سجلت المرأة الفلسطينية عبر مسيرتها النضالية علامة فارقة في تاريخ الشعب والثورة الفلسطينية منذ بدايات الصراع مع المحتل؛ حيث لعبت دورًا طليعيًا في التصدي للمحتل الإسرائيلي؛ فحملت السلاح وشاركت في الثورات، ونظمت المظاهرات والاحتجاجات؛ ما جعلها تتجرع كأس المرارة والظلم؛ فاستشهدت، وجرحت، وأسرت، وأبعدت؛ لكن كل ذلك لم يثنيها أو يحبط عزيمتها؛ فكانت مثالًا للمناضل والمكافح في سبيل الوطن، لتظهر صورة المرأة الفلسطينية المعطاءة حارسة نارنا وبقائنا الدائم، ولتضرب أمثلة في الصمود في وجه المحتل، ولتسجل صفحة مجد وفخر في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وكانت سجون الاحتلال إحدى ساحات الصراع بين المرأة الفلسطينية والسجان المحتل، الذي حاول بكل السبل كسر إرادتها؛ إلا أنها صمدت، لتضيف إلى سجل تاريخها حلقة جديدة من حلقات العز والفخار؛ لذا كان لا بد لنا من تسليط الضوء على كوكبة من أسيرات البدايات اللواتي قدمن زهرة شبابهن خلف قضبان سجون المحتل منذ عام 1967 وحتى نهاية أعوام الثمانينيات: