زراعة الزهور في فلسطين

عرفت زراعة الزهور في فلسطين منذ القدم، إلا أنها اقتصرت على الزراعة المنزلية، وفي الحدائق العامة؛ أما زراعة الزهور لأغراض تجارية، فقد عرفت في قطاع غزة على وجه الخصوص عام 1991، واتسع نطاقها في عام 1998؛ إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحته نحو ألف ومئتي دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.

تراجعت زراعة الزهور بعد عام 2000؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإغلاق المعابر أمام عمليات التصدير أو تعقيدها، بالإضافة إلى عمليات تجريف وقصف الأراضي الزراعية؛ ما أدى إلى خسائر فادحة مني بها لمزارع الفلسطيني؛ أدت إلى تحوله عن زراعة الزهور، لتتقلص المساحة المزروعة من 1200 دونم إلى 180 دونمًا؛ أي ما نسبته 6.5% من حجمها الكلي، معظمها انحصر في محافظة رفح جنوب القطاع.

وكان قطاع غزة يصدر 60 مليون زهرة سنوياً إلى أوروبا؛ إلا أن المزارعين في عام 2012 تمكنوا من تصدير خمسة ملايين زهرة فقط بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر؛ وذلك قبل أن يتوقف التصدير كليًا بعد الحرب الثالثة على قطاع غزة عام 2014. وفي أعقاب ذلك لم يتحمل المزارعون الخسائر الفادحة، واضطروا إلى تجريف مزارعهم، والتحول إلى زراعة محاصيل أخرى أقل تكلفة وأسهل تسويقًا في السوق المحلي. واستمرت المساحة بالتراجع تدريجيًا إلى أن وصلت المساحة المزروعة بالزهور في سنة 2023 إلى نحو 35 دونمًا فقط، موزعة بين محافظات رفح وخانيونس وشمال غزة، حيث تستهلك محليًا في المناسبات المُجتمعية كالاعراس والأعياد وحفلات التخرج من الجامعات وزيارة المرضى وفي أيام رأس السنة وأعياد الميلاد.

الأصناف المزروعة: تزرع في قطاع غزة أكثر من مئة صنف من الزهور؛ لكن زهرة القرنفل هي الزهرة التى يفضلها المزارع الغزي في أرضه؛ لتحملها عوامل الطقس المتقلبة. ويصنف القرنفل حسب لونه إلى: الزهري يسمى "فريدة"، والأخضر يسمى "جوبلن"، والأحمر يسمى "جوري"، والعنابي يسمى "دارك تشاو"، والأحمر المختلط بالأصفر يسمى "تشاو"، البرتقالي فيسمى "أورانج جيفون".

 

 

 

الظروف المناسبة لنمو القرنفل:

1الضوء: ينمو القرنفل بنجاح إذا ما توفرت شمس ساطعة من 4 إلى 5 ساعات يومياً على الأقل. وبزيادة شدة الإضاءة يزيد المحصول.

2الحرارة: ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلباً على جودة السيقان الزهرية، فرغم أن الإنتاج يزداد إلا أن الأزهار تكون صغيرة الحجم وتحتوي على عدد أقل من البتلات، كما تصبح سويقاتها ضعيفة، ويقل معدل نمو الأوراق. وقد وجد أن أفضل درجة حرارة تتراوح من 15 إلى 25 نهاراً، ومن 10 إلى 13 ليلاً.

3الرطوبة: الرطوبة الزائدة تؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية، وفي الشتاء يجب توفير غطاء النباتات من الأمطار؛ أما في الصيف فإن القرنفل بحاجة إلى رش رذاذ الماء لتلطيف الجو وتقليل درجة الحرارة، ولكن يجب العمل على عدم بقاء الماء فوق النباتات فترة طويلة؛ لذا يفضل زارعة النباتات في منطقة جيدة التهوية.

4- التربة: التربة المناسبة تكون من خفيفة إلى متوسطة، جيدة الصرف والتهوية، ذات حموضة(ph) من 6 إلى7؛ فالتربة التي تميل إلى الحموضة تساهم في تثبيط مسببات أمراض التربة.

المشاكل التي تواجه زراعة الزهور:

1 التصدير: يعاني مزارعو الزهور في قطاع غزة من صعوبات كبيرة في تصدير محاصيلهم إلى الخارج، نتيجة سياسة الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر، والتباطؤ المتعمد في إجراءات التصدير؛ بالإضافة إلى منع تصديرها بشكل نهائي أحيانًا؛ الأمر الذي كبّد مزارعي الورود خسائر مالية فادحة؛ ما أرغم عددًا كبيرًا منهم على التوقف عن زراعة الزهور.

2الاجتياح وتجريف الأراضي وعمليات القصف: منذ بدء انتفاضة الأقصى، مرورًا بسلسلة الحروب على قطاع غزة، والمزارعون يعانون من عمليات تجريف أراضيهم وتخريبها وقصفها بالصواريخ؛ لا سيما في منطقتي رفح وبيت لاهيا، اللتين تتركز زراعة الزهور فيهما.

3تذبذب كميات الأمطار وموجات الصقيع: إن تذبذب كميات الأمطار من موسم إلى آخر، وهبوب موجات الصقيع، أديا إلى إلحاق الضرر بمحصول الزهور، من حيث كمية الإنتاج وجودة المحصول.