تعرف "منظمة العمل الدولية" البطالة بأنها الحالة التي تشمل الأشخاص الذين هم في سن العمل والقادرون عليه والراغبون فيه والباحثون عنه ولا يجدونه. وتمثل البطالة إحدى التحديات الكبرى التي تواجهها دولة فلسطين جـراء عواقبها السلبية على مختلف جوانب الحياة الخاصة والعامة، رغم أنها خارجة عن السيطرة الفلسطينية.
واستنادًا إلى معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (مسح القوى العاملة الفلسطينية - التقرير السنوي: 2022) أشارت النتائج بأن معدل البطالة من مجموع المشاركين في القوى العاملة بلغ 24.4% خلال عام 2022 في فلسطين، بواقع 20.3% بين الذكور، مقابل 40.4% بين الإناث. وقد تركز أعلى معدل للبطالة بين الشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة لكلا الجنسين؛ حيث بلغت النسبة 36.1%، بواقع 31.9% للذكور، و57.0% للإناث.
أما على صعيد المنطقة، فقد أشارت النتائج بأن معدل البطالة في الضفة الغربية بلغ 13.1%، بواقع 10.6% بين الذكور مقابل 23.7% بين الإناث. وقد تركز معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة لكلا الجنسين؛ حيث بلغ 22.7%، بواقع 19.4% بين الذكور مقابل 39.8% بين الإناث في نفس الفئة العمرية.
وفي قطاع غزة بلغ معدل البطالة 45.3%، بواقع 39.1% بين الذكور، مقابل 67.4% بين الإناث. كما بلغ أعلى معدل بطالة بين الشباب للفئة العمرية 15-24 سنة لكلا الجنسين؛ حيث بلغت 62.6%، بواقع 57.2% بين الذكور، مقابل 87.0% بين الإناث في نفس الفئة العمرية.
أشارت النتائج إلى أن أعلى معدل للبطالة في قطاع غزة كان في محافظة دير البلح 54.8%، يليها محافظة خانيونس 49.4%، ثم محافظة رفح 46.3%، وكان أدنى معدل للبطالة في محافظة شمال غزة 38.4%. وفي الضفة الغربية كان أعلى معدل للبطالة في محافظة الخليل بواقع 16.9%، يليها محافظة جنين بواقع 16.8%، ثم محافظة بيت لحم بواقع 15.0% وكان أدنى معدل للبطالة في محافظة القدس 3.2%.
من ناحية أخرى وحسب التوزيع النسبي للعاطلين عن العمل حسب سنوات الدراسة، فقد بينت النتائج أن 0.2% من بين الذكور العاطلين عن العمل لم يحصلوا على أي تعليم، في حين لا يوجد أي من الإناث
عاطلات عن العمل في هذه الفئة.
كما إن 9.1% من بين الذكور العاطلين عن العمل قد أتموا 1-6 سنوات دراسية مقابل 0.5% للإناث العاطلات عن العمل. بالإضافة إلى ذلك أشارت نتائج المسح إلى أن 21.6% من الذكور العاطلين عن العمل قد أتموا 7-9 سنوات دراسية مقابل 1.6% للإناث العاطلات عن العمل الحاصلات على نفس سنوات الدراسة. كما إن 28.5% من الذكور العاطلين عن العمل قد أتموا 13 سنة دراسية فأكثر، مقابل 90.4% للإناث الحاصلات على نفس سنوات الدراسة.
معدلات البطالة في فلسطين
السنة |
معدل البطالة |
بين الذكور |
بين الإناث |
ضفة غربية |
قطاع غزة |
2022 |
24.4% |
20.3% |
40.4% |
13.1% |
45.3% |
2021 |
26.4% |
22.4% |
42.9% |
15.5% |
46.9% |
2020 |
25.9% |
22.5% |
40.1% |
15.7% |
46.6% |
2019 |
25.3% |
21.3% |
41.2% |
14.6% |
45.1% |
2018 |
30.8% |
25.0% |
51.2% |
17.6% |
52.0% |
2017 |
28.4% |
23.2% |
48.2% |
18.7% |
44.4% |
2016 |
26.9% |
22.2% |
44.7% |
18.2% |
41.7% |
2015 |
25.9% |
22.5% |
39.2% |
17.3% |
41.0% |
2014 |
26.9% |
23.9% |
38.4% |
17.7% |
43.9% |
2013 |
23.4% |
20.6% |
35.0% |
18.6% |
32.6% |
2012 |
26.7% |
24.4% |
36.1% |
23.0% |
34.1% |
2011 |
20.9% |
19.2% |
28.4% |
17.3% |
28.7% |
2010 |
23.7% |
23.1% |
26.8% |
17.2% |
37.8% |
2009 |
30.1% |
29.7% |
31.6% |
23.4% |
43.8% |
2008 |
26.0% |
26.5% |
23.8% |
19.0% |
40.6% |
2007 |
21.5% |
22.1% |
19.0% |
17.7% |
29.7% |
2006 |
23.6% |
24.2% |
20.5% |
18.6% |
34.8% |
2005 |
23.5% |
23.7% |
22.3% |
20.3% |
30.3% |
2004 |
26.8% |
28.1% |
20.1% |
22.9% |
35.4% |
2003 |
25.6% |
26.9% |
18.6% |
23.8% |
29.2% |
2002 |
41.2% |
43.2% |
28.6% |
38.1% |
48.1% |
2001 |
25.5% |
27.3% |
14.1% |
20.0% |
34.2% |
2000 |
14.1% |
14.4% |
12.3% |
12.1% |
18.7% |
1999 |
11.8% |
11.6% |
13.0% |
9.5% |
16.9% |
1998 |
14.4% |
14.4% |
15.2% |
11.5% |
20.9% |
1997 |
20.3% |
20.3% |
20.1% |
17.3% |
26.8% |
1996 |
23.8% |
24.5% |
19.6% |
19.6% |
32.5% |
وبالنظر إلى المعطيات الإحصائية أعلاه نلاحظ بأن معدل نسبة البطالة في دولة فلسطين مقلق جدًا؛ نظرًا لارتفاعه بالمقارنة مع الدول الأخرى، بل هو من أعلى المعدلات على الصعيد العالمي لا سيما في قطاع غزة.
ولا شك أن السبب المباشر في تفاقم هذه المشكلة يعود إلى كون فلسطين دولة تحت الاحتلال، الذي يقيد حريتها في استغلال ثرواتها ومواردها الطبيعية ويمنعها من السيطرة على معابرها ومياهها ومجالها الجوي؛ بل ويدمر باستمرار بنيتها التحتية، ويمارس القرصنة على أموالها، فضلًا عن الحصار وإغلاق المعابر كل ذلك بهدف إبقاء الاقتصاد الفلسطيني تابعًا للاقتصاد الإسرائيلي، ويعتمد على ما تجود به الدول المانحة، للحيلولة دون أن تتوفر مقومات الاستقلال.
ومن الملاحظ أيضًا أن نسبة البطالة بين الإناث تفوق نسبتها عند الذكور ولعل السبب في ذلك يعود إلى مفاهيم اجتماعية ما زالت سائدة داخل المجتمع الفلسطيني المحافظ الذي يحاصر المرأة في وظائف معينة، ومن جهة أخرى الطابع الذكوري الذي ما زال مهيمن على قطاع العمل في فلسطين.
واللافت للانتباه ارتفاع نسبة البطالة عند الشباب حملة الشهادات؛ حيث أصبح ينظر لمؤسسات التعليم وكأنها مولـد للبطالة؛ هذه المشكلة آخذة في التنامي سنة بعد أخرى؛ حيث أصبحت الهجرة أحد خيارات الحل بالنسبة للشباب هروبًا من دائرة البطالة والفقر، ليحرم الاقتصاد الفلسطيني من الاستفادة بالشكل الأمثل من طاقاته البشرية؛ ما ينعكس سلبًا على النجاح في إحداث التنمية الاقتصادية.
ومن الملاحظ أيضا التباين الواسع في نسبة البطالة بين الضفة الغربية من جهة وقطاع غزة من جهة أخرى؛ ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتعرض القطاع لعدة حروب.
وتبقى البطالة في دولة فلسطين تشكل إحدى التحديات الجدية التي تواجه الفلسطينيين ويبقى الاحتلال المسبب الرئيسي لها، وبالخلاص من الاحتلال نتخلص من البطالة، وتدور عجلة التنمية.