في نيسان 2004م، وخلال قمة واشنطن، التي جمعت بين الرئيس الأميركي جورج بوش، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، طرح أريئيل شارون، النص الكامل لخطة (فك الارتباط)، الخاصة بجلاء المستوطنين عن قطاع غزة، وعن أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، من بين (120) مستوطنة أقامتها إسرائيل خلال سنوات الاحتلال، هناك.
وجاء عرض الخطة على الرئيس الأميركي، بعد سلسلة من الاتصالات والمشاورات بين مسؤولين إسرائيليين، وأميركيين، تم خلالها الاتفاق على مواد الخطة، وعلى المقابل الذي ستحصل عليه إسرائيل من واشنطن.
وفي قمة نيسان تلك، حصل شارون من بوش، على رسالة ضمانات أميركية خرقت كل القرارات الدولية التي طالبت إسرائيل منذ حرب حزيران 1967م، بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، فقد دعمت الولايات المتحدة في رسالتها تلك، سياسة الاستيطان الإسرائيلي، من خلال تعهدها ببقاء الكتل الاستيطانية الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية، تحت السيادة الإسرائيلية، ورفض الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وواجهت خطة فك الارتباط، معارضة شديدة من الأطراف اليمينية المتطرفة في حكومة شارون، وهدد العديد من الوزراء بالاستقالة، إذا ما طرحت الخطة للنقاش، بصيغتها الأولى . وتزامن ذلك مع مطالب اليمين الإسرائيلي بإجراء استفتاء شعبي حول الخطة، قبل عرضها على الكنيست. وبعد مرور أقل من شهرين، وتحديداً في السادس من حزيران 2004م، صادقت الحكومة الإسرائيلية على خطة فك الارتباط، ولكن بعد تعديلها بما يتفق مع مطالب عدد من وزراء حزب الليكود الحاكم، والأحزاب اليمينية المتطرفة، التي شاركت في الائتلاف الحكومي. وعرض شارون الخطة المعدلة على الكنيست الإسرائيلي، في الخامس والعشرين من أكتوبر 2004م، بعد مصادقة الحكومة في اليوم الذي سبقه، الرابع والعشرين من أكتوبر2004م، على مشروع قانون تعويض المستوطنين، الذين سيتم إخلاؤهم في إطار الخطة.
وتؤكد خطة فك الارتباط الإسرائيلية، في احد بنودها، أن مشروع شارون يأتي من أجل تقوية المستوطنات في الضفة الغربية، ما يعني بالتالي مصادقة الكنيست، ولأول مرة، على ضم أراض من الضفة الغربية لإسرائيل، بعد أن سبق لها ضم القدس الشرقية.
وأدت مصادقة الكنيست على الخطة، إلى انسحاب وإقالة وزراء الأحزاب اليمينية، الذين صوتوا ضد الخطة، وبعد مواجهة حكومة شارون لأزمة ائتلافية مع حزب شينوي، على خلفية قرار تخصيص ميزانية كبيرة للمؤسسات الدينية التابعة ليهدوت هتوراة، انسحب شينوي من الائتلاف الحاكم، وانضم بدلاً منه إلى الائتلاف، حزب العمل الإسرائيلي.
وبعد معارضته المتواصلة لإجراء استفتاء شعبي حول الخطة، رضخ شارون في ضوء الضغط الذي واجهه داخل حزبه من قبل جماعة المتمردين، ووافق في مطلع آذار 2005م، على تسوية عرضها رئيس مركز حزب الليكود، الوزير "تساحي هنغبي".
إلا أن الكنيست أسقطت الموضوع عن جدول الأعمال في الثامن والعشرين من آذار 2005م، بغالبية (72) نائباً مقابل (39)، واعتبر ذلك مكسباً لشارون، الذي كان يخشى هزيمة خطته في الاستفتاء.
إثر ذلك خرج اليمين الإسرائيلي المتطرف عن أطواره، وبدأ يلوح بحرب أهلية متهماً من أسقطوا مشروع القانون، بالتسبب بهذه الحرب.
وخاض المستوطنون منذ ذلك صراعاً عنيفا ضد الخطة؛ في محاولة لثني شارون عن المضي قدماً. وحاول آلاف المستوطنين التسلل إلى قطاع غزة، مرتين، لمنع تنفيذ الخطة، إلا أن سلطات الجيش منعتهم من ذلك، بموجب أوامر إغلاق عسكرية، اعتبرت المنطقة المحيطة بقطاع غزة والمستوطنات منطقة مغلقة، يمنع دخولها. مع ذلك اعترفت أوساط عسكرية إسرائيلية (في مقدمتها رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي) بتسلل نحو خمسة آلاف ناشط يميني إلى مستوطنات القطاع.
وبعد أن كان شارون يرفض إجراء أي تنسيق مع الفلسطينيين حول تطبيق الخطة، عاد تحت تأثير الضغط الدولي (خاصة بعد وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وانتخاب أبو مازن خلفاً له)، ووافق على إجراء تنسيق مع السلطة الفلسطينية، التي قامت عشية بدء تنفيذ الخطة، بنشر قواتها على خطوط التماس بين مستوطنات قطاع غزة والأراضي الفلسطينية؛ استعداداً لتسلم المستوطنات.
ومع بدء تنفيذ الخطة، ما زالت هناك العديد من القضايا العالقة، أبرزها المعابر الحدودية والسيطرة الجوية على قطاع غزة، والتي تصر إسرائيل على الاحتفاظ بالسيادة عليها.
المستوطنات التي انسحبت منها إسرائيل حسب خطة شارون للانفصال عن قطاع غزة:
• جانيم:
تأسست عام 1983، شرقي محافظة جنين في الضفة الغربية، حيث اشتق اسمها من اسم مدينة جنين. تطل جنوباً على محمية طبيعية وآثار قرية أم التوت، وتقع ضمن صلاحيات مجلس الإقليمي الاستيطاني (شومرون)، الذي يضم (34 مستوطنة)، وتعد جماهيرية علمانية، بادر إلى تأسيسها تنظيم "العامل الوطني"، بهدف إقامة سلسلة من المستعمرات، تضم حوالي 30 أسرة، بها 100 شخص.
• كديم:
بدء بتأسيسها في العام 1981م، تقع إلى الشرق من محافظة جنين في الضفة الغربية، حيث تتربع على مرتفعات منخفضة تحوي عدداً من المغارات، يتم الوصول إليها عن طريق العفولة – جنين، اشتق اسم (كديم)، من قرية (بيت قاد)، وتم فعلياً إقامتها في العام 1984م، حيث تحتل ما مساحته 332 دونماً، وهي تقع ضمن صلاحيات المجلس الإقليمي (شومرون)، وتعد جماهيرية علمانية، بادر إلى تأسيسها (العامل الوطني)، تضم حالياً حوالي (35 أسرة)، بها (165) شخصاً.
• حومش:
تأسست في العام 1980، على السفوح الشمالية لجبال الضفة الغربية، حيث أقيمت على تلة قرية (الفندقومية) والتي كانت تعرف قديما (سانتا قوميا)، أي باليونانية (القرى الخمس)، وترتفع 650 متراً عن مستوى سطح البحر، وهي تطل جنوباً على قرية برقة، ومن الشرق على سفح جبل ومواقع أثرية في خربة كوبوبا. أقيمت مستوطنة (حومش) بهدف السيطرة الأمنية على طريق جنين – نابلس، حيث تحتل ما مساحته (923) دونماً، وهي تقع ضمن صلاحيات مجلس إقليمي (شومرون)، وتعد جماهيرية علمانية، بادر إلى تأسيسها "العامل الوطني"، يقطنها حوالي (70 أسرة) بها 200 شخص، وتقع ضمن مجمع (مستعمرات شمال السامرة)، يتم الوصول إليها عبر طريق نابلس – جنين، حيث يفصلها عن مدينة نتانيا (أم خالد) 45 كم.
• سانور:
بدأ العمل في تأسيسها عام 1987، وهي تقع ضمن صلاحيات مجلس إقليمي (شومرون). وتعد مستعمرة (سانور)، التي اشتق اسمها من اسم قرية صانور جنوب مدينة جنين المجاورة لها من الشرق -جماهيرية دينية، بادرت إلى تأسيسها حركة (أمانا) الاستيطانية، وتحتل ما مساحته 68 دونماً، حيث تضم حالياً حوالي (15 أسرة) بها 39 شخصاً.
• نيتسر حزاني:
أقيمت في العام 1973م، برعاية حكومة حزب (العمل)، وتقع على بعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وفي منتصف المسافة بين دير البلح وخانيونس، مستعمرة دينية- زراعية، تقدر مساحتها بحوالي 2038 دونماً، بها حوالي 180 وحدة سكنية، يقطنها 400 مستوطن.
• جاني طال:
أقيمت في العام 1979م، برعاية حزب الليكود، وتقع على بعد 1.5 كم إلى الجنوب من مستعمرة قطيف، على مسافة 2كم شمال غرب خانيونس، وعلى بعد 1.5 شرق البحر مستعمرة دينية - عمالية، يتبع مستعمروها مذهب العمل والتوارة (أبناء عكيفا)، يقطنها قرابة الـ 65 عائلة، يضمون حوالي 400 نسمة، يقطنها من أنهوا الخدمة في الجيش، ووحدات (الناحال)، والخدمة النظامية، ويعمل معظمهم في الزراعة، ويتركز عملهم على زراعة الخضراوات، الورود، الأشتال الزراعية، التوابل، فيما يعمل الباقي في الأعمال الحرة، وتحتل حوالي (2450) دونماً من أراضي محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
• قطيف:
أقيمت في العام 1985م، برعاية حكومة الائتلاف (الليكود والعمل)، وتقع على بعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، غرب السطر الغربي القريب من خانيونس، تمت المبادرة إلى تأسيسها في 29 مايو – أيار 1973م، من قبل مجموعة من متطوعي الشبيبة، حيث استولت على مساحة من الأراضي، بين مدينتي خانيونس ودير البلح.
يقطنها حالياً حوالي (70) أسرة، تضم (404) أفراد، يعمل معظمهم في الزراعة، وتقدر مساحتها بحوالي (1993) دونماً.
• نافيه دكاليم:
أقيمت في العام 1983م، برعاية حزب الليكود، وتقع على بعد 1.5 كم من شاطئ البحر وعلى بعد 1 كم من الحدود الجنوبية لقطاع غزة، مقامة على كثبان رملية، على شاطئ البحر، ويقطنها حالياً حوالي (500) عائلة، تضم (2671) مستعمراً، من أشد المتطرفين والمعارضين للانسحاب من غزة.
وتعد أكبر مستعمرات في تجمع (غوش قطيف) وتشكل مركزاً بلدياً لكل مستوطني التجمع، وتقدر مساحتها بحوالي 1711 دونماً.
• جديد:
أقيمت في العام 1982م، برعاية حزب الليكود، وتقع على بعد 2.5 كم، إلى الشرق من شاطئ البحر، وإلى الجنوب مباشرة من معسكر خانيونس، وتعتبر مستعمرة دينية، تعتمد مذهب العمل والتوراة (أبناء عكيفا)، وكان العمل بدأ بنائها في العام 1978م، حيث تم التخطيط لإقامتها في مستعمرة (كفار داروم)، وتم سكنها فعليا في العام 1982م، من قبل( 22) عائلة، وتضم حالياً حوالي 60 عائلة، وتحوي 70 وحدة سكنية.
تقدر المساحة التي تحتلها مستعمرة جديد بحوالي (14876) دونماً، من أراضي محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، وهي تعدُّ مستعمرة للعمال، خلافاً لباقي مستعمرات (غوش قطيف) الزراعية، حيث أقيمت الدفيئات الزراعية بالقرب من الوحدات السكنية، وليس خارج المنطقة السكنية، وتشمل منطقة دفيئات أخرى حول المستعمرة، يزرع فيها خضروات فائقة الجودة، التوت، أزهار وتوابل، مخصصة للتصدير، كما كان فيها مصنع لإنتاج النباتات الطبية.
• غاني أور:
أقيمت في العام 1983م، برعاية حزب الليكود، وتقع على بعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وعلى بعد 4 كم من الحدود الجنوبية لقطاع غزة، وتعتبر مستعمرة عمالية دينية، وهي عضو في اتحاد المستعمرات التابع للعامل الشرقي.
يسكنها حوالي (50) عائلة تضم حوالي (270) مستعمراً، تعيش معظمها من العمل بالزراعة، وبعض منها من المبادرات الفردية والأعمال الحرة، وتحتل مستعمرة جان أور حوالي (1692) دونماً، من أراضي محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، وتقدر عدد الوحدات السكنية فيها بحوالي 60 وحدة.
• بدولح:
أقيمت في العام 1986م، برعاية حكومة الائتلاف (الليكود والعمل)، وتقع على بعد 2.5 كم شرق البحر، وعلى بعد 3.5 من الحدود الجنوبية. بادر إلى إقامتها جيل من مستعمري النقب، في إطار (اتحاد مستعمرات العامل الشرقي)، وهي مستعمرة دينية، تعتمد مذهب العمل والتوراة (أبناء عكيفا)، يقطن فيها (33) عائلة، يشكلون حوالي (219) نسمة، يعمل معظم سكان المستعمرة بزراعة الخضروات للتصدير والسوق المحلية. وتحتل ما مساحته 1456 دونماً من أراضي محافظة رفح، جنوب قطاع غزة.
• متسفيه (بني عتصمونة):
أقيمت في العام 1979م، في صحراء سيناء، وتم نقلها في العام 1982م، برعاية حزب (الليكود)، كرد على اتفاقات (كامب ديفيد). تقع على بعد (3) كم من شاطئ البحر، وعلى بعد (3) كم من الحدود المصرية، ويقطنها حالياً حوالي (70) عائلة، تضم (670) فرداً، معظمهم من المتزمتين دينياً، وتقدر مساحتها بحوالي (882) دونماً.
و في العام 2001 تم توسيع المستوطنة برعاية حكومة حزب الليكود، باتجاه مستوطنة موراج، وأطلق على التجمع الجديد اسم (كيرم عتسمونة)، لكن سكان التجمع الجديد هجروه لأسباب اقتصادية، ومن ثم عادوا إلى استيطانه.
• بيئات ساديه (1) و(2):
أقيمت في العام 1989م، برعاية حكومة الائتلاف (الليكود والعمل). وتقع على بعد 2كم من ساحل البحر، و2 كم من الحدود مع مصر، تقدر مساحتها بحوالي (574) دونماً. بها (30) وحدة سكنية. يقطنها (25) أسرة تضم (150) فرداً.
• شيلو- ياكال:
مستعمرة صناعية، تقدر مساحتها بحوالي (500) دونم. أقيمت قي العام 1980م، كمعسكر للجيش، ثم تحولت في العام 2001م، إلى مستعمرة مدنية برعاية حكومة حزب الليكود، وتقع على بعد 2 كم من شاطئ البحر.
• موراج:
أقيمت في سبتمبر – أيلول 1972م، برعاية حكومة حزب العمل. وتقع إلى الشرق مباشرة من طريق غزة- رفح، على بعد ستة كيلو مترات من شاطئ البحر، وخمسة كيلو مترات غرب الحدود الشرقية لقطاع غزة. وتعتبر إحدى المستعمرات الجنوبية، في مجمع (غوش فطيف).
كانت في البداية معسكر لوحدة (الناحال). تحولت في العام 1983م، إلى مستعمرة عمالية – دينية، تتبع (اتحاد مستوطنات العامل الشرقي). تقطنها (29) عائلة، يقدر عدد أفرادها حاليا بـ (186) نسمة. وتقدر المساحة، التي تحتلها من أراضي محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بحوالي 1400 دونم.
• رفيح يام:
أقيمت في العام 1984م، برعاية حزب الليكود، وتقع على بعد 1.5 كم من شاطئ البحر، بجانب حدود قطاع غزة مع مصر. تعتبر مستعمرة جماهيرية مختلطة، خصصت للأزواج الشابة، وتضم (25) عائلة، تحوي (143) فرداً، يعتمدون على الزراعة المتطورة. وتقدر مساحتها بحوالي (574) دونماً.
• إيرز:
أقيمت في العام 1968م، وتقع على الحدود الشمالية لقطاع غزة مباشرة، على الطريق الرئيسية المؤدية إلى إسرائيل، وعندها يقع معبر (إيرز)، وتبعد عن شاطئ البحر مسافة (6) كم، مستعمرة صناعية.
• كفار يام:
أقيمت في العام 1983م، برعاية حزب الليكود، وتقع على شاطئ البحر، يجانب حدود قطاع غزة مع مصر. وهي مستعمرة صغيرة، تتبع حركة (أمانا). تعد مستعمرة فردية، غربي مستعمرة (نافيه دكاليم)، على شاطئ البحر؛ ومن هنا اشتق اسمها، وتكتسب أهمية إستراتيجية؛ كونها تسيطر على طريق الشاطئ الرئيسية، وعلى منطقة المواصي.
ويعمل سكان (كفار يام)، البالغ تعدادهم أربع أسر، تضم عشرة أفراد، في الزراعة والأعمال الحرة، وتحتل من الأرض ما مساحته (100) دونم.
• تل قطيفة:
أقيمت في شهر مايو – أيار من العام 1992م، برعاية حزب الليكود. وتقع بالقرب من شاطئ بحر خانيونس، ويقطنها حالياً أربع أسر، تحوي (24) فرداً.
• شيرات هيام:
مستوطنة دينية، يقطنها حوالي 40) مستعمراً. أقيمت في العام 2000م، برعاية حكومة حزب العمل. وكان المتسللون إلى غوش قطيف ،خلال حملة المستوطنين ضد فك الارتباط، قد أقاموا في فندق هذه المستوطنة ونفذوا من هناك اعتداءات ضد الفلسطينيين في المواصي، إلى أن تم إخلاؤهم منها في أواخر حزيران 2005م.
• إيلي سيناي:
أقيمت في العام 1983م، برعاية حزب الليكود. وتقع على بعد 1 كم من شاطئ بحر غزة، ملاصقة تماماً لحدود قطاع غزة الشمالية. بادر إلى إنشائها مجموعة من مستعمري "يميت" التي فككت من صحراء سيناء، ومن مشستعمري باقي المستعمرات. وتقع على بعد 15 كم جنوب مدينة عسقلان.
وتعتبر إيلي سيناي جمعية تعاونية، يسكنها 85 عائلة، بها حوالي (407) نسمة، يعمل معظمهم في الأعمال الحرة، وتحتل ما مساحته 500 دونم من أراضي شمال قطاع غزة
• دوغيت:
أقيمت في العام 1982م، برعاية حزب الليكود، وتقع على بعد 1كم من شاطئ البحر، وعلى بعد 2 كم جنوب الحدود الشمالية لقطاع غزة. وهي إحدى المستعمرات الثلاث، التي قررت الحكومة الإسرائيلية إقامتها في العام 1982م، في شمال قطاع غزة. وتشكلت النواة الأساسية من ثلاث عائلات قررت ربط مصيرها بالبحر، حيث تعتبر المستعمرة وكأنها سفينة صغيرة.
تعد مستعمرة دوغيت مستعمرة جماهيرية. وتتبع حركة مانا، وتضم حوالي 20 عائلة، بها 79 نسمة، ويعمل سكانها في أعمال الصيد وتربية الأسماك والزراعات البحرية والسياحة، وتحتل حوالي 600 دونم من أراضي شمال قطاع غزة.
• نيسانيت (1) و(2):
أقيمت في العام 1984م، برعاية حزب الليكود، تقع على بعد 5 كم إلى الشرق من شاطئ بحر غزة، وعلى بعد 1.5 كم إلى الجنوب من الحدود الشمالية، وتعد مستعمرة نيسانيت من أكبر مستعمرات شمال قطاع غزة، وهي مستعمرة مختلطة، تضم حوالي 300 أسرة، أقيمت في البداية في عام 1980 كمعسكر لوحدة (النحال)، وتحولت في عام 1984 إلى معسكر تثقيفي لحوالي 15 عائلة، أصبحت في عام 1993 مستعمرة رسمية، وتحتل مساحة 1610 دونمات، ويقدر عدد سكانها بحوالي 1064 نسمة.
• نتساريم:
أقامتها وحدة ناحال التابعة لحركة هشومير هتسعير، عشية عيد المساخر (بوريم)العبري في العام1972م، في وسط قطاع غزة، وتحولت إلى مستوطنة مدنية في العام 1984، وباتت تعتبر بلدة جماهيرية.
اكتسب نتساريم شهرتها من كونها تشكل جيباً منفرداً عن بقية مستوطنات قطاع غزة، ولقيامها وسط تجمع فلسطيني مكتظ؛ ما آثار في السابق الكثير من النقاش في إسرائيل، حول مبررات الابقاء عليها. وقد برر المؤيدون لبقائها ذلك بأنها تشكل نقطة سيطرة إستراتيجية كونها تشرف على مدينة غزة وشواطئها ومينائها. كما أيد هؤلاء بقاء المستوطنة؛ كونها ساعدت إسرائيل على شطر قطاع غزة؛ في سبيل تعزيز السيطرة عليه، أما المعارضون فقالوا: إنها تمنع التطور الطبيعي لمدينة غزة ومحيطها، وتثير غضب الفلسطينيين، ناهيك عن التكاليف العسكرية الباهظة اللازمة لحمايتها.
تقيم في المستوطنة 60 عائلة من أشد المستوطنين تطرفاً. وهي بلدة ذات طابع ديني. عمل سكانها في المهن الحرة خارجها، خاصة داخل الخط الأخضر. كما اعتمد قسم منهم على الزراعة. وتقوم في المستوطنة مدرسة دينية ومعهد (ميراث يهود غزة).
• كفار داروم:
أقيمت أول مرة في العام 1946م، وتم تجديدها في العام 1970م، برعاية حكومة حزب العمل. تقع إلى الشرق مباشرة، على جانب الطريق رقم 4، على بعد 500 متر من دير البلح، و ثلاثة كيلومترات شرق البحر المتوسط، وثلاثة كيلومترات غربي حدود الرابع من حزيران 1967م. كانت وحدة (الناحال) قد أقامت فيها بعد حرب حزيران – يونيو 1967م، معسكراً لها؛ بهدف إعادة إقامة المستعمرة، وتم وضع حجر الأساس لها في العام 1968م، وقد تم بالفعل إقامتها والسكن فيها في العام 1970، وتقدر مساحتها بحوالي (700) دونم.