الموقع والتسمية:
تقع رفح في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية على خط الطول الشرقي 30-52، وخط العرض الشمالي 29-36، وتبتعد عن ساحل البحر المتوسط 5.5ميل. كما تبتعد عن مدينة غزة 38كم، وعن خانيونس 13كم، وعن قرية الشيخ زويد في سيناء 16كم، وعن مدينة العريش المصرية 45 كم.
ترتفع رفح عن سطح البحر بـ 48 متراً. وتتميز بأرضها الرملية، حيث تحيط بها الكثبان الرملية من كل جهة.
عرفت رفح قديماً بأنها الحد الفاصل بين مصر وسوريا على البحر المتوسط. فمن بعدها تقل الأمطار وينتهي الخصب وتبدأ الصحراء.
مناخها شبة صحراوي رغم قربها من البحر المتوسط، ويتراوح متوسط درجة الحرارة فيها ما بين 30 درجة صيفاً، وعشر درجات شتاءً، ويبلغ متوسط كمية الأمطار التي تهطل على رفح 250ملم.
يرجع أصل تسمية مدينة رفح بهذا الاسم إلى العهود القديمة، فتاريخ تأسيسها يرجع إلى خمسة آلاف سنة. أطلق عليها المصريون القدماء اسم روبيهوى، أما الآشوريون أطلقوا عليها اسم رفيحو، أما الرومان واليونان أسموها رافيا. أما اسم رفح الحالي فقد أطلقه عليها العرب.
المدينة عبر التاريخ:
مرّت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام.
وفى عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد حدثت فيها معركة عظيمة بين الآشوريين والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وآل النصر في هذه المعركة للآشوريين. وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام ،وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاماً إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها.
أما في العهد المسيحي؛ فقد اعتبرت رفح مركزاً لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون العرب على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة بن الخطاب.
إلا أنه في القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خراباً ثم عادت للازدهار بعد ذلك. وقد مرّ بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، كما زارها كل من الخديوي إسماعيل، والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعه تحت شجرة السدرة القديمة.
وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين. وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها اليهود في عام 1956م، ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957م حتى عام 1967م، حيث احتلها اليهود. وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء ووضعت أسلاك شائكة لتفصل رفح سيناء عن رفح الأم. وتقدّر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقي من مساحة أراضيها 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات قبل إخلائها في عام 2005.
السكان:
يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خانيونس وإلى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا لرفح بعد النكبة في عام 1948م، وترجع أصولهم إلى مختلف قرى ومدن فلسطين المحتلة خاصة التي كانت تابعة لقضاء غزة.
السنة |
عدد السكان |
1922 |
599 |
1931 |
1423 |
1945 |
2220 |
1963 |
4233 |
1967 |
10800 |
1979 |
90000 |
وفي التعداد السكاني لرفح والذي تمّ عام 1997م وصل عدد سكانها إلى 91931 نسمة. ويقدر متوسط معدل النمو السكاني في المدينة عام 1997م بـ 4.23% وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في مناطق السلطة الفلسطينية. وارتفع عدد سكان مدينة رفح في آخر تعداد للسكان (121774 ) والذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2007م.
النشاط الاقتصادي:
يتنوع النشاط الاقتصادي في رفح رغم بساطته، حيث يقوم اقتصادها على ثلاثة قطاعات اقتصادية، وهي: النشاط التجاري، النشاط الزراعي، النشاط الصناعي وصيد الأسماك.
النشاط التجاري:
يزدهر النشاط التجاري في رفح نتيجة موقعها الجغرافي الحدودي، وطبيعة تكوينها الرملي، والذي جعلها لا تصلح للزراعة، وبذلك اتجه سكانها نحو التجارة بين مصر وفلسطين، وساهم في ذلك رؤوس الأموال المتدفقة لها من أبنائها العاملين في الخارج. ويقام في رفح سوق شعبي كل يوم سبت يؤمه الناس من غزة وخانيونس.
النشاط الزراعي:
بدء في التحسن بعد الستينات، حيث قام أصحاب الأراضي بحفر الآبار؛ ما ساهم في إنجاح زراعة الحمضيات، كما تمّ استصلاح أراضي قريبة على شاطئ البحر وبذلك أصبحت مواصي رفح لاتقل أهميتها عن مواصي خانيونس، وتقدر المساحة المزروعة في رفح حوالي 7500 دونم مزروعة بالحمضيات، وأشجار اللوز، والخضروات، ويعمل في هذا المجال ما يزيد عن ألف مواطن.
أبرز المواقع السياحية والتاريخية
خربة رفح:
يوجد فيها أساسات من الطوب، وقطع معمارية، ومقبرة قديمة، وتيجان أعمدة.
تل رفح:
وفيه أنقاض وجدران مبنى من الطوب وقطع فخارية؛ لأن راقيا الرومانية كانت تقوم على هذا التل.
خربة العدس:
تقع في الجنوب الشرقي من رفح وتحتوي على سقف فخار فوق موقع أثري متسع.
تل المصبح:
ويقع في الجنوب الغربي من القرية فيه قطع من الفخار.
أم مديد:
يوجد فيها تلال من الأنقاض والحجارة وقطع رخامية وفسيسفاء وشقف الفخار.
المدينة اليوم:
تعتبر رفح اليوم إحدى خمس محافظات في قطاع غزة، تتكون مدينة رفح اليوم من 12 حي وتجمعات سكنية وهي: منطقة المواصي، تل السلطان، وسط البلد "مخيم اللاجئين"، رفح الغربية، الحشاش، حي النخلة، خربة العدس، حي السلام، الجنينة.