الفلسطينيون في بولندا

يقدر عدد أبناء الجالية الفلسطينية في  بولندا بنحو 2000 نسمة، حسب معلومات  مدير عام دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية السيد حسين عبد الخالق، 2022"

أول اتصال للفلسطينيين مع بولندا يعود إلى عام 1950 من القرن الماضي، حين جاء وفد  فلسطيني برئاسة ياسر عرفات (عندما كان طالباً)، للمشاركة في مؤتمر الشباب الدولي الذي عقد في وارسو.

إن عدد كبير من الطلبة  الفلسطينيين في بولندا، بقوا بعد التخرج الجامعي في الثمانينات، في وارسو وحدها، والمناطق المحاذيه حوالي 200 شخص، أنشأ معظمهم أسرهم المختلطة، والآن هم يربون الجيل الثاني للأطفال البولنديين - الفلسطينيين.
في بولندا هناك الجمعية الاجتماعية والثقافية للفلسطينيين البولنديين (SKSPP)، والتي تم تسجيلها في عام 2009.  على الرغم من تسجيلها في محكمة كراكوف فإن غالبية أعضاء مجلس الإدارة من وارسو؛ حيث تعقد الاجتماعات والأنشطة الرئيسية ذات الطبيعة الثقافية.

الجالية الفلسطينية في وارسو تنظم العديد من الأحداث السنوية والاجتماعات، سواء تلك التي يشارك فيها البولنديون أو تلك تكون محصورة بالجالية.

أما جمعية الصداقة الفلسطينية البولندية  (TPPP)  فقد لعبت دورًا هامًا في حياة المجتمع الفلسطيني في وارسو؛ ففي كثير من الأحيان وبمساعدة هذه المؤسسة يتم تنظيم اجتماعات عامة مع البولنديين من أجل تعزيز المعرفة عن فلسطين، وخاصة المناسبات الوطنية مثل: اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أعلنته الأمم المتحدة، أو بمناسبة "يوم النكبة".  في هذه الاجتماعات يعرض جزءًا من التراث الفلسطيني الثقافي والفولكلوري.

فرقة الرقص الفلكلوري الفلسطيني في وارسو تتألف من مجموعة من الشباب البولنديين والفلسطينيين، وأظهرت مهاراتها على الرقص في 17 ديسمبر 2009 بمناسبة الاحتفالات البولندية باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

تعقد عدة مرات خلال السنة أحداث ثقافية متعلقة بفلسطين في بولندا، ويتم تنظيم بعض منها من قبل الفلسطينيين؛ ففي الفترة ما بين 2008-2009 في وارسو وحدها تم عقد عدة حفلات موسيقية مرموقة (بما في ذلك في دار الأوركسترا الوطنية ودار الأوبرا الوطنية)، أمسيات من الموسيقى والرقص، معرض فني، ومعرض للحرف، ... الخ. من خلال انشطة الجالية الفلسطينية في وارسو يظهر جزء من حقيقة الفلسطينيين،  خصوصاً البعد الثقافي في الأغاني والأناشيد والرقص التي تحكي عن قصة شعب يحلم بالحرية والاستقلال.

مراحل العلاقة الدبلوماسية الفلسطينية البولندية:

في بداية السبعينات تم افتتاح قنوات الاتصال رسميًا بين الجمهورية البولندية ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1976 والتي أسستها مكاتب لحركة تضامن مع حركات التحرر العالمية كمنظمة التحرير الفلسطينية وحركات أخرى في افريقيا وآسيا، والتي لم تنرقى للتمثيل الدبلوماسي.

التمثيل الدبلوماسي بين الجمهورية البولندية ومنظمة التحرير الفلسطينية يعود إلى تموز 1982، وذلك بعد الاجتياح الإسرائيلي على لبنان؛ حينها حصلت منظمة التحرير الفلسطينية على بعثة دبلوماسية رئيسها يحمل صفة سفير.

15 نوفمبر 1988 اعترفت بولندا باستقلال دولة فلسطين خلال انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر.
في سنة  1989، وعقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ 15 ديسمبر، والذي ينص على استخدام اسم فلسطين بدلًا من منظمة التحرير الفلسطينية، تم افتتاح سفارة الدولة الفلسطينية في وارسو خلال زيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

قامت السفارة البولندية في تونس، وحتى عام 1994، بالاتصال الدائم مع قيادات منظمة التحرير أثناء إقامة المنظمة في الجزائر في 2 من إبريل من عام 1997، وتم الحاق مبعوث لسلطة الفلسطينية بالسفارة البولندية في تل أبيب، ويأتي افتتاح مكتب الممثلية البولندية بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في أوسلو تأكيداً على السعي نحو قيام دولة فلسطينية.

وتتميز العلاقات البولندية الفلسطينية بأجواء ودية وتعاون جيد؛ فهناك مجموعات الصداقة البرلمانية التي يتم من خلالها التعاون في العديد من المجالات، وخاصة في مجال السياحة والعلاقات الثقافية؛ وعلى المستوى الحكومي المحلي هناك توأمة بين مدن فلسطينية وأخرى بولندية مثال ( التعاون بين مدينة لوبلين ورام الله).

تم تأسيس "رابطة خريجي الفلسطينين" من الجامعات البولندية، وبرنامج المساعدة للمنح الدراسية للطلاب؛ فبولندا تساعد الفلسطينيين من خلال برامج المنح والمساعدات وكذلك المساهمة في صندوق التبرعات للاجئين الفلسطينيين.