تأسس مخيم طولكرم في عام 1950، ليكون أحد أوائل المخيمات التي أنشأتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الضفة الغربية، بعد النكبة الكبرى التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948.
أنشئ المخيم على رقعة من الأرض بلغت مساحتها حوالي 165 دونمًا عند التأسيس، لكنها توسعت تدريجيًا لتصل إلى 465 دونمًا، نتيجة النمو السكاني الطبيعي وامتداد المخيم العمراني لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين. ويقع المخيم في الجهة الشرقية من مدينة طولكرم، إلا أن الامتداد العمراني للمدينة جعله ملاصقًا لأحيائها من الجهات الغربية والشمالية والجنوبية.
وفقًا لإحصاء أجرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، بلغ عدد سكان المخيم حينها حوالي 5020 نسمة. أما في منتصف عام 2023، فقدّر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان المخيم بنحو 10,951 لاجئًا، أي أكثر من ضعف عدد السكان خلال أكثر من خمسة عقود.
ينتمي معظم اللاجئين في المخيم إلى قرى ومدن تابعة لمناطق حيفا، ويافا، وقيسارية، وهي مناطق ساحلية فلسطينية ذات طابع زراعي وتجاري عريق، وقد هجّر سكانها خلال نكبة عام 1948 على يد العصابات الصهيونية. ومن أبرز هذه القرى والمدن: من منطقة يافا: سلمة، بيت دجن، صرفند العمار، العباسية، وغيرها. من منطقة حيفا: الطنطورة، كفر لام، عين غزال، إجزم، وغيرها. من قيسارية: وهي منطقة تاريخية قديمة تقع على الساحل الفلسطيني بين حيفا ويافا، وكان لها أهمية ثقافية وتجارية عبر العصور.
وعلى غرار بقية المخيمات الفلسطينية، يعاني مخيم طولكرم من مشاكل في البنية التحتية نتيجة الاكتظاظ، وقلة الموارد، والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال. تتولى الأونروا مسؤولية تقديم الخدمات الأساسية، مثل: التعليم: من خلال مدارس ابتدائية وإعدادية. الصحة: عبر مركز صحي صغير تابع للأونروا، إلى جانب بعض المبادرات المجتمعية. الإغاثة: تشمل توزيع المواد الغذائية والمساعدات الطارئة للأسر الأشد فقرًا.