يا أخوتي يا أخواني، لقد اتسمت نقاشاتكم في القراءتين الأولى والثانية بروح عالية من المسؤولية والالتزام الوطني، واليوم وبعد الإطلاع على التعديلات التي أقرت من قبلكم في القراءتين الأولى والثانية، فإنني قمت كما ذكر أخي "أبو علاء" ما ارتأيناه من تعديلات من شأنها أن تعزز من اقتراحاتكم، وتزيل أي غموض من شأنه أن يفتح الباب لتفسيرات هنا أو هناك وتأويلات تسمعونها في الإذاعات وفي الصحف، وتأويلات لا أساس لها ولكنها تعمق ديمقراطيتنا، ونحن سعداء بذلك، ديمقراطيتنا التي ارتضيناها وهذا العمل المؤسساتي الذي نفتخر به ونعتز وخطوات الإصلاح التي قمنا ونقوم بها. ونرجو أن يوفقنا الله في أدائها خاصة أمام هذا التخريب وهذا القتل وهذا الدمار في كل مكان في هذه الأرض المباركة.
الأخ الرئيس الأخوة الأعضاء،
حضرات الضيوف الكرام،
إننا عندما اتخذنا قرار استحداث منصب رئيس الوزراء في مجلسكم التشريعي، وكذلك في مجلسكم المركزي، كنا جادين في خطوتنا هذه من أجل تعزيز عملنا وأدائنا وتكامل مؤسساتنا؛ بما يخدم مصالح شعبنا الوطنية العليا، غير مكترثين بما يشاع هنا أو هناك، وكما ترون أنهم يضعون على "الإنترنت" عدة أركان ضدنا، يشرف عليها بعض الأخصائيين الإسرائيليين، ولكن شعبنا الذي نعتز به، فقد قالت المؤسسة العلمية الإسرائيلية إن بين كل ألف طالب إسرائيلي يوجد أربعة عشر خريجاً شهادات عليا، لكن كل ألف طالب فلسطيني فيه ثمانية عشر خريجاً شهادات عليا. وأنا قلت لهم تسعة عشر ونصف، وهذا نفتخر به، هذا شعب الجبارين.
وسنعمل مع أخي ورفيق دربي، رئيس الوزراء معاً بكل ثقة ومسؤولية؛ من أجل دفع مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال. ومن البداية نحن مع بعضنا البعض مع أبو جهاد ومع أبو مازن ومع كل هؤلاء الأبطال، بدأنا مع بعضنا البعض من الخطوات الأولى.
إننا أيها الأخوة واثقون من أن مسيرتنا نحو هذا الهدف وبعد خطوة استحداث منصب رئيس الوزراء ستكون قوية وراسخة وثابتة، كل في مجاله وكل في مسؤولياته، نتكامل مع بعضنا البعض، من أجل مصلحة شعبنا وتحقيق حقوقه الوطنية العادلة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، انطلاقاً من قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و425 و194 الخاصة باللاجئين الفلسطينيين.
كونوا واثقين من شعبكم شعب الجبارين { إن فيها قوماً جبارين} (لا تزال فئة من أمتي على الدين محافظين، لعدوهم ظاهرين، لا يضرهم من عاداهم، وإنهم لمنتصرون بحول الله، قيل يا رسول الله أين هم ومن هم؟ قال في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس وهم في رباط إلى يوم الدين في هذه الأرض المباركة) أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي محمد صلوات الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح علية السلام. وأنا قلت عندما تكلمت على نابلس على الأقل احترموا كيف هذا الدمار لنابلس هذه البلد الأثرية التاريخية الذي كان يعيش فيها سيدنا يوسف وأبوه وإخوانه ويقولون اثني عشر سبطاً من فين؟ منهم، قبل أن يذهبوا إلى مصر، يأتوا الآن ليدمروا في نابلس هذا الدمار الرهيب الذي لا يتصوره أحد، بما في ذلك مسجد سيدنا يوسف.
أيها الإخوة نعم شعب الجبارين، كونوا واثقين من هذا الشعب شعب الجبارين، ومن أنفسنا ومن قيادتنا، ولن تؤثر فينا الإشاعات ولا الأقاويل، ولا الضغوط والتصعيد الممارس ضد مقدساتنا وأرضنا وشعبنا، وكذلك شعبنا في الأرض والشتات في كل مكان يعاني شعبنا، كما لم تؤثر فينا من قبل "واثق الخطى يمشي ملاكاً (مش مَلِك)"
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْض)،
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)
(وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )
( إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
صدق الله العظيم