التعليم عن بعد في فلسطين

 

في ظلّ إغلاق المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز أخرى، وبقاء الطلاب في منازلهم، بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني رقم 1 لسنة 2020 طوارئ، استنادًا إلى الصلاحيات المخولة له بموجب المرسوم الرئاسي رقم 1 لسنة 2020 بشأن إعلان حالة الطوارئ في جميع الأراضي الفلسطينية لمواجهة خطر فيروس كورونا ومنع تفشيه، ولتفادي ضياع العام الدراسي، وحفاظًا على صحة الطلبة- لجأ عدد كبير من المعلمين إلى خيار التعليم عن بُعد عبر شبكة الإنترنت كبديل مؤقت لنظام التعليم الاعتيادي الوجاهي، وذلك باستخدام جملة من البرامج والتطبيقات الإلكترونية، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح التواصل بالصوت والصورة؛ بحيث يستطيع الطالب الانضمام إلى زملائه ومتابعة المحاضرة أو الحصّة والتفاعل بشكل مباشر؛ أو متابعتها مسجلة بعد أن تحملها المؤسسة التعليمية على أماكن مخصصة.

يعد التعليم عن بُعد في المدارس الفلسطينية التي تضمّ نحو مليون و250 ألف تلميذ في الضفة الغربية وقطاع غزة- حديث النشأة؛ لذا يفتقر العديد من الأساتذة والطلاب إلى المعرفة الكافية بأبجدياته التي لا بد منها لسير العملية التعليمية وفق المستوى المطلوب؛ من هنا سارعت وزارة التربية والتعليم عبر "المعهد الوطني للتدريب التربوي" إلى تنفيذ دورات تدريبية عن بعد للمدرسين؛ لتمكينهم من ممارسة هذا النوع من التعليم؛ في حين كانت معظم مؤسسات التعليم العالي في فلسطين البالغ عددها 52 مؤسسة، ويلتحق بها نحو 218 ألف طالب قد بدأت منذ أعوام بإنشاء منصات إلكترونية؛ وعلى وجه الخصوص الجامعات؛ حيث كانت تعمل الجامعة على إعداد المحاضرات ومن ثم ورفعها على الموقع الخاص بها، ما يمكّن الطالب من العودة لمشاهدة المحاضرة مرة أخرى، وفي أي وقت يريده؛ لذلك كان أسلوب ممارسة  التعليم عن بعد  في مؤسسات التعليم العالي أكثر كفاءة منه في المدارس؛ لكنه حسب العديد من المراقبين لم يرق إلى المستوى المطلوب.

ويؤكد العديد من الخبراء على أن  هذا النوع من التعليم –على أهميته- لا يمكن أن يشكل بديلاً حقيقيًا عن التعليم الوجاهي؛ فالتعليم عن بعد في فلسطين، وخاصة المدرسي، ما زال  يواجه العديد من المشاكل، وفي مقدمتها أن بعض المعلمين والأهالي والطلبة غير مهيئين لمثل هذا الشكل من التعليم، ويفتقرون للمهارات المطلوبة لممارسته، وبالإضافة إلى عدم توفر إمكانيات تقنية لوجستية لدى بعض المعلمين والأهالي، خاصة أجهزة الحاسوب، وشبكة انترنت بسرعات عالية تمكنهم من الوصول على النتائج المرجوة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى انطلاق أصوات في المجتمع الفلسطيني نادت بضرورة العمل على تأسيس نظام تعليمي إلكتروني يتبنى تدريب المعلمين والطلبة والأهالي وتأهيلهم لممارسة مهارات التعليم عن بعد لمساندة نظام التعليم الوجاهي، وليس بديلا عنه، للجوء إليه في حالات الطوارئ، بحيث يتم توفير البنى التحتية المناسبة، ومنصات ومحتوى تعليمي جاهز، لضمان استمرارية وكفاءة العملية التعليمية الفلسطينية في كل الظروف.