الفلسطينيون في النمسا

تطور الوجود الفلسطيني النمسا: وجود الجالية الفلسطينية في النمسا حديث العهد، مقارنة مع الجاليات الأخرى في الدول الأوربية الأخرى. كانت البداية بوصول عدد من طلاب العلم للدراسة في الجامعات النمساوية، في نهاية عقد الخمسينيات، وتركز وجودهم في مدينتي فينا وغراتس، حيث يتلقون تحصيلهم العلمي، أما الموجة الثانية؛ فكانت في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، وكان معظمهم من لبنان في أعقاب الحرب الأهلية، أما الموجة الثالثة؛ فعظمها من طلبة العلم من الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدد آخر من طالبي اللجوء السياسي في منتصف عقد الثمانينات، حتى بداية سنوات التسعينيات؛ حيث بدأت أعداد الفلسطينيين القادمين إلى النمسا بالانحسار؛ بسبب تشديد قوانين اللجوء النمساوية، أما الموجة الرابعة؛ فكانت في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، لكنها كانت بأعداد قليلة.

عدد أبناء الجالية الفلسطينية في النمسا: بلغ عدد الجالية الفلسطينية في النمسا حوالي 5.000 نسمة، حسب معلومات مدير عام دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية السيد حسين عبد الخالق، 2022".
أماكن وجود الجالية الفلسطينية في النمسا: ينتشر أبناء الجالية الفلسطينية في معظم ولايات النمسا، إلا أن 80% منهم يعيشون في مدينتي فينا وغراتس.

اندماج الجالية الفلسطينية في مجتمع النمسا: اندمج عدد لا بأس به من الطلبة الفلسطينيين في سوق العمل في النمسا بعد تخرجهم.
نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في النمسا: معظم أبناء الجالية الفلسطينية في النمسا من الفئة المتعلمة، فهناك ما يقارب 150 طبيباً، وعدد لا بأس به منهم يعملون في الوظائف وفي المهن الحرة.

مؤسسات فلسطينية في النمسا: بالرغم من صغر حجم الجالية الفلسطينية في النمسا، إلا أنها نشطت في مجال إقامة المؤسسات؛ ففي عام 1961م، تم تأسيس الاتحاد العام للطلبة العرب على يد عدد من الطلبة الفلسطينيين المنتسبين لحركة فتح، نجحوا في الحصول على ترخيص للاتحاد في عام 1964م، رغم  رفض السلطات النمساوية الاسم المقترح في ذلك الوقت، وهو "رابطة الطلبة الفلسطينيين". وفي عام 1965م أسس الطلبة الفلسطينيون نادي الشبيبة للطلبة العرب، الذي عمل تحت مظلة اتحاد الطلبة العرب.

 وكان نشاط  تأسيس المؤسسات والجمعيات التابعة للجالية الفلسطينية ملحوظًا في أعقاب زيارة  الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى النمسا، في عام 1979م، بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت.

 وأهم هذه المؤسسات: نادي الجالية الفلسطينية في النمسا تأسس عام 1980م، الاتحاد العام لطلبة فلسطين في النمسا تأسس عام 1983م، مؤسسة الجالية الفلسطينية في النمسا تأسست عام 1989م، رابطة فلسطين في النمسا تأسست عام 1993م، جمعية المغتربين الفلسطينيين في النمسا تأسست عام 2002م، اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في النمسا تأسس في عام 2002م، رابطة فلسطين الخيرية تأسست عام 2004م.

مؤسسات نمساوية مساندة للقضية الفلسطينية: هناك العديد من المؤسسات النمساوية المساندة للقضية الفلسطينية تأسست من قبل مجموعات نمساوية الأصل أو ممن تجنسوا بجنسيتها وأهم هذه المؤسسات: مبادرة السلام من أجل فلسطين، جمعية الصداقة النمساوية العربية، المركز الثقافي العربي النمساوي، مؤسسة كنفاني الثقافية، جمعية النمساويين من أصل عربي، حركة النساء في السواد، مجموعة يهود من أجل سلام عادل، حركة السلام النسائية الدولية، وكالة التنمية النمساوية، مؤسسة برونو كرايسكي للحوار الدولي، مؤسسة شمال جنوب، الرابطة الدولية من أجل التسامح.

النشاط السياسي لأبناء الجالية الفلسطينية في النمسا: ينشط أبناء الجالية الفلسطينية في إحياء المناسبات الوطنية والتضامنية الفلسطينية، وفي تنظيم المؤتمرات والمحاضرات المتعلقة بالموضوع الفلسطيني، أما على صعيد الساحة السياسية النمساوية؛ فما زالت الجالية غير مؤثرة، رغم وصول امرأة من أصول فلسطينية سدة البرلمان النمساوي، وهي "منى فضل دزدار".

العمل الدبلوماسي الفلسطيني في النمسا: في عام 1974م التقى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل" ياسر عرفات" مع الرئيس النمساوي "برونو كرايسكي" الأول في اجتماع الاشتراكية الدولية في القاهرة، وفي عام 1979م وجه الرئيس النمساوي كرايسكي دعوة لياسر عرفات إلى زيارة النمسا؛ لحضور اجتماع قمة ثلاثية تجمعهما بالمستشار الألماني في ذلك الوقت "فيلي براندت"، وفي عام 1980م اعترفت النمسا رسمياً بمنظمة التحرير الفلسطينية، وفتح مكتب للمنظمة في فينا كمقر رسمي لها، وتولى شؤونه "غازي الحسيني"، وفي عام 1982م تولى ذلك "عبد لله الإفرنجي"، إضافة إلى توليه مكتب المنظمة في ألمانيا الاتحادية في ذلك الوقت، ثم جاء داود بركات الذي منح لقب سفير بعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر، وفي عام 1990م استلم زمام الممثلية الفلسطينية في النمسا "فيصل عويضة" حتى عام 2005م ليأتي زهير الوزير سفيراً لفلسطين في النمسا.