التسمية والموقع:
الخليل من أقدم مدن العالم وتاريخها يعود إلى ما يزيد عن 6000 عام، نزلها سيدنا إبراهيم عليه السلام منذ نحو أربعة آلاف عام، وسميت بالخليل نسبة إلى (خليل الرحمن) وتضم رفاته ورفاة زوجته سارة وعائلته من بعده اسحق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، ويونس والخليل، وهي بذلك ثاني المدن المقدسة في فلسطين عند المسلمين، وتضم الكثير من رفات الصحابة، وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين.
بناها العرب الكنعانيون وأطلقوا عليها اسم "قرية أربع"، نسبة إلى اتحاد أربع قبائل كنعانية، وحبرون وتعني "التجمع والاتفاق والصحبة"، وهي ليست كلمة عبرية.
تقع مدينة الخليل على بعد 36 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة القدس، وتبعد عنها 36 كم. يتراوح ارتفاعها من930 متراً إلى 1027عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط. يربطها طريق رئيسي بمدنيتي بيت لحم والقدس.
المساحة وعدد السكان:
تُعد مدينة الخليل أكبر مدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة؛ فقد بلغت مساحة مدينة الخليل عام 1945م (2791) دونماً، وقدر عدد سكانها في عام 1922م بـ (16577) نسمة؛ وفي عام 1945م قدر عدد سكانها بحوالي (24560) نسمة؛ وفي عام 1967م (38300) نسمة؛ وفي عام 1987م (79100) نسمة؛ وحسب إحصاء الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 1997م بلغ عدد سكانها (119093) نسمة؛ وحسب إحصاء عام 2007م وصل عدد سكانها (163146) نسمة؛ وحسب إحصاء عام 2017م وصل عدد سكان الخليل (199319) نسمة؛ ويقدر أن يصل (250142) نسمة في العام 2026.
حارات في مدينة الخليل:
حارة القزازين:
اكتسبت اسمها من صناعة الزجاج، وهي الحارة الوحيدة التي سميت باسم الصنعة التي تركزت فيها. يحدها من الشمال ساحة عين عسكر؛ ومن الجنوب حارة بني دار؛ ومن الغرب تل الرميدة؛ ومن الشرق حارة السواكنة. ومن أحواشها: حوش دنديس، وحوش الشعراوي.
حارة السواكنة:
تقع بين حارة العقابة شرقاً، وحارة القزازين غرباً. سميت بهذا الاسم نسبة إلى إحدى النساء الصالحات، وهي سكينة إبنة الشيخ الزاهد سليمان الحسيني. وتمتاز الحارة بساحتها التي يطلق عليها اسم "المقعد" كما كان السكان يستخدمونها في مناسباتهم المختلفة. من أحواشها: حوش زاهدة، وفراح، ونيروخ، وأبو سرية، والدميري، وأبو عصب، وسيد أحمد، وأبو غليون، وأبو شخيدم، وعبيد، وعلما، وأبو صافية، وحوش النكد، والنتشة (ما يعرف باسم "السواكنة الفوقا").
حارة بني دار:
وتعرف بـ"حارة الديرية"، وبها حارة القصاروة. سميت بهذا الاسم نسبة إلى الداريين الذين يتصلون بنسبهم بالصحابي تميم بن أوس الداري، أو بشقيقه نعيم بن أوس الداري، وتضم أحواش عائلات: الصاحب، وشبانة، والخطيب، والقاعود، ومجاهد، والقصراوي، وبيوض، والحلواني.
حارة العقابة:
تقع إلى الشرق من حارة السواكنة الفوقا؛ وإلى الشمال الغربي من المسجد الإبراهيمي. سميت بـ"حارة العقابة" بسبب موقعها على عقبة (أي قمة هضبة قليلة الارتفاع)؛ وقد يكون للمعنى علاقة بدباغة الجلود وصناعتها. وتعرف أيضا باسم "محلة الدرويش". سكنتها عائلات: مجاهد، والدويك، وأبو ميزر، والحرباوي، والمغربي.
حارة القلعة:
تقع إلى جانب المسجد الإبراهيمي، وتحيط به من الشرق والجنوب الغرب. أخذت اسمها من القلعة الصليبية؛ وأطلق عليها اسم "حارة الحرم" و"حارة الخدمة" بسبب قربها من المسجد، وقيام سكانها على خدمته. سكنتها عائلات: الحموري، والزرو، وأبو الفيلات، وإدريس، ومطاوع، والبكري، وسنقرط، والقيمري، والإمام الأنصاري، وطهبوب، والأشهب.
حارة الحوشية:
وهي صغيرة المساحة، تقع إلى الغرب من المسجد الإبراهيمي، بين حارتي "المحتسبة" و"بني دار". سكنتها عائلات: سدر، وزيتون، والسيوري، والجبريني، وأبو شمسية، وكاشور.
حارة المحتسبة:
تقع إلى الغرب من المسجد الإبراهيمي؛ وإلى الشرق من حارة الحوشية. سكنتها عائلات: المحتسب، وقفيشة، والشريف.
حارة المدرسة:
استعارت اسمها من مدرسة المعارف الوطنية التي تقع إلى جانبها، أو من مدرسة السلطان حسن التي كانت ملاصقة للمسجد الإبراهيمي. سكنتها عائلات: المحتسب، وشيبانة، وأبو رميلة، وأبو رجب، وسلطان، وشاور، والزرو والزعتري.
حارة الأكراد:
تقع شمال المسجد الإبراهيمي. وهي مرتفعة على علو في سفح جبل، وتسمى "بيلون". اكتسبت اسمها من أصل العائلات التي سكنتها، والتي يعتقد أنها قدمت إلى الخليل مع جيوش صلاح الدين الأيوبي، ومنها: سدر، ومرقة، والعسيلي، وفراح، ونيروخ، وأبو خلف.
حارة اليهود:
تقع إلى الجنوب من حارة القزازين. وهي صغيرة المساحة، وتم إلحاقها بحارة القزازين. في أواخر عام 1985 هدم المستوطنون أبنيتها القديمة، وأقاموا مكانها مباني كبيرة، وفق طراز معماري جديد شاذ عن باقي الحارات في الخليل القديمة، في المنطقة الملاصقة لسوق الخضار المركزي.
حارة المشارقة:
تقع إلى الجنوب الشرقي من المسجد الإبراهيمي، ويبدو أنها سميت بهذا الاسم بسبب وقوعها إلى الشرق من المسجد، وتقسم إلى: حارة المشارقة الفوقا، وحارة المشارقة التحتا. سكنت حارة المشارقة الفوقا التي عرفت أيضا باسم "حارة الجعبري الفوقا" عائلات: جابر، والسلايمة، والهشلمون، ودعنا، والجعبري. أما المشارقة التحتا، فقد سكنتها عائلات: غيث، وجويحان، والرجبي.
حارة قيطون:
تقع جنوب غرب البلدة القديمة. سميت بهذا الاسم نسبة لأحد الأولياء ويدعى "قيطون"؛ وفيها زاوية تحمل اسمه، وهي داخل مغارة. سكنتها عائلات: القيسي، والكركي، وأبو سنينة. وتعرف بـ"حارة أبو سنينة" أو "آل الشوبكي" "الرفاعي".
حارة الشيخ علي البكاء:
تقع شمال المدينة، سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ علي البكاء، الذي قدم إلى الخليل من بغداد، وتوفي عام 1272م، ودفن في زاويته التي أصبحت مسجداً. سكن الحارة عائلات: يغمور، وأبو غريبة، والزغير، والهيموني، وعابدين، والجولاني، ومريش، وأبو زينة، والجنيدي، والقواسمة.
حارة الزاوية:
تقع قبالة حي الشيخ علي البكاء من ناحية الغرب؛ وإلى الجنوب منها تقع منطقة عين العسكر، وحارة القزازين، ويفصل بينها شارع الشلالة القديم والجديد. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى زاوية الشيخ محمد السعيد القادري والمعروفة باسم "الزاوية المنجكية".
الاستيطان في قلب مدينة الخليل:
أنشأت إسرائيل "كريات أربع" كأول مستوطنة في الضفة الغربية، وبعد إقامة المستوطنة امتدّ الاستيطان إلى قلب مدينة الخليل من أجل محاولة تهويدها وإخراج سكانها بالقوة والإرهاب، فأنشأوا أربعة بؤر استيطانية بداخلها هي:
1- رمات يشاي:
يطلق عليها اسم "تل الرميده". أقيمت هذه البؤرة عام 1983 وهي بؤرة استيطانية تقع بالقرب من المقبرة اليهودية في الخليل، وهي بؤرة معزولة ومحاطة من جميع الجهات بالأحياء الفلسطينية، وتقدر مساحتها بحوالي 4 دونمات.
2- بيت رومانو:
في العام 1983سيطر مستوطنون على مدرسة أسامة بن المنقذ، وعلى محطة الحافلات وسط الخليل، وشيدوا مستوطنة "بيت رومانو"، وتبلغ مساحتها حوالي 2 دونم.
3- أبراهام أبينو
في العام 1980، سيطر مستوطنون على منزل وسوق للخضار، وأعلنوا عن بناء مستوطنة جديدة داخل البلدة القديمة، عرفت بـ " إبراهيم افينو"، ويطلق عليها "الحي اليهودي" وتبلغ مساحتها حوالي 3 دونمات.
4- "بيت هداساه"(الدبويا):
ويطلق عليها اسم "بيت هداساه" (الدبويا)، أقيمت هذه البؤرة في وسط مدينة الخليل بعد عملية الدبويا في 2/5/1980، وتبلغ مساحتها حوالي 3 دونمات.
ويسيطر المستوطنون على أربعة منازل منفردة في البلدة القديمة من الخليل، وهي:
1- منزل عائلة الرجبي قرب المسجد الإبراهيمي.
2- منزل عائلة أبو رجب بالقرب من ملعب المدرسة الإبراهيمية.
3- منزل عائلة البكري في تل الرميدة.
4- منزل عائلة الزعتري في شارع السهلة.
ولم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإقامة هذه المستوطنات، بل قسّمت الحرم الإبراهيمي إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين (45٪)، وآخر باليهود (55٪)، بعد قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلمًا أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 شباط 1994. كما منع الاحتلال رفع الأذان فيه، ووضع البوابات الإلكترونية على مداخله، وأغلق شارع الشهداء أمام السكان وقطَّعوا أوصال المدينة عن بعضها البعض بعشرات الحواجز والكتل الإسمنتية، وأغلق العديد من الأحياء والأسواق والمحال التجارية.
ويسكن الخليل القديمة نحو 600 مستوطن، و200 طالب في مدارس دينية يهودية، يحميهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
الصناعات التقليدية في مدينة الخليل:
تحتل الصناعات التقليدية الفلسطينية مكانة خاصة بين فروع الصناعة في مدينة الخليل؛ نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي اللذين تحملهما كل من هذه الصناعات؛ فهي من جهة تعبّر عن تاريخ الشعب الفلسطيني وثقافته؛ إذ تجسّد الوجود الفلسطيني على أرضه عبر حضارات متواصلة؛ كما تشكّل هذه الصناعات مصدراً حقيقياً لتنمية الدخل الوطني إذا ما تمّ استغلالها وتطويرها بالشكل المطلوب. وقد ارتبطت الصناعات التقليدية منذ زمن طويل بقطاع السياحة؛ وهكذا فقد شهد هذا القطاع حالات مد وجزر منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، حيث شهد في كثير من الأوقات ركوداً نتيجة انعكاسات سياسة الاحتلال السلبية والتي كانت واضحة المعالم على الصناعات التقليدية بما صاحبها من إغلاقات متكررة فرضتها سلطات الاحتلال، إضافة إلى المعوقات الضريبية والإدارية التي عملت على القضاء على فرص وامكانيات تسويق منتجات هذه الصناعة.
وحسب "لجنة إعمار الخليل" احتضنت مدينة الخليل، الكثير من الحرف والصناعات التقليدية، وفي مقدمتها:
صناعة الزجاج:
وجدت صناعة الزجاج في عدد من حارات المدينة، من أهمها حارة القزازين، وكانت موزعة ضمن الأحياء في مبانٍ واسعة يتوسطها معمل الزجاج، وهو عبارة عن فرن يذاب فيه رمل من برية الخليل الشرقية. ويتم صهر الرمل بتعريضه لحرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية، حيث يتحول الرمل إلى كتلة من الزجاج المنصهر يسهل من خلالها تشكيل الأدوات الزجاجية.
وفي بداية القرن العشرين أصبحت هذه الصناعة شبه محصورة في عائلة النتشة، ثم تناقلوها من جيل إلى جيل.
ورغم حدوث بعض التغيرات في هذه الصناعة مثل المواد الخام، والأشكال المنتجة، ونوع الزبائن، وحاجاتهم، وطرق الحرق وموادها إلا أنها احتفظت بطرق العمل نفسها وبالكثير من الأشكال التقليدية، وما زالت تحتفظ بالطابع القديم؛ فالرمل مثلًا لم يعد المادة الأساسية التي يحضّر منها الزجاج؛ إذ يستخدم اليوم قطع الزجاج المكسر، حيث يعاد صهره من جديد.
أما الموقع، فقد وجدت هذه الصناعة في البلد القديمة، في حارة الزجاجين، بجانب بركة ومسجد القزازين؛ بينما تقع مصانع الزجاج حالياً في مدخل المدينة بجانب الشارع الرئيس. وأخيراً، هناك اختلاف بشكل عام من الغاية أو الهدف من صنع هذه الأدوات؛ فقديماً كانت تكتسب هذه الأدوات أهميتها لاستخدامها في الحياة اليومية، ومنها الأساور المزخرفة بألوان متداخلة ومتغايرة ومتعددة.
أما اليوم فتستخدم معظم الآنية المصنعة للزينة، لتوفر البديل العصري عنها. ولم يتغير شكل الآنية كثيراً، لكن التغيير قد أصاب طريقة الزخرفة لإظهار الآنية بأجمل ما يمكن، ومنها إضافة قطع من القماش المطرز بالأشكال النباتية التي تتوزع على جسم الأداة. ونجد بعض الأدوات المزخرفة بقطع من البرونز بأشكال نباتية مرصعة بالخرز الملون، والتي تفرد على أجزاء معينة من جسم الأداة مثل العنق، بالإضافة إلى المواد التي تستخدم باستعمال المواد البلاستيكية، ويتم رسمها بعد الانتهاء من عملية الصنع، وتكون بأشكال نباتية وهندسية ومتداخلة بالألوان المذهبة.
صناعة الخزف:
ظهرت هذه الصناعة في مدينة الخليل في النصف الثاني من القرن العشرين، وارتبطت في بداية ظهورها بصناعة الفخار، حيث كان يتم طلاء الأدوات الفخارية مثل الصحون والكاسات بعد صناعتها بالطين الأبيض، الذي يتم استيراده من الخارج؛ ويتم شواؤها والرسم عليها، ثم تزجيجها ووضعها في الفرن.
ظهرت هذه الصناعة في منطقة الفحص جنوب شرق البلدة القديمة، ثم انتقلت إلى منطقة واد التفاح. وتقوم هذه الصناعة على استيراد مادة الطينة الخام من إسبانيا أو إيطاليا بشكل قوالب، حيث تقطع حسب حجم الأداة المراد تصنيعها، وتصنع بواسطة قوالب جاهزة مصنوعة من الجبس، وتكون على شكل زبادي، وصحون، وكاسات، وجاطات، وبلاط؛ حيث توضع العجينة في القالب، وتحرك بواسطة الدولاب لتتخذ الشكل المطلوب، ثم توضع في الفرن الكهربائي بدرجة حرارة تصل إلى 1060 درجة مئوية، حيث تتم عملية شواء الأدوات وتصبح بلون أبيض، ثم ترسم عليها رسومات باليد أو بالطباعة بالورق الشفاف، وعند الانتهاء تتم عملية التزجيج بوضعها في محلول ماء وبودرة (مادة زجاجية) لتعود إلى الفرن مرة أخرى بدرجة حرارة تصل إلى 1040 درجة مئوية، ومن ثم تكون الأداة جاهزة للبيع في الأسواق المحلية؛ لكن القسم الأكبر يتم تصديره إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.
صناعة الفخار
وجدت هذه الصناعة في البلدة القديمة، ومن العائلات التي عملت فيها: عائلة الفاخوري، التي يظن أنها قدمت من غزة، ثم توارث أبناء هذه العائلة المهنة. وتشير سجلات المحكمة الشرعية إلى وجود ست مفاخر في مدينة الخليل، منها ثلاث لعائلة الفاخوري. وجدت هذه الصناعة في حارة المشارقة من الجهة الغربية، كما وجدت خلف مدرسة أسامة بن منقذ، وقد أطلق عليها طلعة التنانير، ثم انتقلت جنوب الحرم الإبراهيمي في منطقة السهلة. وكانت هذه الصناعة ذات أهمية في الحياة اليومية، حيث تصنع الأدوات المنزلية من زبادي وصحون وجرار صغيرة وكبيرة. وقد توفرت المادة الخام لهذه الصناعة في مدينة الخليل. وتصنع الأدوات بواسطة العجلة، وتزخرف بعض القطع باليد أو بواسطة ملقط، ثم توضع في الفرن لفترة من الزمن، ويتم بيعها في الأسواق المحلية.
وهناك العديد من الصناعات التقليدية الأخرى في مدينة الخليل مثل النسيج ودباغة الجلود وغيرها.
أبرز المعالم السياحية والتاريخية في الخليل:
الحرم الإبراهيمي:
من أبرز المعالم السياحية والأثرية الدينية في المدينة الحرم الإبراهيمي، الذي يعتبر أيضاً من أهم المنشآت المعمارية التي ارتبطت باسم مدينة الخليل، ويقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الحديثة، ويحيط بالمسجد سور ضخم يعرف بالحير، بني بحجارة ضخمة يزيد طول بعضها على سبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر، ويصل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد عن خمسة عشر متراً، ويرجح أن السور من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأدومي خلال فترة حكمه للمدينة (37 ق.م- 9م)، وشيد السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحثي، والتي هي مرقد النبيين: إبراهيم ويعقوب، وأزواجهم، عليهم السلام.
اشترى سيدنا إبراهيم مغارة المكفيلة من حاكم المدينة عفرون بن صوحر الحثي، واتخذ منها مدفنا له ولأسرته من بعده، وبموجب ذلك دفن فيها هو وزوجته سارة؛ كما دفن فيها إلى جانبه ابنه إسحق وزوجته رفقة، وحفيده يعقوب، وزوجته ليئة، وبني بجواره مقام سيدنا يوسف بن يعقوب.
مع انتشار المسيحية في عهد الإمبراطورية الرومانية اتخذ من المكان وحرمه كنيسة دمرت على أيدي الدولة الفارسية الوثنية إبان احتلال فلسطين عام 614 ميلادي.
وفي عهد خلافة بني أمية أعيد إعمار السور الأدومي، ورفعت شرفاته العلوية مع السقف، وظلت مقامات الأنبياء بالقباب، وفتح باب في الجهة الشرقية.
بعد احتلال إسرائيل للمدينة في عام1967م، شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيط المدينة ثم في داخلها، حيث يوجد حاليا أربعة مواقع استيطانية يهودية.
تعرض المسجد، ولا يزال يتعرض، للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة من الجنود والمستوطنين بهدف تحويله إلى معبد يهودي. ومن أفظع المجازر التي تعرض إليها، المجزرة البشعة التي ارتكبها الإرهابي الإسرائيلي باروخ جولد شتاين (أحد مستوطني كريات أربع) بينما كان المصلون ساجدين في صلاة الفجر في الخامس عشر من رمضان 25/2/1999. وقد ذهب ضحية هذه المجزرة 29 مصلياً، فضلاً عن جرح العشرات، وعلى أثر المذبحة تم تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.
بركة السلطان:
تقع في قلب البلدة القديمة في مدينة الخليل إلى الجنوب الغربي من المسجد الإبراهيمي، عُمِّرت بركة السلطان بأمر من السلطان المملوكيّ المنصور قلاوون عام 1283م.
السلطان سيف الدين قلاوون الألفي، الذي تولى السلطة على مصر والشام أيام المماليك بناها بحجارة مصقولة، وقد اتخذت شكلًا مربعًا بلغ طول ضلعه أربعون مترًا تقريبًا، ويبلغ عمقها نحو 25 مترًا، وعرفت منذ ذلك اليوم ببركة السلطان.
بنيت هذه البركة بهدف سقاية الحجيج القادمين من الشام وشمال فلسطين إلى الديار الحجازية، وشكلت في حينه مصدرًا للمياه لجميع سكان الخليل وزوارها، وكانت، أيضًا محورًا للقاءات الاجتماعيَّة ولتبادل الثقافات بين السكان والوافدين. أهملت البركة حاليًّا، وجَفَّت مياهها بسبب وقوعها ضمن نطاق سيطرة الاحتلال الإسرائيليّ، تعود ملكية البركة للأوقاف الاسلامية.
بلوطة سيدنا ابراهيم:
تقع بالقرب من كنيسة المسكوبية على جبل الجلدة وهي شجرة ضخمة يرجح بأن عمرها يزيد عن خمسة آلاف سنة، وتبدو بلوطة إبراهيم الان كبيرة وضخمة وجافة يحمي أغصانها أسلاك غليظة، تربط بين أجزائها، وعليها سياج يحيط بها، ولا يسمح لأحد بالدخول إليها حفاظا عليها، وحولها توجد شجرات بلوط يانعة كبيرة يعتقد أنها نبتت من بذورها.
بئر حرم الرامة:
يقع بئر حرم الرامة على بعد 3 كم إلى الشمال من مركز مدينة الخليل، وترتفع عن سطح البحر 1024 متراً، يعود تاريخه إلى الإمبراطورية الرومانية في عهد الإمبراطور الروماني هدريان (117-138 ميلادي) عرف كمركز تجاري مهم، حجارة بنائه مماثلة لحجارة المسجد الإبراهيمي، وكغيره من المواقع الأثرية يواجه أطماع الاحتلال الإسرائيلي.
كنيسة المسكوبية:
هي الكنيسةُ الوحيدة في مدينة الخليل، وتمتاز بقبابها الذهبية، بنيت عام 1906، وتبلغ مساحتها نحو 600 متر مربع تقريباً مبنيَّة من الحجر على أرض مساحتها 70 دونماً. وقد أخذت تسمية المسكوبية من نسبتها إلى العاصمة الروسية (موسكو)؛ فالمسكوبية هم النصارى الروس الذين أتو إلى فلسطين عام 1868م، وهي من أهم المعالم الأثرية التي تعود ملكيتها إلى روسيا في منطقة الضفة الغربية.
فندق فلسطين (متحف الخليل)
هو فندقٌ تاريخي في مدينة الخليل؛ إذ تُشير بعض المصادر إلى أن عمره 150 سنة وهو أول فندق تم بناؤه في الخليل، وأُعيد ترميمه لاحقاً ليكون متحفاً يستقطب الزائرين للمدينة. تأسس في الفترة بين 1928-1929 في ساحة بلدية الخليل عند بداية البلدة القديمة، حيث يتوسط شارعي الشلالة القديم والجديد. استُخدم فندقًا منذ إنشائه حتى عام 1964، حتى تحول إلى مصنعٍ للأحذية، واستمر كذلك حتى الانتفاضة الثانية، حيث أُغلق نظرًا لإنشاء نقطةٍ عسكرية إسرائيلية بالقرب منه، ليُعاد ترميمه وفتحه أخيراً متحفاً لتعزيز السياحة في المدينة.
الكرنتينا
شيدت الكرنتينا في مدينة الخليل منذ بداية القرن الثامن عشر (عام 1848م)، وسميت في حينه "تحفظخانة" وهي كلمة تركية تعني الحجر. يحيط بالمبنى سور حجري مرتفع يتخذ شكل المربع، ويضم بداخله عددًا من المباني والغرف، بقباب وأقواس ضخمة تجاوز عددها 18 غرفة، كانت تستعمل لأغراض الحجر الصحي للأمراض المعدية مثل الطاعون والكوليرا، وتستخدم اليوم كمركز وعيادات صحية للبلدة القديمة، وللسور مدخل ضخم كمدخل القلعة المحصنة، نقش أعلى بوابته بأحرف عربية وباللغة التركية، أنها أنشئت في عهد السلطان العثماني عبد المجيد بن محمود عام 1265 هجري.
التوأمة مع مدن أخرى:
وقعت بلدية الخليل اتفاقيات توأمة مع مدينتى "بيزا" و"جنوا" الإيطالية، ومدينتي "بلفورد" و"اركوي" الفرنسية، و"قرطبة" الإسبانية، ومدينتي "فاس" و"الدار البيضاء" المغربية، والمدينة المنورة السعودية.