أولى أهل فلسطين اهتمامًا كبيرًا بزراعة العنب منذ عهد الكنعانيين، وتدل على ذلك معاصر النبيذ الحجرية القديمة، التي ما زالت آثارها ظاهرة للعيان في مختلف المناطق الفلسطينية؛ حيث أصبح العنب يشكل إرثًا حضاريًا وثقافيًا ورمزًا في تراث الشعب الفلسطيني.
اهتم الفلسطينيون بزراعة العنب وتصنيع منتجاته؛ وتفنن البيت الفلسطيني بإنتاج العديد من منتجاته الغذائية، وأهمها: الدبس، والعنطبيخ، والزبيب، والملبن.
تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بكروم العنب حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني "النتائج الأولية للتعداد الزراعي 2021" نحو 29117 دونم، تمثل ما نسبته 4.3% من أشجار البستنة لتحتل المرتبة الثانية بعد الزيتون، منها 12425 دونم في محافظة الخليل، فيما جاءت محافظة بيت لحم في المرتبة الثانية بواقع 8900 دونم.
مساحة كروم العنب في فلسطين حسب المحافظة
المحافظة |
المساحة بالدنم |
فلسطين |
29117 |
الضفة الغربية |
27524 |
جنين |
2219 |
طوباس والأغوار الشمالية |
1055 |
طولكرم |
94 |
نابلس |
1003 |
قلقيلية |
61 |
سلفيت |
114 |
رام الله والبيرة |
668 |
أريحا والأغوار |
337 |
القدس |
648 |
بيت لحم |
8900 |
الخليل |
12425 |
قطاع غزة |
1593 |
شمال غزة |
57 |
غزة |
903 |
دير البلح |
373 |
خانيونس |
170 |
رفح |
99 |
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينية/ النتائج الأولية للتعداد الزراعي 2021/ تموز 2022
اشتهرت الخليل بزراعة العنب، وارتبطت جودته باسمها؛ وتنوعت أصنافه لتزيد عن 15 صنفًا. ومن أشهر المناطق التي يزرع فيها العنب محافظتا الخليل وبيت لحم خاصة في الخضر، وبيت أمر، وحلحول، والعروب، وسعير، والشيوخ، ودورا.
أهم الأصناف المزروعة من العنب:
ينتشر في فلسطين ما يزيد عن خمسين صنفًا من العنب، وجميعها مستخدمة عنبَ مائدة، وعصيرًا، وفي صناعة الزبيب والملبن والمربى. وأهم الأصناف المزروعة ذات العائد الاقتصادي:
أولًا: الأصناف البيضاء:
1- الدابوقي (البلدي): متوسط النضج، وهو من أكثر الأصناف انتشارًا في فلسطين، ويصلح أن يستخدم عنبَ مائدة، وعصيرًا، وزبيبًا، وفي صناعة الملبن والمربى والخل؛ كما يعد من أكثرها ملاءمة للظروف البيئية المحلية وتحملاً لظروف الجفاف وارتفاع نسبة الكلس في التربة. أشجاره قوية النمو، وأوراقه مزغبة من الأسفل بزغب أبيض، لونها أخضر داكن. يمكن زراعة شجرة عنب الدابوقي في كافة أنواع التربة. وهذا الصنف يناسبه التقليم القصير. ثماره بيضاء شمعية تميل إلى الاصفرار، حساسة للنقل لقلة سماكة قشرة الثمرة. يمكن تأخير قطف ثماره، تنضج الثمار في أواخر شهر آب وبداية أيلول.
2- الجندلي: شجرته تشبه الدابوقي، ولون ثماره أصفر قليلًا، ثماره كروية متراصة صغيرة الحجم نسبيًا، وبذوره قليلة. وهو صنف يتأخر نضج ثماره، متوسط الانتشار، عناقيده مستطيلة ذات أكتاف طويلة قد تصل إلى أكثر من نصف طول العنقود، ويمكن صناعة الزبيب الجيد من ثماره.
3- الزيني: متوسط النضج، واسع الانتشار، يشبه الدابوقي إلى حد كبير؛ إلا أن عناقيده كبيرة ممتلئة متوسطة التراصّ، الثمار مستطيلة بيضاء مصفرة ذات قشرة متوسطة السمك، وذات لب عصيري متوسط القوام، البراعم القاعدية على القصبات مثمرة، يستجيب للتقليم الطويل، وهو غزير الإنتاج ومن أصناف المائدة المرغوبة.
4- البيروتي: أشجاره قوية، وأوراقه ناعمة الملمس من السطحين، وهو حساس جدًا للبياض الدقيقي، بحاجة إلى تربة مخدومة جيدًا ذات صفات حسنة. يقلم تقليمًا طويلًا، ثماره كروية إلى مستطيلة الشكل ذات لون أبيض شمعي وجلدتها سميكة. وهو من أصناف المائدة المرغوبة التي تباع بأسعار مرتفعة؛ لكنه لا يستخدم في الصناعات المحلية.
5- الحمداني: متأخر النضج، متوسط الانتشار، عناقيده مخروطية الشكل مائلة إلى الاستطالة ومتراصة الثمار، وثماره مستديرة وذات قشرة أكثر سمكًا من ثمار الدابوقي، ونسبة اللب فيها عالية، بذورها صلبة وعددها من 2-4، ولون الثمار أصفر إلى أصفر مخضر، ونسبة السكر فيها عالية عند اكتمال النضج، وهو يصلح للأكل والعصير وصناعات محلية أخرى.
6- المراوي: متأخر النضج، متوسط الانتشار، يشبه الحمداني من حيث شكل الثمار وسمك قشرتها ومحتواها من اللب والعصير وعدد البذور، عناقيده متوسطة إلى كبيرة الحجم ومتناسقة الشكل والحجم. درجة تزاحم الثمار في العناقيد أقل منها في الحمداني. براعم القصبات القاعدية مثمرة؛ لكن فيه صفة اختلال السكر بعد النضج؛ فيصبح طعمه غير مرغوب أحيانًا.
7- الفحيصي (المطرطش): صنف متأخر النضج، قوي النمو، عالي الإنتاج، متوسط الانتشار، عناقيده كبيرة مخروطية مستطيلة مجنحة، والثمار دائرية كبيرة وردية تتخللها بقع بنفسجية وبقع خضراء مصفرة. حجم اللب فيه كبير، وهو قليل العصير ونسبة السكر فيه متوسطة.
ثانيًا: الأصناف السوداء:
1- الحلواني: صنف ممتاز مرغوب محليًا ويتأخر نضجه، وهو قوي النمو، غزير الإنتاج، ويمكن تأخيره، عناقيده كبيرة مخروطية الشكل إلى مستطيلة ذات أكتاف، والثمار كبيرة مستديرة حمراء اللون، قشرتها رقيقة إلى متوسطة السمك، واللب لحمي متماسك والبذور صغيرة، يتحمل النقل والتخزين بدرجة كبيرة، ويقلم على دوابر ثمرية طويلة عليها من خمس إلى ست عيون.
2- البيتوني: متوسط النضج، واسع الانتشار، يمكن تأخيره، يشبه البلوطي في مواصفاته؛ إلا أن عناقيده أكبر حجمًا وذات شكل مخروطي، أوراقه ناعمة، والثمار سوداء وفيها عدد من البذور الكروية إلى متطاولة الشكل. مرغوب للاستهلاك الطازج؛ اللب صلب القوام حلاوته عالية؛ وهو حساس للأمراض الفطرية، وخصوصًا مرض البياض الدقيقي.
3- الشامي: صنف متأخر النضج، واسع الانتشار، قوي النمو، غزير الإنتاج، من الأصناف السوداء المرغوبة في السوق، ثماره كروية الشكل كبيرة الحجم، والعنقود كبير الحجم كثيف إلى متوسط الكثافة، القشرة سميكة، وهو حساس لمرض البياض الدقيقي، يمكن ملاحظة ظاهرة تشقق الثمار المصابة عند النضج بوضوح.
4- الدراويشي (الشيوخي): مبكر النضج، متوسط الانتشار، قصباته لونها مائل للحمرة، أوراقه خضراء يشوبها لون محمر، عناقيده كبيرة متزاحمة الثمار، قشرة الثمرة سميكة مغطاة بطبقة شمعية تعطيها بعض اللمعان، الثمار مستطيلة ونسبة اللب بها عالية. وهذا الصنف حساس للأمراض الفطرية والحشرية، خصوصًا عثة هريان العنب.
العنب وصناعاته البيتية: يصنع من العنب الزبيب، ودبس العنب، والملبن، والعنبية (مربى العنب)، ويتم بيعها في الأسواق على مدار السنة.
تواجه زراعة العنب في فلسطين العديد من المشاكل منها:
1- صعوبة التسويق المحلي والخارجي؛ بسبب احتكار سلطات الاحتلال للمعابر.
2- ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج بما لا يتلاءم مع المردود المادي.
3- إدخال كميات كبيرة من منتجات المستوطنات إلى الأسواق المحلية.
4- مصادرة الأراضي؛ ما قلص مساحة الأراضي المزروعة بالعنب.
5- الاعتداءات المتكررة من المستوطنين على كروم العنب والفلاحين.
6- قلة المياه.