يواجه القطاع الزراعي في فلسطين الكثير من المُعيقات والمشاكل، ويقف الاحتلال الإسرائيلي على رأس المتسببين بهذه المُعيقات والمشاكل، بالإضافة إلى المشاكل والمعوقات الذاتية والتي يمكن استعراضها على النحو الآتي:
مشاكل ومعوقات بسبب الاحتلال الإسرائيلي: يمثل الاحتلال الإسرائيلي العائق الرئيسي لقطاع الزراعة الفلسطيني؛ نتيجة للسلسلة متواصلة من الإجراءات والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على هذا القطاع والتي تضع العقبات أمام نموه وتقدمه. ويمكن استعراض وتلخيص أبرز هذه المشاكل والمعوقات على النحو الآتي:
1- مصادة الأراضي وبناء المستوطنات والمعسكرات وشق الطرق الالتفافية.
2- الإعلان عن مساحات شاسعة مناطق عسكرية مغلقة؛ وأخرى للتدريب العسكري يحظر الوصول إليها وممارسة الأنشطة الاقتصادية فيها.
3- إعلان مساحات شاسعة محميات طبيعية تهيئة لمصادرتها والاستيطان فيها.
4- إنشاء الجدار وما نجم عنه من صعوبات وعزل للأراضي الزراعية، وتدمير للزراعة والبنية التحتية.
5- عدم تمكين الشعب الفلسطيني من إدارة موارده الطبيعية والعمل على نهبها بشكل متواصل، وفي مقدمتها المياه التي تمثل روح القطاع الزراعي.
6- انتشار الحواجز العسكرية والسيطرة على المعابر أعاق وحد من حرية حركة السلع والخدمات بين المناطق الفلسطينية من جهة، وبينها وبين العالم الخارجي من جهة أخرى؛ إضافة إلى القيود المفروضة على التجارة الخارجية؛ ما أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج والتسويق الزراعي، وانخفاض في أسعار السوق المحلية.
7- الاجتياحات والحروب المتواصلة التي دمرت ولوثت مساحات واسعة ومحاصيل زراعية- كبدت المزارعين خسائر بشرية ومادية كبيرة؛ إضافة إلى سياسة الاحتلال في اقتلاع الأشجار المثمرة وسرقة المحاصيل وتجريف الأراضي الزراعية بشكل شبه يومي.
8- العمل على منافسة المنتجات الزراعية الفلسطينية بإغراق الأسواق الفلسطينية بمنتجاتها بما فيها منتجات المستوطنات؛ لتضيق الخناق على المزارع الفلسطيني ودفعه إلى هجر أرضه؛ وبالتالي تراجع نسبة العاملين في القطاع الزراعي.
9- منع الرعاة من الوصول إلى المراعي الطبيعية، والاستمرار في مطاردتهم والاعتداء عليهم وهدم بيوتهم وحظائرهم وترحيلهم ومصادرة معداتهم وقطعانهم، وفرض الغرامات المالية الباهظة بحقهم.
10- عدم التزام دولة الاحتلال بالاتفاقيات المعقودة مع الفلسطينيين؛ إذ تفرض بالقوة حدودًا غير ثابتة للصيد؛ وتطارد قطعها الحربية الصيادين، وتطلق عليهم نيران أسلحتها، وتعتقلهم وتصادر مراكبهم التي غالبًا ما تفتقر لتوفر قطع الغيار بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة؛ بالإضافة لصعوبة تسويق الأسماك بمنع وصولها إلى أسواق المحافظات الشمالية أو الأسواق في الخارج.
مشاكل ومعوقات الذاتية: إلى جانب المُعيقات والمشاكل التي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي يواجه قطاع الزراعة الفلسطيني تحديات ذاتية يمكن استعرض أبرزها على النحو الآتي:
- المشاكل ذات العلاقة بالموارد الطبيعية والبيئية:
1- محدودية المياه والأراضي الزراعية، وزيادة المنافسة عليها من قبل القطاعات الأخرى.
2- انجراف التربة وتدهور خواصها وتدني إنتاجيتها.
3- الاستعمال غير السليم للكيماويات، وبشكل خاص المبيدات.
4- تدهور نوعية المياه المستعملة في الري بسبب الضخ الزائد.
5- تدهور الغطاء النباتي ومواطن الأحياء البرية النباتية والحيوانية نتيجة للرعي الجائر.
6- الزحف العمراني والحضري والتوسع العشوائي في الإنشاءات على حساب الأراضي الزراعية.
- المشاكل والمعوقات الفنية:
1- ضعف البنية الأساسية للبحوث الزراعية، وعدم تأهيل محطات التجارب بدرجة كافية، والنقص الحاد في وجود المختبرات والمعدات والأجهزة اللازمة؛ بالإضافة إلى نقص الباحثين والمدربين لتغطية المجالات الزراعية المطلوبة.
2- قلة إمكانيات جهاز الإرشاد ووقاية النبات والخدمات البيطرية.
3- ضعف البنية التحتية الخاصة بقطاع التسويق الزراعي.
4- ضعف أنشطة التصنيع الزراعي والغذائي.
5- قلة البيانات والمعلومات المتوفرة حول الزراعة وتضاربها في بعض الأحيان.
6- ضعف القدرات الفنية الزراعية.
- المشاكل والمعوقات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي:
1- صغر وتشتت الحيازات الزراعية وشيوع ملكيتها؛ ما قلل جدواها الإنتاجية.
2- قلة العائد من الزراعة وارتفاع عنصر المخاطرة؛ ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن العمل في هذا القطاع، بالإضافة إلى قلة الاستثمارات الزراعية.
3- عدم وجود نظام للتمويل الزراعي والريفي.
4- ضعف العمل الجماعي والتعاوني.
5- اتجاه العديد من المواطنين للعمل في الداخل؛ نتيجة الفارق المادي الكبير لعملهم هذا مقارنة مع العمل الزراعي.
- المشاكل والمعوقات المؤسسية والتشريعية:
1- عدم موائمة القوانين والتشريعات الزراعية.
2- ضعف التمويل المباشر من قبل المؤسسات الرسمية، ومحدودية التعويضات للمزارعين المتضررين بفعل الاحتلال أو العوامل الطبيعية؛ بسبب الأزمات المالية التي تعاني منها الحكومة الفلسطينية.
3- التضارب والازدواجية بين المؤسسات ذات العلاقة في القطاع الزراعي، وضعف قدراتها.