تطور الوجود الفلسطيني في المملكة المتحدة: قبل عام 1948م لم يكن عدد الفلسطينيين كبيرًا في بريطانيا، واقتصر على عدد من الطلبة والعاملين في هيئة الإذاعة البريطانية. وبعد عام 1967 بدأ الفلسطينيون بالتوافد إلى بريطانيا؛ فوصلها عدد من الطلاب للدراسة، وعدد آخر للعمل، لكن أعدادهم بقيت بسيطة أيضاً.
وبدأت الموجات الفعلية للفلسطينيين نحو بريطانيا على ثلاث مراحل:
الأولى: في أعقاب الحرب الأهلية في لبنان.
الثانية: في أعقاب حرب 1982م.
الثالثة: في أعقاب حرب الخليج الثانية.
عدد أبناء الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة: عدد الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة" 20.000، "حسب معلومات مدير عام دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية السيد حسين عبد الخالق، 2022".
أماكن وجود الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة: ينتشر أفراد الجالية الفلسطينية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، غير أن مدينة لندن تستأثر بنصيب وافر من عدد أعضاء الجالية، وهناك نسبة لا بأس بها من أبناء الجالية الفلسطينية تقطن برمنغهام، ومانشستر، واسكتلندا.
اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع المملكة المتحدة: تم استيعاب الفلسطينيين بسهولة ضمن الجالية العربية في بريطانيا. ولاحقاً؛ سعت الجالية الفلسطينية إلى الاندماج في المجتمع البريطاني، مع المحافظة على هويتهم الفلسطينية.
وقد نجح الفلسطينيون في إيجاد الجمعيات والروابط والأندية الهادفة إلى دعم مجتمعهم في بريطانيا، وحماية مصالحهم السياسية والاجتماعية في نطاق النظام السياسي البريطاني. كما نجحوا (إلى حد ما) من خلال هذه المؤسسات والجمعيات في التأثير على الرأي العام البريطاني، واستقطبوا مجموعة من مؤسسات حقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني، وبعض الشخصيات البريطانية لصالح القضية الفلسطينية،وفي بناء جسور متينة مع المؤسسات الإعلامية، ومع النظام السياسي، بما فيه الحكومة البريطانية. ويتضح ذلك من خلال السماح لهم بتنظيم المظاهرات، والحصول على تراخيص لإقامة بعض النشاطات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. إلا أن هذه العلاقة لم ترقى إلى مستوى التأثير على القرار السياسي في بريطانيا. كما اقتحم عدد من الفلسطينيين سوق العمل في بريطانيا؛ فمنهم رجال الأعمال، وأصحاب الشركات المهمة في بريطانيا، ويتضح ذلك من خلال الحضور البارز للعديد من الشخصيات الفلسطينية في المجال الإعلامي في بريطانيا.
نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة: يعمل أبناء الجالية الفلسطينية في بريطانيا في مجالات متعددة، فمنهم أصحاب المحال التجارية، وأصحاب المطاعم، وسائقو سيارات الأجرة، والبناءون، ورجال الأعمال، والصحافيين.
ويمكن تقسيم مجتمع الجالية الفلسطينية في بريطانيا إلى أربعة أقسام: الأغنياء، والمهنيين، والعمال، وطالبي اللجوء.
منظمات فلسطينية في المملكة المتحدة: تنتشرالعديد من المؤسسات الفلسطينية في مختلف أنحاء بريطانيا في الأماكن التي يتمركز فيه الوجود الفلسطيني، ومن هذه المؤسسات: رابطة الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة (وهي أقوى هذه المؤسسات)، حملة التضامن مع فلسطين، حملة التضامن مع فلسطين في برايتون، تحيا فلسطين، حملة التضامن مع فلسطين في اسكتلندا، حملة التضامن مع فلسطين في كيمرو– ويلز، حركة التضامن الدولية – فرع لندن، الاتحاد العام لطلبة فلسطين – فرع المملكة المتحدة، مجلس التفاهم العربي البريطاني، أصدقاء فلسطين في نقابة العمال، أصدقاء الأقصى، انتربال (جمعية خيرية فلسطينية)، نادي أصدقاء فلسطين في جامعة UCL، نادي فلسطين في جامعة SOAS، مركز العودة الفلسطيني، صندوق توماس هرندال، وديعة الجامعات للتبادل التعليمي مع فلسطين، مؤسسة عبد المحسن قطان، أصدقاء جامعة بيرزيت، المساعدات الطبية للفلسطينيين، زيتون.
العمل الدبلوماسي الفلسطيني في المملكة المتحدة: في عام 1973م افتتح مكتب يتبع منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الفلسطينيين في بريطانيا، بإدارة سعيد حمامي، الذي اغتيل في عام 1978م، ليتولى مكانه في إدارة مكتب منظمة التحرير، حتى عام 1982م، نبيل رملاوي، ثم فيصل الوحيدي، ثم عفيف صافية حتى عام 2005م، وفي عهده تأسست رابطة الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة، وخلفه كمفوض عام لفلسطين في المملكة المتحدة امنويل حسسيان.