منذ مدة ليست بالقصيرة تشهد منطقتنا العربية وساحتنا الفلسطينية مناقشات خصبة ومبادرات كثيرة ومشاريع متعددة تهدف إلى الاهتداء إلى الطريقة الأمثل للتعامل مع التطورات والتغيرات التي تطرأ ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستفادة منها، خاصة وأن مثل هذه التطورات قد فتحت آفاقاً جديدة وأبواباً متعددة للتنمية ولجسر الهوة بين المجتمعات المتقدمة تقنياً والأخرى التي لم تتمكن من اللحاق بهذا الركب. وظهرت على السطح، وفي العديد من المقالات والاستراتيجيات مصطلحات جديدة منها "مجتمع المعرفة" و"مجتمع المعلومات" و"المجتمع الرقمي" وحتى "عالم الديجيتال".
لا شك أن الميزة الرئيسية للقرن الحادي والعشرين، هي ثورة وسائل الاتصال الحديثة بكل أبعادها الاقتصادية، والتكنولوجية، والاجتماعية، والسياسية، والإعلامية، والثقافية، التي تأثرت بالانفجار المعلوماتي الهائل في كافة جوانب المعرفة البشرية، وسبل إتاحتها وانتقالها بين المجتمعات، حتى أصبحنا على اتصال مباشر مع كافة أطراف العالم وكأنها في بيوتنا. وأصبح من العسير على الإنسان استيعاب كل المعلومات المتوفرة ودراستها واستغلالها كما ينبغي.
وقد تطور استخدام الإنترنت في فلسطين تطوراً عظيمًا. ويعزو بعض الخبراء هذا التطور إلى حالة الحصار التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، وحاجة الكثيرين للوصول إلى طرق ووسائل بديلة للاتصال المحلي والدولي، وتجاوز الحواجز الجغرافية والعسكرية التي يضعها الاحتلال؛ ما أدى إلى الاعتماد بصورة متزايدة على الاتصال والتواصل الإلكتروني.
يعد التحول الاجتماعي الفلسطيني نحو الإنترنت تحولاً نوعياً متميزاً؛ لقناعة الفلسطينيين بأهمية الإنترنت في تسيير حياتهم اليومية من خلال تمكينهم من إدارة أعمالهم ومتابعة دراستهم الجامعية، وإيصال أخبارهم إلى العالم الخارجي.
حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، 17/05/2023) أظهرت نتائج "مسح القوى العاملة" للعام 2022، بأن 92% من الأسر في فلسطين لديها أو لدى أحد أفرادها إمكانية النفاذ إلى خدمة الإنترنت في المنزل، بواقع 93% في الضفة الغربية، و92% في قطاع غزة.
كما بلغت نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين استخدموا الإنترنت من أي مكان 89% في فلسطين، بواقع 92% في الضفة الغربية و83% في قطاع غزة. وبلغت النسبة 89% بين الذكور و88% بين الإناث.
وارتفع إجمالي عدد مشتركي الإنترنت فائق السرعة ADSL في فلسطين إلى حوالي 358 ألف مشترك في نهاية العام 2022 مقارنة مع حوالي 119 ألف مشترك في نهاية العام 2010، بزيادة بلغت نسبتها 201%، وتضاعف متوسط سرعة الإنترنت Mbps 26 في نهاية العام 2022 مقارنة مع Mbps 13 في نهاية العام 2021.
ونلاحظ أن هناك انخفاض ملحوظ في عدد مشتركي الإنترنت فائق السرعة (لا يشمل مشتركي الألياف الضوئية) عند مقارنته مع العام 2021، وكان عام 2022 هو العام الفعلي لانتشار شبكة الألياف الضوئية في فلسطين حيث بلغ عدد المشتركين في خدمة الألياف الضوئية نهاية العام 2022 ما يقارب51,759 مشترك وهو ما يفسر الانخفاض الذي حصل في عدد مشتركي الانترنت فائق السرعة نتيجة انتقال المشتركين من خدمة الـ ADSL الى خدمة الـFTTH .
وأشارت بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للعام 2022، إلى وجود 9 شركات تعمل مزودة للإنترنت، بواقع: 7 شركات مرخصة لخدمات النطاق العريض، وشركة مرخصة لإنشاء وتشغيل شبكات الألياف الضوئية، وشركة مزود خدمات عبر نموذج الـBSA؛ فيما تم منح 103 شبكات لاسلكية Wi-Fi ترخيص للعمل في العام نفسه؛ كما تم منح ترخيص لـ 67 شركة لاستيراد أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية؛ بالإضافة إلى 15 شركة لتقديم خدمات القيمة المضافة. وقامت الوزارة في العام المذكور بتسجيل 706,617 جهاز نقال جديد تم إدخاله إلى دولة فلسطين.
61% من إجمالي المؤسسات الاقتصادية استخدمت الإنترنت أو كان لديها نفاذ للإنترنت لأغراض العمل، بواقع: 68% في الضفة الغربية، و48% في قطاع غزة.
في حين أن 79% من المؤسسات الاقتصادية قد استخدمت أي من وسائل التواصل الاجتماعي أو المهني (ممن لديها حساب أو ملف شخصي أو رخصة حساب حسب متطلبات الوسيلة المستخدمة) في فلسطين في العام 2021، بواقع: 77% في الضفة الغربية، و84% في قطاع غزة.