تطور الوجود الفلسطيني اليونان: يرجع تاريخ الوجود الفلسطيني في اليونان إلى نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي، عندما بدأ الطلاب الفلسطينيون بالوصول إلى اليونان للدراسة الجامعية؛ لتوفر المنح الدراسية وانخفاض تكاليف المعيشة مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى.
وقد جاءت الدفعة الأولى من الطلاب الفلسطينيين من الأراضي المحتلة "الضفة الغربية وقطاع غزة" بالإضافة إلى الأردن، استمرت عملية الهجرة طوال سنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
في سنة 1976م، بدأ العديد من رجال الأعمال والمهنيين بالهجرة من لبنان، وقدم العديد منهم إلى اليونان، حيث نقلوا مقرات شركاتهم إلى اليونان، وكان الفلسطينيون يشكلون نسبة كبيرة منهم. وبعد رحيل منظمة التحرير الفلسطينية في أعقاب حرب 1982م من بيروت، توجه العديد من الفلسطينيين من لبنان إلى اليونان، وكذلك الحال من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إما عن طريق الحصول على تأشيرات سفر للدراسة، أو عن طريق الهجرة غير القانونية عبر الحدود اليونانية ـ التركية.
عدد الجالية الفلسطينية في اليونان: يقدر عدد الفلسطينيين بـ 10.000 نسمة حسب معلومات مدير عام دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية السيد حسين عبد الخالق، 2022".
أماكن عيش الجالية الفلسطينية في اليونان: كان أكبر تجمع للطلاب الفلسطينيين في سالونيك، ثم تحول إلى أثينا، وكانت بترا أيضاً من أماكن وجود الطلبة الفلسطينيين، ويوجد بعض أبناء الجالية الفلسطينية في عدد من الجزر، منها جزيرة كريت.
اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع اليوناني: هناك قوانين تنظم علاقة المهاجرين مع المجتمع اليوناني، وهناك نظرة حسنة من اليونانيين إلى المهاجرين، ويلاحظ أن أعداداً من الفلسطينيين المقيمين في اليونان، حصلوا على الجنسية بسبب زواجهم من يونانيات، أو من فئة رجال الأعمال، أو بسبب علاقاتهم وإقامتهم الطويلة في اليونان.
نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في اليونان: عدد لا بأس به من أبناء الجالية الفلسطينية يعملون في القطاع العام في اليونان، والبعض منهم يعمل في القطاع الخاص، أو في شركات يملكها رجال أعمال عرب.
منظمات فلسطينية في اليونان:
-اتحاد العمال والشغيلة الفلسطينيين، من أهم المنظمات الشعبية حالياً، وله علاقات وثيقة مع اتحاد العمال والنقابات اليونانية، ويضم في عضويته مئات الأعضاء، وله علاقات واسعة مع اتحادات نقابية خارج اليونان.
-الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عام 1982.
مساندة اليونان للقضية الفلسطينية: لا شك أن هناك مساندة شعبية يونانية واضحة للشعب الفلسطيني، من خلال استمرار تنظيم المظاهرات، وحملات جمع المساعدات لصالح شعبنا الفلسطيني، منذ فترة السبعينيات حتى الآن، هذا بالإضافة إلى الدعم السياسي من قبل عدد من الأحزاب اليونانية للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة.
العمل الدبلوماسي الفلسطيني في اليونان: العلاقات السياسية بين الحكومة اليونانية والفلسطينيين وبالتحديد منظمة التحرير الفلسطينية- كانت مساندة بشكل قوي للفلسطينيين على الصعيد السياسي، بالإضافة إلى تقديم المنح الدراسية. وبعد فوز الباسوك ورئيسها بابا ندريو عام 1981م، دعا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت ياسر عرفات لإلقاء كلمة في مؤتمر الحزب، وذلك بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، وتم رفع التمثيل الفلسطيني إلى مستوى "ممثلية"، بعد أن كان اتحاد طلبة فلسطين الجهة الوحيدة الممثلة للفلسطينيين في اليونان. واستمر الدعم خلال الثمانينيات وبداية التسعينيات حتى فقدان الباسوك الحكم وموت بابا ندريو.
وشهدت سنوات التسعينيات خفوتاً في العلاقة الرسمية اليونانية والفلسطينية، وذلك؛ بسبب عضوية اليونان في الاتحاد الأوروبي، والضغط الأوروبي للحد من الهجرة، وعضوية اليونان في الناتو.
واستمر عمل الاتحاد بالتنسيق مع الممثلية في تمثيل التجمع الفلسطيني في اليونان، وإدارة شؤونه التي كان أغلبها يخص الطلاب، واستمر الوضع حتى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات؛ حيث بدأت الحاجة لتكوين مؤسسة تضم جميع الفلسطينيين بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو الاجتماعي، وشكلت مؤسسة ناجحة للجالية في سالونيك. وفي عام 1991 شكلت مؤسسة الجالية الفلسطينية في أثينا، وهي تتكون من رجال أعمال وموظفين وعمال ومهنيين درسوا في اليونان، واقتصر عملها على تقديم الدروس العربية للأطفال والأمهات اليونانيات، وبعض النشاطات الثقافية، علما بأن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كانت في اليونان منذ عام 1982م.