تقع منطقة الأغوار على طول الجزء الشمالي الشرقي من الضفة الغربية؛ وتشمل كلًا من: محافظة أريحا، ومحافظة طوباس، وجزء من محافظة نابلس. تبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 1638 كيلومترًا مربعًا؛ وتشكل أكثر من 28% من مساحة الضفة الغربية، والبالغة حوالي 5690 كيلو مترًا مربعًا.
تشكل الزراعة العصب الاقتصادي لسكان مناطق الأغوار؛ إذ إن غالبيتهم يعملون في هذا القطاع؛ نظراً لخصوبة الأراضي الزراعية؛ والميزة النسبية للزراعة، حيث يتم انتاج محاصيل في موسم الشتاء، لا يمكن إنتاجها في مناطق أخرى؛ إضافة إلى توفر العديد من المصادر المائية، والمتمثلة بالينابيع، التي تتدفق مياها من السفوح الجبلية المطلة على الأغوار.
المياه الجوفية تعد المصدر الرئيسي في كافة محافظات الأغوار؛ وذلك إما عن طريق الآبار أو الينابيع؛ فيما يعتبر خزان الترسبات الحديثة وخزان الأيوسين المائيين، من أهم الخزانات المائية الجوفية المتجددة في محافظات الأغوار. وتعتمد كمية المياه الجوفية في هذين الخزانين على مقدار الأمطار السنوية الساقطة على المرتفعات الجبلية في الحوض الشرقي، والممتدة من مرتفعات نابلس حتى مرتفعات الخليل؛ فيتغذى هذين الخزانين عن طريق التغذية المباشرة للجريان السطحي للوديان؛ بالإضافة إلى التغذية الجانبية للمياه الجوفية من المناطق الجبلية.
الآبار الجوفية في الأغوار
يقدر عدد الآبار الجوفية الفلسطينية الكلي في مناطق الأغوار بحوالي 209 آبار؛ يعمل منها 89 بئرًا فقط، وذلك بسبب:
1- قدم هذه الآبار: حيث كان قد تم حفرها في أوائل الخمسينيات.
2- ضحالة أعماقها: حيث لا يزيد عمق أي بئر عن 200 متر.
3- وهبوط منسوب المياه، وارتفاع نسبة الأملاح فيها بشكل كبير؛ نتيجة الجفاف، ولقدم المعدات التشغيلية.
4- سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة؛ وحرمان الفلسطينيين من تأهيل هذه الآبار.
5- قيام إسرائيل بحفر العديد من الآبار العميقة؛ (منها 27 بئرًا ذات طاقة إنتاجية عالية في مناطق الأغوار) والتي تحول دون التغذية الجانبية للآبار الفلسطينية؛ ما يضعفها نتيجة اتجاه المياه إلى الأعماق السحيقة للآبار التي يحفرها الاحتلال. ويقدر معدل الاستخراج السنوي للآبار الإسرائيلية بحوالي 35 مليون م3.
الينابيع
تتدفق الينابيع في مناطق عدة؛ ويقدر عدد الينابيع الرئيسية بحوالي 22 ينبوعاً، تتغذى مياهها من الطبقات المائية الجبلية؛ فيما يقدر المعدل العام للتدفق السنوي لهذه الينابيع بحوالي 44 مليون م3/السنة. وتستغل مياه هذه الينابيع في أغراض الزراعة والشرب.
وهناك مجموعة من الينابيع وهي "ينابيع الفشخة" التي يبلغ معدل تصريفها ما بين 80-100م م3/السنة.
تتذبذب كميات مياه ينابيع الأغوار، من موسم إلى آخر؛ تبعًا لتذبذب كميات الأمطار الساقطة على الطبقات الجبلية المغذية لها؛ وذلك اعتماداً على معدلات التغذية الواصلة إلى الحوض الجوفي المتجدد؛ حيث لوحظ تأثر عدد كبير من هذه الينابيع بالجفاف الذي يصيب المنطقة منذ أكثر من 5 سنوات؛ ما أدى إلى انخفاض مقدار التدفق السنوي للعديد منها بشكل دراماتيكي؛ وجفاف البعض الآخر تمامًا.
ولتغطية احتياجات المنطقة المستقبلية؛ يتوجب تطوير المصادر المائية المتاحة، والتي تتمثل في صيانة وتطوير الينابيع، وإعادة تأهيل وتطوير الآبار الزراعية، والحصاد المائي، واستخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة، وتحلية مياه الآبار والينابيع المالحة، إضافة إلى استرداد الحقوق المائية الفلسطينية في نهر الأردن وإحياء مشروع قناة الغور الغربية.
المصدر سلطة المياه، آذار 2014