النص الكامل لاستقالة أبو مازن في 6/9/2003

الأخ أبو عمار،

تحية طيبة وبعد،

نظراً للظروف الصعبة، بل والمستحيلة التي مرت بها حكومتي، حيث وضعت الحكومة الإسرائيلية جداراً سدت به الطريق أمام أي تقدم في عملية السلام، ومارست أبشع أنواع القهر والأذى بشعبنا وأرضه وحقوقه، وتهربت من الاستحقاقات وتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها، إضافة إلى عدم وجود تصميم دولي أكثر حزماً تجاه تطبيق خارطة الطريق، هذا، ومن جهة أخرى فإن هذه الحكومة تعرضت لأبشع أنواع التحريض والتشويه ووضع العقبات والعراقيل في طريقنا قبل ولادتها، بهدف شلها وعدم تمكينها من إنجاز مهامها التي رسمتها قيادة المنظمة على الوجه الأكمل.

لقد بذلت كل ما أستطيع وفوق ما أستطيع؛ كي أحقق انجازات سياسية وأخرى داخلية، سردت بعضها في تقريري للمجلس التشريعي. ولكن، يبدو أن المسألة ليست مسألة انجازات بقدر ما هي توجهات بتصميم مسبق وإصرار على إفشال هذه الحكومة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بما في ذلك استباحة الدم والإهانة والتخوين والتعرض لسمعتنا وأخلاقنا.

الأخ أبو عمار،

وحدكم فقط تملكون قرار إقالة الحكومة والتخلص منها في أي وقت وكان بإمكانكم فعل ذلك، إلا أن الرغبة توفرت وبشكل واضح لإبقائها مشجباً تعلق عليه الأحقاد التي امتلأت بها النفوس، وأصبحت إهانتها هدفاً بحد ذاته، دون النظر إلى ما يمكن أن يحقق من مصلحة عامة للشعب والوطن والقضية. والأسوأ من ذلك هو أسلوب التضليل الذي مارسه واستمرأه البعض من أجل حرف الحقائق. ومهما بلغت الأمور من التدني والانحطاط، فإنني لم أجعل هذا السوط يمنعني من رفع صوت الحق على صوت الباطل.

وحيث أن السلسلة، استكملت حلقاتها لوضعنا أمام خيار لا ثاني له ونهاية لا مفر منها، فإنني أقدم لكم استقالة الحكومة واستقالتي كرئيس لها، معتبراً أن الحكومة مستقيلة منذ هذا اليوم.

بسم الله الرحمن الرحيم

"إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا" صدق الله العظيم.