فلسطينيو الشتات

الشعب الفلسطيني، اصطلاحا: هم الناطقون بالعربية، الذين تعود أصولهم إلى الشعب الذي سكن الأرض الممتدة بين نهر الأردن، والبحر الأبيض المتوسط غربا؛ ومن حدود الجليل مع لبنان، حتى خليج العقبة جنوبا، إبان الانتداب البريطاني على هذه الأراضي بين عامي 1919-1948.

تمخضت حرب عام 1948 بين الجيوش العربية، والقوات اليهودية التي بدأ غزوها لفلسطين واستيطان أراضيها، برعاية ودعم حكومة الانتداب البريطاني، مطلع القرن العشرين- عن هجرة أكثر من نصف الشعب الفلسطيني الى دول الجوار، لتشكل هذه المجموعات قوام اللاجئين الفلسطينيين.

مع مطلع الخمسينيات ومع تفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين اقتصاديا واجتماعيا، اخذ بعضهم يتجه جماعات وفرادى، نحو مختلف دول العالم، وخاصة أوروبا والأمريكيتين؛ بحثا عن شروط أفضل للعيش الكريم.

وعلى الرغم من اندماج الكثيرين ممن اتجهوا الى المهاجر في مجتمعاتهم الجديدة، ومساهمتهم الفعالة في إيقاع الحياة في تلك المجتمعات، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، إلا أنهم لم يغفلوا قضيتهم المصيرية، ولم يفصحوا عن مشاعرهم الجياشة إزاء كل ما يتصل بفلسطين؛ فشكلوا تجمعات باتت تعرف ب"الجاليات الفلسطينية في الشتات"، انخرط أعضاؤها في أنشطة اجتماعية وثقافية وسياسية حثيثة ودورية، تهدف الى صيانة الهوية الوطنية للأجيال، و تعزيز الشعور بالانتماء الى الوطن البعيد.

 وساهم الكثير من فلسطينيي الشتات في الحياة العامة، دون أن يتخلوا عن هويتهم، في الاكناف الجديدة، التي أمدتهم بشروط ملائمة للعيش الكريم، فبرزت من بين ظهرانيهم أسماء لامعة في عديد من المجالات، كالطب وأبحاث الفضاء والفكر والفنون والاقتصاد... فتركوا بصمات مجيدة ومشهودة في سجلات تلك البلدان، وفي ذاكرة أبنائها.

في هذا الملف يلقي فريق "مركز المعلومات الوطني الفلسطيني" إضاءات على الجاليات الفلسطينية في الشتات: قوامها، خريطة انتشارها، نشاطاتها، مساهماتها في مجتمعاتها الجديدة، وأبرز ممثليها في مختلف الميادين.

ومع حرصنا على توخي الدقة والكفاية، إلا أن الطبيعة الخاصة لمحتويات هذا الملف، تتطلب جهود المتصفحين العارفين، ومساهماتهم المخلصة من خلال تزويدنا بالجديد والجاد من معلومات تتصل بمحتوى الملف المقترح.