بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم التهنئة لكم جميعًا، وللسيد الدكتور رامي الحمدالله (رئيس الوزراء)، وأقول: ربنا -سبحانه وتعالى- يعينكم على هذه المهمة. أهمية هذه الوزارة أننا قد أنهينا الانقسام، وأننا في طريقنا إلى إتمام المصالحة الوطنية. هذه هي الخطوة الأساس؛ الخطوة المهمة التي واجهتنا بصعوبة؛ ولكن تمكنّا من التغلب عليها -والحمد الله- أننا شكلنا هذه الحكومة، والتي آمل من جميع وزرائها، أن يكونوا عند حسن الظن (وهم عند حسن الظن)؛ ولذلك المرحلة مرحلة استثنائية بامتياز، وصعبة بامتياز؛ ولكن نحن نواجه دائمًا وابدًا التحديات، والحمد لله نحن نتغلب عليها.
أخواننا الأعزاء، الحكومة كما تعلمون ستستمر كالعادة كبقية الحكومات السابقة، ووفقا لمبادئ وركائز الحكومات السابقة، وبما يشمل بناء مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والمساءلة والمحاسبة وسيادة القانون واحترام القانون الدولي؛ هذا المبدأ العام؛ ويجب علينا المحافظة عليه وأن نستمر في تنفيذ سياسات الحكومة السابقة.
طبعًا الحكومة ملتزمة بمبدأ الدولتين على حدود 1967 بلا أدنى شك؛ وهي أيضًا ملتزمة بالاعتراف بدولة إسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقات الموقعة، بما فيها، قرارات الرباعية الدولية. وكذلك نحن ملتزمون بما قلناه أكثر من مرة ونفذناه، وهو التنسيق الأمني بيننا وبين الإسرائيليين حماية لمصالح شعبنا، لأن في الأساس نحن نريد أن نحمي مصالح شعبنا. ويأتي هذا التنسيق في هذا الإطار وطبعًا أيضًا، وقبل الأخير، نحن نلتزم بالمقاومة الشعبية السلمية (المظاهرات الشعبية السلمية). هذا قرار قيادة فلسطينية، هذا نلتزم به. المظاهرات السلمية المقاومة السلمية التي تتمتع بكثير من الحضارة للتعبير عن مواقفنا؛ هناك كثير من المواقف التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، ويحتاج الشعب الفلسطيني أن يعبر عن رفضه لهذه الإجراءات بالمقاومة السلمية الشعبية.
نحن أيضا ملتزمون بالمفاوضات؛ لأنه نعرف أن الطريق الأسلم والأحسن، والذي ثبت بما لا يقبل مجالًا للشك، هو أن طريق المفاوضات هو الطريق الذي يجب أن نسلكه من أجل الوصول إلى حقوقنا. ويضاف إلى كل هذا أن من مهمات الحكومة تسهيل مسألة الانتخابات. نحن اتفقنا على أن الانتخابات ستكون خلال 6 أشهر، وسنصدر خلال يوم أو يومين رسالة موجهة لكم وموجهة للجنة الانتخابات المركزية للإعداد والتحضير للانتخابات، أما موعد الانتخابات هذا سيتم الاتفاق فيه مع لجنة الانتخابات المركزية. لكن لن تزيد عن بأي حال من الأحوال عن الأشهر الستة.
إذن هذه هي مهمة الحكومة. طبعا تعلمون أن المفاوضات هي مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية، ستستمر في عملها، في جهدها، وطبعًا الحكومة ستكون في صورة كل ما يجري أولا بأول، فيما يتعلق بالمفاوضات التي تجري بيننا وبين الجانب الإسرائيلي.
الآن الوضع بيننا وبين الإسرائيليين متوقف. فيما يتعلق بالمفاوضات نحن لم نوقف المفاوضات، نحن لم نعطل المفاوضات، نحن نريد المفاوضات أن تستمر؛ وقلنا أكثر من مرة: حتى نتمكن من استئناف المفاوضات لمدة تسعة أشهر أخرى، ونحن موافقون على التسعة أشهر، أن تطلق إسرائيل سراح الأسرى الثلاثين الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم بالدفعة الرابعة (نسميها الدفعة الرابعة). وبالتالي لا يوجد مجال للقول: إننا لم نتفق. نحن اتفقنا على هذا، وقبلنا بالأربع شرائح: الشريحة الأولى والثانية والثالثة، أطلق سراحهم؛ أما الرابعة فتنتظر إطلاق سراحها؛ إذن إذا أردنا أن نستأنف المفاوضات فالحكومة الإسرائيلية تطلق سراح الأسرى الثلاثين.
النقطة الثانية، نبدأ الأشهر التسعة بأشهر ثلاثة؛ بمعنى نركز بالأشهر الثلاثة على الحدود؛ لأن هناك ست قضايا نسميها "قضايا المرحلة النهائية"، أبرزها وأهمها "الحدود" التي يجب علينا أن نركز عليها لنعرف حدودنا، وإسرائيل تعرف حدودها؛ وهذا يتم، على الأكثر، في خلال ثلاثة أشهر؛ إنما على الحكومة الإسرائيلية أن توقف الاستيطان خلال فترة المفاوضات على الحدود. عندما نتفاوض على الحدود سيكون هناك أيضًا مفاوضات على باقي قضايا المرحلة النهائية؛ لكن التركيز يجب أن يكون على الحدود.
هذه هي سياستنا التي أبلغناها للحكومة الإسرائيلية، وأبلغناها للحكومة الأمريكية، وأبلغناها لأوروبا ولكل دول العالم المهتمة بعملية السلام في الشرق الأوسط (أوروبا وروسيا والصين واليابان وكندا وغيرها من الدول)، كلها تعرف؛ إضافة إلى أن الدول العربية أولا بأول تعرف كل شيء؛ بل تشاركنا بالرأي من خلال لجنة المتابعة العربية.
سنستمر في هذه السياسة. لن نبدأ بأي عمل قد يفهم أنه ضد أحد؛ لن نبدأ؛ ولكن لن نسمح أيضًا أن يعتدى علينا بأي شكل، وأن نبقى صامتين؛ إذا اعتدي علينا أعتدي على حقوقنا، اعتدي على مصالحنا، نحن سنرد ولا نفاجئ أحد، لن نفاجئ احدًا بما سنقوم به. وتعودنا منذ البداية أننا نتكلم فوق الطاولة؛ وليس تحت الطاولة. كل شيء نقوله نتحدث به مسبقا مع الجهات المعنية، ولا نفاجئ به أحد، ولا نحب المفاجآت السارة ولا المفاجآت غير السارة؛ هذه هي سياستنا، ونتمنى أن نعامل بالمثل، حتى نصل إلى تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتي عاصمتها، بلا أدنى شك، القدس الشرقية؛ القدس الشرقية هي العاصمة؛ لأن القدس الشرقية هي أرض محتلة. ونحن أخذنا قرارات في الأمم المتحدة أننا دولة تحت الاحتلال على حدود 67 بما في ذلك القدس؛ هذا القرار نحن متمسكون بتنفيذه؛ متمسكون بالوصول إليه وعند ذلك، عندما تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل للتعايشا بأمن وسلام واستقرار.
نتمنى لكم التوفيق والنجاح، وأرجو أن نخطو هذه الخطوات ونعبر هذه المرحلة لنصل في النهاية إلى المصالحة وإلى الحل السياسي؛ وعند ذلك يفرح شعبنا الفرحة الكبرى، وشكرًا دولة الرئيس.