نبذة تاريخية:
بيت حانون قرية قديمة كان بها بيت لعبادة الآلهة والأصنام، أسّسها ملك وثني هو الملك حانون، وكانت مصيفاً له، جرت بينه وبين الملك اليافي حروب طويلة حتى أهلكا بعضهما، فأنشئ له تمثال وضع في بيت العبادة؛ فاشتهرت القرية باسم "بيت حانون".
وورد في تاريخ بئر السبع في سنة 720 ق.م أن سرجون مشى بجيوشه إلى جنوب فلسطين فأخضع أهلها لحكمه. ودخل أهلها الإسلام منذ الفتح الإسلامي، وقد جرت فيها وقائع وحصلت نواحيها معارك دموية لأنها باب غزة الشمالي، وفي الأحد الرابع عشر الأول من عام 637هـ وقعت حرب بين الفرنجة والمسلمين، هزم فيها الفرنجة، كما تذكر البلاطة المثبتة فوق مسجد القرية الذي بُني خصيصاً لذكرى هذه الموقعة، وسمي مسجد النصر إحياءً لذكرى هذه الوقعة.
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة بيت حانون في شمال قطاع غزة وترتفع 50 مترًا عن سطح البحر، حيث يحدها من الشرق والشمال الحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ويحدها من الغرب والجنوب أراضي مدينة بيت لاهيا. ويعتبر موقع بيت حانون موقعاً متميزاً لوجود أكبر معبر برى يربط قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م (معبر بيت حانون).
السكان:
تعتبر مدينة بيت حانون من المدن عالية الكثافة السكانية، حيث بلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة منهم: 32.597 يقطنون داخل المدينة، و 7400 يسكنون في منطقة العزبة والأبراج ويسكنون في مساحة لا تتجاوز ربع مساحة المدينة (3040) دونمًا من أصل 12.500دونم، ونجد أن سكان بيت حانون كجزء من سكان فلسطين ينتمون إلى مجموعة الدول النامية ذات القاعدة العريضة، حيث يزداد عدد السكان في الفئات تحت سن 14 سنة وتبلغ نسبتهم 54.6% حسب دائرة الإحصاء المركزي.
أولاً: الوضع الاقتصادي:
1- الزراعة:
تعد مدينة بيت حانون مدينة زراعية يعتمد معظم سكانها على الزراعة وفلاحة الأرض لكسب قوتهم. وأشهر ما كانت تمتاز به المدينة زراعة الحمضيات والخضراوات والتي تمد المدينة والمناطق المجاورة لها بالخضراوات الطازجة التي تحتاجها. وتشكّل المساحة المخصصة للزراعة نسبة 45% من إجمالي مساحة المدينة إلا أنّه في الواقع الحالي أصبحت المدينة جرداء نتيجة العدوان المستمر الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، حيث قام خلال انتفاضة عام 2000 بتجريف 7500 دونم من أراضي المدينة وجميعها أراض زراعية.
2- العمل داخل إسرائيل:
مدينة بيت حانون تعاني كغيرها من مدن فلسطين من البطالة، ويعتمد الكثير من أهلها الفقراء على العمل داخل الخط الأخضر، حيث يعتبرون من فئة العمال المهرة والكفاءات المدربة؛ ما يشكل مصدراً أساسياً لدخل السكان، و يتراوح عدد العمال العاطلين عن العمل 2000 عامل.
3- الصناعة:
يوجد في المدينة منطقة صناعية على مساحة 261 دونمًا وهذه المنطقة يوجد بها عدد من المصانع والورش الخفيفة ويعمل بها عدد 200 عامل تقريباً، وأهم الصناعات في هذه المنطقة (صناعة الخرسانة، البلاط، الأقمشة، البلاستيك، الأدوية، ومستحضرات التجميل).
كذلك يقع في المدينة العديد من ورش الحدادة والنجارة الخاصة وهي ورش بسيطة تقوم بأعمال يومية، ولا يتعدى نشاطها المدينة.
ثانياً: التعليم:
يشكل التعليم سمة أساسية من سمات المدينة، ويلقى اهتمامًا كبيرًا من كافة السكان. حيث يوجد في المدينة العديد من المدارس التي تنقسم من حيث الجهة المشرفة عليها إلى:
1- مدارس وكالة الغوث الدولية: وتعطى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، حيث يوجد في مدينة بيت حانون ثماني مدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية.
2- مدارس حكومية: حيث يوجد في مدينة بيت حانون أربع مدارس حكومية، تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، وتوجد بها كلية الزراعة التابعة لجامعة الأزهر.
3- رياض الأطفال: يوجد في مدينة بيت حانون عشر روضات موزعة بشكل عشوائي منها رياض أطفال تابعة لجمعيات خيرية ومنها تابعة لقطاع خاص.
وتفتقر المدينة للمؤسسات التعليمية الأكاديمية مثل الكليات و المعاهد ومراكز التعليم المستمر. ومن أهم المشاكل التي تعاني منها المدينة في قطاع التعليم، النقص الحاد في عدد المدارس، ويعاني طلاب المدينة من ازدحام شديد داخل الفصول بسبب العدد الكبير في الفصل الواحد، ونظام الدوام المسائي حيث تفتح المدارس أبوابها لفترتين صباحية ومسائية لتفي بحاجة الطلاب والذين يتجاوز عددهم 11000 طالباً وطالبة في جميع المراحل.
ثالثاً: المرافق الصحية:
يوجد في مدينة بيت حانون عدد من المرافق الصحية، منها عيادة تابعة لوكالة الغوث الدولية وخدماتها محدودة لاعتبارها مستوصفاً يعمل ستة أيام أسبوعيا بدوام صباحي فقط، وهناك مركز شهداء بيت حانون الطبي التابع لوزارة الصحة وهو مخصص للرعاية الأولية، وعيادة عزبة بيت حانون التابعة لوزارة الصحة، كما ويوجد في المدينة مستشفيان هما: مستشفى بيت حانون، ومستشفى (بلسم) العسكري التابع للخدمات الطبية العسكرية ويقدم خدماته للعاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهناك عيادة بسيطة تتبع لإتحاد لجان العمل الصحي (مركز القدس الطبي) ومركز آخر لرعاية المعاقين تشرف عليه الإغاثة السويدية.
رابعاً: الخدمات الرياضية:
مدينة بيت حانون تعاني من ضعف الأنشطة الرياضية؛ بسبب ظروف الانتفاضة، ويوجد بالمدينة ناديان رياضيان هما:
1- نادي شباب بيت حانون الأهلي.
2- نادي بيت حانون الرياضي.
علما بأن هذه النوادي لا تفي بحاجة السكان لافتقارها للساحات المناسبة لمزاولة الأنشطة والتمارين الرياضية، ولعدم وجود أي مراكز شبابية أخرى.
خامساً: المرافق الثقافية:
تفتقر مدينة بيت حانون للمرافق الثقافية، وهي بحاجة لمكتبة عامة، ويقتصر النشاط الثقافي فيها على ما تقدمه بعض جمعيات تنمية المجتمع من أشطة بسيطة ومرحلية لا تتلاءم مع الحاجة الماسة لأهالي المدينة.
المرافق السياحية في مدينة بيت حانون:
يمكن القول أنه لا توجد بقعة على وجه الأرض إلا ولها طبيعتها وجمالها وسحرها الخاص، إلا أن مدينة بيت حانون تنفرد بمقومات سياحية تجعلها مركز جذب سياحي، وذلك لموقعها الجغرافي المتميز فهي تقع على الثغر الشمالي لقطاع غزة، ولمناخها المعتدل، وما تتمتع به من مناظر طبيعية جذابة، ومواقع أثرية تشهد على الحضارات المتعاقبة وتدل على تطور في فن العمارة خلال الحقب التاريخية المتعاقبة.
ويوجد في المدينة مسجد النصر الذي يرجع تاريخه إلى 637هـ، وكذلك قبة أم النصر.
و تتميز المدينة بأنها غير مستوية، ويقع فيها مناطق منخفضة ومناطق مرتفعة وعدة أودية (وادي بيت حانون - وادي بريدعة - وادي الدوح).
الوضع البيئي:
تعاني مدينة بيت حانون من مشاكل بيئية متعددة، تعود لأسباب كثيرة منها:
1- النهضة العمرانية في المدينة وما ينتج عنها تراكم مخلفات البناء.
2- تكدس نفايات المنازل المدمرة، والمخلفات الناتجة عن تجريف الأراضي والمنشآت والمزارع والسيارات.
3- وجود مكبات نفايات قديمة مهجورة بلا معالجة.
4- عدم استكمال شبكة الصرف الصحي في بعض المناطق والأحياء.
5- نقص مساحة الأراضي في المناطق الصناعية وازدحام هذه المنطقة.
6- ارتفاع نسبة النترات في مياه الشرب.
7- ارتفاع درجة الحرارة بمعدل أربع درجات عن المعدل الطبيعي بسبب البنايات العالية.
8- الاعتداء على الأشجار، واقتلاعها وتدميرها، لذلك فالمدينة بحاجة الى إعادة تشجير أراضيها ودعم المشاريع التي تعنى بإقامة الحدائق العامة والمتنزهات.
9- البناء العشوائي وغير المنظم.