سلفيت

سلفيت

التسمية:

اختلفت الآراء وتعددت حول تسمية سلفيت بهذا الاسم، باختلاف النسبة إلى أراضيها والخرب التي تحيط بها،  والأقوام التي سكنتها،  فلكل منهم سبب اعتمد عليه، حيث أن هناك رأياً يقول: إن السبب في التسمية يعود إلى أن لفظ سلفيت ينقسم إلى قسمين: الأول، سل (السل) المعروف في لغتنا الحالية (وهو الوعاء المنسوج من القصب)، وأما المقطع الثاني، (فيت) ويعني العنب، وبذلك يصبح اسمها سل العنب، وهذا يدل على أن هذه الأراضي كانت مزروعة جميعها بالعنب.

والرأي الآخر يقول: إن سلفيت ذات مقطعين هما: الأول، سل وهو (السل) المعروف في لغتنا الحالية، والمقطع الثاني، (فيت) وهو (الخبز) وبذلك تعني أرض الخير والبركة، ويعود ذلك لكثرة الينابيع فيها؛ حيث يصل عدد الينابيع في سلفيت إلى أكثر من مئة نبع، ومن المرجح أنها سميت بهذا الاسم  لكثرة أشجار الكرمة فيها. مما يدل على أن أرضها كانت مشهورة بزراعة العنب إذ يوجد كثير من المعاصر الحجرية التي تم اكتشافها حول المدينة.

الموقع:

تتميز بموقع جغرافي فريد لإشرافها على الساحل الفلسطيني المحتل، ووقوعها في خاصرة الضفة الغربية؛ لتشكل حلقة وصل ضمن امتداد يربط الساحل الفلسطيني بمناطق غور الأردن، تبعد حوالي 20 كم إلى الشمال من مدينة رام الله؛ وحوالي 26 كم إلى الجنوب من مدينة نابلس؛ وحوالي 22.5 كم جنوب شرق مدينة قلقيلية، وترتفع عن سطح البحر في أعلى نقطة فيها نحو 570م.

عدد السكان:

وفقًا للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 1997، بلغ عدد سكان مدينة سلفيت 7,103 نسمة. أما في التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2017، فقد بلغ عدد سكان المدينة 10,911 نسمة ويقدر الجهاز أن يصل عدد سكان المدينة في منتصف العام 2026 نحو 13,276 نسمة.

المخطط الهيكلي للمدينة

خلال فترة الانتداب البريطاني عام (1945) تم إعداد خارطة مساحية للمدينة، كما أعد مخطط هيكلي خاص بها، حيث كانت المساحة التي شملها المخطط (100) دنم. وفي عام (1976)م، تم إعداد مخطط هيكلي آخر لها، بمساحة قدرها 3400 دنم تقريباً، وفي عام (1993)م تم إعداد مخطط جديد نتيجة لزيادة عدد السكان وحاجة المدينة للتوسع، تم إضافة ما مساحته (450)دنم تقريباً لحدود المدينة.

لمحة تاريخية:

سلفيت مدينة قديمة توالت عليها العديد من الحضارات، فهي تعتبر مدينة كنعانية الأصل، وفي فترات لاحقة سكنها الرومانيون والمسلمون، ويوجد العديد من الخرب المنتشرة في أراضيها.

وخلال الحكم التركي كانت سلفيت تتبع ولاية شرق بيروت، وكانت آنذاك تضم العديد من القرى والبلدات المحيطة، حيث أصبحت في عام 1882م مركزاً لقضاء يمتد من مشارف الغور حتى البحر، أدار شؤونه قائم مقام يتبع متصرف نابلس، حيث قامت الحكومة التركية ببناء الدوائر الحكومية ومركز الشرطة ومسجد،  وبعد فترة عادت إلى ناحية، وبقيت على ذلك أيام الانتداب البريطاني، حيث تم سلخ قرى كفر قاسم غرباً، وقراوة بني زيد جنوباً، وحوارة وعينبوس شرقاً، ومنذ عام (1965م) عادت مركز قضاء يتبعها إدارياً 23 بلدة وقرية.

وبعد قيام السلطة تم ترفيعها بقرار من المجلس الوطني الفلسطيني إلى محافظة، وبناءً على ذلك تم فتح العديد من المديريات فيها لخدمة أبناء المحافظة.

أبرز المعالم السياحية والأثرية في محافظة سلفيت

بلدة ديراستيا القديمة:

بنيت في ثلاثة عهود متعاقبة العهد الروماني تحت البناء الحالي للبلدة القديمة أما الأبنية الظاهرة اليوم فتعود إلى العهدين المملوكي والعهد العثماني، ولعل أبرز أبنيتها قصر عبد الرحيم موسى أبو حجلة

بني القصر قبل 400 عام، ويتكون من ثلاثة طوابق حجرية بنيت بزيت الزيتون والشيد؛ ويحتوي على 10 غرف كبيرة، وساحة، وسجن، ومكان للإعدام (مشنقة).

يحتوي في بعض جدرانة على أوانٍ فخارية مرتبة فوق بعضها للتهوية؛ إضافة إلى احتواء القصر على نظام تدفئة؛ إذ تنتشر بعض المداخن في جدرانه. كان القصر مقرًا للحاكم العثماني، ثم سكنه آل قاسم، ثم اشترته عائلة أبو حجلة قبل نحو 110 أعوام.

رممت بلدية دير استيا القصر بالتعاقد مع آل ابو حجلة؛ مقابل استغلاله لمدة 20 عامًا؛ لتحويله بيتًا لاستضافة السياح الزائرين.

قصـر " آل طه " في بديـا

يقع القصر في وسط بلدة بديا الواقعة شمالي غربي مدينة سلفيت، بني عام 1856 وكان صاحب القصر سليمان طه مختار بديا في ذلك الوقت؛ ومن بعدها ورثه ابنه يوسف سليمان طه؛ وكان ديوانًا ومضافة في ذلك العهد.

استضاف القصر عيادة طبية أسبوعية قبل الحرب العالمية الأولى؛ في عام 1936 كان مقرًا لقيادة الثورة في محافظة سلفيت، وكان فيه جماعة الفصيل العراقي، وكان يقوده عسكريًا الحافظ المحفوظ من بلدة كفر الديك؛ وكان المقر والمخبأ السري للثوار. لقد كان ابن صاحب القصر رضا طه القائد الاجتماعي والسياسي للفصيل؛ إذ استشهد في عام 1936. استولت عليه سلطات الانتداب البريطاني بعد أن اكتشفت أنه مقر للثوار وحولته إلى نقطة لجيشها.

رممت القصر عام 2011 مؤسسة مركز المعمار الشعبي "رواق"، بتمويل من الوكالة الدولية السويدية للتنمية "سيدا"؛ كي تستخدمه "جمعية نساء من أجل الحياة" التي احتفلت بافتتاحه مقرا جديدًا لها في بديا. ويشار إلى ان "جمعية نساء من أجل الحياة" جمعية نسوية فلسطينية أهلية تنموية غير ربحية تعمل على تمكين النساء والشباب في مختلف الجوانب.

مقام ذو الكفل:

يقع في بلدة كفل حارس يتكون من غرفتين متلاصقتين، إحداهما تضم ضريحاً كبيراً، والأخرى قبة كانت تستخدم كاستراحة للزوار، ويشكل هذا المقام جزءاً من التراث الديني والثقافي لبلدة كفل حارس، ومزاراً مهماً للسكان المحليين والزوار من خارج القرية.

خربة "دير سمعان" الأثرية:

تقع شمال غرب بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت، تبلغ مساحتها ستة دونمات و57 مترًا مربعًا، في عام 2020 أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلب قرارا عسكريا يقضي بمصادرة أراضي قلعة دير سمعان لتحويلها إلى مناطق ترفيهية ومتنزهات للمستوطنين ولتزوير واقعها الأثري كحضارة تعاقبت عليها عصور البيزنطيين والرومان والإسلام.