الفصل العنصري و في محكمة لاهاي، وحركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وحملة دولية لفرض العقوبات على إسرائيل.
• استقال من وفد مفاوضات مدريد احتجاجاً على نهج المفاوضات الذي أدّى لاتفاق أوسلو واستمرار الاستيطان.
• حائز على جوائز عالمية، منها جائزة منظمة الصحة العالمية 2002م، وجائزة الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني من منظمة الكفاح ضد التمييز العنصري.

البرنامج الإنتخابي
خطاب الدكتور مصطفى البرغوثي في المؤتمر الصحفي للإعلان عن ترشحه للرئاسة الفلسطينية.
القدس 29/11/2004م.

بعد أن غادرنا الرئيس القائد ياسر عرفات الذي دفع حياته واستشهد ثمناً للتمسك بالثوابت الوطنية، وبعد مشاورات واسعة مع القوى الشعبية والمؤسسات المدنية وقوى المعارضة الديمقراطية والوطنية والإسلامية، وبعد أن شرفني الأخ الدكتور حيدر عبد الشافي الذي يمثل شخصية الإجمالي الكلي في فلسطين وعنوان النزاهة والكرامة الوطنية، بترشيحي لانتخابات الرئاسة الفلسطينية، وبعد أن تلقيت سلسلة من المطالبات وبيانات التأييد للترشيح من أعداد غفيرة من الفلسطينيين في الداخل والخارج وخاصة أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا والأردن.
 
واستناداً إلى أنني وزملائي في القوى الفلسطينية الوطنية الديمقراطية والمبادرة الوطنية الفلسطينية قد خضنا كفاحاً ضارياً طوال السنوات العشرة الماضية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية لتكريس مبدأ الديمقراطية والتعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحريات السياسية والاجتماعية.

وبعد أن قضينا سنوات طويلة نطالب بالانتخابات الديمقراطية كوسيلة كفاح ومقاومة مؤثرة، وآلية لإحداث إصلاح جذري في الوضع الداخلي الفلسطيني ومقاومة كل أشكال الفساد وسوء الإدارة والمحسوبية.

وانطلاقاً من حاجة الشعب الفلسطيني إلى قيادة قوية وحازمة ملتصقة بالكفاح الوطني وهموم الجماهير الشعبية التي تعاني الأمرين من ضيم الاحتلال أو شظف العيش والفقر والبطالة.

قيادة شابة مجربة وقوية تنبض بالروح الكفاحية وبعزيمة المناضلين، وتتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.

قيادة قادرة على إحداث الإصلاح الجذري الشامل والتغيير للأفضل وإزالة كل أشكال الفساد السياسي والمالي وسوء الإدارة والمحسوبية وتعمل على بناء مؤسسات دولية عصرية متطورة.

قيادة شابة تتفهم احتياجات وهموم الشباب الفلسطيني من شباب وشابات الذين يشكلون 80% من المجتمع الفلسطيني والذين يتطلعون إلى حقهم في الحصول على التعليم اللائق والعمل الكريم بشرف وكرامة والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية، وصنع القرار ونيل فرص التطور والتقدم في الحياة قيادة واعية وعلمية قادرة على التعامل مع المجتمع الدولي الرسمي والشعبي، وإقناعه بعدالة القضية الفلسطينية وكسب تأييده وتضامنه مع حقنا في الحرية والاستقلال والسلام العادل.

قيادة حازمة وقادرة على تحقيق قبول دولي واسع للحقوق الفلسطينية دون التفريط بالثوابت والمصالح الوطنية، وعلى بناء سلام عادل يلبي حقوق الشعب الفلسطيني ويخرجه من نفق الاتفاقات الجزئية والانتقالية.

قيادة تمنح الأمل للشعب الفلسطيني والثقة باقتراب تحقيق وعده مع الحرية والاستقلال.

ومع حلول لحظة الانتخابات الرئاسية بسبب وفاة الرئيس القائد ياسر عرفات، ومع إصرارنا على ضرورة ربط الانتخابات الرئاسية بالتشريعية والبلدية والمحلية والإعلان عن انعقادها في أسرع وقت، وفي موعد لا يتجاوز آذار من العام المقبل، وبعد أن استكملت لجنة الانتخابات المركزية استعداداتها.
 
فإنني أعلن اليوم في التاسع والعشرين من تشرين الثاني يوم التضامن العالمي في كافة أرجاء المعمورة مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال، وفي ذكرى صدور الجمعية العمومية للأمم المتحدة والذي أعطى الشرعية الدولية لقيام دولة فلسطينية مستقلة قبل 57 عاماً.

ومن هنا، حيث رأيت النور لأول مرة في حياتي من مدينة القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومهد المسيح، مدينة الحضارة الإنسانية والتراث البشري والتاريخ العريق ومهبط الديانات السماوية منذ إعلان الاستقلال والى الأبد.
أعلن استناداً إلى وثيقة الاستقلال الفلسطينية ترشيحي للرئاسة الفلسطينية وخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجري في التاسع من كانون الثاني عام 2005م.

داعياً أبناء شعبنا في الوطن والمهجر إلى إسناد ودعم انتخابي للرئاسة الفلسطينية، وآملاً أن يحظى هذا الترشيح بدعم وتأييد المعارضة الوطنية الديمقراطية والإسلامية.

إن هذه الانتخابات لا تخاض من أجل منصب أو مركز، فالسلطة الفلسطينية بكاملها تحت الاحتلال، لكنها تخاض لاختيار نهج وقيادة النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل برنامج كفاح وطني وشعبي من أجل التعبير عن إرادة وحقوق الأغلبية في المجتمع الفلسطيني.
عن برنامجنا الانتخابي ونهجنا سيرتكز على الأسس التالي:

أولاً: في المجال الوطني:
التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية التي تشكل أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الوطنية وتحديداً:
• إنهاء الاحتلال عن كامل الأراضي المحتلة 1967م دون نقصان أو استثناء تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي وإزالة جدار الفصل العنصري والمستوطنات الإسرائيلية والحواجز وكل نظام الآبارتهايد والواقع غير الشرعي الذي بناه الاحتلال خلال 37 عاماً.
• حرية وعروبة القدس، عاصمة الشعب الفلسطيني والدولة المستقلة إلى الأبد.
• حماية وتأمين وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة حسب قرارات الأمم المتحدة والقوانين الشرعية الدولية.
• التمسك بالإفراج عن كافة المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال، وإعلان ميثاق شرف بعدم الاستعداد فإنجاز أي اتفاق دون الإفراج عنهم دون استثناء أو تمييز، وفي مقدمتهم القادة المناضلون: مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الرحيم ملوح، وركاد سالم، وجمال الطويل، وحماية حياة وحقوق المناضلين الفلسطينيين المعرضة للخطر.
•  كما إننا نطالب بتوفير صناديق اقتراح تحت إشراف دولي لضمان مشاركة كافة المعتقلين في الانتخابات.
•  حماية الوحدة الوطنية ودرء كل الضغوط الخارجية لدفع الفلسطينيين للصراعات والانقسامات الداخلية، أو قمع الحريات السياسية والتنظيمية الديمقراطية أو حرية التعبير.
 
ثانياً: في مجال الإصلاح الجذري الشامل
• مكافحة كل أشكال الفساد المالي والسياسي والمحسوبية وسوء الإدارة.
• ترسيخ سيادة القانون واستقلال القضاء.
• بناء مؤسسات دولة قوية وعصرية.
• توفير الأمن والأمان للمواطنين على أساس احترام القانون.
• تكريس الديمقراطية كنهج وحياة وإقرار قانون الانتخابات الجديد وعقد الانتخابات التشريعية والبلدية كافة المؤسسات في موعد لا يتجاوز آذار.
• التنفيذ الكامل والفوري لبرنامج الإصلاح الوطني الذي وضعه المجلس التشريعي.
 
ثالثاً: في مجال التطوير الاقتصادي والحقوق الاقتصادية والاجتماعية:

• الكفاح من أجل إزالة كل الحواجز والجدران، وإتاحة حرية الحركة والتنقل لسائر مواطني الأراضي المحتلة.
• مكافحة الفقر والبطالة، وإعادة تنظيم الموارد وتوسيعها لايجاد فرص عمل سريعة للعاطلين عن العمل وإسناد صمود الفئات الفقيرة والمظلومة وخاصة المناطق المتضررة من اجتياحات الاحتلال وجدار الفصل العنصري والاستيطان
• إخراج الاقتصاد الوطني من حالة الركود والتراجع وإتاحة حرية الاستثمار الاقتصادي الصناعي والتجاري والزراعي، ومنع أي شكل من الاحتكارات وفرض الاتاوات أو التدخل المني والسياسي في النشاط الاقتصادي من أجل إرساء تنمية اقتصادية فعالة.
• توفير احتياجات الشباب للتعليم بكرامة والعمل الكريم دون حاجة للواسطة او المحسوبية.
• توفير الصحة النوعية والخدمات الصحية لجميع المواطنين وضمان حقوق ذوي الإعاقة دون استثناء أو تمييز.
• حماية حقوق المرأة والشباب وفتح فرص التطور الاجتماعي والسياسي والمشاركة في صنع القرار لهم.
• التطبيق التدقيق والعادل لقوانين الخدمة المدنية وإنصاف المعلمين وموظفي الدولة وتلبية حقوقهم دون تمييز أو محاباة.
 
رابعاً: إعادة بناء النسيج الوطني الجامع بين الفلسطينيين والشتات وردم الهوة التي نجمت عن اتفاق أوسلو، وتفعيل مشاركة الفلسطينيين في كل مكان في دعم قضية شعبهم.
 
خامساً: تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والدعوة لاستكمال انتخاب أعضاء المجلس الوطني بالانتخابات بين فلسطينيي الشتات، ودعوة الجامعة العربية إلى تسهيل عقد اجتماع المجلس الوطني بمشاركة الداخل والخارج لانتخاب وتجديد وتفعيل هيئات منظمة التحرير.
 
سادساً: استنهاض حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.
إننا لا نخوض هذه الانتخابات باسم فصيل معين أو ضد طرف معين، بل باسم القاعدة العريضة لشعبنا الفلسطيني وأغلبيته الصامتة. 
إن برنامجنا مفتوح لمساهمة وإغناء كافة القوى الوطنية والديمقراطية والإسلامية وكافة المستقلين دون تحفظ أو استثناء.
إننا نخوض هذه الانتخابات من أجل أن لا تهدر تضحيات الشعب الفلسطيني التي قدمها عندما فجر الثورة وصنع صموده الأسطوري، وقدم التضحيات الغالية في انتفاضته الأولى والثانية، وكي لا تتكرر التجارب الأليمة لعشر سنوات من مفاوضات فاشلة وترهل داخلي.
إننا نخوضها من منطلق الإخلاص لأهداف انتفاضة الأقصى والاستقلال ومن أجل تحقيقها، ولحماية حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والنضال حتى إنهاء الاحتلال.

إننا نخوضها من أجل إحداث التغيير الحقيقي والإيجابي للأفضل واستنهاض طاقات وحيوية الشعب الفلسطيني.
إن هذه لحظة إثبات إن خيارنا الفلسطيني رهن بإرادتنا وليس إرادة الآخرين وبالتأكيد ليس رهن إرادة إسرائيل أو أي أطراف خارجية، ووجودي اليوم في القدس رغم أنف الاحتلال بدون تصريح أو إذن إسرائيلي هو نموذج لذلك، وتعبير عن ضرورة إقران القول بالفعل.
 
إنني أتوجه إلى أبناء شعبنا في المدن والقرى والمخيمات في الضفة والقطاع والقدس ومخيمات اللجوء الفلسطيني داعياً إياهم إلى الانضمام لمسيرتنا من أجل الحرية والاستقلال والعودة والديمقراطية ودولة المؤسسات، لنبني وطناً يعيش فيه الفلسطينيين بعدل وأمان وكرامة، لنحقق معاً حلم كل فلسطيني في وطن حر مستقل وحياة شريفة كريمة.
 
وتجنباً لأي تضارب في المصالح، فقد تخليت عن رئاستي للإغاثة الطبية والتي انتخب الدكتور محمد عودة نائب الرئيس، كرئيس لها. كما أخذت إجازة من عملي كمدير لمعهد الإعلام والسياسات الصحية والتنموية، وآمل أن يقوم كافة المرشحين باتخاذ كل الخطوات لتجنب تضارب المصالح في الحملة الانتخابية.

إن هذه لحظة تاريخية في حياة الشعب الفلسطيني والمنطقة والعالم العربي بأسره، كما أن نجاح الفلسطينيين في إنجاز انتخابات ديمقراطية نزيهة وبتعددية سياسية ومنافسة حقيقية تلغي النمطية القائمة على الفوز بأغلبية الساحقة أو نمطية النظام الشمولي، ومن شأنها أن تحقق أمرين:

• تبديد الوهم بأن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
• إثبات أن المعارضة تستطيع الفوز بالانتخابات والحكم بالأسلوب السلمي.
إنني أدعو أبناء وبنات شعبنا إلى التطوع معنا في هذه الحملة الانتخابية، فاعتمادنا سيكون على جهد آلاف المتطوعين في أرجاء الوطن من رفح إلى جنين. كما أدعو المقتدرين منهم إلى التبرع بما يستطيعون لدعم الحملة الانتخابية.
ولا يفوتنا أن نؤكد أن نزاهة الانتخابات تعتمد:
• عدم خرق القانون.
• عدم تحيز الإعلام.
• الرقابة المحلية والدولية.
• الفصل بين السلطة ومواردها وإمكانياتها وأي مرشح للرئاسة.

إن المسؤولية ثقيلة والهم كبير والمعاناة هائلة، لكننا بثقتنا جميعا، وبوحدتنا وعزمنا وتصميمنا سنخرج شعبنا من نفق الاحتلال والحواجز والفقر والبطالة والمعاناة إلى رحاب الحرية والاستقلال والتطور الاقتصادي.
إن هذه لحظة إثبات استحقاقنا كشعب فلسطيني لدولتنا والانضمام لعائلة الدول والشعوب الحرة المستقلة.
فليكن أملنا كبيراً وثقتنا بأنفسنا عظيمة وليوفقنا الله في أداء المهمات الصعبة التي تقف أمامنا.