الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى منتصف نيسان 2015

اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 وحتى إبريل/نيسان عام 2015، نحو (850 ألف) مواطن ومواطنة، بينهم (15 ألف) فلسطينية، وعشرات الآلاف من الأطفال.
 ووفقًا لتوثيق "هيئة شؤون الأسرى"، فإنه ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000، ولغاية 13نيسان 2015م، سُجلت أكثر من (85) ألف حالة اعتقال، بينهم أكثر من (10.000) طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشر، ونحو (1200) امرأة فلسطينية، وأكثر من  (65) نائباً ووزيرًا سابقًا؛ وأصدرت سلطات الاحتلال قرابة (24) ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد، وتجديد اعتقال سابق.
وان تلك الاعتقالات لم تقتصر على شريحة معينة أو فئة محددة؛ بل طالت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز؛ حيث شملت: الأطفال، والشبان، والشيوخ؛ والفتيات، والأمهات، والزوجات؛ والمرضى، والمعاقين؛ والعمال، والأكاديميين؛ ونواب في المجلس التشريعي، ووزراء سابقين، وقيادات سياسية ونقابية ومهنية، وطلبة جامعات ومدارس، وأدباء وكتاب وفنانين...
إن حالات الاعتقال وما يرافقها ويتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني، من حيث أشكال وظروف الاعتقال، ومكان الاحتجاز، والتعذيب بأشكاله الجسدية والنفسية؛ فتفيد الوقائع وشهادات المعتقلين بأن (100%) من الذين مرّوا بتجربة الاحتجاز أو الاعتقال تعرضوا لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور أو أفراد العائلة؛ فيما تعرضت الغالبية منهم لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.
وقد شهدت السنوات الأربع الماضية  (2010 حتى 2014م) تصاعدًا في اعتقال الأطفال الفلسطينيين؛ إذ سجل خلالها اعتقال (3755) طفلًا؛ منهم (1266) طفلًا خلال العام 2014م؛ فيما لم تتوقف سلطات الاحتلال عن استهدافها المتصاعد للأطفال؛ فقد سجل الربع الأول من العام 2015 اعتقال أكثر من (200) طفل، دون مراعاة لصغر سنهم وضعف بنيتهم الجسمية، واحتياجاتهم الأساسية؛ بل عاملتهم دولة الاحتلال بقسوة؛ فتعرضوا للتعذيب، وحرموا من أبسط حقوقهم الأساسية والإنسانية؛ وفرضت عليهم أحكامًا مختلفة بالسجن الفعلي والغرامة والحبس المنزلي؛ الأمر الذي يشكل خطرًا حقيقيًا على واقع الطفولة الفلسطينية ومستقبلها.

 الأسرى في أرقام
ولا يزال (6500) أسير فلسطيني، قابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومن بينهم: 480 أسيراً صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة؛ و24 أسيرة، بينهن قاصرتان، و200 طفل قاصر دون سن الثامنة عشر؛ و480 معتقلًا إداريًا؛ و14 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني؛ بالإضافة إلى وزيرين سابقين، و1500 أسير يعانون أمراضًا مختلفة، بينهم قرابة 80 أسيرًا في حالة صحية خطيرة جدًا، و30 أسيرًا معتقلون منذ ما قبل أوسلو، ومضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا في السجون الإسرائيلية؛ و16 أسيرًا من القدامى، مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، وفي مقدمتهم الأسيرين كريم وماهر يونس، اللذين مضى على اعتقالهما 33 سنة بشكل متواصل؛ و85 أسيرًا أعيد اعتقالهم من محرري صفقة "شاليط"، ولا يزال منهم (65) أسيرًا رهن الاعتقال، وأن غالبيتهم كانوا قد أمضوا عشرين عامًا وما يزيد، قبل تحررهم في صفقة التبادل.
 ويتوزع الأسرى الفلسطينيون على قرابة (22) سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها: نفحة، وريمون، وعسقلان، وبئر السبع، وهداريم، وجلبوع، وشطة، والمسكوبية، والرملة، والدامون، وهشارون، وهداريم؛ ومعتقلات النقب، وعوفر، ومجدو.

الأسيرات
تتعرض الأسيرات الفلسطينيات خلال عملية الاعتقال لما يتعرض له الأسرى الذكور من ضرب وإهانة وشتم وتحقير؛ وخلال عمليات النقل، لا يتم إعلامهن الى أي جهة سيتم نقلهن؛ وخلال التحقيق يتعرضن لصنوف مختلفة من التعذيب والترهيب والتهديد والمعاملة القاسية والضرب والتعنيف و المساس بكرامتهن.
وتستمر معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من خلال عقوبات العزل الانفرادي، والحرمان من الزيارة والكانتينا والخروج للفورة؛ عدا عن إجراءات التفتيش الاستفزازي، والحرمان من العلاج اللازم أو التعليم الجامعي والتقدم لامتحانات التوجيهي . كما ويوجد في سجون الاحتلال (7) أسيرات لهن أزواج وأشقاء في سجون أخرى، دون أن يسمح لهن بالالتقاء بهم أو التزاور، أو حتى التواصل معهم.

 الأسرى المرضى
 أكثر من (1500) أسير في السجون الإسرائيلية يعانون من أمراض مختلفة، جراء الظروف الحياتية والمعيشية ورداءة الطعام وتلوث البيئة المحيطة والمعاملة القاسية وسوء الرعاية الصحية والإهمال الطبي؛ من بينهم 16 أسيرًا يقيمون بشكل شبه دائم في ما يسمى "مشفى سجن الرملة" بأوضاع صحية غاية في السوء، ويعانون من أمراض خطيرة، منهم مصاب بالشلل ومقعد، ويحتاجون إلى رعاية صحية خاصة، ومنهم من يحتاج لعمليات جراحية عاجلة في الوقت الذي يمنع أطباء من الخارج بزيارة المرضى ومعاينتهم أو تقديم العلاج لهم.  كما يوجد بالسجون الإسرائيلية أكثر من (80) حالة مرضية مزمنة وخطيرة للغاية، عدا عن وجود (24) حالة مصابة بالسرطان، وعشرات المعاقين ( إعاقات جسدية ونفسية وحسية).
 يصاب الأسرى بالعديد من الأمراض النفسية والجسدية؛ بسبب سوء ظروف الاحتجاز، والأوضاع المعيشية الصعبة وانتشار الحشرات، وسوء التغذية وانعدام النظافة وسوء التهوية والرطوبة والإنارة الضعيفة والاكتظاظ داخل الغرف، إضافة إلى اعتقال بعضهم بعد تعرضهم للإصابة بالرصاص من قبل قوات الاحتلال وتعرضهم للتعذيب والضرب مكان الإصابة، أثناء التحقيق؛ لإجبارهم على الاعتراف.  وتنتشر الأمراض الجلدية والالتهابات الصدرية وأمراض القرحة والأورام السرطانية والفشل الكلوي  والديسك والجلطه  والروماتيزم  وآلام العمود الفقري والضغط والسكري وضعف البصر وآلام الأسنان؛ عدا عن الأمراض النفسية ويتعرض الأسرى المرضى للعديد من الإنتهاكات والضغوطات، وتصبح أجسادهم حقل تجارب للأطباء الصهاينة ولشركات الأدوية الإسرائيلية.

المعتقلون الإداريون
الاعتقال الإداري هو العدو المجهول الذي يواجه الفلسطينيين، وهو عقوبة بلا تهمة، يحتجز المعتقل بموجبه دون محاكمة، ودون إعطائه أو منح محاميه أي مجال للدفاع؛ بسبب عدم وجود أدلة إدانة، واستناد قرارات الاعتقال الإداري إلى ما يسمى "الملف السري" الذي تقدمه أجهزة المخابرات الاحتلالية الإسرائيلية.
وتتراوح أحكام الاعتقال الإداري بين شهر و6 أشهر، يصدرها القادة العسكريون في المناطق الفلسطينية المحتلة بشكل تعسفي، مستندين إلى العديد من الأوامر العسكرية المتعلقة بالخصوص؛ وفي مرات كثيرة يتم تجديدها لمرات عدة تصل أحيانًا لأكثر من عشرة مرات، وليمضي المعتقل الإداري أكثر من خمس سنوات دون تهمة أو محاكمة وبذريعة الملف السري. وشمل الاعتقال الإداري جميع فئات المجتمع الفلسطيني فقد شمل: الطفل والشاب والشيخ، والمرأة والرجل؛ كما إن العديد من المعتقلين الإداريين هم من أصحاب الكفاءات العلمية كالأطباء والمهندسين والأساتذة والصحفيين، وكذلك نواب المجلس التشريعي.
 

أوضاع مأساوية

إن الأوضاع الحياتية والمعيشية التي يكابدها الأسرى داخل سجون الاحتلال، غاية في القسوة والصعوبة، خاصة وأننا نتحدث عن قائمة طويلة من الانتهاكات: كالتعذيب، وسوء الأوضاع الصحية، والإهمال الطبي، والعزل الانفرادي، والحرمان من الزيارات، وابتزاز الأطفال، ورداءة الطعام، واقتحام الغرف والتفتيش الليلي، وفرض الغرامات المالية، وعمليات التنكيل المستمرة.. الخ
وحسب ما هو موثق لدى "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" فإن (206) أسرى استشهدوا داخل سجون الاحتلال، بعد الاعتقال منذ العام 1967م.  ومن هؤلاء الشهداء (71 معتقلاً) استشهدوا نتيجة التعذيب؛ و(54 معتقلاً) نتيجة الإهمال الطبي؛ و(74 معتقلاً) نتيجة القتل العمد والتصفية المباشرة بعد الاعتقال؛ و(7) أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون؛ هذا بالإضافة إلى عشرات آخرين استشهدوا بعد خروجهم بفترات وجيزة؛ نتيجة أمراض ورثوها من السجون أمثال: هايل أبو زيد، ومراد أبو ساكوت، وفايز زيدات، وأشرف أبو ذريع، وزكريا عيسى، وسيطان الولي، وزهير لبادة، وحسن الترابي، وغيرهم؛ إذ تعمد سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراحهم بعد تدهور حالتهم الصحية لدرجة ميؤوس منها؛ ليتوفوا خارج السجون؛ في محاولة منها للتنصل من مسؤولياتها. كما حصل مؤخرًا مع الشهيد الأسير المحرر "جعفر عوض" من بلدة بيت أمر في الخليل.
--------------------------------------------------------------

هيئة شؤون الأسرى والمحررين/ يوم الأسير 2015