الفراولة أو "التوت الأرضي" هو نبات عشبي معمر، يعيش لعدة سنوات إذا ترك في الأرض، الساق فيه قصيرة جداً وسميكة، وترتفع على سطح التربة لأكثر من 40 سم. وهو يتبع العائلة الوردية، التي تحتوي على 115 جنساً، وحوالي 2200 نوع، ويمكن القول بأنه من المحاصيل ذات العائد الكبير، ويمكن تصدير ثماره مجمدة أو مصنعة أو طازجة.
تتلون ثمار الفراولة عدة مرات أثناء نضجها؛ فعند بداية العقد تكون الثمار خضراء اللون، ثم تتحول إلى اللون الأبيض، فاللون الوردي، ثم اللون الأحمر. وتزداد مساحة الجزء الملون تدريجياً، ويبدأ التلون من الطرف القمي للثمرة، إلى الطرف القاعدي، ويصاحب ذلك زيادة في حجم الثمار، وزيادة في نسبة الرطوبة، ونقص الصلابة، مع زيادة نسبة المواد السكرية، التي تشكل 70-80 % من المواد الصلبة الذائبة.
بدأت زراعة الفراولة (التوت الأرضي) في فلسطين في نهاية الستينات في قطاع غزة، بمساحة تجريبية تقدر بدونم ونصف، وبعد أن حققت نجاحاً ملحوظاً، أخذت بالاتساع تدريجياً حتى وصلت 2500 دونم في عام 2005.
وبسبب الحروب والحصار الذي تعرض له قطاع غزة وتضييق الخناق عليه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي (بما في ذلك منع تصدير المنتجات الزراعية وتدمير المزروعات)؛ تراجعت المساحات المزروعة بالفراولة لتصل 600 دونمًا فقط في عام 2016.
السنة |
المساحة بالدونم |
كمية الإنتاج بالطن |
1967-1968 |
1 |
1.5 |
1971-1972 |
12 |
12 |
1975-1976 |
25 |
50 |
1979-1980 |
300 |
900 |
1983-1984 |
327 |
1300 |
1987-1988 |
358 |
1400 |
1991-1992 |
373 |
1500 |
1995-1996 |
1360 |
4098 |
1999-2000 |
1375 |
4800 |
2003-2004 |
1919 |
5757 |
2004-2005 |
2500 |
7500 |
2005-2006 |
1300 |
4600 |
2006-2007 |
1160 |
4083 |
2007-2008 |
1066 |
3733 |
2008-2009 |
266 |
933 |
2009-2010 |
380 |
1330 |
2010-2011 |
950 |
1334 |
2012-2013 |
1000 |
2500 |
2013-2014 |
800 |
2500 |
2014-2015 |
500 |
1500 |
2015-2016 |
950 |
2000 |
2016-2017 |
600 |
1500 |
إلا أن تحسناً طرأ على تسويق الفراولة إلى الضفة الغربية، وتصديرها إلى بعض دول الخليج العربي، ودول أوروبية رفع من المساحة المزروعة بالفراولة لتصل في العام 2021 حسب “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” (النتائج الأولية للتعداد الزراعي 2021) نحو 4565 دونمًا، منها 4301 دونمًا في قطاع غزة وعلى وجه التحديد في محافظة شمال غزة، و264 دونمًا في الضفة الغربية.
المساحة المزروعة بالفراولة في فلسطين حسب المحافظة 2020/2021
المحافظة |
المساحة بالدنم |
فلسطين |
4565 |
الضفة الغربية |
264 |
جنين |
116 |
طوباس والأغوار الشمالية |
1 |
طولكرم |
136 |
نابلس |
1 |
قلقيلية |
6 |
سلفيت |
0 |
رام الله والبيرة |
1 |
أريحا والأغوار |
- |
القدس |
- |
بيت لحم |
1 |
الخليل |
2 |
قطاع غزة |
4301 |
شمال غزة |
4301 |
غزة |
- |
دير البلح |
- |
خانيونس |
- |
رفح |
- |
المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني/ النتائج الأولية للتعداد الزراعي 2021/ تموز 2022
أما في الضفة الغربية، فقد بدأت زراعة الفراولة في عام 1998 في قلقيلية بزراعة 300 متر مربع؛ كخطوة تجريبية، وحققت نجاحاً باهرًا؛ ما شجع على التوسع في زراعتها؛ فتضاعفت المساحة المزروعة إلى 4 دونمات حتى عام 2004؛ في حين اتسعت دائرة المناطق المهتمة بزراعة الفراولة في الضفة الغربية عام 2009 لتشمل طمون في محافظة طوباس وزيتا في محافظة طولكرم وقباطية في محافظة جنين لتصل المساحة المزروعة بالفراولة في الضفة الغربية إلى 150 دونمًا عام 2012، في حين بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالفراولة في العام 2020/2021 في الضفة الغربية 264 دونم معظمها في محافظتي طولكرم وجنين.
ويتجه مزارعون الفراولة في فلسطين، وخاصة في الضفة الغربية إلى الزراعة المعلّقة داخل البيوت البلاستيكية، التي تمنحهم زيادة مضاعفة في معدل الإنتاج مقارنة بالطريقة التقليدية المكشوفة، وتوفر كمية كبيرة من المياه والأسمدة والمبيدات الزراعية، كما أن إمكانية رعايتها والحفاظ عليها أكبر، خاصة في حال تغير الظروف المناخية.
أصناف الفراولة المزروعة في فلسطين: تزرع في فلسطين عدة أصناف من الفراولة تختلف عن بعضها البعض من حيث مواعيد زراعتها وقطفها وأهمها:
الصنف |
موعد الزراعة |
باكورة القطف |
ملاحظات |
تمار 328 |
18-25 أيلول |
10-20 تشرين الثاني |
يتعرض للتشوه في الحرارة المنخفضة. |
يعيل 329 |
22-28 أيلول |
25 تشرين الثاني-5 كانون الأول |
مرتفع الانتاجية. |
ملاخ 156 |
22-28 أيلول |
25 تشرين الثاني-1 كانون الأول |
أفضل الأصناف من حيث الطعم، وحساس للأمراض، له أكتاف بيضاء. |
بلاخة 9 |
15-20 أيلول |
15-20 تشرين الثاني |
حساس للتشوه. |
آلا 538 |
20-25 أيلول |
20-25 تشرين الثاني |
ثماره كبيرة، غير مرغوب للتصدير، صعب الفرز. |
هداس 543 |
20-25 أيلول |
20-25 تشرين الثاني |
حساس للأنثراكنوز. |
وسوجرندى |
1-5 تشرين الأول |
1-10 كانون الثاني |
صلب، وذو طعم جيد. |
كماروزا |
5-10 تشرين الاول |
1-10 كانون الثاني |
له أكتاف خضراء. |
يعتمد نجاح زراعة الفراولة على عدة عوامل، منها: الصنف، وموعد الزراعة، ونوع التربة، ومياه الري، ونظام الزراعة سواء بشتلات طازجة أو مبردة، وطرق مكافحة الآفات والأـمراض، وعمليات خدمة المحصول منذ بداية الزراعة وحتى الحصاد.
وتنجح زراعة الفراولة في جميع أنواع الأراضي، بشرط أن تكون جيدة الصرف، وخالية من الحشائش والأملاح، وأن تكون تربة متعادلة تقريباً. وتعتبر الأراضي الرملية أو الصفراء أفضل الأراضي لهذا المحصول.
أساليب زراعة الفراولة: تزرع الفراولة داخل البيوت البلاستيكية معلقة أو أرضية، كما تزرع تحت البلاستك أرضا في سطور (أثلام).
في فلسطين يتم استيراد أمهات الأشتال في شهر أيار، وتزرع في المشتل، ويتم نقلها إلى الأرض المستديمة في شهر أيلول، يمكن أن تستمر نباتات الفراولة بالعطاء لمدة أربعة سنوات.
جمع المحصول:
أما بالنسبة لجمع المحصول، فيتم يومياً وفي الصباح الباكر ويوقف بمجرد ارتفاع الحرارة على أن تجمع الفراولة على درجات مختلفة من النضج، حسب مكان التسويق، كما يراعى أن تجمع بالكأس في جميع الحالات، إلا إذا كانت تجمع لغرض التصنيع، فتجمع بدون الكأس، وفي الحالتين يجب استبعاد الثمار التالفة والزائدة في النضج؛ حتى يمكن تجنب الإصابة بتعفن الثمار وتلف العبوات.
الجدوى الاقتصادية: يعد محصول الفراولة من المحاصيل التصديرية في فلسطين، وتبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد بالفراولة 3500 دولار، تشمل مصاريف الحراثة والتسميد والتعقيم وجمع المحصول وتجهيزه للتصدير، علماً بأن الدونم الواحد ينتج ما بين 3 الى 4 طن إذا ما صدرت إلى الخارج تجني 6900 الى 9200 دولار.
ويمكن استعراض كميات الإنتاج من الفراولة بالطن والكميات المصدرة منها فقط في قطاع غزة على النحو التالي:
السنة |
كمية الإنتاج بالطن |
الكمية المصدرة بالطن |
2000 |
3.443 |
1.033 |
2001 |
2.520 |
756. |
2002 |
3.510 |
1.053 |
2003 |
4.947 |
1.484 |
2004 |
6.114 |
1.834 |
2005 |
4.600 |
1.380 |
2006 |
4.083 |
1.225 |
2007 |
3.733 |
1.120 |
2008 |
933 |
لم يتم التصدير بسبب إتلاف الحرب للمحصول |
2010 |
753 |
226 |
2011 |
1.334 |
400 |
الأمراض التي تصيب الفراولة:
تصاب الفراولة بالعديد من الأمراض، منها ما يصيب الجذور والتاج، ومنها ما يصيب المجموع الخضري، ومنها ما يصيب الثمار.
أولا: الأمراض التي تصيب الجذور والتاج ومنها:
1- أعفان الجذور: تعيش الفطريات المسببة لهذا المرض في التربة، وقد تنتقل عن طريق السماد البلدي أو بواسطة آلات الخدمة أو ماء الري أو عن طريق الشتلات، وينتج هذا المرض عن فطريات مختلفة وطرق وقايتها واحدة. وتبدأ علامات وجود المرض في تكون مساحات بنية اللون على الجذور البيضاء، ويؤدي ذلك إلى تقليل الامتصاص واختلال التوازن المائي داخل النبات، ثم تظهر أعراض ذبول على المجموع الخضري، ثم موت الشتلات وتساقطها نتيجة لتعفن الجذور ومنطقة التاج.
2- الذبول: يتسبب المرض عن فطر الفيوزاريوم أوكسي سبورم والفيرتيسيليوم، وهذه الفطريات تعيش في التربة وداخل أوعية النبات. وينشط فطر الفرتيسيليوم في الطقس البارد؛ بينما ينشط فطر الفيوزاريوم في درجات الحرارة المرتفعة نوعا (أكثر من 25). تبدأ الأعراض بذبول بطيء في النباتات في وقت بدء تكوين المدادات خلال موسم جمع الثمار، وتذبل الأوراق الخارجية وتجف عند الحواف وبين العروق، ويصبح لونها بنيا غامقا، وتكون النموات الجديدة مختزلة؛ ونتيجة لذلك تكون الجذور التي تنمو في منطقة التاج قصيرة ومتقزمة، وغالبا ما تكون ذات قمم سوداء، كما تتكون خطوط أو مناطق سوداء على عروق الأوراق والمدادات.
وفي حالة الإصابة الشديدة تموت النباتات فجأة؛ بينما تستطيع في حالة الإصابة الخفيفة أن تتعافى مرة أخرى، وعند عمل قطاع طولي في الجذر، نجد تلون الحزم الوعائية باللون المحمر نتيجة لإفرازات الفطرين المسببين للإصابة؛ ما يؤدي إلى الانسداد.
3- نيماتودا تعقد الجذور: تظهر الأعراض في صورة ضعف في نمو النبات مع وجود انتفاخات صغيرة على الجذور بالإضافة إلى حدوث أضرار للجذور نتيجة حدوث الإصابة وزيادة قابليتها للإصابة بفطريات التربة.
ثانيًا: الأمراض التي تصيب المجموع الخضري ومنها:
1- مرض البياض الدقيقي: غالبا ما يظهر هذا المرض قبل الإثمار مباشرة. ويلائمه الطقس الرطب. ويبدأ بحدوث انتصاب أنصال الأوراق، أو تجعدها لأعلى مع التفافها، وتأخذ الورقة شكل الكأس. وعند فحص السطح السفلي للأوراق يشاهد بقع بيضاء وردية مسحوقية وهي عبارة عن جراثيم الفطر؛ وفي حالة الإصابة الشديدة تجف الأوراق وتموت. كذلك تصاب الأزهار وأعناقها حيث يظهر عليها النمو الأبيض للفطر، كذلك يؤدي المرض إلى تعفن الثمار وتلفها.
2- مرض تبقع الأوراق الفطري والبكتيري: تظهر الإصابة على أنصال الأوراق الحديثة التكوين وأعناقها، والكأس وأعناق الثمار، وتظهر البقع على السطح العلوي أولا على شكل بقع صغيرة ذات لون بنفسجي بقطر 0.5 سم، متناثرة على الأوراق، ذات حافة بنية داكنة ومركزها رمادي إلى أبيض.
3- ومرض لفحة الأوراق: يبدأ هذا بظهور بقع كبيرة حمراء بنية ذات حافة، وتكون هذه البقع دائرية أو بيضاوية أو مثلثة الشكل بنفسجية، وهي من أخطر أنواع تبقعات الأوراق. في الإصابة الشديدة تعم البقع سطحي الورقة، وتؤدي إلى جفاف الأوراق وموتها؛ ما يؤدي إلى ضعف النباتات وبالتالي قلة حجم وعدد الثمار الناتجة؛ إذ تتعرى الثمار بعد سقوط الأوراق وتصبح معرضة لأشعة الشمس؛ نظرا لعدم وجود حماية لها ويؤدي ذلك لتلفها.
ثالثًا: الأمراض التي تصيب الثمار:
1- العفن الرمادي: من الفطريات التي تصيب النباتات بالحقل، وهو نمو رمادي ميسليومي يبدأ على جزء من الثمار الخضراء والناضجة، ثم يعم الثمرة بأكملها. ويمتد المرض من ثمرة لأخرى. كما يصيب أيضا النورات والحوامل الزهرية.
2- عفن الريزوكتونيا أو العفن الجاف: وهو يصيب الثمار الملامسة للتربة، مكونا مساحات أو بقعا فاتحة اللون على جانب واحد من الثمرة، ويتحول إلى مساحات بنية جافة مع وجود مناطق فاصلة واضحة، ثم تتعفن الثمار كلها.
3- عفن الثمار الجلدي: يعيش هذا الفطر أساسا في التربة؛ ولذلك يهاجم الثمار الملامسة لها ويظهر المرض على صورة بقع بنية جلدية على جانب الثمرة، تتحول بعد ذلك إلى اللون الأرجواني في الثمار الخضراء وغير الناضجة؛ بينما في الثمار الناضجة لا يحدث تغير في اللون، ويكون للمكان المصاب طعم لاذع وتصبح الثمار جلدية؛ وعند عمل قطاع في الثمرة تظهر الحزم الوعائية بلون أحمر.
4- عفن الريزوبس أو العفن الطري: وهو يعتبر من أمراض التسويق والتخزين؛ حيث يصيب الثمار بعد جمعها، وتظهر الأعراض في صورة نمو فطري أبيض هش على الثمار، ويتحول بعد ذلك إلى اللون الأسود، ويؤدي إلى تلف الثمار وتصبح عصيرية.
المشاكل التي تواجه مزارعي الفراولة:
1- عدم القدرة على تصدير المحصول بسبب السيطرة الإسرائيلية على المعابر.
2- تجريف الأراضي الزراعية من قبل آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدمير المحصول أثناء الاجتياحات أو عمليات القصف الأرضي والجوي.
3- منع دخول مستلزمات الإنتاج من قبل الاحتلال.
4- منع الاحتلال المزارعين من الوصول لأراضيهم للعناية وجمع محصولهم.
5- ارتفاع تكاليف الإنتاج والتسويق.