أولا- القصف وإطلاق النار
وثقت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية خلال شهر كانون ثاني 2018 ما يقارب 51 عملية إطلاق نار استهدفت المواطنين الفلسطينيين، وأسفرت عن سقوط 8 شهداء وهم: مصعب فراس التميمي (17 عامًا)، ورامي عيسى خليل أسعد (38 عامًا) الذي سقط بعد أن صدمته حافلة ركاب للمستوطنين؛ وعلي عمر نمر قينو ( 16 عامًا)، وأمير عبد الحميد أبو مساعد (16 عامًا)، وأحمد عبد الجابر محمد سليم (24 عامًا)، وأحمد إسماعيل محمد جرار (31 عامًا)، والشهيد الأسير حسين حسني عطا الله (57 عامًا) سقط بعد معاناة مع مرض السرطان في مستشفى "اساف هروفيه"، والشهيد ليث هيثم أبو نعيم (16 عامًا).
كما أسفرت عمليات القصف وإطلاق النار عن إصابة نحو 136 جريحًا، أصيب 3 منهم نتيجة تعرضهم لعمليات دهس واعتداء من قبل مستوطنين؛ بالإضافة إلى مئات الإصابات جراء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع.
ثانيا- التوسع الاستيطاني
شهدت الأراضي الفلسطينية خلال شهر كانون ثاني 2018 ما يقارب 14 نشاطًا استيطانيًا، بإيعاز من الحكومة الإسرائيلية من ضمنها: نصب خيام في منطقة رأس العين على أراضي دير الحطب شرق نابلس؛ والإعلان عن حزمة مخططات استيطانية توسعية في مستوطنة "ارئيل" الجاثمة على أراضي سلفيت، تشمل ببناء "900" وحدة استيطانية، وتوسيع مرافق الجامعة، واستحداث حدائق عامة جديدة؛ بالإضافة إلى التخطيط لبناء إستاد رياضي جديد، ومخططات لإنشاء جسر سياحي للمشاة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وأيضا شق طريق استيطانية بطول (3) كلم، في سهل البقيعة جنوب طوباس.
كما شملت العديد من عمليات التجريف والاعتداء على أراضي المواطنين، كشق طريق من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي مادما جنوب نابلس باتجاه منطقة القعدات شرق البلدة؛ وتجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين الواقعة ما بين قرى جيت واماتين وفرعتا شرق قلقيلية؛ بهدف توسيع البؤرة الاستيطانية "جلعاد" المقامة على هذه الأراضي، ووضع أسلاك شائكة على أراض تعود ملكيتها لمواطنين من عائلات مر، وأبو قبيطة، وشريتح، ومغنم، في قرية التوانه شرق يطا لصالح مستوطنتي "ماعون" و"حافات ماعون"، ووضع وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "بروش هبقعا"، في الأغوار الشمالية.
وشق طريق استيطاني يمتد من أمام مستوطنة "حلميش" شمال غرب رام الله، نحو أراضي قرى أم صفا وجيبيا وبرهام، ومن المتوقع أن يتم الاستيلاء على نحو 2500 دونم، ووضع، وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "بروش هبقعا"، في الأغوار الشمالية.
ثالثا- اعتداءات المستوطنين:
واصل المستوطنون، تحت حماية جيش وشرطة الاحتلال، اعتداءاتهم على المواطنين وأراضيهم ومقدساتهم؛ حيث بلغت الاعتداءات التي تم رصدها خلال شهر كانون ثاني 2018 ما مجموعه 47 عملية اعتداء، من ضمنها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وأداء طقوسهم التلمودية، وقيامهم بجولات استفزازية ومشبوهة في باحات المسجد الأقصى ومحيطه؛ بالإضافة إلى اقتحامات متكررة لمقام يوسف بمدينة نابلس، وقيامهم بأداء الصلوات التلمودية؛ واقتحامات للحرم الإبراهيمي في الخليل.
كما عمد المستوطنون على مهاجمة بعض القرى والبلدات الفلسطينية، والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، وإغلاق الطرقات، والقيام بأعمال عربدة في الشوارع الواصلة بين المدن والقرى الفلسطينية، والاعتداء على المركبات وتكسير زجاجها؛ ما أدى إلى سقوط شهيد وإصابة العديد من المواطنين بحوادث دهس متعمدة؛ والقيام بأعمال تجريف وقطع أشجار الزيتون، والاستيلاء على أراضي المواطنين، وبناء خيام، ووضع بيوت متنقلة عليها.
رابعا: الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات:
شهد شهر كانون ثاني عمليات اقتحام ومداهمات واسعة في معظم المدن والبلدات الفلسطينية؛ حيث بلغت نحو 193 عملية اقتحام، رافقها إطلاق النار وقنابل الغاز والصوت؛ ما أسفر عن مئات الإصابات بالرصاص المطاطي والاختناق بقنابل الغاز؛ وكذلك مداهمة المنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. وتركزت هذه المداهمات في محافظة جنين التي شهدت حصارًا وعمليات اقتحام متكررة، ومصادرة كاميرات وهدم منازل واعتقالات بإعداد كبيرة.
أما عمليات الاعتقال في مجمل محافظات الوطن فقد بلغت 132 عملية اعتقال، اعتقل خلالها 323 مواطنًا، بينهم 109أطفال، و5 فتيات، و4 سيدات.
خامسا: الإخطارات والأوامر العسكرية:
تباينت عمليات تسليم الإخطارات والأوامر العسكرية الإسرائيلية، التي بلغ عددها 29 عملية، ما بين هدم منازل أو منشات، أو مراجعة مكاتب المخابرات الإسرائيلية والاستيلاء على أراضي المواطنين؛ وشملت إخطارات بوقف بناء منازل ومسجد وغرف صفية وخلايا شمسية؛ بحجة عدم الترخيص؛ وإخلاء أراضٍ، ووقف العمل في استصلاح أراضي.
وكذلك إخطارات بإجراءات عقابية وتنغيص على المواطنين في حال الاستمرار بعمليات مقاومة ورشق الحجارة. وقد بلغ عدد هذه الإخطارات 53 إخطارًا.
سادسا: الإغلاق ونصب الحواجز العسكرية.
شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها التعسفية بحق المواطنين بنصب الحواجز العسكرية وإغلاق الطرق والتضييق على المواطنين حيث بلغت عمليات الإغلاق ونصب الحواجز العسكرية 73 عملية خلال شهر كانون ثاني 2018.
سابعا: :عملية تجريف وهدم ومصادرة للممتلكات.
بلغت عمليات التجريف ومصادرة الممتلكات 52 عملية، من ضمنها الاستيلاء على أراض، ووضع أسلاك شائكة حولها بهدف إجراء تدريبات عسكرية، كما في منطقة الفارسية في الأغوار الشمالية، ومنطقة خربة الطويل جنوب نابلس؛ ونصب الخيام والبيوت المتنقلة، ومصادرة جرارات زراعية وأجهزة الحاسوب وكاميرات المراقبة ومراكب الصيد، وهدم المنشآت السكنية والتجارية والزراعية.
ثامنا: تهويد القدس
سجل خلال شهر كانون ثاني ما يزيد عن 50 عملية انتهاك وتهويد بحق القدس، من بينها اقتحامات متكررة قام بها مئات من غلاة المستوطنين وطلاب المعاهد التلمودية للمسجد الأقصى؛ وبحراسة مشددة من جيش وشرطة الاحتلال حيث نفذوا جولات مشبوهة واستفزازية رافقها القيام بصلوات وشعائر تلمودية وشروحات عن الهيكل المزعوم، وطقوس زواجٍ تلمودية رسمية لأحد المستوطنين، بمباركة شرطة الاحتلال ومرافقتها للمستوطنين؛ وقد زاد عدد هذه الاقتحامات خلال الشهر عن 20 مرة؛ وكان معظم هذه الاقتحامات ينفذ من جهة باب المغاربة.
هذا بالإضافة إلى الاقتحامات والمداهمات المتكررة التي تقوم بها قوات الاحتلال وطواقم بلدية القدس لمعظم أحياء المدينة وبلداتها، كالعيسوية وسط القدس، وسلوان جنوب المسجد الأقصى؛ وتنفيذها حملات الاعتقال بحق المواطنين وهدم المنازل، أو إعطائهم إخطارات بالهدم، ووقف البناء أو مراجعة مقر المخابرات.
وواصلت سلطات وبلدية الاحتلال عملياتها التهويدية بحق القدس؛ حيث صادق برلمان الاحتلال (الكنيست)، على مشروع قانون "القدس الموحدة" بالقراءتين الثانية والثالثة، والذي يحظر نقل أجزاء من القدس المحتلة بأي تسوية مستقبلية إلا بموافقة 80 عضو كنيست. كما باشرت بإجراء حفريات في حي وادي الربابة في البلدة جنوب المسجد الأقصى المبارك؛ تمهيداً لإقامة (جسر سياحي) للمشاة، يربط المنطقة بباحة حائط البراق؛ وشرعت طواقمها الفنية، بتجهيز الأرضيات، وعمل أساسات لتمديد شبكة كاميرات مراقبة تحت الأرض في شارع صلاح الدين؛ في الوقت الذي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بمنع موظفي من لجنة الإعمار من ممارسة عمليات الترميم والصيانة في كافة أرجاء المسجد الأقصى.
وحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش يدرس إمكانية فرض الحكم العسكري ونقل المسؤولية الأمنية للقوات العسكرية لجميع المناطق الفلسطينية الواقعة خارج الجدار الفاصل في القدس، بما في ذلك مخيم شعفاط للاجئين وكفر عقب.
تاسعا: انتهاكات بحق الأسرى:
سجل خلال شهر كانون ثاني نحو 51 انتهاكًا بحق الأسرى، شملت: الاعتقال الإداري وتجديده لأكثر من مرة، ورفض الالتماس المقدم من قبل المحامين بهدف إنهاء الاعتقال الإداري؛ والعزل الانفرادي وتمديده لأكثر من مرة؛ وتمديد الاعتقال وخاصة بعد انتهاء فترة الحكم، وتأجيل المحاكمات، وإجراء التنقلات التعسفية بشكل مستمر، والاعتداء على الأسرى والتنكيل بهم بالضرب ونعتهم بالعبارات النابية والمهينة وخاصة خلال عملية اعتقالهم، وأثناء عمليات اقتحام الأقسام وعمليات التفتيش المهينة التي تمارسها سلطات السجون بحقهم ومصادرة مقتنياتهم، والممارسات والانتهاكات الجسدية والمعنوية التي يتعرضون لها بشكل مستمر، والتي أخذت أشكالا عدة مخالفة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية؛ وسياسة منع الزيارة سواء لذويهم أو للمحامين، والازدحام والاكتظاظ المكاني في غرف وأقسام السجون، وتفاقم الوضع الصحي، والجرائم الطبية الممنهجة بحق الأسرى، وخاصة الذين يعانون من أوضاع صحية مستعصية كمرضى السرطان والسكري؛ حيث ارتقى الشهيد المعتقل "حسين حسني عطا الله 57 عامًا"، الذي كان مريضا بالسرطان؛ وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، ورفض إدخال الأغطية الشتوية، والإحكام العالية، ورفض تخفيفها خاصة للأسرى الجرحى ومنعهم من العلاج في مستشفيات خارج السجون، وفرض الغرامات المالية الباهظة.