في البداية، أرحب بالزملاء الجدد، الذين انضموا إلينا، وأنا على ثقةٍ بأنهم بكفاءتهم وخبراتهم، سيضيفون الكثير إلى جهود زملائهم وزميلاتهم في تنفيذ برامجنا.
نحن نجتمع اليوم، بعد أن عطل الاجتياح الإسرائيلي لرام الله والبيرة اجتماعنا الذي كان مقرراً يوم الاثنين الماضي. ونجتمع اليوم لنؤكد إصرارنا وإصرار شعبنا -شعب الجبارين- على العمل والبناء، رغم استمرار العدوان والحصار، الذي يستهدف تركيع شعبنا، ويستهدف ضرب عملية السلام.
ويحاولون فاشلين أن يعطلوا هدفنا السامي الكبير، ومسيرتنا النضالية لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقاً للقرارات الدولية 242 و338 و1397 و194. ولا بدّ من إعطاء مسيرة سلام الشجعان، الذي وقعناه مع شريكي الراحل إسحاق رابين، الذي قتلته هذه الفئات المتطرفة في إسرائيل. نعم، لا بدّ من إعطاء مسيرة سلام الشجعان الفرصة التي تستحق، من أجل أمن وسلام الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني وكافة شعوب المنطقة، بعيداً عن دوامة العنف ودوامة إراقة الدماء والفوضى، ومن أجل أطفالنا وأطفالهم، ومن أجل إقامة السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وفي أرض الرباط، الأرض المقدسة في فلسطين.
إن التعديل الذي أجريناه، ضمن خطوات الإصلاح التي أعلنا عنه، وخاصةً في خطابي إلى المجلس التشريعي في الشهر الماضي، يهدف إلى تفعيل عمل الحكومة وتعزيز فعالية الأداء، لمواجهة التحديات المتعاظمة.
وإننا مطالبون كحكومة، بعد التعديل الذي أجريناه، بثلاث مهام رئيسية:
أولاً: يجب أن نضع سريعاً، وننفذ الخطط الكفيلة بإعادة هيكلة الوزارات والمؤسسات، لكي نكون أكثر كفاءةً وأكثر فعاليةً وأكثر قدرةً على إنجاز مهامنا. إن الإصلاح الإداري هام وضروري جداً، لكي نعزز فوائد المساءلة والشفافية. ونحن مشهورون كشعبٍ فلسطيني، منذ القدم، بهذه الشفافية وهذه الروعة، وهذه الصلابة وهذا الإيمان. نعم، الشفافية في عملنا.
ثانياً: تقع علينا مهمة كبيرة، هي إعادة الأعمار والبناء؛ لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي المتصاعد والمستمر، والذي وجّه ضرباتٍ تدميرية متعمدةً إلى البنية التحتية لشعبنا، التي قضينا سنوات وسنوات في تشييدها، بما فيها مزارعنا، وخاصةً أشجار الزيتون، الأشجار الرومانية كما نقول، أي منذ عهد الرومان القديم، هذه الأشجار التي قطعوها... وكذلك إلى نابلس، التي كان يعيش بجوارها سيدنا يوسف عليه السلام، هو وأبوه وإخوانه، قبل ذهابهم إلى مصر... وهم من يصفون أنفسهم باحترام تاريخهم!. وإن شاء الله سنكون بمستوى المسؤولية التي حمّلنا إياها شعبنا المناضل المجاهد.
ونحن في هذا المجال نتطلع إلى دعم أشقائنا العرب، وأصدقائنا في العالم أجمع، وفي مختلف الدول والقارات.