ضربت فلسطين عبر التاريخ العديد من الأوبئة كان لها أكبر الأثر على حياة الفلسطينيين، منها: الجدري، والتيفوس، والحصبة، والملاريا، والجذام، والكوليرا، والطاعون. وللحيلولة دون انتشار هذه الأوبئة والأمراض المُعدية، وخصوصًا الطاعون الذي كان أشدّها انتشارًا وفتكا، لجأ الفلسطينيون إلى الحجر الصحيّ في المحاجر؛ فقد كان المرضى يُعزلون في أبنية ومغاور وآبار مُخصصة لذلك. ولعل أشهر وأقدم ما في تاريخنا الفلسطيني عن الحجر الصحي حكاية الرجال العشرة البُرص في مغارة برقين إلى الجنوب من مدينة جنين، الذين شفاهم النبي عيسى عليه السلام فكانت إحدى معجزاته؛ ولاحقا ظهرت الأماكن المخصصة للحجر تحت إشراف الجهات الطبية الرسمية في العهد العثماني؛ إذ أنشأ العثمانيون كرنتينات وبعضهم يُسميها "تحفظخانة" في بعض المدن الفلسطينية، ومنها: الكرنتينا في مدينة غزة، والكرنتينا في مدينة الخليل، والكرنتينا في مدينة نابلس.
وتشير المصادر التاريخية إلى إصابة فلسطن أو أجزاء منها بوباء الطاعون 11 مرة كان أبرزها: "طاعون عمواس" الذي وقع في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت بدايته في بلدة عمواس الواقعة بين القدس والرملة، ثم انتشر في سائر أنحاء بلاد الشام. وتشير المراجع والروايات التاريخية إلى وفاة كثير من الناس، قدر عددهم بما بين 25 و 30 ألف شخص، وكان من بينهم الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح؛ ولمعالجة ذلك الوباء كتب الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى عمرو بن العاص، بضرورة توجّه سكان المدن إلى الجبال، وقد اختفى الوباء بناء على هذا القرار. واعتبر طاعون عمواس امتدادًا لطاعون جستنيان المميت الذي اجتاح الدولة البيزنطية ابتداء من عام 541م إلى 543م. وقتل بين 30 إلى 50 مليون شخص، ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.
كما أصاب فلسطين وباء الطاعون الذي أطلق عليه اسم "الطاعون الأسود" الذي اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352، وكان أول ظهور لهذا الوباء في فلسطين في مدينة غزة عام 1348م، وقد نتج عنه خسائر بشرية كبيرة؛ ففي مدينة غزة وحدها مات في شهر واحد أكثر من10 آلاف نسمة، كان هذا الوباء من أكثر الأوبئة ضراوة في التاريخ الإنساني، وتسبب في موت نحو خمسة وعشرين مليوناً في قارة أوروبا وحدها.
وتشير المصادر التاريخية أيضا إلى إصابة فلسطين بوباء الكوليرا أثناء حملة محمد علي باشا على فلسطين والشام في الفترة 1831 إلى 1840؛ فقد انتشر وباء الكوليرا باسم "الهواء الأصفر" فأنشئت عدة أماكن للحجر الصحي في يافا وكان أهلها وسائر المدن والأرياف في وضع حيطة وتوجس من الأمراض والأوبئة التي يحملها القادمون إلى فلسطين.
وفي فترة الحرب العالمية الأولى انتشر مرض الملاريا في مدينة القدس نتيجة التزود بالمياه عن طريق صهاريج غير آمنة صحيًا من (صاج وتنك).وأيضا لقلة الخدمات الصحية نتيجة نقل الأطباء إجباريًا إلى مراكز القتال البعيدة لمعالجة الجنود العثمانيين. وتزامن كل ذلك مع انتشار المجاعة في البلاد وأمراض أخرى مثل الكوليرا والتيفوس.
وفي عهد الانتداب البريطاني شهدت العديد من المدن والقرى في فلسطين انتشارًا لبعض الأوبئة كالجدري عام 1922، والطاعون عام 1935، والكوليرا عام 1947.
في أواخر العام 2019، بدأ فايروس كورونا "كوفيد-19" في الانتشار انطلاقًا من الصين نحو مختلف دول العالم بما فيها فلسطين؛ وقد شهدت مدينة بيت لحم بداية انتشار فايروس كورونا وصولًا إلى باقي المحافظات الفلسطينية الأخرى وبنسب متفاوتة. وتشير تقارير وزارة الصحة الفلسطينية إلى بلوغ عدد الإصابات في فلسطين حتى 23 تشرين الثاني 2020 نحو 85892 حالة؛ وعدد الوفيات 723 حالة.