زراعة شجرة الهوهوبا في فلسطين

شجرة الهوهوبا هي شجرة حرجية صحراوية مثمرة دائمة الخضرة، تتحمل الجفاف والعطش؛ ومقاومة للحشرات والأمراض والآفات؛ تشبه ثمارها وهي خضراء ثمار البلوط وعند النضج تسقط قشور الثمار (البندق)، أو يتم إزالتها للحصول على البذور التي تشبه حبوب الفاصولياء السوداء أو حبوب القهوة الكبيرة .

وتمتاز شجرة الهوهوبا بعدم حاجتها إلى عمليات وقاية أو عناية؛ سوى إزالة الأعشاب، وإضافة السماد الطبيعي لضمان إنتاجها بشكل اقتصادي مجدٍ.

بدأت زراعة شجرة الهوهوبا في فلسطين عام 1981؛ وحتى عام 2014 وصلت المساحة المزروعة بهذه الشجرة 200 دونم من أراضي قريتي مركة ودير غزالة بمحافظة جنين بـ 1200 شجرة؛ منها 600 شجرة أنثى،  تتراوح أعمارها  بين 5 أعوام و30 عامًا.

تبدأ الأشجار بالإنتاج بعد 4 سنوات في حال ريها؛ وبعد 6 سنوات في حال اعتمادها على مياه الأمطار.

تنتج الأشجار الذكرية منها أزهاراً صفراء تنتشر حبوب اللقاح منها بواسطة الهواء بشكل طبيعي إلى الإناث. وتحتاج أي مزرعة هوهوبا الى 10% من الذكور داخل المزرعة للتلقيح؛ أو زراعة سياج من الأشتال يكون بينها بشكل طبيعي 50% من الذكور.

 
تحتوي بذور(بندق) الهوهوبا الجافة على ما بين 50-60% من شمع سائل يسمى "زيت الهوهوبا"؛ ويتم الحصول عليه بالعصر، بدون حصول تلوث للمنطقة المحيطة بالمعصرة أو البيئة، في معصرة لولبية خاصة للبذور الصلبة.  ويوجد معصرة من هذا النوع مع مضخة فلتر في بلدة عرابة بمحافظة جنين في الضفة الغربية؛ وهي حتى عام 2004 الوحيدة في العالم العربي للبذور الصلبة.

إن زراعة الهوهوبا وإنتاج زيتها عملية لا تضر بالبيئة؛ فلا ينتج عنها أي تلوث؛ بل إن أشجار الهوهوبا خضراء وكثيفة الأوراق، وذكورها تنتج أزهاراً صفراء جميلة في فصل الشتاء؛ هذا عدا عن أن الهوهوبا لا تحتاج إلا إلى القليل من المياه، ويمكن زراعتها كسياج أخضر على مداخل المدن.

يستعمل زيت الهوهوبا بعد تصفيته وفلترته للأغراض المختلفة بدون تكرير؛ ولا ينتج من عملية العصر أي ماء أو زيبار؛ لأن بذور الهوهوبا لا تحتوي على أكثر من 2-4% ماء؛ وكل ما ينتج من عصرها عدا عن الزيت_  مادة الجفت الناشف (التفل). ويبقى في ذلك الجفت 10-12% زيت هوهوبا من الدرجة الثانية الذي يستخدم للأغراض الصناعية.
 

يتم استخلاص زيت الهوهوبا الذي هو من الدرجة الثانية من الجفت بواسطة المذيبات العضوية، مثل: الهيكسان، والسايكلوهيكسان.  وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة لما تبقى من الزيت، فإن جفت الهوهوبا يحتوي على حوالي 30% البروتين الذي يحتوي على مادة عضوية سميت (سيموندوسين)؛ وهذه المادة تعيق امتصاص البروتين الموجود في الجفت، وتقلل من شهية الحيوانات للغذاء، لدرجة أن بعض الشركات التجارية تحاول استخدام السيموندوسين كمادة للروجيم لتخفيف الوزن؛ وتمكن الباحثون مؤخراً من استخلاص السيموندوسين بواسطة جرش الجفت وخلطه بالماء للحصول عليه، ثم الحصول عليه بواسطة عمليات التنقية المعروفة بيوكيميائياً.

ويمكن استخدام جفت الهوهوبا كسماد طبيعي  للأرض التي تحتوي على أشجار الهوهوبا؛ وذلك لاحتواء هذا الجفت على نسبة عالية من البروتين الذي يحتوي على النيتروجين المطلوب في التربة لتغذية النبات؛ كما ويمكن استخدام الجفت لأغراض التدفئة كوقود.

استعمالات زيت الهوهوبا كما هو (بدون أي إضافات):  يستعمل زيت الهوهوبا كأنه كريم سائل في عدة مجالات نذكر منها ما يلي:

1- لمنع تكون تجاعيد الوجه والرقبة.

2- في المساج للعضلات؛ لإزالة التشنج وتخفيف آلام المفاصل.

3- لتطرية اليدين وإزالة القشب.

4- لتطرية البطن وإزالة الدهن الزائد ومنع التشققات أو علامات تمدد البطن لدى الحوامل، بفركه عدة مرات.

5- لنضارة البشرة، ومنع الجفاف في الوجه والرقبة واليدين.

6- لتقوية الشعر ومنع سقوطه.

7- في تنعيم الشعر وتسهيل تمشيطه.

8- في إزالة السماط والحكة، بين الفخذين والإبطين.

9- لإزالة القروح الجلدية وحروق الشمس.

10- لتسهيل دخول الزيوت المستخدمة بحمام الزيت، خاصة زيت الزيتون وزيت جوز الهند؛ إذ إن زيت الهوهوبا يشكل حاملًا للزيوت يدخلها للجلد بسرعة.

11- لوقف سيلان الدم أو احمرار الجلد من الناموس ومن الخدوش البسيطة أثناء إزالة الشعر لدى الفتيات، أو الحلاقة لدى الرجال .

يتصف زيت الهوهوبا الفلسطيني بالمواصفات التالية:

1- نسبة الحموضة أقل من  0.4%.

2- رقم البيروكسايد أقل من 4.5 .

3- يتميز زيت الهوهوبا الفلسطيني، لاعتماده على السماد الطبيعي، عن زيت الهوهوبا الإسرائيلي والأمريكي_ بخلوه من المواد الملوثة ومن المركبات الكيماوية والمعادن الثقيلة؛ أي أنه زيت عضوي نظيف 100%. 

4- خالٍ من الجراثيم والأوساخ .

5- خالٍ من الماء والمواد العالقة والمترسبة؛ فهو سائل صافٍ ذهبي اللون ونظيف، صالح للأكل.

6- زيت الهوهوبا الفلسطيني لا يتلف ولا تتغير خواصه الطبيعية حتى بعد سبع سنوات، مالم يتعرض لأشعة الشمس المباشرة.

 

المصدر:
 - المؤسسة العلمية العربية للأبحاث ونقل التكنولوجيا (أسير)
- بروفسور سعيد عساف/ رئيس المؤسسة العلمية العربية للأبحاث ونقل التكنولوجيا (أسير)